النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: بيوت ملكية و أسر جعلية

بيوت ملكية و أسر جعلية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، الصادق وعده، و الناصر عبده، هازم الأحزاب وحده، و الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ووهب

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي بيوت ملكية و أسر جعلية

    بيوت ملكية و أسر جعلية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، الصادق وعده، و الناصر عبده، هازم الأحزاب وحده، و الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ووهب لنا الحسن، أحمده تعالى على وافر عطائه و جزيل نعمائه، و ما خص به بني العباس، في سائر الأزمان على كثير من الناس، فجعلهم أهل السلطان، و حملت أخبارهم الركبان، فتزينت الأمم بروائعهم الحسان، و الحمد لله الذي أظهر منهم طائفة، شملهم بعطفه، و أحاطهم بستره، و أنزلهم أرض السودان، و هم يومئذ عصبة لا حول لها و لا قوة، فوقاهم شر الفتن، و أعانهم على سوء المحن، فمكن لهم ما لم يمكن لمن قبلهم و لا بعدهم، فكاثروا الأمم، و أورثهم الله الأرض يقيمون فيها شرعه و سنة نبيه. فجابوا بلاد النوبة، و أذعنت لهم المقرة و سوبة، فما زالوا أهل القوة و المنعة، و أصحاب العلم و المعرفة. حتى غدوا من أظهر بني العباس في هذا الزمان.
    و الصلاة و السلام على سيد الخلق و الأنام، و على آله و صحبه الغر الكرام، اللهم صلي و سلم على الصادق المصدوق، النبي الأكرم و القائد الأعظم، الذي بلغ رسالته و أدى أمانته، و أعانه صفوة صحبه، و به علا شأن آل بيته، و صدق القائل: كم من أب قد علا بابن حوى شرفاً كما علا برسول الله عدنان. فأكرم به و أنعم من نسب اتصل برسول الله –صلى الله عليه و سلم-، و جعله الله أعلى الأنساب، مصاناً من الانقطاع، محفوظاً من الضياع، و حاز المراتب العلية، و نال من الشرف و السيادة الدرجات البهية السنية، صلى الله عليه و سلم و على آله دائماً كثيراً، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً.

    أما بعد، فهذا مبحث وجيز و مبسط لما قام بأرض السودان من ممالك و إمارات و مشيخات، و إن كان لمعظمها طابع قبلي بحت، فقد قام بأمرها أفراد و أسر جعلية من بني العباس، و ذلك استناداً لما جاء بالكتب عن أخبارهم، و ما اشتهر عن سيرهم. و دامت أغلب تلك الممالك إلى زمن مجيء الترك في سنة 1821م، فأصبحت توابع لدولتهم، تعين الحكومة من تراه مناسباً للقيام بأمرها.

    أقول و بالله التوفيق أن قبائل الجعليين مجموعة عباسية عظيمة، يرجعون بنسبهم إلى الأمير إبراهيم جعل –جد الجعليين- بن الأمير إدريس بن الأمير قيس بن الأمير يمن بن الأمير عدي بن الأمير قصاصبن الأمير كرب بن الأمير محمد بن الأمير أحمد بن الأمير ذي الكلاع بن الأمير سعد بن الأميرالفضل بن الأمير العباس بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة عبد الله بن العباس عم النبي –صلى الله عليه و سلم- بن عبد المطلب. و يسكن معظم أفرادها السودان، و آخرون استقروا بمصر و الحجاز، و ما جاور تلك البلدان، حيث أن منهم أهل علم و أهل صنعة، سافروا إلى الأمصار حاملين علمهم و ما آتاهم الله من صنائع، فطابت لهم و لذراريهم من بعدهم.
    كان الجعليون في وحدة إلى عهد الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-، بعده تفرقت كلمتهم، و ذلك بداية القرن السادس عشر الميلادي، و من ثم انبثقت إمارات حكمتها فروع من الجعليين، و لا يُعلم الكثير عن تفاصيل قيام تلكم الدول و لا تاريخ و ترتيب حكام العديد منها حتى القرن السابع عشر الميلادي، بسبب قصور في التدوين و التوثيق، لاعتماد الرواية على ما تناقلته الأجيال شفاهةً، فأصاب كثيراً منها النقص و شيء من الغموض، و قد خضع العديد منها لسلاطين سنار و لحلفائهم من شيوخ العبدلاب عقب سقوط مملكة علوة النوبية النصرانية في سنة 1504م، و غلب عليهم التنافس فيما بينهم إلى حين دخول جيوش محمد علي باشا بلاد السودان في العام 1821م.

    أما الممالك و الإمارات التي سنوردها، فهي على ثلاثة أقسام، القسم الأول ما اتفق على نسب حكامها الجعلي العباسي، و القسم الثاني لما اختُلِف و لم يثبت من نسب الأسر المالكة، و إنما نوردهم للعلم و زيادة في البحث في أمرهم و أنسابهم، و القسم الثالث لما قام خارج أرض السودان بحدوده الحالية.

    أما ممالك القسم الأول فهي:
    1- مملكة أرقو.
    2- ممالك البديرية.
    3- ممالك الشايقية.
    4- مشيخة المناصير.
    5- مملكة الرباطاب.
    6- مملكة الميرفاب.
    7- مملكة الجعليين.
    8- مملكة الجموعية.
    9- مملكة بني عامر.
    10- مشيخة الغديات.
    11- مملكة تقلي.
    12- إمارة بحر الغزال.

    و ممالك القسم الثاني:
    1- سلطنة دارفور.
    2- سلطنة المسبعات.

    القسم الثالث:
    1- سلطنة وداي.

    1935_1227623783.png

    و لقد اطلعت و استعنت بعد الله –عز و جل- بمراجع لا غنى عنها في تاريخ قبائل الجعليين و أنسابهم، و بالأخص كتاب تاريخ و أصول العرب بالسودان للفحل بن الفقيه الطاهر، و موسوعة الأنساب و القبائل للبروفيسور عون الشريف قاسم، و كتاب الجعليون لمحمد سعيد معروف و محمود نمر، و كتاب العرب – التاريخ و الجذور للصديق حضرة، و تاريخ العرب في السودان للسير هارولد ماكمايكل، و تاريخ و جغرافية السودان لنعوم شقير، و صور من حياة الشايقية في القرن التاسع عشر لعباس الزين، و تاريخ مملكة تقلي الإسلامية لعبد القادر دورة، و كتاب الزبير باشا-سلسلة مقالات و لقاءات للصحفية البريطانية فلورا شو مع الزبير باشا عام 1887م، و فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي لأبي الفيض عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي، و تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب و السودان لمحمد بن عمر التونسي، و كتاب تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال لعبد الرحمن عمر الماحي، و المجتمع التشادي في عهد الاحتلال الفرنسي للمؤلف السابق.
    و الشكر موصول لأخينا المهندس هشام بن الطيب بن هارون الجامعي الجعلي العباسي ابن ناظر عموم الجوامعة، و الأستاذ سيف بن سعيد الشايقي الجعلي العباسي، على ما قدماه من معلومات مفيدة لهذا العمل.
    و أنوه إلى أنه ربما حدث خطأ في ذكر بعض أعمدة النسب و ذلك بسبب عدم الاتفاق بين المراجع المختلفة في نسب تلكم الأفرع، و عند الله العلم الأكمل و الأشمل.
    كما أعددت مجموعة خرائط توضح مواقع تلك الممالك و بعض المدن الداخلة ضمنها.

    1935_1227624716.jpg


    1- دار المَحَس.
    2- أرقو.
    3- الخندق.
    4- دنقلة (الجديدة).
    5- دنقلة العجوز (القديمة).
    6- الدبة.
    7- الدفار.
    8- حنّك.
    9- مروي.
    10- كورتي.
    11- جزيرة مقرات.
    12- أبو حمد.
    13- أبو هشيم.
    14- العبيدية.
    15- بربر.
    الخطوط الزرقاء تمثل الحدود بين مناطق النفوذ، تعتبر المنطقة 1 أرض المَحَس، تليها منطقة الدناقلة و البديرية، ثم الشايقية، ثم المناصير، ثم الرباطاب، ثم الميرفاب في جنوب الخريطة.

    بقلم
    محمد بن عثمان الجعلي العباسي


    fd,j lg;dm , Hsv [ugdm


  2. #2
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    1- مملكة أرقو:
    جزيرة أرقو شمال مدينة دنقلة الحالية على مقربة من ديار المَحَس في أقصى شمال السودان، و هي جزيرة كبيرة في النيل كانت مقراً لحكم أسرة الحاكماب، بها قرى عديدة مثل مجرب و الترعة و الخلاصاب و الحفيرة و العباسية، بالإضافة لمدينة أرقو، و أغلب سكانها من الدناقلة، و المَحَس، و عدد من الأسر العربية. و الحاكماب هم من ذرية حاكم بن سلمة بن سعد الفريد بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.

    و انتقل حاكم بن سلمة الجعلي من جبال العرشكول بغرب النيل الأبيض إلى مناطق النوبة السفلى و قيل فاتحاً و استقر بجزيرة أرقو، و أنشأ سلالة الحاكماب، و كان ذلك في حوالي الثلث الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي (1470-1500م).
    و من أشهر ملوكهم الملك حمد و هو ابن الملك محمد بن الملك حمد بن الملك عبد الدائم بن الملك طه بن الملك الزبير بن الملك الحاج محمد بن الملك طمبل بن الملك محمد بن الملك إدريس شرشر بن الملك حاكم بن الملك أرحم بن الملك اشاب بن الملك عثمان بن الملك حاكم بن الملك سلطان بن الملك جميل بن الملك حاكم بن سلمة بن سعد الفريد بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي، ولد في سنة 1845م، قد عينه الأتراك كاشفاً على أرقو في الفترة 1871 – 1873م أيام حسين باشا خليفة، و بعد اندلاع الثورة المهدية و سيطرتها على السودان، عينه خليفة المهدي، عبد الله التعايشي أميراً، و عند الاحتلال الإنجليزي 1896م عين عمدة على أرقو، و خلفه ابنه محمد ثم حفيده حمد بن محمد بن حمد الملك الذي أصبح عمدة على أرقو. و توفي الملك حمد في سنة 1908م.


    صورة الملك محمد بن حمد الملك الحاكمابي الجعلي العباسي

    (المصدر: تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل؛ موسوعة عون الشريف)

  3. #3
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    2- ممالك البديرية:
    تعتبر قبيلة البديرية الجعلية العباسية من أشهر فروع المجموعة الجعلية و ينتشرون على ضفاف النيل ما بين الدناقلة شمالاً و الشايقية جنوباً و شرقاً، كما لهم تواجد كبير بكردفان بغرب السودان. و البديرية هم أبناء محمد البدير بن سمرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.

    و قامت لهم ممالك منها مملكة الخندق و الدفّار، و كلاهما تقعان بمحاذاة النيل، أما مملكة الخندق فهي بين دنقلة و الدبة، و تقع على شاطئ النيل جنوب دنقلة بحوالي خمسين ميلاً، و لها تاريخ تجاري طويل حيث تمر بها تجارة طريق الأربعين بين مصر و السودان و يحترف سكانها التجارة، و كان يسكنها العديد من الأسر و العشائر الذين اختلطوا بالمصاهرة. و من أشهر ملوكها الملك بشير البديري ملك الخندق في القرن الثامن عشر الميلادي، يقال أنه سكن القلعة الحمراء و حفر الخندق حولها ليمنع غارات الشايقية و الدناقلة، و هو الذي هزم الملك جاويش الكبير ملك الشايقية بعد أن استفحل أمره و غلب الممالك المجاورة الأخرى.
    أما الدفّار فهي منطقة بين الدبة و مروي، و سكنها البديرية و يدعون بالدفّارية، و يرجعون بالنسب إلى الملك صلاح بن محمد دهمش بن محمد البدير بن سمرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي. قامت مملكة الدفار في منطقة الدفار و استمرت إلى ما قبل الفتح التركي إذ خربها الشايقية و طردوا أهلها و كان ذلك أواخر القرن الثامن عشر. و كان آخر ملوك الدفّار الملك حماد ضريس بن الملك موسى الأصغر بن الملك محمد الأمين بن الملك حماد بن الملك أبيض بن الملك أرباب نصر الله بن الملك صلاح بن الملك موسى الأكبر بن الملك محمد بن الملك صلاح بن محمد دهمش بن محمد البدير بن سمرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي.

    (المصدر: تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل؛ موسوعة عون الشريف)

  4. #4
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    3- ممالك الشايقية:
    قبيلة الشايقية إحدى أكبر قبائل المجموعة الجعلية عدداً، و أكثرها شهرة، و أشدها تأثيراً على شمال السودان، و اشتهر عن تاريخهم أنهم كانوا أهل غزو و سلطة على من جاورهم من القبائل، و في أواسط القرن الثامن عشر تجمعوا بخيلهم و رجالهم و هاجموا ممالك النوبة فتغلبوا عليهم جميعاً و خربوا دنقلة العجوز و قتلوا الكثير من أهلها، و صالحهم ملوك الدناقلة على جزية سنوية تساوي نصف دخل بلادهم، و كانوا هم يدفعون الجزية لملوك سنار حتى قويت شوكتهم و أخضعوا دنقلة، فامتنعوا عن أدائها.

    و قامت مملكة الشايقية أولاً على أطلال مملكة نبتة القديمة على ضفاف النيل، و امتدت من الشلال الرابع إلى الدبة، و كان مركزها مروي و إلى شمالها ممالك الدفار و دنقلة و الخندق و أرقو، و جاوروا المناصير شرقاً و البديرية و الدناقلة غرباً، و يرجع الشايقية بنسبهم إلى الأمير شايق بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-. و يقال أن شايق لقب و اسمه هو محمد، و ارتحل إلى جهات مروي إثر تولي أخيه غانم بن حميدان رئاسة الجعليين في بداية القرن السادس عشر تقريباً، و عرف عنه فروسيته و شجاعته، فأقام على أرض النوبة بالشمال، و تملك الأراضي، و من ثم ورثها أبناؤه من بعده. و بعد ذلك دب الخلاف بينهم و أدى ذلك لقيام ممالك أهمهما مملكتا الحنّكاب و العدلاناب، و دام التنافس بينهم إلى أن دخل جيش محمد علي باشا السودان في سنة 1821م.
    أما الحنّكاب، فينسبون لحنّك، و هي بلدة كبيرة عن يمين النيل قرب كورتي، و هم أحد فروع الكدنقاب –نسبة لمحمد كدنقا بن شايق- الشايقية، و ينتسبون إلى الأرباب يوسف (جد الحنكاب) بن محمود بن الحاج محمد بن صالح بن محمد كدنقا بن شايق بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي. و اشتهر من ملوكهم الملك صبير بن الملك بشير بن لقمان بن الملك صلاح بن الأرباب يوسف بن محمود بن الحاج محمد بن صالح بن محمد كدنقا بن الأمير شايق، ملك الحنكاب الشايقية أول أيام الأتراك، و كانت عاصمة ملكه حنّك، و للملك صبير سجل حافل بالبطولات، ففي أعقاب هجوم المماليك على دنقلة عام 1812م هاجم صبير الملك طنبل محمد إدريس ملك أرقو، كما قاوم مع ملوك الشايقية الغزو التركي في معركتي كورتي و جبل ديجة أواخر عام 1820م. و بعد ذلك انضم للجيش التركي و صاحب إسماعيل باشا إلى أعالي النيل الأزرق عام 1821م.
    و فيما يتعلق بمملكة العدلاناب، فهم فرع كأبناء عمومتهم الحنكاب ينتمون لفرع الكدنقاب الشايقية، و مقرهم في كجبي شمالي مروي. و يرجعون بنسبهم إلى الملك محمد العادل –و منه العدلاناب- بن الملك صالح بن محمد كدنقا بن الأمير شايق بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي. و اشتهر من ملوكهم الملك جاويش –أو شاويش- الكبير، ولد بكجبي حوالي سنة 1738م. و كان من أشهر أبطال العدلاناب، و بدأ أول أعماله بتأليف العصابات و شن الغارات تارة على الميرفاب في بربر و الرباطاب في أبي حمد و المناصير و الحسانية في جبل الجلف و البديرية في الشمال، و أخذ يضم الشايقية من غير جماعته فتضخم جيشه و طمحت نفسه للسيطرة، فأكثر من الغزو مما روع الناس و دفع ببشير ملك البديرية بالخندق للتفكير في كبح جماحه، فقابل جاويش في معركة حاسمة و صمد البديرية، و هزموا جاويش و جنده، ثم ترجل جاويش عن فرسه و جلس على الفروة كعادة أبطال السودان فأجهز عليه فرسان البديرية و أسر كثير من الشايقية و كان كثير منهم جرحى فعالجهم الملك بشير و أكرمهم و أعادهم على مراكب، و استطاع جاويش إخضاع الإمارات الصغيرة لإدارته حتى لقب بحامل اللواء الأعظم للشايقية، و كان مقتله في حوالي 1782م. و من نسله الملك جاويش الثاني بن الأرباب الفاضل بن الملك جاويش الكبير الذي ولد في بلدة حنك، و كان ذا همة عالية و تدبير لكن الحروب شغلته، فحارب السعداب في المتمة و الميرفاب في بربر و الرباطاب في أبي حمد و الجموعية و العبدلاب و أقض مضاجع أعدائه، و في أثناء ذلك جاءت طلائع الجيش التركي بقيادة إسماعيل باشا، فحارب إسماعيل باشا ستة أشهر فلما عجز، انهزم الشايقية إلى مروي، و ذهب جاويش جنوباً لشندي عن طريق النيل يرافقه مائتا فارس من العدلاناب، و قام الملك صبير الحنّكابي بالعائلات و غالب الجيوش بطريق صحراء بيوضة، و التقى الفريقان بالمتمة و حصل الاتفاق بينهم و الأتراك في جبل جاري، و عين الملك جاويش سنجكاً في الجيش التركي، و سار بكتيبته فاحتل فازوغلي بجنوب شرق السودان 1822م، و رفع العلم التركي عليها، و أدرك المك نمر 1823م حال فراره من شندي و بدد جيشه، و فرش المك نمر و استعد للقتل و لكن جاويش أمر الجيش بالكف عن إطلاق النار عليه و تركه يذهب للحبشة، و شارك جاويش في حروب عديدة على حدود الحبشة، و تقاعد لكبر سنه و أقام في حلفاية الملوك و توفي 1825م.

    (المصدر: تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل؛ موسوعة عون الشريف؛ صور من حياة الشايقية في القرن التاسع عشر لعباس الزين).

  5. #5
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    4- مشيخة المناصير:
    امتدت من الشامخية إلى الشلال الرابع بالنيل و مركزها السلامات بالقرب من الكربكان، و سكنتها قبيلة المناصير من ذرية منصور بن قحطان بن سعد الفريد بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-. و سكناهم بين الرباطاب شرقهم و الشايقية غربهم.و بسبب حروبهم مع الشايقية استعانوا بالبجة و امتزجوا بهم، كما اختلطوا بعرب الكواهلة، و لم أجد الكثير عن تاريخهم غير أن الكثير منهم نزح عن المنطقة بسبب قسوة الطبيعة و غارات الشايقية المتكررة عليهم، فاستقر عدد منهم بكردفان و آخرون بنواحي عطبرة و بادية كبوشية.


    (المصدر: تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل؛ موسوعة عون الشريف)

  6. #6
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    5- مملكة الرباطاب:
    الرباطاب هم ذرية رباط أبو شملة بن بشارة بن ضياب بن غانم بن حميدان بن صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-. مسكنهم إلى حد الميرفاب جنوباً عند وادي السنقير و المناصير يحدونهم من الغرب عند الشامخية، و مركزهم أبو حمد. و هم معروفون بسرعة الخاطر والذكاء والشجاعة الزائدة، حاربوا الجيش الإنجليزي المار بالنيل لنجدة غردون المحاصر بالخرطوم عام 1885م، وقتلوا قائدهم، ولم يفلت منهم غير القليل، وكسروا مركب الجيش وهزموه هزيمة منكرة، ولهم باع في التجارة. و اشتهر من ملوكهم أبو حجل بن العقيد بن رحمة بن عجيب –جد العجيباب- بن رباط بن فرنيب بن عوض الكريم بن ضياب بن صلاح بن رباط أبو شملة بن بشارة بن ضياب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي. ولد أبو حجل بالكدّق 1757م، و أبناؤه يدعون بالحجلاب، و قد عاش في أواخر دولة سنار، و استطاع توحيد جنوب الرباطاب، ثم وحد عقداء الرباطاب في مملكة صغيرة أطلق عليها اسم مملكة الرباطاب، و قد أعجب الأتراك بإدارته، و في سنة 1821م عينه إسماعيل باشا ملكاً أو ناظراً لخط أبي هشيم الذي هو القسم الجنوبي من الرباطاب، حيث أن الأتراك قاموا بتقسيم دار الرباطاب إلى ثلاثة مناطق و تسمى بالخطوط، خط الباقير و عين له محمد عوض الله من الضعيفاب –ذرية ضعيف بن فرنيب بن عوض الكريم بن ضياب بن صلاح بن رباط أبو شملة-، و خط مقرات و عين له بشير رحمة من البديراب –ذرية بدير بن فرنيب بن عوض الكريم بن ضياب بن صلاح بن رباط أبو شملة-، و خط أبو هشيم و من نصيب آل أبو حجل العجيبابي الرباطابي، و شهد أبو حجل حرب المناصير و الشايقية و الميرفاب ، و توفي سنة 1830م. و من أولاده محمد و رحمة و سليمان، و أصبح سليمان حاكماً على خط أبو هشيم، أما ابنه محمد (1827 – 1887م) فقد عينه حسين بك خليفة في عام 1871م معاوناً للإدارة في دنقلة، و عند قيام المهدية انضم إليها و قتل أبناؤه الثلاثة: موسى في معركة الكربكان –عند دار المناصير- عام 1885م، و محمد في توشكي –في صعيد مصر- 1889م، و عمر في معركة أبو حمد 1897م، و كان عمر محمد أبو حجل من أمراء المهدية و قتل 1897م و هو يدافع عن أبي حمد ضد القائد الإنجليزي هنتر الذي زحف من مروي للسيطرة على هذا الموقع الإستراتيجي. و كان العجيباب هم الأسرة الحاكمة في التركية و المهدية و لكن مركزهم تزعزع في الحكم الثنائي لصالح البديراب تحت قيادة الشيخ عمر بن البشير بن رحمة بن محمد بن بطران بن رحمة بن علي بن بدير بن فرنيب بن عوض الكريم بن ضياب بن صلاح بن رباط أبو شملة الجعلي.


    (المصدر: تاريخ العرب لماكمايكل؛ تاريخ السودان لشقير؛ موسوعة عون الشريف)


  7. #7
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    6- مملكة الميرفاب:
    تقع شمالي دار الجعليين بين مقرن نهري عطبرة و النيل جنوباً و وادي السنقير شمالاً و مركزهم بربر. و قد اشتهر الميرفاب بالكرم و النباهة كما اشتهروا بالشجاعة، و كانت بلادهم معبراً هاماً للتجارة و القوافل من و إلى مصر و البحر الأحمر عبر ميناء سواكن. و هم ذرية محمد ميرف بن ضيغم بن إدريس الأسد بنبشارة بن ضياب بن غانم بن حميدان بن صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.

    اشتهر من ملوك الميرفاب الملك حسب الله و هو أول من تلقب بالملك و كان من قبل يدعى شيخاً و لما أصبح ملكاً جار على الناس و أساء إلى الشيخ عبد الله الأغبش البديري، فدعا عليه فمات سنة 1738م، و نودي بعده بالملك لرحمة بن الأرباب الصائم بن رحمة البخيت بن سويكت بن رحمة أبو ختام بن محمد الفرنيب بن محمد ميرف بن ضيغم بن إدريس الأسد بنبشارة بن ضياب بن غانم بن حميدان بن صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي،و كان عاقلاً كريماً يقرب أهل العلم و الصلاح، و توفي حوالي 1747م، و جاء بعده الملك عبد الكريم المتوفى 1769م، و جاء بعده الملك حسن عمران و هو ابن أخ الملك عبد الكريم، انتخب لعقله و فضله و ظل 45 عاماً في ملكه ثم توفي حوالي 1814م. ثم جاء بعده الأرباب فرح و هو ابن عمر عمران و أول من تلقب بالأرباب و كان عالماً عاملاً اشتهر بالكرم و أقطع الأراضي للعلماء و واسى الفقراء مما أثار حسد أعدائه و كان على رأسهم الشيخ الصادق بن اللبيه بن الأرباب الصائم الذي أثار عليه الناس، و كادت الحرب أن تقع لولا زهد الأرباب فرح الذي ترك بربر و سكن السلمة و دار مالي حسماً للصراع، واستلم الملك الصادق بن اللبيه و كان حازماً، و لكنه تنازل لابنه نصر الدين بن الصادق، و لقد ولد الملك نصر الدين في سنة 1761م، و كان أبناء عمه الرحماب –ذرية رحمة بن الأرباب الصائم- ينازعونه الملك و تألبوا عليه، و عندئذ هاجمه الملك جاويش الشايقي في جيش عظيم في بلدة أبي حراز شمال النيل و استطاع الميرفاب رد غارة الشايقية، و لكن الرحماب وجدوها فرصة سانحة لخلع نصر الدين فناشبوا اللبياب –ذرية اللبيه بن الأرباب الصائم- الحرب في فترات متقطعة لثماني سنوات. و حين سافر نصر الدين للحج ترك ابنه أبو لكيلك عند الملك أبي حجل ملك الرباطاب خوفاً عليه من الرحماب و النعيماب –ذرية نعيم بن الأرباب الصائم-، الذين توعدوه بالقتل بمجرد سفر أبيه و قتلوه. و لما علم نصر الدين بذلك لم يرجع للسودان بل عرج إلى القاهرة و قابل محمد علي باشا و شرح له أحوال البلاد مما أغرى محمد علي بغزو السودان عام 1821م، و رافق نصر الدين الحملة كضابط سياسي في خدمة إسماعيل باشا إلى أن تم فتح السودان، و هناك ألزمت الحكومة التركية الميرفاب بالخضوع لنصر الدين الذي ظل ملكاً حتى وفاته عام 1837م، ثم خلفه حفيده عبد الماجد بن أبو لكيلك بن نصر الدين الذي أصبح من أمراء المهدية و أبطالها و قتل شهيداً عام 1885م، و خلفه ابنه اللبيه بن عبد الماجد الذي كان عمدة بربر و رئيس الحكومة المحلية.

    (المصدر: تاريخ السودان لشقير؛ موسوعة عون الشريف)

  8. #8
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    7- مملكة الجعليين:
    هؤلاء هم الجعليون الخُلَّص أو كما سماهم ماكمايكل "Ga'aliin Proper"، حيث أنهم و بعد تولي الأمير جموع بن الأمير غانم بن الأمير حميدان الجعلي لزمام الأمور في قبيلة الجعليين، تنازع الإخوة و أبناء العمومة على الزعامة، و انتقل الأمير جموع إلى جبل الأولياء جنوب الخرطوم مباشرة، و توفي هناك، و خلفه أخوه الأمير ضواب الذي سار شمالاً و أقام عاصمته عند مدينة شندي على الضفة الشرقية للنيل شمالي الخرطوم، و منذ ذلك الزمان –أي القرن السادس عشر الميلادي- صار هو و ذريته من بعده الجعليين و احتفظوا بهذا الاسم إلى يومنا هذا، و انحصر ملك الجعليين بين الشلال السادس شمال الخرطوم إلى ملتقى نهر عطبرة مع النيل شمالاً بجوار ديار الميرفاب.

    و قد اشتهر الجعليون في السودان بالفروسية و اقتحام الأخطار، و لهم وقائع معدودة مع الفونج أصحاب سلطنة سنار، و الشايقية، و قبائل البادية المجاورين لهم كالشكرية و الكواهلة و البطاحين، و كانت عاصمتهم شندي كما ذكرنا، و كانت شندي قبيل الفتح التركي من أهم مراكز التجارة في السودان، و قد وصفها كايو –الفرنسي الذي رافق حملة محمد علي باشا إلى السودان- بأنها بلدة عامرة فيها نحو 900 بيت و 7000 نسمة و بيوتها مربعة الشكل و كلها طبقة واحدة إلا بيت الملك فإنه كان طبقتين و مطلياً بالجير، و كان عند الملك نمر نحو 300 فارس و أربعين عبداً مسلحين بالبنادق و هم رجاله الأخصاء و لكن كان إذا هاجمه عدو قام الجعليون كلهم لنصرته. و اشتهر من الجعليين فرع السعداب من ذرية الملك سعد أبو دبوس بن الملك عبد السلام بن الملك عبد المعبود بن الملك عدلان بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي العباسي، فلقد تزعموا القبيلة حتى مجئ الأتراك عام 1821م، و من فرع السعداب، اشتهر الملك إدريس بن الملك الفحل بن الملك سعد بن الملك إدريس بن الملك عبد السلام بن الملك إدريس بن الملك سعد أبو دبوس الجعلي، ملك الجعليين في خلال القرن الثامن عشر الميلادي، قيل فيه أنه أقوى فرسان زمانه و ما بارز فارساً إلا غلبه، و عرف عنه عدله و كرمه، و في ذلك الحين كانت عاصمته المتمة على الضفة الغربية للنيل، و التي انتقل إليها من قبله جده الملك سعد بن الملك إدريس بن الملك عبد السلام بن الملك إدريس بن الملك سعد أبو دبوس الجعلي، في حين أن وكيله في شندي كان الأرباب نمر بن الملك عبد السلام. و خلف الملك سعد أباه الملك إدريس في أثناء ذلك كان بشندي الأرباب محمد بن الأرباب نمر، و أراد الاستقلال بالشرق في أيامه، ما أثار الحرب بين الجانبين، و دامت الحرب سجالاً، و قتل الأرباب محمد بن الأرباب نمر على يد الفونج، و استمر الحال إلى أن تقلد الملك نمر بن الأرباب محمد بن الأرباب نمر زمام أمور أتباع أبيه، و اتجه نحو شندي لاستردادها و أفلح في ذلك، أما الملك المساعد الذي خلف أباه الملك سعد، فقد كادت أن تقع بينه و بين الملك نمر موقعة عظيمة، لولا توسط الحكماء، فاستوى الأمر أن تكون شندي و شرق النيل للملك نمر، و أن تكون المتمة و غرب النيل للملك المساعد و كان ذلك بداية القرن التاسع عشر الميلادي، و استمر الحال كذلك إلى أن دخلت جيوش الأتراك السودان عام 1821م.
    و الملك نمر، أو المك نمر كما يقال محلياً، هو ابن الأرباب محمد بن الأرباب نمر و أمه من العبدلاّب، ولد في سنة 1785 م، و كان صغيراً عندما قتل أبوه، و عاش في كنف عمه الأرباب سعد بن الأرباب نمر، في منطقة البطانة بين نهر النيل و نهر عطبرة، و في عام 1802م انتهز المك نمر فرصة انشغال الفونج بحرب المسبعات في كردفان، فكر على الملك المساعد و استعاد شندي، و تم الصلح النهائي بينهما في العام 1818م، و قسمت مملكة الجعليين كما ذكرنا آنفاً، و تزوج المك نمر من الشكرية من آل أبي سن و هم شيوخ القبيلة التي تسكن منطقة البطانة. و عند مقدم جيش إسماعيل باشا سنة 1821م إلى السودان و وصوله ديار الجعليين، استسلم له و لكن سرعان ما حدث أن أهان إسماعيل باشا المك نمر، مما دعاه للانتقام، فأحرق الباشا في شندي، و قتلت حامية الجيش في المتمة، و تم ذلك بالتعاون مع المك المساعد. و لكن كان رد فعل الدفتردار عنيفاً، و هو المرافق لإسماعيل باشا و كان عندها قائداً على الجيش بجهات كردفان، فعاد بعد تجهيز حملة انتقامية جديدة، و سار نحو المتمة فحرقها و قتل أهلها و كذا حدث في سائر قرى الجعليين، فشردوا و مزقوا شر ممزق، و منهم من اتجه صوب الحبشة، كما فعل المك نمر و أهله، و منهم من اتجه صوب تقلي بجنوب كردفان، و كانت ذلك الحدث معروفاً في التاريخ المحلي باسم "قتلة أو كَتْلَة المتمة الأولى"، أي مقتلة المتمة و التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء و سقطت مملكة الجعليين. و أما المك نمر، فسار بصحبة أهله نحو البطانة عند ورود الأنباء عن مجيء الدفتردار للانتقام، و قيل أن أهل الرأي بشندي نصحوه بالخروج من البلد، و لكن ذلك لم يشفع فحدث ما حدث و لوحق المك في سهول البطانة، و حدثت معارك ضارية بينه و من معه و بين الجيش الملاحق له و كان منهم فرسان الشايقية بقيادة جاويش العدلانابي الشايقي، و لكنه كف أيدي الجند عنه و تركه يمضي في سبيله. و عند وصوله للجبال على تخوم الحبشة استقر بها و أقام عاصمته التي أسماها المتمة، و توفي المك نمر في سنة 1825م، و خلفه ابنه عمر. و في وصف المك نمر، جاء أنه كان أسمر فاتح طويل القامة متوسط الجسم جميل الشكل.


    صورة للمك نمر موجودة بكتاب "الجعليون"، و ربما تكون تشبيهاً، و الله أعلم.

    أما دار الجعليين فلقد نصبت الحكومة التركية بشير بن عقيد المسلمابي الجعلي على المنطقة بكاملها، و خضعت له إلى أن تم عزله، و خلفه في المتمة الحاج سليمان بن فرح النفيعابي الجعلي، و استمر الحكم لآل فرح النفيعاب إلى زمن المهدية، و كان على الجعليين في ذاك الوقت الحاج علي بن سعد بن بن الحاج سليمان بن فرح، الذي بايع المهدي و قاد الجعليين في المعارك ضد الإنجليز و الأتراك، و بعد وفاته -و قيل قتل مسموماً- تولى أخوه عبد الله بن سعد زعامة القبيلة، و لم تكن العلاقة بينه و بين خليفة المهدي عبد الله التعايشي على ما يرام، و تطور الأمر إلى مرحلة الصدام في أخر سنة للمهدية عام 1898م، فعندها حدث خلاف بين عبد الله بن سعد و عبد الله التعايشي أدى لتوجيهه للجيش بقيادة محمود بن أحمد، و الذي يفترض سيره لملاقاة جيش الإنجليز القادم من الشمال، فسار باتجاه المتمة، و بلغ عدده نحو ثلاثين ألفاً مزودين بالبنادق و المدافع، و ثبت عبد الله بن سعد و معه فرسان الجعليين، و لكن النتيجة كانت محسومة مسبقاً فتم سحقهم، و قتل الأمير عبد الله بن سعد و قتل عدد كبير من أهله، و تفرق الجعليون مرة أخرى في سائر أنحاء البلاد، و إلى اليوم لا زالت أسر جعلية تعيش في أقاليم السودان المختلفة على إثر ذلك الحدث الرهيب و الذي عرف بـ "كَتْلَة المتمة الثانية".
    و بعد أن انفض سامر المهدية عينت الحكومة الجديدة أحد قرابة الأمير عبد الله بن سعد زعيماً للجعليين، و هو إبراهيم بن الحاج محمد بن سليمان بن فرح النفيعابي الجعلي، و منح درجة البكوية، و أطلق مصطلح "الناظر عموم" على منصب رأس الجعليين، و دامت النظارة في بيت آل إبراهيم بك فرح إلى أن تم حل نظام الإدارة الأهلية في عهد الرئيس السابق جعفر نميري عام 1970م، و كان آخر ناظر عموم للجعليين هو الناظر إبراهيم بن الناظر الحاج محمد بن الناظر إبراهيم بك بن الحاج محمد بن الحاج سليمان بن الشيخ فرح بن أحمد بن محمد بن حمراي بن مري بن علي بن نفيع –جد النفيعاب- بن الملك عدلان بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي العباسي.

    (المصدر: الجعليون لمعروف و نمر؛ موسوعة عون الشريف ؛ تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل)



  9. #9
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    8- مملكة الجموعية:
    الجموعية هم بشكل عام أبناء الأمير جموع الكبير بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-، و لكنه يطلق أحياناً على وجه الخصوص لذرية الأمير جموع بن الأمير منصور بن الأمير جموع الكبير بن الأمير غانم الجعلي، و إذا أخذنا المجموعة الكبرى للجموعية فأكثرهم من بني منصور بن الأمير جموع الكبير، فمنهم الجميعاب أبناء جميع بن منصور بن الأمير جموع الكبير، و منهم الفتيحاب أبناء إبراهيم فتاحة بن منصور بن الأمير جموع الكبير، و بجانب الجموعية أبناء جموع بن منصور بن الأمير جموع الكبير.

    امتدت مملكة الجموعية في غرب النيل الكبير و النيل الأبيض من الشلال السادس شمال الخرطوم حتى المنطقة المقابلة لجبل الأولياء غرب النيل الأبيض، و مركزهم عند جبل حنيك و هو جبل جنوب أم درمان مواجه لجبل الأولياء، و استقر عدد من الجموعية شرق النيل في الحلفاية شمالي الخرطوم و كانت تبعاً لهم إلى أن ضمها العبدلاب إلى أملاكهم. و رغم أن ملوك الجموعية كانوا تحت حكم العبدلاب، إلا أنهم في معظم الأحوال كان لهم استقلالهم بعد أداء ما عليهم من التزامات مالية، كما كان لهم نحاسهم –و هو طبل الحرب و يرمز لاستقلال القبيلة-، و كثيراً ما كانت تقوم بينهم و بين العبدلاب الحروب، كانت آخرها ما حدث بين الشيخ ناصر الأمين آخر شيوخ العبدلاب و الملك المحينة زعيم الجموعية و انتهى الأمر بأن استعاد العبدلاب سيطرتهم، و كان بيت الرئاسة في النايلاب من بني الملك نايل بن الملك حمد بن الملك محمد أبو حسيس بن الملك إبراهيم بن الملك منصور بن الأمير جموع الكبير الجعلي، و من ملوكهم الملك ناصر بن الملك إبراهيم بن الملك أبي بكر بن الملك سليمان بن الملك نايل بن الملك حمد بن الملك محمد أبو حسيس بن الملك إبراهيم بن الملك منصور بن الأمير جموع الكبير الجعلي، ولد سنة 1856م في جبل حنيك عاصمة الجموعية، و استلم رئاسة القبيلة من الناظر سليمان بن إبراهيم أيام الحاكم غردون الأولى (1877 – 1880م)، و أصبح أميراً على القبيلة أيام المهدية منذ 1884م، و ذهب و قبيلته مع الأمير المهدوي حمدان أبو عنجة في حرب الحبشة، و حارب في كرري 1898م، ثم أصبح بعد ذلك عمدة للجموعية منذ عام 1899م حتى وفاته عام 1910م، فخلفه ابنه محمد الذي توفي عام 1969م. و من مجموعة الجموعية الجميعاب و منهم الزبير باشا رحمة الجميعابي حاكم بحر الغزال و الذي سيأتي ذكره لاحقاً، و من الجموعية ملوك تقلي و سيأتي ذكرهم أيضاً.

    (المصدر: موسوعة عون الشريف ؛ تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل)

  10. #10
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    9- مملكة بني عامر:
    قامت في الصحراء الشرقية بين البحر الأحمر و خور بركة شرقاً و غرباً و بين عقيق على البحر الأحمر و بلاد الحبشة شمالاً و جنوباً، و البني عامر قبيلة تعيش بين السودان و دولة إريتريا، و هي مؤلفة من بدنات مختلفة، و كثير منهم في الأصل من البجة، إلا أنه تملكهم البلو الذين يقال أنهم جاؤوا من الحجاز، و ظل الحال إلى أن جاء النابتاب من ذرية عامر نابت من الجعليين، فاتخذوا شياخة القبيلة، فسموا ملوكاً و لغتهم العربية، و لكنهم يعرفون رطانة البجة و الخاسة و رجال قبيلتهم يلقبونهم بلقب "دقلل" و هو بمثابة أرباب عند ملوك العرب، و قد كانوا يمهرون نساءهم من قبائل البجة و الخاسة فتسمت أكثر بدناتهم بأسماء مشايخ النابتاب، و أما الذين لا شيخ لهم من النابتاب فقد حفظ فيهم اسم البجة، و كانوا أتباعاً لسلاطين سنار مباشرة، و الذين اعترفوا بهم ملوكاً على قومهم. و في ذلك قصة رواها الفحل في كتابه، أنه اشتهر بأن تلك الأقوام كان يحكمها البلو –و ربما هم قبيلة بلي العربية-، ثم وفد إلى ملكهم الفقيه علي نابت بن عامر بن مقدم بن أحمد سوليق بن شاع الدين –جد الشعديناب- بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-، و كان ذلك بين نهاية القرنين السادس عشر و بداية السابع عشر الميلادي، فنال حظوة لدى الملك و من ثم زوجه بنته، و لم يرض أفراد حاشية الملك بما جرى، فتآمروا على قتل الفقيه علي نابت، و تم لهم ما أرادوا، و عندما كبر ابن الفقيه المقتول و اسمه عامر نابت، التجأ لدى أعمامه الجعليين، فعرفوه و أباه، و وقفوا إلى جانبه لدى سلطان سنار الذي كانت تتبع له بلاد البجة، فوافقهم و تمكن عامر نابت بن الفقيه علي من الاستيلاء على الملك من البلو، و جعله سلطان سنار نائباَ عليه في تلك البلاد، و سمي و ذريته بالملوك، و حملت مجموعات تسكن تلك الأرجاء اسمه فسموا بالبني عامر، و هم ليسوا من بنيه لصلبه و إنما بيت الحكم فحسب.


    (المصدر: موسوعة عون الشريف ؛ تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل)

  11. #11
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    خريطة السودان المصري قبيل سيطرة المهدية، حوالي عام 1885م.


    1- المتمة.
    2- شندي.
    3- سنار (عاصمة سلاطين الفونج).
    4- الخرطوم.
    5- الأبيض (حاضرة إقليم كردفان).
    6- تقلي.
    7- الفاشر (حاضرة إقليم دارفور).
    8- ديم الزبير (عاصمة إمارة الزبير باشا ببحر الغزال).
    9- أبّشّي (عاصمة وداي).


  12. #12
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    10- مشيخة الغديات:
    أوردتهم هنا لدورهم التاريخي في كردفان و تحالفهم و تمثيلهم لسلاطين سنار في المنطقة، رغم أن نفوذهم و تواجدهم بدأ بالاضمحلال في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي لصالح قبيلتي الجوامعة و البديرية، و اللتان تشكلان أكبر مجموعتين في كردفان في الوقت الحاضر، بسبب انخراط الغديات في حروب مع القبائل المحلية في كردفان و حروبهم مع المسبعات و من ثم الأتراك، ما حد من قوتهم و نفوذهم.

    و الغديات قبيلة تسكن كردفان جنوبي مدينة الأبيض على أطراف جبال النوبا، ولهم قوة ومنعة ومنهم مزارعون وأرباب ماشية وهم معروفون بالشجاعة والكرم، وكانوا يغزون النوباويتسرون منهم –أي يتخذون سراري من النوبا-، و ينتسبون إلى غدي بن سميرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-. و كان مركزهم في السواني، و من مناطقهم مَلْبِس و علوبة و الدويمة. تذكر روايتهم أنهم استقروا أولاً قرب جبل كرباج و مَلْبِس، ثم طردوا النوبا من جبل كردفان –جنوبي الأبيض- و حلوا محلهم و بسطوا نفوذهم على البديرية و الجوامعة و أصبح زعيمهم مندوباً عن سلطان سنار الذي خلع عليه لقب مانجل، و المانجل لقب هو في الأصل مانْجُلُك، و عرف به شيوخ العبدلاب و ملوكهم في سلطنة سنار، و قال شقير أنها مشتقة من: ما نَجَلُّ إلاّك، و الله أعلم، و فرض سلطان سنار ضريبة سنوية يؤديها زعيم الغديات إلى السلطان، و من ثم ظلت كردفان إسمياً تحت سيطرة الفونج. و لما سيطر المسبعات على كردفان في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، و هزموا الفونج –أصحاب دولة سنار-، تصدى لهم الغديات بقيادة عبد الله جدي بلولة فهزمهم هاشم المسبعاوي و قتل زعيمهم في ملبس جنوب الأبيض –و سنأتي لذكر المسبعات لاحقاً إن شاء الله-، و كان للغديات معارك ضارية مع الجوامعة الفضيلية الذين انهزموا، ثم كروا عليهم في أم هجيليجة و قتلوا الشيخ أبا سارة زعيم الغديات و من معه، و من زعمائهم إسماعيل ولد دلندوك الذي انضم للمهدية طلباً لثأر عمه علي ود كنونة الذي قتله الأتراك. أما علي ود كنونة، فهو شيخ قبيلة الغديات و سابع مناجل القبيلة، ولد سنة 1830م، و نقل مقر زعامته من السواني إلى الدويمة قرب كازقيل بمنطقة الرهد، و عندما غادر الحاكم التركي الأبيض لبعض شأنه و أوكل إلى إلياس باشا أم برير أمر الإدارة في غيابه، انتهز ود كنونة الفرصة و جمع أعداداً كبيرة من القبائل تصدوا للحكومة التي واجهتهم بقواتها، و قتل علي ود كنونة في معركة بخور عفينات سنة 1875م، و كان من المعارضين له أحد أبناء عمومته إسماعيل الأمين النور علي أبو شيران، و كان جده النور علي قد أقام مملكة مستقلة للغديات في علوبة، و كان علي أبو شيران آخر المناجل الذين عاشوا في جبل باقر مقر الغديات، و بعد دخول الإنجليز عادت الزعامة إلى فرع الرئاسة في القبيلة.

    (المصدر: موسوعة عون الشريف ؛ تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل)



  13. #13
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    11- مملكة تقلي:
    تقلي هو مكان جبلي قامت فيه مملكة تقلي في المنطقة الشمالية الشرقية من جبال النوبا بجنوب كردفان، نشأت حوالي القرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي، و امتد سلطان ملوك تقلي إلى المناطق الشرقية من جبال النوبا حتى خور أبو حبل شمالاً حتى تلودي جنوباً، و كانت هيمنهم و سيادتهم على المنطقة معترفاً بها عند القبائل العربية المجاورة التي كانت تتجول بأبقارها و جمالها و شياهها في أجزاء المملكة الرعوية تحت ظل رعايتهم و سيادتهم المطلقة، و تمتاز منطقة جبل تقلي بخصوبة الأرض التي تصلح للزراعة بعكس ما جاورها من كردفان ذات الطبيعة القاحلة، و كان للتضاريس الجبلية أثر في حماية المملكة من الغزوات الخارجية، و لكنها كانت خاضعة لسلطنة سنار و تؤدي ما عليها من التزامات مالية، و استمر الحال في عهد الأتراك. و من مدن تقلي مدينة العباسية، و هي أكبر مدن المنطقة.

    و يسكن المنطقة مزيج من قبائل النوبا و بعض القبائل العربية، أما تاريخياً و حول نشأة الأسرة الحاكمة لتقلي، فلقد عُرِف أن رجلاً من الجعليين يدعى محمد الجعلي الرباطابي نزح إلى تقلي، و كل ما يمكن معرفته عن هذا الرجل هو أنه رجل فقيه على جانب عظيم من التقوى و الصلاح، و قد وصل من الشمال بصحبة أحد رفاقه أثناء تجوالهما إلى "تقلارو" عاصمة ملك تقلي الوثني، و تقلارو هذه قرية الهوى و قرية كراية العاصمة قبل العباسية، و لقد أبدى الزائران المتجولان كل مظاهر الاحترام و الصداقة لملك تقلي الوثني الذي أعجب فيما تقوله الرواية بتقواهما و مظهرهما الوديع المسالم فكرمهما و أنزلهما منزلة طيبة، و عندما اطمأن الرجلان و أعجبا بالحال و استقر رأيهما على البقاء و الدعوة للإسلام بين القبائل الوثنية التي تقطن المملكة، و بدآ بإظهار شعائر الدين الحنيف من صلاة و غيرها حتى كتب لهما النجاح و دخل الوثنيون البدائيون في دين الله أفواجاً، ثم استطاع محمد الجعلي أن يحقق إنجازاً عندما زوجه الملك "سكدرنج" أو "سكرج" في رواية أخرى، بإحدى كريماته، و قد رزق منها بولد سمي عمر و لقب بأبو جريدة و ذلك نسبة لالتصاق جريدتي يده على غير المألوف عادة و هو انفصالهما، و تسمى الأسرة الحاكمة لتقلي في بعض الأحيان بالسقارنق أو السقارنج أو السكارنج أو السكارجة نسبة للملك سكرج المذكور.
    و نسب محمد الجعلي الرباطابي هو كالتالي: محمد بن سرور بن أحمد بن إدريس بن عبد المنعم الملقب برباط بن ضياب بن جموع بن منصور بن الأمير جموع بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    و ربما نسبته للرباطاب راجعة لجده عبد المنعم رباط، و إنما هو جموعي من ذرية جموع بن غانم الجعلي.
    و توفي محمد الجعلي في حياة ملك النوبا، و لما توفي ملك النوبا، اختير ابن بنته عمر أبو جريدة خلفاً لجده و سمي جَيْلي أبو جريدة، و كان أبو جريدة عظيم الكفاءة فنشر الإسلام في منطقة تقلي و أقام مسجداً لا تزال آثاره موجودة، و توفي بالهوى و قبره هناك و خلفه ابنه سابو.
    و الجدير بالذكر أنه بعد ما آلت السلطة إلى آل محمد الجعلي، بدأت تتقاطر الوفود من الجهات التي خرج منها محمد الجعلي، فأخذت جماعات من الجعليين تهاجر من النيل إليها، و كذلك جماعات من البديرية و الجوامعة و بطون بأكملها من الكواهلة و كنانة و غيرها.
    و كانت للمملكة صولات و جولات مع الفونج سلاطين سنار، حيث تذكر الروايات أنهم غزوا تقلي في فترات القرن السابع عشر، و من ثم و استطاعت المملكة الاحتفاظ باستقلالها النهائي عن الفونج بعد حروب طويلة في عهد الملك أبو بكر بن الملك إسماعيل بن الملك محمد بن الملك جيلي أبو قرون بن الملك جيلي عمارة بن الملك جيلي عون الله بن الملك إسماعيل سابو بن الملك جيلي عمر أبو جريدة، و كان ذلك في بداية القرن التاسع عشر تقريباً، و دام استقلال الدولة في عهد الأتراك أيضاً و لكن ظلت تتبع إسمياً لهم، و لما ظهرت دولة المهدية، قاوموها بعض المقاومة، و اشتهر من ملوكهم في هذه الفترة الملك آدم بن الملك عمر بن الملك أبو بكر بن الملك إسماعيل المتوفى سنة 1884م عندما كان أسيراً لدى المهدية، فخلفه ابنه علي من 1885م إلى 1896م، و قد دمرتهم جيوش المهدية في الأعوام 1885م – 1887م و ظل علي يقاوم بعد موت أبيه لبضع سنوات، و اختلف مع أخيه جيلي و نشبت بينهما الحرب و هزم عام 1896م و هرب إلى جبل الداير، فأصبح جيلي ملكاً على تقلي، و الواقع أن المهدية قضت على الدولة، و بقيت الدولة إسماً بعد دخول الإنجليز إلى السودان، و في العام 1916م اعتلى أبو بكر بن الملك جيلي بن الملك آدم عرش المملكة بعد وفاة أبيه، و ليس في سلطته سوى جبال الكجاكجة و منطقة بلولة، و توفي الملك أبو بكر عام 1921م فخلفه أخوه آدم بن الملك جيلي، و في العام 1947م تحولت المملكة إلى مجلس ريفي.


    صورة للملك آدم بن الملك جيلي الجعلي العباسي، تاسع عشر ملوك تقلي.

    (المصدر: تاريخ مملكة تقلي الإسلامية لعبد القادر دورة ؛ موسوعة عون الشريف)

  14. #14
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    12- إمارة بحر الغزال:
    بحر الغزال منطقة شاسعة في جنوب غرب جمهورية السودان، و تتكون الآن من أربع ولايات جنوبية، و أطلق الاسم على نهر "بحر الغزال" الذي يشق المنطقة و يشكل أحد روافد نهر النيل الأبيض، و تسكنها قبائل الفرتيت و الدينكا و هم الأغلب، و لم تكن المنطقة تحت حكم مركزي إلى أن وصلها في العام 1856م أحد أفراد قبيلة الجعليين من فرع الجميعاب ذرية الأمير جموع بن الأمير غانم الجعلي، و اسمه الزبير بن رحمة بن منصور بن علي بن محمد بن سليمان بن ناعم بن سليمان بن أبو بكر بن عوض بن شاهين بن جميع بن منصور بن الأمير جموع بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-، و ولد سنة 1831م بجزيرة واوسي بالقرب من الجيلي شمال الخرطوم، و هذا ما جاء –بتصرف- في كتاب فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي لعبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي، في ترجمة الزبير بن رحمة:


    الأمير الخطير العظيم الشهير، زبير باشا.
    قد سئل عن ترجمته فكتب عن نفسه:...
    و نشأت في حجر والدي إلى أن بلغت السابعة من العمر فأدخلني مكتب الخرطوم، فعلمت القراءة والكتابة وحفظت القرآن على رواية أبي عمرو البصري، وتفقهت على مذهب مالك، ولما بلغت الخامسة والعشرين سنة تزوجت بابنة عم لي، واشتغلت بالتجارة للتعيش بها، وبعد ذلك بسنتين دخلت مع ابن عمي محمد عبد القادر في خدمة علي أبو عموري، من أهالي نجع حمادي بصعيد مصر، ومن التجار الكبار الذين كانوا يتاجرون في بحر الغزال، وسافر معه خلسة، فلما بلغني خبر سفره لحقتني الشفقة عليه؛ لأن بلاد الغزال كثيرة الأخطار، بعيدة الشقة، فلحقته بقصد إرجاعه، فأدركته في حلة "شلعي" على النيل الأبيض -مسيرة يوم من الخرطوم-، وأخذت أثبط عزمه عن السفر، فأقسم أن لا يعود إلى أن يتم سفرته، فشقّ عليَّ ذلك، وأقسمت له بالطلاق أنه إذا لم يرجع عن عزمه سافرت معه، وقد عظمت القسم ظناً في أنه لا يرضى بسفري معه فيرجع مضطراً، ولكنه لم يزل مصراً على السفر، فسافرت معه وبرّاً بالقسم، ودخلت معه في خدمة أبي عموري، فسرنا في 14 محرم سنة 1272 قاصدين بحر الغزال وأنا أستعيذ بالله من ذلك السفر الذي لم أتوقع منه إلا الشر والأخطار، ولكنه جاء بأعز ما كنت أتمنى، بل كان سبب نجاحي وشهرتي ورفع منزلتي إلى مقام لم ينله أحد في السودان قبلي وهيهات أن يناله أحد في السودان بعدي، وكنت عند دخولي في خدمة العموري في حالة من العدم، ثم سرنا حتى وصلنا إلى بطائح بحر الغزال.
    ثم اتفق بعدئذ أن أهالي البلاد تآمروا علينا فاضطررنا إلى أن نعمد إلى السلاح الذي كان بيدنا من علي العموري دفاعاً عن أرواحنا، فانقسم رجالنا فرقتين، كل فرقة مؤلفة من مائة رجل، ولكن الأعداء هجموا علينا جماً غفيراً كالذباب الهائم على الجيفة، وكان بين الأعداء شخص كبير الهامة أشبه بالفيل، فوجهت إليه ضربة أصابته بين عينيه، فخرّ بساعته صريعاً فأجهزت عليه، ثم تناولت بندقية كانت بجانبه ودافعت عن نفسي ومن معي دفاعاً باسلاً، فهزمناهم شرّ هزيمة، وكان عدد الذين أذقتهم الحمى من يدي لا ينقص عن أحد عشر، ثم توجهت لمعونة الفرقة الثانية من رجالنا فقتلت أربعة من مهاجمينا، فتشتت شمل الباقين، ثم أقمنا زريبة، وبتنا ليلة فيها، وعندئذ تغيرت معاملة العموري لي، فأتى لي من طعامه وشرابه مع أشهى المأكولات الفاخرة.

    انتهى نقلاً عن كتاب الفيض للدهلوي بتصرف.

    و تزوج أيضاً ابنة ملك بلاد النمانم، و كان موقعه في بلاط الملك أشبه بمنزلة سيدنا يوسف لدى فرعون، و ظل يتمتع بحظوة كبيرة خصوصاً بعد بلائه الحسن في حروبه ضد جاره. و بعد سلسلة من الحروب التي انتصر فيها الزبير، دان له الإقليم بأكمله حتى نهر "بحر العرب" و نشر عليهم سلطانه، و اتخذ من "ديم الزبير" عاصمة له.
    و كانت شخصية الزبير باشا ذات جدل واسع، و وصمه الكثير بالنخاسة، و الاتجار بالبشر، و هنا أذكر بعضاً مما جاء في سلسلة مقالات الصحفية البريطانية فلورا شو و التي أجرت مقابلات معه من منفاه بجبل طارق سنة 1887م:

    كانت الجهات التي ذكرها في آخر حديثه الذي سبق، هي مراكز الرقيق الكبرى، و عند تلك النقطة من الحديث، أفضى الزبير إليّ للمرة الأولى، بالتحدث حول موضوع كان بطبيعة الحال حاضراً دائماً في ذهني، و شاغلاً لأفكاري حين قال: "يتحدث الناس عني بأني كنت تاجر رقيق، و هذه فرية أبعد ما تكون عن الحقيقة، و قول ليس بصحيح أبداً، لأني لم أقم إطلاقاً ببيع أي عبد واحد من الرقيق. إن الذين يقولون ذلك لا يفهمون حقيقة ماذا كان موقفي". و هنا، و في تلك اللحظة بالذات، حدث ما أعاق الاسترسال في الحديث بيننا، و عندما التقينا في مقابلتي التالية، واصل الزبير ليتابع بالتسلسل، سياق حديثه الذي لم أقطعه.


    و قال لي الزبير: "في البلاد التي أتحدث لك عنها، و بين الأقوام الذين وصفتهم لك، لا يستطيع رجل واحد بمفرده أن يفعل إلا القليل. و لكن ما يستطيع أن يعمله بالفعل، هو أن يفتح الباب للمدنية لتدخل. و ستقوم المدنية بعد ذلك بعمل ما تبقى".
    كان الزبير يؤمن كتاجر مستنير، بالتجارة كوسيط للتمدين، و كما كان يعتقد، بأنه حيثما تدفقت التجارة بحرية و دون تعويق، فإن الأمن و النظام و المعرفة، و كل هبات و بركات أي مجتمع منظم، سوف تأتي و تتقاطر تبعاً لها لا محالة، و كان حديثه هذا و بكل توكيد حديث الواثق المطمئن المحترم لنفسه، المتواضع الحيي، و هو به قانع و راض، "كإنجاز عظيم لحياة لم تكن كلها مضيَّعة هباء" على حد قوله. و يعني بذلك فتحه لقنوات جديدة لتجارة العالم المتمدن. و قال لي: "سترين و أنا أحدثك عن تاريخي أن كل حرب عظيمة خضتها كانت من أجل هذه الغاية، و كان ذلك هو الشرط الرئيسي في كل معاهدة عقدتها مع الزعماء المحليين، و أنه من أجل هذا، حاربت الرزيقات، و من أجل ذلك فتحت دارفور، و لم تكن لدي أية مشاكل أو منازعات أخرى مع العرب، و لم أرد شيئاً من سلاطين دارفور سوى أن يقلعوا عن قيامهم باصطياد البشر عبر الطرق، و أن يسمحوا للقوافل لأن تمر بسلام. و قد جاء إيقاف اقتناص البشر و قمعه حادثاً عرضياً تالياً و ناتجاً عن فتح الطرق، و لكنه كان في حد ذاته، أمراً ضرورياً لا مندوحة عنه".
    و لم يعالج الزبير الموضوع على أسس عاطفية أو أخلاقية، و لكن كأمر جبري فرضته السياسة قسراً فقد قال: "إن أي رجل دولة يعلم، بأنه من المستحيل حكم أي بلد يسمح فيها باقتناص الرقيق. فعليك أن تقمع ذلك أولاً، قبل أن يستقيم أو يستقر لك أي نظام أو صناعة". و قد تم له في البداية تحقيق ما أحرزه في إقليمه عن طريق التعاون الودي و مصادقة الزعماء كما جرت بذلك العادة و لهذا انتظر طويلاً ليستوثق أولاً من تعزيز موقعه، قبل أن يدعوهم ماندقبا الكبير. و كان قد طلب من الزعماء أن يحضر كل منهم ترجماناً معه.

    و كانت فوائد و مزايا المدنية و إمكانيات الحصول عليها و إدارتها عن طريق التجارة الخارجية، هي الموضوع الذي شغل الشطر الأول من خطابه الطويل الذي أعده باعتناء، و لهذا كانت خيوطه واضحة و مبسطة حتى لمثل أولئك المستمعين البدائيين السذج، لكنها لم تكن بأسلوب غير ألوف كما تصاغ عادة أحاديث الفصاحة البليغة الأكثر تمدناً، قال لهم: "... عندكم هنا العاج و الريش و الجلود، و أنتم بحاجة للأقمشة و الخرز و السكاكين و المُدى، ... و في بلاد الغير لديهم الأقمشة و الخرز و المُدى، و هم بحاجة للسن و الريش و الجلود، فدعوهم ليجيئوا إليكم جالبين معهم تلك الأشياء التي تحتاجون أنتم إليها، و ليحملوا معهم ما يريدونه هم، و بهذا يصبح كل الرجال أغنياء". و كانت الحرية و التحرر من أجل ترويج و تطوير الإنتاج و التبادل هو كل ما يقصده في الحقيقة و واقع الأمر.

    أما الشق الثاني من خطبته، فقد أفرده للإجراءات العملية. فإذا أراد الزعماء أن يجنوا ثمار ما تحدث لهم عنه، و إذا أهمهم أمر الإبقاء على صداقته و مناصرتهم له، فعلى كل واحد منهم أن يتعهد بأن يكون مسؤولاً عن حماية و حراسة الطرق التي تقع داخل منطقته، كما يجب أن لا تكون هناك أية غزوات منهم، يشنها أحدهم على الآخر من أجل الرقيق، و لا القيام بأية هجمات على المسافرين دون أي تذرع بأعذار واهية تحط أوزارها على الجار، بل يجب أن يسود فهم واضح و إدراك كامل، ليقوم كل فرد منهم بالمحافظة على النظام ليسود و ليعم كل قومه، و أن يصبح هو شخصياً مسؤولاً عن أرواح المسافرين. فإذا ما قبلت هذه الشروط، فإن الزبير من جانبه، يتعهد بأن يعطي لكل منهم عدداً معيناً من العساكر ليساعدوه في الحفاظ على السلطة، و أن يستمر في منحهم الهدايا كالتي أعطاها إليهم، و أن يقوم بحمايتهم و الدفاع عنهم في الحرب، و أن يكون صديقاً لهم في السلم، و قبل الزعماء مقترحاته تلك. و منذ ذلك الوقت بدأت قناصة الرقيق تسير في طريق الاضمحلال و تم القضاء عليها في كل البلاد الواقعة تحت سلطانه مباشرة و قد جرت عليه و سببت له صنوف عذاب و صعاب جمة، كما كانت هنالك تعقيدات و مضاعفات عديدة لم يسمح الزمن بالخوض فيها. و لكنه، و في غضون أربعة سنوات، كان في إمكانه أن يقول لي بأن النخاسة قد بطلت في أقاليم بلاده تماماً. و عند فتحه منطقة "حفرة النحاس" فيما بعد، قام بتطبيق نفس هذه السياسة و بنفس تباشير النجاح على الإقليم الشمالي الذي كان يعج بقانصي الرقيق، و لكن الأحداث حرمته من أن يشهد إتمام تطور تلك التنظيمات هنالك و اكتمالها، و هو لم يمس أو حتى يحاول أن يمس عمليات قناصة الرقيق التي كانت جارية في الجنوب لأبعد من بلاد "يوريهامو" و لكن، بانتشار قوته و ازديادها، أصبح اسمه يحمل معنى الحماية، و صار مفعوله نفّاذاً و معمولاً به كذلك، ليصل في أبعاده إلى آفاق المديرية الاستوائية و كانت اتفاقياته و معاهداته مع الزعماء المحليين تنص دوماً على ضمان سلامة مرور القوافل، و حتى أولئك الزعماء الذين لم يبرم أي معاهدات معهم، كانوا يخشون من مغبة التعرض بأي سوء أو أذى إلى أي مسافر يكون محتمياً أو محمياً باسمه.
    أصبحت لفظة الزبير هي الكلمة السحرية و الوسيلة الناجحة و صارت بمثابة كلمة "افتح يا سمسم" لتلك المناطق المتخلفة الهمجية المتوحشة – كما كانت بمثابة "امتياز جواز المرور" أو هي مطابقة له تستعملها ككلمة سر للمرور، حتى القوافل التي لم يرها الزبير أو يسمح بها إطلاقاً، فإذا سئلوا: "من أين جاؤوا؟" أجاب التجار بقولهم "من الزبير". و قد انتفعت قوافل الرقيق من هذه الحماية كغيرهم، و بهذا، كما يصر الزبير و يؤكد، أنه إنما عن هذا الطريق، بنيت و ألصقت و انتشرت و ذاعت تهمة سمعته العريضة عن الرق.

    انتهى النقل المختصر من مقال الآنسة فلورا شو مع الزبير باشا، مع العلم أن هناك الكثير مما ورد في اللقاء، و لكن فضلنا الاكتفاء بما نقلناه.

    و بعد ثبات ملكه و استقراره في تلك البقاع من جنوب السودان، وقعت عدة حوادث منها حربه لعرب الرزيقات عام 1873م، و استولى على بلادهم في شكا جنوبي سلطنة دارفور، ما جعل سلطان دارفور إبراهيم بن حسين يتهيأ لقتاله، و دارت معارك كبيرة بين الجانبين، و رغم تفوق السلطان عددياً إلا أنه مني بهزيمة ساحقة، و قتل السلطان في الحرب سنة 1874م، و دخل الزبير باشا الفاشر عاصمة السلطنة، و توغل في أرض سلطنة وداي غرب دارفور، و خضع سلطانها علي بن محمد شريف. و مع هذا فقد كان موالياً للحكومة الخديوية في مصر، حيث عين حاكماً على شكا و بحر الغزال و منح درجة البكوية بموجب مرسوم صادر من خديوي مصر إسماعيل في سنة 1873م، و بعد عودته من وداي تم ترفيعه للواء و منحه لقب باشا و ذلك في عام 1875م، و كان غزوه لوداي آخر غزوات الزبير باشا، و عقب ذلك حدث خلاف بينه و بين حكمدار السودان إسماعيل باشا أيوب، الذي شكا الزبير باشا للخديوي، فعزم الزبير على السفر لمقابلة الخديوي و لعرض حقيقة الحال عليه، و مع أن رجاله و أهله حذروه و حاولوا منعه مخافة إيذائه، فلم يجد ذلك نفعاً، فلما وصل القاهرة، قابل الخديوي و كان معه الكثير من الهدايا النفيسة التي قدمها للخديوي، و لقد قوبل مقابلة حسنة و لكنه وقع في الفخ، حيث تم وضعه في الإقامة الجبرية في قصر العباسية أولاً ثم قصر الجزيرة، و في العام 1877م اندلعت الحرب بين روسيا القيصرية و الدولة العثمانية، و لمع نجم الزبير مرة أخرى إذ انتدبه الخديوي إسماعيل لمرافقة البعثة العسكرية للنجدة تحت لواء حسن باشا، و عهد إليه بقيادة فرقة، فأبلى بلاءً حسناً، و كوفئ بترقيته إلى رتبة فريق، و في طريقه لمصر قابل السلطان العثماني عبد الحميد باسطنبول. و في سنة 1879م ثار ابنه سليمان لأسباب عديدة، فقتل سليمان و هو ابن 24 سنة، و قتل معه عدد من أعمامه، و اقترح غردون حاكم السودان نفي الزبير باشا بتهمة تحريض ابنه سليمان على شق عصا الطاعة، رغم أنه لم يثبت ذلك، بل على العكس أن الزبير طلب من ابنه التسليم، فما كان من السلطات إلا أن قتلته غدراً، و أمر غردون بسجن بعض أهل الزبير و عشيرته و مصادرة أمواله في السودان، و أصدر حكماً بإعدام الزبير، لكن الحكومة المصرية لم توافق على ذلك، و لدى عودة غردون للسودان قادماً من لندن عام 1884م لإخلائه من الأجانب بعد اندلاع الثورة المهدية، طلب مرافقة الزبير له، و لكن لم تتم الموافقة على ذلك من قبل الحكومة البريطانية، و كان غردون يرى أن الزبير وحده من يصلح لأن يكون حاكماً عاماً ليخلفه، رغم موقفه العدائي السابق من الزبير.
    و في سنة 1885م، تم نفي الزبير باشا لجبل طارق بعد الاشتباه بعلاقته بالثورة المهدية. و كان النفي خاتمة حياته السياسية. و مما يروى عنه أنه كثيراً ما كان يتمثل بهذين البيتين:
    سلوا أم عمر و كيف بات أسيرها *** تفك الأسارى دونه و هو موثق
    فما هو مقتول و في القتل راحة *** و لا هو ممنون عليه فيطلق
    و في سنة 1887م عاد من جبل طارق للقاهرة و قابل الخديوي الذي أكرم مثواه. و في سنة 1900م رد إليه اللورد كرومر المندوب و القنصل العام البريطاني في مصر ما سبق أن صودر من أملاكه في عهد غردون و سمح له بالسفر للسودان من مصر، و رجع في العام 1903م إلى السودان و بقي متنقلاً بين الخرطوم و أم درمان و الجيلي و السقاين و بنى في كل منها مقراً و داراً و أنشأ مزارع عديدة، و في سنة 1909م عاد الزبير إلى مصر و أقام في حلوان، ثم كانت عودته النهائية سنة 1912م و أصيب نهاية العام بالملاريا، و توفي في يناير سنة 1913م، و دفن في مقبرة سميت باسمه في الجيلي، بعد مراسم تشييع رسمية، و نكست يوم وفاته الأعلام و عطلت الدواوين، و سار جثمانه على عربة مدفع.

    و لقد قابله نعوم شقير و ذكر في وصفه:
    "و الزبير طويل القامة، قوي البنية، أسمر اللون، عربي الملامح، حسن الطلعة، خفيف الشاربين و اللحية، حديد الصوت، فصيح اللهجة، ذكي الفؤاد، عالي الهمة، أبي النفس، كريم الطبع، سهل الحجاب، قوي الإرادة، قريب إلى الخير، بعيد عن الشر، محب للعلم و أهل العلم و التقوى، غيور على الإسلام و المسلمين، مع مسالمة الذين على غير دينه، و هو لم يزل في معيشته البيتية من المأكل و المشرب و الملمس على نحو ما كان عليه في السودان لكنه إذا خرج لبس الطربوش و لباس الإفرنج. و قد وصفه بعض كتاب الإفرنج بأنه رجل "تجاري سياسي حربي"، و قال بعضهم: "إنه خُلق ليحكم الناس".
    و أظهر صفاته الكرم و النجدة و حب الفخر و السلطة. و قد اشتهر كرمه منذ كان ملكاً في بحر الغزال فقصده الكثيرون من أهل البيوتات في السودان الذين أخنى عليهم الدهر فأزال كربتهم و فرج ضيقهم. و قد ذكر في بعض مجالسه المبالغ الكبيرة التي أنجد بها قومه و هو في بحر الغزال فبلغ مجموعها نحو 20 ألف جنيه، و لم تزل داره إلى الآن مقصداً لمن خانه الدهر من أهل السودان المصري و الغربي."

    انتهى من ذكره نعوم شقير.

    و إليك أخي القارئ و أختي القارئة مقولات لرجالات دولة و سياسة معروفين اقتبست من كتاب الزبير باشا:

    قال عنه الخديوي إسماعيل: "إنه رجل مؤمن".
    و قال عنه كرومر: "إنه رجل ذو عزم و وفاء و مضاء".
    و قال عنه غردون: "أنه رجل بحق... و هو أقدر رجل بالسودان. و يفوق بمدى غير محدود الرجال الآخرين الذين تولوا حكم السودان من قبل".
    و قال عنه تشرشل: "لقد امتدت شهرة هذا الرجل إلى ما وراء حدود القارة التي كانت مسرحاً لفتوحاته.. امتدت إلى الأمم البعيدة شمالاً و جنوباً.. و لقد كان حكمه في الحقيقة لبنة واضحة في بناء التقدم الذي أعقب عهده في السودان".
    و قال عنه "شوونفيرث" عالم النبات الألماني الذي اتصل بالزبير في البلاد و نزل عليه ضيفاً: "خلق الزبير ليحكم الناس و لو كان في أوروبا لكان له شأن غير هذا الشأن و لترك في تاريخنا أثراً بعيداً".



    صورة للزبير باشا مع أفراد من حاشيته، و غالباً أنها أخذت في منفاه بجبل طارق.



    الزبير باشا بزيه الشعبي على أرضه في الجيلي.




    الزبير باشا بزيه الرسمي.


    (المصدر: مقالات للصحفية فلورا شو مع الزبير باشا ؛ تاريخ السودان لنعوم شقير ؛ فيض الملك الوهاب للدهلوي)



  15. #15
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    و نأتي هنا إلى الممالك التي اختلف في نسب حكامها، و تقع هذه الممالك في غرب السودان و تشمل كردفان و دارفور.

    1- سلطنة دارفور:
    دارفور من أكبر أقاليم السودان ، و تتكون من ثلاث ولايات في الوقت الحاضر، و تشكل نحو خمس مساحة جمهورية السودان، و تقع في غربه، و كما هو موضح في الخريطة أعلاه، فإنها تجاور إقليم كردفان من الشرق، و دار وداي –في تشاد- من الغرب، كما تحدها الصحراء الليبية من الشمال، و بحر الغزال من الجنوب، و إفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي، و يشقها درب الأربعين الموصل بين الفاشر حاضرة دارفور، و أسيوط في صعيد مصر، و الذي كان حلقة الوصل بين غرب و وسط إفريقيا من جهة و مصر و الشام و الحجاز من جهة أخرى. و كانت دارفور مسرحاً لأحداث و حركات سكانية كبيرة على فترات من التاريخ، فسكنتها قبائل التنجور و الفور و الزغاوة و غيرها و بالإضافة للقبائل النازحة من غرب إفريقيا كالهوسا، و استقرت بها أيضاً كثير من القبائل العربية الآتية من الشمال و الشرق كجهينة و بني هلال و جذام و غيرها، و أدى ذلك لغنى ثقافي و تاريخي كبير في هذه الإقليم الشاسع الواسع، و أثر ذلك على ما جاوره من أقاليم أخرى.
    و عن تاريخ تلك المنطقة، فقلد جاء في كتاب تشحيذ الأذهان أن الأقاليم الواقعة بين كردفان و بحيرة تشاد كانت خاضعة لحكم التنجور، ثم قامت على أنقاض دولة التنجور ثلاث ممالك إسلامية هي من الشرق إلى الغرب: سلطنة دارفور و سلطنة وداي و سلطنة باقرمي.
    أما بخصوص نشأة سلطنة دارفور و السلالة الحاكمة فيها، فإنه ليس هناك قول قاطع فيه، و اختلف النسابة و المؤرخون حول أصل سلاطين دارفور، و أقول هنا سلاطين الفور الذين اشتهر بأن لهم أصل عربي و ليس الفور كلهم، و تسمى الأسرة المالكة الدارفورية بالكَيْرا من فرع الكُنجارة الفوراويين –أي الفور-، و هناك العديد من التفاصيل حول أصل التسمية التي لا نستطيع ذكرها في هذا المحل، و إنما المشهور أن أول سلاطين دارفور هو السلطان سليمان سلونج أو سولونق أو صولون أو ما شابه ذلك، و من أفضل من فصّل في دارفور و أهلها و تاريخها و أرضها هو محمد بن عمر التونسي (1790 – 1857م) صاحب كتاب تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب و السودان، حيث قضى فترة من حياته في دارفور و وداي و جاب العديد من الأقاليم، و ذكر ذلك في كتابه. و لقد جاء في حاشية الكتاب في أمر سليمان صولون أو سلونج التالي:

    و السلطان سلونج أول سلاطين دارفور الذين حكموا البلاد من حوالي منتصف القرن السابع عشر الميلادي إلى سنة 1916م، و يحيط بنسب هذا السلطان الغموض. فثم رواية تقول أنه عربي من بني هلال و أنه اتصل بالفور عن طريق المصاهرة. و رواية أخرى تقول أنه ابن أحمد المعقور من بني هلال أيضاً أو من سلالته. و رواية ثالثة تقول أنه سبق حكم سليمان أربعة عشر سلطاناً يحملون أسماءً عربية. و مما زاد هذه الروايات اضطراباً ادعاء كل من الكنجارة و التنجور الانتساب إلى بني هلال. و الراجح أن الكنجارة –و هم خليط من العرب و الفور- صاهروا التنجور، و نشأ عن هذه المصاهرة ظهور أسرة الكَيْرا التي انتزعت حكم دارفور من التنجور. و كان السلطان دالي أول سلاطين هذه الأسرة ثم خلفه ابنه كورو ثم سليمان بن كورو. و هو سليمان سلونج. و مما يؤيد اتصال سليمان بالنسب العربي أن لقب سلونج في لغة الفور معناه "العربي" أو "من يتكلم العربية" أو "من يدين بالإسلام دين العرب". و كيفما كان الأمر فالمعروف أن سليمان سلونج خاض غمار 33 معركة استطاع بعدها أن يعيد للبلاد وحدتها و أن يخضع لسلطانه جماعات البرقد و الزغاوة و البرتي و البيقو و المساليط. كما قضى على حركة قام بها التنجور لاسترداد ملكهم. ثم تفرغ لبناء سلطنته على أسس سليمة باستئناف حركة نشر الإسلام التي يحتمل أن يكون أصابها الركود خلال الحروب الداخلية. و توفي سنة 1670م و دفن في ترة، فخلفه ابنه موسى.

    و تقول رواية أخرى أنه قد يكون من قبيلة فزارة و ليس بها تفاصيل جمة، أما الرواية الثالثة فتقول أنه من بني العباس و قد تولى سليمان صولون عرش سلطنة دارفور في القرن الخامس عشر الميلادي و بالتحديد في سنة 1445م، و ذلك خلفاً لملك التنجور "شاو دور شيت"، و يذكر الصديق بن أحمد حضرة المَحَسِي (1798 – 1918م) و صاحب الكتاب المخطوط "شجرة بهجة الزمان المشتمل على أنساب الهاشمية و العربان"، و منه جاء كتاب "العرب-التاريخ و الجذور"، فقلد ذكر فيه ما يلي فيما يخص سلطنة دارفور:

    و كان قد ابتدأها السلطان سليمان الملقب صولون الذي هو أسس مملكة دار فور، و كان قبل ذلك لم يكن في جبل مَرّة مسجداً للصلاة و لا في أي ناحية، فبنى المساجد و أقام صلاة الجمعة و الجماعة، ثم شرع في ضم كلمة المسلمين و استعان بعرب البادية المنتشرين في تلك البلاد، فخضعت له ملوك تلك الجهة المحيطة بجبل مَرّة، و علمهم دين الإسلام و قراءة القرآن، و اخضع له بعض الملوك البعيدين عن جبل مَرّة، فأصبحت دار فور كلها سلطنة واحدة لمن يتولاها من ذرية السلطان سليمان إلى أن غزاها الزبير باشا في سنة 1291 هجرية -الموافق لسنة 1875 ميلادية-.
    و الذين خضعوا من الملوك البعيدين إلى السلطان سليمان 27 ملكاً منهم سبعة مجوس من السود و العشرون مسلمون.
    و كان ابتداء ملك السلطان سليمان صولون في سنة 848 هجرية و مدة ملكه 32 سنة و بعده تولى من سلالاته السلطان عمر في سنة 880 هجرية و مدته 17 سنة لغاية سنة 897 هجرية الموافق سنة 1492 ميلادية.

    و واصل الصديق حضرة ذكر نسل السلطان سليمان إلى أن جاء عند السلطان كورو و السلطان سليمان الثاني، فقال:

    تولى السلطان كورو خامس عشر السلاطين الفوراوية في سنة 1094 هجرية لغاية سنة 1106 هجرية الموافق سنة 1695 ميلادية و مدته 12 سنة.
    و بعده تولى السلطان سليمان الثاني سادس عشر السلاطين الفوراوية في سنة 1106 هجرية لغاية سنة 1126 هجرية الموافق سنة 1715 ميلادية و مدته 20 سنة.
    و من الرواة من لا يعترف بالسلاطين السابقين لهذا السلطان و يؤكدون أنه هو أول سلاطين الفور بعد أن سرى الدم العربي فيهم، و يلقبونه بسليمان صولون أي العربي، و ينسبون إليه كل ما نسب إلى السلطان سليمان الأول، و يجعلون السلطان كورو في مكان "شاو دور شيت"، و يؤيدون قولهم بأختام السلاطين الفور المتأخرين كختم السلطان إبراهيم.. و لكن الإمام الذي أخذنا عنه سلسلة سلاطين دار فور و معظم تاريخهم، يؤكد أن أختام السلاطين الأوائل ترجع نسبتهم في أختامهم إلى ما وراء السلطان سليمان الثاني، و أن لقب صولون هو لسليمان الأول، و قد نسبوه إلى سليمان الثاني جهلاً منهم.
    السلطان موسى بن السلطان سليمان الثاني، تولى بعد موت أبيه في سنة 1126 هجرية إلى سنة 1138 هجرية و مدته 12 سنة و كان على مثال أبيه في العدل و الإحسان.

    و ذكره الصديق حضرة أن السلطان سليمان الملقب صولون هو ابن دوله بن السلطان حسن كردم الجعلي، كما جاء في كتاب "الجعليون" أيضاً أن دوله بن حسن كردم هو جد لملوك الفور، إذاً تصبح سلسلة نسبه: السلطان سليمان صولون بن دوله بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.

    و نظرياً هناك تقارب زمني بين السلطان حسن كردم (الذي حكم الجعليين من نهاية القرن الرابع عشر إلى بداية القرن الخامس عشر) و السلطان سليمان صولون (الذي حكم نهاية القرن الخامس عشر الميلادي).
    إذاً نلحظ هناك أقوالاً عدة منها أن سليمان الأول "صولون أو سلونج" هو أول ملوك دارفور –و ربما من بني هلال-، و قد حكم في نهاية القرن السابع عشر الميلادي ثم خلفه ابنه موسى، و جاء ذلك بكتاب التونسي. و آخرون يقولون أن سليمان الأول "صولون أو سلونج" هو أول ملوك دارفور و حكم في القرن الخامس عشر الميلادي، و جاء من نسله سليمان الثاني الذي حكم في نهاية القرن السابع عشر ثم خلفه ابنه موسى، و ذلك ما ورد بكتاب الصديق حضرة.
    و غيرها من الروايات التي تلحق سلاطين المسبعات و وداي بسلاطين دارفور، و هي كثيرة و متشعبة لا يتسع المجال لذكرها.
    و من أشهر سلاطين دارفور السلطان محمد تيراب بن السلطان أحمد أَبَّكَر بن السلطان موسى بن السلطان سليمان، حيث تولى عرش السلطنة بعد وفاة أخيه السلطان أبو القاسم في سنة 1768م، و كان له ثلاثون ولداً ذكراً بالغين ما عدا الصبيان و البنات، و كان كرسي سلطنة دارفور في جبل مَرّة، فنقله السلطان إلى بلدة شوبة قرب كبكابية حيث بنى منزلاً فاخراً و مسجداً فخماً من الطوب الأحمر، و أقام فيه آمناً مطمئناً حتى خرج عليه المسبعات في كردفان فجهز لقتالهم، و سنأتي ذكر المسبعات لاحقاً.
    و قد حدث نزاع بين السلطان تيراب و سلطان المسبعات السلطان هاشم، بسبب غارات الأخير على أراضي دارفور، فخرج السلطان تيراب بجيشه لتأديبه، و عندما علم السلطان هاشم بقدوم السلطان تيراب بجيش كثيف لا قبل له بمحاربته و تفرق منه أكثر رجاله، ففر بحاشيته و عائلته و اتجه إلى سلطان سنار، فسار السلطان تيراب في أثره حتى وصل قريباً من أم درمان، فقابله جيش العبدلاب الموالي لسلطان سنار، لمنعه عن النزول إلى النيل، فأوقع بهم واقعة عنيفة، و كسرهم شر كسرة، فانهزم العبدلاب، و بعد هذا النصر الساحق نزل السلطان في أم درمان و أخذ يستعد للزحف على سنار، لكنه لم يمتلك المراكب لعبور النيل، فمكث في أم درمان لأسابيع، فمرض و اشتد مرضه، فعندها حمله جنده قاصدين دارفور، فمات في بارا سنة 1787م ، و لكنهم أكملوا مسيرهم إلى جبل مرة و دفنوه في ترة، و هي المحل الذي دفن فيه سلفه من سلاطين دارفور.
    و قد اتسعت سلطنة دارفور في أيامه اتساعاً لم تر مثله لا قبله و لا بعده، حدها من الشمال بئر العطرون في الصحراء الكبرى، و من الجنوب بحر الغزال، و من الشرق النيل، و من الغرب مضيق الترجة، و هو مضيق بين جبلين فاصل بينها و بين دار وداي، و كان طول السلطنة مسيرة ثلاثة أشهر على القوافل، و عرضها مسيرة شهرين، و قد بنى السلطان تيراب سوراً من الطوب الأحمر و الحجر في أم درمان لا تزال آثاره ظاهرة. و خلفه أخوه السلطان عبد الرحمن الملقب بالرشيد الذي نقل عاصمة السلطنة إلى الفاشر، و في ذريته مُلْك دارفور.
    و من سلاطين دارفور السلطان إبراهيم بن السلطان محمد حسين بن السلطان محمد الفضل بن السلطان عبد الرحمن الرشيد بن السلطان أحمد أَبَّكَر بن السلطان موسى بن السلطان سليمان، و قد خلف والده سنة 1874م، و يعده الكثيرون آخر حكام سلطنة دارفور المستقلة، و بقي السلطان إبراهيم نافذ الأمر و النهي في دارفور إلى أن قتل في حربه مع الزبير باشا، و ذلك سنة 1875م، ثم ظلت في يد الحكومة الخديوية إلى عهد الثورة المهدية، فدخلت في حوزة المهدية، و خلال تلك الفترة قام العديد من ذرية السلاطين بالثورة و حاولوا استرجاع ملك أجدادهم، إلى أن دخل الإنجليز السودان، و في العام 1899م، أقروا علي -الملقب بدينار تيمناً بعلي دينار سلطان وداي السابق- بن الأمير زكريا بن السلطان محمد الفضل بن السلطان عبد الرحمن الرشيد بن السلطان أحمد أَبَّكَر بن السلطان موسى بن السلطان سليمان سلطاناً على دارفور، على أن يدفع الجزية للحكومة في الخرطوم، و يعد آخر سلاطينها الفعليين، و إليه تنسب أبيار علي بالقرب من المدينة المنورة، حيث أنه من أمر بإقامتها و عمارتها، كما كان يرسل الكسوة للكعبة المشرفة من مصنع أقامه خصيصاً في مدينة الفاشر عاصمة السلطنة. و ظل الحال كذلك إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، فانحاز السلطان علي دينار إلى جانب الدولة العثمانية، فشن الإنجليز الحرب عليه، و قتل في حربهم إياه سنة 1916م، و أسدل الستار على تاريخ حافل لسلطنة دارفور و صارت إحدى مديريات السودان الإنجليزي المصري.


    ختم السلطان حسين سلطان دارفور، و كتب عليه:
    حافة الختم: بسم الله، ما شاء الله، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    قلب الختم: ملك أمير المؤمنين و سلالة الأكرمين السلطان محمد الحسين بن السلطان محمد الفضل بن السلطان عبد الرحمن الرشيد بن السلطان أحمد بكر السلطان موسى بن السلطان سليمان صاحب البر و الإحسان تولى الملك يوم الأربعاء ثاني عشر شهر صفر الخير سنة 1254.



    صورة للأمير عبد الحميد و هو ابن سلطان دارفور إبراهيم بن السلطان حسين آخر سلاطين دارفور قبل ضمها للسودان المصري.

    (المصدر: العرب للصديق حضرة ؛ تشحيذ الأذهان للتونسي ؛ تاريخ السودان نعوم شقير ؛ موسوعة عون الشريف)

  16. #16
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    2- سلطنة المسبعات:
    قامت سلطنة المسبعات في كردفان، و أما أصل التسمية فاختلفت الروايات في ذلك، و لكن ما ثبت بينها أن سلاطين المسبعات و سلاطين دارفور هم أبناء عمومة، و أقر بذلك كل من محمد بن عمر التونسي و الصديق بن أحمد حضرة، و لكن هناك اختلاف طفيف في بعض المصادر حول الصلة بين جد سلاطين المسبعات و جد سلاطين الفور، فمنهم من قال أن مسبع –جد المسبعات-، و سليمان صولون –جد سلاطين الفور- أخوان، و منهم من قال غير ذلك.

    قال التونسي في كتابه:

    قد حكى لي الثقة العارف بالأنساب أن السلطان سلونج المدعو سليمان، الجد الأول لسلاطين دارفور، كان له أخ يقال له: المسبع، فاقتسم هو و أخوه الإقليمين، فأخذ السلطان سليمان إقليم دارفور، و أخذ المسبع إقليم كردفال. و تعاهدا ألا يخون أحد منهما صاحبه، فبقيا كذلك، حتى زمن السلطان محمد تيراب. كان الوالي على كردفال من أولاد المسبع، السلطان هاشم المسبعاوي.

    انتهى من كتاب التونسي، و الملاحظ أن المؤلف ذكر "كردفال"، و هي "كردفان" في وقتنا الحالي.

    أما الصديق حضرة فذكر نفس المعنى فقال:

    أما المسبعات ففي المشهور أنهم هم و سلاطين دارفور من جد واحد، قيل أن السلطان سليمان صولون الأول المتقدم الذكر لما تولى دارفور كان له أخ يدعى مسبع فتولى كردفان، و تعاهد الاثنان على أن يقنع كل منهما بملكه فلا يطمع بملك الآخر، فعاشا بسلام و أمان إلى أن توفيا و دام هذا الحال فيما بينهما إلى يوم السلطان تيراب، و كان من ذرية مسبع على كردفان في ذاك الوقت السلطان هاشم، و كان شجاعاً محباً للحروب و الغزوات، فغزا السروج و العرب البادية الذين على حدود دارفور، فقتل و غنم و سبى.

    انتهى من كتاب الصديق حضرة.

    كان أشهر زعمائهم جنقل، و ابنه عيساوي. و لقى جنقل مصرعه على يد دكين زعيم الغديات، و لجأ بعض المسبعات للفونج –أصحاب دولة سنار-، و قد نودي لعيساوي سلطاناً بعد وفاة والده جنقل، و حاول عيساوي السيطرة على أواسط كردفان مما دفع الفونج إلى إرسال جيش كبير فيه الوزير محمد ولد تومة، و محمد أبو لكيلك، و العبدلاب بقيادة الشيخ عبد الله رأس تيرة، و أخيه الأرباب شمام ود عجيب، و التقى الجيشان في موقعتين حوالي 1747 و 1751م انتهتا بهزيمة الفونج و حلفائهم من العبدلاب، و انفرد عيساوي بالسلطة في كردفان، و حاول غزو دارفور و لكنه فشل في ذلك و قتل غدراً بإيعاز من عمه مصطفى، و لم يستمر مصطفى طويلاً فقد بعث له الفونج جيشاً بقيادة أبي لكيلك فهرب إلى سودري –في شمال كردفان-، و في هذه الفترة تولى سلطنة المسبعات أحد أفراد قبيلة الحَمَر يدعى أشقم ممدوك، فبعث إلى هاشم بن السلطان عيساوي الذي كان يتلقى العلم في دارفور، و نودي به سلطاناً، فجعل مقره منطقة جبل بشارة طيب المعروفة بكاب بلول و بلول هذا زعيم البديرية الذي طرده هاشم، و ضم إليه سودري و جبال كاجا و كاتول، و زحف هاشم بجيش من قبائل كاجا و كاتول و الشويحات و الجوامعة و غيرهم، و هزم الغديات –حلفاء الفونج-، و قتل زعيمهم عبد الله جدي بلولة في ملبس جنوب الأبيض. و لانشغال الفونج استولى هاشم على مدينة الأبيض و استمر يدعم ملكه لمدة خمسة عشر عاماً (1772 – 1786م)، و اغتر هاشم و سعى المسبعات في هذه الفترة بعد استيلائهم على كردفان إلى الرجعة إلى دارفور، فهاجم هاشم حدود دارفور الشرقية فتصدى له السلطان تيراب عام 1785م في جيش كبير و فر هاشم إلى الملك صبير ثم ملك السعداب و الفونج، و تبعه تيراب إلى مشارف أم درمان حيث هزم العبدلاب. وتوفي السلطان هاشم عام 1786م.

    (المصدر: العرب للصديق حضرة ؛ تشحيذ الأذهان للتونسي ؛ تاريخ السودان نعوم شقير ؛ موسوعة عون الشريف)


  17. #17
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    و نأتي الآن على القسم الأخير و يتضمن ذكر مملكة واحدة ورد أن حكامها جعليو الأصل.

    1- سلطنة وداي:

    تقع وداي، أو دار وداي ،أو دار صليح، أو دار برقو غرب دارفور، ضمن حدود جمهورية تشاد الحالية، و عاصمتها أبَّشي، و تسكنها قبائل كالزغاوة و التنجور و البرقو، و عن أصل حكامها، فمنهم من قال أنهم من الجوامعة الجعليين العباسيين، و منهم من قال أنهم من الأحامدة الجعليين، و آخرون قالوا بأنهم من ذرية مسمار بن سرار بن السلطان حسن كردم الجعلي دون تفصيل، و لكن مجمل الروايات ترجعهم إلى المجموعة الجعلية العباسية.
    كان يحكم منطقة وداي أول الأمر أمراء من التنجور يتبعون مملكة الفور، و في القرن السابع عشر الميلادي قام السلطان عبد الكريم بالقضاء على حكم التنجور الوثني عام 1611م و قيل سنة 1635م، إلا أنه ظل يدفع جزية لسلطنة دارفور و ظل الحال كذلك إلى عهد السلطان يعقوب عروس.
    و أصل الاسم أن "وداي" من "وودا"، و "وودا" هو في الأصل "وداعة" و هو جد الأسرة الحاكمة لوداي هناك.
    و عن نسب السلطان عبد الكريم، جاء في موسوعة عون الشريف أنه: السلطان محمد عبد الكريم بن جامع بن محمد جودة الأحمر بن رمضان الملقب بصليح الأكبر بن ركن بن أحمد خلبوس بن وعر بن دير بن وداعة بن عاقر الملقب بشرف الدين بن وعر بن سنادة بن سفيان بن محمد زين العابدين بن مسمار بن سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    قيل أنه ولد ببارا في كردفان، و هو أول سلاطين وداي، و يرد اسمه عبد الكريم يامي (و هو تحريف لجامع).
    و من سلاطين وداي السلطان يعقوب عروس (1685 – 1707م) الذي استطاع التخلص من نفوذ الفور على وداي و هزمهم و استقل عنهم، و من أحفاد يعقوب عروس هذا الفقيه عبد الباقي بن أبّو بن نور، الذي ذكر أن عبد الكريم العباسي من ذرية مسمار بن سرار بن حسن كردم الجعلي العباسي و استوطن ترعة أندر في أرض البرقو و الزغاوة مسيرة يومين من أبّشّي.
    واشتهر من نسل عبد الكريم، السلطان آدم و هو الثامن بعد عبد الكريم الذي كان معاصراً للسلطان محمد الفضل سلطان دارفور، الذي حاربه و هزمه و نصب أخاه محمد شريف بن السلطان صالح بن خريفين مكانه، و قتل محمد شريف أخاه السلطان آدم، و تولى السلطنة بعده ابنه علي و الملقب بدينار، ثم يوسف أخ علي، فالسلطان إبراهيم بن يوسف، فالسلطان أحمد الغزالي بن علي، فالسلطان محمد دود مرة أخ إبراهيم (و كان معاصراً للتونسي حين كان يكتب كتابه).
    و لقد جاء ذكر سلطنة وداي في كتاب التونسي، فجاء في الهامش ما يلي:

    أما سلطنة واداي فتأسست حوالي سنة 1020هـ (1611م) على يد أسرة من قبيلة الجوامعة تعرف بالجَمِر، بقيادة زعيمهم وودا، ثم دخل هذا الزعيم مدة في خدمة ملك التنجور و استطاع حفيده عبد الكريم أن يقضي على حكم التنجور سنة 1611م، و أن يؤسس دولة اشتهرت باسم واداي نسبة إلى جده وودا. و خلف السلطان عبد الكريم من سلالته عدة سلاطين منهم السلطان محمد جودة الذي عرف كذلك باسم محمد صليح، أي المخلص، و ذلك لأنه نجح في صد هجوم قام به أبو القاسم سلطان دارفور (1739-1752م)، و غدت بلاده تعرف كذلك باسم دار صليح أو دار واداي.

    انتهى من كتاب التونسي.

    و ظلت السلطنة قائمة إلى أن دخل الفرنسيون تشاد، و قاومت السلطنة الاستعمار الفرنسي حتى سقوطها نهائياً في سنة 1912م.
    و وداي الآن مقاطعة ضمن جمهورية تشاد و عاصمتها أبّشّي.


    ختم السلطان يوسف سلطان وداي، و كتب عليه:
    ملك السلطان محمد يوسف بن السلطان محمد شريف بن السلطان محمد صالح بن السلطان صليح العباسي سنة 1293.


    وثيقة غير منشورة، من دار الوثائق الوطنية بانجمينا – فورت لامي سابقاً. و هي عبارة عن سند هبة من محمد صالح بن يوسف الملقب بدود مرة سلطان وداي مصدق عليه من سلطات الاحتلال الفرنسية:

    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد، فليعلم الواقف على هذا الرسم أن سيدنا و ولي نعمتنا المنصور المؤيد و الأمير الممجد، نير القول الناصح، و العقل الراجح، السلطان محمد صالح بن السلطان محمد العباسي، تولاه الله و أدام عزه و علاه آمين. انه قد وهب الحلة المسماة "جنقل" بأراضي "أم دبان" و هي التي كانت تحت حيازة عقيد السلامات شرف الدين فانتزعها منه سيدنا السلطان جزاء لخروجه عن الطاعة و إنكاره البين و ظهور خيانته، فبذلك بعد انتزاعه إياها، وهبها و تصدق بها و بما اشتملت عليه من المنافع الخارجة منها و أرضها المحدودة من كل الجهات لخادمه العالم الفاضل الشيخ عووضة، هبة تالدة خالدة له و لعقبه و لعقبهم من بعده لا ينازعه فيها منازع و لا ينتزعها منه إنسان و جعلها من جملة الحرم الدينية، بحيث رفع عنها أيدي العمال و جميع الجايرين من "كماكل" و كيالين و ترارين و غيرهم من المعتدين فلا يتعرض لهم أحد، و من تعرض أو بدله و غيره بعدما سمعه فإنما إثمه عليه، و الله حسيبه و بذلك شهد الحاضرون، منهم الفقيه عبد الله بن بحر، و الفقيه صالح، و الفقيه النور بن الإمام الجزولي، و أخيه التجاني. و عقيد المحاميد محمد، و جرم عثمان، و كمكلك علي و ورناق يعقوب و عقيد المسمجة أبيض و عقيد السلامات حسن، و الأمين عبد الله و الفقيه محمد تجك و الأمين شوي، و عقيد قربة عبد المحمود و مسطرة يوسف بن عوض الكريم. بتاريخ عام ألف بعد الثلاثمائة و إحدى و عشرين سنة، و الله خير الشاهدين و هو ولي المحسنين، و السلام. 1321


    وثيقة غير منشورة، من دار الوثائق الوطنية بانجمينا – فورت لامي سابقاً. و هي عبارة عن سند هبة من محمد صالح بن سلطان وداي إلى الشيخ عووضة و أخيه و أخيه الفقيه طه، مصدق عليه من سلطات الاحتلال الفرنسية:

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
    أما بعد: فليعلم الواقف على هذا الرسم أن سيدنا و ولي نعمتنا أمير المؤمنين السلطان محمد صالح بن السلطان محمد يوسف العباسي تولاه الله و أدام عزه و علاه آمين. أنه قد وهب و أتم الحلال الأربعة هبيله و أم جرت و كورة و الدنقس، بعد أن انتزعهما من أصحابهما بالوجه الجابر المبيح للتصرف فوهبهم إلى خادميه و فقرائه المنتمين إليه و هما الشيخ عووضة و أخيه الفقيه طه ابنا الفقيه العالم أحمد، هبة خالدة باقية لعقبهم و أعقابهم متتابعة خلفاً عن سلف لا تنزع عنهم و ينازعون عليها يرجوا ثوابها و ذخرها يوم الجزاء و جعلهم من الحرم الدينية التي يجب تعظيمها و رفع عنها أيدي العمال المعتدين. فمن بدله بعدما سمعه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين. و أسماء الحلال التي كانوا قبل هذه الهبة تحت حيازة الجرماوية هما كوز واحد، و "اسلكي" أرضها متصلة واحدة و دخلت تحت حيازة الموهوبة لهما بجميع حدودها من كل الجهات و منافعها الخارجة منها كذلك، و أسماء الحلال التي كانوا في الجرماوية و هم "هبيلة" و "انقيرة" و "دنكس"، و اسمه "حقبة" و الجميع أرضهم متصلة واحدة صارت تحت الحيازة أيضاً بجميع حدودها من كل الجهات و منافعها الخارجة منها هبة باقية تالدة و صدقة جارية لواهبها ما بره و اشهد على ذلك الملأ منهم جرم أحمد و عقيد الجعاتنة عبد الله و عقيد الراشد إدريس، و عقيد المحاميد محمد ورناق يعقوب، و عقيد الشاواي نضيف، و الأمين بشارة، و الفقيه علي، و الفقيه النور و أخيه التجاني، و الفقيه محمد تجك، و الفيه صالح و جرم أبي آجه و مسطرةيوسف بن عوض الكريم.
    و الله خير الشاهدين
    بتاريخ 19 القعدة عام 1325


    وثيقة غير منشورة، من دار الوثائق الوطنية بانجمينا – فورت لامي سابقاً. و هي عبارة عن قرار عفو، ذلك أنه لما تولى محمد أصيل مقاليد الحكم في مملكة وداي بمساعدة الاحتلال االفرنسي، فر كثير من السكان الذين كانوا يؤيدون سلفه، بخاصة الذين كانوا يمتلكون أراضي عن طريق الهبات. فأصدر قرار العفو التالي:

    إنه من حضرة أمير المؤمنين السلطان محمد أصيل بن السلطان عبد المحمود بن السلطان محمد شريف العباسي حفظه الله و هداه آمين.
    إلى جملة الغير أهالي حلال الفقيه عووضة و أخيه الفقيه طه المقيمين بأرض البطحة من جميع السكان أعاجم و عربان من بعد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته و مرضاته. اعلموا أنه بلغني أنكم تزعزعتم عن أماكنكم و تركتم حلالكم فحررت لكم جوابي هذا بالأمان لكم و لكل من انتمى إليكم و عفوت عنكم عفواً مطلقاً فارجعوا و اعمروا حلالكم و احرثوا زراعتكم و احفظوا معيشتكم فإنه ما يأتيكم مني إلا الخير و الراحة التامة و الحرمة العامة، و من تعدى عليكم بعد هذا فلا يلوم إلا نفسه. و السلام.
    و أسماء الحلال هبيلة، و أم جرت، و الدنقس، و كوز واحد، و عصيكي، بتاريخ 1327

    (المصدر: العرب للصديق حضرة ؛ تشحيذ الأذهان للتونسي ؛ موسوعة عون الشريف ؛ تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال لعبد الرحمن عمر الماحي، و المجتمع التشادي في عهد الاحتلال الفرنسي للمؤلف السابق)




  18. #18
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    و الآن و بعد ذكر القليل عن تلكم الممالك و الإمارات التي قامت بالسودان، نعود لنؤكد مدى تأثير عباسيي السودان و منهم قبائل الجعليين في مجرى الأحداث في المنطقة عموماً، و ظل هذا التأثير ليشمل الناحية الدينية و السياسية و الثقافية و الاجتماعية، و الجدير بالذكر و كخاتمة لمقالنا المتواضع هذا أن نذكر حكام السودان الذين ينتمون إلى المجموعة الجعلية العباسية، بعد استقلاله من الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في 1/1/1956م.



    حكام السودان العباسيين بعد الاستقلال:

    1- إسماعيل الأزهري البديري الجعلي العباسي (1900-1969م):

    هو إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المفتي بن أحمد الأزهري بن إسماعيل الولي بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحيم بن الحاج حمد بن الفقيه بشارة بن الفقيه علي بن بُرسي بن محمد بن كبش بن حُنين بن الملك ناصر بن صلاح بن موسى الكبير بن محمد بن صلاح بن محمد دهمش بن محمد البدير بن سمرة بن سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس وزراء السودان قبل و بعد استقلال البلاد (1954-1956م)، و ترأس مجلس السيادة من 1965 إلى 1969م.

    الزعيم إسماعيل الأزهري مع الرئيس المصري محمد نجيب


    2- إبراهيم عبود الشايقي الجعلي العباسي (1900-1983م):

    هو إبراهيم بن البشير بن أحمد بن عبود بن أزيرق بن زرقاني بن أرنباي بن أحمد أبو ظليطبن علي بن سرور بن علي بن سرار بن سوار بن شايق بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس الجمهورية من 1958م إلى 1964م.


    3- سر الختم الخليفة الحسبلابي الجعلي العباسي (1919-2006م):

    سر الختم بن الخليفة الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد القادر من الجعليين الحسبلاب من ذرية حسب الله بن عبد العال بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس الوزراء في الفترة 1964م إلى 1965م.


    4- محمد أحمد المحجوب الهاشمابي الجعلي العباسي (1908-1976م):
    محمد بن أحمد المحجوب من الهاشماب الجودلاب الجعليين من ذرية علي قمر بن إدريس بن رحمة بن إدريس بن إبراهيم بن سرور بن جود الله بن عبد العال بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس الوزراء من 1965-1966م و 1967-1969م.

    المحجوب مع أنور السادات


    5- عبد الرحمن سوار الدهب البديري الجعلي العباسي (1934م):

    هو عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن محمد بن صالح بن الشيخ النور بن ساتي حمد بن محمد بن زيادة بن النور بن محمد سوار الدهب بن عيسى بن صالح بن حسين بن دهمش بن علوان بن عبد الدافع بن عبد الخالق بن عبد الباقي بن موسى بن إدريس بن محمد البدير بن سمرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس الجمهورية من 1985م إلى 1986م.


    6- عمر البشير البديري الجعلي العباسي (1944م):

    عمر بن حسن بن أحمد من أسرة البشير البديري من ذرية محمد البدير بن سمرة بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-.
    رئيس الجمهورية من 1989م و حتى الآن.

    الشريف/ محمد بن عثمان الزيدابي الجعلي العرماني العباسي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. وثيقة ملكية البطانة -- نص الوثيقة
    بواسطة ابن حزم في المنتدى مجلس قبائل الفونج
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-06-2019, 01:56 AM
  2. وثيقة ملكية البطانة -- نص الوثيقة
    بواسطة الحناوي في المنتدى مجلس قبائل السودان العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-05-2019, 09:37 PM
  3. رؤساء السودان المعاصرين من بني العباس (بيوت ملكية وأسر جعلية)
    بواسطة ابن حزم في المنتدى مجلس الاشراف العباسيين العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2019, 10:44 PM
  4. سلطنة وداي العباسية (بيوت ملكية وأسر جعلية)
    بواسطة ابن حزم في المنتدى مجلس الاشراف العباسيين العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2019, 10:42 PM
  5. بيوت ملكية وأسر جعلية
    بواسطة ابن حزم في المنتدى مجلس الاشراف العباسيين العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2019, 10:33 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum