حوار مع الأمير عبد القادر منعم منصور أمير عموم قبائل دار حمر

أجراه / معتز يوسف نجم
abdelgadirmmansour.j
الأمير عبد القادر منعم منصور هو من الشخصيات المهمة في السودان وفي منطقة دار حمر بحكم تقلده منصب الأمير للقبيلة وهو من أميز أبناء الناظر منعم منصور وهذا وضح جلياً من خلال تقلده لقيادة أمر القبيلة وهو يتبوأ منصب أمير أمراء السودان ، كذلك من أوائل زعماء العشائر في السودان الذين بايعوا ثورة الإنقاذ في مهدها وهذا بشهادة رئيس الجمهورية ، وحظي خلال هذه الفترة من عمره أن يدخل قبة البرلمان لسبع دورات في حقب مختلفة وهو برلماني من الدرجة الأولي وزعيم عشائري وقبلي لا يشق له غبار ، عرك الحياة وعركته وخبر دهاليز الحكم منذ نعومة أظافره من خلال نشأته في بيت النظارة ، يحظي باحترام الجميع من أهله ، وله إسهامات وبصمات واضحة في المنطقة لا تخطئها العين ، ويرأس مجلس إدارة جامعة غرب كردفان ، هذه الأيام نشطت حركة الاجتماعات بشأن عودة ولاية غرب كردفان وهناك اتجاه آخر لأبناء المنطقة في المركز والولاية والمحلية في المطالبة بقيام ولاية دار حمر ولنستوضح الأمر حاورناه في منزله بالنهود فإلى مضابط الحوار.
• أولا السيد الأمير نحتاج إلى إضاءة وتعريف بإمارة عموم قبائل دار حمر
في الحقيقة إمارة قبيلة حمر هي تمثل أكبر قبائل السودان العربية ، ونجد قبيلة حمر دخلت السودان عن طريق الشمال الأفريقي ، وجد القبيلة هو الشيخ محمد الأحمر وهو شريفي هاشمي قرشي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي ، حيث دخلت قبيلة حمر إلى منطقة دار فور مبشرين وفاتحين يحملون المصحف والسيف ، ولما أصبح سلاطين دار فور يعاملون القبيلة بطريقة حادة في جمع الضرائب والقطعان وأخذ أبنائهم واستخدامهم كجنود حرب ، قرر شيخ القبيلة الشيخ سالم عامر الملقب (تريشو ) أن يغادر هذه الديار إلى ديار يوجد فيها الماء والمرعي حيث ركب دوار القبيلة عدد 50 فارس علي رأسهم ابنه الحاج منعم واكتشفوا مشرع أبوزبد وأبوقلب ورجعوا وأخطروا والدهم بالموقع وعلي الفور رحلت القبيلة شرقاً واستقرت في أبوزبد ولما كثرت الثروة الحيوانية للقبيلة ذهب شيخ القبيلة بنفسه في البحث عن مشرع آخر وكان معه حوالي 500 من فرسان القبيلة وأخذته المنية في منطقة (المزروب) حيث رجع فرسان القبيلة إلى أبوزبد وبايعوا ابنه الحاج منعم ، عندما علم سلطان الفور عبد الرحمن الرشيد باستقرار حمر في هذه المنطقة أرسل إلى الحاج منعم محذراً بان هذه المنطقة تتبع إلى سلطنة الفور وليس السلطنة الزرقاء وطلب دفع قيمة هذه الأرض حيث اشترى الحاج منعم هذه الأرض مقابل 5 ألف رأس من الإبل ، و1000 فارس يعملوا في جيش السلطان ، وعندما عجز الحاج منعم عن توفير الـ1000 فارس قام بدفع القيمة بدلاً عن البشر وأعطيت له هذه الوثيقة النحاسية بكل الحدود وحملها كمستند وهي موجودة حتى الآن بطرفي في النهود .
• حدثنا عن ملامح من خطة امارة عموم قبائل دار حمر
أولاً نحن قبيلة موحدة رغم الخلافات التي تحدث بين الفينة والأخرى وهذه القبيلة توحدت بمحض أرادتها منذ العام 1927م وأصبح لها ناظر عموم دار حمر ، كما كانت من قبل 1903 ، ولهذه القبيلة مجلس شورى في دورة انعقاده الأولى تكون من 2000 شخص هؤلاء فوضوا 40 شخص منهم شراتي ومشائخ وأعيان يجتمعون في دار الامارة أكثر من مرة في الشهر للنظر في القضايا العاجلة ومعالجة وفض النزاعات القبلية ومعالجة أمر النهب المسلح ، تم انتخاب خمسة أشخاص سكرتير عام ومساعدين له يجتمعون نيابة عن مجلس الشورى لمساعدة الأمير في حل مشاكل القبيلة .
• ماهي جهودكم لتوحيد القبيلة في ظل بعض التصدعات داخلها ؟
أنا لا أشعر بأي تصدع أو خلاف داخل القبيلة والهنات التي تحصل مقدور علي حلها ، وأنا الآن مشرف علي كل صغيرة وكبيرة في أمر القبيلة.
*ظهرت تكهنات بعودة ولاية غرب كردفان ، هناك مطلب جماهيري لقيام ولاية دار حمر في المحليات الغربية لشمال كردفان ماهو موقفكم من ذلك ؟
أولاً نحن إذا وعد الرئيس أهلنا المسيرية بأن يعيد لهم ولاية غرب كردفان وعاصمتها الفولة نحن لن نكون جزء من تلك الولاية في أي حال من الأحوال ، ولن نسمح بذهاب أي قرية من دار حمر إلى أي جهة كانت مع احتفاظنا بعلاقتنا الطيبة مع أهلنا المسيرية ، نحن في دار حمر تعدادنا يبلغ مليون وثلاثمائة وثلاثين ألف نسمة ، هذه القبيلة كانت تستحق أن تكون لها ولاية منذ زمن بعيد ، وكنا نعتقد أن مدينة النهود التي يقطنها ستة وثمانون ألف نسمة وهي المركز الاقتصادي الثالث في السودان بعد أم درمان والدويم ، دار حمر تنتج 70% من صمغ العالم في عاصمتها النهود ، وبها أكبر سوق للضأن الحمري الذي هو أساس الصادر في السودان وكذلك الجمل الحمري ، الفول السوداني ، تفاجأ الأهل في دار حمر عندما ظهرت ولاية غرب كردفان وعاصمتها الفولة فتجمع عندي الأهل في المنزل وفي اليوم الثاني اقتحمنا القصر الجمهوري حيث أرسل لنا السيد الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين وزير الدولة بالقصر وقتها واستمع إلينا وأعطانا قرار الدولة في أنه لايمكن تغيير عاصمة الولاية لأن القرار أصدره الرئيس وأجازه مجلس الوزراء، وطالبت بمقابلة الرئيس بنفسي وقابلت السيد الرئيس بموافقته داخل مكتبه بالقصر الجمهوري وكان شهوداً وحضوراً كل من الفريق بكري حسن صالح ، الشهيد إبراهيم شمس الدين ، الدكتور غازي صلاح الدين ، حيث احترمني السيد الرئيس غاية الاحترام ووضع أمامي خارطة الولاية ليوضح لي الأسباب التي جعلتهم جعل الفولة عاصمة للولاية أولاً لقربها من أبيي ومناطق التماس ومنطقة جبال النوبة وأوضح لي السيد الرئيس بأنه سبقني في الاحتجاج أهل سنار لا يرضون بسنجا عاصمة لهم ، وأهل كوستي لايرضون بربك ولكننا لم نستجب لرغبة أي منهم في التغيير في الوقت الحاضر وأنتم حمر لابد أن تقبلون هذا ، وإن شاء الله سنعوضكم مرة أخرى وقبلنا كلام الرئيس ورجعنا آملين بان تكون لنا فرصة أخري في ولاية عاصمتها النهود .
للحقيقة أهلنا في دار حمر عانوا معاناة شديدة من جعل عاصمة الولاية في الفولة لعدم تأهلها سابقاً وأنا كنت أول رئيس للجان الشعبية بالولاية كنت أعقد الاجتماعات ثم أرجع لأنام في النهود ، نحن وأهلي في دار حمر لن نعود مرة أخري للفولة ونحن جنود الثورة وأبكارها ولم ندخل في أي خلاف معها منذ تفجرها ولذا نطالب بولاية في دار حمر عاصمتها النهود بها محليات ست بعد قيام محلية الأضية ،ووجود اقتصاد متنامي يفي بمتطلبات الولاية ونحن جنود للثورة معها أينما توجهت لو خاضت بنا البحر لخضناه .
• تلاحظ مؤخراً إقصائكم من كل المواقع التشريعية القومية هل هناك قصد من وراء المسألة؟؟ أفصح لنا عن حقيقة الأمر.
نعم أن الأمر مقصود لأني رشحت علي رأس الدوائر النسبية من المكتب القيادي بالولاية وأنا الوحيد الذي أقصيت من المرشحين الخمسة بلا سبب وحتى أدخلوا أناس في القائمة النسبية لم يرشحوا من قبل الولاية ، علمت بان الثورة تريدني في مجلس الولايات وأيضا حدث إقصائي من مجلس الولايات بطريقة أسوأ من السابقة ، حيث كان المطلوب من الولاية أن ترشح 2 ثم أرتفع العدد الي 6 اشخاص ورشحت علي رأس الـ6 ولعل صاحب القرار في المركز أخرج الـ6 وأتى بـ2 من خارج القائمة وكانت مخالفة واضحة للوائح والقوانين ولكنا قبلنا بها لأن صاحب القرار في المركز أراد ذلك.
• هل كان يعلم الرئيس بإقصائك من جميع هذه المواقع؟
بالرغم من علاقتي المتميزة مع الرئيس ، نجد بأن الرئيس ونائبه يعلمان بذلك ولكن لم ينتصر إلي أحد ، ورضيت بقول الشاعر:
ونفسي التي تملك الأشياء ذاهبة *** فكيف أبكي علي شئ إذا ذهب
وعند الله نلتقي الخصوم.
• ماهي رؤيتكم لمستقبل السودان بعد السابع من يوليو وخاصة منطقة أبيي؟
نتوقع مستقبل واعد للدولة السودانية الجديدة والقيادة قادرة علي تلافي مخاطر الانفصال ، مايهمنا هي منطقة أبيي وهي منطقة تابعة لغرب كردفان في السابق وكانت عاصمتها مدينة النهود وهناك تعايش كبير بين المسيرية ودينكا نقوك وحمر وقد عشت طفولتي وكان يجتمع كل ثلاث شهور في النهود كل من الناظر دينق مجوك والناظر بابو نمر والناظر منعم منصور برئاسة مفتش المركز من بريطانيا وأخيراً أصبح المفتش سوداني كل مشاكل القطعان ، في العام 1965م ذهبنا إلى أبيي لعمل صلح بين المسيرية والدينكا وقف الناظر دينق مجوك بقامته المديدة وقال (أنا شمال ، أنا كردفان وأنا مسيري ) أمام كل الحضور وأنا بوصفي من السكرتاريا كنت أسجل مايدور ولهذا فإن للمسيرية الحق في تبعية الأرض لهم
• بصفتك الآن رئيس مجلس إدارة جامعة غرب كردفان حدثنا قليلاً عن الجامعة.
جامعة غرب كردفان لي اليد الطولى في أن تكون في مدينة النهود وليس مدينة أخري وساعدني في ذلك الرئيس شخصياً وقد كلفت الثورة عند التصديق بهذه الجامعة لمجلس الجامعة البروف التاج فضل الله ثم خلفه البروف السيد علي زكي ولم يحصل أي تقدم للجامعة في تلك الفترة ثم كلفني الرئيس برئاسة مجلس الجامعة حفظاً لحقي السابق وشرفنا بتعين البروفسور نورالدائم مديراً للجامعة ، واستلمناها وهي عبارة عن مدرسة ثانوية والآن أصبحت تضاهي أمهات الجامعات السودانية ، تم تشييد اكثر من 40 قاعة ومكتب ، وبمقابلة بيني وبين البرفيسور المجذوب تم التصديق لنا بقيام كلية الطب في الوقت الذي أوقف فيه تصديق كليات الطب ، ونحن نتفيأ ظلال كلية الشريعة والقانون في أبوزبد ، والعلوم البيطرية في غبيش ، وقريباً كليات في كل من الخوي وودبنده ، بالإضافة إلى خمس كليات داخل مدينة النهود والآن الجامعة أصبحت هي واحدة من خمس جامعات تعد الأولى في السودان .
• هل أنت راضٍ عن انسياب التنمية في دار حمر؟
التنمية في دار حمر تنساب حثيثاً لكل من له عين ترى حيث نجد الجامعة تطل برأسها ، طريق الإنقاذ الغربي وصل النهود والآن تخطاها إلى ودبنده تعمل فيه الشركة الصينية ، كهرباء مدينة النهود مستمرة لمدة 24 ساعة وهذا بفضل تصديق رئيس الجمهورية لها ، كذلك أسواق المحاصيل في كل من النهود والخوي أصبحت قبلة لكل أهل السودان ، المياه نسبياً متوفرة ونتعشم في حلحلتها في الريح في منطقة عيال بخيت وشق الحافظة وشق الجمعانية ، وطبعاً كلما زادت احتياجات الإنسان أرتفع سقف مطالبه ونحن نثمن انسياب دور التنمية في المنطقة ونتعشم في تحقيق المزيد وفقاً لمتطلبات الحياة .
• رسالة أخيرة السيد الأمير لمن توجهها ؟
أولاً لأهلي في منطقة دار حمر يجب أن تتوحدوا وأنا أدعوكم إلى ذلك وهذا التوحد يجعل قيام ولاية دار حمر سهلاً علينا جميعاً ، ثقتنا في السيد الرئيس ونائبه ثقة عظيمة تساعدنا جميعاً في أن نبلغ مانريد ، ونعتقد بأن الولاية والمركز سيقفوا معنا في أخذ حقنا من السلطة وكما صدق الرئيس ولاية في بحر العرب للرزيقات ونحن أكثر منهم ، وكذلك صدق ولاية في زالنجي ، فإن الأمر أصبح يحتم قيام ولاية في منطقة دار حمر وعاصمتها النهود ووصيتي أن نتكاتف جميعاً من أجل مصلحة دار حمر ولكم الشكر.
----------
منقول من موقع الدعاش: شكر خاص للصديق عبد الرحمن قراض القش




p,hv lu hgHldv uf] hgrh]v lkul lkw,v Hldv ul,l rfhzg ]hv plv