النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عدل الخليفه عمر بن الخطاب

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ‏قال عمر: ما هذا ‏قالوا : يا

  1. #1
    ابو العفيف
    تاريخ التسجيل
    30-06-2010
    الدولة
    الاردن/محافظة جرش
    المشاركات
    47

    افتراضي عدل الخليفه عمر بن الخطاب

    أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن

    الخطاب رضي الله عنه وكان في
    المجلس وهما يقودان رجلاً من
    البادية فأوقفوه أمامه
    ‏قال عمر: ما هذا
    ‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

    ‏قال: أقتلت أباهم ؟
    ‏قال: نعم قتلته !
    ‏قال : كيف قتلتَه ؟
    ‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته
    ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً
    ، وقع على رأسه فمات...
    ‏قال عمر : القصاص .... الإعدام
    ‏.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
    يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن
    أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة
    شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
    ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا
    يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
    ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا
    يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
    ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ...

    ‏قال الرجل : يا أمير
    المؤمنين : أسألك بالذي قامت به
    السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
    ، لأذهب إلى أهلي فإن لي أخا صغيرا ولا معيل له ، وأريد أن أكفله أخواله ، وله مال لا أحد يعرف مكانه ، حتى أدلهم عليه ، ولا بدّ أن
    أُخبِرُهم ‏بأنك
    ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
    والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا


    قال عمر : من يكفلك
    أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟


    ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا
    يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا
    داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
    فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست
    على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،
    ولا على ناقة ، إنها كفالة على
    الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

    ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع
    الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن
    أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت
    الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه
    ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل
    هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً
    هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
    فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه

    ‏ ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

    ‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
    أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
    ‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟فنظر الشاب إلى الحاضرين ، وأشار إلى أبي ذر وقال : هذا يكفلني !!

    فقبل أبو ذر وما تردد وما تلاكأ
    ‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!


    ‏قال: أتعرفه ؟

    ‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟


    ‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
    فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله


    ‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه
    لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

    ‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...

    ‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث
    ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع
    ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم
    بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .....


    ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر
    الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،
    وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
    الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،
    واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر
    ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟
    قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

    ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،
    وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
    ، وسكت‏الصحابة واجمين ،
    عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

    ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
    ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
    ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
    لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب
    بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في
    الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
    تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس
    دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
    ‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا
    بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏معه


    ‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو
    بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!


    ‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله
    ما عليَّ منك ولكن عليَّ من
    الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا
    يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي
    كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في
    البادية ،وجئتُ لأُقتل..
    وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء
    بالعهد من الناس
    فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

    فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس


    ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

    ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه
    يا أمير المؤمنين لصدقه..
    وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب
    العفو من الناس !
    ‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....


    ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان
    على عفوكما ،
    وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ
    ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
    ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
    ‏لصدقك ووفائك ...
    ‏وجزاك الله خيراً يا أمير
    المؤمنين لعدلك و رحمتك....
    ‏قال أحد المحدثين :
    والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
    سعادة الإيمان ‏والإسلام
    في أكفان عمر!!.



    u]g hgogdti ulv fk hgo'hf


  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    جزاك الله اخي الكريم

  3. #3
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    نعم ... يستحقها
    جزاك الله خيرا .. نظرة ثاقبة منك اخي الكريم " ابو عبدالله " !
    إحياء كل موضوع قديم يثري علم ومعرفة القراء الكرام !
    وانت جزاك الله خيراً
    ولله المنة والفضل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عشيرة ام الخطاب . الخطاب
    بواسطة القلقشندي في المنتدى مجلس عشيرة ام الخطاب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-05-2021, 12:36 PM
  2. دينار ذهبي من العصر العباسي .. عهد الخليفه هارون الرشيد ,,,
    بواسطة حسن جبريل العباسي في المنتدى مجلس الاشراف العباسيين العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-11-2018, 03:04 AM
  3. حلفاء عشيرة ام الخطاب . الخطاب في معان
    بواسطة القلقشندي في المنتدى مجلس عشيرة ام الخطاب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-06-2017, 04:29 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-01-2013, 06:35 AM
  5. عمر بن الخطاب...عمر بن الخطاب ..سيرته الذاتيه ...نبذه عن حياته
    بواسطة ابن خلدون في المنتدى موسوعة التراجم الكبرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-01-2013, 10:14 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum