النتائج 1 إلى 38 من 38

الموضوع: فقــــه التعـــــامـــل مـع الذنــــوب ::أســرع واركب معـنا::

فقــــه التعـــــامـــل مـع الذنــــوب ::أســرع واركب معـنا:: منقول للافادة من موضوع للجودي جزاه الله الجنة بسم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله

  1. #1

    افتراضي فقــــه التعـــــامـــل مـع الذنــــوب ::أســرع واركب معـنا::


    فقــــه التعـــــامـــل مـع الذنــــوب ::أســرع واركب معـنا::

    منقول للافادة من موضوع للجودي جزاه الله الجنة


    بسم الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فقه التعامل مع الذنوب
    فقــــه التعـــــامـــل الذنــــوب ::أســرع zonob1.jpg


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:


    فمن هو الذي لا يقع في معصية الله؟!.


    وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".


    وحين حضرت أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه الوفاة قال: "كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون يغفر لهم".


    وقد قال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون".


    وأي نفس - غير نفوس الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- ترقى لمنزلة لا تدركها كبوة، أو لا تغلبها شهوة؟!.


    ولكن المؤمن مع ذلك يدرك خطورة المعصية وشناعتها، وأنها جرأة على مولاه، وإباق من سيده، وأنه ما من مصيبة في الدنيا إلا بذنب، وهو وإن واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خائف، مشفق، يتمنى ذلك اليوم الذي يفارق فيه الذنب ويتخلص منه.


    لقد كان سلف الأمة - أهل الورع والخشية، والزهد والعبادة - يتحدثون كثيراً عن المعصية، ويخشون على أنفسهم من شؤمها،فكيف بنا معشر المخلطين، المذنبين؟!.


    كيف بشاب يعيش في هذا العصر، وقد أجلبت الفتن والشهوات عليه بخيلها، ورجلها، وصار يرى بعينه، ويسمع بأذنه صباح مساء ما يدعوه للمعصية ويحثه عليها، وما يؤخره عن الطاعة، ويحجزه عنها. فلا نلومه بعد ذلك إن كان يتساءل في كل مناسبة، ما السبيل للخلاص من المعصية وشؤمها؟!. وما الطريق لمجانبة سبيل العاصين، والسير في ركاب الطائعين المخبتين؟!.




    وحين أتحدث في هذا الموضوع فليس ذلك شهادة براءة لي حاشا لله، أو دعوى علم ومعرفة.


    بل إني أعتقد أن أكثر من يقرأ ما سأكتبه هم أولئك الذين أتقى لله مني وأخشى، وأبعد مني عن المعصية وأبوابها.


    أسأل الله عز وجل أن يجنبني وإخواني شؤم المعصية، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عن من سواه، إنه سميع مجيب.


    الموضوع (شاملاً المقدمة) منقول بتصرف من كتابيّ:
    سبيل النجاة من شؤم المعصية
    كيف تعالج الشهوة
    للدكتور: محمد بن عبد الله الدويش
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    والموضوع هنا يتناول خطوط عريضة وقواعد عامة في التعامل مع أي ذنب




    وأنوي إن شاء الله اتباعه بموضوع آخر عن الخطوات الواجب إتباعها إذا وقع الواحد منا في الذنب .. وغلبته نفسه عليه
    ــــــــــــــــــــــــ
    الموضوع منقول...فتابعونا ... ولما نخلصه هانقلكم الموضوع التاني اللي الكاتب اتكلم عنه بإذن الله



    trJJJJi hgjuJJJJJhlJJJg lJu hg`kJJJJ,f ::HsJJvu ,hv;f luJkh:: trJJJJi hgjuJJJJJhlJJJg lJu hg`kJJJJ,f trJJJJi hgjuJJJJJhlJJJg lJu hg`kJJJJ,f ::HsJJvu ,hv;f luJkh::


  2. #2

    افتراضي


    </I>


    الآن أنت قرأت المقدمة .. وفهمت أن هذا الموضوع للبشر فقط

    فإن كنت تظن نفسك (ملائكياً) .. فأسرع بالخروج من هنا

    وإن كنت بشرياً فأسرع بالركوب معنا .. فلا تدري هل تواتيك فرصة أخرى كهذه أم لا!!

    ولكن إذا ركبت فأسرع بإخراج بطاقتك الشخصية لنتعرف عليك .. أنت لست إلا واحد من ثلاثة

    والآن ماذا قررت؟؟

    الركوب .. أو الخروج؟؟

    </B>

  3. #3

    افتراضي


    رب يسر يا كريم


    1


    من أي العصاة أنت؟ .. أقصد: من أي البشر أنت؟؟


    قارن أخي الكريم بين هاتين الصورتين:


    • الأولى: شاب تتحكم المعصية في قلبه، وتسيطر على تفكيره، فيخطط لها ويعمل جهده وفكره لتحصيل طريق توصل إليها، ثم يسعى لذلك بجوارحه، وحين تفارقها جوارحه لا يزال صداها يتردد في خاطره، وحين يلقى أصحابه فهو يفاخرهم بما عمل، ويجاهر بما اقترف، وحين تفوته فرصة يجتر الحسرات ويعتصر الندم على ما فات. وإن حدثته نفسه بالتوبة فإنما هو خاطر سرعان ما يزول ويذيبه تطلع النفس للمعصية.


    • الثانية: شاب يبغض المعصية والعصاة، قد أشغل وقته في طاعة مولاه ولكن تأخذه في لحظة من اللحظات حالة ضعف بشرية فيواقع المعصية وما أن يفارقها حتى يلتهب فؤاده ندماً وحسرة فيتألم ويحزن ويرفع يديه لمولاه تائباً مستغفراً، وقد بدت معصيته بين عينيه، ويظل بعد ذلك يسأل ما المخرج؟!. ما الحل؟!.


    ثم هو بعد ذلك يحتقر نفسه ويمقتها، ويشعر أنها بعيدة عن طريق أهل الصلاح ويتهمها بصفات أهل الجهل والنفاق.


    فهو ممن قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ). [آل عمران: 135].


    .:: باختصار: الناس أصناف ثلاثة ::.


    من يأخذ نفسه بزمام التقوى، ويمنعها عن المعصية، فهذا خير وبر ولعل الله أن يبلغني منزلته.
    والصنف الثاني: من يأتي معصية الله وهو على وجل وندم، ويشعر أنه على خطر عظيم ويتمنى ذلك اليوم الذي يفارق فيه المعصية.
    والصنف الثالث: من يبحث عن المعصية، ويفرح بها، ويندم على فواتها.


    فبالله عليك هل يستويان؟!.


    وأيهما أقرب إلى رحمة الملك العلام والتواب الرحيم؟!.


    فراجع نفسك - أخي الكريم - وانظر حالك مع معصية الله عز وجل.


    هل أنت ممن يفرح بالمعصية ويبحث عنها ويسعى لها؟!.


    وإياك أن تنسيك لذة الشهوة مرارة الخطيئة، وأن تحرق نار الهوى بذرة الإيمان والصلاح في قلبك



    ـــــــــــــ
    ::تابعــــــونــــــا::

  4. #4

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا على متابعتكم
    نكمل إن شاء الله مع
    .:: فاصل من كلام ابن القيم رحمه الله ::.


    وإلى هذا المعنى أشار الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال: "والله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة، فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه، فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه، لعلمه تعالى بضعفه وغلبة شهوته له وأنه يرى كل وقت مالا صبر له عليه.


    فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه، خائف، مختلج في صدره شهوة النفس الذنب وكراهة الإيمان له، فهو يجيب داعي النفس تارة، وداعي الإيمان تارات.


    فأما من بنى أمره على أن لا يقف عن ذنب ولا يقدم خوفاً ولا يدع لله شهوة، وهو فرح مسرور يضحك ظهراً لبطن إذا ظفر بالذنب، فهذا الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها".


    وقال: "الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها، والجهل بقدر من عصاه، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها. ففرحه بها غطى عليه ذلك كله، وفرحه بها أشد ضرراً عليه من مواقعتها.


    والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبداً ولا يكمل بها فرحه، بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه، ولكن سكر الشهوة يحجبه عن الشعور به.


    ومتى خَلِيَ قلبه من هذا الحزن، واشتدت غبطته وسروره فليتهم إيمانه، وليبك على موت قلبه، فإنه لو كان حياً لأحزنه ارتكابه للذنب، وغاظه وصعب عليه، ولا يحس القلب بذلك، فحيث لم يحس به فما لجرح بميت إيلام".
    ـــــــــــــــ
    تابعونــــــا

  5. #5

    افتراضي


    </I>
    2

    استعظم ذنبك

    يصور حال المؤمن مع المعصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تصويراً دقيقاً بالغاً فيقول: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه -".

    وفي البخاري عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الموبقات".

    والشعور نفسه نلمسه عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إذ يقول: "إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقاً، وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات".

    وهو أيضاً عند خير الأمة وأبرها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم . فقد دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- وهو آخذ بلسانه وهو يقول: "لساني أوردني الموارد".

    وقد ينصرف نظر المرء إلى صغر الخطيئة فينبه بلال بن سعد إلى هذا المسلك إذ يقول: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت".

    أما سليمان بن حبيب - رحمه الله - فقال: "إن الله إذا أراد بعبده خيراً جعل الإثم وبيلاً [وبيلاً: أي: وخيم. وطعام وبيل: يخاف وباله، أي: سوء عاقبته].. فإذا أراد بعبده شراً خضر له [خضر له:حسّنه في عينه]".

    ويعظم احتقار الذنب عند الأوزاعي فيقول: "كان يقال من الكبائر أن يعمل الرجل الذنب يحتقره".

    وقال أيضاً: "الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره".

    إن استعظام الذنب - أخي الكريم - يتولد منه لدى صاحبه استغفار وتوبة، وبكاء وندم، وإلحاح على الله عز وجل بالدعاء وسؤاله تخليصه من شؤمه ووباله.

    وما يلبث أن يولد دافعاً قوياً يمكِّن صاحبه من الانتصار على شهوته والسيطرة على هواه.

    أما أولئك الذين يحتقرون الذنب فيشعر أحدهم بالندم ويعزم على التوبة، لكنها عزيمة ضعيفة سرعان ما تنهار مرة أخرى أمام دواعي المعصية


    </B></I>

  6. #6

    افتراضي


    </I>
    3


    إياك ومحقرات الذنوب (الصغائر)

    عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً وأججوا ناراً وأنضجوا ما قذفوا فيها".

    ولهذا يوصي ابن المعتز بذلك مقتبساً هذا المعنى:
    خـل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
    واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
    لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

    وأنت كذلك حين تتهاون بالصغائر تجتمع عليك حتى يعلو بعضها بعضا وينوء بها كاهلك (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ). [الأنبياء: 47].

    ويحذر صلى الله عليه وسلم زوجه عائشة رضي الله عنها من ذلك قائلاً لها: "يا عائشة، إياك ومحقرات الأعمال؛ فإن لها من الله طالباً".

    إن وقوعك في المعصية الصغيرة وتساهلك بها، يزيل استقباح المعصية من قلبك فتعتاد عليها، حتى تقع فيما هو أكبر منها.

    قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "بقدر ما يصغر الذنب عندك كذا يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله".

    وعن الحسن - رحمه الله - أنه قال: "من عمل حسنة وإن صغرت أورثته نوراً في قلبه، وقوة في عمله، وإن عمل سيئة وإن صغرت فاحتقرها أورثته ظلماً في قلبه وضعفاً في عمله".

    فكم - أخي الكريم - من كلمة لا نلقي لها بالاً:
    سخرية بمسلم أو همز له، أو وقوع في عرضه، أو كلمة غير صادقة، نضيف لها نظرة عابرة، وتقصيراً في واجب لا نعبأ به وهكذا حتى يتولد منها سيل جارف.

    وبعد ذلك نسأل: لماذا قلوبنا قاسية؟


    تابعونـــــــــــا

    </B></I>

  7. #7

    افتراضي


    </I>
    4

    إياك و المجاهرة

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".

    وبوب البخاري - رحمه الله - على هذا الحديث (باب: ستر المؤمن على نفسه).

    وأورد في الباب أيضاً حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رجلاً سأله: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟!. قال: يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟!. فيقول: نعم. ويقول عملت كذا وكذا؟!. فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم".

    إنّ المؤمن الذي يخاف مولاه، ويعظمه ويجله، إنه وإن أوقعته نفسه في المعصية وقارف ما قارف فهو يمقت هذه المعصية وما يذكره بها من قريب أو بعيد، فكيف يحدث الناس أنه عمل وعمل؟!.

    .: تنبيه ::.

    ومن باب: (يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا) ما يسلكه بعض من الشباب حين يلقى صفيه وأخاه فيحدثه لا مفاخراً ومبارزاً لله بالعصيان بل مغلفاً ذلك بغلاف الشكوى ومعللاً بعلة السؤال عن الحل والبحث عن المخرج.

    وهذا المسلك علاوة على ما فيه من مخالفة الأدب الشرعي، وهتك لستر الله فهو تكريس للقدوة السيئة أو تهوين للمعصية أمام الآخرين. فحين يصاب صاحبه بالداء نفسه فيقارفها أو غيرها يلتمس العزاء والعذر لتقصيره بتذكير نفسه أن فلاناً يواقعها، وأن كثيراً من الشباب كذلك إن لم يكن عامتهم. هذا ما يقوله بلسان حاله، إن لم يكن بلسان مقاله.

    وعلاوة على المجاهرة والقدوة السيئة، فصاحبه حين يقارف هذه المعصية سيبادله الشكوى، ويشاركه النجوى فيشتركان مبدأ الأمر في التشاكي والتألم، ثم تتحول القضية إلى تعاون على الإثم والعدوان ومشاركة في العصيان.

    وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولاتزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عاقبه. فبايعناه على ذلك".

    أما ما نقل من مجيء بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له شاكين وقوعهم في بعض الذنوب فهي حالات خاصة فالقاعدة خلاف ذلك. ثم يبدو من سياق بعض هذه الأحداث أن الرجل ربما كان يجهل أن له توبة، أو يسأل عن الكفارة وماذا يلزمه.

    بل وفي بعض هذه الحوادث إنكار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على السائل وأمره بالاستتار مما يدل على أن هذا هو الأصل المتقرّر لديهم وما يخرج عن ذلك كله يبقى حالة خاصة لا تشغب على القاعدة العامة.

    فالأولى بالشاب حين يبتلى بالمعصية أن يستتر بستر الله، وأن يجاهد نفسه على ترك المعصية ما استطاع، وحين يصعب الأمر عليه ويحتاج لمن يعينه ويضيء له الطريق فله بديل في سؤال من لا يعرفه مشافهة أو مهاتفة أو كتابة، أو من يعرفه لكن لا تربطه به تلك الصلة، أو البحث فيما قيل عنها من أهل العلم مكتوباً أو مسجلاً.

    أما حين تنغلق جميع هذه الأبواب ويرى نفسه بين خيارين: استمراء المعصية وإهلاكها له أو استشارة صاحبه القريب ممن سيجد عنده العلاج والدواء بإذن الله، فتبقى حالة نادرة، ولا يجوز أن تكون قاعدة عامة وهدياً راتباً، والله أعلم.


    </B></I>

  8. #8

    افتراضي


    جزانا وإياكم
    أكمل نقل باقي الموضوع إن شاء الله
    ..................................
    5

    لا تفارق الأخيار

    لقد قال الله لنبيه وهو خير الناس وأعبدهم لله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً). [الكهف: 28].

    ووصفه أصحابه بأنه كان صلى الله عليه وسلّم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فها هو - بأبي وأمي - استفاد من لقاء الجليس الصالح، وهو جبريل، فكيف بي وإياك؟!.

    وفي يوم الفزع الأكبر: يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، تتقطع الأواصر، وتتمزّق علائق الدنيا، ويتبرأ أخلاء السوء من بعضهم:

    (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً). [الفرقان: 27- 28].

    (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ). [البقرة: 166].

    أما حين تصاحب الأخيار فلعلك أن تكون ممن قال الله عنهم: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). [الزخرف: 67].

    --------------------

    .:: حل إشكال ::.
    فأحياناً يحدث الشاب نفسه وهو يراها مقيدة بأغلال المعاصي مأسورة بأسرها: كيف أصحب الأخيار وأعاشرهم وأنا ملوث، وأنا عاصٍ، أشعر أنني منافق حين أصاحبهم، إلى غير ذلك من التساؤلات.

    ولــو تساءل بلغة أخرى ومنطق مخالف فقال:

    • أولاً: إن صحبتي للأخيار بحد ذاتها عمل صالح من أفضل الأعمال والحسنة تكفر السيئة. وقد عد صلى الله عليه وسلم من يحب أخاه في الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (وهو يشمل الرجال والنساء).

    • ثانياً: محبة الصالحين سبب للحوق المرء بهم ولو لم يبلغ منزلتهم في العمل فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟!. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".

    فليكن شعاري:
    أحب الصالحين ولست منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارتهم معاصي ** وإن كنا سوياً في البضاعة


    • ثالثاً: أن الندم والحسرة، والتألم على المعصية إنما جنيته من الصحبة الصالحة، وهذه أول بركاتهم وباكورة ثمراتهم، وحين أفارقهم فسوف يخبت هذا الصوت ويقل أثر هذه الملامة للنفس. وحينها أنتقل لا سمح الله إلى جحيم المعصية ودركاتها.

    • رابعاً: هب أنى فارقت الأخيار، فهل سيزول ما أشكو منه وأبرأ من داء المعصية؟!. أم أنى سأفقد الدواء فيستفحل الداء.

    إنه لو طرح على نفسه تلك التساؤلات السابقة لخرج بنتيجة مؤداها: أن وقوعه في المعصية، ومعاناته من شؤمها مدعاة إلى التزود من صحبة الأخيار، والسعي لذلك، لا أن تكون عائقاً ومثبطاً.

    ويجعل ذو النون رحمه الله ملازمة الأخيار من أمارات التوبة. فيقول: "ثلاثة من أعلام التوبة: إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المتعلق من الوقوع فيها، وهجران إخوان السوء وملازمة أهل الخير".


    وتابعونـــــــــــــا
    </I>

  9. #9

    افتراضي


    </i>
    جزانا وإياكم

    ............................

    المشاركة دي متعلقة بالمشاركة اللي فاتت

    .:: تشريف كلب!! بسبب الصحبة ::.

    إن صحبة الأخيار أفادت من هو دونك ففتية أهل الكهف حين خرجوا صحبهم كلب جرى ذكره في القرآن

    "فإنه إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته ومخالطته الصلحاء والأولياء حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه جل وعلا

    فما ظنك بالمؤمنين الموحدين، المخالطين، المحبين للأولياء والصالحين

    بل في هذا تسلية وأنس للمؤمنين المقصرين عن درجات الكمال، المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل".

    تفسير القرطبي


    تابعونــــــــــــــــــــــــــــــــــا

    </b></i>

  10. #10

    افتراضي


    جزانا وإياكم...وأسأل الله أن ينفعنا جميعا بالموضوع


    نكمل الموضوع
    .................................................. ...



    لا تدع الدعوة


    يشعر الشاب الذي يقارف المعصية - وكلنا كذلك - بتعارض وتصارع بين أمرين:


    فهو يسمع الحديث عن الدعوة، وإنكار المنكرات، وتطرق أذنه النصوص الآمرة بذلك، والحاثة عليه، ويرى النماذج من العاملين الداعين أمام ناظريه.


    فيدعوه هذا إلى المشاركة، ودخول الميدان، والسير مع القافلة، فالوقت والعمر لا يحتمل الانتظار.


    وما أن تتوقد الحماسة في نفسه، وتتهيأ لتترجم إلى جهود وأعمال ومواقف حتى يبدو صوت آخر يهزه من داخله قائلاً له:


    ما هذا؟!. أتدعو إلى الله وأنت ملوث؟!. وأنت خطاء؟!. إن الدعوة ونصرة الدين منزلة شريفة، ودرجة سامية لا تليق بأمثالك من المخلطين. فأولى بك أن تدعو نفسك، وتأمرها بالمعروف، وتنهاها عن المنكر!.


    وقد ينتصر هذا الصوت فيقرر التخلي، والتأجيل لمرحلة لاحقة، وقد يرى أن هذا السلوك يفرضه الانضباط الشرعي وأن التورع يقتضي منه عدم الدخول في هذا الميدان الدعوي.


    فلابد من عرض القول على النصوص الشرعية وعلى المنطق العقلي المنضبط بميزان الشرع، فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون:


    • أولاً:
    لاشك أن القول الذي لا يصدقه عمل مذموم في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة. ففي التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ). [الصف: 2- 3].
    وفيه أيضاً: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ). [البقرة: 44].


    وفي السنة النبوية في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون أي فلان؟!.


    ما شأنك؟!. أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟!. قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".


    • ثانياً:
    هل هذا الذم الذي ورد في هذه النصوص هو ذم للرجل على دعوته وإنكاره للمنكر؟!. أم أنه ذم له على فعل المنكر مع أنه أولى الناس باجتنابه؟!.


    ولعل الثاني أليق بالنصوص الشرعية؛ إذ لا يعقل أن يذم الرجل ويعاب على عمل الخير، وأن يصبح عمله للخير سيئة يعاقب عليها.


    واختار الحافظ ابن كثير هذا المعنى فقال: "وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له".


    • ثالثاً:
    هل يوجد حين نعمم هذه النتيجة من لا يقع في المعصية، ولا يقارف الخطيئة؟!. والبشر كلهم خطاءون وعصاة، ولا يمكن أن يصل المرء إلى حال لا يواقع فيها معصية. فهل يسوغ أن نقول بعد ذلك: لا يحق لأحد أن يأمر الناس بالخوف من الله لأنه لابد أن يقع في المعصية، وذلك ناشئ من قلة خوفه له سبحانه.أو لا يحق لأحد أن يأمرهم بتقواه وهو يقع في المعصية؛ لأنه لم يتق الله؟!.


    وهذا يعني باختصار أن لا يدعو أحد، ولا يأمر أحد بالمعروف؛ إذ لا يمكن أن يصل أحد إلى حال لا يواقع فيها المعصية.


    قال سعيد بن جبير: "لو كان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر. قال مالك: وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيء".


    ويشير الشاعر إلى هذا المعنى قائلاً:
    ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب ** فمن يعظ العاصين بعد محمد؟!.


    • رابعاً:
    إن الواجب على المرء تجاه المنكر أمران أولهما تركه، والثاني النهي عنه. والواجب عليه تجاه المعروف أمران أيضاً أولهما فعله، والثاني الأمر به. فحين يترك الواجب الأول فهل يسقط عنه الواجب الثاني؟!.


    قال ابن كثير: "فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف".


    إن تركك للنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل فعلك للمنكر نفسه، أو تركك للمعروف: إن هذا بحد ذاته منكر آخر





    تا بعونـــــــــا

  11. #11

    افتراضي


    </I>

    لا تعير غيرك بالذنب

    المسلم يحب الله عز وجل وكل عمل يحبه سبحانه، ويمقت معصية الله ومن يقارفها، وهو يملك حساً مرهفاً ونفساً جياشة لا تملك الحياد مع من يجترئ على حرمات الله عز وجل، فالحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ومن فقدها فليراجع نفسه، ويتفقد إيمانه.

    لكنه قد يشتط في ذلك فبدلاً من بغض المعصية وصاحبها يعيِّره ويتعالى عليه.

    وفي حديث يرويه جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: "من ذا الذي يتألّى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟!. فإني قد غفرت له، وأحبطت عملك، أو كما قال".

    وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه، تقولوا: اللهم اخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحد شيئاً حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيراً، وإن ختم له بشرٍّ خفنا عليه عمله".

    ومر أبو الدرداء رضي الله عنه على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟!. قالوا بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا أفلا تبغضه؟!. قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي.

    قال: وقال أبو الدرداء: ادع الله في يوم سرائك لعله أن يستجيب في يوم ضرائك.

    فالأولى بالمسلم أن ينشغل بعيب نفسه ويخشى ذنوبه، ويشعر أن واجبه تجاه أخطاء غيره يقف عند حد المناصحة والستر والدعاء لهم وسؤال الله العافية



    تابعونــا

    </B></I>

  12. #12

    افتراضي


    </I>
    دي المشاركة اللي قبل الأخيرة وبعدين نبدأ الموضوع التاني إن شاء الله
    ...............................
    اللي بيمل من كتر الكلام .. ومعندوش وقت

    ياخد البطاقة الخفيفة دي .. ويحطها في قلبه من جوااااا





    أسأل الله العون أن يوفقني لإخراج موضوع جديد عن التعامل مع الذنب بعد وقوعه

    </B></I>

  13. #13

    افتراضي


    </I>
    دي آخر مشاركة لكاتب الموضوع

    و بإضافاتكم إن شاء الله يكون المزيد من الفائدة




    بم إن الموضوع اتثبت .. وبقاله فترة موجود


    فأعتفد اللي كان بيقرأ فيه .. هيكون قرأ منه جزء كويس

    ممكن بأه نتكلم في فوائد عملية من الموضوع

    يعني حاجة استفدتها .. أو خبرة اتعلمتها عشان تحد من الذنوب .. وأثرها؟؟

    هضرب مثال بكلمة كان واحد صاحبي بيقولهالي زمان

    كنت بشوفه بيقول للناس اللي بتتفرج على أفلام: متنقلوش الأفلام دي لحد تاني

    طبعاً الكلام كويس .. بس الغريبة إنه هو نفسه كان بيتفرج على أفلام!!

    فلما سألته .. قالي: أنا أتفرج ماشي .. لكن أنقل الأفلام وآخد ذنب كل واحد بيتفرج عليها لأ

    هو يعني عاوز يقول إن أنا ممكن ربنا يهديني في يوم من الأيام وأبطل .. فلو كنت أنا بنقل الأفلام للناس .. فالذنب هيتنيه ماشي طول ما الأفلام بتتنقل من واحد لواحد

    {... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة

    وفي نقطة كمان .. إنه كان بيدعوا الناس .. مع إنه بيتفرج .. ودي فهمناها من تفسير الآية في فقرة لا تدع الدعوة


    اقتباس:
    • أولاً:
    لاشك أن القول الذي لا يصدقه عمل مذموم في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة. ففي التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ). [الصف: 2- 3].
    وفيه أيضاً: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ). [البقرة: 44].


    وفي السنة النبوية في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون أي فلان؟!.

    ما شأنك؟!. أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟!. قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".

    • ثانياً:
    هل هذا الذم الذي ورد في هذه النصوص هو ذم للرجل على دعوته وإنكاره للمنكر؟!. أم أنه ذم له على فعل المنكر مع أنه أولى الناس باجتنابه؟!.

    ولعل الثاني أليق بالنصوص الشرعية؛ إذ لا يعقل أن يذم الرجل ويعاب على عمل الخير، وأن يصبح عمله للخير سيئة يعاقب عليها.

    واختار الحافظ ابن كثير هذا المعنى فقال: "وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له".

    • ثالثاً:
    هل يوجد حين نعمم هذه النتيجة من لا يقع في المعصية، ولا يقارف الخطيئة؟!. والبشر كلهم خطاءون وعصاة، ولا يمكن أن يصل المرء إلى حال لا يواقع فيها معصية. فهل يسوغ أن نقول بعد ذلك: لا يحق لأحد أن يأمر الناس بالخوف من الله لأنه لابد أن يقع في المعصية، وذلك ناشئ من قلة خوفه له سبحانه.أو لا يحق لأحد أن يأمرهم بتقواه وهو يقع في المعصية؛ لأنه لم يتق الله؟!.

    وهذا يعني باختصار أن لا يدعو أحد، ولا يأمر أحد بالمعروف؛ إذ لا يمكن أن يصل أحد إلى حال لا يواقع فيها المعصية.

    قال سعيد بن جبير: "لو كان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر. قال مالك: وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيء".

    ويشير الشاعر إلى هذا المعنى قائلاً:
    ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب ** فمن يعظ العاصين بعد محمد؟!.

    • رابعاً:
    إن الواجب على المرء تجاه المنكر أمران أولهما تركه، والثاني النهي عنه. والواجب عليه تجاه المعروف أمران أيضاً أولهما فعله، والثاني الأمر به. فحين يترك الواجب الأول فهل يسقط عنه الواجب الثاني؟!.

    قال ابن كثير: "فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف".

    إن تركك للنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل فعلك للمنكر نفسه، أو تركك للمعروف: إن هذا بحد ذاته منكر آخر

    الخلاصة إن المفروض الواحد وهو بيصلح نفسه .. ميسبش الدعوة أبداً حتى لو فيه أخطاء لإن محدش بيخلوا من أخطاء

    صحيح هو لو نهى عن حاجة وعملها مصر هيدخل في الوعيد اللي في أول آية وحديث

    بس برده لو ساب الدعوة هيدخل في إثم ترك الأمر بالمعروف .. زي ما قال ابن كثير في آخر الكوتة

    يبقى المفروض الاتنين يمشوا مع بعض

    حد استفاد حاجة تانية؟؟

    </B></I>

  14. #14

    افتراضي


    كنت ناسية المشاركة المهمة دي

    اقتباس:
    من توفيق ربنا .. وأنا بلف في النت .. لقيت حلقة من برنامج (كفاية ذنوب) للشيخ أيمن صيدح

    بعنوان: فقه الذنوب والمعاصي

    واخد الاسم من هنا



    فيديو جودة عالية .. Avi
    http://ia331416.us.archive.org/3/ite...-2009-aemn.avi

    صوت جودة عالية .. Mp3
    http://ia331416.us.archive.org/3/ite...-2009-aemn.mp3

    حلقة لطيفة أوي يا جماعة .. والشيخ أسلوبه مريح أوي

    بيتكلم فيها عن طبيعة الإنسان من حيث الخطاً .. بس بيأكد على إن ده مش تهوين من شأن المعصية .. بس هي محاولة عشان (نفهمها صح)

    نسمعها .. ونكمل تاني مع الفوائد العملية

    ومستني رأيكم .. وفوائدكم


    </I>

  15. #15
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    19-10-2009
    العمر
    78
    المشاركات
    29

    افتراضي

    نشكرك على مواضيعك الهامة ونرجو للجميع الفائدة
    دمتم جميعابخير

  16. #16
    عضو نشيط الصورة الرمزية طارق فريد
    تاريخ التسجيل
    21-09-2010
    الدولة
    سوهاج العسيرات اولاد بهيج عائلة الحميدات اشرس قبائل العرب
    العمر
    60
    المشاركات
    142

    افتراضي

    [glint]
    بارك االه فيكم وننتظر المزيد انشالله
    [/glint]

  17. #17
    عضو منتظم الصورة الرمزية منه الله عبدالله
    تاريخ التسجيل
    16-12-2010
    الدولة
    مصر
    العمر
    32
    المشاركات
    54

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكمن الله الخير ونفع بكم امة الاسلام

  18. #18
    عضو نشيط الصورة الرمزية طارق فريد
    تاريخ التسجيل
    21-09-2010
    الدولة
    سوهاج العسيرات اولاد بهيج عائلة الحميدات اشرس قبائل العرب
    العمر
    60
    المشاركات
    142

    افتراضي

    مشكورين جميعا على مشاركتكم 0

    اللهم نور وجوهنا بالايمان ونوره بالنظر الى الرحمن

    اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ماحييتنا

    اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على الايمان

    اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض

    عليك 0 امين 0 امين وصلى اللهم على سيدنا محمد

  19. #19
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    26-12-2010
    الدولة
    مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة
    العمر
    70
    المشاركات
    3

    افتراضي

    اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وامن روعاتنا واستر عيوبنا واغفر ذنوبنا ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا ياارحم الراحمين

  20. #20

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  21. #21
    عضو مشارك
    تاريخ التسجيل
    15-10-2011
    العمر
    76
    المشاركات
    31

    افتراضي

    جزاكم الله كل خير

  22. #22
    عضو نشيط الصورة الرمزية طارق فريد
    تاريخ التسجيل
    21-09-2010
    الدولة
    سوهاج العسيرات اولاد بهيج عائلة الحميدات اشرس قبائل العرب
    العمر
    60
    المشاركات
    142

    افتراضي

    امين يارب العالمين اجمعنا فى الاخره مع العليين

  23. #23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم
    اللهم نقنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس آمين يا أرحم الراحمين

  24. #24

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  25. #25
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    10-02-2013
    العمر
    30
    المشاركات
    14

    افتراضي

    جزاكم الله خير

  26. #26
    مشرف مجلس قبيلة بني خالد
    تاريخ التسجيل
    16-09-2014
    المشاركات
    29

    افتراضي

    جزاك الله خير

  27. #27

    افتراضي

    ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً )

  28. #28

    افتراضي

    الله أكبر

  29. #29

    افتراضي

    بارك الله فيكم وفي جهودكم

  30. #30
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    13-05-2016
    العمر
    39
    المشاركات
    151

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

  31. #31

    افتراضي

    بارك الله فيك

  32. #32

    افتراضي

    جزاكم الله كل الخير

  33. #33

    افتراضي

    أثابكم الله على هذا خير ثواب

  34. #34
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    جزاك الله بخير ما يجازي به عباده الصالحين .
    ربنا إننا ظلمنا أنفسنا و اسرفنا عليها و إلا تغفر لنا و ترحمنا لنكنن من الخاسرين .. و نعوذ بك ربنا أن نكون من الخاسرين .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الارشيف مشاهدة المشاركة
    فمن هو الذي لا يقع في معصية الله؟!.
    وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".وحين حضرت أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه الوفاة قال: "كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون يغفر لهم".
    وقد قال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون".
    وأي نفس - غير نفوس الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- ترقى لمنزلة لا تدركها كبوة، أو لا تغلبها شهوة؟!.
    ولكن المؤمن مع ذلك يدرك خطورة المعصية وشناعتها، وأنها جرأة على مولاه، وإباق من سيده، وأنه ما من مصيبة في الدنيا إلا بذنب، وهو وإن واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خائف، مشفق، يتمنى ذلك اليوم الذي يفارق فيه الذنب ويتخلص منه.

  35. #35
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    اللهم اجعلنا من التوابين و اجعلنا من المتطهرين .
    جعلها الله في موازينك .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الارشيف مشاهدة المشاركة
    ... وإلى هذا المعنى أشار الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال: "والله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة، فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه، فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه، لعلمه تعالى بضعفه وغلبة شهوته


  36. #36
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    لا إله إلا أنت ، سبحانك ، إني كنت من الظالمين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الارشيف مشاهدة المشاركة
    خـل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
    واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
    لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

    ويحذر صلى الله عليه وسلم زوجه عائشة رضي الله عنها من ذلك قائلاً لها: "يا عائشة، إياك ومحقرات الأعمال؛ فإن لها من الله طالباً".
    قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "بقدر ما يصغر الذنب عندك كذا يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله".
    </B></I>

  37. #37
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    أستفغر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ..

    غفر الله لنا و لك و لكل المومنين و المومنات الأحياء و الأموات .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الارشيف مشاهدة المشاركة

    إياك و المجاهرة

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".

    وأورد في الباب أيضاً حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رجلاً سأله: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟!. قال: يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟!. فيقول: نعم. ويقول عملت كذا وكذا؟!. فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم".


    إنّ المؤمن الذي يخاف مولاه، ويعظمه ويجله، إنه وإن أوقعته نفسه في المعصية وقارف ما قارف فهو يمقت هذه المعصية وما يذكره بها من قريب أو بعيد، فكيف يحدث الناس أنه عمل وعمل؟!.


    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولاتزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عاقبه. فبايعناه على ذلك".


    </B></I>

  38. #38
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    أحب الصالحين ولست منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارتهم معاصي ** وإن كنا سوياً في البضاعة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الارشيف مشاهدة المشاركة

    لا تفارق الأخيار
    لقد قال الله لنبيه وهو خير الناس وأعبدهم لله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً). [الكهف: 28].
    </I>

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum