من قصائد جميل بن معمر الحني

من قصائد جميل بن معمر الحني

(أ) أشهر شعراء قبيلة بني عذرة :
1- الشاعر جميل بن معمر :
وهو أبو عمرو جميل بن معمر بن صباح بن ظبيان بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، الشاعر المشهور[2]، وهو رجل طويل القامة عريض المنكبين جميل الخلقة حسن البزة[3].
حياته مختصرة :
ولد في وادي القرى، بالحجاز، في أيام خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه أي في حدود عام 655م، وتوفي سنة 701م في مصر، أي أن وفاته كانت في عهد خلافة عبد الملك بن مروان، لأن خلافة عبد الملك كانت منذ عام 692م – 705م[4].
أحب هذا الشاعر فتاة من قبيلته، حينما شاهدها ترد عين ماء، فأعجب بها، وكان آنذاك غلامٌ في مقتبل العمر، فقال فيها أبياتاً من الشعر وأخذ يعبر عن حبه وعشقه لها بهذه الأبيات، وحين كبر خطبها، فلم يجاب طلبه، عقاباً لقوله الشعر فيها وذكر إسمها، وبعد ذلك أصبح هائماً بين البوادي والشعاب يترقبها، ويبحث عنها، وقد انطلقت حنجرته بالقصائد والأشعار، عناداً لرفض طلبه، حتى أشتهر بين العرب عاشقاً لابنة عمه، فكان يقول الشعر وقد أبدع في صياغة الألفاظ والكلمات المعبرة، حتى ردد الشعراء أبياته الجميلة، وحينما طالبته قبيلته الكف عن قول الشعر وذكر حبيبته، لم يستجب لذلك، فشكوه لوالي المدنية فأرسل في طلبه، لكن جميل لجأ لأخواله بني جذام، حتى انقضت فترة حكم الوالي، ولم يتوقف جميل عن تتبع حبيبته وتقفي آثارها، حتى رغم زواجها لابن عم لها، ورحيلها معه إلى بلاد الشام حيث نزلوا مدينة اللد، وقد أخبرنا بذلك جميل في إحدى قصائده، حيث زار هذا المكان من أجل رؤيتها .
وكانت هذه الزيارة هي آخر محطات العشق والحب، حيث عاد بعدها أدراجه إلى مصر، فمرض هناك، وقد جاءه الزبير بن بكار بن سهل يعوده، " فقال له جميل، يا ابن سهل، ماذا تقول في رجل لم يشرب الخمر قط، ولم يزن، ولم يقتل النفس، ولم يسرق، ويشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال ابن سهل : أظنه قد نجا، وأرجو له الجنة، ولكن من هذا الرجل ؟ قال جميل : أنا، فقال ابن سهل، والله ما أحسبك سلمت، وأنت تشبب منذ عشرين سنة ببثينة، فقال جميل : لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وإني لفي أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا إن كنت قد وضعت يدي عليها لريبة، فما برحوا حتى مات"، وأتوقع أن عمره حين وفاته كان قرابة 46 عاماً، رحمه الله وغفر له .
ومن قول جميل يفخر بمناقب قبيلته :
قضاعة قومي إن قومي ذؤابة بفضل المساعي في الملمات تعرف
لنا سابقان : الملك والعز والندى قديماً وفي الإسلام ما لا يعنف
وقال في سياق قصيدته الأنفة[5] [ من الطويل ] :
ونحن منعنا يوم أول نساءنا ويوم أُفَيٍّ، والأسنةُ ترعُفُ
ويوم ركايا ذي الجداة، ووقعةٍ ببنيان كانت بعض ما قد تسلفوا
يُحبُّ الغواني البِيضُ ظل لوائنا إذا ما أتانا الصارخُ المتلهفُ
نسيرُ أمامَ الناس، والناس خلفنا فإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
فأي مَعَدٍّ كان فيء رماحهم كما قد أفأنا ، والمفاخر ينصفُ
وكنا إذا ما معشرٌ نصبوا لنا ومرت جواري طيرهم ، وتعيفوا
وضعنا لهم صاع القِصاصِ رهينة ونحن نوفيها ، إذا الناس طفّفُوا
إذا استبق الأقوامُ مجداً ، وجدتنا لنا معرفا مجدٍ ، وللناس معرفُ
برّزنا وأصحَرنا لكل قبيلة بأسيافنا ، إذ يؤكلُ المتضعفُ
ونحن حمينا يوم مكة ، بالقنا قصياً ، وأطراف القنا تتقصفُ
فحُطنا بها أكناف مكة ، بعدما أرادت بها ، ما قد أبى الله ، خندفُ
وتعتبر قصيدة جميل هذه، برهاناً على وقوفهم إلى جانب أخيهم قصي أثناء حربه على خزاعة، أقول ذلك لمن حاول أن يشطب هذه الحادثة التاريخية من التاريخ، متعمدين اقصاؤها، الأمر الذي لم يفحلوا به أبداً .

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس الشعراء العرب ( شعر الفصحى )

---

lk rwhz] [ldg fk lulv hgpkd

معلومات رائعة