معنى كلمة (جعل ) و (جاعل) استيضاح وتوضيح من القران الكريم

معنى كلمة (جعل ) و (جاعل) استيضاح وتوضيح من القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ورسولنا محمد واله الطيبين وعلى صحابته الاخيار الغر الميامين
توضيح لكلمة جعل
هي كلمة فعليه لها معنى تكميلي ويتمثل معناها بكلمة هيأ فالله خلق ثم جعل ،، اي كلمه فعلية تكون محتوى من كلمة قبلها وحاوية لما بعدها بالتوالي اي ان كل كلمة كلية لها معنى اساسي ولها معاني تكميلية فاما الاساس هو المعنى الاول والمرادف الاغلب واما التكميلي فهو المعنى الثاني وكليهما محتويان في الكلمة الكلية الاولى وتاخذ معناهما كليا والمندرج تحت فعلها كلمات جزئية اخرى تسير وفق سلسلة لغوية متوالية تعبر عن معنى جزئي للكلمة الكل (الام ) وتحوي ما بعدها من المعاني التكميلية المتولده منها مع ان كل كلمة تكميلية لها كلمة كلية بمثابة الام وكلمات فرعية بمثابة الابناء فالكلية تدخل من ضمن معاني الكلمات الفرعية فلولاها ما تولدت والكلمة الفرعية يكون لها معنى كلي تتمثل بالام ومرادفات جزئية تتمثل بالابناء كما انها تمثل اساس ومعنى تكميلي للكلمة الام واساس لمعنى الكلمة اللاحقة فتصبح الكلمة لها وجوديتها تجسد واقع الخلق وتعبر عنه بالاسم العلمي للخلق وفعله العملي ويرتبطان معا بالكلمة الكلية فالانسان بالاساس مخلوق وبالاساس المكمل مجعول اي انه مخلوق مجعول له اسم وله عمل معا مرتبطان كليا (محمد رسول ) فالعلم والعمل تمثلا به صلى الله عليه واله وسلم فهو علم الله تعالى وعمله وجد مخلوق وجعله رسوله ، القائم على العلم والموجد بالامر والمبني على المعرفة والمنفذ بالعمل والمحقق بالخلق (الحياة) كليا قامت واوجدت وبنيت ونفذت وتحققت الحياة الخلقية الاولية بالاساس فسار الخلق (العلم بالعمل) وفق ما شاء الله واراد بمكان معين ووضع متدرج وإعداد متحول وحال وسطي وصفة نسبية ونشأة تكاملية وعضوية جزئية وكيان كمالي ثنائي متداخل وهو اساس الخلق حركة تحوي الجمود، روح تحوي المادة وينسب وجوده لله تعالى خالصا اما الجعل فتاخذ بالبعد العملي للمرحلة الاولى للخلق وهي المرحلة الاولى من الخلق (العمل) والثانية للخلق (العلم) (العلم لا يتحقق الا بالعمل والعمل لا يستقيم الا بالعلم) فالبداية من الكمال الخلقي (العلم والعمل) فاستخلص واخرج منه كيان خلقي اخر بهيئة وصفات وحالات وعضوية وتكامل وإعداد ووضعية ووجود مختلف واصبح هناك مخلوق روحي يحوي المادة نوراني علم يحوي العمل (حركة تحوي الجمود)ومخلوق مادي يحوي الروح (جمود يحوي الحركة) عمل يحوي العلم مظلم ففتق غالبية الظلام (الجهل) من الكيان الخلقي الاول العلم والعمل المتناسب معا ليكون الكيان نقي واقوى كما انتزع معظم الجمود المضغة السوداء من صدر رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ،،

لتاتي معززة للمهمة العملية المكملة ( رسول ) ان الله خلق محمد وجعله رسول (ص) خالصا له وهو العلم والعمل معا الحاوي للعمل اما بقية المخلوقات يحتويها الجهل بالغالبية اي انها عمل تحتوي العلم نسبيا ويكون كيان علمي بالغالبية وكيان عملي بالغالبية وكذلك الكلمة التي تعبر عن الخلق هي كلمة اسمية وفعلية معا انبثق منها الفعل بالغالبية فاصبحت اسمية تحتوي الفعل والعكس اي كلمة اسمية بالغالبية وكلمة فعلية بالغالبية وبالمقارنة فمن العلم ينبثق الاسم ومن العمل ينبثق الفعل وكل من الكلمة سوى اسم او فعل (علم وعمل والعكس ) يعود لله تعالى فالاسم كلمة تحوي الفعل كما ان القدرات الانسانية لا ترقى لمستوى تكوين الاسماء وبذات الاساسية وكذلك الكلمات الفعلية التي تعبر عن عمل كلي او جزئي ،، جعل كلمة فعلية تعني هيأ ،،وجعلان اسم يعني مهيء ،، والجعل نتيجة ما قبلها وتهيئة لما بعدها فالجعل نتيجة التهيئة اولا وبداية لتهيئة ثانيا


توضيحات من القرأن الكريم

واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون ) البقرة ٣٠
اني جاعل اي مهيء في الارض خليفة لما قبله من الخلق ولما بعده
وهنا عرف الملائكة ان هناك مخلوق اخر خليفة للأرض وسيهئه الله تعالى عمليا مما خلق التراب وهو جزء من مكونات الارض وسيهيئه ليتلقى العلم ان التهيئة والجعل يتعلق بالواقع ولا يكون الا بعد الخلق ومن الخلق وهو إخبار للملائكة لعمل ما بعد خلقه اي خليفة ,, قالوا اتجعل فيها ،، اي اتهيء فيها من يفسد استغراب ،،
وقال تعالى:

واذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) البقرة ١٢٤
جاعلك اي إني مهيئك للناس اماما خلال فترات حياته فطلب ابراهيم عليه السلام ايضا التهيئة من ذريته هنا الجعل تهيئة منذ النشوء الى الرشد
وقال تعالى

(إذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) ال عمران ٥٥

وجاعل الذين اتبعوك اي ومهيء الذين اتبعوك بما اقر بنهجك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ولا يتبعه الا من اقر بمحمد رسول الله (ص) وامن واسلم بما امر ووجهه وبلغ
وقال تعالى:
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) الكهف ٨
اي وإنا لمهيئون ما عليها اي ان ما على الارض مهيأ لان يكون صعيدا جرزا
وقال تعالى :
(وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) القصص ٧
وجاعلوه بمعنى ومهيئوه فكانت من بداية نشاته ليكون من المرسلين فالعناية الالهية بموسى( ع) منذ صغره ومتهيء بها فامده الله بكرامة الحفظ بالرغم من قتل فرعون للاطفال لخشيته منهم فالرسالة تكون بعد تهيئة حياتية لهم بالتدرج
وقال تعالى
(الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) ١ فاطر
جاعل الملائكة اي مهيء الملائكة رسلا وذلك من خلال زيادة في خلقهم فالاجنحة تنشأ في الملائكة بعد خلقهم ،،يعيشون ثم
تنشأ لهم اجنحة بعد فترة حياة معينة لتكون زيادة في خلقهم وتنسب لهم مهمة اضافية اخرى بجعلهم رسلا ،،
،،،، وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين وصحابته الميامين والحمد لله رب العالمين
هناك زيادة مفاهيم و توضيحات شرحية من القران الكريم اتناولها لاحقا ان شاء الله تعالى

السيد \ابراهيم احمد احمد احمد المسني
اليمن : عدن : الحجرية ،تعز
الخميس من شوال ١٤٤٢ه الموافق ١٠ / ٦ / ٢٠٢١م

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس الفكر الاسلامي و الرد على الشبهات

---

lukn ;glm ([ug ) , ([hug) hsjdqhp ,j,qdp lk hgrvhk hg;vdl

الحمد لله رب العالمين

لنا امل من ادارة المنتدى محو الصور الخليعة المخترقة
لواجهة المنتدى

تكملة :-

قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) سورة المائدة اية (٦)

ما يريد الله ليجعل اي ليهيء عليكم من حرج او يهيء عسر عليكم وانما يريد من ذلك تطهيركم واتمام نعمته عليكم لعلكم تشكرون فبمقتضى الشكر تدوم وتزيد النعم
قال تعالى

(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنين ) سورة المائدة اية: (١٣)

وجعلنا قلوبهم قاسية اي هيئنا قلوبهم بالقسوة عقاب دنيوي على نقض المواثيق فقساوة القلوب لا تولد عيش هنيء وهي ناتج العنه والعنة نتيجة بما نقضوا المواثيق وحرفوا الكلم عن مواضعه اي بدلوها أوفسروها او غيروها بغير محلها تعصبا وعنوة واهواء فقد ذكروا به وعرفوا مقتضياتها المعرفية وتناسوا ذكر الله تعالى فكانت نتيجتها قسوة القلوب
وقال تعالى

(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِين]
سورة المائدة الاية : (٢٠) .
جعل فيكم انبياء اي هيأ فيكم انبياء وهيئكم ملوكا بفضل نعمه وأوصلكم ما لم يوصل احدا من العالمين اي ان عونه لايصالهم باقل جهد وتعب منهم تفضيل على الاخرين من العالمين إذ لا يصلون الا بجهد مبذول منهم معزز بعون الله تعالى لهم فابوا الا الضلالة وابتعدوا عن ما هيأهم وفضلهم الله به

قال تعالى :

(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
سورة المائدة اية : (٤٨)

لكل جعلنا منكم شرعة و منهاج اي لكل هيأنا منكم شرعة ومنهاج
وقال تعالى :

(مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَة وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلون) سورة المائدة اية (١٠٣)

ما جعل اي ما هيأ في خلقه بحيرة ولا سائبة ولاهيأ وصيلة ولا هيأ حام فلا يهيء الله الا الصحيح وفي موضعه الصحيح وهي من نتائج اخطاء الانسان واهماله وضلالته

´الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)
سورة الانعام الاية رقم (١)

وجعل الظلمات والنور اي وهيأ فكانت واقعا وهنا ارتباط وجودي بينهما (انتباه) كالظل بداية الخلق

(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً
وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُون)
سورة الانعام الاية ١٠٦


ولو جعلناه اي ولو هيئناه ملكا لهيئناه رجلا فكان لبسهم من نتيجة هيئة الرجال

وقال تعالى :

(وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
سورة الانعام اية: (٣٩)
يجعله على صراط اي يهيئه على صراط مستقيم والامر يعود للانسان ان انحرف واراد الاهواء والضلاله بعد ذلك
السيد \ابراهيم احمد احمد المسني
يتبع شرح وتوضيح بمشيئة الله تعالى

هيىء وليس هيء

بارك الله فيك