الامير لورنس الشعلان


208026292.jpg


139087803.jpeg

هو حمد بن طراد بن سطام الشعلان ولد في عام 1913 في سوريا. أما سبب تسميته بأورنس أو لورنس فترجع للشخصية الشهيرة لورنس العرب أو "توماس لورنس" الذي كان صديقا حميماً للشيخ طراد يزوره ويتردد عليه فأعجب الشيخ بتوماس وبشخصيته فغير اسم ولده حمد إلى أورنس.

أورنس هو أكبر أبناء الشيخ طراد ثم يأتي محمد فطلال. نشأ أورنس وترعرع في بادية الشام ولأنه الأكبر كان له حظ بالغ من الاهتمام والرعاية الخاصة حتى أصبح فارسا شابا من أفضل شباب الشعلان والروله فلقد عرف عنه الإقدام والجرأة والشجاعة والكرم والصدق والأمانة وكان رحمه الله مولعا بالصيد والقنص لهذا أمضى معظم وقته في البراري فأخذ عنها كل ما لديها من معاني الصفاء والنقاء والصبر والرضا والتوكل على الله.

وفي أواخر عام 1947 اضطر أورنس لترك سوريا والنزول بإمارة شرقي الأردن حيث استقبله الشريف عبد الله بن الحسين بن علي، جد الملك حسين رحمهم الله جميعا، أحسن استقبال ومنحه كل ما أراده من مقومات الحياة السعيدة وأقطع له أرضا واسعة بالأمارة. فاستقر أورنس في الأردن وبالتحديد في منطقة "الفيضة" وكانت هذه بداية لاستقرار الشعلان وسيطرتهم على ذلك المثلث على الحدود الأردنية العراقية السعودية.

يقال أن أورنس تزوج بأربع عشرة امرأة خلال سنين حياته. لكن من الثابت لدي أن أول زيجاته كانت عام 1936 من الكواكبة من الروله وأنجب ولده الأول فيصل. ثم تعددت زيجاته من الشعلان ومن الدلمان من عنزه ومن المعجل ومن آل مهيد وتزوج من آل مرشد وأنجب ابنه الأكبر عبد الله وأنجب ابنه ممدوح من زوجته من بني خالد.

كان أورنس الشعلان لا يهاب الخطر والمغامرة فبرز بفروسيته النادرة وشخصيته المميزة ولو أردنا التحدث عن بطولاته ومواقفه التي يشهد بها التاريخ فلن نحصيها. فلقد شارك رحمه الله مع فرسان الروله في الصراع العربي الصهيوني وشكل جبهة للقتال واستطاع إلحاق الهزيمة باليهود في أكثر من واقعة، وهذا بمساندة الحكومة الأردنية. وستشهد الأرض المقدسة شهادة حق بمواقف فرسان عنزه عند الله سبحانه وتعالى وستصدقها دمائهم الزكية التي عطرة جنبات المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وكان رحمه الله مضرب المثل بالكرم الحاتمي النبيل ومما اشتهر عنه أنه كان يصبح غنيا ويمسي فقيرا بسبب كرمه الزائد. ففي ذات يوم لم يكن في يد أورنس الشعلان من حطام الدنيا ما يسد به جوعه وجوع مرافقيه فاضطر لاستدانة ألف ليرة من أحد أصدقائه وقام بشراء المؤن والطعام. وفي الطريق صادفه صديقه راكان المرشد، فدعى راكان اورنس للعشاء وأصر عليه فقبل أورنس وبعد العشاء همس في أذن مرافقه أن أنزلوا كل ما في السيارة من مؤن وخيرات!!!

بالنسبة لوفاة أورنس الشعلان فكانت كالتالي: في ليلة عيد الفطر (29 رمضان) كان لدى الشيخ أورنس عشاء. فخرج بعد العشاء لتوزيع الصدقات على المحتاجين وكان من عادته توزيعها بنفسه رحمه الله. فلما نفد كل ما لديه من نقود عاد لخيمته وفي منتصف الليل أحس بألم في رأسه، وكان الألم يأتيه من حين لأخر ولكنه رفض أن يزور الطبيب، وبعدها سقط مغشيا عليه. فأخذه ابنه عبد الله وأعتقد شيحان الهزيم ومنوخ الفرحان وفرحان السمر. وأسعفوه بالسيارة لمدينة الرطبا في العراق وكانت تبعد حوالي 80 كم عن منازلهم.

فوصلوا به في حدود الساعة الثالثة فجرا فأجمع الأطباء بضرورة نقله إلى بغداد وبالفعل جهزت مروحية لنقله إلا أن الأطباء رفضوا ذلك بسبب الضغط الجوي. فنقل إلى بغداد بالسيارة وأودع المستشفى وتبين أنه مصاب بجلطة ونزيف حاد في الدماغ. وكانت إمكانيات الطب محدودة في ذلك الزمان فاقترحوا نقله إلى أمريكا وبالفعل جهزت الطائرة لنقلة إلا أن المنية عاجلته في تمام الساعة السادسة صباحا من ثاني أيام عيد الفطر. فنقل جثمانه إلى الأردن ودفن في الفيضة رحمه الله رحمة واسعة.

ولقد رثاه كثير من الشعراء أبرزهم الأمير الراحل محمد الأحمد السديري:

يسقيك يا دار ٍ شمالي عنازه &&& غربي الولج يا علي شرق الطريبيل
سقاك نو ٍ ممطر ٍ من عيازه &&& على رغاب القاع فيض ٍ من النيل
عز الله انه راح فيها جنازه &&& صميدع ٍ توصف عليه الرجاجيل
له فيّ عازات ٍ ولي فيه عازه &&& بوقت اللزوم الى حصل بالدهر ميل
ما لوم قلبي لو يزيد اهتزازه &&& وجرّ الونين وشاف ضيم وغرابيل
عيني كما شن ٍ تفتق خرازه &&& عليه دمعات المحاجر هماليل
حر ٍ جزع وادمى بقلبه حزازه &&& وتفجرت شعبان قلبه مباهيل
تقصر يمين اللي بالايام هازه &&& يرجع ذليل ٍ فاقد العقل بهليل
اللي لمح ضده ثقيل ٍ مرازه &&& أخو محمد صافي الذهن حلحيل
من شبته يا ما قطع من مفازه &&& ويا ما ظهر من غرقة ٍ كنها الليل
رقى سنام المجد والطيب حازه &&& وبيته لعصمان الشوارب مداهيل
قلبه من البالود ما هو قزازه &&& والغيض قد فجر قلوب ٍ مغاليل
وان داخل الشردان رعب ونزازه &&& الذل ما يلقى عليه المداخيل
هزيم حطو حفرته بالعزازه &&& براس الطويله وارفع القبر بالحيل
ومن الذهب حطوا لقبره ركازه &&& ومن صافي الياقوت حطوا قناديل
حتى يجيه اللي بعيد ٍ منازه &&& ويلقى بقربه شمخ القود والحيل
اعتضت به ربع ٍ لقلبي لهازه &&& اعني هل العليا عصاة المشاكيل
علمي الى جاهم سريع ٍ نجازه &&& وانا لهم دايم على العدل والميل
هم فزعة المضيوم وهمه جهازه &&& وبالفعل للشعلان تشهد هل الخيل
شعلان فيهم بالحرايب فيازه &&& بجدع المدرع فوق قب ٍ مشاويل
ربع ٍ حماهم ما يقرب حجازه &&& وعدوهم أسقوه ويل ٍ بثر ويل
ان حل ضرب مخلص ٍ بالبرازه &&& ارووا حدود سيوف حدب ٍ مناحيل
احد ٍ يحوش الطيب غصب ٍ خزازه &&& وناس ٍ عن العليا ضعاف ٍ مهازيل
يبين لك فرق الذهب من بيازه &&& فرق ٍ بعيد ابعد من الجدي لسهيل
البيض ترضع لابن يابس عرازه &&& وبالالف يظهر واحد ٍ به تنافيل
تاخذ رفيعين المباني بزازه &&& يا ليتها تعتاض عنهم تباديل
ان قيل قلبك مصخر ٍ بانحيازه &&& قلت الوفا له وسط قلبي مناقيل
وانا احمد الله ما حضرني خزازه &&& واردون ثوبي ضافيات ٍ مظاليل
يسقيك يا دار ٍ شمالي عنازه &&& مزن ٍ من المنشا ركونه مخاييل




hghldv g,vks hgaughk