قراءة:نبذة عن تاريخ بلي في القرن العاشر الهجري .

قراءة:نبذة عن تاريخ بلي في القرن العاشر الهجري .

قراءة في كتاب (الدرر الفرائد المنظمة في اخبار الحاج وطرق مكة المعظمة ) للجزيري عن قبيلة بلي في القرن العاشر الهجري .

قراءة واعداد:ابراهيم بن فالح العقيص البلوي

الكتاب من تأليف عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر الجزيري الانصاري الحنبلي المتوفي نحو سنة 977هـ ويقع في مجلدين طبع بدار الكتب العلمية ببيروت تحقيق محمد حسن محمد حسن إسماعيل ويحتوي الكتاب على أمور الحاج والمنازل والمناهل وكيفية الرحيل والنزول ومن حج بالناس من الخلفاء والصحابة والأمراء والأعيان ابتداء من فرض الحج وحتى سنة 970هـ وفيه تفصيل لذكر طريق الحاج المصري وذكر أصحاب الدرك ومقدار صررهم وعوائدهم وبما أن ركب الحاج المصري يمر بديار قبيلة بلي فقد احتوى الكتاب على الكثير من المعلومات عن أقسام القبيلة وحدودها وأصحاب دركها في القرن العاشر الهجري وذكر المؤلف أقسام قبيلة بلي في ذلك الوقت على النحو التالي :

بلي : {الأحامدة وهم أصحاب الدرك ومنهم :الخرشان ،الركبان،الغدايره ،العتيبات ، السلمات ، ال هلال ،القردانيات }.العرادات، المواهيب ، الوابصة، البركات، الجواهرة،{ السباعات ومنهم :الجمدة }.الحصنة، الكحلة، بنو سعيد المحصنة ، القرعان، وبنو مخلد،المكاحلة،البامات،السحمة،المباذر،عساكر الهضبة ،عساكرة النجلة ،{ المطارفة وهم : العشمة والغمرة واليزد}.،عساكرة الطرافية ،{ الرواشدة ومنهم : الكليبات والغمدة والعرادات والنزازيل والجباهين والجبور والجرابيع والنفوروالمعنة}.،النواجحة ، مخلد ، موالكة ال علي ، موالكة السكارين ، جعافرة الخطب ، جعافرةالشنابلة.
قلت : ذكر المؤلف بعض أقسام قبيلة بلي ولم يذكرها جميعا إنما ذكر من كان منهم بطريق الحاج من أصحاب الدرك وعربان الحمل التي تحمل مؤن الحجيج باجر من السلطان أو ممن حصل له على خبر.

أما حدود درك بلي وأقسامه وعربان الدرك فاعلم إن آخر انتهاء درك بني عقبة يكون ابتداء درك بلي ويبدأ من حدرة دامة* ( تصحيف داما ) و ينتهي باكرى* وتقسيم الدرك وعربانه كالآتي : من أول الدرك من حدرة دامة ( تصحيف داما ) إلى المحل المعروف بثلبة درك فشيغة بن سالم بن عريفطة وجبار بن إدريس ومن ثلبة إلى عنتر والفيحاء ووادي الأراك ( حرامل ) إلى كبرة ( تصحيف كبرى ) درك الغدايرة من بلي وهم شاهين بن أحمد بن غدير وصبيح وحسن أولاد سلامه بن غدير وغيرهم ومن كبرة(تصحيف كبرى) أول حد الوجه إلى المحل المعروف بفشيغة الوجه درك جلاس بن نصار بن جماز من بلي الأحامدة ومن فشيغة الوجه إلى مفرش النعام إلى أكرى درك عمران بن خليفة بن عمران وأبوه ومشايخ السلمات من بلي وأما اكرى فالهيش الذي بها وهو محل الماء والحفائر والأثل الذي هناك فهو درك أولاد قناع بن علي ومناخ الركب باكرى درك عمرو بن سبع بن غنام وأولاده من بلي الجواهرة.

وتقسم منازل الحاج في درك بلي إلي خمسة منازل على النحو التالي: من الأزلم إلى ثلبة ثم إلي الشرنبة ( وهو جبل قصير على يمين المسافر من الوجه شمالاً وعلى سفحه مرصد للزلازل وتنطق الان الشرمبة بقلب النون ميماً ) ثم إلي أبار الوجه ( الزريب ) ثم إلي مفرش النعام ثم إلي اكرى .

كما ورد ذكر العديد من المناهل والأماكن على طريق الحاج أو على قدر مساقة قريبة منه نذكر منها : في وداي ثلبة آبار حلوة تسمى عند عربان الدرك أبو القزاز ودون أبو القزاز حفائر ماء حلو تسمى الدبوب ومن أبو القزاز حفائر ماء حلوه تسمى بده (تصحيف بدا) ويجمع المياه الثلاث واد واحد ( جميعها تصب في وادي ثلبة ) . وفوق عن الوجه ماء يسمى الكر أما النهدين فهما جبلان صغيران متقابلان على صورة النهدين في الوضع , العرجا واد ذكروا به مياه قديمة من حفائر تحت النهدين بيسير، مفرش النعام ويسمى بركة اكرى وبالقرب من مفرش النعام ماء يسمى سفان وبالقرب من اكرى محل يدعى الوفدية .

وقد تغنى بذكر المناهل العديد من الشعراء الذين ادوا فريضة الحج ففي منزلة الوجه يقول الشيخ برهان الدين القيراطي(ت781هـ):
اتيت الى الحجاز فقلـت لمـا
تبدى وجهه لـي وارتويـت
وكم في الارض من وجه مليح
ولكن مثل وجهـك مارايـت
وفي منزلتي الوجه واكرا يقول الشهاب بن احمد بن ابي حجلة(ت771هـ):
ايا سادة في الوجه فـزت بقربهـمو
لم ادر ان القـرب يـؤذن بالبعـد
سريتم الى اكرى فشردتـم الكـرى
وخلفتموا في الوجه دمعي على خدي
وله أيضا في وادي الاراك ( وادي حرامل ):
ايا وادي الاراك حويت حسنـا
اراك قد افتخـرت بـه اراكـا
اروح وقد ختمت على ضمير
يبحبـك ان يمـر بـه سواكـا
وفي منزلة اكرى يقول شيخ الاسلام شهاب الدين بن حجر(ت852هـ):
أحبتنا لاتنسوا الود مـن فتـى
قريح حريق الجسم مقلته عبرى
تذكـر فـي الحجـاز دياركـم
فلم يتأنس بالعقيق ولا اكـرى

ولا يخفى على القارئ ما كان يعانيه الحاج من مشاق ومتاعب فقد تعرض الحجاج للكثير من المصاعب وهلك منهم الكثير عطشا ومثل ذلك ما حدث بالقرب من الوجه واترك الحديث للمؤلف فيقول : في سنة 930هـ حصل للحجاج عطش شديد بحيث انه مات منهم عطشا بمنزلة الوجه وقبله خلق لا ينحصر عددهم ومن الحمير والبغال والجمال عدد وافر وصارت تلك العطشة علماً على تلك الحجة فإذا ذكروا الواقعة من تلك السنة قالوا سنة العطشة بالوجه .
قلت : الحمد لله على نعمة الإسلام والامن والأمان وشتان ما بين ما كان وماهو كائن.

وبما أن إمارة الحاج تتغير في الغالب سنوياً فهناك اختلاف في معاملة أمير الحاج مع أصحاب الدرك فمنهم من اشتهر بالسمعة الطيبة ولين الجانب والسيرة المحمودة ومنهم من كانوا عكس ذلك ممن طمعوا في صرر العربان وبخسوا في عوائدهم ومرتباتهم .

وقد حدث في سنة 964هـ انه كان أمير الحج في تلك السنة الخواجا خضر بن عبدالله الرومي الذي اشتهر بسيرته الخبيثة مع أهل الأدراك والطرقات فكان يعمد إلى الطمع في صررهم وعمل الحيلة في أكلها بالباطل فعصى عليه عمر بن أجود من مشايخ عربان بلي وأعيانها وقام عمر بن أجود بالقبض على جاويش ( مرسول سلطاني ) متوجه في بعض المهمات السلطانية وجعله رهينة عنده على ماله حتى قام أمير الحج سيء الذكر بإعادة أموال ومرتبات عمر بن أجود إليه والمبادرة بمرضاته بكل طريقه خوفا من وصول أمره إلى السلطان .
وفي سنة 969هـ تعرض عربان بلي الأحامدة في جمادي الأولى إلى محمد الصابوني قاصد أمير مكة من الحجاز وبصحبته أنفار من مماليك محمود باشاة جهزهم إلى الباب السلطاني وأنهم اخذوا منه ألف ومائة وخمسين دينارا من الذهب وقبضوا على مملوك وأخذوه عندهم كرهينة وذلك عوضا عما قطعه امير الحاج في السنة الخالية من صررهم وما أخذه من جمالهم وخيولهم .
وفي سنة 970هـ قابل أمير الحج في هذه السنة شاهين بن احمد بن غدير من شيوخ عربان بلي وكان عاصياً مدة سنوات فأكرمه أمير الحج وأحسن إليه وقدم هو للأمير حصانا وتوجه من عنده فأغار على قافلة لجهينة نحو أربعين جملا بما عليها فأخذها .
وفي الكتاب تفصيل اكثر ومعلومات اوفر لمن اراد التوسع والإستزاده .

تعليق : ما بين الأقواس إضافة مني للتوضيح وليست من المؤلف .
-----------------------------------
*داما:وادي يقع الى الجنوب من مدينة ضباء بحوالي 40كم .
* اكرى تقع بوادي الحمض جنوب مدينة الوجه .
ضباء والوجه :مدينتان سعوديتان تقعان على ساحل البحر الاحمر بينهما مسافة 150 كم يمر بهما طريق الحاج المصري .

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة بلي

---

rvhxm:kf`m uk jhvdo fgd td hgrvk hguhav hgi[vd >

الاستاذ ابراهيم البلوي

منور المنتدى ووجود أمثالك مكسب فمنكم نستزيد ونستفيد

فأهلا وسهلا في محلك

حياك الله و بياك اخي الاستاذ ابراهيم البلوي و اهنئكم على افتتاح هذا المجلس الرائع بكم يا رجال بلي يا اهل الخيل و الخير

الاخ /ابو نايف البلوي لمن لايعرفه موسوعة في تاريخ وتراث قبيلة بلي القديم والمعاصر ويعتبر من مؤسسي منتديات القبيلة على الشبكة العنكبوتية .
وجوده هنا مكسب للجميع ومحفز لنا على المشاركة والتواصل في هذا المنتدى العامر بعون الله .

بارك الله فيكما يا نسابي بلي الكرام , و كما افصح الاستاذ ابراهيم فالح البلوي فان الجزيري رحمه الله كان اميرا للحاج و لم يكن نسابة و يستفاد من كتابه كنافذة من غير متخصص بالانساب , و الكتاب مفيد بلا شك , و لا ننسى انه يندرج تحت ادب الرحلات لا تحت كتب الانساب.

و بالنسبة للغدايرة , فان بالسويس منهم عائلة ابو غدير , و منهم القانوني الكبير محمود فهمي ابو غدير المحامي رحمه الله.

الاخ القلقشندي الفزاري
ابقاك الله وادامك .

المهندس/ايمن
الجزيري لم يكن اميرا للحاج وانما كان خازناً للمال ويعتمد عليه في نظري في ذكر اسماء شيوخ وفروع القبائل التي كانت تحصل على الصرة في طريق الحاج المصري .
اما الغديراة فربما يكون تشابه اسماء لان ابن غدير المذكور كان احد امراء الاحامدة من بلي في القرن العاشر الهجري .

بارك الله فيك على الموضوع القيم

زمردة
شكرا لمرورك .

مشكور يااستاذ ابراهيم على المعلومات الرائعة
والله وسبعة أنعام ببلي

تقبل شكري ومروري

الاخ/تركي البلادي

شكرا لمرورك الكريم .

الله يعطيك العافيه ماقصرت يابراهيم وربي يوفقك ان شالله

الاخ الكريم/ابن مساوي
الله يعافيك شكرا لمرورك .

سرد جميل لمعالم ديار بلي على طريق الحاج قديما.

البراهيم .. رعاك الله
بصمتك على ما في الموضوع أوحت للقارىء بالثقة به !
كما عهدناك لا زيغ عن الصراحة في المعلومة
دمت بخير وعافية