الصحابة من العوابثة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ، أما بعد ،،

فإني رأيت الإخوة قد كتبوا عن أعلام العوابثة من الشعراء والأدباء والأعيان ولكن حق لنا أن نفخر بوجود صحابة كرام من صحب النبي الكريم صلوات الله عليه وكان لهم دور بارز في الإسلام وبصمة في تاريخه المجيد الذي يجب أن نحتفي به. وقد بحثت في كتب الصحابة وعثرت على إثنين منهم قد أجمع على ذكرهم جل من حصر الصحابه وهم كالتالي مع تراجمهم:

الأول:
[‏7318‏]‏ قيس بن المكشوح المرادي
يكنى أبا شداد والمكشوح لقب لأبيه واختلف في اسمه ونسبه فقال بن الكلبي هو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بمعجمتين مصغرًا بن بداء بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وقال أبو عمر هو عبد يغوث بن هبيرة بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن احمس بن أنمار البجلي حليف مراد وقال أبو موسى في الذيل قيس بن عبد يغوث بن مكشوح وينبغي أن يكتب بن مكشوح بألف فإنه لقب لأبيه لا اسم جده قال بن الكلبي قيل له المكشوح لأنه ضرب على كشحه أو كوى واختلف في صحبته وقيل أنه لم يسلم إلا في خلافة أبي بكر أو عمر لكنهم ذكروا أنه كان ممن أعان على قتل الأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمين فهذا يدل على أنه أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقتل الأسود في الليلة التي قتل فيها وذلك قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيسير وممن ذكر ذلك محمد بن إسحاق في السيرة وكان قيس فارسًا شجاعًا وهو بن أخت عمرو بن معد يكرب وكانا متباعدين وهو القائل لعمرو‏:‏
فلو لاقيتنى لاقيت قرنا ** وودعت الأحبة بالسلام
وهو المراد بقول عمرو‏:‏
أريد حياته ويريد قتلى ** عذيرك من خليلك من مراد
وكان ممن ارتد عن الإسلام باليمن وقتل داذويه الفارسي كما تقدم ذلك في ترجمته وطلب فيروز ليقتله ففر منه إلى خولان ثم راجع الإسلام وهاجر وشهد الفتوح وله في فتوح العراق آثار شهيرة في القادسية وفي فتح نهاوند <مع النعمان بن مقرن> وغيرها وتقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معد يكرب وذكر الواقدي بسند له أن عمر قال لفيروز يا فيروز إنك ابتلى منك صدق قول فأخبرني من قتل الأسود قال أنا يا أمير المؤمنين قال فمن قتل داذويه الفارسي قال قيس بن مكشوح ويقال إن عمر قال له قولًا فقال يا أمير المؤمنين ما مشيت خلف ملك قط إلا حدثتني نفسي بقتله فقال له عمر أكنت فاعلًا قال لا قال لو قلت نعم ضربت عنقك فقال له عبد الرحمن بن عوف أكنت فاعلا قال لا ولكني استرهبه بذلك وقال أبو عمر قتل بصفين مع على وكان سبب قتله أن بجيلة قالوا له يا أبا شداد خذ رايتنا اليوم فقال غيري خير لكم قالوا ما نريد غيرك قال فوالله إن أخذتها لا انتهي بكم دون صاحب الترس المذهب وكان مع رجل على رأس معاوية فأخذا الراية وحمل حتى وصل إلى صاحب الترس فاعترضه رومي لمعاوية فضرب رجله فقطعها فقتله قيس وإشرعت إليه الرماح فصرع وهذا يقوي قول من زعم أنه بجلي لأن أنمار من بني بجيلة ثم اتضح لي الصواب من كلام بن دريد فإنه فرق بين قيس بن المكشوح الذي قتل الأسود العنسي وبين قيس بن مكشوح البجلي الذي شهد صفين وهذا هو الصواب وجزم دعبل بن علي في طبقات الشعراء بأن له صحبه وذكر أن سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق أمر قيس بن المكشوح وكان عمرو بن معد يكرب من جنده فغضب عمرو من ذلك‏.‏
وقتل مع علي في صفين وكان سبب قتله أن بجيلة قالوا له‏:‏ يا أبا شداد‏.‏ خذ رايتنا اليوم‏.‏ فقال‏:‏ غيري خير لكم‏!‏ قالوا‏:‏ ما نريد غيرك‏!‏ قال‏:‏ فوالله لئن أخذتها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب- وكان الترس مع رجل على رأس معاوية- فأخذ الراية وحمل وقاتل، حتى وصل إلى صاحب الترس، فحمل قيس عليه، فاعترضه رومي لمعاوية، فضرب رجله فقطعها، وقتله قيس‏.‏ وأشرعت إليه الرماح فقتل‏.‏

الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني ، ج5 ، مادة قاف
الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج 5 ، الثالث ممن نزل اليمن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسد الغابة في معرفة الصحابة للإمام ابن الأثير ، باب قاف

والثاني:
[‏4084‏]‏ صفوان بن عسال المرادي
بمهملتين مثقل المرادي من بني زاهر بن عامر بن عوثبان بن مراد قال ابو عبيد عداده في بني جمل له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن ابي حاتم كوفي له صحبة مشهور روى عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث روى عنه زر بن حبيش وعبد الله بن سلمة وغيرهما وذكر انه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة عزوة اخرجه البغوي من طريق عاصم عن زر عنه وقال بن السكن حديث صفوان بن عسال في المسح على الخفين وفضل العلم والتوبة مشهور من رواية عاصم عن زرعنة رواه اكثر من ثلاثين من الائمة عن عاصم ورواه عن زر ايضًا عدة انفس‏.‏ قلت (أبو صالح) وهذا حديث عظيم يشهد لمنزلة صفوان رضي الله عنه لما وصفه عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث روى أهل الحديث عن زِرّ، عن عبد الله بن مسعود، قال‏:‏ حدثني صفوان بن عسّال المرادي، قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متكئ في المسجد على برد له أحمر، فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم، قال‏:‏ ‏"‏مرحباً بطالب العلم، إنّ طالب العلم لتحفُّه الملائكة بأجنحتها‏"

الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني ، ج3 ، مادة صاد
الطبقات لخليفة بن خياط العصفري ، ص136 ، عداد الجمل
أسد الغابة في معرفة الصحابة للإمام ابن الأثير ، باب الصاد

والله من وراء القصد
أخوكم: أبو صالح هادي بن هادي بن سالم بن علي (غنمت) العوبثاني
غفر الله ذنوبه وستر عيوبه


hgwphfm lk hgu,hfem