العزازمة في الضفة الغربية
مقال منقول عن أخبار النقب .... موضوع قديم .... لكن هذا لا يمنع من نشره الآن .... خاصة وإنه يسلط الضوء على معاناة العزازمة في الضفة الغربية .....
بقلم: عادل العزازمة- الضفة الغربية
شُرّد معظم أبناء قبيلة العزازمة، وخصوصاً فرع المحمدين ومنهم الشياحين والجخادمة والجماعين وبعض الولايدة المنسبين إلى فرع المسعودين أثناء حرب عام 48م، وما بعد الحرب بعدة سنوات من أراضيهم، وجرت بحق قبيلة العزازمة عدة مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية مما أجبر أبناءها على النزوح من أراضيهم وديارهم في النقب. ويذكر من بين هذه المجازر التي حصلت ضدهم مجزرة عرب العزازمة (في بئر السبع) بتاريخ 3/9/1950 التي قُتل فيها أكثر من 13 رجلاً وامرأة، وجراء ذلك اضطر الكثير من أبناء القبيلة إلى الهروب إلى مناطق آمنة ومن بعض المناطق التي لجأوا إليها (في الضفة الغربية) وتحديداً إلى منطقة مسافر بني نعيم قرب البحر الميت، وذلك لطبيعة المنطقة التي تتلاءم والحياة البدوية.
ومن بعد ذلك لجأ قسمٌ من القبيلة إلى الأردن وبقي القسم الآخر الموجود حتى الآن، ومعظمهم متواجدون حتى هذه اللحظة، ولكن خرج قسمٌ منهم إلى مدن الشمال لقلة المرعى وفقر المنطقة من ناحية الأعشاب والمراعي لأغنامهم في مسافر قرية بني نعيم قضاء مدينة الخليل. ومن هذه العائلات الشياحين والجخادمة والجماعين. ومنهم قسم يقطن غرب مدينة بيت لحم وهم الولايدة، فيما يُقدّر عدد أبناء القبيلة الموجودين في الضفة بنحو ألف شخص.
أما ما يتعلق بالمشاكل والإشكاليات التي واجهت أبناء القبيلة منذ نزوحهم من النقب عام 1948 وحتى الآن, فهي مشاكل عديدة ومتنوعة، سواءً على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، ومنها عدم وجود أشخاص مدركين لمدى حجم المشكلة والإشكالية التي وقعت بها هذه القبيلة، فيما سيطرت بعض الأفكار عليهم مثل "سوف نعود إلى ديارنا في الأيام القادمة القليلة" و"لا نريد أن يكون لنا مخيم بدل أرضنا"، وأصبح لديهم مفهوم المخيم أنه وطن وأرض بديلة لأرضهم في النقب، أي أنهم أصبحوا غير معترف فيهم في منطقة السكن المتواجدين فيها الآن في الضفة من قبل هيئة الأمم المتحدة كمخيم للاجئين البدو من أبناء هذه القبيلة المشردين من النقب!, ومن هنا بدأت المشكلة على جميع الأصعدة، أرضٌ غير ملك، لأن الأرض تعود ملكيتها إلى أهل قرية بني نعيم ولكن أبناء القبيلة ساهموا في حمايتها من بناء مستوطنات عليها، وقامت جرافات الجيش الإسرائيلي بخلع بيوت الشعر عدة مرات في محاولة طردهم مرة أخرى وتهجيرهم وسلب الأرض المتواجدين عليها!! ولكن ما جرى في الوقت الراهن هو أن الكثير من أصحاب الأرض الأصليين التي تم استصلاحها قاموا بتشييك معظم الأرض وأصبحت مشجرة ولا تصلح لرعي الأغنام، علماً أن أبناء القبيلة يعتاشون على رعي الأغنام.
ولا تتوفر لدى أبناء العزازمه في تلك المنطقة خدمات صحية أو تعليمية، فجميع الأجيال التي كانت تسكن في هذه المنطقة أمية، لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ويتقنون فقط مهنة رعي الأغنام.
من هنا، وتبعاً للظروف القاسية التي عاشها ويعيشها أبناء القبيلة، فقد تفرقوا ورحلوا إلى مناطق متفرقة في الضفة الغربية من الجنوب حتى أقصى الشمال، فهناك عائلات متواجدة قرب قرية يطا قضاء الخليل في قرية زيف وعددهم ما يقارب 200 نسمة، وأصبحت لديهم بعض المدارس حتى الصفوف الدنيا. وعندما يريد طالب من أبناء القبيلة إكمال الدراسة عليه أن يمشي إلى مسافات بعيدة في حر الصيف وبرد الشتاء، ولكن نسبة التعليم ضئيلة جداً نتيجة بعد المسافة عن المدرسة والحياة القاسية التي يعيشونها.
ولا توجد أشياء تشجعهم على التعليم لأن الأهل يفضلون أن يبقوا في خدمة العائلة. وهم يعيشون في منازل من طوب معظمها مهددة بالهدم وجرت عدة عمليات هدم لهذه المنازل في السنوات العشرة الأخيرة بحجة عدم الترخيص أي أصبحوا لاجئين مرة أخرى. وهم يعيشون على رعي الأغنام والإبل، فيما يعمل البعض القليل في قطاع الخدمات والبناء.
وتوجد بعض العائلات في قرى رام الله رحلوا أصلاً من منطقة الخليل من أجل البحث عن مناطق ملائمة لرعي الأغنام، وهم يشكلون نسبة ضئيلة من العائلة ويقدرون بنحو خمسين فرداً. ويعيش أيضاً بعض أبناء قبيلة العزازمة في قرى مدينة بيت لحم مثل الولايدة، ويُقدّر عددهم نحو مئة فرد وهم يعيشون شرق مدينة بيت لحم ويعيشون في بيوت من الشعر قرب البحر الميت ووضعهم صعب للغاية من جميع النواحي ولا توجد لديهم أي من الخدمات أو مركز صحي أو تعليمي تابع للعائلة.
ويعيش بعض أبناء العزازمة في قرى مدينة بيت لحم ويقدّر عددهم بنحو ثلاثين شخصاً، وهم يعيشون في داخل القرية. ويعتمد جزء منهم على العمل داخل إسرائيل والجزء المتبقي يعمل في وظائف عادية داخل منطقة الضفة الغربية.
مطالبهم
كثيراً ما يشعر أبناء البيئة البدوية بالغربة تجاه الحياة الجديدة التي تفتقر إلى معنى حياة البداوة الحقيقة، ومن الصعب على الإنسان أن يترك عادةً تمسك بها أجداده من قبله، وخصوصاً الحياة البدوية التي تتعمق في جذور الإنسان وذلك من خلال طبيعة الحياة المتلاصقة والإنسان يوما بعد يوم.
وأبناء قبيلة العزازمة في الضفة الغربية:
أولاً - متعطشون وينتظرون العودة إلى ديارهم يوماً بعد يوم، وهذا الإحساس يراودهم كل صباح ومساء ويشعرون بالحنين إلى أرض آباءهم وأجدادهم البدو في النقب.
ثانياً - يريدون الاتصال والتواصل مع أبناء القبيلة في الداخل بشكل قوي ومتين لتبقى القبيلة قبيلة واحدة مهما فرق بين أبنائها الزمان والاحتلال.
ثالثاً - يريدون إنشاء رابطة أو مؤسسة تجمع بين جميع أبناء القبائل البدوية لتبقى محافظة على ذاتها وصبغتها البدوية.
رابعاً - يريدون إن يتم الاهتمام بهم من الداخل وذلك من أعضاء "الكنيست" البدو أو من شيوخ القبائل البدوية في النقب وخاصة العزازمة.
خامساً - يريدون المساعدة من الجميع والاهتمام بهم وإبراز قضيتهم في جميع الإخبار التي تخص أبناء القبائل البدوية وجعل قضيتهم جزء لا يتجزأ من المشكلات التي تواجه البدو في جميع المناطق.
منقول عن صحيفة اخبار النقبالمصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة العزازمةhgu.h.lm td hgqtm hgyvfdm
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)