بسم الله الرحمن الرحيم
رداً على ما ذكره بعض الباحثين حول نسب عشيرة الذهيبات
في حلقة من حلقات عشائر أهلنة التي يقدمها الأستاذ خليل الدليمي وأجابته على أحد الأشخاص الذي سأله عن نسب عشيرة الذهيبات .
وفيها ذكر الأستاذ خليل الدليمي في رده رأي الدكتور خاشع المعاضيدي : الذهيبات بأن جدهم ذهيب بن صهيب بن عامر ( حجر) بن معدي كرب الزبيدي ـ في كتابه ( من بعض أنساب العرب ( 3 ) أعالي الرافدين، ط1، لسنة 1990 ، بغداد ، ج2،ص10 .) ، وهذا لايصح نسبياً ولا تاريخياً للأسباب الآتية :
1- المشهور عن الذهيبات أنها إحدى عشائر بني لام بسبب سكن بعض أفخاذ وليس كل الذهيبات معهم، و لم يذكروا من زبيد ، مع العلم أن شيوخ بني لام يقرون أن الذهيبات من مياح.
2- لم يرد أسم جدهم ( ذهيب ) في محفوظهم العشائري مطلقاً منذ بداية الكتابة والتأليف ، وعندما ذكرهم العزاوي فأنه ذكرهم ضمن ( الكريط ) وذكر فخذاً من أفخاذهم في طويريج وفي الصليعة.
3- يعد المعاضيدي متأخراً عن العزاوي أولاً وعن القزويني المتوفی سنة 1300 هج – 1882م الذي لم يذكرهم في كتابه ( أنساب القبائل العراقية وغيرها ) ، والذي جاء على الحروف الأبجدية ، ولم يذكرهم كذلك يونس السامرائي والذي اعتمد على أنساب العزاوي.
4- ذهب المعاضيدي بثلاث وسائط لأخ مفترض وظني لعمرو بن معدي كرب أسمه عامر بن معدي كرب الزبيدي وهو في الجاهلية ، ولوكان صحيحاً لأصبحت الذهيبات قبائل عديدة أو عميرة كبيرة فهم قبل الدليم وقبل العزة وقبل العبيد وكل القبائل المنسوبة إلى زبيد ، والذهيبات تكونوا في بداية القرن الهجري الأول حسب ما يدعيه المعاضيدي ولكنها عشيرة صغيرة من عشائر المياح ولا يتجاوز وجودهم أبعد من القرن التاسع عشر ، ولم تذكر كتب الأنساب والتاريخ والأحداث والحوادث جدهم المزعوم.
فكيف عرف المعاضيدي أن الذهيبات من أولاد معدي كرب الزبيدي ومحفوظهم لا يتجاوز القرن الثامن عشر الميلادي ؟ ! أم أنه مجرد أوهام وظنون لايقرها عقل و لامنطق ولا علم فهو لغو بدون دليل وماذكره المعاضيدي أن الذهيبات من هامة زبيد ووجودهم في القرن الأول الهجري، وهذا من القدم لا يوصف لمن لديه معرفة و اطلاع بالتاريخ والأنساب ، وهل تقبل عشائر زبيد أن تكون الذهيبات هامتها ؟ وهم الرؤساء ولهم الإمارة ـ وهل يعرفون هذا فعلاً ويقرون به أم أن مجرد أضغاث أحلام ولغو بدون دليل؟!.
5- يفترض من الباحث أن يكون صادقاً فيما يقول وأميناً فيما يذكر وينقل وأن يشير إلى من قبله من الذين كتبوا في الموضوع ذاته وهم حجة عليه إذا لم يجد دليلاً ينفي ما ذهبوا إليه وهذا لم نجده فيما كتبه المعاضيدي علماً أنه قد سبقه من الماضين الكثير الذين ذكروا أن الذهيبات بطن من ربيعة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
‌أ- علي نعمة الحلو في كتابه ( الأحواز قبائلها وأسرها ) مطبعة الغري 1970م ، ج4 ، ص90 ، إذ قال : (( الذهيبات ... وهم بطن من ربيعة وأخوة السواري ).
‌ب- جابر جليل المانع ( وهو ثقة ) في كتابه ( مسيرة إلى قبائل الأحواز ) ، ص92 ، وقال : ( الذهيبات ... بطن من ربيعة ) .
‌ج- خيرالله طلفاح في كتابه ( الأحواز عربية ) طبع ١٩٨٤م ، ص92 ، وذكر : ( الذهيبات ... بطن من ربيعة من السواري) .
‌د- الشريف كامل الدراجي الرضوي وقد ذكر في كتابه ( قنديل المنارة في أنساب من سكن العمارة ( طبع سنة 1963م ، ص16 ) : ( السيد علي الشرقي بن أحمد ... بن الحسن بن الحسن بن علی ابن أبي طالب عليهم السلام ... سدنته من الذهيبات نسبة إلى أمهم ذهيبة وهم ليسوا من بني لام.).
‌ه- عقيل عبد الحسين المالكي ، وقد ذكر في كتابه ميسان عشائرها قديماً وحديثاً ، في ص 27 : ( الذهيبات من ربيعية من الباوية) ، وفي ص81 ذكر : ( الذهيبات ... بطن من قبيلة عبادة ومن السواري وموطنهم الأصلي الغراف).
‌و- ذكر المؤلف جاسم محمود الذويب في كتابه ( قبيلة آل جعفر ، مطبعة الزهراء ، بغداد ، 1992م ، ج1، ص86 ) : ( الذهيبات من آل جعفر الطيار من عشائر شمر ) .
هذا بعض ماذكره الباحثون الذين سبقوا خاشع المعاضيدي ، ولكن حسب ماعلمنا أن المعاضيدي قد أخذ النسب من الدليمي الذي أراد أن يروج بضاعته ويسوقها بحجة أن نسب الذهيبات هو ماذكره أستاذ التاريخ المعاضيدي ، وقد كان من الأولى بالأستاذ الدليمي كونه باحثاً كما يدعي أن لايعتمد على مصدر واحد متأخر في أثبات الحقائق وإنما كان من الأجدر به أن يعرض جميع وجهات النظر في هذا الموضوع ثم يعطي رأيه ليكون الرد عليه مباشرة كون أن هنالك كثير من المصادر قد سبقت المعاضيدي وإنها ذكرت أن الذهيبات من ربيعة وأخوة السواري وهم من جامع بن محمد المياح وكان على الدليمي أن يطلع على ماذكره الأستاذ ثامر العامري بهذا الصدد في موسوعته ( العشائر العراقية ) في مايتعلق بنسب الذهيبات .
6- إن من المشهور و المحفوظ المتواتر عند رؤساء الذهيبات البوحسون وشيوخهم بيت دعداع ورجالاتهم المعمرين أنهم من المياح وهم أولاد حسون ( الجد الجامع الذي لايتجاوز الجد العاشر ) ابن عبد الإمام بن رحيمة بن سبتي بن حسب الله بن مطر ( إمريزة ) بن سهيل بن خزعل بن جامع بن محمد المياح .
7- كذلك أن المشهور والمحفوظ لدى شيوخ عشيرة آل جامع المياحية ورجالاتها ، أن الذهيبات أخوتهم من بيت الرئاسة ألبوخزعل إضافة إلى أن المحفوظ المتواتر لدى شيوخ المياح وگـرمتهم ( بيت آل باشا آغا ) أن الذهيبات من صلب محمد المياح ( هذا ماذكره المرحوم الشيخ هلال بلاسم محمد الياسين شيخ مشايخ قبيلة المياح للأستاذ ثامر عبد الحسن العامري بحضور عدد من شيوخ عشائر المياح ، وذكره العامري في موسوعته في الجزء الثالث ، صفحة 134 ) .
8- هنالك وثيقة قديمة لشيوخ الذهيبات و المعادنة والسواري الحقيقين في ثلاثينيات القرن العشرين وفي النجف الأشرف يؤكدون انتمائهم إلى جامع بن محمد المياح. وقد نشرناها في موسوعة قبائل ربيعة الجزء الرابع ضمن الوثائق والمستمسكات .
9- من المعلوم أن مع عشيرة الذهيبات أفخاذ عديدة متحالفة معها ، وهؤلاء لا يعرفون عن النسب إلا مايخص نسبهم الحقيقي ونحن نعذر الأستاذ الدليمي لأنه يتخذ من قولهم تعميم ليرد به علينا وهنا لابد أن نوضح نقطة هامة بهذا الشأن وهي أن هؤلاء المتحالفون يدعون أنساب متعددة منها أدعائهم إلى الذهيبات بخط نسب بعيد عن خط نسب الذهيبات الحقيقي كما أن من بينهم بيوتات يدعون السادة العلوية .
و أما قول الدليمي عن أستاذنا محمد الذهبي بأنه أتخذ النخوة ( محتار أبصليج يكريعة ) دليلاً للنسب فهذا أفتراء وتجني على الذهبي من جانبه لأن الذهبي قد ذكر في كتابه الأنساب المنقطعة ( طبع مكتبة مدبولي ، القاهرة ، مصر ،1999م ، ص354 ) : (( أحتار المهوال العقيلي أن يصف عيباً في الذهيبات فقال ( محتار أبصليج يكريعة ) ، أما فيما يتعلق بنخوة الذهيبات فأن المشهور أن نخوتهم هي ( أخوة الكرعة ) ، وهنالك نخوة أخرى هي ( أخوة زريفة ) وهي تخص بعض أفخاذهم وليس نخوة عامة أما نخوة المعادنة فهي ( أخوة شايعة ) )) .
أما سبب تسمية ألبوحسون بالذهيبات فيعود نسبة إلى جدتهم ذهيبة أم مطر ( إمريزة ) بن سهيل بن جامع بن محمد المياح ، وهي أبنة أحد أمراء عبادة كما ذكر ذلك الباحث محمد جعفر العبادي في كتابه ( الإصابة في تمييز قبائل عبادة ) ، طبع النجف الأشرف ، سنة 1990م . كما ذكر ذلك أيضاً الشريف كامل الدراجي الرضوي في كتابه ( قنديل المنارة في أنساب من سكن العمارة ) في ص16 : ( الذهيبات نسبة إلى أمهم ذهيبة ) .
وعشيرة الذهيبات ذرية حسون بن عبد الإمام ( الجد الجامع لعشيرة الذهيبات الذي لا يتجاوز الجد العاشر ) ، وله خمسة أولاد هم :
1- جبر وذراريه يعرفون بـ ( ألبوحسون ) ، وهم بيت رئاسة الذهيبات .
2- خلف ، ومنه بيت الحاج شخيتر ، وبيت محمد الشعلان في الهندية .
3- راشد ، ومنه بيت شيخ علي .
4- محمد وأبنه طلاع ، وذراريه يعرفون بـ ( ألبو طلاع ) .
5- سباهي ، وهؤلاء دخلوا مع أخوتهم بيت جبر .
ومع الذهيبات أخوتهم يرتبطون معهم بالجد الجامع وهو جامع بن محمد المياح مثل المعادنة ، و السواري ، و الكويشات ، و النزارات ، و الششية وقد غلبت عليهم تسمية الذهيبات .
أما قول الدليمي أن الذهبي يمزج الشعر بالنسب فالعرب كلها تقول لولا شعر جرير ، والأخطل والفرزدق لضاعت أنـساب العرب وأيامها ، فالشعر هو الذي حفظ أنساب العرب باعتراف معظم علماء النـسـب ، وأما قوله أن النسب من خلال البصمة الوراثية ( DNA ) ، فنحن بدورنا نقول أن البصمة الوراثية هي أهم تقدم علمي للبشرية في مجال البحث الجنائي في محاربة الجريمة وأثبات النسب للقريب أو نفيه وفي هذا المجال يقول المرجع الأعلى السيد علي الـسســتاني أن البصمة الوراثية هي أثبات الولد لأبويه وليس للأجداد البعيدين وفي هذا المشروع هنالك أيدي خفية ومخططات كبرى هدفها تمرير مخططاتها المعادية للأمة العربية والإسلامية.
وإذا كان DNA يحدد النسب على قول الدليمي فمعناه مايقوله النسابون عبث ولا يحتج به ولايحق لهم رد أية دعوى للنسب لأصحاب الشأن .
و أما قول الدليمي أن الباحث محمد الذهبي يجعل من عشائر ربيعة كلها إلى حمدان بن حمدون ولم يسبقه أحد فهذا تحميل باطل وأفتراء على الدكتور محمد الذهبي إذا أنه من خلال البحث تم التوصل بنسب محمد المياح إلى أسرة آل نما ( علماء دين ) وهؤلاء يعودون بنسبهم إلى آل حمدان بالدليل وقد ذكرنا الدليل في قول الحسن أبي سعد بن محمد أبو المعالي بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون ( الجد الأبعد ) والذي ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء ، و أبن الدبيثي في المختصر المحتاج إليه من تاريخ مدينة السلام ، وكذلك ذكره الدكتور إحسان عباس السوري في تحقيقه لكتاب التذكرة الحمدونية .والنسب إلى آل نما من محفوظ رجالات المياح الواعين وشيوخها وقد أشرنا إلى ذلك بالدليل العقلي والنقلي بكتاب ( أعلام قبيلة المياح ) ، طبع دار الرافد ، بغداد ، سنة 2010م ، ولم نذكر كل قبائل ربيعة وعشائرها من بني حمدان بن حمدون عدا المياح .
وما ذكره المرحوم الأمير ربيعة محمد الحبيب في نسبه إلى سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون برسالة نشرتها مجلة الأنساب النجفية بعددها 18 لسنة 2007م ، ص17 ، والرسالة محفوظة لدى المرحوم السيد عبد الستار النفاخ صاحب المجلة وفيها أنتقد ثامر العامري على تنسيبه إلى مالك بن طوق وإلى عمر بن كلثوم .
كما أن الأمير ربيعة محمد الحبيب حقق هذا النسب من الهيئة العربية للأنساب ووثقها في وزارة الداخلية وقد أُكد نسب الأمير ربيعة محمد الحبيب إلى سيف الدولة علي ، وذكر ذلك الدكتور قحطان الحمداني في كتابه ( قبيلة بني حمدان ) ، طبع بغداد ، لسنة 2015م ، ص719.
وقد ذكرنا ذلك في نسب المياح ، ونسب الأمير ربيعة محمد الحبيب في موسوعة قبائل ربيعة ، طبع بغداد ،ط1،لسنة 2017م فقط .
وبني حمدان لم يذكروا نسبهم بالحمداني وإنما العدوي التغلبي أو الربعي ولكن من كتب عن إمارة بني حمدان بن حمدون من المتأخرين لقبهعم بالحمدانيين .
بينما الأستاذ خليل الدليمي نسب كل عشائر العراق القحطانية وقسم من عشائر ربيعة العدنانية وبإصرار يبديه على هذا النسب إلى عمرو بن معدي كرب الزبيدي وهذا يناقض ما ذكره ابن الكلبي المتوفى عام 204 هج – 819 م في كتابه ( نسب معد و اليمن الكبير ) ، ص326 ، إذ لم يذكر عقب لعمرو بن معدي كرب وكذلك لم يذكر له أعقاب ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456 هج – 1064م في ( جمهرة أنساب العرب ) ، ولم يذكر كل النسابين بعد هؤلاء مثل الحمداني وابن فضل الله العمري و آخرهم القلقشندي المتوفى سنة 821 هج – 1418 م أن زبيد العراق من طيء وذكرهم أنهم البطن الثاني من طي.
ومن المفارقات أن كل تنسيبات الأستاذ الدليمي على الظن و الهروب إلى الماضي بدون دليل تاريخي أو نسبي سوى الادعاء الظني وهو لايصل إلى الحقيقة ويقول أن الأنساب ظنية .
علماً أن قاعدة الظن هي الشك ويعرف الشك بأنه خلاف اليقين وأنه يقود إلى الوهم الذي هو ضرب من الخيال أي بمعنى أنه سراب لاشيء ، وأن كل تنسيبات الأستاذ خليل الدليمي ظنية ويصرح بها علناً في برنامجه ( عشائر أهلنة ) ، ومن جانب آخر يقول أن النسب علم لكنه لايلتزم بتطبيق قواعده ولابطرقه وأساليب البحث العلمي والتاريخي في تحقيق الأنساب .
ونسب المياح كما في محفوظ رجالاتهم إنهم تغالبة ولقد ذكر شيخ مشايخ المياح المرحوم هلال بلاسم محمد الياسين عمود نسبه إلى محمد المياح ومن ربيعة ووقف ، لكن العامري ذكر نسب المياح إلى بكر بن وائل دون دليل كما في موسوعته الجزء الثالث ، ص17. وعندما طلبت حكومة العهد البائد مشجرات العشائر ، قام نسـابوا النجف الاشرف ونسبوا كل قبائل ربيعة العراق الى إمارة ربعية شيبانية مجهولة في قصة وهمية خيالية . وقد سماها المرحوم الأمير ربيعة محمد الحبيب بالقصة الخرافية المضحكة وقد ذكرها المؤلف عبد الحسين العتابي في کتابه بنو ربيعة ، طبع 2010 م ، ص806 ةما بعدها . ولم تذكر هذه الإمارة في كل كتب التاريخ والنسب ولا زلت أنت وبقية كتاب العشائر الحاليين متمسكين بهذا النسب الأسطوري .
ولأن النسب علم له قواعد عامة وضوابط خاصة في البحث والتحقيق والتدقيق لمعرفة النسب الصحيح والصريح من خلال المحفوظ والمسموع إذا تطابق مع ما تذكره المصادر التاريخية والنسبية ومعاجم الرجال والبلدان وخرائط انتشار العشائر وزمن ارتحالها واستقرارها والوثائق المعتبرة والصحيحة والموثقة إذا تطابقت مع الحقائق والدلائل. إضافة إلى ذلك أن يكون النسابة صادقاً وأمينا وشجاعاً وان تكون له دراية بعلم الرواية ووثاقة الراوي الذي من صفاته مشاهدته للحدث أو مشاركته له أو معاصرته للحدث ، و للباحث معرفة بعلم المنطق وأصول الجرح والتعديل.
فالمياح في محفوظاتهم المتواترة أن أحد أجدادهم أبو النما ( ابن نما ) أي من أسرة ال نما الربعي ومن تغلب ، ومن محفوظاتهم أيضا أن جامع أبو المياح و أحد أبنائه يدعى جامع . فالحقائق والدلائل هي التي قادتنا إلى نسب المياح إلى أسرة آل نما التي تذهب بنسبها إلى جامع بن المظفر بن أبي عبد الله الحسين بن أبي محمد الحسن ناصر الدولة بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون العدوي التغلبي الربعي . وكما ذكر النسابة المرحوم عبد الكريم محمد علي العبدي في مجلة الأنساب النجفية بعددها 15 ، لسنة 2007م ، ص18 ، نسب المياح إلى ناصر الدولة الحسـن أبي محمد ،وما ذكره العزاوي في كتابه عشائر العراق طبع لندن ، لسنة 1956 ، ج4 ، ص166، وقد قيل أن الرؤساء ( بيت ياسين ) من ربيعة من بيت الإمارة .
وأكدها يونس الشيخ إبراهيم السامرائي في كتابه القبائل العراقية ، ج2، ص647 : (( عشيرة المياح من عشائر ربيعة ... والرؤساء ( بيت ياسين ) من ربيعة من بيت الإمارة )) ، وهذا مما يؤكد أن بيت ياسين وهم من صلب محمد المياح فالمياح تغلبية ، لأن العزاوي ذكر في الجزء الرابع ، صفحة 163 ، أن الإمارة تغلبية .
كما ذكر المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم في كتابه ( البدو ) معلومات شاملة وفريدة من نوعها عن تاريخ القبائل وأصولها وأنسابها وهجراتها و الترابط القائم بينها ، فذكر في الجزء الثالث في بحث ربيعة ص508 ، وفيه ربط بين قبائل ربيعة وعشائرها الحالية وتفرقها بعد معركة البسوس ، إذ ذكر في ص509 وما بعدها أن المياح تغلبية بالدليل والمصادر ، و أوبنهايم يسبق العزاوي بعشرات السنين . ومن المتأخرين الشيخ علي الكوراني في كتابه ( قبيلة تغلب ) وذكر أن ربيعة العراق تغلبية .
وقد ذكر النسابة عبد الله بن عبار العنزي عمود نسب المياح في مشجرة تغلب في مؤلفاته ، كما ذكرت عشرات المصادر القديمة والمعتبرة أن أسرة آل نما تنتمي بنسبها إلى حمدان بن حمدون العدوي التغلبي الربعي وهم أجداد المياح .
ومع هذا فقد اتهمنا الأستاذ خليل الدليمي إننا نسبنا كل عشائر ربيعة العراق إلى حمدان بن حمدون التغلبي العدوي وهذا غير صحيح و تجني على الباحث الأستاذ محمد عبد الرضا الذهبي وهو من بيت رئاسة الذهيبات ألبوحسون ومن صميمهم ونحن أول من ذكر نسب المياح إلى تغلب ومن آل نما و إلى حمدان بن حمدون قبل الأستاذ الذهبي بأكثر من عشر سنين من أشتراكنا في موسوعة قبائل ربيعة ، ومن محفوظات رجالاتنا كوني أحد رموز قبيلة المياح ومن فخذ بيت الرئاسة بيت ناصر بن حسين الأشحم وذكرت ذلك في كتابي ( أعلام قبيلة المياح ) ، طبع دار رافد للمنشورات ، بغداد ، 2010م ، وقد طبعت منه أربعة آلاف نسخة نفدت من المتكبات جميعها ، ولازالت بعض دور النشر تتصل بي لإعادة طبعه ونشره ولكني قرنت طباعتها بموافقة أصحاب حقوق النشر دار الرافد .
وتأكيداً لصحة نسب المياح أجريت في عام 2021م بحثاً تأصيلياً بعنوان ( المياح تأريخ ونسب ) معززاً بالمصادر القديمة الموثقة ونشرته في موقع ( النسابون العرب ) ومواقع أخرى من شبكة الأنتريت ووزعت منه عشرات النسخ المطبوعة على الباحثين ومكتبات النجف الأشرف العامة .
وقد دونا نسب المياح مع الزميل الأستاذ محمد عبد الرضا الذهبي في موسوعة قبائل ربيعة .
كذلك دونا ماذكره المرحوم الأمير ربيعة محمد الحبيب عن نسبه إلى سيف الدولة الحمداني عام 2007م قبل تأليفنا للموسوعة وصدور طبعتها الأولى عام 2017م . ولقد أفردنا لتحقيق ذلك فصلاً في كتابنا ( الوجيز في منهجية دراسة قواعد علم النسب ) ، طبع دار الرافد للمطبوعات ، بغداد ، سنة 2019م .
ونحن في ختام هذا الحديث لعلى دراية تامة وثقة مطلقة بأن الأستاذ خليل الدليمي المحترم سوف لا يقرأ هذا الرد ولن يرد عليه كونه لايصغي إلى صوت الحقيقة و لا في السعي لكشفها ، ولم يطلع على تاريخ مؤلفاتي في التربية والتاريخ والنسب .
ولكن أعرض هذا الرد على الباحثين والمتخصصين ببحث الأنساب ليطلعوا على الحقيقة دون محاباة أو مداهنة لأن الأنساب لاتكتب أو تقال بناءاً على الرغبات والعاطفة أو المداراة . والله ولي التوفيق ...



الأستاذ
عبد العباس محمد حاشي الشحمان المياحي
الباحث المحقق في نسب قبائل ربيعة
أمين نسب قبيلة المياح


v]hW ugn lh `;vi fuq hgfhpedk p,g ksf uadvm hg`idfhj