الباب الثاني:
إطالة العمر بالأعمال ذات الأجور المضاعفة
• مضاعفة الأجر بالصلاة
• مضاعفة الأجر بالحج والعمرة
• مضاعفة الأجر بالأذان
• مضاعفة الأجر بالتعرض لنفحات الدهر
• مضاعفة الأجر بالجهاد
• مضاعفة الأجر بتكرار بعض سور القران
• مضاعفة الأجر بالمداومة على الذكر المضاعف
• مضاعفة الأجر بالسعي في قضاء حوائج الناس
تمهيد يوضح الفكرة:
سنضرب مثلا يوضح كيف أن العبادات المضاعفة الأجر تطيل من العمر و بركته , فإذا صلى حسان طيلة حياته في المسجد جماعة كل الفروض , و صلى سلمان طيلة حياته كل فروضه في بيته , فإننا نستطيع أن نقول أن حسانا عاش عمرا مباركا يساوي ضعف بركة عمر سلمان بسبع و عشرين مرة .
• مضاعفة الأجر بالصلاة
1. الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين :
لما روى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال :
( صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف في ما سواه ) رواه احمد في الفتح الرباني(23/246) وصححه الألباني (3838)
لو داومت أخي القارئ في بلدك على أداء السنن الرواتب كلها – اثنا عشر ركعة يوميا – لبلغ عدد هذه الركعات في السنة أربعة آلاف وثلاثمائة وعشرون ركعة ( 12x360=4320)
أما ركعتان في الحرم المكي فتعدل بفضل الله تعالى مائتي ألف ركعة . فإذا أردت أن تكسب ثواب مأتي ألف ركعة من السنن الرواتب في بلدك فستحتاج إلى فترة ست و أربعين سنة وثلاثة أشهر تقريبا( 200000% 4320=64,30 ) تصلي فيها النوافل كاملة كل يوم . ولو صليت عشر ركعات في الحرم المكي لا يستغرق أداؤها ثلث ساعة كتب لك بإذن الله ثواب مليون ركعة
يستغرق أداؤها في بلدك حوالي مائتان و واحد وثلاثون سنة ونصف .
علينا استغلال هذه المزيه بتكثيف سياحتنا إلى تلك الديار بدلاً من السياحة في دول الشرق والغرب
2. صلاة القيام في جوف الليل:
و لان الله عز و جل عادل و كريم فقد عوض الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الحرمين بشيء اعظم من ذلك إن كانت عندهم الرغبة الصادقة , فقد عوضهم باجر القيام بجوف الليل , فقد روى عن انس رضى الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(صلاة في مسجدي تعدل بعشرة آلاف صلاة و صلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة ألف صلاة و الصلاة بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة و اكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما العبد في جوف الليل) رواه ابن حبان في كتابه الثواب و رواه أبو الشيخ وسكت عليه المنذري في الترغيب والترهيب.
3. المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد :
صلاة الجماعة اكبر من أن تكون صلاة لمجموعة من الناس في مكان واحد فقط , أنها مجموعة من القيم الإسلامية المتشابكة التي تصنع المجتمع المسلم الصحيح , فمنها الرابطة القوية بين أبناء المسجد الواحد , و منها تربية المسلم على أن يكون اجتماعيا لا منطويا, و منها تعويد المسلم على الانسلات من الدنيا بسهولة خمس مرات يوميا.
كل هذه الفوائد و قبلها الثواب العظيم المضاعف لصلاة الجماعة , ففي رواية لابن عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه و سلم: ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) رواه البخاري (2/154) ورواه مسلم (5/152)
و سنعيد المثال الذي ذكرناه آنفا بعرض آخر للإفادة , فلو توفي رجلان في عمر واحد أحدهما تعود أن يصلي الفرائض في البيت بمفرده طوال حياته والآخر يصليها في المسجد لكان مجموع صلاة الرجل الثاني أكثر من ثواب نطيره الأول بخمس وعشرين أو سبع وعشرين مرة . أليس الرجل الثاني كأنه عمر فترة أطول من الرجل الأول بخمس وعشرين أو سبع وعشرين مرة ؟ وبعبارة أخرى فإن ما يحصل عليه الفرد من ثواب الصلاة المكتوبة خلال خمس وعشرين أو سبع وعشرين سنة يمكن أن تكسبه أنت في سنة واحدة لو صلى الأول الفريضة في بيته وأنت صليتها في المسجد مع الجماعة .
ولا تظن المرأة المسلمة أنها محرومة من هذا الثواب المضاعف فإن صلاتها في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد ولو كان هذا المسجد هو المسجد النبوي الذي تضاعف فيه الصلاة إلى ألف صلاة فيما سواه ، لما ورد عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي ( رضي الله عنه ) أنها جاءت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . فقال :
( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ) رواه احمد في الفتح الرباني (5/198) ورواه الطبراني و ابن حبان و ابن خزيمة.
4. أداء النافلة في البيت :
من صلى النوافل في بيته يتضاعف أجره خمساً وعشرين مرة على من صلاها في المسجد أمام الناس ولو كان في الحرمين ؟ - وذلك على عكس الفريضة – , و لا يخفى علينا فوائد اختصاص البيت بهذه الصلاة حتى يتعطر جو البيت و تتربى البنات مع الأولاد على حب الصلاة , فقد روى صهيب الرومي ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : (صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين ) صححه الألباني (3821).
وفي حديث آخر مرفوع عن رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث لا يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع ) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(441).
و عن أبي سعيد ( رضي الله عنه ) أنه قال: قال رسول اله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( صلاة الرجل في جماعة تزيد عن صلاته وحده خمساً وعشرين درجة فإذا صلاها بأرض فلاة فأتم وضوءها وركوعها وسجودها ، بلغت صلاته خمسين درجة ) صححه الألباني (3824) .
لماذا هذا الثواب لمن فعل ذلك ؟ لأنه لم يصل خوفاً من أحد أو طمعا في سمعة ولم يذكره للصلاة صوت مؤذن وليس عنده صديق أو قريب يرائي أمامه ولكنه الخوف من الله تبارك وتعالى.
5. التحلي ببعض آداب الجمعة :
الجمعة عيد المسلمين الأسبوعي , و في الاجتماع بها فوائد جمة يحسدنا عليها الكافرين , و قد رغبنا رسولنا الكريم في التبكير إليها مع إيجاد جو من السعادة العائلية في البيت قبل الخروج , و الطهارة الحسية و المعنوية بالغسل بعد الجماع , و التبكير الذي يوحي بالتفرغ في هذا اليوم لذلك العيد , ثم التريض بالذهاب ماشيا إلى المسجد و ترك رتابة العادات اليومية جانبا , فعن أوس بن أوس (رضي الله عنه ) فقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
(من غسَّـل و اغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنى من الإمام واستمع ولم يلغ ، كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة ، أجر صيامها وقيامها) رواه احمد في الفتح الرباني (6/51) و أبو داود و الترمذي والنسائي و ابن ماجة و ابن خزيمة و ابن حبان و وصححه الحاكم و صححه الألباني (6405).
ومعنى غسَّـل قيل جامع أهله فهو السبب في اغتسالهم فكأنه غسلهم . ومعنى بكر أي راح في أول الوقت ومعنى ابتكر أي أدرك أول الخطبة ، ومعنى مشى ولم يركب أي لم يستخدم دابة ولا سيارة للذهاب إلى الجامع.
6. صلاة الضحى
ما ألذ ذكر الله عز و جل في خضم الانشغال بالعمل في فترة الضحى , فيا سعد الطالب الذي يختطف ركعتين من الضحى في الفترة بين محاضرتين أو في فترة الراحة , و يا سعد رجل الأعمال الذي يخطف ركعتي الضحى على سجادة يحتفظ بها في مكتبه تجدد نشاطه الذهني و تذهب عنه الملل , فلنتمتع بثوابها ففي رواية أبي داود قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم , ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر, وصلاة على اثر صلاة لا لغو فيها كتاب في عليين ) رواه أبو داود واحمد والبيهقي صححه الألباني (6556).
و عن أبي ذر الغفاري ( رضي الله عنه ) قال: قال ( صلى الله عليه وسلم ) :
( يصبح على كل سلامي (أي مفصل ) من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة و يجزئ من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ) رواه مسلم( 5/233) و أبو داود (4/164).
• مضاعفة الأجر بالحج والعمرة
وهي أعمال لها اجر الحج والعمرة فتضيف إلى رصيد المسلم ما لا يستطيع تحصيله من الحج والعمرة في سنوات حياته.
(1) صلاة الإشراق :
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال: قال : رسول الله ():
(من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي وقال حسن غريب وحسنه الألباني .
هذه السنة النبوية قل من يعمل بها في كثير من المساجد اليوم ، وذلك لعدة أسباب من أهمها :
السهر إلى ساعة متأخرة من الليل خصوصاً في الإجازات ، و وجد بعض المؤذنين أو أئمة المساجد – زادهم الله حرصاً – يرفضون أن يبقى أحد في المساجد بعد الصلاة خوفا على المساجد من العبث ،
فعلى الأقل أن تقوم أخي المسلم بذلك في عطلة نهاية الأسبوع حتى لا يربطك في الغالب دراسة أو وظيفة ، فتفوز بثواب حجتين أو عمرتين أسبوعيا وكأنك عمرت سنتين فحججت فيهما .
(2) حضور دروس العلم والمحاضرات في المساجد :
إن حضورك في كل درس أو محاضرة تقام في المسجد تنال بها ثواب حجة كاملة .فعن أبي أمامة (رضي الله عنه ) عن النبي () قال:
( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان كأجر حاج تاماً حجته ) صححه الحاكم (1/91) و الذهبي صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (82) .
إن بعض الناس قد يتقاعس عن حضور بعض الدروس التي تقام في المساجد إما بحجة الانشغال الحياتي , أو زحمة المكان أو الانشغال في بعض الأمور الجانبية التي يمكن تأجيلها ، فيه حرمان لكثير من الأجور التي قد لا تحصل إلا بمزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر ، مثل حصوله على ثواب حجة تامة ، و أنه لا يقوم من مجلسه إلا و قد بدلت سيئاته حسنات ، و حضوره دعوت الخير ، و إحفاف الملائكة له ، و إيواء الله له ، و نحو ذلك من الفضائل التي نجدها مبثوثة في أبواب ثواب طلب العلم واستحضاره نية تكثير عدد المستمعين
أما بالنسبة لأئمة المساجد فإن هذا الحديث ينبغي أن يكون لهم دافعاً و حافزا لتقديم المزيد من الدروس والكلمات النافعة لجماعة المسجد و أن يستحضر الإمام هذا الحديث كلما أراد تقديم كلمة أو موعظة في مسجده لينال أكبر عدد من الحجج ( جمع حجة ) .
(3) الاعتمار في شهر رمضان :
إن للعمرة فوائد جمة و اثر عظيم على نفوسنا و حالتها الإيمانية , و ندعو الجهات الإسلامية بتنظيم عمرات مدعمة و أخرى مقسطة لتيسيرها على عموم المسلمين و خصوصا الشباب المسلم , و دعوة إلى الأثرياء من أهلنا أن يصطافوا (يصيفوا) في مكة بعمرة خير من شواطئ البحر و ما فيها من عري و اختلاط يغضب الله .
فعن بن عباس ( رضي الله عنه ) أن النبي () قال لامرأة من الأنصار يقال لها( أم سنان ) :
( ما منعك أن تكوني معنا ؟ ( قالت : ناضحان كانا لأبي فلان - زوجها – حج هو وابنه على أحدهما ، و كان الآخر يسقي أرض لنا قال: ( فعمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي ) وفي رواية ( فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة ) رواه البخاري و مسلم و النسائي.
(4) أداء الصلاة المكتوبة في المسجد :
عن أبي أمامة (رضي الله عنه ) أن الرسول () قال :( من مشى إلي صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ، ومن مشى إلى صلاة تطوع (يعني صلاة الضحى ) فهي كعمرة نافلة).
وفي رواية أبي داود قال (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم , ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر, وصلاة على اثر صلاة لا لغو فيها كتاب في عليين ) رواه أبو داود واحمد والبيهقي صححه الألباني (6556).
فسيكتب له إن شاء الله ثواب خمس حجج يوميا أي ألف وثمانمائة حجة كل عام (5×360 =1800)
(5)الصلاة في مسجد قباء :
عن سهل بن حنيف (رضي الله عنه ) قال : قال النبي ():
(من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى كان له كأجر عمرة"وفي رواية "من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد قباء فصلى فيه كان له عدل عمرة ) رواه احمد (23/283) و صححه الألباني (6154).
• مضاعفة الأجر بممارسة الآذان
فعن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنه) أن رجلا قال : يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا . فقال رسول الله () (قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه ) رواه أبو داود و حسن إسناده الارنؤوط.
عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) أن نبي الله () قال ( إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم . والمؤذن يغفر له مدى صوته , ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه ) رواه احمد و النسائي و صححه الألباني في الترغيب والترهيب (230).
لو كان في مسجد منطقتك على الأقل مائة مصلي في كل فريضة فإذا كنت مؤذنا أو مجيبا للمؤذن فلك ثواب مائة مصل إضافة إلى ثوابك الذي تقدم ذكره في الفقرات السابقة
وأما المرأة: فإن المرأة المسلمة يمكنها أن تقول كما يقول المؤذن فتكسب ما يكسبه المؤذن أي فتكسب عدد المصلين في المسجد حججا ولو لم تصلي مع الرجال في المسجد ولو كانت في فترة الحيض والنفاس فلله الحمد والمنة على فضله الواسع.
• مضاعفة الأجر بالتعرض لنفحات الدهر
1. قيام ليلة القدر
فقيام ليلة القدر وهي إحدى ليال الوتر من العشر الخير من رمضان افضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر 2
أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا . ولو حافظ عبد مسلم على قيام ليلة القدر لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواباً يزيد على من عبد الله ألفاً و ستمائة وست وستون سنة (83.33×20=1666.33 سنة ) .
إننا نرى كثير من الرجال والنساء قد حرموا أنفسهم من هذا الخير و تقاعسوا عن قيام ليال رمضان خصوصاً العشر الأخيرة منها .
وتأتي أهمية قيام ليلة القدر أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم ففيها تنسخ الآجال وفيها يفرق كل أمر حكيم .
2. شهر رمضان عموما
لما في هذا الشهر الكريم خصال خصها الله لأمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , مثل مضاعفة اجر النافلة إلى اجر الفريضة و اجر الفريضة إلى سبعين , وفضل قيام الليل فيه و فضل قراءة القران فيه و فضل العشر الأواخر منه.
3. يوم عرفة
و للصوم فيه خصوصا وعمل الصالحات عموما فضل عظيم و اجر كريم فعن أبى قتادة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة فقال:(يكفر السنة الماضية والباقية) رواه الجماعة و عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم) رواه البيهقي.
4. العشر الأول من ذي الحجة عموما
فعن بن عباس (رضي الله عنهما ) قال : قال رسول الله () :( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، فقالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله () : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، و لم يرجع بذلك بشيء ) رواه البخاري و الترمذي و أبو داود.
وعن جابر (رضي الله عنه ) أن رسول الله () قال: ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر ) صححه الألباني (1133).
• مضاعفة الأجر بالجهاد
1. الجهاد في سبيل الله
و الحديث عن الجهاد هو الحديث عن أعلى الإسلام و ذروة سنامه , و الأمر الذي يريد منا أعداء الله تركه , ويفعلونه هم اعتداءا و اجتراءا , و يحملون الحملات الإعلامية تلو الحملات لصرفنا عن التفكير فيه أو الحديث عنه , و لصق تهم الإرهاب بكل من يتحدث عنه , إلا أن هناك طائفة منصورة قابضة على دينها لا يضرها من ضل إذ اهتدت حتى قيام الساعة , لن تتوانى عن جهادها إن كان هو واجب الوقت و نادى به إمام مؤمن عالما بصيرا بزمانه و مكانه.
و حتى يحين الجهاد بالنفس و يفتح بابه , فان الجهاد بالوقت و المال لم يغلق و لن يغلق , فمن يمنعك من دعوة اهلك و أحبابك و تبصيرهم بقضايا الأمة الكبرى , و كل مجلس لك مع اهلك أو زملائك في العمل يصلح لجهادك بالكلمة , و من يمنعك من التبرع بالمال لتجهيز المجاهدين أو أن نخلفهم في أهلهم.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا و من خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا) رواه البخاري في صحيحه 135/2843
و عن عمران بن حصين (رضي الله عنه ) أن رسول الله () قال : ( لقيام رجل في الصف في سبيل الله عز و جل أفضل من عبادة ستين سنة ) صححه الحاكم و الألباني (5151).
2. الرباط في سبيل الله
و روى سلمان (رضي الله عنه ) قال: سمعت رسول اله () يقول : ( من رابط يوم وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه و من مات مرابطاً جرى له مثل ذلك من الأجر و أجري عليه الرزق وأمن الفتان ) رواه مسلم (13/61) والنسائي (6/39) والحاكم.
• المضاعفة بتكرار بعض سور القرآن
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله () :
( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ ) فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : ( الله الواحد الصمد ثلث القرآن ) رواه مالك في الموطأ .
وفي حديث آخر رواه بن عمر (رضي الله عنهما ) قال : قال رسول الله () : (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) صححه الألباني (4405).
• المضاعفة بالتسبيح المضاعف
1. التسبيح المضاعف
عن جويرية أم المؤمنين (رضي الله عنها ) قالت : أن النبي () خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : (مازلت على الحالة التي فارقتك عليها ) قالت : نعم قال النبي () : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه و رضى نفسه و زنت عرشه و مداد كلماته ) رواه مسلم (18/44)
2. الاستغفار المضاعف
أخي القارئ ، هل ترغب في أن تكسب في اليوم الواحد على الأقل ألف مليون حسنة .
فعن عبادة بن الصامت (رضي الله عنه ) قال سمعت رسول الله () يقول : ( من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات ، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ) رواه الطبراني وحسنه الهيثمي و الألباني (6026).
و الواقع أن هذا الحديث يعطينا دروس كثيرة وٍٍٍٍٍٍأهمها :
(1) عمق رابطة الأخوة الإيمانية بين المسلمين
(2) إن الذي يحتجز الدعاء لنفسه ولا يذكر إلا ذاته ويتناسى إخوانه المسلمين إنسان أناني
(3) من دعا لأخيه بظهر الغيب ضمن الإجابة من الله تعالى .
• المضاعفة بقضاء حوائج الناس
فعن بن عباس (رضي الله عنه ) أن النبي () قال: ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين ، و من اعتكف يوما ً ابتغاء وجه الله ، جعل الله بينه و بين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد ما بين الخندقين) رواه الطبراني .
وفي حديث آخر عن بن عمر (رضي الله عنه ) أن رسول الله () قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً ، و من كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملء الله قلبه رض يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدميه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني و حسنه الألباني (906).
إن جلوس الموظف الذي يقابل الجمهور على مكتبه ليخدم إخوانه وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث و احتسب عمله ، فكم من السنوات سيجل له ثواب اعتكافها يا ترى .
رحم الله حكيم بن حزام الذي كان يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجاً ليقضي له حاجته حيث قال : ما أ صبحت وليس بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها ( نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء).
مواقع النشر (المفضلة)