النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الشيخ صالح بن سليمان بن محمد العُمري

بسم الله الرحمن الرحيم لمحات من حياة الشيخ صالح بن سليمان بن محمد العُـمَـري # العلامة ابن سليم والعبادي وابن مانع والعبدان وابن

  1. #1
    مشرف مجلس القبائل العمرية
    تاريخ التسجيل
    30-11-2013
    الدولة
    الرياض - القصيم
    المشاركات
    48

    افتراضي الشيخ صالح بن سليمان بن محمد العُمري

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لمحات من حياة


    الشيخ صالح بن سليمان بن محمد العُـمَـري


    # العلامة ابن سليم والعبادي وابن مانع والعبدان وابن حميد شيوخه الذين تتلمذ عليهم
    # أول من دعا إلى فتح أسطح الحرم المكي لمواجهة ازدحام الحجاج والمعتمرين



    نسـبه :
    هو المربي الأديب الصالح الشيخ صالح بن سليمان بن محمد بن سليمان بن مبارك بن عبدالله بن أمين بن خير الله العُـمَـري ينتهي نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه • من بني عدي بن كعب من قبيـلة قـريـش • ولد في مدينة بريدة عام 1337 هجرية ، الموافق لعام 1918 للميلاد •


    نشـأته :
    نشأ وتربى في بيئة دينية وتربوية وتعليمية انعكس أثرها عليه في حياته منذ الصغر إلى أن توفاه الله ؛ فوالده الشيخ سليمان بن محمد العُمري من الملازمين للعلماء،وقد أثرت شخصية الشيخ سليمان العُمري في أولاده حيث كان يحرص على تدريسهم القرآن ويحثهم على الاستزادة من العلماء ومحبة مجالسهم وذكرهم فانطبعت صفة حب العلم والعلماء والجلوس للتعلم على أيديهم في نفس ابنه الشيخ صالح العُمري الذي جلس لطلب العلم عند العلماء في مختلف مراحل عمره ، وإضافة إلى أثر والده عليه ، فقد أفاد الشيخ صالح العُمري كثيراً من ملازمته لجده لأمه علاّمة القصيم في زمنه الشيخ عمر بن محمد بن سليم عن ملازمته للشيخ عمر ومعرفته بأحواله وتأثره به يقول :


    أما الشيخ عمر رحمه الله فقد ربيت في أحضانه منذ الطفولة ، وكنت في فترة من الفترات أبيت أكثر الليالي في منزله ، حيث كنت أقوم ببعض الخدمة له لأنه جدي لأمي رحمه الله ، ولم يكن له أولاد ذكور في ذلك الوقت ، فكنت أعرف من حاله الكثير مما لم يتيسر لغيري معرفته ، وقد بدأت بالقراءة عليه في عام 1351هـ ولازمته أكثر الوقت إلى أن توفي رحمه الله وأنا عنده في عام1362هـ ".


    كما أفاد الشيخ صالح العُمري في نشأته من والدته لولوة بنت الشيخ عمر بن سليم فائدة كبيرة، حيث كانت رحمها الله بحكم تربيتها على يد الشيخ عمر ، ووجود الكتاتيب للفتيات آنذاك ، تجيد القراءة والكتابة وتحفظ كثيراً من سور القرآن الكريم ، فانعكس أثر ذلك على أولادها وفي مقدمتهم نجلها الأكبر الشيخ صالح العُمري • وبالإضافة إلى فائدته من تلك البيئة التربوية الجيدة فقد أفاد الشيخ صالح العُمري من التحاقه بعدد من الكُتَّاب ـ المدارس غير النظامية ـ التي كانت موجودة في بلده • وكانت البداية مع الكُتَّاب منذ السابعة من عمره ، حيث تعلم الكتابــة والقراءة وأصول الحساب وقواعد الإملاء والخط العربي وبعض العلوم الدينية لدى كُتَّاب كل من : الشيخ عبدالعزيز الصالح الفرج ، والشيخ صالح المحمد الصقعبي ، والشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سليم • ولم يثن طلب العلم في الكُتَّاب الشيخ صالح العُمري عن الإفادة من علماء مجتمعه وهـو ما أشار إليه حين قال: قرأت على عدة علماء أجلاء وذكر منهم :العلامة الشيخ عمر بن محمد بن سليم والعلامة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي والعلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع و العلامة الشيخِِ عبدالله بن محمد بن حميد و العلامة الشيخ محمد بن صالح بن سليم و العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العبدان والعلامة المربي عبدالله بن إبراهيم آل سليم . وإضافة إلى نشأته العلمية المميزة فقد أفاد الشيخ صالح العُمري من بيئته التي عاش فيها والتي كان من سماتها في ذلك العصر تحمل المسؤولية منذ الصغر .


    وفي خلال مراحل الطفولة والطلب تعرف الشيخ صالح العُمري كذلك على مجموعة من الزملاء الذين تأثر بهم ، وتأثروا به ، وتوثقت أواصر المحبة بينه وبينهم وزاد ذلك كلا منهم حرصاً على طلب العلم•ومن أبرز الزملاء الذين ذكرهم الشيخ صالح العُمري عند الحديث عن تلك المرحلة أو خلال دراسته على العلماء وفي الكُتَّاب كل من أخويه الشيخ إبراهيم بن سليمان العُمري والشيخ ناصر بن سليمان العُمري ، والشيخ صالح بن أحمد الخريصي ، والشيخ علي السالم المحمد السالم ، والشيخ عبد العزيز بن صالح الفوزان ،والـشيخ صالح بن إبراهيم البليهي ، والشيخ عبدالله بن سليمان المشعلي ، والشيخ فهد بن عبدالعزيز السعيد،والشيخ علي بن محمد المطلق .


    أثر النشأة والبيئة في تكوين شخصيته:
    بدأ نبوغ الشيخ وإفادته من بيئته العلمية تظهر في مرحلة مبكرة من عمره، وهذا مما مكنه وهو ابن الثالثة عشرة من أن يصبح قارئاً في المسجد، حيث كان يقرأ في متون الحديث على جماعة المسجد بعد الصلاة أو بين الأذان والإقامة • ثم يقوم الإمام بشرح ما قرأ وبيان معانيه للجماعة من باب الوعظ والإرشاد،كما استمر ذلك الأثر التربوي ملازماً له في بقية حياته ، فاتسم بعدد من السمات منها حسن المعتقد ، وحب العلم والعلماء ، والنصح والجرأة في قول الحق .


    أما عن حسن المعتقد عند الشيخ صالح العُمري فيدل عليه مسلكه الذي كان عليه في حياته من جانب ، ثم الآثار والأعمال التي قام بها من جانب آخر ن كما تبرز هذه السمة عند الشيخ صالح العُمري في الكثير من الكتابات التي كتبها ، سواء أكانت على شكل كتابات صحفيـة ، أم مقالات في مجلات ، أم مؤلفات ، ومن نماذج ذلك ، مثلا ، موقفه من قضية فلسطين ، ورأيه بأهمية غرس العقيدة الصحيحة عند الشعب الفلسطيني باعتبار ذلك أول مراحل العلاج العملية لهذه القضية ، وفي الجانب العملي يوجد العديد من الأمثلة التي تدل على الحرص على تصحيح ما يشوب المجتمع من فساد في الجانب العقدي ، وإن استدعى الأمر الاتصال بالجهات المختصة لذلك • ومن نماذج ذلك ماقام به الشيخ صالح العُمري من تنبيه ومتابعة شخصية مع المسؤولين للقضاء على بعض المظاهر الشركية التي كانت موجودة حول غار الخدير بالجوى قرب العلا ، وكان من ثمار ذلك قيام الجهات المختصة بنسف غار وشجرة كان الناس يتبركون بهما هناك ، أما عن حب العلم والعلماء فشواهده كثيرة جداً وتدل سيرته على أنه كان ذو علاقة وصلة وثيقة بالعلم والعلماء منذ الصغر إلى آخر أيام حياته ويكفينا دلالة على محبته للعلماء حرصه على تأليف هذا الكتاب الذي ترجم فيه لأكثر من مائتين عالم من علماء القصيم ، والذي أضحى مصدراً تاريخياً أولياً ونادراً لعدد من العلماء المترجم لهم بتراجم حفظت ذكرهم ، وحببت الناس فيهم ، وتدل تراجم عدد من العلماء الذين ترجم لهم في هذا الكتاب وفي غبره من المؤلفات على تلك الصلة فيما بينهم وبين الشيخ صالح العُمري وزياراته لهم والمودة لهم . أما عن سمة النصح للعامة وللخاصة ، والجرأة في قول الحق عند الشيخ صالح العُمري فشواهدها هي الأخرى كثيرة جدا فمن ذلك ، مثلاً ، ماذكره في ترجمته لداعية الجنوب الشيخ عبدالله القرعاوي - رحمه الله - من نصح للجنة التي أرسلت لزيارة مدارسه في جنوب المملكة والوقوف عليها وكتابة تقرير لوزارة المعارف حولها ، ومن ذلك اقتراحه ، بل وإلحاحه على الجهات المشرفة على شؤون الحرم المكي ، ممثلة في المشرف على إدارة شؤون الحرمين الشيخ عبدالله بن حميد ، رحمه الله ، بالسعي لفتح أسطح الحرم ليتوسع بها الناس وقت الازدحام ، والتي حين بدئ بتنفيذها كانت ، على ما يبدو ، نقطة انطلاق للتحسينات التي تمت فيما بعد على أسطح الحرم المكي فكانت متسعاً للزوار والمصلين من الحجاج والعمار ، وعلى النهج نفسه كان إلحاحه لدى المسؤولين بضرورة الإسراع في فتح خلوات الحرم مرة أخرى بعد أن اقفلت للترميم وإعادة التصميم إثر أحداث الحرم المكي الشريف في محرم 1400هـ ، واتبع ذلك ببرقية إلى خادم الحرمين الشريفين ، يقترح عليه النظر في إقامة دور علوي للمطاف في الحرم المكي، ومما جاء فيها :


    لما نعلمه من اهتمام جلالتكم بأمور المسلمين عامة وراحة حجاج بيت الله الحرام وزواره خاصة ، ولما لاحظنا من تزايد عدد الحجاج والمعتمرين في السنوات الأخيرة واستمرار الزيادة عاماً بعد عام ، ولما يحصل في المواسم من المشقة والزحام في المطاف وحول الكعبة المشرفة ، ولما في شريعة الإسلام من التيسير على المسلمين في أداء شعائر الدين ، فإني أرجو أن يعرض جلالتكم على مجلس هيئة كبار العلماء فكرة بناء دور علوي للمطاف يرتفع نحو ثلاثة أمتار ويكون خارج محيط المطاف القديم على حد المقام وبئر زمزم ، وأن يتفرع جسر يربطه بالدور العلوي من الحرم بمحاذاة الحجر الأسود ليسهل وصول الرؤساء والملوك الوافدين إليه بدون مشقة عليهم وعلى حرسهم والطائفين والمصلين ، ويخصص موقف لموكب الرؤساء والملوك عند مدخل الدور العلوي للحرم مما يلي كبري الصفا بمحاذاة الحجر الأسود وليكون هذا الدور سعة للمسلمين في المواسم ، فإذا قدم زائر كبير ممن يلزم له حراسة خصص له هذا الدور وقت طوافه وهذا أيسر له وللطواف والمصلين وأيسر في الحراسة .

    وعلى العموم فيمكن القارئ الاطلاع على بيان أوفى لهذه السمة عند الشيخ صالح العُمري مع توثيق لنماذجها في المؤلف المخصص عن حياة الشيخ صالح العُمري وآثاره ، حيث تشتمل نماذج عـدة من صور قول الحق والنصح فيه عند الشيخ صالح العُمري في القضايا الداخلية ، مثل قضايا الزراعة والمياه ، وفي قضايا التعليم ، وفي قضايا المواصلات والإتصالات ، وفي عدد من القضايا الخارجية ، وبالذات قضية فلسطين ، والعلاقات السعودية المصرية إثر الموجة الناصرية ، ورأيه في جامعة الدول العربية ، وغير ذلك من القضايا المحلية والخارجية التي شارك الشيخ صالح العُمري برأيه وقلمه فيها .


    # افتتح سبعين مدرسة في سبع سنوات
    # أول من طالب بإنصاف المدرسين الوطنيين
    # دعا إلى الاهتمام بالتعليم المهني وإنشاء مصانع صغيرة لتدريب الحرفيين السعوديين
    # سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم يكلف الشيخ صالح العُمري لإدارة دور الأيتام والنهوض بها



    العُمري في وظائف التعليم:
    بالرغم من قلة الوظائف الحكومية بل وندرتها آنذاك ، إلا أن الشيخ صالح العُمري كان له نصيب في الحصول علي أحد مقاعدها منذ وقت مبكر من حياته •وكانت أولى الوظائف التي تولاها التدريس في مدرسة بريدة في ربيع الأول عام 1358هـ أي بعد عامين فقط من انطلاقة التعليم النظامي فـي القصيم ، وذلك بافتتاح مدرسة بريدة عام 1356هـ ، وفي عام 1362هـ ، وعلى إثر شغـور وظيفة معاون المدير لمدرسة بريدة رفع الشيخ صالح العُمري إليها ، وحين استعانت مديرية المعارف عام 1367هـ بالشيخ عبد الله بن إبراهيم آل سليم مدير مدرسة بريدة ، لافتتاح مدرسة الرياض وإدارتها ، لم تتردد المعارف في تعيين الشيخ العُمري مديراً لمدرسة بريدة .

    وقد كان للنجاح الذي حققه الشيخ صالح العُمري في إدارة مدرسة بريدة ، وتنفيذ المهام التعليمية الأخرى في القصيم دور في سعي إدارة المعارف على استحداث وظيفة معتمد للمعارف في القصيم وتعيينه عليها منذ إحداثها عام 1369 هـ ، لينطلق الشيخ صالح بعد ذلك في عمل دءوب لنشر التعليم في أرجاء منطقة القصيم ، في خطوات موازية لطموحات المسئولين في ظل توجهات الدولة وتمشياً مع النقلة الحضارية التي كانت المملكة العربية السعودية تعيشها ، ومن خلال استعراض ما كتبه الشيخ صالح العُمري عن تاريخ التعليم في القصيم وقصة افتتاح المدارس الجديدة خلال توليه مسؤولية التعليم تبرز عدد من الملامح والسمات التي توفرت لديه والتي وظفها في مصلحة التعليم.

    وبالتالي يمكن تتبع أبرز الخطوات التي قام بها ، والسمات العامة للتعليم خلال تلك المرحلة بالآتي :

    أولا : بذل المزيد من المحاولات لتغيير نظرة العامة للتعليم ، والعمل على تحريك شعور المواطنين نحو التعليم ، لكسب تأييدهم له ، وتشجيعهم على إلحاق أبنائهم بالمدرسة .
    ثانياً : العمل على فتح مدارس جديدة لمواجهة الأعداد التي بدأت تتزايد وبخاصة بعد التغير النسبي في نظرة الناس للتعليم • وكانت البداية فتح مدرستين في بريدة هما المدرسة المنصورية ، ثم المدرسة العزيزية ، خلال عام واحد هو عام 1368 هـ ، و كان ذلك قبل أن يتولى الإشراف على التعليم في القصيم .
    ثالثاً : ضـم الكتاتيب للتعليم النظامي ، وهي خطوة إيجابية في سبيل تقدم التعليم الحكومي المنظم ، فقد كان ضم الكتاتيب ذا أثر إيجابي مضاعف لتقدم التعليم النظامي ، فهو من ناحية سيقضي على منافستها للتعليم النظامي ، ومن جهة أخرى سيدعم التعليم الحكومي بالخبرات الموجودة فيها • رابعا : امتاز الشيخ صالح العُمري بفطنة وبحاسة يستطيع من خلالها أن يزن الرجال ويعرف قدرهم في مجتمعاتهم ، وقد ساعدته هذه الخصلة على تطبيق سياسته في اختيار الرجال في تلك المرحلة التأسيسية ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وبذل الوسع في سبيل تحقيق ذلك . خامساً : بـذل الجهود مع الأهالي من جهة ، ومع الدولة من جهة أخرى ، ليعم التعليم مناطق جديدة في القصيم لم تنل شرف التعليم النظامي بعد ، إضافة إلى التوسع في المناطق التي كانت قد التحقت في ركب التعليم من قبل ، وتحمل ما واجهه من الصعوبات والمشكلات في سبيل ذلك ، خاصة موقف المعارضين للتعليم بالتهجم والمقاطعة وعدم قبول فتح المدارس.
    وبالحكمة واللين والمجاهدة استطاعت معتمدية القصيم في فترة تولي الشيخ صالح العُمري لها أن تنجح في افتتاح ما يزيد على سبعين مدرسة في حوالي سبع سنوات فقط ، وظل الشيخ صالح العُمري قائما بوظيفة معتمد القصيم إلى أواخر عام 1374 هـ ، وهو العام الذي شهد تغيرات في جهاز التعليم ، في أعقاب إحداث وزارة المعارف والتحاق جيل جديد من رجال التعليم فيها ، ففضل الشيخ صالح العُمري بعدها ترك العمل في التعليم ، لينتقل بعد ذلك إلى مجال آخر لا يقل عنه أهمية هو مجال العمل الاجتماعي على نحو ما سيأتي بيانه لاحقاً .

    وبالرغم من أن الشيخ صالح العُمري ترك العمل رسمياً في جهاز التعليم ، إلا أنه قد ظل وثيق الصلة بالتعليم والعلم والعلماء ، بل إنه قد سخر تلك الخبرة التي اكتسبها من التعليم في طرح عدد من الآراء التي خرجت مكتوبة من خلال المنابر الصحفية ، والتي كان يهدف منها إلى تطوير الأداء وتصحيح الأوضاع كما وكيفاً حيث قضية تأهيل المعلمين من القضايا المهمة التي كتب عنها كثيرا من المقالات التي أفاد فيها من تلك الخبرات السابقة، ووجه اهتماماً خاصاً بقضية المعلم المدرسي، والسبيل الأمثل لإعداده وتطويره كيفاً ، والسبل التي كان يراها لتغطية النقص الحاصل في هذا المجال كماً ، واقترح بعض الخطوات العملية التي تثري هذا الجانب ، مثل المناداة بإجراء اختبار دور ثان للتوجيهي والكفاءة ،وتعيين خريجي التوجيهي معلمين في المرتبة السادسة والمتوسطة في المرتبة الثامنة،وصرف بدل سكن للجميع أسوة بالمتعاقدين، وترقية جميع رجال التعليم الأكفاء من المعلمين والموظفين الذين أمضوا مدة طويلة في وظائفهم دون ترقية ، وإلغاء المرتبة التاسعة من ملاك المدرسين لأنها كما قال : " لا تليق بمن يطلب منه تربية الجيل ".

    وفي مقالة أخرى عن أوضاع المعلمين كتب تحت عنوان ( متناقضات ؟! أزمة مدرسين وجامعيون عاطلون ) تطرق الشيخ صالح العُمري إلى قضية ستين خريجا جامعيا في ذلك الوقت لم تسارع وزارة المعارف لتوظيفهم رغم الحاجة إليهم ، وشدد على ضرورة الإسراع في توظيفهم . ورد الشيخ صالح العُمري في مقالته هذه على الحجج التي قد تحتج بها الوزارة أو المبررات التي قد تبديها وراء عدم تعيينهم ، ثم قال بكل قوة وصراحة :

    إن الوزارة لا تشجع المدرسين الوطنيين على اختلاف طبقاتهم وتباين مؤهلاتهم ، وقد نادينا في أعداد سابقة من هذه الصحيفة بإنصاف المدرسين الوطنيين وتشجيعهم ، ومع ذلك فلم نجد لذلك أي أثر يذكر ، وإذا كانت الوزارة المحترمة تبعث المندوبين للبنان وسوريا والأردن والسودان للبحث عن المدرسين أليس من الأولى والأجدر بها أن تقدم المواطنين على غيرهم ؟ أليس من الواجب المحتم على الأقل أن يساووا بالأجانب ؟ لا أدري ماذا ستقول الوزارة إجابة على هذه الأسئلة ، ولكن المؤكد أنها ستعلل بتعليلات غير مقبولة من المواطنين .

    إن الشعب يحمل المسئولين في الوزارة تأخر الدراسة بسبب هذه الأعمال التعسفية التي تعامل بها المدرس الوطني" ، يبدو أن الحكومة تجاوبت مع تلك النداءات من الشيخ صالح العُمري وأمثاله من الغيورين على مصالح بلادهم ، ووجهت لذلك اهتماماً خاصاً لقضية تأهيل المعلمين من الوطنين لسد الحاجة في هذا القطاع المهم ، ومن أبرز ما تم في ذلك توسيع معاهد المعلمين والرفع من مستوياتها التعليمية ، وافتتاح المعاهد التكميلية لخريجيها القدامى ، ثم افتتاح كليات خاصة بالمعلمين إضافة إلى تأهيل المعلمين تربوياً في كليات الجامعات التي انتشرت في أرجاء المملكة العربية السعودية ، ويضاف إلى ذلك تعديل سلم رواتب المعلمين الذي كان له دور كبير في جذب اهتمام الخريجين لهذه المهنة العظيمة ، وكان نتيجة لذلك الاهتمام المتواصل أن ارتفعت معدلات الاكتفاء الذاتي من المعلمين الوطنين في مراحل التعليم العام إلى درجات عالية جداً ، وفي فترة زمنية تعتبر قياسية في عمر الدول النامية ، ولم يقصر الشيخ صالح العُمري اهتمامه في قضية تأهيل المعلمين على مراحل التعليم العام ؛ الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، بل إن المراحل العليا من التعليم الجامعي أخذت نصيبا جيدا من كتاباته المتعددة ومن أبرز ما يشار إليه في هذا الجانب ما كتبه من اقتراح جريء ومبكر في عمر التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ، يرشح فيه مجموعة من العلماء والمفكرين السعوديين للإسهام في التعليم الجامعي . ومن قضايا التعليم التي أخذت حيزا من اهتمامات العُمري قضية التعليم المهني وضرورة العمل على تشجيعه لفقر البلاد للمهنيين في مجالي الإنتاج والصيانة .

    وقد وضع الشيخ صالح العُمري أمام المسؤولين بعض المقترحات التي يرى بأنها كانت كفيلة بتحقيق بعض التقدم في ذلك المجال ، ومن أبرز ما فيها : الإكثار من المدارس الصناعية وتطويرها ، وفتح مدارس عالية للصناعات المختلفة وفتح قسم للنسيج في بعض المدارس الصناعية لعدم وجود هذا النوع من الصناعة في المملكة العربية السعودية ، و تشجيع الطلاب على القيام بأعمال صناعية تدريجية خارج نطاق المدرسة استعدادا لمرحلة ما بعد التخرج ،واختيار نخبة من الخريجين المتميزين للتدريس في المدارس الصناعية ، مع تأهيل من يحتاج منهم إلى ذلك بالابتعاث إلى الخارج ، والعمل على إنشاء مصانع صغيرة للمتخرجين ، سواء بطريق المنح أو القرض الطويل الأجل ، كي لا يضيع جهد التعليم المهني سدى ، ولعل المتابع لحركة التعليم في المملكة العربية السعودية بشقيها ، التعليم العام والتعليم المهني والخاص يلحظ أن كثيراً من تلك الآراء الصريحة ، والمقترحات الجيدة التي نادى بها الشيخ صالح العُمري وغيره من المصلحين قد وضعت موضع التنفيذ ، وفق خطط تنموية ، حسنت من أوضاع التعليم كثيراً ، وإن لم يصل بعد للدرجة الأمثل التي يأملها كل غيور على دينه وأمته .


    العُمري في الرعاية الاجتماعية :
    شهدت أواخر عام 1375 من الهجرة بداية نقلة جديدة في تاريخ الرعاية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية ، وذلك حين تم التفاهم بين جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية والمشرف على قطاع الرعاية الاجتماعية على تطوير هذا القطاع ، وإحداث دائرة خاصة ترعى شؤونه بإشراف من الشيخ محمد بن إبراهيم نفسه الذي استدعى الشيخ صالح العُمري ، الذي كان آنئذٍ في رحلة في مكة المكرمة يلتقط فيها أنفاسه ، بعد أن سلَّم العمل في معتمدية المعارف في القصيم لغيره ، ليتوجه إلى الرياض لأمر يتعلق بالمديرية ، وفور وصوله الرياض كلفه الشيخ محمد بن إبراهيم بعمل المساعد للمدير العام لدور الأيتام وذلك اعتباراً من 25 ذي القعدة من عام 1375 هـ ، ونظراً لمرض المدير المعين لدور الأيتام ، الشيخ عبدالله الفهيد ، وعجزه عن أداء العمل ، فقد أعقب الشيخ محمد قراره في اليوم نفسه بقرار آخر يقضي بتكليف العُمري بالعمل نائبا عن المدير .

    وسخر الشيخ صالح العُمري ذلك الدعم السخي من الدولة والتشجيع الذي وجده من سماحة المفتي ، مع ما لديه من خبرات جيدة في مجال التعليم اكتسبها من عمله السابق في القصيم ليبدأ مرحلة جديدة في الريادة والعمل لا تقل عن المغامرة السابقة التي خاضها من قبل في تعليم القصيم ، إن لم تفقها وإن كانت تزيد عن سابقتها من حيث كبر المساحة التي تغطيها ، فلئن كانت مهمة الشيخ صالح العُمري السابقة في التعليم قاصرة على منطقة القصيم وبعض ما جاورها من مناطق كالزلفي فإنه الآن أمام مناطق مترامية الأطراف من المملكة العربية السعودية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، كما أن هذه المهمة تتعلق باليتامى الذين حث القرآن الكريم والسنة النبوية على الإحسان إليهم ، وحذرا من التهاون في حقهم وقد أثبتت الأيام أن تكليف الشيخ صالح العُمري بالقيام بهذه المهمة التأسيسية للعمل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية كان قراراً موفقا ، حيث صرف الشيخ مع فريق العمل الذي اختاره بنفسه كل جهده ووقته للمسير بهذا الجانب قدما ، وفق ما كان المسؤولون يأملون حين جرت إناطة هذه المهمة به ،ولم تمض شهور قليلة على بدء تحمل الشيخ لهذه الأمانة إلا وقد تضاعفت أعداد الدور الاجتماعية عدة مرات ، فبعد أن كانت محدودة العدد متمثلة فقط بالدور الثلاث في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض ارتفع عددها في العام الأول لتولي الشيخ صالح المهمة إلى حوالي ثلاث عشر داراً تنتشر في كل من بريدة وعنيزة وحائل والمجمعة والجبيل والزلفي والدلم وشقراء وضرمى والدوادمي ، ونتيجة لتلك الجهود في تطوير الإدارة وتأسيس الدور ، فإن سماحة مفتي الديار السعودية لم يتردد في تثبيت الشيخ صالح العُمري مديرا عاماً لدور الأيتام بعد أن انتقل الشيخ عبدالله المطلق الفهيد إلى رحمة الله تعالى ، وذلك اعتباراً من شعبان عام 1376 هـ ، وجاء قرار التثبيت ليشعل الحماس في نفس الشيخ صالح العُمري ، وليذكره من جديد بعظم الأمانة التي حمل إياها ، ليضاعف الجهود للمضي قدما بما سبق وأن بدأ فيه من قبل لتطوير الدور والعمل على تغطية مناطق أخرى جديدة لم تصل إليها هذه الدور من قبل .

    ولم تمض أشهر بعد ذلك حتى انتشرت دور الأيتام وغيرها من مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتضاعفت أعدادها لتغطي معظم مناطق المملكة العربية السعودية ، حيث افتتح دور للأيتام وللرعاية الاجتماعية في كل من الاحساء والدمام والجوف والقريات وتبوك والعلا وينبع وجدة والقنفذة وجيزان والطائف والباحة وبيشة والأفلاج ووادي الدواسر ، وفي الوقت نفسه جرى تجهيز هذه الدور بما يلزم لها من معلمين ومراقبين وخدم وإعاشة للطلاب ، ليرتفع عدد الدور المكتملة من ثلاث دور إلى ثلاثين داراً في أقل من عامين .

    وعند تأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1380 هـ بادر الشيخ صالح العُمري إلى ضم الإدارة العامة لدور الأيتام إلى هذه الوزارة الجديدة تحسبا لمزيد من الرعاية ، لاسيما وأن سماحة المفتي قد اعتذر عن الاستمرار في الإشراف عليها ، وهو يرى بأن هذه الإدارة قد قامت على قدميها وتوجهت في مسارها ، وأن عليه من المسؤوليات الأخرى ما فيه الكفاية من حمل ثقيل ، وفي ظل الوضع الجديد للرعاية الاجتماعية واصل الشيخ صالح العُمري جهوده لخدمة تلك الفئات من المجتمع في المملكة العربية السعودية التي شهدت قفزات تطويرية ملموسة في الكم والكيف حيث تم افتتاح أنواع أخرى جديدة من دور الرعاية الاجتماعية ، مثل دور الحضانة ، والملاحظة الاجتماعية ، ودار رعاية أبناء المسلمين بمكة المكرمة وغيرها.

    وفي أواخر عام 1391 هـ طلبت رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الموافقة على نقل خدمات الشيخ صالح العُمري إلى جهاز الرئاسة ، وتقديرًا للشيخ صالح العُمري وخدماته ، ولتوافق ذلك مع رغبته في القرب من العلم والعلماء وافقت الوزارة على التنازل عنه ، ليعمل مديرا للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إلى أن طلب الإحالة على التقاعد ،للتفرغ لشؤونه الخاصة ، اعتبارا من الحادي عشر من شهر رمضان المبارك من عام1394هـ، لينهي الشيخ صالح العُمري بذلك تاريخه في العمل الوظيفي .


    # جريدة "القصيم" من بنات أفكار الشيخ صالح وهو الذي تقدم بطلب الإذن لإصدارها
    # رحلة الشيخ صالح العُمري إلى الكويت وشراء مطابع خاصة لإصدار جريدة "القصيم"


    العُمري والعمل الصحفي :
    من المعروف أن الجزيرة العربية بشكل عام ونجد بشكل خاص قد تأخرت نسبيا في تأسيس الطباعة أو الصحافة ، وإذا كان ذلك حال الطباعة والصحافة في الرياض العاصمة فإن المتوقع ألا تكون القصيم بأحسن حالاً منها، إذ إن مجرد التفكير في أمر الصحافة أو الطباعة يعتبر خطوة مرحلية جيدة في ذلك الوقت ، ومع ذلك فإن التاريخ يشهد على أن القصيم برواده كان يسابق الزمن ليساير الركب، وبأن جريدة القصيم تعود في جذورها إلى وقت مبكر من عمر الصحافة في منطقة نجد .

    ويقول صاحب فكرتها الشيخ صالح العُمري : بأن الفكرة قد تولدت لديه منذ عام1369 هـ ، عندما كان مسؤولا عن التعليم،لإحساسه بالحاجة إلى إصدار صحيفة تخدم المنطقة لاسيما مع انتشار التعليم ، إلا أن مشاغله العملية في شؤون التعليم في منطقة القصيم في مراحل التأسيس والبناء كانت فيما يبدو تقف حائلا أمام وضع الفكرة موضع التنفيذ ، ولذلك لم تبدأ الخطوات العملية لوضع الفكرة موضع التنفيذ إلا في عام 1374 هـ الذي شهد مرحلة جديدة من التغيرات في قطاع التعليم ، ومن ثم في حياة العُمري الوظيفية ، وذلك بإنشاء وزارة جديدة للمعارف عام 1373 هـ ، و يبدو أن العُمري بدأ يلمس صعوبة تأقلمه مع الوضع الجديد ، وانتهت الأمور، كما مر سابقاً ، باعتذاره عن الاستمرار في العمل في وزارة المعارف في أواخر عام 1374 هـ . كما أن صدور مجلة اليمامة في الرياض كأول مجلة تصدر في نجد ، ومن ثم طباعتها في الرياض قد كسر ، على ما يبدو، حاجزا نفسيا مهما في طريق العمل الصحفي في المنطقة ، ولذلك بادر الشيخ صالح العُمري باتخاذ بعض الخطوات العملية لتأسيس الجريدة وتتلخص بالآتي : أولاً : التقدم إلى الجهات المسؤولة طالباً الإذن في إصدار صحيفة في القصيم وباسم " القصيم " ، ودارت بعد ذلك عدد من المراسلات بين الشيخ صالح العُمري والجهات الرسمية ، ثم بين الجهات الرسمية نفسها لإصدار التصريح اللازم . ثانياً : افتتح في العام نفسه مكتبا لجريدة القصيم في شارع الخبيب بمدينة بريدة وبدأ يجتمع فيه مع نخبة من مثقفي البلد .
    ثالثاً : أجرى مباحثات مع بعض الجهات التجارية في الكويت والعراق لشراء مطبعة للجريدة من المعرض الدولي في بغداد • تحسبا لصدور الموافقة النهائية لإصدار الجريدة . وفيما كانت الإجراءات الرسمية لإصدار التصريح النهائي للجريدة تدور بين أجهزة الدولة ، كان الشيخ صالح العُمري قد تسنم سدة العمل في الرعاية الاجتماعية في أواخر عام 1375 هـ مما جمد الموضوع مؤقتا لفترة من الزمن ، وبالتحديد إلى عام 1379 هـ الذي شهد تطوراً في موضـوع الجريدة بحصول الأستاذ عبدالله العلي الصانع على ترخيص لإصدار جريدة باسم القصيم ، فاعترض الشيخ صالح العُمري على ذلك مخاطباً عددا من الجهات الرسمية ، وموضحا بأنه صاحب الحق الأول في التصريح بإصدار صحيفة باسم القصيم ، وبالرغم من ذلك فإن عجلة المطابع قد دارت في مطابع الرياض مصدرة للعدد الأول من جريدة القصيم في شهر جمادى الآخرة من عام 1379 هـ ، ولكن لا لتنهي الخلاف ، بل لتزيد المشكلة تعقيداً ،فلقد واصل الشيخ صالح العُمري مسعاه لطلب سحب الترخيص الذي أعطي لغيره باسم "القصيم" ، وبعد سلسلة من الاعتراضات والمراسلات بين العُمري والجهات المسؤولة ، صدر أمر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز ، رحمه الله ، في غرة جمادى الآخرة من عام 1381 هـ ، يقضي بأن يتولى الشيخ صالح العُمري "مسؤولية رئاسة التحرير مسؤولية كاملة ، وذلك لأن المذكور كان أول من تقدم بطلب امتياز جريدة القصيم " .

    ومنذ ذلك التاريخ تولى الشيخ صالح العُمري مسؤولية رئاسة التحرير وظل الأستاذ عبدالله الصانع على وضعه السابق من ناحية الامتياز ، ومن جديد كتب الشيخ صالح العُمري إلى الجهات المختصة طالباً الاستقلال بالجريدة ، نظرًا إلى أن العمل لم يستقم في الجريدة بينه وبين الأستاذ الصانع ، وذلك أمر متوقع للآثار التي خلفتها تراكمات النزاع بينهما حول الأحقية بإصدار الجريدة ، وبعد التحقيق الرسمي في الخلاف بين العُمري والصانع صدر قرار معالي وزير الدولة لشؤون الإذاعة والصحافة والنشر بنقل جميع شؤون الجريدة وامتياز إصدارها إلى الشيخ صالح العُمري ، باعتباره صاحب الطلب الأول لها ، وجاء في خطاب معاليه إلى الشيخ صالح العُمري:
    نظـراً للحيثيات المشار إليها من أنكم أول من تقدم بطلب امتياز إصدارجريدة عن القصيم ، ولما اقتضته المصلحة ترى الحكومة أن تمنحكم امتياز جريدة القصيم وأن تنقل إليكم حقوقها كاملة من تاريخ كتابنا هذا ، بحيث تكونون صاحب امتياز الجريدة ورئيس تحريرها المسئول للسير بها وفق أنظمة المطبوعات الجارية المفعول الآن ، وعليكم تقع مسئولية جميع مايتعلق بشئون الجريدة " .
    وهكذا ، واعتباراً من العدد رقم 114 الصادر في 23 رمضان 1381 هـ أصبح الشيخ صالح العُمري يجمع بين امتياز الجريدة ورئاسة تحريرها ، واستمر على ذلك إلى أن توقف نبض الجريدة بصدور ملحق العدد 216 بتاريخ 28 شوال من عام 1383 هـ على إثر صدور نظام المؤسسات الصحفية وإنهاء صحافة الافراد الصادر في ذلك العام .

    العُمري والطباعة :
    مرت جريدة القصيم في عهد الشيخ صالح العُمري بتجربة ومعاناة في طباعتها في مطابع الرياض وكانت تلك المعاناة والمواقف المتكررة من مطابع الرياض مع جريدة القصيم وغيرها من الصحف دافعاً قوياً للشيخ صالح العُمري كي يراجع حساباته ، وأن يسعى جدياً لتأسيس مطابع خاصة للجريدة حتى لا تقع تحت رحمة الغير .

    ونجح العُمري في مسعاه حين وفق خلال زيارة للكويت أواخر عام1381 هـ في شراء مطابع خاصة للجريدة ، ووصلت إلى الرياض بوقت قصير لتجهيزها لطباعة الجريدة .

    وفي ذي القعدة من عام 1382 هـ ، أطلت "القصيم "على قرائها في العدد 161 مطبوعاً في " مطابع القصيم " التي وضعت الجريدة بتأسيسها نهاية لمعاناتها السابقة مع مطابع الرياض ، وتلا ذلك عدد من الخطوات التطويرية لتحسين العمل في مطابع القصيم ، مثل تأمين مطبعة حديثة تمكن الجريدة من تلبية طلبات المكتبات في جميع أنحاء المملكة، وزيادة عدد الصفحات ، وبناء مقر خاص للمطابع في الرياض وتجهيزه بالمزيد من المعدات الحديثة التي تلائم فها ، وبينما كانت الجريدة بمطابعها تسير في رسالتها قدماً فوجئت بصدور نظام المؤسسات الصحفية الذي اعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لصحافة الأفراد ، وكان توقف الجريدة ، في ظل وجود المطابع وتجهيزاتها الحديثة يعني تحول أهداف المطابع وملاكها إلى مطابع تجارية لتسهم مع غيرها من المطابع الأخرى ، في سد الحاجة القائمة آنذاك ، ومما ينبغي الإشارة إليه أن هذه المطابع ، وبسبب الخلفية العلمية والتربية الدينية والتجربة التعليمية والثقافية لأصحابها صالح وإبراهيم وناصر العُمري ، كان لها دور مميز في إثراء الساحة بعدد من المطبوعات ذات الصبغة الدينية أو الثقافية ونشر الكتب المخطوطة من التراث الإسلامي • مطابع بريدة ( في بريدة ) : وفي الوقت الذي كان الشيخ صالح العُمري يسهم في بناء الحركة العلمية والثقافية من موقعه بالرياض فإنه كذلك لم ينس موطنه الأصلي القصيم ، فقرر أن يصرف شيئاً من جهده وخبرته المكتسبة في ميدان الطباعة للإسهام مع أشقائه إبراهيم وناصر السليمان العُمري في تأسيس أول مطابع في منطقة القصيم ( هي مطابع بريدة ) ، وذلك في عام 1389، وكان لإنشاء المطابع الأولى والوحيدة آنذاك في منطقة القصيم دور لسد حاجة ملحة للمنطقة ، إذ كانت الحاجة إلى الطباعة تضطر أهل القصيم للسفر إلى المدن الكبرى لقضائها ، ومن جانب آخر فإن مطابع بريدة قد سارت على نهج مطابع القصيم في الرياض في تركيز الجهد على نشر كتب التراث الإسلامي وعلوم الدين .

    وكان من الشرف لمطابع بريدة المطابع الأولى في القصيم أن يكون أول عمل تدور فيه أولى عجلاتها هو طباعة كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد < للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وكان الشرف أيضاً للشقيقين الشيخ صالح العُمري والأستاذ ناصر العُمري بالإشراف بنفسيهما على طباعة هذا الكتاب وتصحيحه .

    وسار العُمريون في رعاية مطابع القصيم و بريدة ، إلا أن جهدهم قد فتر بعد أن ازداد عدد المطابع في الرياض وتحول بعض منها إلى أهداف تجارية بحتة ، وفي عام1392هـ قرر إلا أن إغلاق مطابع القصيم ، ثم مطابع بريدة وبيع معداتهما لبعض المطابع الأخرى ، لتطوي بذلك صفحة من تاريخ الشيخ صالح العُمري وعلاقاته بالطباعة والنشر ، وليتجه للإسهام في ميادين تنموية أخرى من أبرزها البدء بالخطوات العملية لتأسيس مصنع إسمنت القصيم الذي أصبح حقيقة قائمة لواحد من أكبر المصانع السعودية ، وفي عام 1396هـ ، وبعد أقل من عامين من تركه العمل الوظيفي فضل الشيخ صالح العُمري العودة مرة أخرى للاستقرار في مسقط رأسه بريدة حيث قضى فيها بقية حياته متفرغاً لأعماله الخاصة ، وللكتابة والتأليف والمشاركة بفاعلية في متابعة أحوال المجتمع ، يحدوه في ذلك بذل النصح للخاصة والعامة ، حيث واصل الكتابة في مقالات أخرى تناولت جوانب في السياسة والقضايا الاجتماعية لا يتسع المقام لطرحها في مثل هذه المقالة ، ولعل أبرز مايشار إليه في هذا المقام ما قام به الشيخ صالح العُمري من عمل قيم عند عودته إلى بريدة وهو تأليف الكتابين القيمين وهما كتاب : علماء أل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم ، وكتاب التعليم في القصيم بين الماضي والحاضر ، وهذان الكتابان دون مبالغة يعدان مصدراً أوليا في موضوعاتهما، ولا يتسع المقام في مثل هذه المقالة لبسط الحديث عنهما أو عن المقالات بعض المقالات الأخرى للشيخ صالح العُمري ومن يريد الاستزادة عنهما يمكنه الإطلاع عليهما مباشرة أو الرجوع إلى ما كتبته عنهما ضمن المؤلف الخاص عن حياته " صالح بن سليمان العُمري حياته وأثاره .

    واستمر الشيخ صالح على ذلك الجهد العام والخاص إلى أن وافاه الأجل المحتوم - يرحمه الله - في يوم الجمعة الرابع من شهر جمادى الآخرة من عام 1411هـ بعد عمر طويل قضاه في خدمة دينه وأمته .

    وقد حزن الناس عامتهم وخاصتهم لوفاته حزنا شديداً ، ظهرت آثاره في الصلاة عليه ، وفي العزاء ، وفي الرثاء شعراً ونثراً مما لا يتسع المقام للحديث عنه ، فرحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله خير الجزاء على ما قدم لدينه وأمته ووطنه، وأبدله في أخراه خيراً مما قدم ومما خلف إنه سميع مجيب .



    أعـــــــدّه
    أ . د . عمر بن صالح بن سليمان العُمري
    رئيس قسم التاريخ والحضارة
    بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


    hgado whgp fk sgdlhk lpl] hguElvd


  2. #2
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    اكرم وانعم باحفاد الفاروق رضي الله عنه

    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

  3. #3
    مشرف مجلس القبائل العمرية
    تاريخ التسجيل
    30-11-2013
    الدولة
    الرياض - القصيم
    المشاركات
    48

    افتراضي

    ماعليك زود وهذا من طيبك أستاذي القدير شكراً لمرورك .

  4. #4
    مشرف مجلس القبائل العمرية
    تاريخ التسجيل
    30-11-2013
    الدولة
    الرياض - القصيم
    المشاركات
    48

    افتراضي

    سأضع روابط لصور تخص زيارة الشيخ رحمة الله للموصل وصور اخرى في موضوع مستقل ان شاء الله .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله العُمري ; 09-12-2013 الساعة 12:07 PM سبب آخر: خطأ بسبط

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المشجر العُمري لذرية فياض بن أبى الحسن العُمري
    بواسطة خالد عبد الله عنان في المنتدى مجلس السادة العنانية العمرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-02-2017, 05:33 PM
  2. محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني البكري الصديقي
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس القبائل البكرية و التيمية العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-02-2014, 08:46 PM
  3. سامى محمد السيد ـ من شعراء الشرقية !!!!
    بواسطة حنان صيام في المنتدى مجلس الشعراء العرب ( شعر الفصحى )
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2010, 04:42 PM
  4. سامى محمد السيد ـ من شعراء الشرقية !!!!
    بواسطة حنان صيام في المنتدى دواوين الشعراء القدامى و المعاصرين
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-03-2010, 08:56 PM
  5. سامى محمد السيد ـ من شعراء الشرقية !!!!
    بواسطة حنان صيام في المنتدى مجلس الشعراء العرب ( شعر الفصحى )
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-03-2010, 08:56 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum