دنقلا تراث حضارة

وليد كمال

الحفاظ على التراث الشعبى واللهجات المحلية اصبح هاجساً يؤرق الكثير من المهتمين فى ظل الغزو الثقافى الذى يجتاح العالم من قطب.. لقطب .. ويعمل على طمس الحضارات والثقافات الانسانية للمجتمعات المحلية لقد سعت كثيرا بالاطلالة المتميزة للاغنية الدنقلاوية عبر مجموعة من الاغنيات المصورة فى شكل كليبات تقدم من شاشة قناة هارمونى والتى يحمد لها اهتمامها بالثراث القبلى لكل اهل السودان والتى تم تصويرها فى الاماكن الطبيعية بدنقلا، ومناطق اخرى بمشاركة كوكبة من الفنانين الشباب من ابناء المنطقة المنضوين تحت مظلة جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبى وقطعا تساهم تلك الكليبات فى ابراز ثقافة وغناء منطقة دنقلا بتعددها المختلف، حيث تحمل هذه الاغنيات قضايا اجتماعية مثل قضية الاغتراب، والجانب التراثى المتمثل في اغنية الساقية والزواج النوبى بمراسمه المختلفة، وطقوسه المتعددة، وتناول اهمية نهر النيل وما يمثله للحياة فى تلك المناطق وغيرها وللامانة والتاريخ فان الجمعية تبذل جهدا مقدرا فى الحفاظ على (رطانة ) اهلى الدناقلة والتى كادت ان تندثر فى ظل السكون الفنى والثقافى الذى خيم على المنطقة فى السنوات المنصرمة وفى يقينى ان هذه الابداعات الفنية والاصوات الواعدة سوف تعمل على الحفاظ على هذه اللهجة النوبية العريقة عراقة التاريخ من الضياع، وسوف تعيد ارتباط الشباب والاجيال القادمة بتراث وإرث القبيلة الثقافى والاجتماعى والفنى والذى ساهم الجيل الاول من الفنانين زكى عبد الكريم وابراهيم ادريس فى التعريف به للآخرين خلال السنوات الماضية وان كانت الغربة قد اخذتهم لبعض الوقت، الاطلالة الجديدة المتجددة لهذه الكوكبة من المغنين الشباب سوف تدفع بغناء الدناقلا الى واجهة الساحة الفنية واعتقد ان هذا الفن الجميل يملك مقومات الانتشار والبقاء بفضل ايقاعاته وكلماته المموسقة التى تحمل الكثير من المضامين والقيم الرائعة التى تميز مجتمع الدناقلة .اتمنى ان تعود هذه الاغنية جزء اصيلا من مراسم الافراح والمناسبات الاجتماعية السعيدة كما كانت فى السابق وهى دعوة لكل المبدعين من ابناء دنقلا العريقة للانضمام لجمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبى للحفاظ على الارث وعكس وجه دنقلا المشرق والتبشيربالفن والثقافة النوبية، تحية للواعدة منال عبد الرسول وانور صلاح وبقية العقد الفريد.



]krgh jvhe pqhvm