ظاهرة الحلف القبلي عند العرب

حلف جحش بن رئاب

قال: وكان حلف جحش بن رئاب من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وكان من أمره أن فضالة بن عبد مرارة الأسدي قتل هلال بن أمية الخزاعي فقتلت خزاعة فضالة بصاحبنا، فاستغاثت بنو أسد بكنانة فأبوا أن يعينوهم، فخرجت بنو أسد جالية فحالفت غطفان، فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه قال: غفار وأسلم من مزينة وجهينة خير من الحليفين أسد وغطفان فهما الحليفان، فجاء رئاب بن يعمر أبو جحش إلى مكة فطلب الحلف في قريش فدعته بنو أسد بن عبد العزى فحالفها، فقيل له أتحالف أشأم بطن في قريش فنقض الحلف منهم، وحلف بني عبد مناف وقال عبد العزيز : زعم بعض الناس أنه حالف بني أمية خاصة دون بني عبد مناف، قال: وسار عبد الملك بن مروان بمكة وتبعه عروة بن الزبير فأنشده عروة قول أبي أحمد بن جحش: (الكامل)

أبني أمية كيف أظلم فيكم ... وأنا ابنكم وحليفكم في العسر

ولقد دعاني غيركم فأبيته ... وخبأتكم لنوائب الدهر

وعقدت حبلي في حبالكم ... عند الجمار عشية النحر

فوصلتم رحمي بحقن دمي ... ومنعتم عظمي من الكسر

لكم الوفاء وأنتم أهل له ... إذ في بيوت سواكم الغدر

منع الرقاد فيما أغمض ساعة = همّ يضيق بذكره صدري

وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما هاجر بنو جحش أراد بيع دورهم بمكة فقال أبو أحمد يرققه ويذكره الحلف، فلما أمضى بيع دورهم قال يهجوه فلم يلتفت أبو سفيان إلى ترقيقه ولم يحفل بهجائه وأمضى بيع دورهم، وكانت دور بني جحش خلت منهم لأنهم هاجروا، فقال عبد الملك: من الذين دعوه يا أبا عبد الله ؟ قال: قد علمتهم أمير المؤمنين! قال: فزدني بهم علما، فقال: نحن دعوناهم فأبوا وحالفوا إليكم، فقال: صدقت.

اغلب القبائل بموريتانيا هي قبائل أحلاف تضم عائلات من أصول مختلفة ، و يذهب البعض إلى أن القبيلة في المغرب العربي في الغالب هي أساسا تحالف مكون من : أشراف ( ما يمكن تسميته مهام روحية ) – عرب المعقل خاصة بني حسان ( مهام عسكرية )- صنهاجة ( مهام تعليمية ) – لحمة ( العمل في المجال الاقتصادي ) و كثيرا ما يهيمن مكون من تلك المكونات فتتسمى القبيلة به .

وقد تعددت و تنوعت أسباب تلك التحالفات نتيجة موجات الهجرات التي شهدتها المنطقة و الصراعات التي مرت بها .

و دون الخوض في قبائل الأحلاف في البلد لتشعب الموضوع ، هناك تحالفات كبيرة و مشهورة ، و يعتبر كل منها قبيلة واسعة لاندماج مكوناته و تلاحمها مثل :

· المحاجيب نشأ في الشرق بمدينة ولاته التاريخية و يتكون من ثلاث قبائل تظاهروا و تعاقدوا وهم :

- أولاد الفقيه عثمان بن محمد بن يحيى بن ينومن

- آل أند اعليه و نسبهم إلى محمد ابن الحنفية و هم أخوال المحاجيب و قضاتهم ا

- الإمامات و نسبتهم إلى سعيد بن العاض الصحابي كانوا يقومون بإمامة الصلاة حتى انقرضوا

· تحالف تشمشه نشأ في الجنوب و اشتهر في حرب << شر ببه>> و هو من خمس قبائل هي :

- ايد اتفاغه( انتسابهم في الأدارسة )

- ايد كبهني

- اولاد ديمان ( انتسابهم لابي بكر الصديق )

- ادوداي( انتسابهم للصحابي خالد ابن الوليد )

- اديقب ( انتسابهم في بني حسان )

· تحالف ادولحاج نشأ في الشمال بمدينة وادان التاريخية و هو مكون من الحجاج الأربعة وهم :
- الحاج علي : وينتهي نسبه إلـى الأمير يحي بن عمر اللمتوني ومنه انحدرت مجموعتا (( ايدوبج )) و (( لتيدات )) وإليه ينتهي نسب لمرابط سيدي محمود المؤسس الفعلي لقبيلة أهل سيدي محمود .... .

- الحاج يعقوب : بن يحيى بن اعلي بن دومان بن وارث المنتمي إلـى عقبة بن نافع الفهري وهو جد قبيلة ايدياقب

- الحاج عثمان بن يحيى الأغماتي المخزومي أو الخزرجي حسب الصفاة المنقوشة عند قبره حيث نقلها البعض الخزرجي ونقلها البعض المخزومي ، وهو جد قبيلة أولاد الحاج ، يقول عنهم الشيخ محمد المامي اليعقوبي :
وآل الحاج أنصار كرام ****إلـى أولاد جفنة ينسبونا

- الحاج عبد الرحمن الصائم المخزومي نسبا كما ورد على لسان أحد أحفاده
و هو الطالب أحمد بن أطوير الجنة حيث يقول:
أبي من مخزوم إن كنت سائلي ****وأمي من هاشم خير القبائل

باب مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَابْنُ الْأُخْتِ مِنْهُمْ

الشرح‏:‏

قوله ‏(‏باب‏)‏ بالتنوين ‏(‏مولى القوم من أنفسهم‏)‏ أي عتيقهم ينسب نسبتهم ويرثونه‏.‏

قوله ‏(‏وابن الأخت منهم‏)‏ أي لأنه ينتسب إلى بعضهم وهي أمه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ وَقَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَوْ كَمَا قَالَ

الشرح‏:‏

قوله ‏(‏حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة وقتادة عن أنس‏)‏ هكذا وقع في رواية آدم عن شعبة مقرونا، وأكثر الرواة قالوا ‏"‏ عن شعبة عن قتادة وحده عن أنس ‏"‏ وقد تقدم بيان ذلك في مناقب قريش وأورده مختصرا، ومن وجه آخر عن شعبة عن قتادة مطولا في غزوة حنين وتقدمت فوائده هناك وفي كتاب الجزية، وأخرجه الإسماعيلي من طرق عن شعبة عن قتادة وقال‏:‏ المعروف عن شعبة في ‏"‏ مولى القوم منهم أو من أنفسهم ‏"‏ روايته عن قتادة وعن معاوية بن قرة، والمعروف عنه في ‏"‏ ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم ‏"‏ روايته عن قتادة وحده، وانفرد علي بن الجعد عن شعبة به عن معاوية بن قرة أيضا‏.‏

قلت‏:‏ وليس كما قال، بل تابعه أبو النصر عن شعبة عن معاوية بن قرة أيضا أخرجه أحمد في مسنده عنه وأفاد فيه أن المعنى بذلك النعمان بن مقرن المزني وكانت أمه أنصارية والله أعلم‏.‏

واستدل بقوله ‏"‏ ابن أخت القوم منهم ‏"‏ من قال بأن ذوي الأرحام يرثون كما ورث العصبات، وحمله من لم يقل بذلك على ما تقدم، وكأن البخاري رمز إلى الجواب بإيراد هذا الحديث، لأنه لو صح الاستدلال بقوله ‏"‏ ابن أخت القوم منهم ‏"‏ على إرادة الميراث لصح الاستدلال له على أن العتيق يرث ممن أعتقه لورود مثله في حقه، فدل على أن المراد بقوله ‏"‏ من أنفسهم ‏"‏ وكذا ‏"‏ منهم ‏"‏ في المعاونة والانتصار والبر والشفقة ونحو ذلك لا في الميراث‏.‏

وقال ابن أبي جمرة‏:‏ الحكمة في ذكر ذلك إبطال ما كانوا علية في الجاهلية من عدم الالتفات إلى أولاد البنات فضلا عن أولاد الأخوات حتى قال قائلهم‏:‏ بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد فأراد بهذا الكلام التحريض كل الألفة بين الأقارب‏.‏

قلت‏:‏ وأما القول في الموالي فالحكمة فيه ما تقدم ذكره من جواز نسبة العبد إلى مولاه لا بلفظ البنوة لما سيأتي قريبا من الوعيد الثابت لمن انتسب إلى غير أبيه وجواز نسبته إلى نسب مولاه بلفظ النسبة، وفي ذلك جمع بين الأدلة، وبالله التوفيق‏.‏


كتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري

جزء من مفهوم أو تكوين التحالف " التعاضد بين الناس" .........


يقول الله سبحانه وتعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) } [ الفرقان]


1- نسباً

2- صهرا


لو قلنا انصهار النحاس مع الذهب : يعطينا معدن

والانصهار:: هو عملية تؤدي إلى تغير الأطوار لمادة ما من الطور الصلب إلى الطور السائل. تزداد الطاقة الداخلية للطور الصلب (عادة من جراء تطبيق الحرارة) إلى درجة حرارة معينة (تسمى نقطة الانصهار) والتي يتحول عندها إلى الطور السائل. ويسمى الجسم الذي ذاب تمامًا بالمنصهر..

لم تكن كلمة صهر كلمة عابرة بل لها معان لحروفها الربانية:

انه ذوبان أو انصهار نسب مع نسب آخر ....

و { نسباً وصهراً } مصدران سمي بهما صنفان من القرابة على تقدير : ذا نسب وصهر وشاع ذلك في الكلام .
والنسب لا يخلو من أُبوّة وبُنوّة وأُخُوة لأولئك وبنوةٍ لتلك الأُخوة .
وأما الصهر فهو : اسم لما بين المرء وبين قرابة زوجه وأقاربه من العلاقة ، ويسمى أيضاً مصاهرة لأنه يكون من جهتين ، وهو آصرة اعتبارية تتقوم بالإضافة إلى ما تضاف إليه ، فصهر الرجل قرابة امرأته ، وصهر المرأة قرابة زوجها ، ولذلك يقال : صاهر فلان فلاناً إذا تزوج من قرابته ولو قرابةً بعيدة كقرابة القبيلة . وهذا لا يخلو عنه البشر المتزوج وغير المتزوج .
ويطلق الصهر على مع له من الآخر علاقة المصاهرة من إطلاق المصدر في موضع الوصف فالأكثر حينئذ أن يخص بقريب زوج الرجل ، وأما قريب زوج المرأة فهو خَتَن لها أو حَمٌ . ولا يخلو أحد عن آصرة صهر ولو بعيداً . وقد أشار إلى ما في هذا الخلق العجيب من دقائق نظام إيجاد طبيعي واجتماعي بقوله : { وكان ربك قديراً } ، أي عظيم القدرة إذْ أوجد من هذا الماء خَلْقاً عظيماً صاحب عقل وتفكير فاختص باتصال أواصر النسب وأواصر الصهر ، وكان ذلك أصل نظام الاجتماع البشري لتكوين القبائل والشعوب وتعاونهم مما جاء بهذه الحضارة المرتقية مع العصور والأقطار قال تعالى : { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } [ الحجرات : 13 ] .
وفي تركيب { وكان ربك قديراً } من دقيق الإيذان بأن قدرته راسخة واجبة له مُتصف بها في الأزل بما اقتضاه فعل { كَان } ، وما في صيغة «قدير» من الدلالة على قوة القدرة المقتضية تمام الإرادة والعلم .

----------------
----------------


أقوى عوامل التحالف بين القبائل هي النسب والمصاهرة ومن هنا تنطلق الجيوش__ ومن هم الأنصار ؟!!
أليس هم أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن هم المهاجرون ؟ أليس هم من شاركوا الرسول الهجرة
فذاك نصره وذاك هاجر معه ورافقه !! -- وتعدد أسباب التحالفات فمنها من كان بدافع الدين والمذهب والفكر ووو لكن الأصل هو القرابة فهي المادة اللاحمة للتحالف وعملية البناء القوي -- ومن هنا فالحلف يحل من أسماء القبائل وهو الذي يكتسح بعد ذلك السمعة " التاريخية " ويصبح النسبة إليه أشهر -- كمن يعرف بالأنصاري نسبة للأنصار وهم معشر الأوس والخزرج ، والأمثلة تستمر

اشأم بطن في قريش !!

لعل ذلك لكون بني أسد أعرق قريش في القتل .. فمنهم عمارة بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى .. وهؤلاء الستة قتلوا جميعاً.
ومنهم عثمان بن الحويرث بن أسد الذي كاد أن يكون ملكاً على قريش .. حتى قتله قومه ودسّوا له من يسمّه .

لعل هذا سبب من جملة الأسباب !

السلام عليكم الاخوة الكرام
تحياتى لكم من تكلم وكتب عن الحلف وبما ان الكل يتكلم عن الحلف القبلى فنذكر على سبيل المثال فى دنيا هوارة نجد منهم من يقول نحن من احفاد نجم الدين الانصارى ونجد منهم الهمامية يقولون نحن اشراف ونجد البلابيش يقولون نحن اشراف ونجد اولاد سالم يقولون نحن السوالم من بنى سليم اذن هوارة حلف قبلى وليس قبيلة او عائله بل هى بدليل قولهم حلف ومن هنا نقول ان الحلف هو اتحاد مجموعة من القبائل متحدة مع بعضها البعض ومتجاورة ومتناسبة وبينهم نسب اى تزاوج ونجدهم الان لم يزوجوا للغير على الرغم من انهم مختلفون

موضوع جميل و اهميته كبيرة و موقع النسابون العرب متميز دائما
و من احلاف العرب الشهيرة حلف أكلب بن ربيعة بن نزار في خثعم بن انمار, و البعض يقول هم أكلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن خثعم.
و لا ادري اي نوع من الاحلاف هو؟؟

بارك الله بمن شارك بالموضوع واغناه بعلمه

واحب ان اضيف

ان بسابق من طرق الحلف قبل 200 سنه الحلف بالله

ومن ذالك ان هذيل تحالفت معا المرازيق البقوم ضد دفع زكاة ( اي نوع الحلف حلف مصلحه )

وكان طريقة حلفهم انهم تعاقدو عند صخره وقالو لكل ان يحلفو بالله ان هذه صخره هي شحمه !

وطبعا هذا بسبب جهل بتلك فترة بدين فحلفو فتم الحلف

رفع ...

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
[align=center]ما ذكره الأسلاف عن قديم الأحلاف[/align]
(تأملات في أحلاف قبائل العرب القديمة: مفهومها، أنواعها، أسبابها)
فإنه من المعروف أن الحلف أمر شائع بين القبائل منذ القدم، وقد تناوله علماء التاريخ والأنساب، سواء أكانوا المتقدمين منهم كالكلبي، وابن حزم، والهجري وغيرهم، أو المتأخرين منهم كالنويري، والمقريزي، والقلقشندي، وغيرهم، بل وحتى المعاصرين في المؤلفات الحديثة تعرضوا لذكره.
وفي هذا البحث سأتحدث عن ماهية الحلف في القبائل القديمة، وبعض من أنواعه وصوره، وأسبابه ودوافعه، مع أمثلة عليه
تعريف الحلف:
قال الجوهري في الصحاح: (والحلف بالكسر: العهد يكون بين القوم، وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا) .
وقال الفيروزبادي في القاموس المحيط: (والحلف بالكسر: العهد بين القوم والصداقة، والصديق يحلف لصاحبه ألا يغدر به، والجمع أحلاف) .
وفي المعجم الوسيط: (حالفه محالفة وحِلافاً: عاهده، ويُقال حالف بينهما: آخى) وفي موضع آخر في المعجم: (الحِلف المعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، والجمع أحلاف).
وقال أيضاً: (الحليف، المتعاهد على التناصر، والجمع أحلاف)
مع ملاحظة ما ذكر في معاجم اللغة عن معنى الحلف نجد أن كلمة الحلف يدور معناها بين: المعاهدة والصداقة، والنصرة والحماية، والتعاضد والتساعد والاتفاق، وما في هذه المعاني.
فنستطيع أن نقول بأن معنى الحِلف اللغوي تقريباً هو: التعاهد والاتفاق على التعاضد والتناصر والحماية، هذا في مصطلح أهل اللغة. (1)
أما معنى الحِلف في مصطلح المؤرخين والنسابين فليس هناك معنى محدد، ولكن نستطيع أن نقول - من خلال استقراء ما كتبه النسّابون والإخباريّون عن الحلف - بأن الحلف هو: أنظمة وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين، أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها بينهم على التعاضد والتناصر والحماية... وقد تزيد هذه العلاقة حتى يصبح المتحالفون قبيلة واحدة، وكياناً واحداً (أي ليس حلفاً مؤقتاً فقط)، كما سيتضح ذلك عند الكلام عن أنواع الحلف وصوره. إلا أن التعريف السابق ربما يتناسب مع بعض أنواع الأحلاف أكثر من أنواع أخرى، كما سيأتي ذلك في أنواع الأحلاف وصوره وأقسامه. وعند الرجوع إلى كتب المعاجم مرة أخرى، نجد أن العرب كانوا يطلقون اسم (الحليفان) على بني أسد وطيء، وكانوا يطلقون نفس الاسم أيضاً على أسد وفزارة (أو غطفان) - كما سيأتي في أنواع الأحلاف - ويطلقون مصطلح (الأحلاف) على ستة بطون من قريش وهي: عبد الدار، وكعب، وجمح، وسهم، ومخزوم، وعدي، كما أطلق أيضاً مصطلح (الأحلاف) على قوم من ثقيف.... وغيرهم أيضاً. (2)
- أنواع الحلف:
من يستقرئ ويرصد الأحلاف القديمة بين العرب يجد أنها أنواع بينها اختلاف، ومن خلال ذلك نستطيع تقسيم أنواع الأحلاف تقسيماً اجتهادياً إلى:
3 - دخول فخذ أو عشيرة أو فرد في قبيلة أخرى:
وهذا النوع الأكثر حصولاً من أنواع الأحلاف، وفي هذا النوع يُعتبر الفرع الذي دخل في القبيلة (سواء كان هذا الفرع فخذاً، أو عشيرة، أو أسرة، أو شخصاً) جزءاً لا يتجزأ من القبيلة التي دخل فيها، فيتسمى باسمها وينضوي تحت إمرتها، ويحارب معها مثله مثل من ينتسب أصالة إلى هذه القبيلة، وقد يحصل بعد زمن أن يرجع هذا الفخذ، أو العشيرة إلى محاولة الانتساب إلى نسبه الأصلي لأسباب مختلفة. وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً في كتب النسب، فلما تحدث ابن حزم عن ذرية الإخوة أسلم ومالك وملكان أبناء أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر، قال وهؤلاء الثلاثة ممن تخزَّع، يعني دخلوا في خزاعة (5)، ولما تحدث عن بني وادعة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (وهم أبناء عمومة للأوس والخزرج) ذكر أنهم دخلوا في همدان (6)... وغير ذلك كثير جداً في كتب النسب ويصعب استقصاؤه.
من أسباب الحلف:
الحلف ينشأ غالباً لأسباب سياسية كاختلاف التكوينات والقوى في المنطقة، أو لأسباب اجتماعية كضعف القبيلة، أو قلتها، أو هجرة أغلبها من المنطقة، أو لسبب جغرافي مثل الجوار، فمن تلك الأسباب:
1 - عند قيام قبيلة أو عشيرة بحرب قبيلة أكبر منها، أو ردّهم فإنهم قد يضطرون إلى الاعتضاد والتقوّي بعشائر أخرى لمواجهة هذه الحرب، وقد يستمر هذا الحلف، وقد ينتهي بانتهاء الحدث، وقد يحصل ذلك من الطرفين، ومن الأمثلة على هذا السبب كحلف مؤقت ما حصل يوم الهذيل عندما أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبَّة والرّباب فأنجدهما بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، فقال سلامة بن جندل:
و تغلـب إذ حربهـا لافــحتشـب وتسـعـر نيرانـهـا
غداة أتانـا صريـخ الربـابولـم يـكُ يصلـح خذلانهـا
صريخ لضبّـة يـوم الهذيـل وضبّـة تـردف نسوانـهـا
تداركهـم والضحـى غـدوة خناذيـذ تشعـل أعطانـهـا
بأسد من الفزر غلب الرّقـا بمصاليت لم يُخش إدهانها (7)
وقد دعا عمرو بن معد يكرب الزبيدي إلى تجمع بطون مذحج لمواجهة بطون معد بن عدنان، عندما قال:
وأود ناصـري وبنـو زبيـدومن بالخيف من حكم بن سعد
لعمرك لو تجـرّد مـن مـراد عرانين علـى دهـم وجُـرد
ومن عنس مغامـرة طحـون مدربة ومن علـة بـن جلـد
ومن سعـدٍ كتائـب معلمـات على ما كان من قـرب وبعـد
ومن جنب مجنّبـة ضـروبلهام القوم بالأبطـال تـردي
وتجمـع مذحـجّ فيرأسونـيلأبرأتُ المناهل من صعـد(8)
المثالان السابقان ينطبقان على الأحلاف المؤقتة التي حصلت بسبب الاستعداد لحصول حرب، وغير هذه الأمثلة كثير، وقد يكون حلفا خندف وشبابة مثال على ذلك أيضاً فهما حلفان أُسسا بسبب توازن القوى وهي أحلاف مؤقتة لسبب معين.
2 - عند هزيمة قبيلة أو كيان قبلي في حرب أو حروب متوالية، فقد تحصل هزيمة قاصمة تحمل هذه القبيلة المهزومة إلى الرحيل فيبقى منهم بقية ضعيفة تحتاج إلى الاحتماء والتقوّي فتضطر إلى الدخول في قبيلة أكبر منها.
وقد تدخل قبيلة أو عشيرة في قبيلة أخرى اتقاء لسطوتها وإغارتها، كأن تغير قبيلة أو كيان قوي على مناطق تعيش فيها قبائل ضعيفة لا تستطيع مقاومتها، فتنطوي تحت لوائها، وتأتمر بإمرتها لكفّ ضررها عليهم، ولا شك أن في هذا الأمر مصلحة للقبيلة القويّة، لأن دخول هؤلاء وغيرهم في كيانهم سيكثر من عددهم وسيزيد من قوتهم.
قال البكريّ (فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعيش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم) (9)
3 - قد يحصل الحلف لسبب جغرافي واقتصادي في آن واحد، وذلك عند نزول عدة عشائر، أو أفخاذ على منطقة واحدة فتجمعهم المنطقة فيتكوَّن كيان باسم جديد.. مثال ذلك أحلاف تنوخ وغسّان وغيرهما، فقد تحدث ابن حزم عن سبب تسمية قبيلة تنوخ فقال (سموا تنوخاً لأن التنوخ الإقامة، فتحالفوا على الإقامة بموضعهم بالشام، وهم من بطون شتى) وقال عن غسّان (طوائف نزلوا بماء يقال له غسّان فنسبوا إليه) (10)
ومن ذلك أيضاً هجرة القبيلة أو العشيرة من مكان إلى مكان، ونزولها في مكان تسيطر عليه قبيلة أخرى فيحصل بينهم التداخل والحلف، ويشابه ذلك أيضاً الجوار قد يكون سبباً للحلف.
4 - قلة عدد العشيرة أو القبيلة في ظل تلك العصور القاسية التي تعتمد فيها بعض القبائل على الحرب والسلب، فلا شك أن قلة عددها سيجعلها تذوب في كيانات أخرى، ويحصل هذا كثيراً بين أبناء العمومة القريبين، فتجد الإخوة إذا اشتهر فيهم رجل قد يُنسب إليه فيما بعد أبناء إخوته لشهرته ولقلة عدد ذرية إخوته كما هو الحال في البراجم من بني تميم، وهم ذرية عمرو والظليم وقيس وكلفة وغالب أبناء حنظلة (جد البطن) بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ذرية هؤلاء الخمسة كانوا قلة، فقال لهم رجل منهم وهو: حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة (أيتها القبائل التي ذهب عددها تعالوا فلنجتمع، فنكن كبراجم كفي هذه)، ففعلوا فسُموا البراجم، وهم مع بني عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة. (11)
5 - قد يحصل خلاف داخلي بين القبيلة الواحدة يُلجئ أغلب القبيلة إلى طرد القسم الآخر من نفس القبيلة، مما يجعلها تنتقل عن المكان وتحالف كياناً آخر، وهذا الخلاف قد يحصل لأسباب كثيرة، إما لسبب دم أو مصاهرة لقبيلة أقل منهم شأناً، أو امتهان بعضهم لمهنة أقل مما اعتادوا عليه، أو شحناء أو غير ذلك.
كما أن القسمين قد يكونان متقاربين في العدد والقوة، وقد يكونان غير متكافئين، بل قد يحصل أن رجلاً واحداً فقط تغضب عليه قبيلته، فيخرج منها لسبب من الأسباب السابقة، أو غيرها فيدخل في قبيلة أخرى، فيكون بذلك جداً لأسرة أو عشيرة، وكتب الأوائل مليئة بأخبار الخلاف والتنازع بين أبناء القبيلة الواحدة كحرب البسوس، وداحس والغبراء ويوم البُعاث وغيرها من الأيام الشهيرة.
ومن ذلك أيضاً ما ذكره البكريّ عن تكاثر بطون جرم ونهد القضاعيتين وفصائلهم فتلاحقوا واقتتلوا وتفرقوا وتشتت أمرهم ووقع الشر بينهم، ثم قال (فلحقت نهد بن زيد ببني الحارث بن كعب - من مذحج -، فحالفوهم وجامعوهم، ولحقت جرم بن ربان ببني زبيد - من مذحج - فحالفوهم وصاروا معهم، فنسبت كل قبيلة مع حلفائها، يغزون معهم ويحاربون من حاربهم). (12)
هذه من أبرز الأسباب.. هناك غيرها أيضاً وأتوقع أن استقصاء كل الأسباب يحتاج إلى مزيد من العناية، ولكن هذه إشارات ولفتات حول مفهوم الحلف وأنواعه وأسبابه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الهوامش :
(1) انظر مادة ح ل ف في: الصحاح للجوهري، القاموس المحيط، المعجم الوسيط.
(2) انظر الصحاح للجوهري، القاموس المحيط مادة ح ل ف
(3) الصحاح للجوهري مادة ح ل ف
(4) جمهرة أنساب العرب لابن حزم، دار المعارف، تحقيق عبد السلام هارون 2-461، 462 .
(5) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1-240 .
(6) الجمهرة لابن حزم 2-331 .
(7) ديوان سلامة بن جندل
(8) شعر عمرو بن معد يكرب، جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي ص 78، 79 والأسماء المذكورة في الأبيات بطون من مذحج.
(9) معجم ما استعجم للبكري، دار الكتب العلميّة، تحقيق جمال طلبة 1-51 .
(10) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 2-462 .
(11) جمهرة النسب للكلبي، عالم الكتب، تحقيق ناجي حسن 1-194 .
(12) معجم ما استعجم للبكري 1-41

سعودي " مصري " سوري " عراقي " ليبي

ماذا يوحي لك كلمة اصل ومنشأ ؟؟

جميل اخى الكريم الجدى فى كلمة الاصل فى سورة الكهف فى رحلة البحر والغلام الذى قتله والسبب كان ابواه صالحين وابواه المقصود بهما اجداده الاولين هنا الاصل والمنشأ البلد الذى تربى وتعلم وكبر ونشأ بها ده اجابة سؤالك بكل بساطه ومشكور اخى الكريم على طرح السؤال فى الوقت الحالى

مداخلة قيمة اخي الكريم الاستاذ منتصر , بارك الله فيك و نفع بك ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
[align=center]ما ذكره الأسلاف عن قديم الأحلاف[/align]
(تأملات في أحلاف قبائل العرب القديمة: مفهومها، أنواعها، أسبابها)
فإنه من المعروف أن الحلف أمر شائع بين القبائل منذ القدم، وقد تناوله علماء التاريخ والأنساب، سواء أكانوا المتقدمين منهم كالكلبي، وابن حزم، والهجري وغيرهم، أو المتأخرين منهم كالنويري، والمقريزي، والقلقشندي، وغيرهم، بل وحتى المعاصرين في المؤلفات الحديثة تعرضوا لذكره.
وفي هذا البحث سأتحدث عن ماهية الحلف في القبائل القديمة، وبعض من أنواعه وصوره، وأسبابه ودوافعه، مع أمثلة عليه
تعريف الحلف:
قال الجوهري في الصحاح: (والحلف بالكسر: العهد يكون بين القوم، وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا) .
وقال الفيروزبادي في القاموس المحيط: (والحلف بالكسر: العهد بين القوم والصداقة، والصديق يحلف لصاحبه ألا يغدر به، والجمع أحلاف) .
وفي المعجم الوسيط: (حالفه محالفة وحِلافاً: عاهده، ويُقال حالف بينهما: آخى) وفي موضع آخر في المعجم: (الحِلف المعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، والجمع أحلاف).
وقال أيضاً: (الحليف، المتعاهد على التناصر، والجمع أحلاف)
مع ملاحظة ما ذكر في معاجم اللغة عن معنى الحلف نجد أن كلمة الحلف يدور معناها بين: المعاهدة والصداقة، والنصرة والحماية، والتعاضد والتساعد والاتفاق، وما في هذه المعاني.
فنستطيع أن نقول بأن معنى الحِلف اللغوي تقريباً هو: التعاهد والاتفاق على التعاضد والتناصر والحماية، هذا في مصطلح أهل اللغة. (1)
أما معنى الحِلف في مصطلح المؤرخين والنسابين فليس هناك معنى محدد، ولكن نستطيع أن نقول - من خلال استقراء ما كتبه النسّابون والإخباريّون عن الحلف - بأن الحلف هو: أنظمة وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين، أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها بينهم على التعاضد والتناصر والحماية... وقد تزيد هذه العلاقة حتى يصبح المتحالفون قبيلة واحدة، وكياناً واحداً (أي ليس حلفاً مؤقتاً فقط)، كما سيتضح ذلك عند الكلام عن أنواع الحلف وصوره. إلا أن التعريف السابق ربما يتناسب مع بعض أنواع الأحلاف أكثر من أنواع أخرى، كما سيأتي ذلك في أنواع الأحلاف وصوره وأقسامه. وعند الرجوع إلى كتب المعاجم مرة أخرى، نجد أن العرب كانوا يطلقون اسم (الحليفان) على بني أسد وطيء، وكانوا يطلقون نفس الاسم أيضاً على أسد وفزارة (أو غطفان) - كما سيأتي في أنواع الأحلاف - ويطلقون مصطلح (الأحلاف) على ستة بطون من قريش وهي: عبد الدار، وكعب، وجمح، وسهم، ومخزوم، وعدي، كما أطلق أيضاً مصطلح (الأحلاف) على قوم من ثقيف.... وغيرهم أيضاً. (2)
- أنواع الحلف:
من يستقرئ ويرصد الأحلاف القديمة بين العرب يجد أنها أنواع بينها اختلاف، ومن خلال ذلك نستطيع تقسيم أنواع الأحلاف تقسيماً اجتهادياً إلى:
3 - دخول فخذ أو عشيرة أو فرد في قبيلة أخرى:
وهذا النوع الأكثر حصولاً من أنواع الأحلاف، وفي هذا النوع يُعتبر الفرع الذي دخل في القبيلة (سواء كان هذا الفرع فخذاً، أو عشيرة، أو أسرة، أو شخصاً) جزءاً لا يتجزأ من القبيلة التي دخل فيها، فيتسمى باسمها وينضوي تحت إمرتها، ويحارب معها مثله مثل من ينتسب أصالة إلى هذه القبيلة، وقد يحصل بعد زمن أن يرجع هذا الفخذ، أو العشيرة إلى محاولة الانتساب إلى نسبه الأصلي لأسباب مختلفة. وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً في كتب النسب، فلما تحدث ابن حزم عن ذرية الإخوة أسلم ومالك وملكان أبناء أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر، قال وهؤلاء الثلاثة ممن تخزَّع، يعني دخلوا في خزاعة (5)، ولما تحدث عن بني وادعة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (وهم أبناء عمومة للأوس والخزرج) ذكر أنهم دخلوا في همدان (6)... وغير ذلك كثير جداً في كتب النسب ويصعب استقصاؤه.
من أسباب الحلف:
الحلف ينشأ غالباً لأسباب سياسية كاختلاف التكوينات والقوى في المنطقة، أو لأسباب اجتماعية كضعف القبيلة، أو قلتها، أو هجرة أغلبها من المنطقة، أو لسبب جغرافي مثل الجوار، فمن تلك الأسباب:
1 - عند قيام قبيلة أو عشيرة بحرب قبيلة أكبر منها، أو ردّهم فإنهم قد يضطرون إلى الاعتضاد والتقوّي بعشائر أخرى لمواجهة هذه الحرب، وقد يستمر هذا الحلف، وقد ينتهي بانتهاء الحدث، وقد يحصل ذلك من الطرفين، ومن الأمثلة على هذا السبب كحلف مؤقت ما حصل يوم الهذيل عندما أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبَّة والرّباب فأنجدهما بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، فقال سلامة بن جندل:
و تغلـب إذ حربهـا لافــحتشـب وتسـعـر نيرانـهـا
غداة أتانـا صريـخ الربـابولـم يـكُ يصلـح خذلانهـا
صريخ لضبّـة يـوم الهذيـل وضبّـة تـردف نسوانـهـا
تداركهـم والضحـى غـدوة خناذيـذ تشعـل أعطانـهـا
بأسد من الفزر غلب الرّقـا بمصاليت لم يُخش إدهانها (7)
وقد دعا عمرو بن معد يكرب الزبيدي إلى تجمع بطون مذحج لمواجهة بطون معد بن عدنان، عندما قال:
وأود ناصـري وبنـو زبيـدومن بالخيف من حكم بن سعد
لعمرك لو تجـرّد مـن مـراد عرانين علـى دهـم وجُـرد
ومن عنس مغامـرة طحـون مدربة ومن علـة بـن جلـد
ومن سعـدٍ كتائـب معلمـات على ما كان من قـرب وبعـد
ومن جنب مجنّبـة ضـروبلهام القوم بالأبطـال تـردي
وتجمـع مذحـجّ فيرأسونـيلأبرأتُ المناهل من صعـد(8)
المثالان السابقان ينطبقان على الأحلاف المؤقتة التي حصلت بسبب الاستعداد لحصول حرب، وغير هذه الأمثلة كثير، وقد يكون حلفا خندف وشبابة مثال على ذلك أيضاً فهما حلفان أُسسا بسبب توازن القوى وهي أحلاف مؤقتة لسبب معين.
2 - عند هزيمة قبيلة أو كيان قبلي في حرب أو حروب متوالية، فقد تحصل هزيمة قاصمة تحمل هذه القبيلة المهزومة إلى الرحيل فيبقى منهم بقية ضعيفة تحتاج إلى الاحتماء والتقوّي فتضطر إلى الدخول في قبيلة أكبر منها.
وقد تدخل قبيلة أو عشيرة في قبيلة أخرى اتقاء لسطوتها وإغارتها، كأن تغير قبيلة أو كيان قوي على مناطق تعيش فيها قبائل ضعيفة لا تستطيع مقاومتها، فتنطوي تحت لوائها، وتأتمر بإمرتها لكفّ ضررها عليهم، ولا شك أن في هذا الأمر مصلحة للقبيلة القويّة، لأن دخول هؤلاء وغيرهم في كيانهم سيكثر من عددهم وسيزيد من قوتهم.
قال البكريّ (فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعيش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم) (9)
3 - قد يحصل الحلف لسبب جغرافي واقتصادي في آن واحد، وذلك عند نزول عدة عشائر، أو أفخاذ على منطقة واحدة فتجمعهم المنطقة فيتكوَّن كيان باسم جديد.. مثال ذلك أحلاف تنوخ وغسّان وغيرهما، فقد تحدث ابن حزم عن سبب تسمية قبيلة تنوخ فقال (سموا تنوخاً لأن التنوخ الإقامة، فتحالفوا على الإقامة بموضعهم بالشام، وهم من بطون شتى) وقال عن غسّان (طوائف نزلوا بماء يقال له غسّان فنسبوا إليه) (10)
ومن ذلك أيضاً هجرة القبيلة أو العشيرة من مكان إلى مكان، ونزولها في مكان تسيطر عليه قبيلة أخرى فيحصل بينهم التداخل والحلف، ويشابه ذلك أيضاً الجوار قد يكون سبباً للحلف.
4 - قلة عدد العشيرة أو القبيلة في ظل تلك العصور القاسية التي تعتمد فيها بعض القبائل على الحرب والسلب، فلا شك أن قلة عددها سيجعلها تذوب في كيانات أخرى، ويحصل هذا كثيراً بين أبناء العمومة القريبين، فتجد الإخوة إذا اشتهر فيهم رجل قد يُنسب إليه فيما بعد أبناء إخوته لشهرته ولقلة عدد ذرية إخوته كما هو الحال في البراجم من بني تميم، وهم ذرية عمرو والظليم وقيس وكلفة وغالب أبناء حنظلة (جد البطن) بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ذرية هؤلاء الخمسة كانوا قلة، فقال لهم رجل منهم وهو: حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة (أيتها القبائل التي ذهب عددها تعالوا فلنجتمع، فنكن كبراجم كفي هذه)، ففعلوا فسُموا البراجم، وهم مع بني عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة. (11)
5 - قد يحصل خلاف داخلي بين القبيلة الواحدة يُلجئ أغلب القبيلة إلى طرد القسم الآخر من نفس القبيلة، مما يجعلها تنتقل عن المكان وتحالف كياناً آخر، وهذا الخلاف قد يحصل لأسباب كثيرة، إما لسبب دم أو مصاهرة لقبيلة أقل منهم شأناً، أو امتهان بعضهم لمهنة أقل مما اعتادوا عليه، أو شحناء أو غير ذلك.
كما أن القسمين قد يكونان متقاربين في العدد والقوة، وقد يكونان غير متكافئين، بل قد يحصل أن رجلاً واحداً فقط تغضب عليه قبيلته، فيخرج منها لسبب من الأسباب السابقة، أو غيرها فيدخل في قبيلة أخرى، فيكون بذلك جداً لأسرة أو عشيرة، وكتب الأوائل مليئة بأخبار الخلاف والتنازع بين أبناء القبيلة الواحدة كحرب البسوس، وداحس والغبراء ويوم البُعاث وغيرها من الأيام الشهيرة.
ومن ذلك أيضاً ما ذكره البكريّ عن تكاثر بطون جرم ونهد القضاعيتين وفصائلهم فتلاحقوا واقتتلوا وتفرقوا وتشتت أمرهم ووقع الشر بينهم، ثم قال (فلحقت نهد بن زيد ببني الحارث بن كعب - من مذحج -، فحالفوهم وجامعوهم، ولحقت جرم بن ربان ببني زبيد - من مذحج - فحالفوهم وصاروا معهم، فنسبت كل قبيلة مع حلفائها، يغزون معهم ويحاربون من حاربهم). (12)
هذه من أبرز الأسباب.. هناك غيرها أيضاً وأتوقع أن استقصاء كل الأسباب يحتاج إلى مزيد من العناية، ولكن هذه إشارات ولفتات حول مفهوم الحلف وأنواعه وأسبابه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الهوامش :
(1) انظر مادة ح ل ف في: الصحاح للجوهري، القاموس المحيط، المعجم الوسيط.
(2) انظر الصحاح للجوهري، القاموس المحيط مادة ح ل ف
(3) الصحاح للجوهري مادة ح ل ف
(4) جمهرة أنساب العرب لابن حزم، دار المعارف، تحقيق عبد السلام هارون 2-461، 462 .
(5) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1-240 .
(6) الجمهرة لابن حزم 2-331 .
(7) ديوان سلامة بن جندل
(8) شعر عمرو بن معد يكرب، جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي ص 78، 79 والأسماء المذكورة في الأبيات بطون من مذحج.
(9) معجم ما استعجم للبكري، دار الكتب العلميّة، تحقيق جمال طلبة 1-51 .
(10) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 2-462 .
(11) جمهرة النسب للكلبي، عالم الكتب، تحقيق ناجي حسن 1-194 .
(12) معجم ما استعجم للبكري 1-41

أسباب الأحلاف:

الأصل في تكوين القبائل الحديثة ذات الفروع، والبطون الكثيرة هو الحلف وغالب هذه البطون تحتفظ بأنسابها بالرواية الشفوية.

وهناك أسباب كثيرة أدت إلى تكوين الأحلاف، وكثرتها في القبائل المعاصرة الكبيرة من أهمها:

1- سهولة الحلف عند العرب، وقد كان موجودًا في الجاهلية غير أنه كان قليلاً بخلاف العصور الحديثة، وكان الغالب في الأحلاف الحديثة أن يذبح الحليف شاة يسمونها شاة الحلف ثم يدخل في القبيلة ويُعدّ منها.

2- ما قامت به دولة القرامطة الباطنية الفارسية الحاقدة على العرب من مذابح جماعيّة مروعة خاصة سكان نجد والحجاز، وأطراف الشام، فقد قاموا بتخريب القرى، وإبادة العشائر الذين طالتهم أيديهم من عام 280ه، واستمرت «تسعين سنة» تقريبًا وقد أتوا على الأخضر واليابس، ونشروا الرعب والذعر بين الناس، مما سبب نزوحًا لمعظم سكان نجد، والحجاز الذين نجوا من مذابحهم؛ ولا أستبعد أن هناك قبائل أبيدت بأكملها، فقد وأفادنا التاريخ أنهم في سنة 319ه دمروا بلدة الربذة، وأبادوا سكانها، ولم تعمّر حتى اليوم، بعد أن كانت بلدة عامرة.

3- القحط الشديد الذي يحصل في الجزيرة خاصة نجد والحجاز، مما يجعل غالب القبيلة البدوية تنزح، ويبقى لها باقية تضطر إلى محالفة غيرها لصعوبة الحياة، ومع طول الزمن وانتشار الجهل، قد تنسى القبيلة أصولها التي تنتسب لها.

4- كثرة الطواعين والأوبئة والأمراض الفتاكة لانعدام العناية الصحيّة مما يسبب ضعف القبيلة، وقلتها فيجعلها تتحالف مع غيرها لتثبت وجودها، ومن يقرأ التاريخ يجد كثرة الطواعين، والأوبئة التي أودت بحياة كثير من الناس.

5- كثرة الحروب الأهلية بين القبائل، أو بين القبيلة نفسها، فالبدو يتحاربون لأتفه الأسباب و« صغير الأمور يجني الكبيرا ». قال القطامي التغلبي:

وأحيانًا على بكر أخينا

إذا ما لم نجد إلا أخانا

وهذا السبب من أهم الأسباب لتكوين الأحلاف وكثرتها، وحيث إن المسألة مسألة حياة فتضطر القبيلة القليلة إلى محالفة قبيلة قليلة أخرى، أو محالفة قبيلة كبيرة قويّة، ومع مرور الزمن قد تضعف القبيلة القويّة وتكثرالقبيلة القليلة، وكل ينسى قبيلته التي تفرع منها.

6- انعدام الأمن بين البوادي، وضعف سيطرة الدول على القبائل في الصحراء، فكل قبيلة تسعى لمن يساعدها وينضم إليها، ويكثر سوادها وعددها فالقبائل في حاجة إلى قوة تحميها، وتقوي شوكتها، وقد يبرز الحليف حتى تكون له الرياسة في القبيلة وتكثر ذريته، ويُضعِّفون الانتماء للقبيلة الأم؛ لأنهم ليسوا منهم.

7- قد يكون التكوين من عدة أفخاذ -من قبائل شتى لحاجة كل فخذ إلى الأخرى ويُسمّون باسم المكان الذي تجمعوا عنده، أو باسم أحد الفروع، أو باسم جدٍ يلتقون فيه ولو كان بعيدًا، أو بصفة كالظفر والمناصرة، والمعاونة، فيصبح هذا علمًا عليهم.

8- قد يكون سبب الحلف الخير والتعاون على فعل الخير كما حصل في حلف الفضول بين بعض فروع قريش في الجاهلية وهذا قليل جدًا.

9- كثرت هجرات القبائل العربية من نجد والحجاز خاصة إلى العراق والشام ومصر وأفريقيا وهناك قبائل هاجرت بأكملها في القرن الأول ثم الثاني فاختفت أخبارهم بعد القرن الثالث مثل: بني أسد وغطفان عدا بعض أشجع الذين بقوا حول خيبر، واندمجوا مع قبيلة عنزة لما حلت عليهم في القرن الثالث.

إقتباس من مقال للدكتور عمر بن شريف الموسى السلمي

ما شاء الله موضوع ثري جدا الي درجه انني لا اجد ما اكتبة فقد وفا الاخوة الكرام كل جوانبة.

لكن يمكنني أن أذكر ما قاله احد علماء الحملة الفرنسية في كتاب وصف مصر في الجزء الخاص بالعرب الذين استوطنوا مصر وهو دي بوا-إيميه من علماء الحلمة الفرنسية في دراستة الموجزة عن القبائل العربية في صحراوات مصر فقال: قلنا ان كل قبيلة تحمل اسم شيخا لكن تسميتها بهذا الاسم تعود الي وقت تكوينها، أو تعود الي إحدى الفترات الهامة التي مرت بها. لأن هذا الاسم لا يتغير مطلقا من جيل لآخر، فالاسم يبقي هو نفس الاسم، حتى يأتي شيخ يستطيع ان يصنع لنفسه، بفضل حكمته ومواهبه العسكرية، شهره تمحو شهرة اسلافه، ويصبح رعاياه تحت حكومته أكثر ثراء وأكثر عددا وأكثر هيبة، ويجعل منهم على نحو ما شعباً جديداً ... هنا يأخذ أتباعه يتعودون شيئاً فشيئاً أن يشيروا الي أنفسهم باسم ذلك الرجل وسرعان ما ينتهي الأمر بهذا الاسم أن يحل كلية محل الاسم الذي كان لهم فيما سبق.

وما قاله واضح جدا في حلف من أكبر أحلاف بني سليم بن منصور شمال أفريقيا وهو حلف السعادي, الذي ينتمي إلي صلب رجل واحد وهو الذئب أبو الليل الذي تزوج من سعده التي أشتهرت بسعده الزناتية والتي قيل عنها أنها ابنة الزناتي خليفة كبير قادة المعز بن باديس الذي اعلن عصيانة علي المستنصر لدين الله الفاطمي وعلى اثر ذلك ارسل له بني سليم وهلال وقال لهم قد أعطيتكم المغرب، ومُلك بن باديس وأرسل لبن باديس يقول:
(أما بعد فقد أنفذنا إليكم خيولاً فحولاً وأرسلنا عليها رجالاً كهولاً، ليقضي الله أمر كان مفعولاً).

وحول سعده وذريتها نشأت أسطورة السعادي وزوجها الذئب أو أبو ذئب أو أبوذؤيب الذي ذكرة بن خلدون في كتابة ديوان المبتدئ والخبر والذي لحق به أسم أبو الليل.
فقال:انه قد أشتهر لهذا العهد ببرقة من شيوخ أعرابها أبو ذئب، وأخوة حامد بن حميد ولم يتيقن بن خلدون من نسبه الحقيقي وقال: لا أدري نسبه فيمن هو، وهم يقولون من العِزة، وقوم يقولون من بني أحمد (بنو أحمد بن هِيَّب) وقوم يجعلونه من فزارة وهم قليلون ببرقة، ويُنسَبون في العرب تارة في العزة (بني عزاز)، ويزعمون أنهم من بني كعب ابن سليم (الكعوب)، وتارة في الهِيَّب كذلك وتارة في فزارة. ثم قال إن الصحيح في نسبهم أنهم من مسراته إحدى بطون هوارة سمعته من كثير من نسابتهم انتهي.

فالِشُهرَة الذئب الذي لحق به أسم أبوالليل وانشغال العرب بالفتوحات وانتشار الجهل الذي نتج عنه عدم تدوين الانساب كثُرت القبائل التي تريد أن تنسب هذه الشخصية المشهورة إليها ومن هنا نشأت أسطورة السعادى، أسطورة من نسج الخيال الشعبي حول هذا الشيخ وأبناءه من وزوجته سعدي التي يقال إنها سعدي بنت الزناتي خليفة تارة ويقال بل هي من بني هلال تارة أخري. فيقول البعض انه من المستحيل أن تكون كل هذه الملايين من البشر من صلب رجل واحد في هذه المدة الزمنية القصيرة.
وأقول هكذا جرت العادة عند العرب في انتمائهم إلي أسماء شيوخهم المشهورين، وقد تحدث عن ذلك دي بوا-إيميه من علماء الحلمة الفرنسية في دراسة موجزة عن القبائل العربية في صحراوات مصر كما سبق وذكرت.
كما أقول في الذئب أبي الليل، إنه قطعاً من بني سُلَيْم وعلى الأرجح والأدق انه من بني هِيَّب وهذا لسببين :

الأول:-
أن بن خلدون ذكر أنه من سكان برقة ومن شيوخ أعرابها وهو أيضا الذي ذكر بطون الكعوب وأمجادهم التي حققوها للدولة الحفصية في تونس.

"حكمت دولة الحفصيين تونس في الفترة من (627 – 982هـ |1228 – 1573م) ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أبي حفص يحي بن عمر وإليه يعود نسب الحفصيين الذين ينتمون إلى قبيلة هنتانة."

الثاني:-

وهو أن نتائج الحمض النووي للسعادي أكدت سُلَميتهم مثل النتيجة الخاصة، بأحد البطون الصريحة من العبيدات من الحرابي أبناء الذئب أبي الليل والتي تحمل رقم T1880 وتمثل عشيرة الواعر بن عبيد بن حرب بن عقار بن الذئب أبي الليل، هي الأقرب من عينة عائلة شاهين التي تحمل هذا الرقم 322238, وموروثاً تاريخياً أكده مورثاً جينياً ينسبونها الي قبيلة العُبيدات الحرابي من السعادي. وهم أبناء شاهين بن عبيد بن حرب بن عقار بن الذئب أبي الليل. أي أخوة لعشيرة العينة الاولي. فمن خلال المقارنات بالحاسبة الجينية وجدنا أن العينتين السابقتين هما الأقرب من حيث عدد المسافات الجينية وعمر الجد الجامع بينهم وبين العينات صريحة النسب لبني شماخ بن هِيَّب. مثل عينة العمروني من العواقير من الجبارنة وهم صرحاء النسب الي شماخ رقم T1832, والمقريف من المغاربة من بني شماخ رقم T1819 والعرفة من البراغيث بني شماخ رقم327051, فالكل سعادي.

ولذلك أقول إن المكون الأساسي لحلف السعادي جاء من أبناء هِيَّب بن عبد الله بن قَنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بُهْثة بن سُلَيْم. فذكر ابن خلدون في كتابة في صفحة 95 بالجزء السادس أن الذي أشتهر لهذا العهد هو شيخهم أبوذؤيب (أبو ذئب صـ 6) وأخوة حامد بن حميد. وبني حميد من شماخ بن هِيَّب الذي ذكرهم بن خلدون في المبتداء والخبر عندما تحدث عن بني هِيًّب التي تسكن أرض برقة وقال: أما هِيَّب فهو بن بُهْثة بن سُلَيْم مواطنهم من أول أرض برقة مما يلي أفريقية إلى العقبة الصغيرة من جهة الإسكندرية (بين الإسكندرية ومرسي مطروح)، أقاموا هنالك بعد دخول إخوانهم إلى أفريقية. وأول ما يلي الغرب منهم بنو حميد لهم أجرابية (إجدابيا حالياً) وجهاتها، وهم عديد يرهبهم الحاج ويرجعون إلى شماخ لها عدد ولهم العز في هِيَّب لكونها صارت خصب برقة الذي منه المرج. وفي شرقيهم إلى العقبة الكبيرة (السلوم) من قبائل هِيَّب بني لبيد وهم بطون عديدة. وبين شماخ ولبيد فتن وحروب. وفى شرقيهم إلى العقبة الصغيرة سمال (شمال أو سماك) ومحارب والرياسة في هاتين القبيلتين لبني عزاز وهم المعروفون بالعزة أنتهي.
ومن لبيد وشماخ وأحمد أبناء هِيَّب يتكون حلف السعادي للذئب أبو الليل الذي أشتهر لهذا العصر من بني حميد بن شماخ بن مَالِك بن خُزَيْمَة بن مَالِك بن هِيَّب بن عبد الله بن قَنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بُهْثة بن سُلَيْم.
وفي نهاية الحديث وبعد أن قلت رأيي فى هذا الجد أحب أن أختم بأني لا أجد انه من الضروري أنكار انتساب بعض البطون الي الذئب بن أبي الليل أو السعادي، لان العرب اشتهروا بانتسابهم إلى رجالتهم المشهورين وهذا معروف تاريخيا بالتحالفات.
وقال النبي صلي الله عليه حليفُ القومِ منهم، وابنُ أختِ القومِ منهم
الراوي: عمرو بن عوف المزني المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3156
خلاصة حكم المحدث: صحيح

"ونحن في انتظار ظهور تحورات جديده من عينات عبيدية لهذا الفرع من أبناء عوف بن امرئ القيس السُلَمي في أقرب وقت أن شاء الله ومن المحتمل فحصها لهذه العشائر وعشائر أخري صريحة النسب للكعوب لكي نفصل في هذا الأمر جينياً."


تقبلوا تحياتي وأحترامي لاسلوبكم الراقي في هذا النقاش العلمي الثري.
أخوكم
وائل بهجت شاهين

ماشاء الله معلومات وفيرة من الاخ الكريم يزيد القوادي اثرت الموضوع . معاشر النسابون بورك سعيكم

بارك الله فيكي اختنا الفاضلة ...
اسباب وجيهة و قيمة ادت الى تداول ظاهرة الحلف في العرب...

أسباب الأحلاف:

الأصل في تكوين القبائل الحديثة ذات الفروع، والبطون الكثيرة هو الحلف وغالب هذه البطون تحتفظ بأنسابها بالرواية الشفوية.

وهناك أسباب كثيرة أدت إلى تكوين الأحلاف، وكثرتها في القبائل المعاصرة الكبيرة من أهمها:

1- سهولة الحلف عند العرب، وقد كان موجودًا في الجاهلية غير أنه كان قليلاً بخلاف العصور الحديثة، وكان الغالب في الأحلاف الحديثة أن يذبح الحليف شاة يسمونها شاة الحلف ثم يدخل في القبيلة ويُعدّ منها.

2- ما قامت به دولة القرامطة الباطنية الفارسية الحاقدة على العرب من مذابح جماعيّة مروعة خاصة سكان نجد والحجاز، وأطراف الشام، فقد قاموا بتخريب القرى، وإبادة العشائر الذين طالتهم أيديهم من عام 280ه، واستمرت «تسعين سنة» تقريبًا وقد أتوا على الأخضر واليابس، ونشروا الرعب والذعر بين الناس، مما سبب نزوحًا لمعظم سكان نجد، والحجاز الذين نجوا من مذابحهم؛ ولا أستبعد أن هناك قبائل أبيدت بأكملها، فقد وأفادنا التاريخ أنهم في سنة 319ه دمروا بلدة الربذة، وأبادوا سكانها، ولم تعمّر حتى اليوم، بعد أن كانت بلدة عامرة.

3- القحط الشديد الذي يحصل في الجزيرة خاصة نجد والحجاز، مما يجعل غالب القبيلة البدوية تنزح، ويبقى لها باقية تضطر إلى محالفة غيرها لصعوبة الحياة، ومع طول الزمن وانتشار الجهل، قد تنسى القبيلة أصولها التي تنتسب لها.

4- كثرة الطواعين والأوبئة والأمراض الفتاكة لانعدام العناية الصحيّة مما يسبب ضعف القبيلة، وقلتها فيجعلها تتحالف مع غيرها لتثبت وجودها، ومن يقرأ التاريخ يجد كثرة الطواعين، والأوبئة التي أودت بحياة كثير من الناس.

5- كثرة الحروب الأهلية بين القبائل، أو بين القبيلة نفسها، فالبدو يتحاربون لأتفه الأسباب و« صغير الأمور يجني الكبيرا ». قال القطامي التغلبي:

وأحيانًا على بكر أخينا

إذا ما لم نجد إلا أخانا

وهذا السبب من أهم الأسباب لتكوين الأحلاف وكثرتها، وحيث إن المسألة مسألة حياة فتضطر القبيلة القليلة إلى محالفة قبيلة قليلة أخرى، أو محالفة قبيلة كبيرة قويّة، ومع مرور الزمن قد تضعف القبيلة القويّة وتكثرالقبيلة القليلة، وكل ينسى قبيلته التي تفرع منها.

6- انعدام الأمن بين البوادي، وضعف سيطرة الدول على القبائل في الصحراء، فكل قبيلة تسعى لمن يساعدها وينضم إليها، ويكثر سوادها وعددها فالقبائل في حاجة إلى قوة تحميها، وتقوي شوكتها، وقد يبرز الحليف حتى تكون له الرياسة في القبيلة وتكثر ذريته، ويُضعِّفون الانتماء للقبيلة الأم؛ لأنهم ليسوا منهم.

7- قد يكون التكوين من عدة أفخاذ -من قبائل شتى لحاجة كل فخذ إلى الأخرى ويُسمّون باسم المكان الذي تجمعوا عنده، أو باسم أحد الفروع، أو باسم جدٍ يلتقون فيه ولو كان بعيدًا، أو بصفة كالظفر والمناصرة، والمعاونة، فيصبح هذا علمًا عليهم.

8- قد يكون سبب الحلف الخير والتعاون على فعل الخير كما حصل في حلف الفضول بين بعض فروع قريش في الجاهلية وهذا قليل جدًا.

9- كثرت هجرات القبائل العربية من نجد والحجاز خاصة إلى العراق والشام ومصر وأفريقيا وهناك قبائل هاجرت بأكملها في القرن الأول ثم الثاني فاختفت أخبارهم بعد القرن الثالث مثل: بني أسد وغطفان عدا بعض أشجع الذين بقوا حول خيبر، واندمجوا مع قبيلة عنزة لما حلت عليهم في القرن الثالث.

إقتباس من مقال للدكتور عمر بن شريف الموسى السلمي

وفى شرقيهم إلى العقبة الصغيرة سمال (شمال أو سماك) ومحارب والرياسة في هاتين القبيلتين لبني عزاز وهم المعروفون بالعزة أنتهي.

هؤلاء بنو سمال التي تنطق اليوم سمالوس , و هم سلميون اقحاح , و قد ذكرهم النابلسي في تاريخ الفيوم , و قال في موضع انهم من بني سليم و موضع اخر انهم من قبائل بربرية , و الاصح عندي انهم من سليم و دخلوا بالحلف في لواتة.
العجيب انهم اليوم يقولون انهم من الاشراف من ذرية ولي صالح اسمه جبار الكسر , و هذا غير صحيح الا ان يكون هناك اسرة تنتمي اليه داخل القبيلة و هي اسرة العمدة فقط ..

يقول الإمام أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري المتوفي عام 379هـ / 893م
في كتابة جُمَل من أنساب الأشراف:-
وولد عَوف بن امرئ القيس بن بهثة:
غيظ بن عَوف ومالك بن عَوف وسَمَّال (سماك) بن عَوف. فولد سَمَّال عبيد بن سَمَّال, وجندب بن سَمَّال وعذيمة بن سَمَّال . ويربوع بن سَمَّال, رهط مجاشع بن مسعود من أهل البصرة, وكان شريفاً, وأصابه سهم يوم الجمل, وكان مع عائشة رضي الله عنها فمات منه.
وكان عتبة بن غزوان لما شخص عن البصرة للحج استخلفه على البصرة, وكان غائبا عنها فأمرة المغيرة بن شعبة أن يقوم مقامة إلي قدومه, فقال له عمر أَتولي رجلاً من أهل المَدَر, وتوفي عتبة فولي عمر المغيرة البصرة, ولما صار عبد الله بن عامر بن كريز إلي فارس في أيام عثمان رضي الله عنه وجًّه مجاشع بن مسعود إلي كرمان, فأتي تَيْمِيْد من كرمان فهلك جيشة بها, ثم لما لما توجه ابن عامر الي خرسان ولي مجاشعاً كرمان ففتح بها فتوحاً, وبتَيْمِيْد قصر يعرف بقصر مجاشع.

فولد حرام بن سَمَّال هلال وعبس ورواحه بن حرام.

ومنهم عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُلَيْم. كان يهاجم القرية الصغيرة وحده بفرسه فيستولي عليها كلها حتى لقب (بكبش مضر). وكان أميرا على خراسان أيام فتنة ابن الزبير، وكان شجاع مشهور، وبطل مذكور. قال صاحب العقد الفريد: أشجع الناس في الإسلام: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن خازم السلمي، وعمير بن الحباب السُلمي، وشبيب الخارجي الشيباني.
وكان معاوية لما وجه ابن عامر الحضرمي إلي البصرة للطلب بدم عثمان , صار عبد الله بن خازم معه فجعله علي خيله.

ويقال ان عبد الله بن عامر لما بن كريز لما اتي خرسان وجه على مقدمته عبد الله بن خازم, ويقال الاحنف بن قيس. ووجه ابن عامر عبد الله بن خازم إلى نَسَا ففتحها صلحاً, ووجه إلى سرخس فصالح دهقانها, وتولي خرسان فاجتمعت جموع الترك ففضها, ثم قدم البصرة قبل مقتل عثمان بقليل.
وقال بن خازم:-

*إنما يتكلف الكلام والخطب إمام لا يجد من الكلام بداً, أو أحمق يهمر (يهذر) من أم رأسه لا يبالي ما قال, ولست بواحد منهما, ولكني بصير بالفرص, وثَّاب عليها, وَقَّاف عند الشٌَبَه, أٌبعد بالسرية وأَقْسِمُ بالسَّوِيَّة, وأضرب هامة البطل المُشِيْخ.*

وولي معاوية رحمه الله اب عامر البصرة, وضم إليه خرسان, فولي خراسان قيس بن الهيثم بن قيس بن الصلت, فصالح أهل بلخ علي أن راجعوا الطاعة, ثم قدم علي ابن عامر بالبصرة فضربة وحبسه, وولي خراسان عبد الله بن خازم, فصالح من كان انتقض.

ومنهم عروة بن أسماء بن الصَّلْت عم ابن خازم, قُتل يوم بئر معونة مسلماً.
وقيس بن أسماء بن الصَّلْت ولي البصرة وخرسان, أما البصرة فاستخلفه عليها القُباع وهو الحارث بن أبي ربيعة المخزومي أيام بن الزبير وأما خرسان فولاه أياها ابن عامر.
وكان الهيثم بن الصَّلْت أتي النبي صلي ودعا قومه إلي الإسلام حتي أسلموا, فبنو سُلَيْم تقول هذا هم أعظم الناس علينا مِنَّةً, وكان يكني أبا بشر.
وكان من ولد قيس بن الهيثم عبدالله بن يزيد بن شبيب قضي لأبي العاج علي البصرة.

وقال أبو اليقظان: ولد أسماء بن الصَّلْت : خازم بن أسماء ومُعْرض بن أسماء. ودَجاجة تزوجها عامر بن كريز فولدت عبد الله بن عامر. وهي صاحبة نهر ام عبدالله وحوض أم عبد الله بالبصرة وقُتل مُعْرض بن أسماء يوم الجمل مع عائشة ولا عقب له.
وقال لما قتل عبد الله بن خازم قال الشاعر:

أَلَيْتَنَا بنيسابور كري علينا الليل ويحك أو أبيري
فلو شهد الفوارس من سُلَيْم غداة يُطافُ بالأسَدِ العقير

وقال الفرزدق:

أَتَغْضَبُ إذْ أُذْنَا قتيبة حُزَّتا جهاراً ولم تغضب لقتل ابن حازم

ومنهم ربيع بن ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمال, الذي قتل دريد بن الصمة يوم حنين, وأمة لذغة كان يعرف بها.

والسمالوس غير سمال المشهورين بسماك او شمال كما جاء في بعض الكتب فهم كما ذكر أخي الكريم أيمن يقولون انهم من الاشراف من ذرية ولي صالح اسمه جبار الكسر.

أما لقب الاشراف كما جاء عند البلاذري

يطلق الشريف في اللغة علي الرجل الماجد أو من كان كريم الاباء ثم أطلق لقب الشريف علي من كان من آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم شاملا العلويين والجعفريين والعباسيين. ومن الناس من قصرة علي ذرية الحسن والحسين. علي ان التخصيص بآل البيت وبخاصة نسل علي لم يشتهر إلا في القرن الرابع الهجري ويغلب أنه كان في أواخرة.
فالشريف بالصدر الاول لم يكن يقصد به إلا معني السيد والماجد.
وينق لنا المرحوم أحمد تيمور أن لقب شريف أطلق علي غير آل البيت, من ذلك في طبقات السبكي: الشريف العمري لأحد ذرية سيدنا عمر.
والبلاذري لم يُرِد بعنوان كتابة أنساب الأشراف أن يترجم لآل البيت, وذلك واضح مما اشتمل عليه الكتاب من تراجم وأنساب وما متعارفاً له في عهده من معني الشريف في اللغة.

الشريف .. لُقّب به شرفاء اقوامهم
هذا صحيح ...
منهم .. الشريف البكري .. والشريف العمري
وهذا اكراما لهم لعلو مكانتهم بين الناس
وهم يستحقون ذلك

ونعم بقبائل العرب جميعا

موضوع يستحق المتابعه

الموضوع شيق ومفيد والنقاش واختلاف وجهات النظر مفيدة

عرب بنى سمال ببرقة هم بنى شمال وهم الشمول بقيلة (سعيط ) وومع الشمول (بنوشمال) بقبيلة سعيط اخوتهم عصية(بنوعصية)..وقبيلة سعيط تتكون من بطنين ١_ الشمول....٢_عصية...والذى ينظر الى تكوينة قبيلة سعيط يجد الهيكل القديم لقبيلة الهيب (الهيب....الكعوب)...فالشمول(بنوشمال )كانوا حلفاء للكعوب ببرقة كما ذكر بن خلدون (ومن مقدم من يقول مقدم بن عزاز بن كعب بن سليم)....وبنى عصيةمكون اساسى من مكونات الكعوب...ومن عصية قبائل ذباب( اولادسليمان....والمحاميد....والجوارىوغيرها من قبائل ذباب)وقبائل ذباب مكون اساسى من مكونات الكعوب..ومن عصيةرياح سليم التى ناصرت الكعوب وساعدتهم فى التخلص من قراقش............واليوم نجد قبيلةسعيط فى نفس ديارها ومواطنها القديمة ببرقة لم تبرحها وهى نفس ديار بنى شمال والكعوب من الهيب....فنجد قبيلةسعيط ممتدة ومنتشرة بكل بقاع برقة ولها الكثير والكثير من الاوطان الخاصة بها ببرقة...ولها رجالها المعروفون على كل الاصعدة...وقبيلةسعيط منتشرة ومتواجدة ببرقةومصر...وفى مصر(فى البحيرة...اسكندرية....مطروح..المنيا...الفيوم...بنى سويف..اسيوط)....

عرب بنى سمال ببرقة هم بنى شمال وهم الشمول بقيلة (سعيط ) وومع الشمول (بنوشمال) بقبيلة سعيط اخوتهم عصية(بنوعصية)..وقبيلة سعيط تتكون من بطنين ١_ الشمول....٢_عصية...والذى ينظر الى تكوينة قبيلة سعيط يجد الهيكل القديم لقبيلة الهيب (الهيب....الكعوب)...فالشمول(بنوشمال )كانوا حلفاء للكعوب ببرقة كما ذكر بن خلدون (ومن مقدم من يقول مقدم بن عزاز بن كعب بن سليم)....وبنى عصيةمكون اساسى من مكونات الكعوب...ومن عصية قبائل ذباب( اولادسليمان....والمحاميد....والجوارىوغيرها من قبائل ذباب)وقبائل ذباب مكون اساسى من مكونات الكعوب..ومن عصيةرياح سليم التى ناصرت الكعوب وساعدتهم فى التخلص من قراقش............واليوم نجد قبيلةسعيط فى نفس ديارها ومواطنها القديمة ببرقة لم تبرحها وهى نفس ديار بنى شمال والكعوب من الهيب....فنجد قبيلةسعيط ممتدة ومنتشرة بكل بقاع برقة ولها الكثير والكثير من الاوطان الخاصة بها ببرقة...ولها رجالها المعروفون على كل الاصعدة...وقبيلةسعيط منتشرة ومتواجدة ببرقةومصر...وفى مصر(فى البحيرة...اسكندرية....مطروح..المنيا...الفيوم...بنى سويف..اسيوط)....

بنو سمال التي ذكرها ابن خلدون و بقية المؤرخين هم السمالوس اليوم وليسوا شمال.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك