سبب تسمية قبيلة ثمالة بأسم مطر الليل


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن مما يبهج النفس ويسعد الفؤاد أن يجد الرجل نفسه في قبيلة لها أسماء
تدل على شجاعة
أفرادها وتدل على كرم أهلها ولكن عندما تجد نفسك في قبيلة يسميها البعض بأسماء لا تعرف
هل هي أسماء مدح و ثناء أم هي غير ذلك وأن مما شدني لطرح هذا الموضوع
هو أسم أشتهرت به قبيلتنا ألا وهو (مطر الليل)
(مطر الليل)
وما أدراك (مطر الليل)
أسم متأرجح لا تعرف فيه ولا تنكر
فالمطر بشرى خير وبركة
و الليل فيه من العجائب و الأسرار الشئ الكثير
ولكن بين ردهات هذا الاسم تجد قصة فريدة من نوعاها
قصة عجيبة
لم أكن أتوقع أنها بهذه القوة و الصرامة
حيث أن الأجداد في السابق لم يكن عندهم سوى الحلول الجذرية
لأغلب المشاكل و الحوادث
وفي الحين الذي سمعت فيه هذه القصة انقدح في ذهني صياغتها
وإخراجها للإحبة في هذا المنتدى العامر
وأظن أني أطلت عليكم
ولكن
إلى ردهات هذه القصة العجيبة الغريبة

في يوم من الأيام أجتمع في بيتنا عدد كبير من كبار القبيلة وبعد صلاة العشاء
أتانا ضيف طلحي الأصل وهو كبير في السن تجاوز عمره 85 عام
وفي أثناء الحديث سأل هذا الرجل والدي وبعض الحاضرين
عن سبب تسمية قبيلة ثمالة باسم (مطر الليل)
فتكلم أحد الرواة قائلاً
(( ......كان هناك رجل وأبنه قد انطلاقا عند بزوغ الفجر وخرجا بقطيع من الغنم كالعادة إلى المراعي
وفي منتصف النهار عاد الأب وبقي الابن منتظر مغير الشمس حتى تأذن لهو بالعودة بالقطيع إلى بيتهم
وفي أثناء طريق العودة كان هناك نعجة من النعاج قد حان وقت دفعها ووضعها وقد تمت عملية الولادة طبيعية
وخرج طفلها إلى هذه الحياة في هذه الأثناء مر به رجل من قبيلة (......؟؟؟......) وهي قبيلة قريبة من بلاد ثمالة
مر بهذا الابن وهو في طريق العودة فنظر هذا الرجل مستخف بهذا الولد فأخذ شي من سلى هذه النعجة (أجلكم الله) ووضعه على عمامة هذا الولد مستخف به وبأبيه وبقبيلته وعاد الابن إلى أبيه فلما رأى الأب ما على رأس الولد
وما جرى لعمامته سأله عما حدث
فأخبره أبنه بما جرى له من هذا الرجل المعتدي
فقام الأب صائحاً في قومه ومنادياً لهم أن هلموا إلى هذا الخطب الجلل
وإلى هذا العار العظيم لكم ولقبيلتكم
فلما أجتمع القوم في بيت الرجل
قص عليهم ما جرى من أحداث فطلب منهم أن يبدوا له الرأي فقلوا الرأي رأيك يا أبا فلان
فقال والله لا اجد نفسي إلا مصبّح القوم أو ممسيهم
فقال القوم وأنا على هذا الأمر لماضون
فأجمعوا أمرهم وأعدوا عدتهم وكل رجل أتى في تلك الليلة التي اجتمعوا بها بسلاحه وبذخيرته
وبعد العشاء أنطلق القوم إلى تلك القبيلة وسارت الركبان في الليل الدامس والظلام الحالك
حتى أتوا على وادي القوم
وكانوا يعيشون في وادٍ يقطن بين جبال تحيط به من كل جوانب هذا الوادي
فأمرهم صاحب الثأر بأن يأخذ كل رجل مكانه
ويتترس بالسلاح و العتاد و العدة
وقد أخبرهم قائدهم بأن موعد إشعال الذخيرة الحية عند ظهور نجمة الفجر وسفور الصبح
وفي أثناء مسيرهم إلى هذه المنطقة
قيل أن هؤلاء القوم قد أتاهم أظياف فضيفوهم وهؤلاء الأضياف من قبيلة ( فهم )
وبين هؤلاء الأضياف رجل معروف عنه أنه يقرأ في الكتف وبعد العشاء نظر إلى كتفٍ من عشائهم
فقال لهؤلاء القوم
أريد أن أسألكم سؤال
هل أنتم مطلوبون من قوم برقبة أو بحق لهم
قالوا لا نعلم أحداً له حق لدينا
فقال هذا المخرف : والله لا مبيت لنا عندكم اليوم وخرجوا وقد أنذروا القوم بأنه هناك مصيبة
ستحصل بكم صبيحة هذا اليوم
وعند اقتراب الموعد
بدأ القوم بالاستعدادات الأخيرة لبدأ الحرب الضروس
ولما بدأ الصبح
أطلق هذا الرجل رصاصة البدء و الإذن ببدء إشعال الذخيرة الحية
وبدأ القتال وأخذ القوم ينقصون من أطراف قريتهم
وتفرق القوم بين جرح وقتيل
حتى أصبحوا لا يرى إلا مساكنهم وعند اقتراب الشمس من كبد السماء
توقف إطلاق النار
ووضعت الحرب أوزارها
ونزل رجال القبيلة وشبانهم إلى أخذ الغائم وبينما هم كذلك
إذ بمرآة تصيح وتقول أنا من قبيلتكم أنا من قبيلتكم لا تقتلوني لا تقتلوا أبنائي
فاقتربوا منها ليتأكدوا من صحة إدعائها فلما عرفوا من هي ومن أبوها
قالوا لها وماذا تريدين قالت أريد أن لا تأخذوا غنمي وغنم أبنائي بعد أن قتلتم أبوهم
فقالوا هل تعرفين غنمكِ من بين هذه القطعان
فقالت نعم فقالوا أعزلي غنمكِ وخذيها حينما نعود إلى ديارنا
فأخذ كاسبو المعركة ومشعلو الحرب الضروس
أغنام القوم ونسائهم و ذراريهم وأستاقوهم بعد معركة حامية
دامت منذ بزوغ الفجر وحتى استقرار الشمس في كبد السماء
وعاد القوم قافلين من هذه الغزوة التي تكللت بالنصر و الأخذ بالثأر..... ))
لهذا السبب سميت هذه القبيلة باسم (مطر الليل)
الجدير بالذكر أن هذه القصة تعود إلى عصور قديمه لم يذكر الرواة وقتها بالتحديد
إلا أن بعضهم عزى هذا الأمر إلى أنها كانت في وقت كان الشريف يحكم فيه مدينة الطائف


((...ولي وقفات مع هذه القصة...))
أولها : أن مثل هذا الحدث وهذه القصة تشجع على إعادة ما كان عليه الناس في ذلك العهد من عصبية
قبلية و تحكيم القوانين العرفية القبلية وهذا فيه مخالفة واضحة بينة لأحكام الكتاب و السنة المطهرة

ثانيها : أن ما قام به هذا الأب من فعل وما أدلى به من رأى لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية إذ أن فيه ظلم
للقوم ومعاقبة الناس بغير مكتسبو و الله سبحانه وتعالى يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فلو قام بقتل الرجل
الذي فعل هذا الفعل لما جاز له ذلك وأصبح قاتلاً و الواجب في حقه القتل فكيف به بعد أن أباد قبيلة
بأكملها و الله المستعان

ثالثاً : أن ما ورد في هذه القصة من أخبار وأحداث ووقائع تعود عهدته إلى رواته و السند رواته مجهولون
وفي علم الحديث يسمى هذا السند سند منقطع فلا اعرف له أصل وإنما هي أحاديث قوم سمّار و سبب ذكرها
هو معرفة ما هو السبب الذي من أجله سمّية قبيلة ثمالة بأسم (مطر الليل)

رابعاً : ما ذكر فيه هذه القصة من ذكر لهذا المخرف قارئ الكتف مخالف لنصوص الكتاب و السنة ولا يجوز فعل
مثل هذه الأفعال الخرافية وهذا فيه إدعاء لعلم الغيب و التعدي على خصائص الالوهية الشي الكثير مما يوجب
بيان الحكم الشرعي لهذا القاضي بتحريم أعمال الكهانة و الطرق وادعاء علم الغيب فلا تجوز مثل هذه الأفعال .

خامساً : أن فيها من العبر ما الله به عليم إذ أن هذه القصة تجعلك تحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام
ونعمة التحاكم إلى شرع الله وإلى كتابه وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم .

و الله تعالى أعلم

تقبلوا تحياتي
محبكم : سيف بلا غمد
وصلى الله علي نبينا محمد



sff jsldm rfdgm elhgm fHsl l'v hggdg sff jsldm rfdgm elhgm fHsl l'v hggdg