النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: السعدون

اسم السعدون في القبائل الأخرى هذه قائمة حاولنا من خلاله جمع ما عثرنا عليه من مسميات (السعدون) من أسر وعشائر مختلفة, وفائدة ذلك في الانتباه لأي تشابه في الأسماء ممكن

  1. #1
    مشرف مجلس قبيلة خفاجة الصورة الرمزية مجاهد الخفاجى
    تاريخ التسجيل
    13-10-2009
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    280

    افتراضي السعدون

    اسم السعدون في القبائل الأخرى
    هذه قائمة حاولنا من خلاله جمع ما عثرنا عليه من مسميات (السعدون) من أسر وعشائر مختلفة, وفائدة ذلك في الانتباه لأي تشابه في الأسماء ممكن أن يحدث عند القارئ أو الباحث في علم الأنساب.
    وتجدر الإشارة إلى أن اسم سعدون من الأسماء العربية القديمة، وكلنا سمع بـ (سعدون) أحد عقلاء المجانين في زمن هارون الرشيد، وهناك (سعدون) آخر من رواة الحديث بالإضافة إلى ظهور شيخ بارز في البادية هو الشيخ سعدون بن محمد آل غرير شيخ بني خالد، وهو من الجيل الذي سبق جيل سعدون بن محمد جد الأسرة السعدونية ناهيك عن وجود (سعدون) آخر في سلسلة النسب الهاشمي لآل سعدون هو (سعدون بن إبراهيم أحمر العينين) الذي عاش في القرن التاسع الهجري.
    ولذا لا يستغرب وجود عدد من الأسر والعشائر التي تحمل اسم (سعدون) حالياً، فالاسم عربي قديم.
    ...... وفيما أسماء تلك الأسر التي عرفناها، ولعل هناك بعض الأسر التي لم نوردها:
    آل سعدون: شيوخ عشائر المنتفق, وهم أسرة حسينية هاشمية وفد جدهم من الحجاز, وتشيخ على تلك العشائر العراقية, وهم أصحاب هذا الموقع الالكتروني.
    السعدون: أسرة كويتية من الوداعين من قبيلة الدواسر, ومنهم أحمد عبد العزيز السعدون السياسي الكويتي المعروف, وابن أخيه جاسم السعدون المحلل الاقتصادي المعروف.
    آل سعدون: أسرة في الأحساء والرياض من أبناء الشيخ سعدون بن محمد بن غرير أل حميد الخالدي، وفيهم الآن عمودية منطقة السياسب في المبرز.
    السعدون: أسرة من الجبور من قبيلة بني خالد، ودخلوا في حلف مع فخذ آل حميد من قبيلة بني خالد، وقريتهم الرئيسة الجشة.
    السعدون: عشيرة من الراشد من الأساعدة من الروقة من عتيبة تقيم في مدينة الجوف.
    السعدون: عشيرة من بني ياس من أقرباء آل نهيان في دولة الإمارات.
    السعدون: أسرة من قبيلة سبيع.
    ذوي سعدون: من الصعران من بريه من مطير، وهم رهط الشاعر المعروف حنيف بن سعيدان.
    السعدون: من البطنين من الشريفات من المغرة من عبدة من شمر.
    آل سعدون: في الرياض أهل منفوحة من بني ثور من سبيع.
    السعدون: في الزلفي من آل مقرن بن نافع من الأساعدة من عتيبة.
    آل سعدون: في عودة سدير من الدواسر.
    آل سعدون: في الغاط جاؤوا من حائل, وهم من الكامل من الأسلم من شمر.
    السعدون: بطن من العراعرة من بني رشيد.
    السعدون: من أهل ضرما في السعودية.
    السعدون: بيت من الدلابحة من عتيبة نسبة إلى جدهم سعدون.
    السعدون في بريدة وأوثال، وهم من الجميشات من الزبنة من العلي من الدهامشة من العمارات من عنزة.
    السعدون في الأسياح، وهم من الخمشة من ضنا عليان من ولد سليمان من عنزة.
    السعدون من القطاعا من الجبران من المرعض من الرولة من الجلاس من عنزة.
    السعدون: من الشريفات في العراق، ويستقرون في المحمودية، وأرياف كربلاء، وذي قار.
    آل سعدون: فرع من عشيرة اللغويين في قلعة سكر، وهم من بني حكيم.
    آل حاج سعدون: فرع من عشيرة آل جديه من بني زيد في الشطرة بالعراق.
    بيت سعدون: فرع من بيت عبيد من السواعد بالعراق.
    السعدوني: في العراق، وهم أسرة منهم الباحث والمترجم العراقي فاضل السعدوني.
    السعدوني: أسرة في فلسطين، ويقيمون قرب بحيرة طبرية.
    السعدوني: أسرة بيروتية.
    السعدون: أسرة في سلطنة عمان
    أصول المنتفق

    * أصل تسمية المنتفق:
    (المنتفق): وصف يعني في اللغة: (الداخل في النفق)، ويرتبط النفق في التراث العربي عادة بنافقاء (جحر) اليربوع، وما شابهه من الحيوانات ذات الجحور، وينتفق الصياد (أي يدخل نفق اليربوع) بغية اصطياده، والنَّفَق هو (السَّرَب في الأرض)، ونافِقاء اليربوع من هذا، وهو سَرَبه الذي يدخل فيه، واشتق من هذا المعنى وصف (المنافق) لأنه يدخل في ظلمة الكفر، وهو يظهر غيره.
    أما (المنتفق) الذي تتسمّى به العشائر المعروفة بهذا الاسم - موضوع البحث - فلقب التصق بجدّ عاش في العصر الجاهلي هو: (معاوية بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان).
    ومن هنا.. تجدنا نوافق قول كثير ممن سبقونا من الكتّاب والمؤلفين في أنه لا صحة لما توهّمه بعض آخر، وشاع بين العامة، وبين بعض أبناء عشائر المنتفق نفسها من أن (المنتفق) لفظ اشتقّ من اتفاق هذه العشائر على الوحدة فيما بينها، وذلك عند تزعم (آل شبيب) لها في بداية القرن العاشر الهجري، فالاسم كما نرى قديم، وقد ورد في كتب المؤرخين والنسابين قبل ذلك بكثير، ولا علاقة لغوية له بالاتفاق، والأمر لا يعدو أكثر من تخريجة لغوية يحبذها بعض الكتّاب حين يعوزهم العلم بالأنساب كما قالوا عن اسم قبيلة الظفير بأنه جاء من تضافرهم، والعتوب من عتبهم، والجوارين من تجاورهم... بغض النظر عن صحة التخريجات الأخيرة.
    منازل المنتفق في العصر الجاهلي:
    ويمكننا أن نتعرف على منازل بني المنتفق في الجاهلية من خلال عدد من الشواهد التاريخية، وبعض الأخبار المروية عنهم خصوصاً إذا عرفنا منازل قبيلتهم الأكبر (عامر بن صعصعة) في ذلك الوقت.
    ومن تلك الأخبار ما ينسب للشاعر الجاهلي حاجب بن ذبيان المازني، والذي كان أخاً للمنتفق الجد: (معاوية بن عامر بن عقيل) من جهة الأم، فقال يرثيه، ويذكر ماء (البيضاء) الذي كان من مياه بني عقيل قوم المنتفق في الجاهلية ثم صار للمنتفق وأخوته خاصة:
    تطاول بالبيضاء.. ليلي، فلم أنم
    وقد نام قسّاها، وصاح دجاجها
    (معاويَ)... كم من حاجةٍ قد تركتها
    سلوباً، وقد كانت قريباً نتاجها
    ومن مياه المنتفق في الجاهلية وصدر الإسلام: (الميثب)، وقد ورد بالتعريف ودونه، وهو بالتعريف أغلب، وجاء في تعريفه الآتي: (ماء بنجد لعقيل.. ثم للمنتفق واسمه معاوية بن عقيل)، وقال الأصمعي: (الميثب ماء لعبادة بالحجاز)، وقال غيره: (ميثب.. واد من أودية الأعراض التي تسيل من الحجاز في نجد اختلط فيه عقيل بن كعب، وزبيد من اليمن).
    ومن وديان المنتفق (العقيق)، وذكر الهمداني في (صفة جزيرة العرب) أن العقيق عقيقان.. العقيق الأعلى للمنتفق، ومعه معدن صعاد على يوم أو يومين، وهو أغزر معدن في جزيرة العرب، وهو الذي ذكره النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: (مطرت أرض عقيل ذهبا)، والأسفل هو في ديار طيء.
    * المنتفق بن عامر، وذريته المباشرة:
    ومن مقارنة التواريخ التي لدينا نعرف أن (المنتفق بن عامر) رجل عاش في أواخر العصر الجاهلي، وربما عاش قبل الهجرة النبوية بحوالي القرن، وبهذا هو من جيل عبد المطلب جد الرسول، ونعرف من أولاده المباشرين كلاًّ من: (عوف، وقيس، وربيعة، ومالك، وجراد، وعبد الله، ومعاوية، وعامر، والحصين) على اختلاف بين المؤرخين والنسابين، فقد يكون أحد هؤلاء ابناً للآخر كما سنلاحظ من بعض الأسماء القادمة.
    واشتهر من أولاد المنتفق لصلبه كل من (عوف) و(قيس) اللذين كانا من فرسان يوم (شعب جبلة) الحادث قبل خمسة وسبعين عاماً من بعثة النبي مما يدلنا على العصر الذي ظهر فيه هذا البيت العامري بتحديد معقول.
    و(عوف بن المنتفق) السالف ذكره هو قاتل زعيم تميم (لقيط بن زرارة الدارمي) في ذلك اليوم (على أحد الأقوال).
    أما قيس بن المنتفق، فينسب له من أخبار يوم (شعب جبلة) أسره لعمرو بن أبي عمرو بن عدس حيث جزّ ناصيته، وخلاّه طَمعاً في المكافأة، فلم يفعل عمرو ذلك.
    ولقيس بن المنتفق هذا ولد هو (أنس) الذي ذكر ضمن وفد بني عقيل لمبايعة الرسول على الإسلام إذ حدث محمد بن السائب الكلبي عن رجل من بني عقيل بن كعب عن أشياخ قومه. قالوا:
    )وفد منا على رسول الله: ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن عقيل، وأنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عقيل، فبايعوا، وأسلموا، وبايعوه على من وراءهم من قومهم، فأعطاهم رسول الله العقيق، وهي أرض فيها عيون ونخل، وكتب لهم بذلك كتاباً في أديم أحمر، وفيه:
    )بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعاً ومطرفاً وأنساً. أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وسمعوا، وأطاعوا، ولم يعطهم حقاً لمسلم)، وكان الكتاب في يد مطرف).
    ومن أولاد المنتفق لصلبه (ربيعة)، وجاء ذكره فيما رواه أبو نفيع طارق بن علقمة الرؤاسي حين قال: (قدم رجل منا يقال له (عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة) على النبي، فأسلم ثم أتى قومه، فدعاهم إلى الإسلام، فقالوا: (حتى نصيب من بني عقيل بن كعب مثل ما أصابوا منا)، فخرجوا يريدونهم، وخرج معهم عمرو بن مالك، فأصابوا فيهم ثم خرجوا يسوقون النعم، فأدركهم فارس من بني عقيل يقال له (ربيعة بن المنتفق بن عامر بن عقيل)، وهو يقول:
    أقسمت لا أطعن إلا فارسا
    إذا الكماة ألبسوا القوانسا
    وللقصة بقية في كتب التاريخ.
    ومن أولاد المنتفق أيضاً: مالك بن المنتفق العقيلي، وقد جاء ذكره في كتاب (الأغاني) للأصفهاني في أحداث يوم شراحيل بن الأصهب الجعفي، وهو يوم مذكور تفتخر به مضر كلها.
    ومن أولاد المنتفق أيضاً: (جراد)، وذكر الكلبي أن (جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل) وفد على النبي، والثابت أن الصحابي هو ابنه عبد الله بن جراد بن المنتفق، وقد روى عدة أحاديث.
    وجاء أيضاً في تعريفه أنه: عبد الله بن جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل العقيلي. له صحبة، ورواية عن النبي، وأخته طيبة بنت جراد هي جدة خالد بن عكرمة بن خالد المخزومي لأمه، فأمه هي حفص بنت عبد الله بن كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة.
    وللمنتفق أيضاً من الولد: (عبد الله)، ويبدو أنه من أولاده الكبار إذ أنه الجد الثاني لوافد بني المنتفق على رسول الله (لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله)، ومن أسماء بعض بني المنتفق نجد أسماء لثلاثة أولاد للمنتفق هم: (معاوية، وعامر، والحصين)، ولا ندري هل هم أبناؤه المباشرون فعلاً أم أن هناك سقط لبعض الأسماء، وهذا شائع في كتب التاريخ، وأسماء الرجال.
    فروع عشائر المنتفق

    من نافل القول التأكيد على أن المنتفق الذين ذكرت أحداثهم في العصور الإسلامية السابقة لم يكونوا يحملون التقسيمات ذاتها للمنتفق المعاصرين أو الذين سبقوهم بقرون قليلة بعد تكوّن مشيخة آل شبيب، فعشائر المنتفق في الوقت الحاضر مختلفة الأنساب فيما بينها إضافة إلى كونها متباينة الزعامات، ومتنوعة الأنماط الاجتماعية بين سكان المدن وأهل الريف والبادية... مثلها في ذلك مثل أغلبية القبائل العربية إذ يندر في وقتنا الحالي وجود قبيلة ترجع كل عشائرها إلى أب واحد أو حتى إلى آباء متقاربين في النسب أو متماثلة النمط المعيشي والموقع المكاني، وذلك لكثرة التحالفات وحركات الهجرة المستمرة منذ أربعة عشر قرناً.
    (المنتفق) على وجه الخصوص بحكم موقعهم الجغرافي، وطبيعة تاريخهم المحتاج باستمرار إلى القوات العسكرية للنهوض بعبء الطموح المتزايد لها في مقابل التحديات العثمانية والفارسية كانوا لقرون عديدة: (بوابة العراق الصحراوية الأولى)، والحاضنة المثلى للهجرات، والخيار الأول للعشائر البدوية، والأسر المهاجرة إلى العراق للانضمام إلى المجتمع العشائري دون تعقيدات أو تصارع لا قبل لها به.
    لذا كانت تأتي العشيرة المهاجرة من الجزيرة العربية، فتجد أمامها فرصة للانضمام إلى تحالف قوي بدل أن تبقى مستقلة وحيدة في بادية كثيرة الصراعات، وقد استمرت هذه التحالفات سمة مميزة للمنتفق حتى بدايات القرن العشرين الميلادي، ولم تتوقف إلا مع انهيار المشيخة بشكل رسمي، وانفصام عرى التحالف المنتفقي.
    وفي وقتنا المعاصر بعد تفكك المشيخة العامة للمنتفق لظروف سياسية واجتماعية متعددة ستكون من موضوعات بحثنا عاد عقد عشائر المنتفق للانفراط ثانية، وصار لكل عشيرة كيانها الخاص ومشيختها المستقلة، ولم يعد تقسيم المنتفق إلى ثلاثة بطون يحمل معنى كبيراً وواقعياً إلا أن هذا لا ينفي أن بعض المسميات والملامح ما تزال موجودة إلى يومنا هذا، وتتمتع باحترام واعتبار خاصين.
    وإذا أخذنا جانب النسب عند عشائر المنتفق المعاصرة سنجدها تنقسم إلى الأصناف الآتية:
    1- العشائر المنتسبة إلى قبيلة (المنتفق بن عامر) ذاتها، وهي قليلة منها بعض عشائر بني سعيد، ومنهم كذلك عشائر المنتفق التي مازالت في نجد مثل (العويشز، والزغابا) في القصيم، وإن كان هناك قول لعله الراجح يفيد بأن الزغابا ليسوا من المنتفق، ولكنهم أشراف من أقرباء آل شبيب، ويذكر أحد أبناء هذه الأسرة في مقال نشر بمجلة العرب السعودية أنهم من ذرية: (زغيبي بن عميرة بن سبع بن جوارش بن سلوقي بن هدف بن كبش)، وهم بذلك يلتقون مع آل شبيب في جدهم الشريف كبش بن منصور الحسيني.
    2- العشائر المنتسبة إلى عامر بن صعصعة الجد الأعلى للمنتفق، ويوجد من عشائر المنتفق المعاصرة الكثير ممن يرجع بنسبه إلى عقيل وكعب وخفاجة وعبادة، وغيرهم من أجداد بني عامر.
    3- العشائر المنتسبة لقبائل أخرى، والتي حالفت المنتفق في ظروف متعددة، وأزمنة مختلفة، ومنها من ينتمي إلى الأشراف، وطيء، ومضر، وربيعة، وغيرهم من الأصول العربية المتباينة.
    * تفرعات المنتفق:
    انقسمت عشائر المنتفق في ظل المشيخة السعدونية (الشبيبية) إلى ثلاثة بطون كبيرة نذكرها كالآتي:
    أ- بنو مالك:
    البطن الأكثر تلاحماً في المنتفق، وربما كان يرجع في مسماه إلى (مالك بن المنتفق)، وهو الاعتقاد الأرجح، وإن كان هناك قول آخر بانتساب بني مالك إلى (مالك بن الأشتر النخعي) من أنصار الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهو اعتقاد لا صحة له، ولكن للعاطفة المذهبية أثر في تبنّيه.
    ونخوة بني مالك العامة (أي صيحتهم في الحرب) هي: (مزايدة) أو (زيود)، وكانت مشيختهم في آل خصيفة عند قدوم الشريف حسن (جد آل شبيب) في القرن العاشر الهجري، واستمرت فيهم حتى كان آخرهم (سليمان بن ثامر بن علي بن جيش بن خصيفة)، ومنه انتقلت بأمر والي البصرة حسين جلال بيك إلى (مصبّح العرفج) الذي استمر فيها حتى توفي سنة 1344هـ (1926م)، فخلفه أبناؤه من بعده.
    وتركزت زعامة العرفج بين بني مالك الموجودين في الأحواز بعد نزوح مصبّح إليها، وقد تمرد ابنه مهلهل على الحكومة الإيرانية سنة 1345هـ (1927م)، وعاد بأعرابه إلى العراق بعد ذلك.
    أما في بادية العراق وأريافه، فالمعروف أن زعامة بني مالك بعد آل خصيفة صارت في (آل رميّض)، وكان لزعيمهم الشيخ بدر بن عجيل الرميض المتوفى سنة 1361هـ (1942م) جولات وصولات مع الإنجليز، وكثر ذكره في تقاريرهم.
    وينقسم بنو مالك إلى العشائر الآتية:
    - البو صالح:
    فخذ المشيخة في بني مالك، وتنسب إليه ناحية تحمل اسم (البو صالح) قرب الناصرية، وقد غيّرت أخيراً إلى مسمّى (الإصلاح)، وكبيرهم في أوائل القرن العشرين كان بدر بن عجيل الرميض السالف ذكره، ومازالت مشيخة بني مالك في ذريته الكثيرة إذ أنه أعقب أربعة وعشرين ولداً ذكراً.
    وينقسم البو صالح إلى: (آل رميض، والغلام، وآل نصر الله، وآل قوبع، وآل مبادر، وآل خليوي، والتراجمة، آل كردي، والزرقان)، وتلحق بهم حمائل وعشائر أخرى هي: (آل عمر من ربيعة، والسادة الحصونة، وآل جميعان).
    - العليات:
    عشيرة طائية الأصل نخوتها (أخوان عليا) و(أخوان ناهية) ، وهي تقيم في إقليم المجرة، ورئاستها في آل شدود، وتنقسم إلى: (آل شدود، والمنابتة، والبو صياحة، آل عبد السيد، والعليانات).
    - الحسن:
    عشيرة نخوتها (أولاد حسن). أما رئاستها ففي آل مزيعل، ويتفرعون إلى: (البو حميدي، والبو حمدان، والسادة البعاج، وبني مسلم، والغريافية، ومشيريجة، والسورة، والشحلاوية).
    - آل إبراهيم:
    يذكرون أن جدهم هو (إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي)، وسبق أن علقنا على سبب هذا الانتساب، وينتخون بـ (أخوان باشا)، وصيحتهم في الحرب: (مالك)، ومواقعهم في الناصرية والمشخاب، ولهم ديرة تحمل اسمهم قرب الحصونة، وتتركز رئاستهم في آل شاووش، وبمعونتهم تخلص شيخ المنتفق (سعدون باشا بن منصور) من حصار قلعة المائعة سنة 1329هـ (1911م) كما سنذكر لاحقاً.
    ويتفرع آل إبراهيم إلى: (الحسن، آل مصدق، والبو حمودي، وآل خشاب، والصليمات، والهصاصرة، والحمران).
    - الحكّام:
    عشيرة كبيرة العدد رئاستها في آل ناهي وآل فندي وآل ياسر، وقال ديكسون أنها: (عشيرة زراعية على جانبي المجرى الرئيس للفرات بالقرب من سوق الشيوخ، وهي عشيرة قوية كانت مصدر قلق للأتراك في الأيام الغابرة).
    ويتفرع الحكّام إلى: (البو غطيش، وآل فندي، والعتيبية، وآل جمعة، وأهل الشاخة، والزويدات).
    - كوت جار الله:
    منازلهم في الكوت، ورئاستهم في آل جار الله.
    - كوت ابن محنية:
    ويعرفون أيضاً بـ (كوت ابن بادي) ، ويقيمون في الكوت. أما رئاستهم ففي آل جويد، وقد ذكرهم ديكسون بالقول: (قبيلة زراعية صغيرة على الضفة اليمنى للفرات قبالة عشيرة العساكرة).
    - الشواليش:
    خليط عشائري يقيم شمالي الناصرية، ورئاسته في آل وشاح.
    - الحساوية:
    عشيرة قدمت من الأحساء كما يُستنتج من اسمها، ونخوتها (أولاد عامر)، وأكثر أفرادها في البصرة كانوا يعملون بالفلاحة.
    - الإسماعيل:
    إقامتهم في قرمة بني سعيد، ورئاستهم في آل خشان.
    - الدجين:
    رئاستهم في آل لفتة.
    - الزيّاد:
    نخوتهم (أولاد مبارك) ، ورئاستهم في آل جابر وآل نعيمة، ومنهم قسم في الديوانية يتبعون اتحاد بني حكيم.
    - الجويبر:
    عشيرة في إقليم المجرة مندمجة مع بني خيقان رغم كونها منفصلة عنهم نسباً، وذكر تقرير بريطاني أنهم يعملون في زراعة الأرز.
    - بنو حطيط:
    عشيرة تعتزي بـ (أولاد وايل) لكونها ترجع لأصول عنزية، ورئاستها في آل فرج الله.
    - الحماحمة:
    عشيرة ربعية الأصل (أي من ربيعة) ، ونخوتها (أولاد عامر).
    - البو شعيرة:
    عشيرة ربعية أيضاً، ونخوتها (أخوان شايعة) ، والرئاسة في آل وزير.
    -القوّام:
    عشيرة تقوم برعاية ضريح (أم العباس) قرب سوق الشيوخ، ويرجعون نسباً إلى أصول علوية، ورئاستهم في آل حطيط.
    - المطيرات:
    عشيرة تعود في نسبها إلى قبيلة مطير المعروفة في نجد، ونخوتها (أخوان عليا)، ورئاستها في آل عودة، وقد نزح المطيرات من نجد في القرن الثاني عشر الهجري، فكلف آل سعدون رئيسهم (الشيخ علي بن جبر) بأخذ (الميري) - أي الرسم الضريبي - عن نخيل منطقة سوق الشيوخ.
    - بنو أسد:
    من أكبر عشائر بني مالك، ويعودون إلى قبيلة (أسد بن خزيمة المضرية)، ورئاستهم في آل خيّون بالكبايش في الأهوار، وكان زعيمهم (سالم بن حسن بن الخيون) المتوفى سنة 1373هـ (1954م) من الشخصيات القبلية المعروفة في أوائل القرن العشرين، وتم تعيينه وزيراً بلا وزارة في أول حكومة عراقية بعد الاحتلال الإنجليزي، ونظنه أول شيخ قبيلة عربية يتولى منصباً كهذا في العصر الحديث.
    - عبادة:
    كانوا من زعماء العراق عشائرياً قبل مشيخة آل شبيب ثم تحولت الزعامة عنهم، وهم يرجعون نسباً كما هو واضح من اسمهم إلى (عبادة بن عقيل العامري) الجد الجاهلي، وهو الفرع الذي تنتسب إليه (ليلى الأخيلية) الشاعرة المشهورة في زمن الأمويين، ورئاسة عبادة الآن في آل يسر.
    ولعبادة ذكر قديم في العراق، فقد جاء خبر عن حرب لهم مع خفاجة في ربيع الأول سنة 500هـ (نوفمبر 1106م)، وكان الظفر بها لعبادة، واستولت على أراضي خفاجة، فنهبت أموالها، وقتلت من رجالها، فنزحت خفاجة إلى نواحي البصرة.
    كما جاء الخبر سنة 603هـ (1206م) عن أمير لعبادة في العراق يدعى (سنجر بن مقلد بن سليمان بن مهارش). قتله أخوته في تلك السنة ثأراً لأخ لهم آخر قتله سنجر من قبل.
    - بنو خيقان:
    عشيرة كبيرة دعا قرب اسمها من اللقب التركي (خاقان) إلى اعتقاد بعض الكتاب بأنها تركية الأصل، وزعم بعض المؤرخين ومنهم (الباحث يعقوب سركيس) أنها من سلالة بني بويه (13)، وهو اعتقاد بعيد ومناف لواقعها العربي، فهم قبيلة ذات أصل قحطاني، ونخوة بني خيقان (المزايدة)، ورئاستهم في آل صالح من آل مغشغش، وآل صالح هؤلاء هم أخوال (حمود العمى ومحمد) ابني ثامر السعدون.
    ويذكر الضرغام أن الشيخ ثامر السعدون تزوج الخيقانية عندما شاهد أخويها، وهما يقاتلان في معركة بين عشائر المنتفق، فأعجبه فعلهما، وفي معركة (الرخيمة) كانت أم حمود تحمس ولدها قائلة له بأن أبوه تزوجها لشجاعة أخواله، فرمى الفتى نفسه في رحى المعركة، وذكر الأخ حامد بن عبد الله الماجد السعدون أن ثامر في إحدى جولاته رأى بيتاً يتوسط ساحة معركة بين فريقين، فسأل عن ذلك، فوجد أن صاحب البيت له ولدين يقود كل واحد منهما فريقاً، والفريقان يتقاتلان دون أن يمس بيت أبيهم المستقر في المنتصف أو يتضرر القائدين الشقيقين، فعزم ثامر على مصاهرة هذا البيت الشجاع.
    وينقسم بنو خيقان إلى العشائر الآتية: (آل مغشغش، والملحان، وآل شميس، وآل جويبر، والعساكرة، وآل عايش، وآل حول، والبو شامة)، وبعض هذه العشائر تذكر كعشائر منفصلة كما أوردنا آنفاً، ولكن اختلاطها مع بني خيقان جعلها تضم إليها.
    - الصيامر:
    عشائر تقيم في القرنة وغيرها، وهي خليط من أصول مختلفة، وعدّد (ثامر العامري) تفرعاتها، فوصلت إلى تسع وأربعين عشيرة، ورئاستهم في آل أمير، وقد ذُكر زعيمهم (حمود الأمير) في أحداث البصرة سنة 1331هـ (1913م).
    - بير حمد (السعد):
    عشيرة نسبت لبئر أقامت حوله، ونخوتها (أخوان سعدى)، ورئاستها في آل سعد.
    ...............
    ويلتحق ببني مالك أيضاً: (بنو منصور، والحلاف، وأهل الشرش، وأهالي الجلعة، وأهالي الشلهة، وعشائر السويب، وعشائر مزيرعة)، ومن بني مالك قسم يقيمون في ناحية العمارة، ويتفرعون إلى ثلاث عشائر هي: (بيت ساري، وبيت كاووش، والطريفات).
    ب- بنو سعيد:
    البطن الثاني من المنتفق، وأصغر البطون حجماً، وأكثرها تلاحماً، ويقال أنه الأقرب انتساباً إلى الجد (المنتفق بن عامر)، وكانت مشيخة بني سعيد في (آل بو حمرة) من آل معيوف حتى سنة 1295هـ (1878م) ثم انفرط عقدها، وأصبح لكل عشيرة شيخ مستقل، ونخوتها (المنابهة). أما منازلهم ففي مناطق لواء المنتفق والعمارة، وتُنسب لهم قرمة بني سعيد، ومحلة بني سعيد، والأخيرة تقع في مدينة بغداد.
    وعشائر بني سعيد هي: (المعيوف، والعامر، وآل عمير، وآل غشيم، وآل مرعي)، وهذه هي الفروع الرئيسة.
    وفي القرمة المنسوبة لهم قسم من بني سعيد مشيختهم في ذرية الحاج طاهر الحسين، ويتفرعون إلى: (الرديني، والبو معافي، والإخبارية، والقرية، والغضابنة).
    وهذه عشائرهم في مناطق الغموقة والدوّاية وقرمة بني سعيد. أما عشائرهم في لواء المنتفق فهي: (العيسى، وآل فهد، والبو طويل، والدريع، والغشيم، والبزون، والمريّان)، ومن فروع العيسى المذكورين آنفاً: (الدبين، والحمدان، والجبارات).
    ج- الأجود:
    بطن تكوّن من تجمع عشائر كثيرة مختلفة النسب، ويعود اسم الأجود إلى عصور سابقة لتواجدها في العراق إذ ذكرنا (دهمش بن سند بن أجود) في أحداث القرن السادس الهجري في موضع سابق ضمن أحداث المنتفق السابقة كما يذكر القلقشندي في القرن التاسع الهجري أن: (بني الأجود بطن من غزية، وهم بطون كثيرة، ومساكنهم ببرية الحجاز مع قومهم غزية)، ويعدد بعضاً من عشائرهم، ونفهم منه أن غزية كانوا ينقسمون وقتئذ إلى بطنين رئيسين هما (البطنين، والأجود).
    ويفيد العمري في (مسالك الأبصار) نقلاً عن الحمداني: (ولهم - أي غزيّة - مشايخ منهم من وفد على السلاطين - المماليك - في زماننا، وهم متفرقون في الشام والحجاز وبغداد، وفيما بين العراق والحجاز، فأما شيوخ (كذا وهي جملة منقطعة) غزية الذين في طريق بغداد إلى الحجاز الذين مياههم اليحموم واللصف والنخيلة والمغيثة.. مياه البطنين، ومياه الأجود: لينة والثعلبية وزرود).
    ويكمل العمري: (غزية البطنين منهم: آل دعيج، وكان شيخهم مانع بن سليمان قد وفد على الديار المصرية سنة 603هـ (1207م)، وآل روق، وآل رفيع، وآل سرية، وآل مسعود، وآل تميم، وآل شمردل (أو شمرود)).
    وبطون الأجود من غزية: (آل منيع، وآل سنيل (أو سنبل)، وآل سند، وآل منال (أو منان)، وآل أبي الحزم، وآل علي، وآل عقيل، وآل مسافر).
    وغزية على الأرجح بيت هوازني من ذرية (غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن)، ومنهم (دريد بن الصمة) الفارس والشاعر الجاهلي المعروف، وهو القائل:
    وهل أنا إلاّ من غزيّة إن غوت
    غويت، وإن ترشد غزية أرشد
    هذا رأي، وإن كان هناك رأي آخر يرجحه الكثير من علماء النسب، ويرى أن غزية بطن من طيء القحطانية يرجع إلى: (غزية من ذرية أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء)، ويقول الكلبي أن أبي بن غنم ترك ثلاثة أبناء هم (سيف، ومسعود، وحارثة)، فحضنتهم أمة يقال لها (غزية)، فغلب اسمها عليهم.
    وإذا صدقت طائية الأجود، فهذا يعني أن انضمامهم للمنتفق حدث بعد القرن التاسع مما يعني أنهم تحالفوا مع الأجود للمرة الأولى بعد حربهم مع الشريف حسن وبني مالك، وهذا يعني أيضاً أنه قبل هذا التحالف كان المنتفق هم (بني مالك وبني سعيد) فقط بينما كانت الأجود قبيلة مستقلة من قبائل شرقي الجزيرة العربية وفدت إلى العراق، وأدت مصادماتها الأولى مع المنتفق إلى انضوائها فيما بعد تحت راية ذلك التحالف القوي الذي مثّل بوابة العراق الغربية في وجه الهجرات، فكان يحتضن بعضها، ويقاوم البعض الآخر.
    ويحلو لبعض الكتّاب خاصة العزاوي نسبة عشائر الأجود إلى (أجود بن زامل العقيلي) حاكم الأحساء المعروف (ولد سنة 821هـ (1418م))، وذلك لتشابه الأسماء، ولا نجد ذلك منطقياً لكون اسم الأجود كقبيلة في المنطقة موجود قبل عهد ابن زامل.
    ونعود إلى (أجود المنتفق)، فنذكر أن نخوتهم هي: (أخوان منصور) و(أولاد يتيم = اليتمان)، ورئاستهم على امتداد تاريخهم دارت بين أربعة بيوت ذكرها النبهاني، وهي: (آل وثال، وآل صبيخة، وآل خليف، وآل منّاع).
    فأما (آل وثال)، فكانت مشيخة الأجود في أيديهم عند قدوم الشريف حسن إلى المنتفق، واستمرت فيهم فترة من الزمن.
    و(آل صبيخة) من أسر المشيخة العريقة، ومنهم الشيخ تركي بن صبيخة الأجودي الساعد الأيمن للشيخ مغامس بن مانع آل شبيب في حربه ضد الأتراك سنة 1120هـ (1709م)، وكان مقتل تركي سبباً مباشراً لهزيمة المنتفق في تلك الحرب، ومنهم أيضاً الشيخ عفات بن مبادر بن رديس بن حمود بن صبيخة، ومشيخة آل صبيخة الآن في ذرية برغش الكاعب من الناصر، ويتفرع آل صبيخة إلى خمسة فروع هي: (الناصر، والعبد الله، والحمد، والسلطان، والتركي)، والفرع الأخير أي (التركي) صار جزءاً من قبيلة شمر الآن.
    وآل خليف من أسر المشيخة في الأجود أيضاً، ومنهم الفارس ثجيل الخليف من فرسان المنتفق المعروفين.
    وقد انتقلت مشيخة الأجود بتوجيه من آل سعدون إلى (آل منّاع)، ويظن أنهم حجازيو المرجع علويّو النسب من ذرية (منّاع بن محمد بن مانع) الذي عاش في أواخر القرن العاشر الهجري، ولذلك كان آل سعدون يولونهم مشيخة الأجود لقربهم نسباً منهم إلا أن هناك قول آخر ذكره العزاوي المغرم بنسبة الأجود إلى حكام الأحساء بأنهم من ذرية الأمير منيع (ممدوح الشاعر النبطي راشد الخلاوي) بن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل الجبري العقيلي حاكم الأحساء المعروف على رأس الألف الهجرية، وهذه معلومة نقلها العزاوي عن كبير آل مناع في وقته الشيخ زامل المناع.
    وآل منّاع ينقسمون إلى (آل عبيد، وآل رومي)، وكان كبيرهم في العهد العراقي الملكي هو (الشيخ زامل بن يوسف بن عجيل المناع) المتوفى في شوال 1371هـ (يوليو 1952م) والمدفون في الزبير، وقد وصفه (عباس العزاوي) فقال: (منه علمت الكثير من عشائر المنتفق، وهو شيخ جليل. طاعن في السن. صادق اللهجة. معروف بالصلاح، وعمدة فيما يحكي وينقل، وكان لا يترك الصلاة، وصار نائباً لسنين عديدة).
    ...............
    وعشائر الأجود الكبيرة هي:
    - الشريفات:
    يرجعون بنسبهم إلى شريف البطن المعروف من تميم، ونخوتهم (أولاد واحد)، وينقسمون إلى: (العاصي، والدراوشة، والجري، والمارد، والصلال، والشريف، والطوي، والعويّد).
    - غزيّة:
    عشيرة وائلية على ما يروى عن نسب بعض فروعها، وهناك قول لعله الراجح بأنها من بقايا غزية القبيلة السالف ذكرها إذ من الواضح أنها بقية القبيلة الكبيرة التي ذكرها الحمداني آنفاً لتشابه بعض تفرعاتها الحالية مع ما ذكره.
    وينقسم غزية حالياً إلى (الرفيع، والحميد، والبعيج، وساعدة)، وكانت عشيرة القشعم تعد من غزية أيضاً ضمن تحالفهم مع المنتفق.
    - خفاجة:
    بقايا بني (خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب العامري)، ونخوتهم (أولاد عامر)، ووجودهم في العراق قديم، وكان لبني ثمال منهم إمارة في العراق بدأت عندما تقلد أبو طريف عليان بن ثمال الخفاجي حماية الكوفة سنة 374هـ (984م)، وذكر ابن الأثير عدداً من أمراء بني ثمال في حوادث متفرقة خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، ويقول المؤيد صاحب حماة المتوفى سنة 732هـ (1332م) في تاريخه (المختصر في أخبار البشر) عن خفاجة: (هم أمراء العراق من قديم الزمان إلى الآن).
    ومشيخة خفاجة حالياً في آل فضل، وكان زعيمهم في أواسط القرن العشرين هو (الشيخ صقبان بن علي بن فضل), وكان عضواً في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي لعدة دورات، ولخفاجة تواجد في أماكن أخرى من العراق في الحلة وغيرها بالإضافة إلى امتدادات الخفاجيين العامريين في أنحاء الوطن العربي.
    - البدور:
    ينسبون إلى الجلاس من عنزة، ونخوتهم (أولاد بدر)، و(راعي الجحلا... بدري)، وكان البدور في بداية انضمامهم للمنتفق عبارة عن ثلاثة أو أربعة رجال من بدور عنزة كانوا ملاحقين من الأتراك بعد أن قتلوا أحد جنود الدولة، فلجئوا إلى الشيخ عفات بن صبيخة شيخ الأجود، فحماهم، وأقنع الأتراك بقبول الدية عن قتيلهم، وكانت الدية التي طلبها الأتراك هي فرسه الأصيلة، فسلمها لهم.
    ورئاسة البدور في آل زويد، وقد قتل (عجمي باشا السعدون) بعضاً من شيوخهم سنة 1328هـ (1910م) في حادثة مؤسفة مشهورة أدت إلى ثورة الكثير من عشائر المنتفق على عجمي وأبيه سعدون باشا مما يدل على قوة تأثيرهم، وشدة بأسهم، ويتفرع البدور إلى: (الزويّد، والفوّاز، والرسن، والنجم، والعويليين)، وبعض الفروع الداخلية من الكبر والتعداد لدرجة أنها تعد فروعاً رئيسة مثل (الشدة، والسعد) من الزويّد، و(السعيّد) من الفواز.
    - الزهيرية:
    عشيرة عامرية نخوتها (أولاد قيس) نسبة إلى قيس عيلان.
    - الحسينات:
    عشيرة تنسب إلى بني حسين من بطون قبيلة الظفير، والمعروف أن بني حسين من بقية أشراف المدينة المنورة الذين ينحدر منهم آل شبيب أيضاً، وكان شيخهم في العشرينيات من القرن الميلادي العشرين هو (عجيل آل تويلي).
    ويذكر عبد الجليل الطاهر أن البو عظم من الحسينات قاموا في زمن ناصر باشا بقتل (ظاهر بن منصور بن ثامر السعدون) عن طريق الخطأ مما أدى إلى جلاء العشيرة بين الحضر والسماوة إلى أن سوّيت الأمور مع آل سعدون، فعادوا إلى موطنهم.
    - عبودة:
    عشيرة زراعية ترجع بنسبها إلى (عبد القيس) من ربيعة، وتقيم في منطقة الغرّاف بالقرب من الشطرة، وكان شيخ عبودة (خيون بن عبيد الجبر السنجري) من الشخصيات المشهورة في بدايات القرن العشرين، وأخباره في كتب التاريخ كثيرة، وعبودة كانوا من المقربين لآل سعدون حتى أنهم كانوا يلقبون بـ (حبال الصيوان) لاعتماد المشيخة عليهم، وهم يتفرعون إلى فروع كثيرة هي: (السناجرة، وآل جهل، والدبّات، وعبودة العرب، والبو نجم، والبو عليان، وآل عمار، والبو شمخي، والسادة آل مسافر، وآل السيد حمد، والبو هلال).
    - العصوم:
    عشيرة تقيم في الناصرية، وكما هو واضح من اسمها، فهي تعود للعصمة من برقا من قبيلة عتيبة الحجازية، وأجدادها هم أربعون فارساً قدموا إلى المنتفق بعدما قتلوا أمير الطائف الشريف مهنا، وتكاثروا حتى صاروا عشيرة تحالفت مع الحسينات، وأسسوا منطقة تعرف بـ (العتيبية) نسبة إلى قبيلتهم الأصلية، وهم ينقسمون إلى: (الشفعان، والحمارين، والعبابيد، والجلاه)، ورئاستهم في آل ذويخ من الشفعان.
    - بنو ركاب:
    عشيرة قحطانية الأصل كان يتزعمها كل من (شلال، ومحمد بن كريم) في أوائل القرن العشرين، وهم ينزلون في (أبي مهيف) قرب الشطرة.
    - الغزّي:
    عشيرة تنسب أصلاً إلى قبيلة الفضول من بني لام، ولآل غزي ذكر قديم في نجد، فقد أورد البسام خبر غزوة شنتها عليهم عنزة في (تبراك) سنة 857هـ (1453م)، وكان رئيسهم يومها جاسر بن سالم الغزّي، وآخر خبر ورد عنهم في نجد كان عن معركة جرت لهم مع الظفير في أشيقر غربي نجد سنة 1104هـ (1692م) قبل هجرة هاتين القبيلتين الطائيتين إلى بادية العراق.
    وذكر ديكسون أن آل غزّي: (قبيلة زراعية قوية على الضفة اليمنى من الفرات قرب الناصرية)، وشيخهم كان (منشد بن مناحي الحبيب) المتوفى سنة 1367هـ (1948م)، وتاريخ هذه العشيرة في العراق قديم حيث تذكر بعض المراجع أن آل فضل حكام البصرة في القرنين التاسع والعاشر الهجريين كانوا من هذه العشيرة، وسبق لنا تقديم بحث موجز عن إمارة آل فضل في الصفحات السابقة.
    وجدير بالذكر أن (ناصر باشا السعدون) قام بتعيين (معيدي الحبيب) شيخاً على الغزي، ووطّنهم بين كوت المحنية والدراجي، وهي منطقة مملوكة أساساً لآل صالح من آل شبيب، وقد وقف الغزّي مع آل سعدون أيام حرب الريس سنة 1297هـ (1880م)، وانضموا إليهم بعد انسحابهم إلى البادية، وخلال الفترات اللاحقة ظل معيدي يوالي (فالح باشا بن ناصر باشا السعدون) في مقابل ابن عمه سعدون باشا مما ولّد عداءات بين عشيرة آل غزّي وسعدون باشا أدت إلى قتله عدداً من شيوخهم صبراً في حادثة مؤسفة كان لها من العواقب ما لها.
    وينقسم آل غزي إلى سبعة فروع هي: (البو برهي، وآل مزيد، والطحيلات، والطوامي، وآل نصير، وآل غريج، وآل طشيش)، وهناك تفرعات أخرى تنتمي لآل غزي أيضاً غير ما ذكرنا آنفاً.
    - الأزيرج:
    عشيرة تنسب إلى حمير الجد القحطاني اليمني، ونخوتها (أخوان باشا)، وتتركز مشيختها في آل بطي، وهم يقيمون في الأرياف بين الشطرة والناصرية، وهناك قسم من الأزيرج أقاموا حول العمارة يسمّون (أزيرج العمارة)، ولهم مشيخة منفصلة.
    - الجوارين:
    عدة عشائر تجاورت، فسميت بالجوارين - أي الجيران -، وهي متباينة الأنساب، ففيها من هو تميمي الأصل، وفيها فروع كثيرة من شمر الطائية، ونخوة الجوارين هي (أخوان سعدى)، ومشيختهم في آل قبيح من آل دريس، ويرى الجوارين أن آل قبيح يرجعون إلى الجعفر من عبدة من شمر، وهذا يؤيده الاعتقاد سائد بأن بعض عشائر الجوارين تنتسب إلى شمر كالنبهان من ذرية سالم أبي العنن الزميلي السنجاري الشمري، وغيرهم.
    ويساق نسب شيخ الجوارين ناصر القبيح كالآتي: (ناصر بن حسين بن قبيح بن قحيص بن جابر بن سلمان بن جبر بن عقيل بن محمد بن عبد المحسن بن علي)، ومعروف أن عبد المحسن بن علي هذا كان أمير حائل في زمن الدولة السعودية الأولى، وهو من آل علي من الجعفر، وهم أخوة آل رشيد حكام حائل في الدولة السعودية الثانية وأول الثالثة.
    وينقسم الجوارين إلى: (آل دريس، والنبهان، والتيوس والملحان (فرع واحد مشترك)، وآل محمد، والرفيعات، والعبابسة والزيايدة (فرع واحد مشترك)).
    - بنو زريج:
    عشيرة نخوتها (أخوان شيخة).
    ...............
    هذا، وتوجد عشائر أخرى صغيرة تعتبر ضمن تحالف بطن الأجود في المنتفق، وجدير بالذكر هنا إلى أن هناك قبائل وعشائر كانت على تحالف سياسي وعسكري شبه دائم مع المنتفق حتى يمكن عدّها جزءاً من هذا التقسيم العام مثل (القشعم، وبني حكيم، وبعض بني خالد)، وغيرهم، وهذا ما يمكن للقارئ تلمسه من خلال الأحداث التي سترد لاحقاً، ولابد أن قارئ (عشائر العراق) للعزاوي سيذهل من عدد العشائر التي كانت تنضوي تحت التحالف المنتفقي في ألوية كثيرة من العراق سواء في لواء المنتفق أو البصرة أو الديوانية أو العمارة أو حتى بغداد.
    * مواقع المنتفق الحالية:
    كان العراق يحوي لواء يحمل اسم المنتفق (حوّل مسمّاه فيما بعد إلى محافظة الناصرية ثم محافظة ذي قار)، وكان هذا اللواء في أواخر العهد التركي يعد سنجقاً يتبع ولاية البصرة، ويتكون من أربعة أقضية هي:
    1- الناصرية، وتتبعها نواحي: (البطيحة، والأزيرج).
    2- سوق الشيوخ، وتتبعه نواحي: (الحمّار، وقرمة بني سعيد).
    3- الشطرة، وتتبعها نواحي: (البدعة، وديجي، وشط الكار).
    4- الحي، وتتبعه نواحي: (قلعة سكَر، ومحيرجة).
    ويقدّم النبهاني لهذا اللواء وصفاً جغرافياً، فيقول: (عرض لواء المنتفق ممتد من قضاء الكوت الملحق بولاية بغداد، والواقع شرقي اللواء إلى صحراء الشامية الواقعة في غربيّه، ويقدر بمسافة مئة ميل، وطوله من حدود قضاءي الديوانية والسماوة التابعين للواء الحلة إلي لواء العمارة الواقع في جنوبيّه يقدّر بنحو مئة وأربعة وعشرين ميلاً، ويمرّ من وسط اللواء نهر الغرّاف (نهر الحي) الذي صدره يقابل قصبة الكوت، فيروي أراضي الحي والشطرة والناصرية ثم يصبّ في الفرات على بعد نحو ميلين جنوب قصبة الناصرية).
    ورغم هذا التحديد الجغرافي إلا أن مشيخة المنتفق امتدت على بقاع أوسع من هذا اللواء، ويلاحظ المتابع أن أحداث عشائر المنتفق حتى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري تتعلق بولاية البصرة وبواديها كما أن عاصمة المشيخة كانت في (كويبدة) القريبة من البصرة، ولم تبدأ الأحداث بالصعود شمالاً إلا في النصف الثاني من ذلك القرن حين تحولت العاصمة إلى سوق الشيوخ.
    ولسنا نبالغ إن قلنا أن التحديد الجغرافي القديم للمنتفق، والذي يشتمل على أقاليم (الجزيرة (ما بين الرافدين)، والشامية (الصحراء غربي الفرات)، والمجرة (لواء المنتفق وشماليه)) ينطبق على أرض الواقع بشكل كبير دون إهمال لنواحي البصرة والعمارة التي كان بعضها يتبع المنتفق، ولا يفوتنا التذكير هنا بأن بعضاً من عشائر الأحواز تنتسب للمنتفق، وإن لم تتبع مشيختها الرئيسة.
    وحالياً يتواجد الكثير من أبناء المنتفق أيضاً في دول الخليج، وعلى الأخص في الكويت والسعودية، وهناك الآلاف منهم في بلاد الشام والمهجر.
    السعدون 2.jpg
    أصول آل شبيب (آل سعدون):

    (آل شبيب)... هم الأسرة التي أسست مشيخة المنتفق الحديثة، وتفرع منها آل سعدون، وقد وصفهم محمد البسام في معرض حديثه عن المنتفق بقوله: (الشبيب زبدتهم، وفي المهمات نجدتهم. ذي الأنفس الأبية، والشيم العربية. الكماة المشهورون والحماة المذكورون. باعهم في المجد طويل، وطباعهم إلى طلب الحمد تميل. هباتهم متواصلة، وأكفهم لنيل ما رامته من المحامد واصلة. يكرمون النزيل ولا ملل، ويطفئون الغليل ما اشتعل. بأيادٍ تحاكي الغوادي، وسوادي منن تغيث الصوادي. شادوا المكارم، وأبادوا المحارم (!). يُقتدى بهم في الفضائل، ويُهتدى بأواخرهم كالأوائل. بل سنوا مكارم الأخلاق، وبنوا للحرب أرفع رواق).

    1- نسب آل شبيب (آل سعدون):
    تُجمع المصادر سواء الشفهية منها أو الموثقة على النسب العلوي لآل شبيب، ولم ينكر ذلك أكثر المؤرخين تحاملاً عليهم، ومن ذلك وصف (المؤرخ عثمان بن سند) قبل قرنين من الزمان للشيخ ثويني الشبيب بأنه (القرشي الهاشمي العلوي) إضافة إلى ما تشير إليه صيحة الحرب الخاصة بآل شبيب (المنشا) من تذكير بالحجاز (مصدر نشوء الغيم كما يعتقد البدو)، والإجماع الكامل في المصادر على قدومهم منه.
    وقد ذكّر بهذا النسب غير واحد من قدماء الشعراء كقول الشيخ محمد بن فيروز التميمي المتوفى سنة 1216هـ (1801م) في رثاء الشيخ ثويني:
    وآل شبيب ذو المفاخر والعلا
    ليوث الشرى أرجو بهم يدرك الثأر
    ستبكيك منهم عصبة هاشمية
    بسمر القنا والبيض أدمعها حمر
    وقول (الشيخ علي بن ثامر السعدون) سنة 1228هـ (1813م):
    ركضنا عليهم ركضةٍ هاشميّة
    وراحت تناحى بالعوالي صدورها
    وقول الشاعر النبطي (عبد الله بن ربيعة) ناسباً الشيخ عجيل بن محمد السعدون حوالي سنة 1242هـ (1827م) إلى جده (الشريف كبش بن منصور الحسيني) الوارد في عمود النسب الشبيبي:
    محيي لكبش الهاشمي سالف رسوم
    لازال كسّاب المعالي بحينه
    وقول ابن ربيعة أيضاً في مدح (الشيخ صالح بن عيسى السعدون) المعزول عن المشيخة سنة 1269هـ (1853م):
    لابن الكرام الهاشميّ الكريما
    يا ركب روحوا بالتحية و تسليم
    أضف إلى ذلك الإشارات الواردة لدى (سليمان فائق) المتوفى سنة 1313هـ (1896م) بأن شبيباً الجد الأعلى لهذه الأسرة هو (ابن مهنا) كما ذكر ذلك إبراهيم الحيدري في (عنوان المجد) سنة 1286هـ (1869م) ولونكريك وغيرهم، ولعل المقصود بذلك (شبيب آل مهنا) كعادة العرب في نسبة الابن إلى جده الأعلى بالبنوة كما يقال (الملك عبد العزيز بن سعود) وما سعود إلا جده الخامس، ومعروف بأن أمراء المدينة كانوا يعرفون بآل مهنا كما ذكرهم بذلك ابن خلدون في تاريخه، وقد سبقنا إلى هذا الاستنتاج يعقوب سركيس في مباحثه.
    ويمكنننا الاستشهاد أيضاً بقول الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز للمؤرخ علي الشرقي سنة 1340هـ (1921م) في البلاط الحجازي أن بين عائلته وعائلة السعدون رابطة نسب.
    والثابت لدينا الآتي:
    1- حسب الشجرة الموجودة لدى آل شبيب، والتي تم نشر ملخصها في أكثر من مجلة وكتاب منذ بدايات هذا القرن، وأصلها مشجرة ناصر باشا السعدون التي تعود إلى سنة 1280هـ (1863م)، ونص قديم يعود إلى سنة 1200هـ (1786م)، فهم يرجعون إلى:
    (شبيب بن حسن (القادم إلى المنتفق من الحجاز) بن مانع بن مالك بن سعدون بن إبراهيم أحمر العينين بن كبش بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن القاسم بن المهنا الأعرج بن الحسين بن المهنا بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيي المحدث بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي (رضي الله عنهما) بن أبي طالب عم الرسول).

    وهذا تعريف ببعض الأسماء الواردة في سلسلة النسب السعدونية:
    - مانع بن مالك:له أربعة أولاد هم: (حسن، ومهنا، وبركات، ومسرور).
    - مالك بن سعدون:له خمسة أولاد هم: (مانع، وهزاع، ومنيع، ومبارك، ورحمة)، وعن هزاع (عم حسن) كتب ضامن بن شدقم في كتابه (تحفة الأزهار وزلال الأنهار في أنساب أولاد الأئمة الأطهار) أن الشريف هزاع رأى جده حسن (جد ضامن)، ويقول أيضاً: (أن هزاعاً كان ذا رئاسة ومال وهمة عالية، وكان متولياً إمارة خارج المدينة كالفرع ونواحيه، وقتل سنة 1025هـ (1616م)، وقد اجتمعت بحفيده محمد بن مناع ابن هزاع المذكور سنة 1095هـ (1684م) في مكة المشرفة، وأملى علي آباءه الكرام، فوجدته مطابقاً لما في كتاب جدي حسن المؤلف، ومعه غلامان، الكبير منهما اسمه حماد وعمره اثني عشر سنة، والآخر اسمه أحمد وله من العمر سبع سنين).
    وذكر حميد السعدون أن مالكاً هذا قضى أغلب حياته في المدينة المنورة، وكان ميسور الحال، وقد توفي، ودفن في المدينة المنورة في نهاية القرن التاسع الهجري، ولا نعلم مرجعه في ذلك.
    - سعدون بن إبراهيم: له خمسة أولاد هم: (مالك، وهدف، ونغيمش، وجبران، ومنصور).
    - إبراهيم أحمر العينين:له ثلاثة أولاد هم: (سعدون، ومالك، وسويد).
    وذكر عنه حميد السعدون أخباراً مفصلة، فقال أن إبراهيم أحمر العينين: (دخل في صراعات مع الأمراء أبناء عمومته، وكان أول من نزح من المدينة المنورة نحو بادية نجد ليبتعد عن خصومات أبناء عمومته ثم أوغل في بادية الشامية لكنه قتل، وقبره مزار معروف شمال مدينة السماوة، وأمه أم حكيم بنت المغيرة البقيعية).
    - كبش بن منصور أمير المدينة ، وله خمسة أولاد هم: (إبراهيم أحمر العينين، وعبيد، وهدف، ومساعد، وعبد الله)، ومن المرجح أن كبيشاً الذي يذكره ابن بطوطة أميراً للمدينة، وكبشاً هذا هما رجل واحد، وليس اثنان كما يرد في بعض كتب الأنساب، وقد مدح أبو حمزة العامري (من قدماء شعراء النبط) كبشاً بقصيدة طويلة.
    - منصور (أبو غانم وقيل أبو عامر) بن جماز: أمير المدينة. تولى بعد أبيه سنة 704هـ (1304م)، واستمر في الحكم حتى لقي مصرعه سنة 725هـ على يد أحد أقربائه.
    - جماز (عز الدين أبو سند) بن شيحةأمير المدينة. وليها بعد وفاة أخيه منيف بن شيحة سنة 657هـ (1259م)، واستمر في منصبه حتى توفي في صفر 704هـ (سبتمبر 1304م). وصف بأنه كان (شجاعاً مهيباً سائساً حازماً ذا رأي صليب وهمة علية)، وأعقب أحد عشر ولداً.
    - شيحة (أبو عيسى) أمير المدينة، وقد انتزع إمرتها سنة 624هـ (1227م) بعد مقتل قريبه قاسم بن جماز، ودام حكمه حتى توجه إلى العراق سنة 647هـ (1249م) ، فظهر له بنو لام وقتلوه.
    - هاشم بن القاسم. لم يتول إمرة المدينة، وعقبه كله من ولده شيحة.
    - القاسم (أبو الفليتة) أمير المدينة. تولى الحكم لمدة طويلة، وعرف بعلاقته المميزة بصلاح الدين الأيوبي الذي كان يقربه ويستشيره، ويتبرك برفقته، وقد شهد معه كثيراً من فتوحاته.
    - المهنا الأعرج أمير المدينة وابن أميرها لثلاثة أجيال متعاقبة، وتولى الإمرة سنة 508هـ (1114م) حتى سنة 522هـ (1128م).
    - الحسين بن مهنا (شهاب الدين). تولى إمرة المدينة المنورة، وأعقب من ولديه: (مالك، ومهنا الأعرج).
    - المهنا بن داود، وكان يكنى بأبي عمارة.
    - داود بن القاسم (أبو هاشم)، وأعقب أربعة من البنين هم: (الحسن الزاهد، والحسين، وأبو عمارة مهنا الأكبر، وهاني واسمه سليمان).
    - القاسم بن عبيد الله. أعقب: (جعفر الأديب، وداود، وفضل الله العفيف ولعل اسمه الحسن، وعبيد الله، وموسى).
    - عبيد الله بن طاهر (أبو علي). أعقب ثلاثة بنين هم: (مسلم، وإبراهيم، والقاسم)، وولده مسلم بن عبيد الله كان من أعيان مصر، وأخباره مع كافور الإخشيدي والمعز الفاطمي كثيرة في كتب التاريخ.
    - طاهر بن يحيى (أبو الحسن). كان عالماً عاملاً فاضلاً جليل القدر حتى أن بني أخوته يُعرف كل منهم بابن أخي طاهر، وأعقب ستة بنين هم: (محمد، والحسين، وعبيد الله، والحسن، ويعقوب، ويحيى).
    - يحيي المحدث النسابة (أبو الحسين). ولد بالمدينة في العقيق بقصر عاصم في محرم سنة 214هـ (مارس 829م)، وتوفي بمكة سنة 277هـ (890م)، وعلى يديه وقع الصلح بين العلويين وبني جعفر الطيار بالحجاز، وهو أول من ألف كتاباً في تاريخ المدينة المنورة، وكتاباً آخر في أنساب آل أبي طالب، وكتباً أخرى.
    - الحسن بن جعفر (أبو محمد)، ولا عقب له إلا من ولده (يحيى النسابة).
    - جعفر الحجة. كان سيداً شريفاً ، فيفاً عظيم الشأن رفيع المنزلة، وكان أبو القاسم طباطبا الحسني يعظمه ويجله، ويقول: (جعفر هو الحجة من آل محمد).
    - عبيد الله الأعرج (أبو علي). أمه خالدة بنت حمزة بن مصعب بن الزبير، وكان في إحدى رجليه نقص فلقب بالأعرج، وقد وفد على السفاح أول الخلفاء العباسيين، فأقطعه ضيعة بالمدائن تغل كل سنة ثمانين ألف دينار كما وفد على أبي مسلم الخراساني، فعظمه أهل خراسان حتى استاء أبو مسلم من ذلك، وتوفي عبيد الله بضيعته بذي أمران في حياة أبيه، وهو ابن 73 وقيل 64 سنة، وعقبه بطون وأفخاذ وعشائر ما زال يعرف بعضهم بآل الأعرجي حتى يومنا هذا.
    - الحسين الأصغر. وصفه بعض من رآه: (لم أر أشد خوفاً منه من خشية الله كأنما أدخل في النار ثم أخرج منها لشدة خوفه وزهده وورعه)، وتوفي سنة 157هـ (774م)، وله 64 سنة وقيل 76 سنة.
    - الإمام علي زين العابدين من سادة التابعين وخيارهم، وله أخبار مشهورة في التقوى والبر، وقد مدحه الفرزدق بقصيدة ميمية مشهورة، وتوفي سنة 95هـ (714م) ، وله من العمر 57 سنة.
    ..................

    ومن دلائل صحة هذا النسب كونه نسباً متصلاً، ومتوافقاً زمنياً دون انقطاع، وإذا أخذنا بالقول أن الجيل يساوي 36 عاماً في المتوسط، فإن هذه السلسلة تصلنا بالزمن النبوي باتساق جيد كما أنها سلسلة مفصلة في المشجرات بشكل واف ومقنع.
    وإضافة لذلك فإن انتماء جد آل شبيب إلى أسرة معروفة في الحجاز تولّت حكم المدينة المنورة منذ القرن الرابع الهجري يتسق مع الزمن الذي تمت فيه هجرة ذلك الجد إلى المنتفق كونها تمت في الفترة التي قارب فيها ذلك الحكم على الانحلال، وصار الصراع محصوراً في فرع آخر من الأسرة التي اتسعت كما أن الوضع لم يعد مغرياً بالبقاء في المدينة التابعة تبعية كاملة لحكم شريف مكة مما يقدم مبرراً موضوعياً للهجرة، والبحث عن مكان آخر للسيادة والزعامة.
    وفي دليل آخر على صحة هذا النسب يقول للمؤرخ العراقي علي الشرقي أن: (أكبر دليل على حجازيتهم - أي آل شبيب وآل سعدون - أنهم موالك (على المذهب المالكي)، ولا موالك في العراق، وإنما هم في الحجاز والمغرب، ولا صلة بين آل سعدون وبين بلاد المغرب، فهم حجازيون، ويظهر أنهم من أشراف المدينة).
    وجدير بالذكر هنا أيضاً إلى ما ذُكر من أن وسم الإبل لآل شبيب والمسمى بـ (الشبيبية) والممثل بحلقة دائرية على الخد الأيمن للبعير يطابق وسم أشراف المدينة المنورة، وفي ذلك دلالة مهمة لمن يعرف خصوصية (الوسم) لدى أهل البادية، وإمكانية الرجوع إليه في منازعات الملكية، وتوارثهم له كما يضاف إلى ذلك الحقيقة المتمثلة في عدم اعتراض أحد على سلسلة النسب (سوى عباس العزاوي وبعض الكتاب مؤخراً) رغم مرور تسعين عاماً على نشرها صحفياً في مجلة (لغة العرب) في عدد مايو 1913م (1331هـ) بعد أن كانت محفوظة في شجرة النسب قبل ذلك بزمن طويل.

    فروع آل شبيب (آل سعدون):

    يطلق الآن اسم (السعدون) عرفاً واصطلاحاً على جميع سلالة الشريف شبيب بن حسن الحسيني رغم وجود أسر من آل شبيب لا تنحدر من الجد سعدون بن محمد المقتول سنة 1154هـ (1741م) مباشرة، وربما كان الأولى أن يطلق على الجميع اسم (آل شبيب)، فهم الكل والأصل، ولكن تسمية الكل باسم الجزء المشتهر أمر جائز في اللغة والنسب، وأمثلة ذلك كثيرة في القبائل والأسر العربية.
    وفي التأسيس لفهم تفرعات آل شبيب في الوقت الحالي نقرر أنهم باتوا خمسة عشر فرعاً... (ستة من فروع آل شبيب أبناء عم آل سعدون، وتسعة من ذرية ثامر السعدون)، وهي تفرعات أساسية لها تفرعات أخرى، وهذا بيان بهذه الفروع الخمسة عشر:

    1- آل صالح بن شبيب بن حسن.
    2- آل صقر بن شبيب بن مانع.
    3- آل راشد بن مانع بن شبيب بن مانع.
    4- آل عزيز بن مغامس بن مانع.
    5- آل روضان بن عبد المنعم بن محمد بن مانع.
    6- آل عبد الله بن محمد.

    7- آل حمود بن ثامر.
    8- آل محمد بن ثامر.
    9- آل راشد بن ثامر.
    10- آل علي بن ثامر.
    11- آل عبد الله بن ثامر.
    12- آل صالح بن ثامر.
    13- آل عبد المحسن بن ثامر.
    14- آل ناصر بن ثامر.
    15- آل منصور بن ثامر.
    وسنحاول من خلال السطور الآتية توضيح التفرع الموجود حالياً لآل شبيب:
    * * *
    أعقب الشريف حسن الحسيني أربعة أولاد هم: (شبيب الأكبر المتوفى في القصيم دون عقب، وعبد الله المقتول بيد الأجود دون عقب، ومحمد الوسيط وقد اختفت أخبار ذريته بعد الجيل الثاني، وشبيب الأول جد آل شبيب).
    وانقسم آل شبيب إلى فرعي: (الصالح، والمانع):
    فأما (الصالح) فقد انقسموا إلى: (العلي، والبرغش، والحمادة، والعثمان، والسبتي)، وقيل النجرس، والسرداح أيضاً.

    أما (المانع) فانحصر عقبه في ولده: (شبيب الثاني).
    ومن (شبيب الثاني) جاءت الأسر الآتية: (الصقر، والمانع الثاني).
    ومن المانع الثاني تفرع: (المغامس ويشتهرون بـ (العزيز)، والراشد، والمحمد).
    ومن (المحمد) تفرع:
    1- آل ثامر السعدون: ذرية ثامر بن سعدون بن محمد، وفيهم تفصيل يأتي لاحقاً.
    2- العبد الله: ذرية ثويني شيخ المنتفق وأخوته أبناء عبد الله بن محمد.
    3- الروضان: ذرية روضان بن عبد المنعم بن محمد.

    أما آل ثامر بن سعدون، وهم ذرية الأبناء التسعة الذين أعقبهم الشيخ ثامر بن سعدون المقتول سنة 1193هـ (1779م)، فنفصلهم كالآتي:
    فقد رزق ثامر بأبنائه التسعة من خمس نساء، فـ (حمود، ومحمد) شقيقان أمهما من آل صالح شيوخ بني خيقان، و(راشد، وعبد الله) شقيقان أمهما من آل زامل العائذيين أمراء الخرج بنجد، و(ناصر، وعلي الدوّاي، وصالح) أشقاء أمهم من الشحمان شيوخ بني مياح من ربيعة، و(عبد المحسن) أمه من آل محسن الأشراف شيوخ بني حكيم، و(منصور) أمه من بيت كليب شيوخ السراج من ربيعة، وهم أخوال ثامر نفسه.

    ومن هؤلاء التسعة تفرعت الأسر الآتية:
    أ- آل حمود: ذرية حمود العمى بن ثامر، وينقسمون إلى فرعي: (الماجد، والمطلق)، وكان لطلال بن حمود ذرية انقرضت الآن.
    ب - آل محمد: ذرية محمد بن ثامر، وينقسمون إلى أفرع: (العجيل، والعيسى، والفهد المحمد، والبندر).
    ج- آل عبد الله: ذرية عبد الله بن ثامر، وينقسمون إلى فرعي: (المشاري، والعمر).
    د- آل علي: ذرية علي الدواي بن ثامر، وينقسمون إلى أفرع: (الزيد، والفهد، والوطبان (الدويش وأخوته)، والنصار، والبدر، والفضل).
    هـ- آل صالح: ذرية صالح بن ثامر، وتفرعاتهم ما زالت محتفظة باسم جدهم (صالح)، وإن كان يمكن تقسيمهم إلى: (الخالد، والراشد الصالح، والعساف، والظاهر).
    و- آل عبد المحسن: ذرية عبد المحسن بن ثامر، وينقسمون إلى فرعي: (البراك، والمشرف).
    ز- آل راشد: ذرية راشد بن ثامر، وينقسمون إلى فرعي: (المنصور، والناصر).
    ح- آل ناصر: ذرية ناصر بن ثامر، ويعرفون اصطلاحاً بالشيّاع نسبة إلى شياع بن بندر بن ناصر، وهم ينقسمون إلى ذرية أولاد بندر بن ناصر الثلاثة: (عباس، وشياع، وزيد).
    ط- آل منصور: ذرية منصور بن ثامر، ويعرفون اصطلاحاً بالداود نسبة إلى داود بن سليمان بن منصور)، وهم ينقسمون إلى ذرية أولاد منصور الأربعة: (حسين، وعبد الله، وظاهر، وسليمان).

    للتصحيح : منصور بن ثامر بن سعدون ,أمه من آل عريعر شيوخ بني خالد , والمصدر كتاب : امارة المنتفق للدكتور حميد بن حمد السعدون , ص: 116 .
    نصوص بعض الوثائق المتعلقة بمشيخة المنتفق

    جمعنا هنا بعض النصوص والوثائق التي رأينا فيها أهمية تاريخية أو فلكلورية أو وجدنا أن الاطلاع عليها يسهم في التفاعل مع الحوادث التاريخية التي وردت في متون هذا الكتاب إضافة إلى أن بعض هذه النصوص والوثائق يكتسب قيمة تاريخية بالغة الأهمية، وبالتالي فمن الضروري إثباتها.
    وقد رأينا أن نقسم هذه الوثائق المختارة حسب ترتيبها الزمني بحيث وضعنا وثائق كل قرن هجري على حدة ابتداء من القرن الثاني عشر الهجري:

    أولاً: وثائق القرن الثاني عشر الهجري

    1- حماية مغامس للقس الكرملي:
    وهي وثيقة حماية وإعفاء من الجزية قدمها الشيخ مغامس بن مانع آل شبيب شيخ المنتفق لأحد القساوسة الكرمليين إبان سيطرته على البصرة سنة 1117هـ (1705م):
    (توكلت على الله...
    تعلمون به الواقفون على كتابنا هذا. من كافة خدامنا وعمالنا وضباطنا بأنا أعطينا حامل الورقة (البادري حنّا) على موجب ما بيده من فرمانات أولياء الدولة القاهرة، ومن أوامر الوزراء العظام، والأمراء الكرام، وله منا فوق زيادة الحشمة والرعاية، وقد أسقطنا عن خدامه، وترجمانه الجزية والخراج، وكتبنا له هذا الكتاب سنداً بيده يتمسك به لذي الحاجة إليه، وعلى كتابنا هذا غاية الاعتماد، والله تعالى شأنه ولي العباد، وبه كفى.
    حُرّر في ثاني وعشرين من شهر رجب الفرد سنة سبعة عشر وماية ألف (الأحد 8 نوفمبر 1117هـ)
    الفقير مغامس آل مانع).

    ثانياً: وثائق القرن الثالث عشر الهجري

    1- خطاب الشيخ حمود بن ثامر السعدون في مواجهة والي بغداد:
    وهو خطاب ألقاه الشيخ حمود بن ثامر السعدون أمام عدد من شيوخ عشائر المنتفق قبيل مواجهته لوالي بغداد عبد الله باشا سنة 1227هـ (1812م):
    (أيها الأمراء والرؤساء والمشايخ:
    أخاطبكم اليوم لعلمي أنكم الممثلون للعرب، وأعلم أيضاً أن قد تجسمت فيكم الشهامة والغيرة والحمية، وبما أنكم أمراء ورؤساء القبائل أخاطبكم بخطاب يليق بكم، فليكن معلومكم أيها الأجلاء العظام والسادة الكرام أن دخيلنا (سعيد بيك) لما علم أن حياته بخطر، وأن الداعي كنت المتفق الخاص لوالده التجأ إلينا كي يتمكن من المحافظة على حياته المهددة بالخطر، ووقع دخيلاً عندنا، وها هو هذا: تعرفونه، وتعرفون أباه، وتعرفون منزلة أبيه، وهو من ذوي البيوت لا من العتقاء والسوقة، وإني قد تعهدت، وتكفلت بحمايته حماية مطلقة، وأنه الدخيل عندي، ولم تظهر له أدنى مظاهرة تشغل الحكومة بل ولم يتحرك بحركة مخالفة لرضاء الدولة، وكررت هذه الكيفية للولاية مراراً، فلم تفد جميع مراجعاتي واسترحاماتي.
    ولذا لم يبق للحكومة حق إن خالفتها وعصيتها لأني قد اخترت جواب السلب، وأمرتنا الولاية بهذا الأمر الذي قرأته عليكم بتسليم الدخيل، فإن لم نسلمه تأخذه الحكومة من عندنا قسراً بقوة السلاح، وهذا تهديدهم كما سمعتموه.
    وقد حاكمت نفسي مراراً بكيفية تسليم الدخيل، فأبت نفسي وشيمتي العربية تسليم الدخيل كتسليم الشاة إلى القصاب، وجزمت وعزمت على أن أقاوم، وأدافع الحكومة بكل مجهودي وقوتي لآخر نفس، فإن عجزت عن المقاومة أكون مجبوراً على ترك أولادي وعيالي، وآخذ دخيلي، وأهرب به إلى الديار النجدية حفظاً لناموسي وشرفي، فمن كان منكم يكره هذه الحالة، فليعتزل إلى جنب، واعتقدوا أني لا أجبر، ولا أكره أحداً على أن يكون معي.
    فكل منكم مختار برأيه، حيث أن هذه المسألة خاصة بنفسي، وعائدة عليّ، ولا شك أن هذا ناموسي وشرفي، ولا أقبل أن يدنس أو يكون فيه العار، وتسليم الدخيل هو أكبر عار علينا، ولهذا لا بد أن أهرق آخر قطرة من دمي للمحافظة على الناموس، واعلموا جميعاً أني لا أكلف أحداً منكم بتكليف لا يطيقه).
    فردوا عليه بالموافقة، ومما قالوا له:
    (ألم نكن نحن مثلك عرب، ومن العرب؟. أما نحن الذين قبلناك رئيساً علينا لعلمنا أنك الرجل الوحيد بل الشريف الغيور الفريد المنصف بهذه الديار؟، فكما أن شيمتك العربية تأبى تسليم الدخيل، فشيمتنا وغيرتنا العربية تأبى أيضاً أن نعتزل عنك بمثل هذا اليوم الأسود، وكيف تقبل شيمتنا الاعتزال عنك، فلا نبقيك أنت ودخيلك ما دام فينا دم الحياة؟بحق، نحن حاضرون نفدي أنفسنا وأرواحنا ومالنا في سبيل تخليص دخيلك).

    2- رسائل الشيخ عبد المحسن بن ثامر السعدون:
    هاتان رسالتين غير مؤرختين بعثهما الشيخ عبد المحسن بن ثامر السعدون الأخ الأصغر لشيخ المنتفق وقتئذ حمود العمى إلى بعض مسئولي الولاية في بغداد، ومعروف أن عبد المحسن توفي (أو قتل) قبل سنة 1227هـ (1812م) مما يعطينا تخميناً حول تاريخ الرسالتين:
    الرسالة الأولى:
    (بعد إبلاغ جزيل السلام. بمنّ العز والإكرام. يُهدى إلى جناب عالي جناب حضرة الأجل الأمجد نعمان معروف أفندي المحترم سلّمه الله تعالى من كل شر. بحق ، حمد سيد البشر.. آمين، وإن تحرك الخاطر عنّا بالسؤال، فبحمد الله تعالى في أسر حال، وأرفه بال. لا زلت محروساً بعناية الملك المتعال. آمين.
    ثانياً.. يا خي جنابك أرسل لنا الطوبكية، ولا أرسل معهم ذخيرة.. ربما يشتهون أكل غير أكل، ويا خي الواصل إليكم الطوبكي، وبما يعتاز له من أنواب الأطواب تقضونه له اليوم لازم إن شاء الله، ويا خي ترى جانا اليوم هذا نذير، وأنتم يا أخي كلامي هذا لا تحطونه وراكم.
    عاد يا خي المرجو من جنابك بما يعتاز له، وذخيرة له، وتخلّيه اليوم يظهر علينا لازم، ويا خوي يكون تسيّر على المتسلّم يودّي له ساعي للحكام يخبرهم، وإن شاء الله تعالى يحفظون أطرافهم، وتبقى في خير، والسلام.
    عبد المحسن الثامر).

    الرسالة الثانية:
    (أزكى السلام الوافر، والثناء الجميل الفاخر. يُهد، ويتحف بمزيد التوقير والاحترام إلى جناب حضرة الأجل الأمجد أفندينا محمد نجيب بيك المحترم سلّمه الله تعالى من الأشرار. بحق خالق الليل والنهار.. آمين، وإن تحرك الخاطر عنّا بالسؤال، فبحمد الله تعالى في أسر حال، وأرفه بال. لا زلت محروساً بعناية الملك المتعال. آمين.
    ذكرنا لجنابكم من طرف داعيه. أوصينا ناصح الفرج الله، وأشوف يا أفندم ما ثمر شي، وهذي ما كانت مناسبة حيث يا خي خدامنا أهل الجزاير كلهم طوايف، ولهم رفاقة في البصرة، وما يصير كل من يموت، ويجون بني عمه ما يحصلون الذي لهم من إرث. هذي بها فَقد، ولا تناسب لجنابك الشريف، وإن شاء الله تعالى حنّا نغار على بختك، وبختك إن شاء الله مكرّم عن هذي، فالمرجو من جنابك تمشّيهم عند المفتي، وخدامنا خدام لك، فهذا هو المأمول من جنابك الشريف، وعمرك باقي، وعدوك شاقي.
    ومن طرف الأخبار: لفانا الصيفي كاسب، وعلم ابن سعود متحقق عندنا، ويا أفندم الجريق تودي ساعي لأفندينا عن علومه، والعلم اذكره عني، وأنا المعتوب بذلك، وإن شاء الله لازمني أواجهك، والدعاء خير ختام.
    عبد المحسن الثامر).

    3- من رسائل الشيخ عيسى بن محمد السعدون:
    رسالتان من الشيخ عيسى بن محمد وابن عمه الشيخ فيصل بن حمود السعدون في التعامل مع حملة خورشيد باشا القائد المصري في نجد في حال وصولها إلى العراق بوساطة قاضي الزبير السابق حمود الجسار:
    أولاً: رسالة من عيسى إلى حمود الجسار يوم الاثنين 2 محرم 1255هـ (18 مارس 1839م):
    (ورد إلينا بأبرك الساعات عزيز كتابكم، وبه عرفتونا من خصوص الإقبال، والنصرة التي صارت لسعادة أفندينا خورشيد باشا أيده الله تعالى، وأسر الخاطر ورودها. نحمد الله تعالى على صم، خاطركم وطيبكم، وما ذكرتوه صار معلوم، وعسى إن شاء الله تعالى تكون واسطة خير بيننا، وبين سعادة أفندينا خورشيد باشا، وعسانا ما نعدمك، ولا يخلينا الله منك، ومن طرف الرابطة التي ذكرها جنابك بأنك مشتهي نوع تصليح بعض أمورنا مع سعادة أفندينا المشار إليه، فجزاك الله خيراً. أنت وكيل مفوض من طرفنا، والذي يقتضيه رأيك هو المبارك).
    ثانياً: رسالة من عيسى وفيصل إلى خورشيد يوم الأربعاء 9 رجب 1255هـ (18 سبتمبر 1839م):
    (طرقنا من أخباركم أنكم تريدون هذا الطرف. الله يحييكم، ويجعل عاقبة الأمر إلى خير، وقد اقتضى الحال أن نراسل جنابكم على مقتضى إرادتكم، وما أشرتم إلى حال أوامر، فنحن نتشرف بذلك، وجناب الشيخ حمود (الجسار) له اطلاع على إرادتنا، وتذاكرنا نحن وإياه بمقتضاها، وإرادة غيرنا، وفي رأيه البركة، وأما من طرفنا نحن، فعلى ما أملتم وزيادة، ودم بعون الله مؤيداً منصورا).

    4- من رسائل الشيخ بندر بن ناصر السعدون:
    تولى بندر بن ناصر السعدون مشيخة المنتفق مرتين، ووصلتنا بعض الرسائل العائدة لفترة مشيخته الأولى الواقعة بين عامي (1272 - 1274هـ)، وهي تدل على علاقته المميزة بالسلطات في بغداد:
    ونلتقط منها هذه الرسالة التي يعزي الشيخ بندر دفتردار ولاية بغداد بوفاة الوالي رشيد باشا الكوزلكي، وكان الوالي قد توفي يوم الخميس 22 ذي الحجة 1273هـ (13 أغسطس 1857م):
    (إلى جناب رفيع القدر والألقاب الأجل الأفخم دفتردار أفندي المحترم. لا زال التوفيق قرينه، ولا برح المولى ناصره ومعينه. آمين.
    بعد الدعاء. هو أنه أولاً التفقد عن خاطرك الأنور، ومزاجك المنير الأزهر. ثم ورد (المخلص) كتابكم الشريف، ومن مضمون منطوقه صار معلوم لا سيما من خصوص وفاة المرحوم المبرور أفندينا مشير باشا رحمه الله تعالى ورضوانه عليه. علم الله، وشاهد أنه خبر أساءنا، وأوحش خواطرنا، وللغاية نكّد علينا، وصيّرنا في أسوأ حال. لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، وصبر جميل وبالله المستعان، والله أنه يومٌ جلب لنا الأسف، وأناخ بنا الكدر، وصرنا في أعظم أمر، وكالفاقد أبيه، فنسأل الله أن يتغمده برحمته، ويخلف عليه دنياه بآخرته.
    ثم عن ما عرّفتم أنه وإن كان قد حصل لنا بعض المذاكرة، والإفادات الشفاهية من حضرة المشار إليه رحمة الله تعالى عليه عن بعض المخصوصات، فبموجب الحال مرامكم أن نتركها، ونصرف النظر عن استعمالها. فقط مريودكم من اليوم وصاعد إبقائنا على تأمين وتوطين العشيرة، وصرف المحذور، ودفع الحركات، ورفع الحوادث المغايرات، فأمر الله ثم أمركم مطاع واجب القبول والإتباع، فامتثالاً لأمركم الغالي قد تركنا ما هو مذكور من الإفادات الماضية، ورفعنا اليد عن تحصيل الميري، وباشرنا المسايسة لتسكين الرعايا، وبادرنا بدفع الحركات، والأطوار المنافيات.
    وبمنّته تعالى، وبوجودكم ما يتصور قصور عن ذلك، ولا يبدي خلاف، ولا يصدر فساد، وسهمكم الكفاية من ذلك، ولا تصيرون بفكر من هالأمر، والرجاء بالله، وبحسن نية الدولة العلية تجدون من (مخلصكم) الراحة وكمال الاستراحة، ونوريكم المساعي الحسنة زيادة على ما مضى، وتشاهدون منا ما هو موافق، ومطابق الإرادة، وعلاوة وزيادة على أفعالنا، ومبادراتنا الماضية، ونحن خدام دولة، ومن فضل الله الدولة عامرة، وبحول الله ما تصير فرصة لكل من يروم الفساد والعناد.
    ومعلوم جنابكم بحسب هذه الأيام هي وقت ثمرة الجنوبات، ووقت تحصيل مياريها، ودفع مفاسدها، وبحسب العادة ما تستقيم إلا نحن بأنفسنا نتوجه إليها، وبوجه حدوث هذا الأمر العظيم، والخطب الجسيم فلا أمكننا نتوجه لذلك الطرف، وأبقينا على تصليح وتسكين عشاير هذا الطرف متابعة لأمركم، وموافقة لمضمون جوابكم ثم بعد هذا ننظر أمركم، فإن حبيتم بهذه الأيام نحن بأنفسنا نتوجه أو عمدة منا، فالأمر لله ثم لكم، واجزموا من (مخلصكم) لو أبذل الحلال والمال، وأتلف الوجود، فلا أخلي يصيب مصالحكم خلاف، وأما خدمتي ونصاحتي الماضية، فعندي كأنها ما كانت، ولكن من اليوم وصاعد تشاهدون زيادة على ما مضى، وسوف ترون الحقيقة، وبعون الله تعالى، ومن سطوة الدولة العلية مقتدرين على إصلاح كل ما يفسد من الأمور المهمة، والمصالح اللازمة، ولا تصيرون بفكر من ذلك الأمر، والمرجو أن لا تخرجونا من فيض الخاطر العاطر، ولا انقطعت عنا بشاير سروركم ما دام، والسلام.
    في 29 ذي الحجة 1273هـ (الأربعاء 19 أغسطس 1857م).
    بندر السعدون).

    5- رسالة من والي بغداد للشيخ ناصر باشا السعدون:
    هو خطاب أمان أرسله والي بغداد نامق باشا للشيخ ناصر بن راشد السعدون بعد عزل أخيه منصور عن مشيخة المنتفق سنة 1280هـ (1864م)، وأرفق هذا الخطاب بكوفية حريرية تسمى ب (كفية لأمان):
    (ذو النجابة ناصر السعدون...
    وصلنا معروضك، وصار معلوماً كافة ما ذكرت من الإفادات خصوصاً من بيان السبب الداعي لالتماسك (الرأي والأمان) الثاني من طرفنا في قران ممهور، وأن الاشتباه والوسوسة الحاصلة لك ناشئ من الأوراق والكواغد الواصلة إليك المرسولة من كاتبك (ملا خضر) لطرفنا، فيكون معلوم جنابك أن الأوراق المذكورة مشتملة على بيان عزل أخيك منصور، وما ذُكر جنابك، وعلى الخصوص تاريخها مقدم على (شقة الرأي والأمان) التي أرسلناها إليك مؤخراً، فيقتضي أن لا يمر في خاطرك شيء من الوسوسة، ويلزم أن تعتمد على رأينا، وأماننا الوثيق بلا اشتباه، وأجزم بأن جوابنا لا يتبدل ولا يتغير. عفا الله عما سلف.
    وبهذه الدفعة، قد سيرنا لك مع ملا خضر (كفية الرأي والأمان) لأجل اطمئنان قلبك، فإذا صار مفهومك ينبغي أن تتوكل على الله تعالى، وتجيء إلى طرفنا، وأنت مأمون، وما تشاهد من جانبنا سوى حسن الالتفات.. تجيء ظالماً، وتعود إلى محلك سالماً، ولا حاجة فوق ذلك إلى طول الكلام. هكذا يكون معلوم جنابك والسلام.
    في 29 شعبان 1280هـ (الأحد 7 فبراير1864م)
    محمد نامق).

    6- شرط نامة (سند التزام المشيخة) للشيخ ناصر باشا السعدون:
    هو النص الرئيس من العقد الرسمي الذي تولى الشيخ ناصر باشا السعدون بموجبه مشيخة المنتفق سنة 1282هـ، وفيه تحديد للمبالغ المطلوبة منه، والأراضي المفروزة من أرض المنتفق لصالح الدولة، وقد سبقته بعض التفصيلات المالية:
    (لما كانت مقاطعات ديرة المنتفق من جملة المقاطعات الداخلة تحت الالتزام المربوطة بخزينة بغداد، وقد انقضت مدة إحالتها، فلزم تجديدها باعتبار هذه السنة المباركة، وهي سنة 1282 أيلولية. ألقيت المقاطعات المذكورة بساحة المزايدة بشرط إفراز بعض المقاطعات المجاورة إلى البصرة، وبعدما حصل القرار، والموافقة بمعرفة المجلس الكبير بحضور الحضرة المشيرية على تفريق وإفراز مقاطعات: (الفياضية، والعامية، ويوسفان، وكوت الفرنجي، والكباسي الكبير، والكباسي الصغير، وجزيرة العين، وريان، وجبارات، وكتيبان، وباغات الصفارية) بتنزيل بدلاتها التي هي عبارة عن: (1230 كيس و522 قرش) من بدل الالتزام الذي هو عبارة عن: (6332 كيس و66 قرش و26 بارة وآقجتين).
    وبعد انقطاع الرغبات قد تقررت إحالتها لمدة ثلاث سنين من ابتداء أيلول سنة 1282هـ (الموافق يوم الخميس 3 جمادى الأول 1283هـ (13 سبتمبر 1866م)) إلى نهاية أغسطس في السنة 1285هـ (الموافق يوم الأحد 5 جمادى الأول 1286هـ (12 سبتمبر 1896م)) بعهدة شيخ المشايخ صاحب الفخامة الشيخ ناصر السعدون بكفالة راشد (بن شياع بن صالح بن ثامر) السعدون، وظاهر (بن منصور بن ثامر) السعدون بحضور المجلس الكبير مع الضمائم، ورسم الخرج باب، والدلالية ببدل قدره وبيانه كما هو المحرر أعلاه: (26330 كيس و125 قرش صاغ) عبارة عن كل سنة: (8677 كيس و375 قرش)، وقد أخذنا من يد الشيخ المومأ إليه سنداً ممهوراً مشعراً بقبول هذه الإفرازات، وتعهداً لأداء وإيفاء مبالغ البدلات المذكورة بدل كل سنة في سنتها بموجب التقاسيط المشروحة أعلاه، وإيصالها نقداً وكاملاً لجانب خزينة بغداد بشرط ألا يدّعي بضرر وخسارة في داخل السنوات المذكورة من طرف البدلات المرقومة.
    وإذا ادّعى لا تُسمع دعواه بسمع القبول، وإن تأخرت التقاسيط عن مدتها المعينة، فحينئذ يُحسب ويُستحصل فائضها بموجب النظام، وإذا أحدث رسماً جديداً مما عدا الرسوم المتعاملة الجارية يكون مسئولا ومعاتباً من طرف الحكومة مع تضمينه الشيء المأخوذ، واسترداده منه إلى أصحابه، وإذا ما أوفى بدل تقاسيط السنة الأولى بأوانها، وصار تداخل بدل الالتزام السنة الأولى بتقاسيط السنة التي بعدها، فالحكومة مخيرة بفسخ الالتزام عن عهدة الشيخ المومأ إليه.
    وعلى هذا القرار والشرائط فوّضنا إلى الشيخ المومأ إليه التصريف بكافة عائدات وواردات ورسومات العشائر المذكورة - مما عدا المقاطعات المفروزة - على المعتاد الجاري سابقاً بشرط أن لا يستدعى بشيء زائد على المعتاد الجاري، ولا برسم مغاير للسابق كيلا يحصل بخصوص ذلك انزعاج للأهالي والعشائر، ولأجل ذلك حررنا هذه الضبط نامة، وأعطيناها بيده لتكون مشعرة بالتصريف إلى حين ختام المد).

    ثالثاً: وثائق القرن الرابع عشر الهجري

    1- حول عودة آل سعدون من الأهواز:
    هو خطاب أرسله الشيخ مبارك الصباح (إبان حكم أخيه عبد الله) إلى حاكم المحمرة الشيخ مزعل بن جابر المرداو يوضح فيه الخطوات المتخذة لتأمين عودة آل سعدون إلى ديارهم قادمين من الحويزة بعد أحداث (كون الريس).
    (إلى حضرة الأجل الأمجد الأفخم الأكرم. الأخ نصرة الملك الشيخ مزعل خان بن العم الحاج جابر المحترم. سلمه الله تعالى.. آمين.
    بعد السؤال عن عزيز الخاطر النيّر على الدوام. لا زلت بخير، وبعده. نعرّف جنابكم الشريف، وبموجب أمركم توجهنا إلى الفاو، وتواجهنا مع الأخ الشيخ محمد الصباح، وأخبرناه عن وصول حضرة صاحب السعادة فالح باشا إلى بيت الجميع، وأفدناه بما أمرتمونا به من المهمات اللازمة مقدار ساعة استقام، وتوجّه إلى الكويت، وفي حين وصوله إلى الكويت يرسل خادمك سالم مع عشائره إلى عمه مزيد باشا، والسفائن في ساعة وصوله يمشّيها من الفاو، ومقدار كم سفينة مشّيناهم إلى المحل نيته.. في حالة وصوله إلى الكويت يطرّش على الدويش، ويجيبه عنده في الكويت عن لا يصير اختشاش في ذاك الطرف.
    وإن شاء الله بسلامتكم تجيء الأمور على الإرادة بموجب ما أمرت، ، ومن بعد ممشى الأخ محمد جاء (تيل) من ناصر باشا، وذاكر: (خُمس المعامر ميري الدواسر لا تسلمونه. توجه لنا)، وهذا لا شك ينبئ عن طيبة خاطره منا، وعرّفنا الأخ الحاج سالم البدر لا يسلّم ميري الدواسر.
    وبعد هذا المرجو إبلاغ سلامنا لحضرة صاحب السعادة فالح باشا، والأخ سليمان المنصور، ومن لدينا الأخ جراح يسلّم، وبعد هذا لا تخرجونا من أخباركم السارة على الدوام. مهما يبدو لكم من اللازم نحن ممنونين، ودمتم بحفظ الله سالمين، والسلام.
    في 8 ذي الحجة 1301هـ (الأحد 28 سبتمبر1884م)
    أخيك مبارك الصباح).

    2- من رسائل الشيخ عجمي باشا السعدون قبيل الحرب العالمية الأولى:
    كانت السنوات الثلاث التي سبقت الحرب العالمية الأولى حافلة بالصراع بين الشيخ عجمي باشا السعدون والسيد طالب النقيب، وهذه بعض رسائل عجمي للدولة حول هذا الصراع:
    أولاً: هذه رسالة ودية بعثها عجمي لطالب النقيب قبل تفاقم الخلاف بينهما:
    (جناب الأجل الأمجد الأكرم حميد المكارم كريم الشيم. حضرة الوالد ذي العطوفة نقيب زادة السيد طالب بيك المفخم دام مجده السامي.
    غب عرض واجبات الوقار والاحترام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، والفحص والاستفسار عن ذلك الخاطر العاطر، وعنّا نحمد الله تعالى بكمال الصحة والعافية. لا زلتم كذلك.
    هذه مدة، ونحن محرومين مشرفاتكم، وأوامركم العلية. عسى أن يكون مانعكم خير، وغير هذا سابقاً لما كنّا بنواحي الزبير، وجرت بيننا وبين حضرتكم المعاهدات تحت العهود، والمواثيق القوية، ورجعنا مصممين على إجراء وإنفاذ ما جرى عليه القول إذ كان الشرط أن يكون فعلاً ظاهراً لا يأتيه أدنى حالة توقف، فحدثت بعض أمور لا نقول محواً وتغيير ذلك بل أوقفت بعض الأمور عن استدارتها بمحورها اللائق المطلوب.
    ومن روش الحال والمخابرة فهمنا أنها بواسطة الوسائط الذين كنا قد اتخذناهم ذلك الوقت حيث أنهم كتموا بعض الأقوال والشروط التي كنا قد اتخذناها ذات البين بواسطتهما، والكل منا يزعم أنها قد بلغت صاحبه، وجرى عليها القول لدى العقد، فبناء على سماع أخ الجميع ذي العزة السيد زيدان أفندي بذلك حثته نفسه بالوقوف على الحقائق، والسعي بإزالة هذا الحادث الجزئي حيث محبته، وإخلاص نيّته، وسريرته إلى الطرفين بلا تفريق، وبناء على ما نعهد بفرط صدقه، ومزيد شهامته، وأنه ممن لم يكن له منطويات سوى الثبات على الصدق، وإعطاء المودة حقها الوافر بينّا له الحقائق من المبتدا إلى المنتهى، وبلغناه أن الطرفين منا كل يدعي أنه ذو الحق حسبما ظهر منه من الكلام والعهد الوثيق بأن يكون القول فعلاً، ومع هذا لم يعطنا الحق بل استحسن أن يعرض الكيفية لعطوفتكم، ويكون سبباً وواسطة خيرية لتأييد الروابط القلبية، واقتطاف الثمرة الحسنة التي يكون انتماؤها بصفو السرائر، وصفاء القلوب، وحسن الثبات، والملازمة على العهود، وإيفاء قول الشرف الذي هو ملزم بين كرام الرجال إذ هو أقدم وأقوم خصلة ممدوحة تمتاز بها ملوك القوم بين أقرانها وأمثالها.
    وقد اتخذنا تحرير هذه العريضة مفتاحاً لباب وثوق ما سبق من ترصين أسمى الوداد، وما جرت عليه العهود والمواثيق المغلظة، ونكرر عهداً وأمانة أننا ما تغيرنا، ولا نتغير عما جرى عليه القول، وقد قبلنا الأخ السيد زيدان أفندي حكماً منصفاً من قبلنا، ولا شك أن عطوفتكم أيضاً تقبل المومئ إليه بناء على ما ثبت لديها بميدان البداهة من المودة، وحسن السريرة إليها، ومنتظرين الأمر الجوابي حيث أننا لما عرضنا بالعريضة المقدمة التي لم نأخذ جوابها للآن أننا لم نتوجه لقرب اللواء إلاّ لإنفاذ أوامركم، والانتظار بإيفاء الوعد، ولا سيما صار لنا على أبوتكم حق المشروه من جهة عدم إرسال أوراق المطبوعة من لدن المركز العمومي للجمعية الإصلاحية مع البرنامج الحاوي الثمانية وعشرون مادة، ومع أنها وقعت بأيدينا من التداول، ودققنا مندرجاتها بكامل الدقة والإمعان، فوجدناها عين الحقيقة والصواب، والسعي الجدي إلى إصلاح وترقي الوطن، وبعونه قريباً نجري إيجاب مندرجاتهن طبق المطلوب.
    وهذا قد حرر لحضرتكم الأخ السيد زيدان أفندي عريضة حاكية حاوية على ما اطلع عليه من حسن استقامتنا، وبيان إفادتنا مصرحاً. هذا وأطال الله بقاءكم. أفندم.
    11 شوال 1331هـ (الجمعة 12 سبتمبر 1913م)
    عجمي المنصور).

    ثانياً: هذه رسالة كتبها عجمي يشتكي فيها من تصرفات النقيب في البصرة:
    (إلى المقام العالي لنظارة الداخلية (وزير الداخلية)...
    غب عرض واجبات الاحترام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.
    قبل هذا كراراً ومراراً عرضنا لأعتابكم العلية كيفية أعمال وأوزاع طالب النقيب، وعبثه في ولاية البصرة وأطرافها بواسطة موافقة المأمورين المحلية معه، وأخصهم وكيل الوالي. بناء على ارتكاباتهم ودناءتهم حتى أنهم ساموا الوطن إلى الخسف، وبناء على توجه حامل عريضة العبودية الأخ باش أعيان زادة ذي المعزة الشيخ صالح أفندي لذلك الطرف الأشرف اقتصرنا على معروضاتنا السابقة التلغرافية، وإفاداته الشفهية لدولتكم بهذا الباب.
    فنسترحم إجراء ما يقتضي لمحافظة الوطن بالفعل السريع قبل توسع المواد، وها أنا مع من يليني موقوفاً مرهوناً فدائياً بالمال والبدن منتظراً شرف صدور الأوامر اللازمة لكي أفوز بإجرائها بكمال الشرف والفخر، وعلى كل حال الأمر لحضرة ولي النعم. أفندم.
    في 11 محرم 1332هـ (الثلاثاء 9 ديسمبر1913م)
    رئيس عشائر وقبائل المنتفق عجمي المنصور).

    3- من رسائل الشيخ عجمي باشا السعدون حول حروبه ضد الإنجليز:
    كان الشيخ عجمي باشا السعدون خلال سنوات الحرب العالمية الأولى يرسل الكثير من الرسائل للقيادات الدينية لحشد الجهود لصالح الأتراك، وهذه بعض تلك الرسائل:
    (خادم الشريعة الشيخ عبد الحسين مطر:
    حصلت لنا الموفقية على تمزيق شمل الذين ركنوا إلى الكافر، وتنظّف هذا الطرف إلى حد الزبير، وصار خالصاً لحكومتنا العثمانية، وجاءتنا الأخبار أن الكافر بالناصرية ظهر إلى البطحة وأرض خفاجة، وعمل له قرار كاه وتعرضوا له خفاجة، وقتلوا قسماً من عسكره، وكسروه ونهبوا حيواناته، ورجع مقهوراً، ونحن صرنا نكاتب العشائر وأمرناهم بالمواظبة على محاربته، وقريباً تأتيكم البشائر بقطع جرثومة العدو وتطهير الوطن منه.
    7 مايس1331هـ رومي (الموافق يوم الخميس 6 رجب 1333هـ (20 مايو 1915م)).
    عجمي المنصور).

    وهذه رسالة أخرى من عجمي إلى نفس الشخص وهو أكبر علماء الشيعة في الناصرية:
    (جناب الأجل الأكرم الشيخ عبد الحسين مطر المحترم:
    بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد سرنا ما بلغنا من عظيم اهتمامكم بتشويق المسلمين على جهاد الكفرة، فلا شك أن قد خلّدتم لكم عند الله ورسوله وبالتاريخ ذكراً جميلاً، وأجراً جزيلاً لم ينله أحد غيركم، ومن الله أسأل وبسبحانيته أتوسّل أن يقرن مساعي الجميع بحسن النجاح، وسلامنا لكافة أخواننا المشايخ والعلماء والمجاهدين، ودمتم.
    19 جمادى الأول سنة 1334هـ (السبت 22 إبريل 1916م)
    عجمي المنصور).

    4- ترحيب كمال أتاتورك بمقدم الشيخ عجمي باشا السعدون:
    هذه رسالة ترحيب باللغة التركية بعث بها الزعيم التركي المعروف مصطفى كمال أتاتورك إلى الشيخ عجمي باشا السعدون حين قدوم الأخير إلى ديار بكر، ويلاحظ فيها تكرار بعض الشعارات الإسلامية التي سرعان ما تنكر أتاتورك لها عند إعلانه لمبادئه العلمانية:
    (حضرة شيخ مشايخ العراق عجمي باشا...
    استبشرت بتشريفكم إلى ديار بكر، وكنت قد سمعت عن سجاياكم ورجولتكم وارتباطكم بمقام الخلافة المقدس عندما كنت في الحرب المنصرمة في قيادة الجيش الثاني في ديار بكر وقيادة الجيش الرابع في حلب مما أحدث لكم في قلبي محبة كبيرة.
    إن افتراق الأمتين العربية والتركية وهما عينا العالم الإسلامي أوقع كلاً منهما في ضعف، وقد أصبح من فرض العين علينا الجهاد في سبيل حرية واستقلال أمة محمد، وإنني أعلن أني بجانبكم في جهادكم للخلاص من أثر الكفار، والالتفاف حول مقام الخلافة المقدس مع صيانة الصفات والعنعنات العنصرية، وإني أترك لشخصكم النجيب بيان مطالعاتكم في هذا الشأن بواسطة قيادة الجيش الثالث عشر لتبادل الأفكار، وأقدم لكم فائق الإخلاص.
    15 حزيران 1925م (الاثنين 24 ذي القعدة 1343هـ)
    مفتش الجيش الثالث مصفى كمال).

    5- رحلة قنص مع الشيخ عبد الله بيك بن فالح باشا السعدون:
    هذا جزء من انطباعات كتبها السياسي الأميركي إرجيبالد روزفلت حفيد الرئيس الأميركي عن رحلة قنص قام بها مع الشيخ عبد الله الفالح السعدون، وكان يرافقهما في هذه الرحلة الضابط الإنجليزي بيركلي الذي اختلط بالبدو كثيراً، و كان يُعرف بينهم بـ (برغلي)!!:
    (السعدون أكثر عائلات العراق نبلاً، ولو لم تكن لهم صلات عدائية مع كثير من القبائل خلال إمارتهم طويلة الأمد في المنتفق لوقع عليهم الاختيار كعائلة ملكية، ومع أنهم من المذهب السني بينما كل عشائرهم على المذهب الشيعي إلا أن الجميع كانوا يحترمونهم باعتبارهم من نسل النبي محمد، وهناك اعتقادات بكراماتهم، فإذا لدغ أي من الناس بلدغة من حية، فما على الملدوغ إلا البحث عن واحد من السعدون ليقرأ القرآن أثناء شربه جرعة الدواء لتلافي كل ما يمكن أن يتهدده من الأخطار.
    وبإعطائي كل هذه الأفكار عن الأرضية التاريخية والاجتماعية التي يقف عليها الشيخ المسن المبجل (يعني عبد الله الفالح) المتكئ أمامي على شداد البعير، وهو يتحدث عن الأيام الخوالي عندما كانت الإمارة قائمة، وكان السعدون يحكمون القبائل. ارتشفت فنجان الشاي الذي كان أمامي مما ساعدني على تخفيف ما أشعر به في عظامي من آثار قشعريرة البرد نتيجة الرياح الشديدة المغبرة، وعندما حل (..) أمد العشاء وضع طبق ضخم من لحم الضأن والرز إضافة إلى أطباق عديدة من اللبن والخضروات، وقد تركنا الشيخ بعد وقت قصير من تناول الطعام حيث أمكننا التمدد ثم التمشي السريع.
    وفي الصباح بعد تناول الفطور أخذنا نسير حول أطلال قديمة، وكانت الأغنام ترعى العشب تحت شمس الصباح الباكر، ودلّنا الشيخ عبد الله مشيراً إلى ما بقي من أساس الجامع، وهو فتات من آثار البناء في الصحراء كما أشار لنا إلى محل السوق، وإلى المكان الذي كان بئراً يستخرج منه الماء بواسطة جمل السقي للبستان خارج السور، ووجدت نفسي فجأة أمسك بمزاج الشيخ الكبير حيث أنه كان بكل أسى يلقى بنظراته على مخطط البقايا المتهدمة الباقية من مقر أسلافه، وحينما ذهب إلى الخيمة عائداً بكسرة من صحن صيني. قال: (وجدت هذه في الخرائب، وهي بقايا صحن أكل به آبائي مرة). ثم وضعها خلف عباءته قائلاً: (أنا لا أبيعها بآلاف الدنانير).
    أخيراً خرجنا مع الشيخ عبد الله وصقره لكي نجرب صيد الطيور المحلقة في الجو، ومرت بنا حالاً بعض طيور الحباري، والشيخ الذي كان في المقعد الخلفي لسيارة بيركلي، وعلى رأسه كوفيته الحمراء والبندقية تبدوان من فتحة سقف السيارة المكشوف رفع القناع عن الصقر حين شاهد الحباري في إشارة للصقر بالانطلاق، ولكن الصقر رفض أن ينظر للحباري. أما نحن فقد تابعنا طيران الحباري، وجربنا ثانية مع الصقر الذي أصر على عين الموقف مما أشعرنا بالأسف لموقفه من رغبة الشيخ الكبير.
    ومن حسن الحظ أن أربعة غزلان ظهرت أمامنا في هذه اللحظة الحرجة على عجل، وسررنا بذلك، وبسرعة انتهزنا الفرصة التي سنحت أمامنا، وبسرعة أيضاً رمينا الغزلان بطلقة أو طلقتين من بندقياتنا، وبعد ذلك أصيب ذكر الغزال، وبعد مطاردة رشيقة غيّر اتجاهه، وسارت الغزلان الباقية في اتجاه آخر، وهكذا يفعل ذكر الغزال في التضحية بنفسه في سبيل عائلته. ركض ببطء قليلاً ثم حث الجري بسرعة مفاجئة، ولإعجابنا به وبروحيته تركناه يمضي مما أذهل العرب، ولكنهم في الجهة الأخرى صاروا ممتنين.
    رجعنا إلى مقر الشيخ لغداء مستعجل حيث نزمع الرجوع تاركين هذا الرجل الكبير وحده، ولقد شعرت وأنا أعود بالحزن العميق على هذا الرجل، فهو شخص يائس، وقد زارني في مكتبي ببغداد أواخر السنة قبل عودتي إلى بلدي، وقد بدا كبيراً وواهناً، ودامت زيارته بضع دقائق دون أن يقول شيئاً سوى كلمات التحية والوداع، وبعد مدة ليست بطويلة سمعت أنه مات).

    6- كتب تعيين واستقالة عبد المحسن السعدون:
    هذه بعض الرسائل الرسمية المتبادلة بين الملك فيصل الأول وعبد المحسن السعدون:
    تكليف الوزارة الأولى:
    (وزيري الأفخم السيد عبد المحسن آل سعدون:
    بناء على استقالة فخامة السيد عبد الرحمن نقيب أشراف بغداد من منصب رئاسة الوزراء، ونظراً لما نعهده فيكم من الدراية والإخلاص، فقد وكلنا إليكم الرئاسة المشار إليها على أن تنتخبوا زملاءكم، وتعرضوا أسماءهم على سدتنا الملكية، والله ولي التوفيق.
    صدر عن قصرنا الملكي في 28 ربيع الأول 1341هـ (الموافق 18/ 11/ 1922م)
    فيصل).

    استقالة الوزارة الأولى:
    (حضرة صاحب الجلالة سيدنا الملك المعظم...
    مولاي. إن المذاكرة التي جرت بيني وبين جلالتكم بالأمس وضحت عدم إمكان الدوام على العمل، فأسترحم قبول استقالتي، وأرجو دوام توجهاتكم الملكية، وأدام الله مجدكم.. سيدي
    بغداد 15/ 11/ 1923م (الموافق ليوم الخميس 5 ربيع الآخر 1342هـ)
    عبد المحسن السعدون).

    تكليف الوزارة الثانية:
    (وزيري الأفخم عبد المحسن السعدون:
    بناء على استقالة فخامة ياسين الهاشمي من منصب رئاسة الوزراء، ونظراً لاعتمادنا على درايتكم وإخلاصكم، فقد عهدنا إليكم برئاسة الوزارة الجديدة على أن تنتخبوا زملاءكم، وتعرضوا أسماءهم علينا، والله ولي التوفيق.
    صدر عن قصرنا الملكي في 4 ذي الحجة 1343هـ (الموافق 26/ 6/ 1925م)
    فيصل).

    تلويح باستقالة الوزارة الثانية، ولم تتم الاستقالة:
    (سيدي صاحب الجلالة...
    يظهر لي أن المفاوضات مع فخامة وكيل المعتمد السامي بخصوص المعاهدة الجديدة قد وصلت إلى حد لا يمكن معه التوصل إلى أي اتفاق على النقاط المختلف فيها بين الحكومتين.
    إني معتقد تمام الاعتقاد بضرورة عقد معاهدة حفظاً لمصلحة البلاد، وبغية إنقاذ الوطن مما هو معرّض له من أخطار، ولكني من جهة أخرى لا أرى إمكاناً لقبول المعاهدة بنصها الحالي.
    فبناء على ذلك.. أراني مضطراً إلى عرض استقالتي على السدة الملكية لعل جلالتكم تختارون وزارة تتمكن من مواصلة المفاوضات بنجاح، وبالأخير أحيط جلالتكم علماً بأن زملائي متفقون معي في الرأي.
    9/ 1/ 1926م (الموافق ليوم السبت 24 جمادى الآخر 1342هـ)
    عبد المحسن السعدون).
    ورد الملك على كتاب التهديد بالاستقالة برسالة مطولة يؤيد فيها مطالب السعدون مما دفع الأخير لسحب الاستقالة.

    استقالة الوزارة الثانية:
    (في 1/ 11/ 1926م (الموافق ليوم الاثنين 24 ربيع الآخر 1345هـ).
    سيدي صاحب الجلالة..
    لقد ظهر بنتيجة التصويت الذي جرى اليوم لانتخاب رئيس لمجلس النواب أن الحكومة غير مستندة إلى أكثرية في المجلس، ومن المعلوم لدى جلالتكم أنه توجد لوائح قانونية وأمور هامة مما يجب عرضه على مجلس الأمة في اجتماعه هذا، وبما أن الحكومة لا تتمكن من تمشية الأمور بالأقلية التي تؤيدها أراني مضطراً إلى أن أقدم استقالتي إلى السدة الملكية راجياً قبولها من لدن جلالتكم.
    عبد المحسن السعدون).

    تكليف الوزارة الثالثة:
    (وزيري الأفخم عبد المحسن السعدون...
    بناء على استقالة فخامة جعفر العسكري من منصب رئاسة الوزراء، ونظراً إلى اعتمادنا على درايتكم وإخلاصكم فقد عهدنا إليكم برئاسة الوزارة الجديدة على أن تنتخبوا زملاءكم، وتعرضوا أسماءهم علينا، والله ولي التوفيق،
    صدر عن قصرنا الملكي في يوم 20 رجب 1346هـ (الموافق 14/ 1/ 1928م)
    فيصل).

    واستقالت وزارة السعدون الثالثة يوم الأربعاء 17 جمادى الآخر 1348هـ (20 نوفمبر 1929م) بكتاب مطول قدمه عبد المحسن للملك فيصل الأول جاء فيه:
    (عندما تسلمت الوزارة الحاضرة التي أتشرف برئاستها مقاليد أمور الحكومة أخذت على نفسها عقداً بتحقيق المطلوب منها، وهو تعديل الاتفاقيتين المالية والعسكرية الملحقتين بمعاهدة التحالف مع بريطانيا سنة 1922م).
    وذهب السعدون للقول أن نية الإنجليز بتمديد أجل الترتيبات الحالية مما يعني:
    (توقيف سير البلاد نحو التقدم المنشود إلى أجل غير مسمى، والتسليم بقبول الحالة الحاضرة التي أعربت الأمة على اختلاف طبقاتها عن عدم الارتياح لها).
    كما تعذّر عبد المحسن السعدون في كتاب استقالته بسوء حالته الصحية التي لا تسمح له بالاستمرار في إدارة الحكومة مما يجعله مضطراً للاعتزال طلباً للراحة، وبالفعل سافر السعدون إلى لبنان للاصطياف في منتجع برمانة عقب استقالته بعد نجحت ضغوطاته لتعيين صهره وحليفه في الحزب توفيق السويدي خلفاً له في رئاسة الوزراء.

    تكليف الوزارة الرابعة:
    (وزيري الأفخم عبد المحسن السعدون...
    بناء على استقالة فخامة توفيق السويدي من منصب رئاسة الوزراء، ونظراً إلى اعتمادنا على درايتكم وإخلاصكم فقد عهدنا إليكم برئاسة الوزارة الجديدة على أن تنتخبوا زملاءكم وتعرضوا أسماءهم علينا، والله ولي التوفيق.
    صدر عن بلاطنا الملكي في يوم 15 ربيع الآخر 1348هـ (الموافق 19/ 9/ 1928م)
    فيصل).

    7- توسط الملك عبد العزيز آل سعود للشيخ عبد الله بيك بن فالح باشا السعدون:
    هذه رسالة توسط فيها العاهل السعودي الملك عبد العزيز آل سعود لدى الملك فيصل الأول للإفراج عن الشيخ عبد الله الفالح السعدون بعد قتله لعبد الله الصانع سنة 1931م انتقاماً لزواجه إحدى بنات آل سعدون دون رضى عشيرتها، وقد كان لهذه الرسالة أبلغ الأثر في الإفراج عن الفالح:
    (من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود إلى حضرة صاحب الجلالة الأخ الملك فيصل (سلمه الله تعالى)
    أخي العزيز..
    السلام، عليكم ورحمة الله، وبعد، فإني على الدوام أتفقد أخبار الأخ، وأستفسر عن صحته التي أتمنى دوامها. إني لله الحمد على خير حال من الصحة في الرياض، وأتمنى أن تكون المواصلة الكتابية متصلة بيننا.
    لقد بلغني خبر في قضية أحببت أن أشرح للأخ ما بخاطري بها، وأنا على ثقة أن جلالتكم أحرص مني عليها لأنها تتعلق بشرف العرب وشيمتهم، وأنتم أهل المحافظة على ذلك الشرف العالي، وتلك الشيمة الرفيعة.
    إن الحادث الذي بلغنا هو قتل عبد الله السعدون لعبد الله الصانع بسبب تزوج الأخير بابنة المرحوم عبد المحسن السعدون. إن هذا الحادث بجميع ظروفه ومقتضياته لا بد أنه سيكون محل اعتبار الأخ ورعايته، وأن ما يهمنا ويهم الشيمة العربية في هذه القضية هو مثل ما يهمكم.
    إني أبرأ إلى الله أن أطعن في الأنساب، ولكن كما يعلم الأخ أن من قواعد الشرع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولا شك أن مراعاة الكفاءة في الزواج لم يكن إلا درءاً للمفاسد، وأنه لم يحمل القاتل على عمله إلا النخوة العربية، والمحافظة على العنعنات العربية القديمة، ومن هذه الوجهة أحببت أن أذكّر الأخ بما هو أحرص عليه مني في مراعاة حفظ شرف العرب وشيمتهم في مثل هذه القضية التي ينبغي للعرب أن يحرصوا جميعهم عليها أولاً لحفظ مقوماتهم، وثانياً ليكون لهم ولأنسابهم مقام محترم من قبل كافة الشعوب الأخرى.
    هذا، ورجائي من الأخ أن يحمل تذكرتي هذه لجلالته محمل الغيرة على الشرف العربي ليس غير، وأتمنى على الدوام لجلالة الأخ وشعبه العز والرفاه على الدوام.
    حرر في 20 رجب 1350هـ (الاثنين 30 نوفمبر 1931م)).
    رابعاً: وثائق ومقالات عامة

    1- مقتطفات من (سياحت نامة) حول مشيخة المنتفق... لخورشيد باشا:
    هذا مقطع من تقرير خورشيد أفندي (باشا فيما بعد) المتوفى سنة 1296هـ (1879م) أحد أعضاء لجنة تقصي الحقائق التي قامت برحلة على طول الخط الحدودي بين فارس والإمبراطورية العثمانية بين عامي (1848 - 1852م) زارت خلالها ولايات البصرة وبغداد وشهر زور والموصل ووان، وسنأخذ من ذلك التقرير بعض ما يخض المنتفق خلال مشيخة صالح بن عيسى السعدون سنة 1268هـ:
    أصل مشيخة المنتفق:
    تنحصر زعامة المنتفق في حمولة آل شبيب، وجاءت هذه العائلة من الحجاز قبل 150 أو 200 عاماً (كذا)، وسكنت في وسط هذه القبائل من بني مالك والأجود وبني سعيد، وبعد فترة الاضطرابات التي عمت في وسط هذه القبائل وشغور منصب شيخ المشايخ اتفقت هذه القبائل على أن تكون تحت زعامة آل شبيب لاشتهارهم بالكرم والشجاعة والنسب والغنى، ومنذ ذلك الوقت أصبح منصب المشيخة لقبائل المنطقة ينتقل بين أفراد هذه الأسرة، وتم الاتفاق على أن تسمى هذه القبائل كلها باسم اتحاد المنتفق أو قبائل المنتفق.
    تنقسم حمولة إلى ثماني عوائل، وسميت كل عائلة باسم أبرز رجل فيها، وهم: (السعدون، والراشد، والصقر، والعزيز، والصالح، والعيسى (كذا)، والعلي، والعثمان)، وكان كل من أعضاء هذه العوائل يقوم بصفة دورية بمنصب شيخ المشايخ، ولذلك فقد ملك أطفالهم حق الوصول إلى هذا المنصب، ولكن بطريق الصدفة توقف هذا الحق، وانحصر في عائلة واحدة من هذه العوائل الثمانية (السعدون)، وأقر ذلك حكام بغداد والبصرة، ويجب أن يكون هناك شيخ على كل من هذه العوائل الثمانية، وهم لا يزوجون بناتهم إلى عشيرة أبناء حمائلهم، ولكن يحق لأبناء الحمائل الزواج من بنات القبائل الأخرى، وقد انحصر هذا الحق في نساء قبيلتين هما (ربيعة، وخيقان)، وشيخ مشايخ المنتفق في الوقت الحاضر هو صالح العيسى من عائلة السعدون.

    أسس تقسيم الواردات:
    يستمد الشيخ الرئيس لقبائل المنتفق السلطة من حكومة بغداد أو البصرة كما يمنح حق التزام واردات الخزينة الحكومية من النخيل والأرض والزراعة، ويقوم هذا الشيخ الملتزم بدوره بتحصيل هذه المبالغ من الفلاحين متبعاً نفس القوانين المعمول بها في البصرة والمحمرة، فيأخذ من الفلاح ثلاثة أرباع ناتج النخيل، وثلثي المنتجات الزراعية. أما الضرائب المفروضة على الجاموس والأبقار والأغنام والمستوفاة من أصناف الشاوية والمعدان، فإن حصة الشيخ تساوي ثلثا الناتج من الزبدة والصوف والخراف كما يدفع كل من رجال الأصناف الثلاثة (الفلاحين والشاوية والمعدان) ضريبة تسمى (دافوديه) تتراوح كميتها ما بين 8 إلى 03 قرشاً شامياً في السنة، وبعبارة أخرى فإن كل ذكر من قبائل المنتفق يبلغ سن الرشد يدفع ضريبة سنوية تساوي عشرين شامياً في السنة، وبذلك يبلغ مجموع هذه الضريبة حوالي مئة ألف شامي في السنة كما يأخذ شيخ المشايخ ضريبة عن القتل تساوي ألف ومائتي شامي إضافة إلى دية المقتول (الدم)، وتسمى هذه الغرامة (النكال).
    وهناك نوع آخر من الضرائب في سوق الشيوخ هي ضريبة (الجمرك)، وتبلغ في السنة خمسين ألف شامي، وفي المكان المسمى (الزكية) على نهر دجلة في أعلى القرنة يحصل الشيخ على ضرائب أخرى تفرض على السفن (خاصة البوم) التي تبلغ حمولتها بين 20 و30 كارة من التمر، فإذا كانت هذه السفن متجهة من بغداد إلى البصرة فتدفع 75 شامياً، وأما إذا كانت متجهة من بغداد إلى البصرة فتدفع مئة شامي، ويبلغ مجموع الضرائب السنوية للزكية ستة آلاف شامي.

    عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق:
    هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق، وعن طريقهم تصل تعليمات الشيخ الرئيس إلى أفراد قبائلهم، وعليهم أن ينفذوا هذه الأوامر طوعاً لا إكراهاً، ويتمكن الشيخ من قتل أي فرد من أبناء القبائل في حالة غضبه، وليس هناك أحد يطالب بدم القتيل، وإذا حصلت خلافات أو خصومات بين أفراد العوائل الثمانية (آل شبيب) خاصة حول تنصيب شيخ جديد، فلا يحق للشيخ أن يوجه أية عقوبة إلى أي فرد من أفراد العوائل الثمانية، ولا يحق له أن يعاقب إلا أخوانه وأطفالهم وعبيدهم، ويملك أفراد الحمائل الثمانية بساتين النخيل التي استولوا عليها من الملاكين الأصليين عند قيامهم ببعض الأعمال ضد شيخ المشايخ أو مقاومته، وربما ترجع هذه الأملاك إلى أصحابها بعد مصالحة الشيخ أو لا تسترجع، وقد حصل أن صودرت حتى الأملاك العائدة إلى الجماعات التي تركت أماكنها وهاجرت إلي بغداد.
    وخلاصة القول.. يملك شيخ مشايخ المنتفق السلطة المطلقة على كل القبائل والعشائر التابعة له، ولا يحق لأي فرد من أبناء العشائر الاعتراض على تنصيب الشيخ أو عزله من قبل والي البصرة أو بغداد، وأن المعارضة الوحيدة والمقبولة هي التي تأتي من قبل عائلة الشيخ نفسه.
    يتوجه شيخ مشايخ المنتفق عند حلول فصل الربيع إلى بادية الشامية، ويبقى هناك لمدة ثلاثة أشهر حتى حلول فصل الصف، ويتجول الشيخ في مناطق البراري والأماكن التي توجد فيها الأعشاب والمياه يصطاد أنواع الطيور والحيوانات البرية وحتى صيد السمك، ويتنعم بالحياة كلية في الهواء الطلق كبقية أبناء عشائر المنتفق الأصلية الذين يعيشون حياة بدوية في أماكنهم، ففي بداية فصل الربيع يحملون معهم خيامهم وأطفالهم وزوجاتهم ومواشيهم، ويتجهون إلى الشامية، ويتجولون مع شيخ مشايخ المنتفق طيلة فصل الربيع دون تمييز.
    وعند بداية فصل الصيف يرجع الجميع إلى أماكنهم، ويستقرون في بيوتهم العادية، وكان شيخ المنتفق الرئيس في البداية يتجول في منطقة البراري بين سوق الشيوخ والزبير ترافقه القطعان الكبيرة من الماشية التابعة له وللعوائل الثمانية الذين يرجعون معه في موسم الربيع، وبعدها يرجع الجميع إلى أماكنهم القديمة في منطقة الجزيرة، ويقضون هناك فصل الصيف والشتاء. أما الشيخ الرئيس فيكون موقعه الأصلي في ضواحي سوق الشيوخ).

    2- (تقاليد آل سعدون وعاداتهم الاجتماعية) ... لعبد الله الناصر:
    هذا مقطع من كتاب (تاريخ السعدون) لعبد الله الناصر حول تقاليد آل سعدون وعاداتهم من وجهة نظر المؤلف وضعناه ضمن الوثائق لما فيه من فائدة رغم عدم تسليمنا بصحة كل ما ورد فيها:

    التربية عندهم:
    يعوّد الطفل، ويشب متعوّداً مشبعاً بروح تقديس الوالدين، واحترامهما احتراماً عظيماً لحد لا يتمكن معه محادثتهما والجلوس بقربهما حتى يبلغ سن الرشد، فإذا ما بلغ أشده حينئذ يُسمح له بالاختلاف إليهما على أن يتنأى عنهما في المكان مع التزام الصمت والاحتشام كما يُلقّن خفض جناح الذل لذويه وأقاربه ممن هو أكبر منه سناً.

    تكوين في البطولة:
    عندما يترعرع الصبي يُعلّم الرماية والفروسية، ويعوّد على احتمال المشاق، ومواجهة المخاطر والصعوبات، ويلقن استهجان الموت الطبيعي والاستخفاف به، وقد بلغ منهم هذا أنه إذا أُصيب الصبي بجرح، وجيء به لأهله مضرجاً بالدماء يقابله أهله وذووه بقولهم: (عريس.. عريس)، وتتعالى الزغاريد وتقام الأفراح والولائم.
    ومن أثر هذا تجد السعدوني على جانب عظيم من التسامي الروحي والقوة المعنوية لحد يوهمك أنه متكبر، وليس هو من التكبر في شيء لا سيما عند الشدائد والكروب بل وحتى في حالة الاحتضار، فإنك إذا وجدت سعدونياً جريحاً لا تستطيع أن تتبيّنه ما لم تر الجرح بعينيك على ما ترى منه من التظاهرات والابتسامات الموهمة.

    النسب والحسب:
    العائلة السعدونية من أشد الناس تعصباً ومغالاة في المحافظة على النسب والحسب الأمر الذي سبّب عدم اتصالهم في أبناء بلادهم عن طريق المصاهرة إذ أنهم لا يزوّجون نساءهم من أحد غيرهم مهما سما نسبه ورفع حسبه، وكذلك لا يزوّجون أبناءهم الذين أمهاتهم إماء أو سرايا بناتهم الصريحات الحرائر بل يزوجونهم من اللائي هنّ مثلهم حيث في عرفهم أن من كانت أمها أمة أو سرية منقوصة، وبذلك لا يجوز العقد عليها كما لا يصح اتخاذها أمة، ومن أجل هذا قتل عبد الله بيك الفالح عبد الله الصانع (مدير الداخلية العام) عندما تزوج الثاني كريمة المرحوم عبد المحسن بيك السعدون.
    المرأة عندهم:
    لعلي لم أكن مسرفاً ولا مبالغاً إذا قلت أن ليس ثمة أحد على وجه البسيطة من بلغ أو يبلغ الحد الذي بلغه آل سعدون في الإنقاص من المرأة، والمبالغة في تحجيبها (كذا). كيف لا وهم الذي يحضرون اختلاف الرضيع لرضيعته، والربيب لربيبته إذا جاوزت السابعة أو الثامنة من السن!!
    والأنكى من ذلك هو عدم مواجهة بنت الأخ إلى عمها، واحتجاب الفتاة عن أخيها وأبيها بعد زواجها شطراً من الدهر.

    كيفية الزواج عندهم:
    أما الزواج عندهم فيجري تبعاً لرغبات الخدم وأذواقهم حيث إذا أراد أحدهم الزواج يرسل من بين خدمه لاستيصاف المرأة المراد الزواج منها، ومن أثر ذلك كثيراً ما ينتهي بالفراق والطلاق.
    نظر السعدوني في مسألتي المال والوظيفة:
    إن للسعدوني نظرة خاصة في مسألتي المال والوظيفة إذ هو يحتقر المال وطلاّبه، وينظر بكثير من التجلّة والاحترام لمن لا يقدّر المال، ولا يحسب للتوفير والادخار بل وقد بلغ منه استهجان المال أن يمتنع عن حمل الدراهم، والتعاطي بالقبض والاقباض، ولا تزال تلك الروح أو هذه العادة موجودة عند الذين لم ينفعلوا بالحضارة، وكذلك يؤثر الجندية على جميع المسالك الحكومية بل على كافة مسالك الحياة العامة).
    3- (مخلفات ثمينة) ... لعلي الشرقي:
    وهذا مقطع من خاتمة كتاب (ذكرى السعدون) لعلي الشرقي وضعناه ضمن الوثائق لما فيه من فائدة:
    (لقد طويت إمارة آل سعدون من تلك الأنحاء، ولكنها تركت مخلفات ثمينة، وإليك بعضها:
    1- العروبة بكل مظاهرها حتى أنك إذا ألفت العراق تجد الكردية غالبة على الموصل، والتركية بادية في بغداد، والفارسية متمكنة من النجف وكربلاء، ولكنك تجد البصرة وبلاد المنتفق عربية بكل مظاهر العربية الصالحة، وذلك بسبب تلك الإمارة العربية التي تغلبت على كل المظاهر غير العربية، وصبغتها بصبغة العروبة.
    2- المزايا الفاضلة والأخلاق الطيبة في تلك الأنحاء التي تأدبت بأدب أمرائها وسادتها، فإن التقاليد العربية والعادات القومية المتبعة في بلاد المنتفق والمبثوثة بين أحيائهم وفي نواديهم قلما تجدها في بقية الأنحاء العراقية، فإن الأدب والتقاليد الموجودة في دواوين المنتفق ونواديهم غير موجودة في دواوين قبائل أخرى، ولم يظهر أدب آل سعدون في عرف عشائر المنتفق فحسب بل تركوا كثيراً منه في المدن والحواضر، فإنك تجد الطبقة الواطئة والطبقة الوسطى في البصرة وبلاد المنتفق غير مثيلاتها في بغداد مثلاً، فنرى الوداعة والقناعة وأدب الحديث ما لا تراه في غيرها.
    3- تخطيط المدن مثل (سوق الشيوخ، والناصرية، والشطرة)، والأعمال الزراعية كالدور والتطهير، وافتراع الأنهار، وشق الجداول، وغرس النخيل.
    4- إيجاد الفكرة العربية، وبعث القضية من مرقدها، ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرشة في هذا القطر (العراق) ، فإن أول من استفز للقضية بعد أن دثرت ومزقتها أعمال المغول والأتراك والفرس هم آل سعدون، وأول ساع للبعث وأول دماغ حمل الفكرة الصالحة هو دماغ الشيخ ثويني العبد الله، فسعى لعقد حلف عربي يتكون من أضلاع ثلاثة: (عقيل، وخزاعة، والمنتفق) تكون غايته طرد الأتراك من العراق، وتأسيس دولة عربية).

    4- (مضيف المنتفق)... لخالد السعدون:
    هذه مقالة كتبها د. خالد بن حمود السعدون في شبكة أسرة السعدون على الإنترنت، عن مضيف الشيخ لدى المنتفق، ورأينا أن نضمنها ملحق الوثائق لما فيها من أهمية:
    (كنت مع آخرين في أحد مجالس الأسرة، فلاحظنا حدثاً يزاحم كهلاً على احتلال أحد المقاعد، فالتفتُّ نحو الشباب، وقلت: (لعل الحياة الحضرية أبعدت بعضكم عن تقاليد درج عليها أسلافكم في مجالسهم، ورفعت ذكرهم بين أقرانهم، فدعوني أحدثكم ببعض ما اختزنته الذاكرة منها لعل في ذلك بعض النفع).
    أقصد بالمضيف هنا مضيف (شيخ المشايخ) أو المضيف العام الذي كانت توجد إلى جانبه كثير من مضايف وجوه الأسرة، وشيوخ الأثلاث ورؤساء العشائر، والمضيف بيت شعر مثولث (أي قائم على ثلاثة أعمدة)، ويبنى عادة متطرفاً لوحده على بعد عدة مئات من الأمتار عن بقية البيوت حتى لا تخطئه عين الضيف الغريب من ناحية، ولا يصله صوت بكاء طفل أو نداء امرأة من ناحية أخرى.
    وعماد إدارة المضيف شخصان هما (القهوجي)، ويجب أن يتصف بالمهارة في صنع القهوة، والخبرة بالتقاليد السائدة بكيفية (صب القهوة)، وهي تقاليد في غاية الدقة والصرامة، والثاني هو (السفرجي)، وهو من المماليك غالباً، ويتصف بقوة الشخصية، وحسن التدبير، والخبرة بأقدار الرجال بما يمكّنه من تحمّل مسؤولية تقرير ما يقدم من طعام في المضيف كمية ونوعية حسب مقتضى الحال.
    وتدب الحياة في المضيف فجر كل يوم بعد أداء الصلاة حيث يبدأ القهوجي (برن الهاون) أو (النجر) إيذاناً بأن القهوة بدأ إعدادها، فيتوافد الرجال على المضيف تباعا، ويحتلون مجالسهم فيه، ويخرج الشيخ بعد حين من بيته متجهاً نحو المضيف بهيبة، ووقار في مشيته، فإذا أصبح على مقربة منه هب جميع من في المضيف عدا القهوجي، ووقفوا عند (الأطناب) احتراماً لمقدمه، وبعد أن يلقي الشيخ السلام بصوت جهوري يتقدم منه الضيوف فقط للسلام إما بلثم يده أو كتفه، ولا أحد مهما كان يقبل وجهه أو جبهته.
    ويتخذ الشيخ مجلسه سانداً ظهره إلى العمود، وبجانبه المسند (الشداد)، ويبدأ كبار الحضور وهم وقوف يصبحونه بالخير بعبارة: (صبّحك الله بالخيريا طويل العمر.. أو يا محفوظ). ثم يأخذون بعد ذلك مجالسهم كل حسب منزلته، فالأعلى مكانة والأكبر سناً هو الأقرب مجلساً من الشيخ، ولا يجلس عن يمين الشيخ أو يساره عادة أحد بل يترك ذلك المكان للضيوف المتميزين الذين يدعوهم الشيخ نفسه للجلوس إلى جانبه، ويجلس خلف الشيخ شباب الأسرة، ويجلس خلفهم (الفداوية)، وهم حرس الشيخ الخاص، وبعد استقرار المجلس ينهض القهوجي حاملاً دلته، فيصب القهوة للشيخ أولا ثم لكبار الضيوف حسب منازلهم ثم بعد ذلك للعموم.
    ويحدث كثيرا نهوض أحد شباب الأسرة الذي يريد إبراز مهارته وحيويته، فيقعد قبالة الشيخ، ويكون وسيطاً بينه وبين القهوجي، فيتناول الفنجان من يد القهوجي، ويضعه على راحة يده، ويقدمه للشيخ بمنتهى الاحترام، ويكرر هذه العملية حتى ينهي الشيخ شرب فناجينه الثلاث، ويسود الصمت التام في المضيف منذ دخول الشيخ إليه، فلا أحد يكلم أحداً، ولا أحد يسلم على آخر، ويبدّد الشيخ الصمت بمخاطبة أحد كبار الحاضرين ليفتح معه موضوعاً ذا أهمية عامة عادة، وقد يتدخل آخرون من كبار الحضور في ذلك الحديث بعد طلب الإذن من الشيخ، وهكذا يظل الشيخ ينقل الحديث من موضوع لآخر حيث أن من الصفات اللازمة في الشيخ القدرة البيانية، والمهارة في إدارة الحوار، والاطلاع العام على الأحداث.
    وحين يقدم ضيوف يهب الفداوية لاستلام خيولهم أو ركائبهم، والعناية بها بينما يتقدمون هم إلى المضيف حيث (يهليّ) بهم الشيخ، ويستقبلهم حسب منازلهم، فإذا كان الضيف فائق الأهمية يقوم الشيخ من مجلسه، ومعه كافة الحضور، ويمشي خطوات نحو الضيف أو يكتفي بالوقوف في مكانه لاستقباله، فإذا كان الضيف مهماً يأمر الشيخ القهوجي بتجديد القهوة (أي يعمل القهوة بكافة مراحلها) إكراماً للضيف المهم، وتنزيها لقدره أن يشرب من قهوة أعدت لغيره، ويحدث أن يجدد القهوة عدة مرات في جلسة واحدة، وإذا لم يحضر للمضيف ضيف مهم يلزم بقاء الشيخ معه حتى موعد تناول طعام الغداء، فأنه يغادر المضيف إلى مجلسه الخاص (المختصر)، وهو إما صيوان (خيمة دائرية كبيرة) أو بارقة (صريفة من القصب) حين يكونون (مقرين) أي مستقرين عند ضفاف الأنهار في فصل الصيف، ويلحق بالشيخ في مختصره خواصه من كبار رجال الأسرة، والنخبة من شيوخ المنتفق، وتتخذ هناك عادة القرارات المهمة.
    وحين ينصرف الشيخ من المضيف يتفرق أغلب الموجودين إلى مضايف أو رباع (جمع ربعة وهي جزء من البيت يخصص للضيوف) الوجهاء لتناول قهوة الضحى (الضحوي) التي تعقد عادة بالتناوب يوماً إثر يوم بينما يبقى في المضيف عامة الضيوف لتناول الغداء تحت إشراف السفرجي، ويتكرر المشهد نفسه عصراً في المضيف العام حيث تعد القهوة بعد صلاة العصر، ويظل المجلس هناك منعقداً حتى المغرب، وبعد وجبة العشاء التي تقدم بعد غروب الشمس عادة يتفرق القوم لقهوة التعلولة (أي السهرة) التي تقام دورياً عادة في مضايف ورباع أخرى، وهكذا تكرّ عليهم الأيام والليالي).

    5- (ديرة المنتفق)... لخالد السعدون:
    وهذه مقالة أخرى كتبها د. خالد بن حمود السعدون في شبكة أسرة السعدون على الإنترنت، عن ديرة المنتفق، وملامحها الجغرافية، ورأينا أن نضمنها ملحق الوثائق لما فيها من أهمية:
    (ذات صباح ربيعي مشرق غادرت مع صديقين (بغداد) بالسيارة في طريقنا إلى البصرة، وبعد أن اجتزنا أطراف بغداد بادرني أحدهما قائلاً: (أن ثمة سؤال يجول في خاطري منذ زمن، ولعله يجد إجابته خلال هذه الرحلة الطويلة التي يلذ فيها الحديث بين رفاق الطريق) ، وكان سؤاله عن (ديرة المنتفق) التي طالما سمع أو قرأ عنها دون أن يجد تحديداً دقيقاً لها.
    فأجبته بالقول: أن تلك الديرة كانت تضيق وتتسع حسب قوة إمارة المنتفق على تعاقب السنين، فقد وصلت في أوج قوة الإمارة إلى منطقة"ديالى (شمال شرق بغداد) من جانب، وإلى (الحلة) على مشارف بغداد الجنوبية من جانب آخر كما اتسعت جنوباً حتى ضمت منطقة الأحساء خلال القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، ولكن تلك الديرة زمن استقرار الإمارة كانت تبدأ شمالاً من نقطة قريبة من تفرع نهر الغرّاف من نهر دجلة في بلدة الكوت، وتمتد غرباً عبر منطقة الكار حتى تصل (سدرة الأعاجيب) على الفرات في محافظة السماوة.
    وتشمل الديرة في امتدادها الجنوبي صحراء (الحجرة) حتى تصل الحدود السعودية الكويتية الحالية، وتمتد الديرة شرقاً بمحاذاة الضفة اليمنى لنهر دجلة إلى بلدة القرنة ثم تشمل ضفتي شط العرب حتى مصبه في الخليج العربي، وقد تقلّصت تلك الحدود الواسعة تدريجياً بفعل التطورات السياسية المتعاقبة، فغدت تقتصر في النهاية على امتداد ضفتي نهر الغراف، وعلى امتداد ضفتي نهر الفرات من (البطحاء) شمالاً حتى ملتقاه بنهر دجلة في القرنة. ثم مع امتداد ضفتي شط العرب.
    ولقد كانت لديرة المنتفق حواضر رئيسة متعاقبة أولها (العرجاء) التي اندثرت، وغدت الآن مجرد قرية كبيرة على ضفة الفرات غرب مدينة الناصرية، واتخذ أمراء المنتفق منذ سنة 1175هـ (1761م) (سوق الشيوخ) حاضرة لهم، وظلت كذلك إلى أن بنى ناصر بن راشد مدينة الناصرية سنة 1286هـ (1869م)، فغدت منذئذ حاضرة المنتفق.
    كنا عندما وصل حديثنا إلى هذه النقطة نجتاز نهر دجلة في بلدة الكوت سائرين بمحاذاة الضفة اليسرى لنهر الغراف، فقلت لمستمعيّ: لقد دخلنا الآن ديرة المنتفق، فدعاني أشير لكما على بعض معالمها التي نمر بها، فها هي إلى يمينكم (الموفقية) التي جرت حولها المعركة الفاصلة بين العسكر العثمانية والمنتفق (كون الريس) سنة 1298هـ (1881م)، وهي الآن مستقر (آل علي الثامر) من حمايل آل سعدون.
    وهذه بلدة (الحي)، وحولها أملاك (آل شبلي وآل سليمان المنصور)، ويتفرع بعد حين طريق يسير نحو اليمين، ويؤدي إلى (الكار) حيث أطلال قلعة ومسجد فالح الناصر، وبدت لنواظرنا بعدها بلدة (الرفاعي)، ويتفرع منها طريق يتجه يساراً إلى مرقد أحمد الرفاعي، وحوله أجداث بعض كبار آل سعدون، ومنهم مشاري العبد الله ومزعل الناصر، وقادنا الطريق بعدها إلى (الشطرة)، وهي بلدة مصّرها فالح الناصر، فسميت أولاً (الفالحية) إلى أن غلب عليها الاسم الحالي.
    وصلنا بعد حين إلى مدينة الناصرية، ويقطن حولها الآن من حمائل السعدون (آل حمادة) و(آل علي الشبيب) و(آل عثمان)، وبعد اجتياز نهر الفرات في الناصرية يتفرع الطريق اتجاهين: يقود الأيمن منهما إلى (البطحاء) الواقعة على بعد أربعين كيلاً، وفيها مضارب الشيخ حمود العبد الله الفالح بينما يقود الأيسر نحو (سوق الشيوخ).
    سلكنا الاتجاه الأخير، فمررنا بعد حين ببلدة (الفضلية) التي جرت فيها الوقعة الشهيرة بين المنتفق والقوات الفارسية خلال القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، وتقطن فيها وحولها من حمائل آل سعدون: (آل سبتي، وآل روضان، وآل نصار).
    وصلنا بعد هنيهة إلى (سوق الشيوخ)، وحولها مواطن (آل راشد وآل صقر وآل محمد الثامر). غادرنا (السوق) ميممين وجوهنا نحو الصحراء، فلاح لنا على البعد (تل اللحم) حيث مثوى عظام كثير من الجدود، وشرد الذهن عندها مع صور متخيلة لمضائف الأسلاف تجري أمامها عرضات المقاتلين، وتنطلق منها مواكب الفرسان، ويتردد في الفضاء صليل سيوفهم وصهيل خيولهم، ويتميز بينها صوت محمد بن عبد الله العوني، وهو يترنم:
    تل اللحم دونه سيوف تحنى
    قد جربن بك بالصحن من ورا الشير
    ويتفرع من (تل اللحم) طريق يتجه يمينا إلى (نبعة) حيث أطلال قصر فالح الناصر ومسجده، وقريب منه أطلال قصر سعدون المنصور في (شقراء).
    طال شرود الذهن بعدها مع أطياف الماضي، وما انتبهت حتى كنا في (الشعيبة) ، فقلت لمستمعي هنا أيضا كانت لفرسان المنتفق صولات عز وجولات فخار ضد الغزاة الإنجليز في بداية الحرب العالمية الأولى، وهنا لاحت في الأفق ملامح مدينة البصرة، فقطعت ما اتصل من حديث، وأزاحت عن الخاطر سحب وجوم هيجها ماض غابر).

    6- (شهادة نسب)... لجواد الشهرستاني:
    هذا نص ورقة بخط يد أحد المعروفين المعاصرين في علم النسب بالعراق، وهو جواد بن الإمام العلامة الحجة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني، وهي بعنوان (موجز نسب آل سعدون):
    (وجدت نسب آل سعدون مدون عندي بالتفصيل من مختلف المصادر النسبية، والمظان التاريخية حيث أن الأسرة السعدونية جليلة المكانة، ورفيعة الشأن، وواسعة الانتشار، وأينما حلوا في الأقطار الإسلامية كانت الإمارة والرئاسة محفوفة بهم، وممهدة لهم، ولمعزة صاحب هذا النسب دونت له نسبه بإيجاز قدر المستطاع لغرض الاطلاع.
    جدهم (حسن ابن مالك) الذي كان مع إخوته مهنا ومسرور وبركات من أمراء المدينة، وقد ذهب مهنا إلى تونس، واستقر بها، وانتشرت ذريته في الشمال الأفريقي، وذهب بركات إلى بلاد فارس، وانتشر نسله فيها، ويعرفون بـ (آل منصور) نسبة إلى جدهم منصور، ومنهم من تعرفت عليه، وهو السياسي الشهير(علي منصور) الذي تولى رئاسة الوزراء الإيرانية عدة مرات، وفي اشد الأزمات لحنكته السياسية كما تولى ابنه (حسن علي منصور) الوزارة عدة مرات لبراعته السياسية ثم اغتيل أثناء رئاسته للوزراء الإيرانية من قبل احد المتطرفين في عهد الشاه محمد رضا بهلوي إمبراطور إيران السابق .
    وبقي من أحلام هذه الأسرة في الحجاز مسرور، وحسن الذي انتقل من المدينة إلى نجد فراراً من أخيه مسرور أمير المدينة، واستقر في نجد، وانشأ قرية له باسم الشبيبية نسبة إلى ولده شبيب الذي مات بها كما ماتت بنته بعد أخيها، فجزع من الإقامة بها، وتحول إلى باطن الفرات جنوبي العراق .
    واستقر حسن بن مالك في السهل المجاور لبلدة الشامية، والتحق به معظم أبناء أسرته في الأراضي التي عرفت بأراضي (بني مالك) مستجيراً بزعيم قبائل المنتفق (شيحان بن خصيفة) الذي أجاره، وأحسن إليه،.ويعتبر حسن بن مالك أول شخص من هذه الأسرة استوطن العراق سنة 1499م، وأسس إمارة في المنتفق واستقر بها هو وذريته التي انتشرت في جنوب العراق .
    ومالك هذا.. ابن سعدون بن إبراهيم المعروف بأحمر العينين ابن كبيش من أمراء مكة (يقصد المدينة) المبرزين ومن أشرافها اللامعين .تولى إمارة مكة (كذا) سنة 725هـ ثم قتل بعد ثلاثة أعوام، وذلك في سنة 728 هـ أثناء إمارته عليها، وكان يعرف فيها بنسبه الحسيني على غرار أشراف مكة من أبناء الإمام الحسن لتثبيت الأمر له كما ورد في أعلام خير الدين الزركلي، وذريته في الحجاز ونجد يعرفون بـ (بني كبيش)، وهو ابن منصور بن جماز أمير المدينة المنورة بن شيحة ابن هاشم بن قاسم الملقب بـ (ابن أبي فليتة)، وهذا ابن مهنا الأعرج ابن شهاب الدين (الحسن أو الحسيني في بعض المصادر) أمير المدينة المنورة، والمعروف فيها بـ (ابن أبي عمارة)، وهو ابن مهنا الأكبر المشهور بـ (ابن أبي هاشم)، وبنوه من ذوي الشأن الرفيع في المدينة بالحجاز.
    وهو ابن داود بن قاسم بن عبد الله الذي استوطن عقبة بلدة دمشق الشام، وما حولها، وهو ابن طاهر الذي انتشر عقبه في الحلة بالعراق، ويعرفون بـ (آل عرفات)، وطاهر هو ابن أبي الحسين يحيى النسابة العبدلي المؤرخ المعروف، ويعد أول من صنف في أنساب الطالبيين بكتابه (أنساب آل أبي طالب)، وتوفي سنة 277هـ في عهد المعتمد على الله الخليفة العباسي ابن المتوكل على الله عاشر الخلفاء العباسيين في العراق، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة، ويحيى النسابة ابن الحسن ابن جعفر الحجة، وجعفر الحجة هو الذي ذهب إلى اليمن، وأصبح من كبار أئمة الزيدية فيها، ومن أعلام أئمة آل محمد الأجلاء.
    وعقبه من الحسن في أبي الحسين يحيى النسابة جد صاحب هذا النسب أما عقبه من ولده الثاني الحسين الذي هرب إلى أفغانستان فرارا من كيد أعداء آل بيت النبوة، فانه استقر في بلدة (بلخ) النائية، وعقبه منتشرون في تلك الأنحاء، وأصبحوا هناك ملوكاً، وأمراء، وسادات للقبائل، ونقباء للعلويين فيها، وحكموا البلاد الأفغانية ثلاثة قرون.
    أما أولاد الحسن بن جعفر الحجة، فكانوا أمراء المدينة المنورة، وجعفر هو أرشد أبناء أبي علي (العبد الصالح) عبيد الله الأعرج جد السادة الأعرجية ابن الحسين الأصغر ابن الإمام السجاد علي زين العابدين عليه السلام جد السادة الحسينية قاطبة ابن الإمام أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء ابن الإمام الهمام أسد الله الغالب ومبدد الكتائب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب من زوجته البتول فاطمة الزهراء ابنة رسول الله محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله.
    هذا هو نسب أسرة آل سعدون، وكلهم كما تقدم أجلة، وأنجاب، وذوو مكانة وأحساب، وليس فيهم مهمل، ولا دخيل بل كلهم أمراء بنو أمراء، وقد أنعم الله عليهم من فضله بخير النعم، وهي البركة في الأعقاب مع سلامة السلالة من الرقاعة والوضاعة، وأنا اقل العارفين في هذه الصناعة ضلاعة وبضاعة آثرت تلخيص ما لدي من باب توارث النسبة الصحيحة باعتبارها من المفاخر المرجحة ليتسنى للخلف نبل ما تواتر عن السلف من المآثر التي تتوج هام المنتسب بهالة العزة والشرف.
    والله بالصواب أعلم، وله الحمد على ما تفضل، وأنعم علينا من وافر النعم.
    جواد نجل الإمام العلامة الحجة السيد هبة الدين الحسيني).

    ملاحظة :ـ الموضوع مفتبس من موقع ال سعدون ولمن احب الاطلاع اكثر ومشاهدة الوثائق التاريخية يدخل على هذا الرابط :ـ
    http://alsaadoon.com/info/



    hgsu],k

    التعديل الأخير تم بواسطة مجاهد الخفاجى ; 04-01-2010 الساعة 10:20 PM سبب آخر: اضافة ...

  2. #2
    كاتب و محقق انساب الصورة الرمزية ابن خلدون
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    المشاركات
    1,609

    افتراضي

    بوركت و بورك قلمك يا استاذ مجاهد و مواضيعك كلها مفيدة لي شخصيا و احب قراءتها رغم انقطاعي فترة عن الموقع

    و عن ال السعدون زعماء المنتفق الكرام فقد قرأت رأيا ( يمزج السياسة بالانساب) انهم ليسوا جمامزة حسينيين بل حسنيين من القتادات بقدرة قادر يعني اقارب الاسرة الهاشمية بالاردن !!!!!

    و احيطك علما بان محاولات اخرى دنيئة في هذا المنوال نسجت فستجد على الانترنت ان

    ال محمد الجربا زعماء شمر من القتادات ايضا
    ال سعدون من ال شبيب من القتادات
    شمر كلها سميت باسم الشريف شنبر !!!!!!!!!!
    الجعافرة و ال طوالة من بني هاشم
    شيوخ سبيع من القتادات


    و في الغرب ستجد ان اكثر قبائل ليبيا اصبحت ادريسية حسنية شريفة !!!!!!!!!!

    الضعفا من تميم
    الفواخر
    العبيدات و العواكلة
    السمالوس
    كثير من حلفاء الفواتير

    انه تغيير ديموجرافي فاضح يقوم به الاثمون

    فما رأيك في هذه المصائب و تدخل السياسة في علم الانساب ؟؟؟..
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة مجاهد الخفاجى ; 05-01-2010 الساعة 06:16 PM

  3. #3
    مشرف مجلس قبيلة خفاجة الصورة الرمزية مجاهد الخفاجى
    تاريخ التسجيل
    13-10-2009
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    280

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خلدون مشاهدة المشاركة
    بوركت و بورك قلمك يا استاذ مجاهد و مواضيعك كلها مفيدة لي شخصيا و احب قراءتها رغم انقطاعي فترة عن الموقع

    و عن ال السعدون زعماء المنتفق الكرام فقد قرأت رأيا ( يمزج السياسة بالانساب) انهم ليسوا جمامزة حسينيين بل حسنيين من القتادات بقدرة قادر يعني اقارب الاسرة الهاشمية بالاردن !!!!!

    و احيطك علما بان محاولات اخرى دنيئة في هذا المنوال نسجت فستجد على الانترنت ان

    ال محمد الجربا زعماء شمر من القتادات ايضا
    ال سعدون من ال شبيب من القتادات
    شمر كلها سميت باسم الشريف شنبر !!!!!!!!!!
    الجعافرة و ال طوالة من بني هاشم
    شيوخ سبيع من القتادات


    و في الغرب ستجد ان اكثر قبائل ليبيا اصبحت ادريسية حسنية شريفة !!!!!!!!!!

    الضعفا من تميم
    الفواخر
    العبيدات و العواكلة
    السمالوس
    كثير من حلفاء الفواتير

    انه تغيير ديموجرافي فاضح يقوم به الاثمون

    فما رأيك في هذه المصائب و تدخل السياسة في علم الانساب ؟؟؟..
    .
    جزاكم الله الف خير اخي الحبيب وبالنسبة لقضية تدخل السياسة في علم الانساب في رأي القاصر ان ذلك عبث بهذا العلم وخروج عن الامانة وشويه لهذا العلم ..وتكون كذبه حبلها قصير سوف تفضح في يوم من الايام ..مع مودتي واحترامي وتحياتي

  4. #4
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    04-10-2010
    الدولة
    ديار الأسلام
    المشاركات
    107

    افتراضي

    آل سعدون: شيوخعشائر المنتفق, وهم أسرة من المنتفق العامرية الهوازنية .



    أن آل سعدون شيوخ قبيلة المنتفق العامرية الهوازنية ليسوا من الأشراف لا من قريب ولا من بعيد .


    آل سعدون شيوخ المنتفق من بني عامر من هوازن القيسية العدنانية .



    شبيب من بنى سعيد من المنتفق و فيما يلى عامود نسب شيخ المنتفق و هو هادى بن صالحبن نايف بن مشارى بن سعدون بن قراقوش بن شميس بن ناصر بن جامل بن خضير بن شعبان بنراشد بن نبهان بن شلبه بن أبى الشقب بن مانع بن سالم بن شبيب بن مشعل بن ذياب بنإبراهيم بن مانع بن منيع بن سعيد بن عوف بن عامر بن معروف بن عامر بن رزين بن عاصمبن لقيط رضى الله عنه بن صبره بن عبد الله بن المنتفقمن آل عامر من هوازن القيسية .

  5. #5
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    06-04-2016
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    العمر
    48
    المشاركات
    9

    افتراضي

    كل الشكر للكاتب ،
    سؤال لو تكرمت ،
    هناك عدة احلاف مع الخليف الاجود كالحميدات والعويسات والشمامرة والفياض والسماح ..
    هل يمكنك ان تعلمني من هم الشمامرة تحديداً وما هي اسرهم وعوائلهم ومن اي فخذ من شمر ؟

    كل الشكر

  6. #6

    افتراضي

    أسرة الجربا من شمر على السلاله L وهذه قطعاً ليست من نسل إبراهيم عليه السلام.

  7. #7

  8. #8

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حمولة البدر السعدون
    بواسطة الشريف عبدالله شياع السعدون في المنتدى مجلس قبائل المنتفق العقيلية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-06-2019, 11:42 AM
  2. فرع الضيدان السعدون
    بواسطة الشريف عبدالله شياع السعدون في المنتدى منتدى السادة الاشراف العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-01-2018, 04:45 PM
  3. نسب السعدون المنتفق
    بواسطة الارشيف في المنتدى مجلس قبائل العراق العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-11-2012, 07:10 PM
  4. ال السعدون والمنتفق ج 2 / مبحث من كتابنا ال السعدون أمراء المنتفق
    بواسطة غازي النفاشي الشمري في المنتدى ملتقى القبائل العربية . مجلس القلقشندي لبحوث الانساب .
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 13-06-2012, 06:35 AM
  5. ال السعدون والمنتفق ج1 / مبحث من كتابنا ال السعدون أمراء المنتفق
    بواسطة غازي النفاشي الشمري في المنتدى ملتقى القبائل العربية . مجلس القلقشندي لبحوث الانساب .
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-06-2011, 07:33 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum