القبائل المنتسبة إلى در



بقلم انور احمد ميو
قبائل در (dir) بن أجي بن إرر بن سمالي إحدى القبائل الكبيرة في الصومال، وتعتبر أيضا إحدى القبائل المنتشرة في أراض متنوعة من الصومال الكبير، حيث تقطن في أقصى الشمال الغربي من الصومال وجيبوتي ووسط الصومال والجنوب وأرض الصومال الغربي وشمال شرق كينيا، وقد أنجب در بن أجي أربعة أولاد وهم: مذحويني (madaxweyne)، مذوبي (madoobe)، مدلوك (madaluuk)، مهي (mahe)، كما كانت له ابنة تسمى دونبرو (doombiro)، تزوجها دارود.

1- أما مذحويني بن در فتنتسب إليه قبيلتان هما:

الأولى: أكشي (akishe) بن مذحويني:
تقطن قبيلة أكشي في أراض حول مدينتي هرر وجغجغا في إثيوبيا ووجالي وهرجيسا ومناطق أخرى من صومالاند، وتعتبر من قبائل در الشمالية، ومعلوماتي عنها شحيحة.

الثانية: غرغري (gurgure) بن مذحويني:
وتقطن مع قبيلة العيسى في إقليم شنيلي (shiniile) في إثيوبيا، خاصة مدينة درردوا والقرى المحيطة بها، وتعتبر من القبائل البعيدة عن الصوماليين حيث أن شريحة واسعة منها تتكلم باللغتين الصومالية والأرورومية، وبعضها لا يعرف إلا لغة الأورومو.
2- وأما مذوبي بن در فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:

العيسى بن مذوبي:
وهي قبيلة كبيرة تقطن في مدينة زيلع ولوغهيه في شمال غربي الصومال ومحافظات من جمهورية جيبوتي ومحافظة شنيلي في إثيوبيا إلى مدينة درردوا ، وهي القبيلة المسيطرة في الحكم في جمهورية جيبوتي مع قومية العفر، وتتفرع إلى ستة فروع: الأول: عيلييه (ceeleeye)، الثاني: هولي (holle)، الثالث: هول قادي (hoolqaade) الرابع: وردِيق (wardiiq)، الخامس: هورونه (horone)، السادس: أُوروَيني (uurweyne).
وتعتبر قبيلة العيسى من القبائل الصومالية المحافظة على تقاليدها وتراثها حيث أن لها مَلكا يسمى بالأوغاس، وهو أعلى هرم في القبيلة، وله الطاعة المطلقة في الأمور المصيرية، وله شروط في اختياره، وتعتبر حفلة مراسيم تنصيبه من أدق المراسيم التقليدية وأغربها، ولها قانون يسمى بقانون العيسى يلزم أخذها في المخاصمات.
وقد برز منها ساسة وعلماء وعسكريون وشعراء ومناضلون، منهم الرئيسان حسن غوليد أبتدون، وإسماعيل عمر غيلي، والمناضل محمود حربي، وآدم روبلي، وموغي درر، وعبد الرحمن سليمان بشير وخلق لا يحصون.
والعيساويون نشطون كثيرو الحركة والعمل، ويتكاتفون فيما بينهم، ويحبون الإنسان الصومالي لاسيما البعيد عنهم قُطرا، ويرحبون به ويستمعون إليه، ويستأنسون به كأخ شقيق لهم، ويتكلمون باللهجة المحاتيرية الشمالية، ولهم بعض العبارات التي تميزهم عن الصوماليين مثل (kaa idhi)، ويعنون بها (kugu idhi)، ويمضع أعداد كبيرة منهم شجرة القات، وقد أثرت الثقافة الفرنسية فيهم حيث سافر عدد ضخم منهم إلى فرنسا وتعلموا هناك، ويمارسون الرعي في إثيوبيا والتجارة في جيبوتي.
3- وأما مدلوك بن در فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:
غدبورسي (gadabuurse) بن مدلوك:
وتشتهر أيضا باسم السمرون (samaroon)، وهي سمرون بن سعيد بن داود بن أحمد بن مدلوك بن در، وتقطن في صوماللاند خاصة في غبيلي وبورما وزيلع وأجزاء من إثيوبيا وجيبوتي، وتعتبر من أهم القبائل الشمالية، وهي القبيلة الرئيسية في منطقة أودل بأقصى الشمال الغربي وعاصمتها مدينة بورما.
وتتفرع غدبورسي إلى فروع منها: مكاهيل، محمد عسيو، وهبر عفانو، وغيرها.
وقد برز منها ساسة وعلماء وأكاديميون وشعراء وفنانون منهم طاهر ريالي كاهن رئيس صوماللاند 2003- 2010م، والأديب حسن شيخ مؤمن أحد كبار أدباء الصومال، والبروفسيور أحمد إسماعيل سمتر المحلل السياسي، وأخوه عبدي إسماعيل، والفنانة هبة محمد هودون والفنانة الأخرى الجميلة خديجة قلنجو وغيرهم.
وتعتبر مدينة بورما المعقل الأساسي للقبيلة وبها جامعة عمود من أهمّ الجامعات في الصومال بصفة عامة، وجامعة أيلو أمريكا، وقد اهتمت هذه القبيلة بالتعليم في وقت مبكر، حتى تفوَّقت من حولها، لكنها هاجرت بكثرة إلى الخارج لا سيما أمريكا الشمالية وأروبا الغربية ودول الخليج لاسيما السعودية فلم ترجع هذه العقول إلى البلد.
وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية القريبة من لهجة العيسى، ويمارس أفرادها بالزراعة في منطقة غبيلي، والرعي في مناطق في الحدود وزيلع.
4- وأما مهي بن در فيتفرع إلى فرعين، حنفتري (xiniftire)، سري (surre).
أ- أما حنفتري بن مهي فتنتسب إليه القبائل التالية:

الأولى: إسحاق بن محمد بن حنفتري
وتشتهر بالإساق بحذف الحاء، وهي قبيلة كبيرة لها وزن في الصومال، وتقطن في الأجزاء الشمالية أو المحمية البرطانية السابقة، وقد أعلن معظم أعيان القبيلة الانفصال عن بقية الصومال في 18/5/1991م، ولا تعتقد شريحة كبيرة منها أنها ضمن قبائل در، وترى أنه كان حلفا سياسيا أيام الاستقلال والوحدة، في حين يخالفهم المؤرخون الصوماليون هذا الرأي، وتقطن هذه القبيلة ابتداء من إقليم سناغ وعاصمتها عير غابو، وإقليم توغطير وفيها برعو وإقليم هرجيسا عاصمة الشمال وميناء بربرة ومدينة الشيخ وأودوين ومدن أخرى، وكذلك تقطن منطقة هود في الصومال الغربي المحاذي لصوماللاند، وتمارس أفرادها بالرعي في الأرياف، والتجارة في المدن، بل إن الإسحاقيين من أشهر القبائل الصومالية بالتجارة، وكانوا يأتون بالبضائع إلى أهل البوادي العزل الذين ليس معهم نقود، فيقولون: (iidoor) أي أبدل البهيمة بالبضاعة، فسموهم بهذا الاسم.
وتتفرع قبيلة إسحاق إلى أربع فروع، الأول: هبر أول (h.awal) الذي يتفرع إلى سعد موسى زبير أول، وعيسى موسى زبير أول، الثاني: غرحجس (garxajis)، ويتفرع إلى قسمين: عذا غلي (cidagale)، وهبر يونس وهي أكثر عشائر الإسحاق عددا وانتشارا، والثالث: أرب (arab)، والرابع: أيوب، وهذان الأخيران أقلُّ عددا ممن سبقهما.
قال المؤرخ عيدروس في ” بغية الآمال” (ص 241): ” وهؤلاء الأربعة من أم واحد، ويجمعهم اسم “هبر مغادي” إهـ.
أما الفرع الرابع فهو هبر جعلو (h.jeclo)، ويقال: هبر حبوشي، ويتفرع إلى إبراهيم وأحمد ومحمد وموسى، ويقطن في إقليم توغطير.
وقد برز من الإسحاقيين ساسة وعلماء وأدباء وشعراء وفنانون وعسكريون منهم محمد إبراهيم عغال، وعبد الرحمن تور، وأحمد سينلايو، وعبد الله سلطان تمعدي، وأحمد إسماعيل ديريه، ومحمد إبراهيم هدراوي، وعمر عرته غالب، وزهرة أحمد جامع، وخضرة طاهر عغي، وأحمد حسن عوكي، ومن الصحوة الإسلامية مصطفى إسماعيل هارون، ومحمد درر، وخلق لا يحصون عددا.
والإسحاقيون فصحاء وبلغاء وصرحاء، منفتحون، كريمون يعطون بغير حساب، وإذا رأوا فيك خطأ فلا يترددون في عتابك، يحب الإسحاقي الأدب الصومالي وشعره فيقرأ له، ويصرّ على رأيه والدفاع عن مبادئه، ويتكلمون اللهجة المحاتيرية الشمالية المفخمة، فلهجتهم أصعب اللهجات المحاتيرية نطقا ومخرجا.

الثانية: بيمال بن محمد بن حنفتري
وهي من أكبر القبائل الدرية الجنوبية وأهمها، وتقطن في مناطق في إقليمي شبيلي السفلى وجوبا الوسطى، منها مدينة مركا ومحيطها، وجنالي وجمامه وغيرها، ويمارس أفرادها بالزراعة في مناطق وقرى قريبة من نهري شبيلي وجوبا، ويمارسون أيضا في رعي الأبقار والإبل في المناطق القريبة من الساحل.
كانت لهذه القبيلة سلطنة كبيرة في الساحل الصومالي المحاذي لمدينة مركا، وقال المؤرخ عيدروس في بغية الآمال (ص 103): ” وفي سنة 1284هـ كتب الشيخ موسى حسين البيمالي سلطان بيمال خطا إلى السلطان سعيد بن ماجد سلطان برغش، وأرسله بيد رجل اسمه عثمان لامو من أهل با مختار وطلب منه عساكرا ليحموا مدينة مركه وملحقاتها..”إهـ، وقادت هذه القبيلة في أوائل القرن العشرين ثورة ضد المستعمرين الإيطاليين ، لكنها قمعت، وتعتبر هذه القبيلة حاضنة الصوفية في جنوب الصومال لاسيما في مدينتي مركا وجمامه معقل القبيلة.
ويتفرع أولاد بيمال إلى الفروع الآتية: اسمين بن أرمغي (ismiin armage)، وداذوا بن أرمغي، وسعد بن أرمغي، وغادسن (gaadsan) بن أرمغي، والأخير يقطن في الصومال الغربي.
وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء منهم: عبد الله شيخ إسماعيل السياسي تقلد بمناصب وزارية عدة في الحكومات الانتقالية، والجنرال عبدي ورسمه إسحاق وغيرهما.
وتتكلم قبيلة بيمال باللهجة المحاتيرية الجنوبية، والبيماليون – لاسيما في مركا وجمامه – أهل حضارة وسلام مثل قبائل دغل في منطقة شبيلي السفلى والبنادريين، وكان عدد كبير من معلِّمي القرآن الكريم في الخلاوي القرآنية في مقديشو والجنوب من البيماليين.

الثالثة: دبروبي (Dabruube) بن حنفتري:
وهو عمّ لقبيلة بيمال، ووجوده قليل الآن، وربما انضم إلى بيمال.

الرابعة: باجمال بن محمد بن حنفتري:
وهذه القبيلة صغيرة العدد، وتقطن في إقليم هيران بوسط الصومال.


الخامسة: قرانيو (quraanyo) بن محمد بن حنفتري:
انضم قرانيو بن محمد بن حنفتري إلى بني أخواله من قبيلة غري (gare) الذي هو جدٌّ له من قبل أمّه، واسمها مكه بنت توف بن غري بن غرطيري بن سمالي، ومن فروعه: فركشو (furkisho) وكلي (kuli)، ونمو وكالويش، وهم كثيرون، وسيأتي ذكرهم عند ذكر قبيلة غري إن شاء الله.

قبيلة سري (sure):
ب- وأما سري بن مهي فتنتسب إليه قبيلة سري وهي من أهم القبائل الدرية الجنوبية، وتقطن في وسط الصومال في إقليم مدق خاصة محيط مدينة غالكعيو وقرية بعادوين (bacaadweyn) وغيرها، وفي غلغدود تقطن محيط طوسمريب وقرية حرالي، وفي إقليم هيران قرية كبحلني، وفي باي وأجزاء من مدينة لوق في إقليم غذو، وإذا أطلقت كلمة (در) يراد بها قبيلة سري، لأنها اشتهرت به أكثر من إخوانها السابقين.
وتتفرع قبيلة سري إلى فرعين: الأول عبد الله بن سري، ومن فروعه فقي محمد وفارح وهغر، الثاني: قُبيس بن سري، ومن فروعه: أحدو، وميدكسي وتلويني وفقي عمر.
وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء منهم الشيخ إبراهيم سولي، والشيخ يوسف دريد شيخ صوفي مشهور، وقائد القوات الصومالية حاليا عبد الكريم طغبدن وغيرهم.
ونظرا لتشتت القبيلة في أماكن متفرقة من الوسط والجنوب فإن لهجة القبيلة وممارسة أعمالها تختلف من منطقة لأخرى، فالقبيس في منطقة مدق بوسط الصومال يتكلمون باللهجة المحاتيرية الوسطية ويمارسون الرعي، وهم مقْدِمون في الحرب ومتصفون بالشجاعة، أما فرع العبد الله في هيران ولوق فيتكلمون باللهجة المحاتيرية الجنوبية وهم هادئون ومسالمون، ويمارسون الزراعة في ضفاف نهري شبيلي وجوبا، والسريُّون عموما أهل صوفية ومعروفون بالتدين والشجاعة والقومية.
وهناك قبيلة غريري (gariire) وهي غريري بن سمالي وهو جدّ لقبيلة در وأكبر منه سنّا، لكن فرعه انضم إلى در بالحلف، وتقطن القبيلة في الحدود الصومالية الإثيوبية عند مدينة دولو وإقليم ليبان المجاور.
وهناك أيضا قبيلة ورداي (wardaay)، تعيش في منطقة الشمال الشرقي في كينيا، قيل إنها من قبيلة در، وليس عندي تفاصيل حولها.
وبهذا انتهى سرد قبائل در وعشائرها وبطونها وأفخاذها، والحمد الله على التوفيق.



hgrfhzg hglkjsfm Ygn ]v