تاريخ دارفور المعاصر, التزام و وفاء للخلافة
وأثناء الحرب العالمية الأولى شارك سلطان دارفور بالجهاد ضد الحلفاء متضامنا مع تركيا التى كانت تمثل ىنذاك الخلافة الإسلامية ،وقد امتدت مملكة الفور فى أوج عظمتها غربا حتى مملكة وداى (تشاد حاليا) وبحر الغزال جنوبا ،وحتى النهود فى كردفان شرقا ،وحتى حدود أم درمان فى الشمال الشرقى ،وشمالا حتى شندى فى نهر النيل ،وكان درب الأربعين الذى يبدأ من الفاشر حتى أسيوط بمصر من أهم الطرق التى ربطت مملكة الفور بالعالم الخارجى .

ومضات من تاريخ دارفور

ظل تاريخ دارفور مهملا ولم يجد حظا من الكتابة وفقا لما ذهب إليه بحث المركز السودانى للثقافة والإعلام ،وحتى الجزء اليسير الذى كتب ركز فقط على فترة مابعد دخول الإسلام دارفور وغرب أفريقيا ، حيث ظلت ممالك الداجو والتنجر مجهولة حتى الآن لدى المؤرخين،والمؤرخ من تاريخ سلطنة الفور عمره الأن خمسمائة عام تقريبا ،وقد حرص سلاطين الفور على أن يكون غالبية وزرائهم من غير الفور ،وذلك إيمانا منهم بضرورة أن يشارك غالبية الناس ،الذين اتخذوا من دارفور موطنا لهم فى السلطة ،بل حرص سلاطين الفور على التزاوج مع العناصر الأخرى ،حتى يقربوها إلى السلطة أكثر ويرفعوا من شأنها ،وأوكلوا للوزراء إدارة الشئون السياسية والإدارية والحربية بالنيابة عن السلطان ،ولتسهيل إدارة السلطنة قسم سلاطين دارفور سلطنتهم إلى ثمانية حاكورات أو مديريات ،وكان على كل حاكم ان يتخذ القرارات الخاصة بمنطقته ،وكان شكل الحكم اقرب لما يطلق عليه اليوم الفيدرالية ،وقسمت كل مديرية إلى وحدات صغيرة تراوحت اعدادها مابين أربع وغثنى عشر وحدة ،وعلى رأس كل منها إدارى عرف بالشرتاى ،وقد كان تحت الشرتاى عدة ديملونقا ،وهو من يساعد الشرتاى فى الإدارة .

وكان القانون فى سلطنة دارفور يعرف بإسم قانون دالى ،وقد اشتمل هذا القانون على اسس الإدارة والعدل فى الدولة ،وهذا القانون تمت صياغته فى عهد السلطان دالى أحد سلاطين مملكة الفور ،ثم الحق به قانون الأحوال الشخصية المستقى من الإسلام ،وكان للشراتى محاكم يفصلون فيها فى قضاياهم ،وكان اعضاؤها من الحكام المحليين وكبار السن والفقهاء ،وكانت القرارات تتخذ بعد إجماع اغلبية المجلس على الحكم ،أما القضايا المعقدة فكانت ترفع إلى السلطان راسا ،وقد ارسى هذا النوع من الإدارة والقانون تنظيما دقيقا فى مجتمع دارفور ،مما أدى لإنعدام المشكلات كالسرقات والقتل وغيرها ،وعند تغيير هذا القانون فى دارفور فى أواخر السبعينات من قبل الدولة وإحلال قانون الحكم المحلى محله ،أدى ذلك على ظهور ظاهرة النهب المسلح والحروب القبلية ،وبدأ شكل الدولة يختفى فى دارفور ليحل محله الفوضى ،خاصة فى القرى ،وكان للسلطنة أيضا نظامها الضريبى ،وعملتها التى تسمى "ردينا "،وكانت متداولة فى دارفور والدول المجاورة التى تتعامل تجاريا مع دارفور مثل مصر وتونس ووداى ومالى والسنغال ،إضافة إلى تركيا والسعودية،وكان للسلطنة علمها الخاص من اللون الأسود رمزا للقوة وبه صورة غزالة ،وكان للسلطنة أيضا جيشها الضخم المقسم على ألوية .

ونظرا للشك فى علاقات السلطان على دينار آخر سلاطين الفور بدول المحور أثناء الحرب العالمية الأولى غزت قوات الإحتلال البريطانى دارفور عام 1916وقتلت السلطان على دينار وضمت دارفور لبقية السودان ،وأهملت دارفور خلال هذه الفترة إهمالا كبيرا ولم تؤسس البنية التحتية لها مما اعاق عملية التنمية ،وأصبح الإقليم منذ ذلك الحين مصدرا للأيدى العاملة للمشاريع التى أقيمت فى وسط السودان ،وبعد رحيل الإستعمار استمرت نفس الأوضاع بدارفور ،بل ودخل الإقليم فى سلسلة من الكوارث أخطرها الجفاف والمجاعات والنهب المسلح والحروب القبلية وإنعكاسات الحرب فى تشاد المجاورة ،وهى العوامل التى تفاقمت بمرور الوقت وساهمت مع غيرها فى تشكيل الأزمة الحالية بدارفور ،والتى كان لها إنعكاساتها على الوضع فى السودان كله



jhvdo ]hvt,v hgluhwv < hgj.hl , ,thx ggoghtm