النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: سِرّ الله في القدَر

سِرّ الله في القدَر يقول أهل الجبر والقائلين بخلق الأفعال أنه لا مفَرّ من التسليم لهم بترجيح إرادة الله لأفعال العباد مهما قبحت وإن سلّمنا بكون الإضلال بمعنى الترك والخذلان

  1. #1
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي سِرّ الله في القدَر


    سِرّ الله في القدَر
    يقول أهل الجبر والقائلين بخلق الأفعال أنه لا مفَرّ من
    التسليم لهم بترجيح إرادة الله لأفعال العباد مهما قبحت وإن سلّمنا بكون الإضلال
    بمعنى الترك والخذلان ۦ فإنّ المعصوم من عصمة الله ۦ والمخذول المتروك لشأنه
    محروم من هٰذه العصمة ۦ ولابدّ له من فعل القبائح ۦ فالمعصوم له مدد من الله
    فيترجّح فعله تجاه الخير بترجيح الله بالمدد ۦ والمحروم لا مدد له من الله فيترجّح
    فعله تجاه القبائح بترجيح الله بالترك والخذلان ۦ وهٰذا تقدير من الله في الفريقين
    (
    لحكمة خافية علينا عند المثبتين للحكمة سمّوها سِرّ الله في القدَر) ۦ وعند نفاة
    الحكمة هي
    (قدَر سابق لا لحكمة بل يتصرّف في مملكته كما يشاء ولا يُسأل عمّا
    يفعل وهم يُسألون
    ) .

    وللجواب عليهم نضرب مثلاً برجلٍ له ابنان ۦ أحدهما مطيع لأبيه ۦ يأتمر بأمره
    وينتهي بنواهيه ويسعى جاهداً في إرضاء والده ۦ والآخر لا يبالي برضى أبيه ولا
    يطيع له أمراً مهما نصحه وحاول هدايته ۦ فيحاول الوالد للمرّة الأخيرة أن يصنع
    منه رجلاً متحمّلاً للمسئولية ۦ فيعطي كلّاً منهما مبلغاً متساوياً من المال ويرسلهما
    في تجارة محذّراً من مغبّة تضييع المال في الشهوات والملذّات المحرّمة ۦ مع
    الوعد لهما بالأجر الجزيل لمن ينجح في مهمّته ۦ والترك والخذلان لمن يضيّع ماله
    في الحرام ۦ فأبى العاصي منهما إلاّ الإصرارعلى أفعاله القبيحة ۦ والإعراض عن
    نصائح أبيه ۦ وأضاع ماله على شهواته غير مكترث بسوء عاقبته ۦ فما كان من
    أبيه إلاّ الإعراض عنه وتركه وشأنه وحرمه فضله من المال والمأوى ۦ ومنعه
    لطفه ورحمته ۦ وظلّ العاصي على عصيانه وزاد سوءاً إلى سوئه ۦ

    فهل والده هو المُريد لأفعاله
    ؟ وهل كان ترك الوالد ابنه لشأنه هو المُرجّح
    لمعاصي الابن ؟
    !!

    الجواب واضح ۦ فالابن هو الفاعل لفعله
    سواء قبل الترك أو بعده ۦ ولو ظلّ
    والده يمدّه بأفضاله من المال والرعاية لم يكن فعله هٰذا حكيماً مع إصرار الابن
    على طغيانه ۦ ولو ساوى بينه وبين المطيع الحريص على فعل المحاسن المُتحمّل
    للمس¬ولية الطالب لرضى أبيه ۦ لم يكن ذٰلك عدلاً
    !!

    فما بال القوم يصرّون على اتّهام الله في حكمته والطعن في عدله والقدح في
    مشيئته ۦ باسم القدَر السابق والحكمة الخفيّة
    !! ويجعلون الظُلم والتسلط والعَبَث
    واللاحكمة سِرّ الله في القدَر
    !!

    فالسِّرّ الوحيد فيمن يُجبر غيره على فعلٍ ثُمّ يأمره بالتحّول عنه وهو مسلوب القُدرة
    ۦ فيُعذّبه عليه ۦ هو العجز عن تحقيق مُراده إلاّ بالظلم والتسلّط ۦ وهٰذا بدوره
    يعني االعبَث وانتفاء الحكمة والعدل ۦ وذٰلك يعني القدح في صِدقه في كُلّ ما وعد
    ۦ حتى لا تبقى صفة من صفاته وصف بها نفسه إلّا وقد أمكن الطعن فيها ۦ
    فتعالى الله عمّا يقولون
    .

    ونحن ۦ وإنْ كُنّا نعترف بعجز العباد ولو اجتمعوا ۦ عن إدراك كُلّ الحِكَم
    الإلٰهية ۦ ونتوقّف عن التعمّق فيما لا تحيط به العقول ممّا لم يخبرنا الله به ولا
    أمرنا بمعرفته ۦ
    ( فالسائل فيما لا يعنيه متكلِّف لما لا يستطيع ) ۦ إلاّ أنّنا لا نقبل
    بأي نوع من الجبر تحت أي مُسمى كان ع
    ندما يتعلّق ذٰلك بالأعمال التي نعملها
    باختيارنا
    ونُحاسَب عليها من قِبَل من لا يظلم مثقال ذرّة ويعفو عن كثير .

    فسِرُّ الله في القدَر على مذهبنا ما يثبت عجز المخلوق من غير قدحٍ في كمال
    الخالق
    .


    ذكر البيهقي في كتابه" الأسماء والصفات " عن عمرو ابن ميمون عن ابن عباس
    رضي الله عنهما
    " لمّا بعث الله موسى وكلّمه قال اللهمّ أنت ربٌّ عظيم ولو شئت
    أن لا تُعصى لما عُصيت وأنت تحبّ أن تُطاع وأنت في ذٰلك تُعصى ۦ فكيف هٰذا
    يا ربّ þ فأوحى الله إليه انّي لا أُسأل عمّا أفعل وهم يُسألون ۦ فانتهى موسى
    .

