ارفق أولأ وثيقة تاريخية منقولة عن النسخة الاصلية والتي كتبت على جلد الغزال :
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكبر والتفاخر بقوله " كلكم لأدم وأدم من تراب "
وبعد
فأن العرب قبل الإسلام كانوا يقدمون قريشاً ويعظمونها لأنها بجوار بيت الله الحرام ؛ ثم زاد تكريمهم لها بعد الإسلام لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدمتها أهل بيته الأخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم . ومن أشهرهم في أوطاننا بالجفرة وفزان السادة الأشراف أشراف بلدة ودان والزيادين أولا الشريف أحميد بن الشريف زيدان وذريته الشريف محمد الفاسي الرضا الحسن وأولاده سلطنة في فزان لا يزال ديوانها معمور ولواء عدلها منشور وأبناء عمهم حمادي بن عبد الجبار بن عمران الذين تواتر فيهم تولي منصب القضاء ، وقد أفادني عمي الحاج عبد الهادي بن الحاج زيدان بن الحسن بحديث أعمامه عن أوراق كانت عند جدنا القاضي أبوبكر بن الحسن بن أبي بكر بن عبد العظيم تؤكد أنتساب أولاد موسى لأهل البيت وهم الذين اشتهروا بلقب القذاذفة ، وقد كانت لإبائهم روابط وثيقة مع أهالي وقبائل بلدان غريان وترهونة ومسلاته وتاجوراء ، كما تؤكد الأوراق المذكورة صحة أنتساب الجعافرة إلى سلالة أهل البيت ثم أنتقل للحديث عن القبائل والأسر التي ترجع أنسابها إلى أصول قريشية ويطلق عليها أسم القبائل الشريفة واذكر عنها ما وجدته في بعض الرسائل وعقود المعاملات وما سمعته من الروايات الموثقة والمتوافرة ومن بينها قبيلة (( الجهمة )) التي نزحت من صعيد مصر إلى برقة في منتصف القرن الرابع من الهجرة بسبب مطاردتها من كافور الأخشيدي الذي كان حاكم مصر ثم التحق بها بعض أخواتها من بني بدر والسعادنة الذين استقروا جميعاً في سلوق ثم تفرقوا منها لتكاثر عددهم إلى نواحي سرت وتاورغاء وترهونة ومسلاته والجفرة وفزان ؛ وكانت لهم مشاركة في المعارك التي جرت بقيادة الشيخ / يحي بن يحي ضد الطغيان الحكام الترك وظلمهم وتجبر عمالهم وأعوانهم من شيوخ القبائل الموالية لهم . كما وقفوا إلى جانب قلوب الشريف يحي المذكور وتلاميذه في مواصلة مقاومتهم للظلم والفساد ؛ ثم قاموا بتكوين حلف ضم معظمهم أولاد سليمان والهنادي وبعض الفروع من قبائل أخرى التي اتفقت على دفع ما نالها من طغيان الحكام الترك وظلمهم وسوء تصرفات أعوانهم الجبالية شيوخ أولاد سالم ومن في حوزتهم وقد جرت معارك بين الحلف المذكور يقوده الشيخ جبر بن موسى وبين الترك وأتباعهم في نواحي سرت وتاورغاء وبعض أماكن أخرى حتى تمكنوا من أضعافه لفترة من الزمن إلى أن استعاد قوته بقيادة الشيخ / منصور بن خليفة الذي أستمر في حرب الترك واتباعهم بدون هواده وكان الحلف المذكور يتعاون مع المعارضين لظلم الترك في نواحي غريان وترهونه ومسلاته وله علاقات وثيقة مع أولاد صوله من المحاميد ومن معهم في جهة الغرب ومع الجوازي والرعيضات في برقة مع دعم لأولاد محمد الفاسي في فزان والقتال معهم ضد الترك ومن معهم من أتباع أولاد الجبالي وأبناء المكني وأعوانهم ومن جملة فروع الجهمة المهادي – والبركات – والعبادلة – والحسون – الحساونة – وأولاد أخريص في بلدة زلة وبعض عائلات أهل سوكنة الذين بقى لأجدادهم انشاء قصبة شجار في منتصف القرن السابع من الهجرة ومعهم عائلات من أقاربهم بني بدر والسعادنة وبعض عائلات ترجع إلى قبائل من بني سليم وذلك في عهد الشيخ الحسن بن عبد العزيز بن موسى الغزاوي الجهمي ثم قاموا بتأسيس بلدة سوكنة في بداية القرن التاسع للهجرة يتقدمهم الشيخ / عبد العظيم بن محمد بن مسعود بن الحسن واجتهد في ترغيب سكان القصور للانضمام إليها ثم تواردت عليها عائلات أخرى ارتبطت مع جملة أهلها بعهد واحد يستوي فيه الجميع ، وبقيت قائمة بورثها إلى أن التحقت بسلطنة محمد الفاسي برعية من نفسه سنة " سبعة وخمسين وتسعمائة " من الهجرة 957 هـ ؛ وقد استجاب أهل سوكنة لدعوته للمشاركة في المقاومة التي وقعتقبل ارتباطهم بحلف أخوانهم الجهمة وأولاد سليمان والهنادي ومن معهم والقتال معه في بعض المعارك ضد الترك وأعوانهم مع محافظتهم علي بيعة السادة ولاة الأمر سلاطين أولاد محمد رعاهم الله والوفاء لهم بعهد النصرة والامتثال رحم الله إسلافهم وبارك في أخلاقهم ، ومن جملة القبائل والعائلات التي ترجع أنسابها إلى قريش أخواننا أولاد بن همال وأولاد وافي وأولاد بوطبل وأولاد جماعة والمزاوغة وقماطة والفواتير وهذا ما يسر الله تعالى جمعه من الرسائل الواردة من القبائل والعائلات المذكورة وشيوخها ومن المتواتر في الروايات المتواترة وذلك في شهر شعبان عام واحد وخمسين ومائة وألف هجرية 1151 هـ على يد العبد الضعيف عمر بن عبد الهادي بن عمر بن أبي بكر الحسن تاب الله عليه ، نقلها من الأصل الفقي عبد العظيم بن محمد بن عبد العظيم بن الحاج حامد بن الحاج زيدان بن الحسن في شوال سنة اثنان وأربعين ومائتان وألف هجرية 1242 هـ نقلها في بلدة زلة من الأصل الفقير إلى ربه تعالى الشيخ الحاج / محمد ابودرباله بن علي بن صالح لخريصي الجهمي يوم الثلاثاء الموافق : 5/1/2008م ؛ ونقلها بمدينة بنغازي بعد استلامها من الشيخ / عبد الواحد مساعد شلابي الجهمي الحاج / محمد خليل محمد خليل بن حسن بن قاسم الجهمي يوم الثلاثاء 25 صفر 1431 هـ الموافق : 9/2/2010م .
مواقع النشر (المفضلة)