    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبراني وزاد فيه ۦ فلمّا بعث الله
    عزيراً سأل الله مثل ما سأل موسى ثلاث مرات فقال الله تعالى له أتستطيع أن
    تصرّ صرة من الشمس ۦ قال لا ۦ قال أفتستطيع أن تجي¬ بمكيال من الريح ۦ قال
    لا ۦ قال أفتستطيع أن تجي¬ بمثقال أو قيراط من نور قال لا ۦ قال فهٰكذا لا تقدر
    على الذي سألت عنه ۦ أما أني لا أجعل عقوبتك إلاّ أني أمحو اسمك من الأنبياء
    فلا تُذكر فيهم ۦ فلمّا بعث الله عيسى ورأى منزلته سأل عن ذٰلك كموسى وأُجيب
    عليه بمثل ذٰلك وقال الله تعالى له لئن لم تنته لأفعلنّ بك كما فعلت بصاحبك بين
    يديك ۦ فجمع عيسى مَنْ معه فقال
    " القدَر سِرّ الله فلا تَكلَّفوه " .

    فالملاحَظ هنا أنّهم عليهم السلام لم يسألوا عن أمور تطعن في العدل أو تقدح في
    الحكمة ۦ فلم يقولوا
    ( كيف تعذِّب الكافر في النّار وأنت الذي خلقته كافراً ۦ وبِمَ
    استحقّ المؤمن المخلوق على الإيمان ابتداء ً يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حيّاً
    التنعّم في الجنّة وكلاهما فاعل لمشيئتك ۦ عامل بإرادتك لما خلقته فيه وخلقته
    عليه
    ) ۦ ولم يسألوا عن حكمة الأمر والنهي والتكليف لمن لا يملك إطاعة الأمر
    وهو يطيع المشيئة الخالقة لفعله
    !

    بل سألوا عن الحكمة في ت
    ثبيت الإذن وتغييب الجبر !!!

    ولماذا لم يلجأ الله الى إ
    جبار العباد على طاعته !!!

    بدليل قولهم
    ( ولو شئت أن تُطاع لأُطِعْت ولو شئت أن لا تُعصى لما عُصيت ) .

    سبحان الله
    ! هٰذه الرواية ظنّها الجبريون حجّة لهم وهي حجة عليهم ۦ فهي تثبت
    ما ذهبنا إليه وتنسف مذهبهم كعجل السامري في اليمّ نسفاً
    .

    ومع أنّ سؤالهم هٰذا لا يقدح في حكمة الله ولا في عدله إلاّ أنه تكلّف منهم لما لم
    يؤمروا
    بالبحث عنه ۦ وتعمّق في مسألة لا تقدر عليها عقول البشر ولا تحيط بها
    فهماً ۦ
    وهُنا يتوقّف العاقل ويحسن منه الاستشهاد بقول الله تعالى ( لا يُسأل عمّا
    يفعل وهم يُسألون
    ) ۦ

    وأمّا الطعن في عدل
    الله والقدح في حكمته والقول بالرأي والظنّ ما لم يُنزّل الله
    به من سلطانۦ من المقولات الساقطة
    كمقولة الجبرية الضُلّال في خلق الأعمال ۦ ثُمّ
    الاحتجاج على تفاهاتهم بهٰذه الآية فكلام حقٍّ أُريد ب
    ه باطل .

    فهناك أسئلة كثيرة تخطر بالبال يجب التوقّف عندها كالعلم الإلٰهي وكيف يحيط
    بالأشياء
    إحاطة لا تُحدّ بزمان ولا مكان ليكون الغيب عنده سبحانه كالشهادة ۦ
    والمستقبل والحاضر والماضي
    عنده سواسية . وكمال علمه لا يحيط به المخلوق
    الناقص ولا يفهمه ۦ ولٰكنّه يُقِرُّ به لما عنده من
    الشواهد المثبتة له على أرض
    الواقع كنبوءات الأنبياء ۦ يطلعهم الله تعالى على أُمور مستقبلية فتأتي الأيام
    بتحقيقها ۦ فنعلم بذٰلك أنّ علم الله تعالى سابق ونافذ ولا نعلم كيف ولماذا ۦ
    فنتوقّف
    .

    وكذٰلك لو س¬لنا لماذا خلق الله الخلق نجيب بما نعلم من كتاب الله
    ( وما خلقت
    الجنّ والإنس
    الاّ ليعبدون ) ۦ وبحديث رسول الله ( كان الله ولم يكن شي¬ معه
    فأحبّ أن يُعبَد فخلق الخلق
    ) ونتوقّف ولا نسأل لماذا أحبّ أن يُعبد وهو الغنيّ عن
    عباده
    . فقد نتمكّن من شرح نوع العبودية التي أحبها من المكّلفين من الإنس والجنّ
    والفرق بين العبودية الإختيارية وعبودية الملائكة الذين
    لا يعصون الله ما أمرهم
    ويفعلون ما يؤمرون
    .

    وقد نتمكّن من القول بظهور صفات الله وتجلّيها بالعبودية الإختيارية كما كتب في
    ذٰلك ابن
    القيّم وشيخه ابن تيمية وأحسنا ۦ ولٰكنّنا لا نتعدى ذٰلك . فلا نسأل لماذا
    أحب أن يُعبد ۦ أو لماذا أحب أن تظهر صفاته وتتجلى أسماؤه وأفعاله
    .

    وهنا يليق القول بِسرّ الله في القدَر ۦ فسبحان الله المتعالي بعظَمته ۦ المحمود على
    جميع أفعاله وأسمائه وصفاته
    .




    sAv~ hggi td hgr]Qv gol hgladzm hgluj.gm hgh`k hghojdhv hghvh]m hgj,fm hg]fv hg[fv ,hghojdhv hg[fvdm hguf,]dm hghojdhvdm hgu]g ,hgj,pd] hgr]vdm hgrqhx ,hgr]v hg;fvdhx hfgds htuhg hgfa fdk pjldm hgrqhx ,l,[fhj hgr]v ogr hghulhg ,lh ogrj hg[k ,hghks hgh gduf],k


  2. #2
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي حديث " القلوب بين أُصبعين من أصابع الرحمٰن

    حديث
    " القلوب بين أُصبعين من أصابع الرحمٰن يقلّبها كيف يشاء "

    قد يستشهد البعض بهٰذا الحديث الشريف لدعم مقولتهم بخلق الأعمال فيقول "

    تقليب القلوب
    مادام بمشيئة الله بنصّ الحديث فهو وحده المتصرّف فيها يقلّبها
    بين الكفر والإيمان وبين الطاعة والمعصية واختيار الخير أو الشرّ كيف يشاء هو فالفعل
    فعله وحده بمشيئته لا بمشيئة العبد فكان مفعولاً مخلوقاً لله
    " .

    والجواب عليه من وجوه
    :

    أوّلا
    : المشيئة كما بيّنّا مرتبطة بالحكمة والعدل وأفعال الله تعالى كُلّها حكيمة لا عبث
    فيها وعادلة لا ظلم يعتريها

    ثانيا
    : القلب محلّ النيّة والنيّة هي العزم على الفعل بعد الإرادة
    والإرادة مخلوقة على الإختيار ومجبورة عليه

    ثالثا
    : الجبر على الإختيار يُصاحبه الإذن في الاختيار بين ممكنين أو أكثر

    رابعا
    : القلب محلّ اللّمّتين لمّة المَلَك ولمّة الشيطان وهو قوله تعالى( فألهمها فجورها
    وتقواها
    )

    خامساً
    : الملَك يلقي بلَمَّته بأمر الله والشيطان يلقي بلَمّته بإذن الله وسواساً من غير
    سلطان
    (قال تعالى
    ( إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان سادساً: اللّمّتان متساويتان فلا يترجّح اختيار بهما, إنما المرجِّح للفعل المختار إرادة
    العبد
    فإمّا أن يرجّح الإنصياع للمّة الشيطان وهو قول الله تعالى
    ( إلاّ من اتّبعك من الغاوين )،
    وإمّا أن يُرجّح العمل بلمّة المَلَك وهو قوله تعالى
    ( ونهى النفس عن الهوى )

    سابعاً: القلب يتقلب بين قضائين لله تعالى قبل النيّة وقضاءين بعد النيّة۔۔۔

    أمّا قبل النيّة فهو يتقلّب بين قضائين ابتلائيين أحدهما نعمة
    ( لمّة ملَكية بأمر الله )

    والأُخرى مصيبة
    ( لمّة شيطانية بإذن الله)،

    وأمّا بعد النيّة فالقضاءان جزائيّان
    ,إمّا( التثبيت ) وإمّا ( الإزاغة ) .

    قال عليه الصلاة والسلام
    ( يا مقلّب القلوب ثبِّت قلبي على طاعتك )

    وقال الراسخون في العلم كما أخبر الله عنهم
    ( ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ).

    ثامناً
    : بيّن الله تعالى لمن القضاء منه بالتثبيت ولمن قضى له بالإزاغة ,

    قال تعالى
    ( يُثبِّتُ الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )

    فالتثبيت جزاء على الإيمان مترَتَّب عليه وليس سبب الإيمان المُرجِّح له
    ,

    وكذٰلك الإزاغة فهي جزاء على زيغ بدأ من العبد باختياره وأصرّ عليه فتركه الله وشأنه

    ووكله إلى نفسه ومنع عنه لطفه ورفع عنه مدده وحفظه ومن وكله الله إلى نفسه حرم
    نفسه إعانة المَلَك و لعبت به الشياطين كما تشاء وكان لها عليه سلطان وِفق السنّة
    القَدَرية والقانونالإلٰهي الذي قضاه الله
    ( إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان !! إلاّ من
    اتّبعك من الغاوين
    ) .

    فبالغواية رجّح العبد سلطان الشيطان عليه ولولا ذٰلك لبقي كيده وسواساً ضعيفا
    ,

    قال تعالى
    ( إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ) .

    تاسعاً
    :مقَلِّب القلوب لا يَقلِب المؤمن المتمسِّك بإيمانه كافراً كما لا يقلِب كافراً مُصِرّاً
    على كفره مؤمناً
    ,ذٰلك ظنّ الجبرية الضُلّال وليس سنّة الله في قدَرِه ,

    قال تعالى
    ( إنّ الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) .

    عاشراً
    :الطبع على القلب والختم عليه وإغفاله عن ذكر الله وجعله قاسياً كلها عقوبات
    كالإزاغة
    والإضلال يُرجِّحها العبد على نفسه باختياره وغوايته وكفره وإصراره وإعراضه
    فهي جميعاً من القضاء الجزائي المُتَرَتَّب وليست قضاء ً جبرياً مبتدأً
    على العبد مخلوقاً
    فيه
    ,

    قال سبحانه و تعالى
    ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

    وقال عزّ وجلّ
    ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) و (جعلنا قلوبهم قاسية ) ( ذٰلك بأنّهم
    آمنوا ثُمَّ كفروا فطبع الله على قلوبهم
    )

    وقال جلّ شأنه
    ( أفرأيت من اتّخذ إلٰهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه

    ) .
    وقال سبحانه
    ( ولا تُطِعْ من أغفلنا قلبه عن ذِكرِنا ) .

    وهٰكذا فالقلب بين أُصبعين من أصابع الرحمٰن بين قضائين من أقضية الرحيم بعباده
    الذي
    قدّر فهدى ابتداء ً ولم يبتدئهم بإضلال ولا إزاغة بل شملهم جميعاً
    بلطفه وإعانته ، وهداهم النجدين وبيّن لهم الطريقين ، وأمددهم بملائكة كرامٍ بررة ،
    يحثّونهم على الخيرويُذكِّرونهم بالله ، وجعل كيدالشيطان ضعيفا محصوراً بوسواسٍ
    من غير سلطان ، وجعل مفتاح القَدَر بأيديهم فإن أزاغوا أزاغ الله قلوبهم ، وإن تمسّكوا
    بإيمانهم ثبّتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وألزمهم كلمة التقوى

    وكانوا أحقّ بها وأهلها ، أولٰئك هم الراشدون فضلاً من الله ونعمة۔
    فاللهمّ يا مُقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على طاعتك

    ربّنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
    وهب لنا من لدنك رحمة
    , إنّك أنت الوهّاب

     


  3. #3
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي العبودية الاختارية

    العبودية الاختارية
    "وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون"
    لا شك عند احد من المسلمين ان العبودية التي ارادها الله تعالى من الجن والانس
    تختلف عن عبودية الملائكة المطهرين , وانها عبودية اختيارية لها تبعات جزائية من
    الثواب والعقاب على خلاف عبودية من لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يومرون ,
    الا ما كان من الجبرية الغلاة , فهم ساووا بين العبودتين من حيث كونهما طاعة لله مع
    فارق بسيط في نوع الطاعة, فطاعة الملائكة طاعة للامر الالهي وطاعة الجن والانس طاعة
    للمشيئة
    الالهٰية وان عصوا الامر, حسب مذهبهم الفاسد ومطقهم الاعوج الذي يظهر
    جليا في قصة رواها الامام ابن القيم عن احد الجبرية قوله عندما سمع قول الله تعالى { يا
    ابليس ما منعك ان تسجد اذ امرتك } , فقال الجبري " هو والله منعه " , ونصب نفسه
    محامي دفاع لابليس فقال : " لو كنت حاضراٗ لاجبته بهذا " يقصد ان ابليس اطاع
    المشيئة الالهية الخالقة لكفره والمريدة لفسقة ليكون مغويا ومزينا لابن آدم وان كان قد
    عصى الامر بالسجود۔۔۔۔فعصيانه , على رأي اهل الجبر وكنتيجة حتمية لمقولة خلق
    الاعمال الفاسدة [ مهما حاول القائلون بها من بعض متكلمي اهل السنة والاشاعرة وبعض
    الشيعة وفريق من الصوفية تلطيفها وتجميلها] , ليس تمرداٗ من ابليس بل عجز منه عن
    مخالفة مراد الله وخلقه !!
    فالجبري دافع عن ابليس بما لم يدافع به ابليس عن نفسه !! وذلك لان ابليس
    نفسه يعلم بطلان هذه العقيدة الفاسدة
    , فهو يعلم ان سبب لعنه وطرده من رحمة الله هو
    ما اخفاه في نفسه من الغرور والكبرياء اذ شعر بافضليته على الملائكة الذين يطيعون
    الامر الالهي جبراً وهو المطيع العابد مختاراٗ فعلم الله ما يخفيه فامتحنه بالسجود لآدم
    فأبى وهو قادر على الطاعة - لا كما يقول الجبري انه عاجز عن مخالفة المشيئة - ولكنه
    تكبّر على الطين في العلن هذه المرة بينما اخفى تكبّره على النور من قبل۔

    والعبوديّة الإختياريّة شملت الإنس والجنّ معاً ,كما شملتهم التبعات الجزائية المترَتّبة على اختياراتهم... وحتى تتضح الصورة أكثر نجيب على الأسئلة المطروحة من قبل
    أهل الجدال وعامّة الناس في شأن إبليس وذريته من الجن, وآدم وذريّته من الإنس ,
    وموقع كلٍّ من الفريقين في العبودية الإختياريّة ودور المشيئة الإلٰهيّة والإذن فيها۔

    السؤال الأوّل : قالوا علمنا أنّ إبليس عصى الأمر بالسجود لآدم وأنّ الملائكة أطاعوا ولٰكن كيف عصى إبليس وقد قيل أنّه كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة والملائكة لا يعصون ويفعلون ما يؤمرون؟

    والجواب عليه أنّ الروايات اختلفت في هٰذه المسألة فقد روي عن سعيد بن جبير قوله
    ان إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة,
    وروي عن سعيد بن المُسيّب أنّه كان رئيس ملائكة السماء الدنيا , وعن ابن عباس أنّه كان خازناً على الجنان , ورووا عنه مثل قول ابن جبير من الشرف وكرم القبيلة ,

    وقال آخرون " لم يكن من الملائكة طرفة
    عين
    وإنّه لأصل الجنّ كما أنّ آدم أصل الإنس ", وهو قول الحسن البصري رضي الله عنه وهو الصواب وبه نقول.

    قال تعالى (إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه )

    وقال عزّ وجل ( والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم )

    واّما الملائكة فقد بيّنت الأحاديث أنهم خُلقوا من نور , وكلام الله فوق كلّ رواية
    مهما كان راويها , فلابدّ من حسم مسائل الإختلاف وفق كتاب الله تعالى وسنّة رسوله
    وردّ الأباطيل وإن نُسبت إلى الأكابر من الصحابة الكرام .

    فإبليس لم يكن ممّن " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " بل كان عبداً مكلَّفاً بالأمر والنهي( من الجنّ ) مخيَّراً بالإذن يشاء لنفسه بنفسه متحَمِّلاً تبعات عمله ومسئولاً عن اختياره.

    السؤال الثاني: قالوا علمنا جزاء آدم وذرّيته على أعمالهم الجنّة لمن أطاع ثواباً والنّار لمن عصى عقوبة ولم نعلم جزاءً للجنّ على أعمالهم إلا ما كان من عقوبة إبليس باللعن والطرد ومسخ خِلقته على عصيانه فأين الثواب لو أطاع هو وذريّته?

    والجواب : أنّ إبليس لمّا كان عابداً لله أثيب على عمله. قيل لم يكن من بقعة إلاّ وسجد فيها لله سجدة رفع الله منزلته وجعله في معيّة الملائكة ولم يكن منهم , جعله الله خازناً على الجنان ورئيساً على ملائكة السماء الدنيا, وما ذٰلك إلاّ تشريفاً لمن خُلق من نار على من خُلق من نور لسبب واحد هو العبادة عن اختيار مع القدرة على اختيار عدم العبادة, مع أنّ النور على أصله أشرف من النار وأكرم عند الله ۔

    ولنفس هٰذا السبب من العبودية الإختياريّة كان كريم بني آدم أكرم عند الله من الملائكة مع كون النور في أصله أشرف من الطين, وذٰلك لاختياره صالح الأعمال وثبوت
    صدقه وإخلاص عبادته حتى بعد الابتلاء والامتحان وإرادته للخير وهو قادر على الشّر۔

    روى عثمان بن سعيد الدارمي عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً قال:

    " لمّا خلق الله الجنّة قالت الملائكة يا ربّنا اجعل لنا هٰذه نأكل منها ونشرب فإنّك خلقت الدنيا لبني آدم فقال الله لن أجعل صالح من خلقت بيديّ لمن قلت له كُن فكان ".

    وقال عمر بن عبدالعزيز وعنده جماعة " ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم"
    فقال عراك بن مالك " ما أحد أكرم على الله من ملائكته هم خدمة داريه ورسله إلى أنبيائه واستدلّ بقوله تعالى ( ما نهاكما ربّكما عن هٰذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو
    تكونا من الخالدين )
    فقال عمر لمحمّد بن كعب القرظي ما تقول أنت يا أبا حمزة
    فقال قد أكرم الله آدم فخلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وجعل من ذريته الأنبياء والرسل ومن يزوره الملائكة, فوافق عمر بن عبد العزيز في الحُكم۔
    (البداية والنهاية لابن كثير -باب خلق الملائكة)

    فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً , والأنس والجنّ سواسية في التكليف والجزاء۔
    قال تعالى مخاطباً الإنس والجنّ معاً: (ولمن خاف مقام ربّه جنّتان فبأيّ آلاء ربّكما تُكذّبان)
    قال ابن كثير " فامتنّ الله تعالى عليهم بذٰلك فلولا أنّهم ينالونه لما ذكره وعدّه عليهم من النِعَم وهٰذا وحده دليل مستقل كافٍ في المسألة والله أعلم ".

    وقال تعالى مخبراً عن الجنّ قولهم ( وانّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً ) وقولهم ( وإنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون), ( فمن أسلم فأولٰئك تحرّوا رشداً ), ( وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطباً ).

  4. #4
    كاتب بالنسابون العرب الصورة الرمزية محمد الجيلاني
    تاريخ التسجيل
    12-09-2011
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    38
    المشاركات
    490

    افتراضي

    جزاك الله خيرا .

  5. #5
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    السؤال الثالث: قالوا هب أنّ البشر انّما وقعوا في المعاصي بسبب وسوسة الشيطان , فالشيطان كيف وقع في المعاصي , فإن قلنا وقع فيها بوسوسة شيطان آخر لزم التسلسل وهو محال,
    وإن قلنا وقع فيها لا لأجل شيطان آخر فلِم لا يجوز مثله في البشر وعلى هٰذا التقديرفلا فائدة في الاستعاذة من الشيطان . وإن قلنا أنّ الله تعالى سلّط الشيطان على البشر ولم يسلِّط على الشيطان شيطاناً آخر فهٰذا حَيْف على البشر وتخصيص لهم بمزيد الثقل والإضرار وذٰلك ينافي كون الإلٰه رحيماً ناصراً لعباده

    والجواب:
    أولاً : من المعلوم أنّ الشيطان وقع في معصيته الكبرى من غير وسوسة شيطان آخر , بل بسبب من نفسه ودافع من شهوته في حبّ الرياسة والجاه , وظنّه الكاذب بأفضليته لكثرة عبادته
    وسجوده لله , فحسد اَدم المخلوق من طين من قبل أن تُنفخ فيه الروح , فإمّا أنّه سمع بخلافته في الأرض و كان في معيّة الملائكة عندما قال الله لهم ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) و(انّي خالق بشراً من صلصالٍ من حمأ مسنون , فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) وإمّا أنّه خشي المنافسة من هٰذا المخلوق الجديد الذي لا يدري ما يكون شأنه عند الله ,
    المهمّ في الأمر أنّ إبليس كغيره من المُكلّفين بالعبوديّة الإختياريّة مخلوق فيه غرائز وشهوات من جهة , وقدرة على كبحها وإلجامها والتحكّم فيها من جهة , فالطين (الإنس) والنّار(الجنّ) متساوون في هٰذا كما تساووا في الأمر والنهي والجزاء والإذن في العمل مختارين , فلم يتسلّط الله على إبليس بإغواء أو إضلال ولا أغوته الملائكة ولا شيطان آخر ولا وسوس له أحد , إلاّ نفسه الأمّارة السوء, فاتّبع هواه واستكبر!
    وكما ذكرنا , فإبليس كان عابداً في بداية أمره وكوفي برفع منزلته في السماء بمجاورة الملائكة ومُلازمتهم فدخل في نفسه من الإعجاب والكبر واستحكما فيه حتى أنسياه فضل الله واغترّ بعمله من غير إخلاص النيّة لله ولم يَخفَ ذٰلك على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فكان الامتحان وكانت الفرصة بالتوبة,

    فالعزة الإلٰهية تأبى إلاّ ما خلص من العمل لله, والرحمة تأبى التعذيب قبل إعطاء الفرصة بالتوبة,
    والعدل يأبى الأخذ بالذنب من غير أن تقام الحُجّة
    ,

    فأمّا الامتحان فالأمر بالسجود لآدم ,
    وأمّا الفرصة بالتوبة فعند المساءلة بعد العصيان
    ( يا إبليس ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك ), ولو
    فعل إبليس مثل ما فعل آدم وأقرّ بذنبه وقال:" ربِّ ظلمتُ نفسي فاغفر لي " , لغفر الله له ,
    ولٰكنّه أصرّ وقال " لم أكن لأسجد لمن خلقت طيناً " , وقال " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته
    من طين " !!

    ثانياً: الإنسان أيضاً مخلوق مركّب فيه الشهوات والغرائز والعقل والإرادة والقدرة على التحكم في شهوته وإلجامها, ولا يحتاج إلى شيطان يوسوس له ليتمّ التكليف, فكفى بالنفس الأمّارة
    بالسوء موَسوِساً ومُزيّناً۔


    ثالثاً: تسليط إبليس على الإنسان إنّما حصل لطلب إبليس الإنظار حتى يثبت بالبرهان (حسب ظنّه ) أنّ هٰذا المخلوق من طين لا يستحقّ تلك المكانة التي منّ الله بها عليه ۦوأنه هو الذي يستحقّها,
    ولو مكّنه الله منه بالوسواس والتزيين لأثبت ذٰلك ۔۔۔ فهو يضيف إلى نفسه فوق كبره وحسده وعصيانه للأمر وإصراره عليه, القدح في حكمة الله والطعن في عدله !!

    رابعاً: أمّا قولهم " هٰذا حيف على الإنسان بتسليط الشيطان وتخصيص الإنسان بمزيد من الثقل "

    فباطل من وجوه :
    ( ا) لأنّ الله تعالى حذّر آدم من إبليس وخداعه وأخبره
    بعداوته له قبل أن يتمكّن الشيطان منه بالوسوسة ( فقلنا يا آدم إنّ هٰذا عدو لك ولزوجك فلا يُخرجنّكما من الجنّة فتشقى ) .

    (ب) ولأنّ الله تعالى قيّد فعل إبليس بالوسوسة من غير
    سلطان
    ( إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ من اتّبعك من
    الغاوين)

    (ج) أنّ الله تعالى خصّص الإنسان مقابل وسوسة الشيطان
    بلمّة المَلَك توازنها, ثمّ سلّحه بأسلحة أُخرى كالدعاء وقراءة القرآن والصلاة , وكلّها محصّنات منيعة تحفظه من كيد الشيطان, فكان كيد الشيطان ضعيفاً أمامها ,
    فمن استعان بالله أعانه ومن استعاذ به أعاذه ومن كان الله معه لم يضره شيطان , إنس كان أو جانّ.
    فقولهم " حيف" مردود عليهم , والله المستعان .

  6. #6
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    السؤال الرابع : أليس القرآن صريحاً في أنّ الله تعالى هو الذي أغوى إبليس كما في قوله تعالى ( قال ربِّ بما أغويتني لأُزيّنن لهم في الأرض )

    فالجواب عليه من وجوه :

    الأوّل : إمّا أن يكون القرآن الكريم يحكي ما تلفّظ به إبليس من غير أن يُقِرّه على قوله , كما حكى عنه قوله " أنا خير منه " , فبيّن استكباره وإصراره على الباطل, ليعلم كلّ ذي بصر وبصيرة أن إبليس استحقّ اللعنة والطرد من رحمة الله بقوله هٰذا, بعكس آدم الذي قال بعد مساءلة الله له " ربّنا ظلمنا أنفسنا " فاستحقّ العفو والرحمة , وإمّا ,

    الثاني : أنّ ابليس يتكلّم عن العقوبة التي نزلت به من خيبة وحرمان واللعنة والطرد, فقد سمّى الله تعالى العقاب " غيّاً " , فقال جلّ ذكره ( فسوف يلقون غيّاً ) .

    الثالث : الإغواء كالإضلال والإزاغة عقوبة بعد الإستحقاق وإصرار العبد على المعصية والجحود , برفع اللطف ومنع الإعانة , كما بيّنّا في موضعه.
    فلا حُجّة لإبليس بل لله الحُجّة البالغة.

  7. #7
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    السؤال الخامس: لماذا خلّى الله بين إبليس وعمله ولم يُحذّره قبل امتحانه كما حذّر آدم ؟ ألا يدلّ ذٰلك على أنّ الله تعالى أراد العصيان منه ليكون مُضلّاً لآدم وذريته ومغوياً ؟؟
    فمنع عنه هٰذا اللطف تحقيقاً لهٰذا الغرض ؟؟

    فالجواب :
    أوّلاً : آدم كان على الفطرة والبراءة, ولم يختبر الحياة بعد, والشيطان مُسلّط عليه مُغوياً ومزيّناً ,
    فامتحانه بدون تقدم بيان وسابق تحذير فيه شي من الحَيْف والظُلم , لا سيّما وأنّ الشيطان لا يتورّع عن أن يقاسمه بالله أنه له من الناصحين, فحذّره الله حتى لا يؤخَذ على حين غفلة ,
    فليس المقصود من الامتحان التسلط والتجبّر وإنّما تمحيص القلوب لينظر الله عمل العبد كيف يكون ۔۔۔۔۔

    وأمّا إبليس فلم يكن على هٰذه البراءة , بل كان يخفي في نفسه كبراً وإعجاباً بنفسه وعمله , ولم يخلص النيّة لله , ولم يُسلّط الله عليه من يزيّن له ويغويه ,
    وامتحانه لغرض إظهار ما يخفيه ,
    فتحذيره مُسبقاً لا يحقّق هٰذا الغرض
    , ولأنكر أنّه يخفي
    شيئاً , ولأصرّ على أنه العابد المطيع , وهٰذا واضح من إصراره بعد المُساءلة , فلابدّ من امتحانه بدون سابق إنذار أو تقدّم بيان .
    وهٰذا كاف في الردّ على إخوان الشيطان من أهل الأهواء القائلين " أنّ إبليس ضحيّة سِرّ الله في القدَر" و " أنّه أطاع المشيئة وإنْ عصى الأمر " .
    فهٰؤلاء يُدافعون عن إبليس بما لم يدافع به عن نفسه۔۔۔۔ فهو لم يحتجّ بالقدَر بل احتجّ بأفضلية زعمها

    ثانياً : أنّ التكليف لآدم وذريّته حاصل سواءً بتسليط الشيطان عليهم أو بدونه , كما بيّنّا سابقاً , فكفى بالنفس الأمّارة بالسوء مزيّناً ومغوياً ومُضِلّاً , وكفى بالعقل والفطرة دليلاً على الخير
    والمحاسن
    ,
    فكما ضلّ إبليس بنفسه من غيرشيطان آخر يغويه لاتّباع هواه , يَضِلّ غيره ,
    وكما تعبّد في بادي أمره من غير أن يدفعه أحد ويجبره عليه , يتعبد غيره.

  8. #8
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    السؤال السادس : هل كان بإمكان إبليس أن يتحوّل من قدَر اللعنة بالمعصية إلى قدَر الرحمة بالتوبة ؟

    والجواب بلا شك هو نعم , فسنّة القدَر أنّ " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ,
    فيفرّ من قدَر اللعنة الى قدَر الرحمة بالتوبة والاعتراف بالذنب , كما فعل آدم , وقد تقدّم.

  9. #9
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    السؤال السابع : الشيطان إمّا أن يكون مجبوراً على فعل الشرّ مخلوقاً لذٰلك , أو يكون قادراً على فعل الشرّ والخير معاً , فإن كان مجبوراً مخلوقاً لذٰلك الشرّ , فذٰلك يقدح في قوله تعالى :
    ( وما الله يريد ظلماً للعالمين),
    وإن كان قادراً على فعل الشر والخير معاً فهٰذا يمتنع أن يترجّح فعل الخير على فعل الشر إلّا بمرجِّح , وذٰلك المرجِّح إمّا أن يكون من الله وفعلاً لله أو من العبد وفعله , فإن كان من العبد وفعله كان العبد مستقلاً به عن الله , وعند ذٰلك ينتفي قول الله تعالى ( بل لله الأمر جميعا ) فوجب كون المرجّح هو الله لا العبد ؟

    والجواب عليه يحتاج لعدة مقدمات :
    اولها : ان السوءال المطروح فخ نصبه غلاة الجبر ومطب وقع فيه فريقان - الفريق الاول القائلون بخلق الاعمال من متكلمي اهل السنة كشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية والفخر الرازي والغزالي رحمهم الله وغفر لنا ولهم , بالاضافة الى قسم من الشيعة وبعض المتصوفة والاشاعرة ۔۔۔۔ والفريق الثاني مخالفيهم من المعتزلة والقدرية.

    ثانيها : العلة في هذا السوءال تكمن في التخيير بين ان يكون الترجيح لعين الفعل الصادر عن العبد ترجيحاٗ من الله وحده ليكون الامر كله لله او ترجيحاٗ من العبد وحده استقلالاٗ عن الله ليكون العبد هو المسئول عن فعله وحده ۔۔۔۔ولا يخفى على المتأمل والمتدبر لهذا السوءال تغييب الاذن فكان الاولى بالسائل ان يزيد طرحاٗ ثالثاٗ وهو ترجيح العبد بارادته ومشيئته لفعله الصادر عنه باذن الله۔

    ثالثها: القائلون بخلق الاعمال من غير غلاة الجبر لمّا رأوا ما كان من الجبرية من نفي الحكمة والعدل الإلهي , وما رأوا من القدرية من تثبيت لاستقلالية العبد والحكمة والعدل لله , ظنوا ان التوسط في المسألة يكون بتثبيت ما عند الطرفين من " حق " فقالوا بخلق الاعمال الجبرية واثبات الحكمة والعدل ونفي الاستقلالية " القدرية " ۔۔۔۔وجاهدوا في نفي الجبر عن انفسهم وهيهات ۔۔۔۔فمقولة خلق الاعمال تناقض العدل والحكمة ولا يمكن الجمع بينهما ۔۔۔فكل ما كان مخلوقا لله كان بمشيئة الله وحده , وما كان بمشيئته لا يكون لغيره ان يتحول عنه او يختار غيره۔۔۔۔فإن فعل فاحشة فهو فعلها بمشيئة من خلقها فيه وارادها منه , فكيف يطالبه خالق فعله بالتحول عنه وهو لا يملك لنفسه حولاٗ ولا قوة ثم يعاتَب عليه ويُحكم عليه بالعذاب ؟

    رابعها: ان القول السديد في مسألة الترجيح هو ان الله تعالى هو المرجح لا لفعل العبد فعلا معينا بل لارادة العبد ان تختار بين عدة افعال ممكنة له , فالارادة مخلوقة وكل مخلوق مجبور على خلقته , والارادة مخلوقة لتختار بين ممكنين او اكثر والعقل مخلوق للتمييز بين الخير والشر والحسن والقبيح بل وبين الحسن والاحسن , فالمجبور على الاختيار مختار ۔۔۔۔فالعبد يرجح فعله بارادته ويشاء لنفسه ما يشاء بمشيئة الله له ان يكون شائياٗ مريداٗ- أي يإذن الله - فلا استقلالية للعبد عن الله ,وهو قول الله تعالى في الحديث القدسي " يا ابن آدم !! بمشيئتي كنت انت الذي تشاء لنفسك ما تشاء وبارادتي كنت انت الذي تريد لنفسك ما تريد , وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي , وبعصمتي وتوفيقي وعوني وعافيتي اديت اليّ فرائضي , فأنا أولى بإحسانك منك , وأنت اولى بذنبك مني , فالخير مني اليك بدا , والشر مني اليك بما جنيت جرى (والشر هنا بمعنى العقوبة جزاءً) , ورضيت منك لنفسي ما رضيت لنفسك مني )۔۔۔الحديث عند ابي نعيم عن ابن عمر وذكره صاحب كنز الاعمال رقم ٤٣٦١٥۔۔۔۔۔وعند الشيعة في كتاب " بحار الانوار للمجلسي تحت قسم كتاب العدل والمعاد رقم ٧٩ وفيه زيادة " ولم اكلفك فوق طاقتك ولم احملك من الامانة الا ما قدرت عليه ولن اعذبك الا بما عملت "۔

    فانتفى القول بخلق الاعمال ويبقى الامر كله لله وتثبت الحكمة والعدل لله بمفهومها الصحيح وفق الكتاب والسنة لا بمفهوم القائلين بخلق الاعمال اللا مفهوم والملتحف بلحاف من الغموض سموه "سر الله في القدر " و" الحكمة الخفية "۔

    والآن اصبح الجواب واضحا على السوءال المطروح وبالمختصر المفيد , وهو أنّ العبد
    يرجّح فعله بإرادته ومشيئته , بإذن الله ۔

  10. #10
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    ولٰكن لنا هنا ملاحظة وهي أنّ السائل اعترف بأنّه إن كان مجبوراً مخلوقاً على الشر فذٰلك يقدح في عدل الله , وقوله تعالى ( وما الله يريد ظُلماً للعالمين ) ثُمّ أوجب أن يكون المرجّح لفعل الشيطان هو الله والفعل فعله تعالى , ظنّاً منه أنّه ينزّه الله بأن جعل الأمر كله لله , متجاهلاً أو متساهلاً في مسألة القدح في عدله سبحانه , وهٰذا ما نجده في سائر كتابات القائلين بخلق الأعمال , فما أكثر تناقضاتهم! وما أشنع مقولاتهم ! لو كانوا يعلمون , ولٰكنّهم لا يعلمون !! بل يحسبون أنهم يحسنون صُنعا!!

    فها هو أحدهم يقول (وهو يظنّ أنه عرف الحق ووصل إلى فهم أسرار الله ) : " فالإنسان إنّما أقدم على المعصية بتذكيرالشيطان , فالشيطان إن كان إقدامه على المعصية بتذكير شيطان آخر لزم تسلسل الشياطين , وإن كان عمله ليس لاجل شيطان آخر ثبت أنّ ذٰلك الشيطان إنّما أقدم عليه لحصول ذٰلك الاعتقاد في قلبه , ولابدّ لذٰلك الاعتقاد الحادث من سبب , وما ذٰلك إلاّ الله سبحانه ,
    (وبذٰلك يفسر قوله تعالى فألهمها فجورها وتقواها) وعند هٰذا يظهر أنّ الكُلّ من الله تعالى وصار حاصل الكلام ما قاله سيّد الرسل عليه الصلاة والسلام : " أعوذ بك منك " !!

    فهٰذا " العارف بالله " جعل تفسير " أعوذ بك منك " هو أعوذ بفعلك وخلقك فيّ الطاعة والمحاسن , من فعلك وخلقك فيّ المعصية والقبائح! , فكلها منك وأنت محدثها ومسببها.........

    ولا يخفى على القاريء بعد كلّ ما شرحناه أنّ هٰذا " العارف بالله " وقع في مطبّ تغييب الإذن في مسألة الترجيح فربط ربطاً مباشراً بين الاعتقاد الحادث في القلب ومشيئة الله المسببة له حسب قوله ,

    كما لا يخفى عدم الفائدة من الإستعاذة على هٰذا القول , فما دام الله خالقها ومسببها فهو مريدٌ لها , معصية كانت أم طاعة . وإن كان يريدها فالإستعاذة لا تمنع منها !

    والحقيقة أنّ قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " أعوذ بك منك " هو كقوله " أعوذ برضاك من سخطك "
    وهٰذا طلب منه بأن يعينه الله على موجبات رضاه ورحمته ويحفظه من موجبات سخطه وغضبه . أي أعوذ بك( يا رحمٰن) منك ( يا منتقم ) .

    وأمّا قوله تعالى ( فألهمها فجورها وتقواها ) فلا يعني ما ذهب إليه هٰذا (العارف) بل المقصود هو الفطرة والعقل واللمّتين والقدرة على التمييز بين الخير والشر, ولو كان المقصود ما ظنّه لقال سبحانه (فألهمها فجورها أو تقواها) .

    والحمد لله الهادي الى سواء السبيل

  11. #11
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    سئلت .....ما الذي أقحمك في مثل هذا الموضوع الشائك والمخطئون فيه اكثر من المصيبين وقد تاه فيه اكثر المتكلمون حتى لا تجد اتفاقا كاملا حتى بين اصحاب الفرقة الواحدة فقلت: فطرة سليمة انشاءالله ابت ان يكون الخالق القادر يعجز عن ادارة شئون مملكته الا بالظلم والتسلط , فيخلق الكفر في الكافر يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيّا ثم يامره بالايمان والتحول عن كفره وهو لا يملك تغيير خلقة خُلق عليها , ثم يزجره ربه على كفره ويذمه على افعاله ويعذبه اشد العذاب على ما خلقه فيه وجبله عليه ....فأي ظلم اكبر من هذا ؟ ولو فعلها ملك من ملوك الارض بأحد رعاياه فقيده بالسلاسل وحبسه في السجن واغلق عليه الابواب ورمى المفتاح ومنع عنه الاعوان و توعده بالاعدام ...ثم يعده بالعفو ان خلص نفسه من سجنه ويمنيه بالقرب منه ان انقذ نفسه من سوء العاقبة .....الا نستقبح ذلك منه فنصفه بما يليق به من الظلم والتسلط ؟ وهل خلق الكفر في الكافر وخلق الفسوق والعصيان وسائر الفواحش فيه الا سجن وقيد ؟ ثم يؤمر بما لا يستطيع ويُذم على ما أجبر عليه؟ تعالى الله عما يقولون وجلّ في علاه عما يصفون !!!

    ثم بأي ميزة استحق المؤمن الذي خُلق فيه الايمان خلقا , يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا , فأجبر عليه جبرا وكذلك سائر اعماله , فصلى وصام مُجبرا وزكى وحج مكرها ....بأي شئ استحق جنات ونهر ومقعد صدق عند مليك مقتدر ؟ وكأنٌ الجنة والنار مسألة قرعة و يانصيب حسب هذه المقولة الفاسدة-مقولة خلق الاعمال الجبرية !!

    فاللهم اني ابرأ اليك من مقولة الجبر الفاسدة ومن فرقة الجبرية الضالة , فانهم اضلوا كثيرا من عبادك , وبنوا عقيدة اصّلوها بالمتشابهات , وعارضوا بها صريح الآيات , وصادموا بها الفطرة وسائر المعقولات , وتأولوا المحكم من الكتاب والحديث وسائر المرويات , فنسبوا الظلم والتسلط الى رب الارض والسموات , وادخلوا النار اقواما جبرا لا بالسيئات , وآخرين ادخلوهم الجنة اكراها لا بالحسنات , باسم القدر واسراره والحٍكَم الخفيات ........
    تعالى الله عما وصفوه , وتنزه في عليائه عن ظلم اليه نسبوه ,
    والحمد لله الهادي الى سواء السبيل , هو حسبي ونعم الوكيل.

  12. #12
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    تصحيح

    الاية في العبودية الاختيارية اوردتها خطأ بتقديم الانس على الجن والصحيح " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون".

    حديث " يا ابن آدم بمشيئتي كنت انت الذي تشاء لنفسك " موجود في كتاب كنز العمال وليس كما اوردته خطأ بكنز الاعمال.

  13. #13
    باحث في الانساب الصورة الرمزية قاسم سليمان
    تاريخ التسجيل
    07-11-2011
    الدولة
    من مدينة البيرة قضاء رام الله فلسطين-من سكان الولايات المتحدة الامريكية ولاية كولورادوحالياً
    العمر
    65
    المشاركات
    230

    افتراضي

    للمزيد يمكن مراجعة كتابنا

    "افعال البشر بين حتمية القضاء وموجبات البشر "
    وتحميله هنا

    https://skydrive.live.com/?cid=e499422533f4baba#!/?cid=E499422533F4BABA&id=E499422533F4BABA!563

    click on Qada' and Qadar entire book then click download on the right

    بعض ما جاء فيه:

    ابن تيمية ودعوي الاجماع على القول بخلق الاعمال ص 30

    العلم السابق وام الكتاب وقوله تعالى " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا" صفحة 59

    احاديث الميثاق واخراج ذرية آدم من ظهره صفحة 64

    احاديث احتجاج آدم وموسى ص 66

    جنة آدم جنة الخلد والمأوى ام جنة في الارض ص 71

    كلام الغزالي في النية وقوله " لا تدخل النية في الاختيار " ص 105

    حديث " ان الله وزع اخلاقكم كما وزع ارزاقكم" ص 112

    حديث " الدعاء يرد القضاء" ص 122

    تناقضات ابن القيم في الحكمة والعدل وخلق الاعمال ص 127

    اضطرار ابن القيم للقول بفناء النار ص 133

  14. #14

    افتراضي

    قال ابو الدرداء لبعيرٍ له عند الموت : أيها البعير ، لا تخاصمني إلى ربك ؛ فإني لم أكُ أحمِّلك فوق طاقتك...وهذه إضاءة !


    أذكروا الله عند كل حُجيرة و شُجيرة ، لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم...وهذه زيادة !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بين رسول الله صل الله عليه وسلم والعباس وعقيل رضوان الله عليهم
    بواسطة رجب مكى حجازى العقيلى في المنتدى مجلس قبيلة العليقات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-10-2019, 12:14 AM
  2. سيرة الصحابي الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ابو بكر الصديق) رضي الله عنه
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى موسوعة التراجم الكبرى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-01-2016, 12:02 AM
  3. "الشعب" تنشر مقال وائل قنديل الممنوع بأمر المستشار القانوني "على جثثنا أيها القيصر"
    بواسطة احمد العتيبي في المنتدى قهوة الحرافيش .اوتار القلوب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-07-2013, 10:40 AM
  4. ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما امام حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس القبائل البكرية و التيمية العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-01-2012, 11:53 PM
  5. أروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب حب الله
    بواسطة الريفي الإدريسي في المنتدى الدنيا مزرعة الاخرة . تعال نؤمن ساعة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-12-2011, 11:14 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum