الشجرة النعمانية للأنصارى

الشجرة النعمانية للأنصارى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية،،،
أريد الشجرة النعمانية للأنصارى
ألا من مجيب ...............؟؟؟

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: السجل العام

---

hga[vm hgkulhkdm ggHkwhvn

استفسار جميل ...
نحيله الى ابن الكرام الأخ علاء الانصاري
مع الرجاء بالصبر من قبل السائل الكريم

[align=center]جزاك الله خيراً
أخى الشريف أبو عمر[/align]

الشجرة النعمانية ....كتب فيها عن انساب الاشراف والعرب والانصار....
واول من كتبها هو السيد ابراهيم بن عبد المحسن بن السيد حسين الفاسى الجعفرى الرضوى الحسينى الهاشمى
وتم نسخها لاحقا تحت اسم الشجرة البرزنجية للانساب 935 هجرى ,

طلبك عندي يا أخا العرب .
والمشجرة النعمانية ، هي مشجر أنساب العرب التي يقال ان ابي بكر الصديق كتبها ، ثم توارثها القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، ثم حفيده الامام جعفر الصادق وتناقلت في ذريته حتى انتقلت للمغرب والاندلس معهم، وهناك وصلت الى يد النعمان بن بشير الأنصاري فنسبت اليه ، ثم عادت إلى الجعافرة الرضويين الحسينيين مرة اخرى ، وتم تذيلها بالاعقاب .
واول امس كنا قد اعددنا (أعضاء اللجنة العلمية لبحوث التاريخ والانساب بالسجادة العنانية) مبحث شيق عن جرود الانساب بالصعيد ، وبه تفاصيل وافية عن المشجرة النعمانية وبقيت المشجرات .

الصحابي النعمان بن بشير الانصاري ولد في السنة الثانية للهجرة واستشهد على يد خالد بن خليّ الكلاعي سنة خمسة وستين للهجرة
جعفر الصادق رضي الله عنه ولد 80 للهجرة وتوفى 148 للهجرة

لفتة تنم عن فطنة !
أثريت المعرفة أبا حسام
جزاك الله الخير

النعمان بن بشير الأنصاري الأندلسي المنسوبة له النعمانية كان يعيش في الأندلس وهو ليس من الصحابة ، وقد انتقلت اليه ملكية كتاب النسب عن طريق بعض أحفاد الإمام جعفر الصادق .
وهو غير الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري المدني رضي الله عنه.

النعمان بن بشير الأنصاري الأندلسي المنسوبة له النعمانية كان يعيش في الأندلس وهو ليس من الصحابة ، وقد انتقلت اليه ملكية كتاب النسب عن طريق بعض أحفاد الإمام جعفر الصادق .
وهو غير الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري المدني رضي الله عنه.

من الجميل ان نعرف ترجمته
وتاريخ ميلاده ووفاته

[align=center]جزاكم الله خيراً
اساتذتنا الافاضل
ولنا اتصال مع اخينا الفاضل احمد الدعباسي
دمتم بخير [/align]

وصلنا اتصالكم اخي الكريم ، وإن شاء الله تصلكم نسخة هدية من المشجرة النعمانية حالما نلتقي .
واليكم ما وعدتكم به ، مقال اعددناه منذ يومين ، تفضل:
==========
بسم الله الرحمن الرحيم
( صحائف الأنساب بصعيد مصر )
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
اعتنى العرب في كثير من الأمصار بتدوين أنسابهم في صحائف مخطوطة، اتخذت هذه الصحائف أسماء عدة، من بينها: الجريدة، والجرد، والدرج، والمشجر، والمبسوط. ونتحدث في موضوعنا هذا عن "الجرد والمشجر" بصفتهما من أشهر مسميات صحائف الأنساب في صعيد مصر.
الجرد: وهو أشهر مسميات صحائف الأنساب بصعيد مصر، ويقابله ويرادفه مسمى "الدرج" وهو الإسم الشائع لصحائف الأنساب بدلتا مصر. والجرد هو جريدة نسب، أي جرد وذكر وبيان لأسماء الأصول والفروع عن طريق بسط النسب، ابتداءً من الجد الأعلى ونزولاً لأحد الفروع.
لا يحتوي الجرد فقط على النسب، وإنما يحوي بطياته العديد من التواريخ المرتبطة بمواليد ووفيات ورحلات وتنقلات أفراد سلاسل الأنساب الواردة به، وبعض الحكايات والروايات المختلفة لأحداث جرت معهم، مع ذكر أبرز أعلامهم ومزاراتهم ومواطن دفنهم، وشيء من كراماتهم في حال كانوا من الأولياء.
وفي العادة يزيل الجرد في ختامه بتاريخ تحريره وكتابته، أو تاريخ نسخِه، مع التنويه عن التواريخ السابقة لذلك النسخ، مع بيان أسماء الشهود العدول من نفس الفروع صاحبة النسب أو من جيرانهم أو من قضاة الشرع بمحلتهم، مزيّلة بتوقيعاتهم وممهورة بأختامهم، وقد يُضاف إلى أصل هذه الجرود لاحقاً تفاصيل بالفروع اللاحقة من ذرية الأفراد والأسر المذكورة، وتسمى هذه الإضافات بالتذييلات، وأيضاً يتم ذكر تاريخ إضافتها واسم واضعها.
• من أنواع صحائف الأنساب بالصعيد:
1-الجرد العام للقبيلة: هو جريدة نسب كبيرة وشاملة، تهتم بقبيلة بأكملها، وتأتي على ذكر أصولها وفروعها وناقلتها والتواريخ المهمة المرتبطة بتنقلاتها ورحلاتها وبيان بأعلامها وأماكن وفاتهم وأضرحتهم إن وجدت، وتذكر بعض أسباط القبيلة وبعض أحلافهم ومواليهم بل وجيرانهم في موطنهم الأخير أو أثناء تنقلاتهم المختلفة قبل تاريخ تحرير الجرد العام، ويُوقع على هذا النوع من الجرود في الغالب شيخ القبيلة أو كبير القوم، وبعض مشاهير رجالات فروع القبيلة المختلفة، وبعض قضاة الشرع أو أعيان أحلاف القبيلة أو جيرانهم.
2-العُجالة: وهي جريدة نسب تؤخذ لشخص أو فرع بعينه، وغالباً ما يكون قد تغرّب عن وطن قبيلته الأصلي، وهم ما يعرفون في علم الأنساب بالمتنقلة أو الناقلة، والعجالة عبارة عن بيان بعامود نسب الفرد أو الأسرة، مع تخصيص الحديث فقط عما يخص فرعهم من بيان بالأعقاب والتواريخ والأحداث والمواطن المهمة المتعلقة بهم.
3-مشجر النسب: وهو لقب غلب على مشجرات ومبسوطات الأنساب في الصعيد على السواء، بينما الصحيح أن المشجر شيء والمبسوط شيء آخر، فالمشجر يبدأ بذكر الفرع ثم الأصل، بينما المبسوط يبدأ بذكر الأصل ثم الفرع. ويُسمّى مشجر النسب أيضاً في الصعيد بمخطوط النسب، لكونه مكتوب بخط اليد، وتمتاز مشجرات الأنساب في الصعيد بالشمولية، ففي العادة لا تقتصر تلك المشجرات على ذكر نسب قبيلة بعينها فقط، وإنما تتعداها لذكر أنساب قطر بأكمله أو مدينة بأسرها، وقد لا تكتفي بذكر أنساب الأشراف والعرب فقط وإنما تتعداهم إلى غيرهم من ساكني تلك المواضع.
ومن أشهر أنواع مشجرات الأنساب "الحصر": وكان يجرى الحصر بين تارة وأخرى، عند انتشار وتفشي ظاهرة التزوير والادعاء في النسب، أو عند الاضطرابات السياسية التي تؤدي أحياناً إلى فقدان وتلف العديد من صحائف الأنساب، والحصر بصعيد مصر كان يشمل الأشراف والأنصار والعربان بكامل قطر الصعيد، وأشهر حصر معروف هو حصر الشريف محمد بن عيسى بن خلف بن بحر الجعفري الرضوي الحسيني المتوفى سنة 946 هـ الذي وُضع كتزييل للمشجرة النعمانية الشهيرة، وسنأتي على ذكرها.
• خامات صحائف الأنساب بالصعيد:
1-الجلود: وهي نادرة الاستعمال، وكان يُعمل بها قديماً خلال القرون الهجرية الثلاث الأولى، حتى عصر الدولة العباسية الأول عندما تم الإستيعاض عنها بالأوراق، ومن الملاحظ أن أديرة رهبان المسيحيين بالصعيد كان يستمر أحياناً بها استعمال الجلود في الكتابة.
2-الأوراق: وهي المادة شائعة الاستخدام في كتابة صحائف الأنساب، وقد تنوعت أنواع خامات صناعتها على مر التاريخ الإسلامي، حيث كانت في البداية تصنع من نبات البردي، ثم صنعت في العهد العثماني من قش الأرز، ولكن هذا النوع كان يتصف بالقابلية للتلف السريع والتكسّر. وتلتهما أنواع أخرى من الأوراق.
ومن الملاحظ أن أوراق البردي استمر استعماله لتدوين الأنساب حتى عصور متأخرة، فتجد بعض صحائف الأنساب مكتوبة على ورق بردي صُنع في فترة الاحتلال البريطاني لمصر، ويظهر رمز التاج البريطاني على ذلك الورق. وأيضاً انتشر عند بعض أهل الصعيد اعادة استخدام أوراق البردي القديمة "الفرعونية" واستغلال المساحات الفارغة منها لتدوين "عجالات وجذاذات الأنساب"، وكان ذلك بسبب ندرة الأوراق وصعوبة التحصل عليه في بعض الأماكن النائية بصعيد مصر.
• الخطوط المستخدمة في الكتابة: تنوعت الخطوط المستخدمة في كتابة صحائف الأنساب بين خط النسخ وخط الرقعة، وكان من السهل نسبياً التحقق والتعرف على أصحاب الخطوط المكتوبة، وذلك نظراً لقلة عدد النسابين في القرون الماضية.
• الأختام: لا تختلف كثيراً في أشكالها عن أختام النسابين في الأقطار الأخرى، مع تميز صحائف الأنساب بالصعيد بنوع نادر من التوقيعات، وهي توقيعات بهيئة مربعات بداخلها أرقام مختلفة، وهي عبارة عن قيمة حساب الجُمل لأسماء معينة.

• نبذة عن أشهر صحائف الأنساب بالصعيد:
1-المشجرة النعمانية: تُنسب لناسخها النعمان بن بشير الأنصاري الأندلسي، وكان قد تحصّل على نسختها من بعض الجعافرة الرضويين الحسينيين، الذين ورثوها عن جدهم الإمام جعفر الصادق، وهو بدوره ورثها عن جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهي كتاب أنساب العرب الذي كتبه الخليفة أبو بكر الصديق كما هو مشهور. ثم عادت هذه المشجرة إلى أيدي قبيلة الجعافرة الرضوية الحسينية مرة أخرى وذلك في بلاد المغرب، فنسخها الشريف إبراهيم بن عبد المحسن الصغير بن حسين بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المحسن الأكبر بن الحسين الفاسي المغربي الرضوي الحسيني.
ورد تنويه عنها بهامش احدى النسخ المخطوطة من كتاب الصلة لابن بشكوال، باسم الصحيفة الرضوية الحاوية لأنساب السادة الأشراف الجعافرة الحسينيين في بلاد الأندلس والمغرب، كما ورد لها ذكر في رواية ابن ازبك الصوفي (من أهل القرن الثامن الهجري)، باسم كتاب النسب والقصص في رواية السيد أحمد البدوي والتي نقلها ابن عبد الصمد وغيره في كتاب الجواهر السنية في النسبة والكرامات الأحمدية وهي تذكر أنساب الأشراف الرضوية الحسينية وبعض بيوتات الأشراف الأخرى وكثير من أنساب العربان والقبائل الأخرى، وهي بهيئة مبسوط نسب لا مشجر.
2-الشجرة البرزنجية: وهي احدى تزييلات ونسخ المشجرة النعمانية، وقيل أن واضعها هو السيد محمد ابن رسول البرزنجي، وهذه معلومة خاطئة.
3-مشجر البراطيم: ويعرف بمخطوط نسب السادة الكميلاب "الكميلاو" الجعافرة الرضويين الحسينيين بصعيد مصر، وهو احدى تزييلات ونسخ المشجرة النعمانية، وقيل أن كاتبه هو الشريف عبد الكريم الجالي الجعفري الحسيني أو أحد أحفاده.
4-مشجرة الطود: وهي نسخة من جرد قديم لجماعة من الأشراف ببلدة "الأحايوة شرق" وعليه تاريخ سنة 981 هـ، وهناك عجالة منه عليها تاريخ سنة 922 هـ وجدت بالفيوم عند جماعة بها يقال لهم الجعافرة.
نُسخت مشجرة الطود بالجامع الأزهر الشريف سنة 1212 هـ، ثم سجلت بنقابة السادة الأشراف زمن ولاية السيد محمد توفيق البكري الصديقي سنة 1322 هـ، ومنها نسخة آخرى لأحد الفروع الشريفة ببلاد الشام، عليها توقيع قائم مقام نقيب أشراف إسنا بصعيد مصر السيد سعيد عطاي الكلابي المتوفى سنة 1357 هـ تقريباً، وعليها تاريخ 17 رجب سنة 1322 هـ.
5-مشجرات السادة الكلابية: وهي مشجرات عدة، منها ما سُجل بمحكمة إسنا الشرعية بصعيد مصر سنة 1045 هـ، ومن أشهرها المشجرة المعروفة بمشجرة السيد علي أبو النور الكلابي، التي كتبها السيد سعيد عطاي الكلابي الحسيني قائم مقام نقيب أشراف إسنا زمن ولاية السيد محمد توفيق البكري، وهي نقلاً عن مشجر السيد نصار بن عمارة بن عمر بن كلاب بن سلامة بن كلاب بن كليب بن أبي القاسم بن محمد الكلابي اليافعي الحسيني، المُصادق عليها سنة 889 هـ.
6-رزنامة الأنساب: وبها تزييلات كثيرة، وعليها تواريخ مختلفة، بداية من سنة 983 هـ حتى سنة 1282 هـ.
• بعض أخطاء نسّاخ وكتاب صحائف الأنساب بالصعيد:
1-اختزال عامود النسب: وذلك نظراً لقلة إلمام الناسخ أو الكاتب بالنسب، فيُسقط أحيانا بعض وربما الكثير من حلقات سلسلة النسب، كأن يذكر نسب شخص من أهل القرن الخامس الهجري ثم يقول أنه ابن مباشر لرجل من أهل القرن الأول الهجري.
2-الوقوع بكثرة في خطأ عدم التمييز بين متشابهات الأسماء والألقاب والمهن والوظائف، مثل: (القاضي، الخطيب، النجار، الأغا "وهي وظيفة سياسية وعسكرية"، الغازي "وتعني المجاهد كثير الغزو".. وغيرهم).
3-اقحام ألقاب مستحدثة عند الحديث عن أنساب قديمة سابقة على زمن استحداث واستخدام هذه الألقاب، كأن يُذكر شخص من القرن الأول أو الثاني الهجري ويُقرن ذكره بلفظة (البيرق، الغازي، رزنامة) وهي ألقاب لم تكن معروفة زمن حياة هذا الشخص.
• تزوير الأنساب في الصعيد:
ازداد التزوير وادعاء النسب الشريف بشكل ملحوظ بالقرن الأخير بشكل ملحوظ، رغم سابق وجوده في القرون الماضية، وفي بلدان عدة، ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من تلك الادعاءات والتزويرات تتجه صوب النسب الهاشمي الشريف دون بقية الأنساب، لكونه غاية الشرف ومنتهاه. ولم يقتصر المزورون على استخدام الأوراق لكتابة ما يريدون، وإنما تعدوه إلى استخدام خامات أقدم، كان قد توقف استخدامها في القرن الثالث الهجري.
يقوم هؤلاء المزورون أحياناً باستحداث أختام لأعلام ومشاهير النسابين القدماء، وذلك لإضفاء مزيد من التوثيق علي مدوناتهم، ولكن عند الرجوع إلى أحفاد هؤلاء النسابين القدماء ومقارنة أختام أجدادهم الأصلية بتلك المستحدثة، فإنه يتم اكتشاف زيفها سريعاً.
ومن الملاحظ أيضاً اقحام أسماء بعض الشخصيات المشهورة من السلاطين والملوك والأمراء والعلماء المشاهير في مدونات الأنساب، كموقعين وشهود عليها، رغم عدم تخصص وربما عدم إلمام الكثير منهم بالأنساب بالمرة.
اتجه المزورون كذلك إلى استخدام أساليب عدة تُضفي على الأوراق والصكوك النسبية شكل يوحي بالعتاقة والقدم، وذلك بتعتيقها بطرق يعرفونها، ليبدوا شكلها بالياً وقديماً ومشابه بقدر كبير للأوراق القديمة التي أصابها الضعف والتآكل مع تطاول العهد.
ومنهم من يستغل الصفحات القديمة الفارغة التي كانت تتبقى عند النسابين والعلماء أو في ملاحق بعد المخطوطات القديمة، ويقومون بتدوين أنساب لاحقة وحديثة عليها، ويضيفون إليها تواريخ قديمة وأسماء شهود لرجالات كانوا أحياء في التاريخ الموضوع حتى لا يتبادر الشك إلى زيف هذه الصحائف "مع قدم وعتاقة أوراقها"، بل قد يُقلّدون خطوط هؤلاء الشهود أو الموقعين – المعروفة خطوطهم - على ما كتبوه بشكل احترافي يصعب معه كشف التزوير، ولكن من السهل التنبه لهذا الأمر، وذلك عند الاطلاع على حال مالكها وتتبع كيفية حصوله على تلك الصحائف والجرود.
وفي الختام نُذكّر بحرص الشرع الكريم على التزام الصدق وعدم الانتساب إلى غير الآباء، لما يتحصل لفاعله من آثام قد تودي به إلى الكفر، مصداقاً لبعض ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، وإنّا لنعوذ بالله من شر ذلك الإثم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اعداد اللجنة العلمية لبحوث التاريخ والأنساب بالسجادة العنانية العمرية:
الباحث: عبد الحميد سالم الأبطحي الرضوي الحسيني، الباحث: الشاذلي عباس الجعفري الرضوي الحسيني، الباحث: منصور علوي الجعفري الرضوي الحسيني، الباحث: أحمد فرغل الدعباسي البكري الصديقي، بتاريخ يوم الجمعة 26 فبراير سنة 2016 م

من الجميل ان نعرف ترجمته
وتاريخ ميلاده ووفاته

إن شاء الله ننظر في نسختنا من المشجرة النعمانية ونبحث عن ترجمته لعلنا نجدها .

[align=center]احسنت اخي الفاضل
احمد الدعباسي
فجزاك الله خيرا[/align]

[align=center]احسنت اخي الفاضل
احمد الدعباسي
فجزاك الله خيرا[/align]

بارك الله فيك

أستاذنا الفاضل/ الشريف أبو عمر الدويري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع الأسف يا أستاذنا فهو ليس بحوزتي، وكنت أنتظر الحصول على نسخة مصورة من هذا المخطوط النادر من فقيدنا الراحل ابن العم الفاضل عبد الواحد حسن الأنصاري ( المشرف السابق على مجلس قبائل الأنصار بالموقع ) رحمه الله تعالى، حيث وعدني بذلك، ولكن لم يمهله القدر، نسأل الله له واسع الرحمة وعظيم المغفرة ..
وأتمنى من أخى الكريم الأستاذ/ أحمد الدعباسى البكرى حفظه الله أن يتكرم علينا بنسخة منه لو أمكن ذلك، بارك الله لنا في علمه ..
وجزاكم الله جميعاً كل خير ...
وتقبلوا تحياتي .

ان شاء الله

ألأخ الكريم - علاء - حفظكم الله
رحم الله من فارقنا ونسأل الله له الرحمة .. والخير بكم بحول الله
رحم الله والديكم

اللهم آمين آمين آمين ...
جزاكم الله خيراً أستاذنا الفاضل/ الشريف أبو عمر الدويري ..
وكل الشكر والتقدير لأخى الكريم الأستاذ/ أحمد الدعباسي البكري .

الف شكر علي المجهود الجبار

ياريت نسخهpdf لو سمحتوا

قمة الجهل مع التزوير والتدليس والتشبع بما لم يُعطَ ...
طلبك عندي يا أخا العرب ! .. ( كأنه في دار الندوة )
نسختنا من المشجرة النعمانية (ولم يعرف إلا اسمها)
النعمان بن بشير ، الأندلسي ، التميمي ، الأنصاري ، ليس صحابي (أي كلام ... )
وهنا ثبت الجهل والحمق فقام يسرد مشجرات أنساب الصعيد (فذكر أشياء لم تراها عيونه ؛ بل لم يرَ من رآها)
ولهذا وأمثاله أطلعه على ترجمة عالم وإن كان لديه أثارة من علم يعرف من هو ؟
......................

القاضي النعمان المغربي

حياة القاضي النعمان المغربي ( الشخصية والعلمية والعملية) :

(ت 363هـ/973م)

القاضي النعمان يعد هذا المؤرخ المغربي واحدا من أبرز المفكرين العرب المسلمين في القرنين (3و4هـ/9و 10 م) نبغ في مجالات علمية عديدة كعلوم الدين والحديث والفقه فضلا عن النحو والآدب والحساب وعلم التاريخ .
والمتأمل لمؤلفات القاضي النعمان وطبيعة موضوعاتها ومدى الانتشار الذي حققته آنذاك ، يلمس بوضوح الجهد الكبير الذي بذله المؤلف والمنزلة الرفيعة والشهرة الواسعة التي نالها .
أولاً : حياته الشخصية
1- اسمه وكنيته ونسبه :
ذكر القاضي النعمان اسمه على صدر مؤلفاته (1) بنفس الطريقة التي أوردتها كتب التراجم والسير التي تناولت حياته وهو : ابو حنيفة النعمان بن محمد منصور بن حيون(2). التميمي المغربي القيرواني (3) . وقد غلبُ عليه لقب " القاضي النعمان " وهو لقب يدل على منصبه الإداري الذي تقلده ويتمثل في القضاء وهناك من يضيف الى لقبه هذا القاب أخرى هي : القيرواني (4) ، وسيدنا القاضي وسيدنا الأجل ، وابو حنيفه الشيعي (5) ، وابن محمد الداعي (6) ، وابن الفياض (7)، وبالمشرع الإسماعيلي (8) ، وقاضي قضاة الدولة الفاطمية (9) .
اما نسبته فلقبه " التميمي القيرواني " ترجح عروبته (10)، فيما يرى (ابن تغري بردي ت 874 هـ / 1469 م) انه بربري من قبيله كتامة (11) . في حين يشير النعمان الى نفسه على صدر كتبه انه تميمي الاصل(12)، غير ان المصادر لا تؤكد ادعائه رغم اتفاقها على ذكر نسبه الى حيون كجد أعلى لعائلة ، ولابد ان يكون له شأن في القبيلة حيث عرف بها المؤلف (13).
2- مولده :
اتفق المؤرخون على وفاة القاضي النعمان في سنة( 363 ه‍/973م) (14) ، ولكن لم ينص أحد منهم على تاريخ ولادته ، مما أدى إلى أعمال مجرد الظن والحدس في نص ذكره المؤلف في كتابه ( المجالس ) الذي يعتبر حافلا بالتواريخ الهامة في الدعوة الإسماعيلية ، فقد قال : ( وخدمت المهدي بالله من أواخر عمره تسع سنين وشهورا وأياما )(15) . وحيث إن المهدي هو أول الخلفاء الفاطميين توفى في (322 ه‍ /934م) فيكون تاريخ خدمة المؤلف إياه في أواخر عام( 312 ه‍/924م) في عمر تؤهله للخدمة ، ويصعب تحديد ذلك ، وإذا قدرنا عمره آنذاك انه كان في العشرين من العمر فتكون ولادته حدود منه( 292 ه‍/904م) (16).
وقد ناقش (محمد كامل حسين) (17) ولادة النعمان قائلاً " اننا نعلم ان القاضي النعمان اتصل بالامام عبيد الله المهدي بالمغرب ، ونعلم ان المهدي اسس دولته سنة 296هـ /908 م . واعتماداً على هذا الرأي يكون النعمان في سن الطفولة " . ويتابع (محمد كامل حسين) القول : (ان جميع المؤرخين اتفقوا على أن وفاة النعمان سنة (363 هـ / 973 م) وانه شارك في القضاء بمصر الى ان توفي فيكون قد عمر اكثر من مئه عام ، ولعل من يعمر دهراً كاملاً لا يصلح للقضاء ) (18). والحقيقة ان اغلب المؤرخين ذهبوا في تحديد تاريخ ولادة القاضي النعمان الى ولادته في اواخر القرن الثالث الهجري دون تحديد السنة (19) .
3- أسرته :
عرفت أسرة القاضي النعمان بخدمة العلم عامة والدعوة الفاطمية خاصة وبإثرائها الحياة العلمية في مصر خاصة وغيرها من البلدان عموماً فوالده كما يذكر ابن خلكان (20) : (كان والده أبو عبد الله محمد قد عمر، ويحكي أخباراً كثيرة نفيسة حفظها وعمره أربع سنين، وتوفي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلثمائة، وصلى عليه ولده أبو حنيفة ... ودفن في باب سلم، وهو أحد أبواب القيروان، وكان عمره مائة وأربع سنين) ، ولعل والده كان داعية من دعاة الفاطميين حسب ما تنص عليه عبارة (ابن خلكان) (21) بقوله : "ابو حنيفه النعمان بن محمد الداعي" .اما رجال عائلته المشهورين فمنهم :
1- ابو الحسن علي بن النعمان (328-374 هــ/940-984 م) :
هو ابو الحسين علي بن النعمان بن محمد بن منصور بن احمد بن حيون (221) ، القيرواني الاسماعيلي المغربي (23) ، قاضي معظم وصدر متمكن يقضي بفقة العبديين (24) ، ولد في سنة (328هـ / 940 م ) وقدم مع المعز من المغرب(25) ، فاشركه بالنظر في الحكم مع أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي قاضي مصر (26)، وظل المعز يرقيه حتى تولى القضاء على مصر واعمالها وكذلك الخطابة والإمامة ، والقيام في الذهب والفضة والمواريث والمكاييل (27) ، كما لقب بـ(قاضي مصر) اي انه اصبح قاضي القضاة في الديار المصرية بسبب سجله الذي ضم جميع الاعمال داخل ولايته (28).
وكان القاضي علي بن النعمان فقيهاً عالماً بفنون الشعر والنحو الادب (29) ، واختصه العزيز (ت 386هـ /996 م) (30) لنفسه كاختصاص ابيه النعمان بالمعز (ت 365هـ/975 م) . اما عن مدة ولايته فهي تسعة سنين وخمسة اشهر واربعة ايام (31) ، وهذا يعني انه ظل في قضاء مصر حتى وفاته سنة (374هــ/985 م)(32).
2- ابو عبد الله محمد بن النعمان (340-389هـ/951-998 م) :
هو محمد بن النعمان بن محمد بن حيون(33)، المغربي القيرواني الاسماعيلي(34) ، ولد سنة (340هـ/951 م) في بلاد المغرب(35) ، وقدم الى مصر مع ابيه بصحبة المعز(365هـ/975 م)(36)، وبعد وفاة اخيه علي بن النعمان ظلت مصر بغير قاضي ينظر فيها ً(37) حتى تولى المنصب محمد بن النعمان .
ويذكر ابن زولاق(38) ، ان محمد بن النعمان كان خبير بالاحكام حسن الادب والمعرفة بأيام الناس ، وفي رواية ابن خلكان(39) : " كان المعز أبو تميم معد والد العزيز المذكور قد تقدم وهو بالمغرب إلى القاضي أبي حنيفة النعمان المذكور في أول الترجمة بعمل اسطرلاب فضة، وأن يجلس مع الصائغ أحد ثقاته، فأجلس أبو حنيفة ولده المذكور محمداً، فلما فرغ الاسطرلاب حمله أبو حنيفة إلى المعز، فقال له: من أجلست معه فقال: ولدي محمداً، فقال: هو قاضي مصر، فكان كما قال" .
كان المعز دائم التكريم لمحمد واحتضانه حتى اوصى العزيز بان يجعله قاضياً له (40). وفي روايه (ابن خلكان)(43) نقلاً عن ابن زولاق (ت 387هـ/997 م) صاحب كتاب اخبار قضاة مصر قوله : " ولم نشاهد بمصر لقاض من القضاة من الرياسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، ووافق ذلك استحقاقاً، لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ وإقامة الحق والهيبة " .
وقد مرض محمد في اواخر ايامه حتى مات بالقاهرة سنة (389هـ/998 م) عن عمر بلغ 49 سنة(44). وصلى عليه ودفن عند ابيه النعمان بن محمد واخيه علي بن النعمان في القرافة الكبرى(45).
3- الحسين بن علي بن النعمان (353_394هـ/964-1004 م) :
لما مات القاضي محمد أبو عبد الله – المذكور اعلاه - أقامت مصر بغير قاض أكثر من شهر، حتى قلد الخليفة الحاكم بامر الله ( 386-411هـ/996-1020م) أبا عبد الله الحسين بن علي بن النعمان(46) الذي كان ينوب عن عمه القاضي محمد(47) ، منصب قاضي القضاة وداعي الدعاة ، وكان الحسين قد ولد في المغرب(48) سنة (353 هـ/964 م)(49) ، في حين يذهب البعض الى ان ولادته كانت سنة (358هـ/968م)(50) ، وقدم مع افراد اسرته الى القاهرة المعزية سنة (362هـ/972 م) ، ومهر في علوم الفقه حتى اصبح احد علماء المذهب الفاطمي(51) .
ولي الحسين القضاء بالقاهرة والاسكندرية والشام والحرمين والمغرب وأضيفت اليه الصلاة والحسبة بعد وفاة عمه جعفر (389هـ/998م)(52). وفي عهد الحاكم(53) (386-411هـ/996-1020 م) اضيفت له ارزاق عمه واقطاعاته وفوض الخطابة والامامة بالمساجد الجامعة ، وولاه الدعوة وقراءة مجالس الحكم التأويلية(الخاصة بالدعوة الفاطمية ) (54) ، الا ان الخليفة الحاكم بامر الله امر بقتله لاحقاُ سنة (395هـ/1004 م) وحرق جثته(55)، والظاهر انه بلغه عنه اموراً لايرضاها تحدث عنها (ابن زولاق)(56) بقوله :" وقتل الحاكم قاضيه الحسين بن علي بن النعمان فاحرقه بالنار ، وكان من اسباب قتله ان الحاكم قد ملأ عينه ويده وشرط عليه العفةّ عن اموال الناس" .
4- عبد العزيز بن محمد بن النعمان (354-401هـ/965-10101م):
بعد مقتل الحسين بن علي ولي ابو القاسم عبد العزيز بن محمد بن النعمان بن حيون المغربي الاسماعيلي (57) القضاء في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله (58). وكان قد ولد بالمغرب سنة (354هـ/965 م) وعمل نائبا عن ابيه في القضاء(59) ، وعرف بكون عالماً من علماء الدعوة وهو الذي ينسب اليه كتاب (البلاغة الاكبر والقاموس الاعظم في اصول الدين) ، وقيل ان هذا الكتاب من تصنيف عمُه علي بن النعمان(60) .
كان القاضي عبدالعزيز اول من ولي النظر في دار العلم وهي الدار التي انشأها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، واستقل في الأحكام، وعلت رتبته عند الخليفة الحاكم بامر الله وأصعده معه على المنبر يوم عيد الفطر بعد قائد القواد، وكذلك في عيد النحر، وتصلب في الأحكام، وتشدد على روساء الدولة(61) .
اتخذ القاضي عبد العزيز المسجد الجامع مكاناً لمحاضرته واماليه وكان يقرا على الناس كتاب جده النعمان (اختلاف اصول المذاهب) ، وعلى الرغم ان الحاكم بأمر الله قربه وخصه بمجالسه ومسايراته الا انه عاد وعزله عن القضاة سنة(398هـ/1007م) ثم اعتقله في السنة الثانية(62)،وفي سنة (401هـ/1010م) استطاع القاضي عبد العزيز الهرب من سجنه فصودرت دوره ثم عفا عنه الحاكم ورد ما اخذ منه(63) وسرعان ما أمر الخليفة الحاكم بأمر الله الاتراك بقتله(642) في نفس السنة (65).
5- القاسم بن عبد العزيز(418-450هـ/1027-1058 م) :
اخر من تسلم القضاء من عائلة القاضي النعمان ، هو القاسم بن عبدا لعزيز بن محمد بن النعمان المغربي القيرواني(66) ، من المئة الخامسة(67) ، ولي القضاء سنة (418هـ/1027 م)(68) ولقب قاضي قضاة ، ثقة الدولة ، امين الائمة ، شرف الاحكام ، جلال الاسلام(69). لكنه لم يمكث في هذه المرتبه سوى عام وشهرين واعيد مرة اخرى سنة (427هـ/1035 م) واضيفت اليه الدعوة(70).
وصفه (المويد الداعي)(ت 470هـ/177 م)(71) بقوله: " توجهت الى المرسوم بالقضاء والدعوة وهو يوم ذاك القاسم بن العزيز بن محمد بن النعمان فرأيته رجل يصول بلسانه نسبه في الصناعة الى رسم بها دون لسان نسبه بارعاً" ، غير انه عزل سنة (441هـ/1049 م)(72) ، لكنه اعيد للخدمة بمنصب ادنى حيث عين نائباً للقاضي(73). واستمر في مرتبه الدعوة حتى ابعده المرض فاناب عنه ابنه محمد بن القاسم واستمر نائباً عن والده في نيابة الدعوة حتى سنة (450هـ/1058 م)(74).
4- مذهبه :
للمذاهب اهمية كبيرة في تحديد ميول وأتجاهات و افكار اصحابها واعتماد هذا المذهب او ذاك ورائه عوامل عديدة ابرزها التنشئة الاسرية ، وفي دراسة مذهب القاضي النعمان وهو اسماعيلي ما يوضح ذلك ، اذ يجد الباحث نفسه امام مسألة رئيسية وتتمثل بتحول القاضي النعمان من مذهبه المالكي الذي نشأ عليه منذ بداية حياته وحتى نهاية العقد الثاني من عمره عندما تحول الى المذهب الامامي .
وبالنسبة لهذه المسألة ترد أشارة عند ابن خلكان يذكر فيها : " وكان مالكي ، المذهب ثم انتقل الى مذهب الامامية وصنف كتاب ابتداء الدعوة للعبيديين ... " (75).
وهنا يشير ابن خلكان الى تحول النعمان الى مذهب الامامية الاثنى عشرية والمعروف عن القاضي النعمان وطبيعة مؤلفاته انها كانت اسماعيلية وعند الرجوع الى مؤرخي الاثنى عشرية نجدهم يؤكدون ان النعمان كان مالكي المذهب ثم تحول الى الشيعة الاثنى عشرية ثم انتقل الى الاسماعيلية الفاطمية في حين يرى البعض الاخر منهم انه كان حنفي المذهب قبل ان يعتنق المذهب الفاطمي ، ولكن اذا أمعنا النظر في هذه الخلافات وجدنا الارجح ما رواه ابن خلكان ، فالمذهب المالكي هو المذهب الذي كان يسود شمال افريقية والأندلس على ان المذهب الحنفي كان قليل الانتشار دينياً بين المسلمين في المناطق المذكورة وان خلاصة تلاميذ مالك كانوا مصريين ، وعن مصر انتقل هذا المذهب المالكي الى شمال افريقية والأندلس وساد هذه البلاد فمن الراجح ان النعمان كان على مذهب اهل بلاده " (76).
والذي يهمنا مما تقدم وان اختلفت الاسباب هو : اثر التحول المذهبي عند القاضي النعمان على تحصيله العلمي ومؤلفاته فلا بد وان رافق ذلك دراسة مقارنة بين المذهبين وهو ما تطلب بطبيعة الحال الاستزادة في طلب العلوم ولاسيما في مذهبه الامامي حتى وصفه ابن خلكان(77) : " كان ... في نهاية الفضل من اهل القرأن والعلم بمعانيه وعالماً بوجوه الفقه وعام اختلاف الفقهاء ، و اللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس مع عقل ... " .
6- وفاته :
اتفق المؤرخين القدامى والمحدثون ان النعمان ابا حنيفية القيرواني توفي سنة (363هـ/973 م)(78) وكان قد توفي عن عمر (104) سنة (79) .
المحور الثاني : حياته العلمية
لاتزال ترجمة القاضي النعمان عند ذوي الاختصاص ناقصة فلا يعرف كيف اخذ عن الشيوخ في القيروان (80) ، ولكن ذكر بعض المؤرخين مكانته عموما؛ ومنهم الداعي ادريس(81) (ت 872هــ/1467م) بقوله: " انه كان ذ امكانة علمية رفيعة جداّ قريبة من الائمة وانه كان دعامة من دعائم الدعوة " .
ويقول ابن خلكان(82) نقلاً عن المسبحي (ت420هـ/1029م) في تاريخه :" كان من اهل العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه"، ويضيف الذهبي (83) (ت748هـ/1348م) بقوله :" كان وافر الحشمة ، عظيم الحرمة ، في اولاده قضاة وكبراء" .
تمثلت في شخصية القاضي النعمان ثلاث نواحي لعبت دوراً اساسياً في تكوينه الثقافي والفكري ، وكانت القواعد التي بنيت عليها سيرة حياته اولهما : الاتكاء على نهج الائمة الفاطميين والافادة من الجوانب العلمية التي تمتعوا بها . ناهيك عن الخصال التي حملوها ونادوا بها ، والى هذا يشير (الداعي ادريس) بقوله : " انما الف ما الف ، وجمع ما جمع ، وصنف ما صنف ، مما اخذه من ائمته الذين عاصرهم ولم يؤلف تأليفا ولا جمع كتاباً حتى عرضه عليهم شيئاً فشيئاً ، فاثبتوا الثابت منهم والصحيح ... ، ومن بحرهم اخترق وبهم عرف ماعرف ، وبفضلهم الف وصنف واعترف" (84) .
اما الناحية الثانية فهي منزلته الرفيعة التي تمتع بها لدى الخلفاء الفاطميين وذكرها (الداعي ادريس)( 85) بقوله :" كان القاضي النعمان بن محمد مع الائمة الذين عاصرهم المكان المكين والمنزلة التي يقل فيها المماثل والقرين" .
من هذا يظهر ان القاضي النعمان قد تتلمذ على ايدي الخلفاء الفاطميين انفسهم فهم بمثابة اساتذته ومريديه والقائمون على تربيته وتنشئته .
اما الناحية الثالثة فهي مقدرته الفكرية والعقلية ، التي تتضح اثارها من خلال هذا الحشد الكبير من المؤلفات والمصنفات الفقهية والعقلية والتاريخية ، ناهيك عن كونه متكلماً مؤرخاً وصاحب حجة بالغة ، شغل منصب القضاء طيلة حياته وعليه عولت الدولة كثيراً من احتياجاتها الدعائية والعقلية الفقهية فكان مرافقاً للخليفة في مجالسه ومسايراته والمنظر للدعوة الاسماعيلية والمثبت لقواعدها ومناهجها عن خلق جم وفضائل شخصية لا تحصى(86) .
اما عن رحلاته فلم نجد ذكراً سوى لرحلته من بلاده افريقية الى مصر بصحبة الخليفة المعز حيث بقي فيها الى ان توفي(87) .
مؤلفاته :
يعتبر القاضي النعمان المشرع الاسماعيلي ، لماله من اثر كبير في الحياة العقلية للدولة الاسماعيلية في مصر ، وتعتبر مؤلفاته من الدعائم القوية التي ركز عليها المذهب الاسماعيلي وقيل ان الخليفة المعز لدين الله قال عنه :" من يؤدي جزء من مائة مما اداه النعمان اضمن له الجنة بجوار ربه" (88) .
ولاتزال كتبه حتى يومنا هذا اقوى الكتب لدى الاسماعيلية واصبحت كتبه التي الفها عمدة كل باحث في المذهب الاسماعيلي والاصل الذي يستقي منه علماء المذهب . وقد افاد الدعوة الاسماعيلية بكثرة مؤلفاته في الفقه والمناظرة والتأويل والعقائد والسير والتاريخ والوعظ ، ومن الثابت ان النعمان الف بضعة وخمسين كتاباً بقى منها اليوم نحو عشرين كتاب ، وضاع الباقي .
ويمكن تصنيفها الى ثلاثة اصناف هي :-
1- صنف عفي فيه بمناقشة الامور الفقهية وعددها ((6)) كتب .
2- صنف عفي فيه بذكر عرض موجز لتاريخ بعض أطراف العالم الاسلامي وعددها ((5)) كتب.
3- صنف عفي فيه بذكر امور متنوعة وعددها ((31)) كتاب .
ويمكن أجمال مؤلفات القاضي النعمان بالأتي :
1- مصنفات فقهية وتشمل الكتب الاتية :-
1- كتاب دعائم الاسلام في ذكر الحلال والحرام والقضايا والاحكام عن اهل بيت رسول الله (عليهم افضل الصلاة والسلام). ويعد هذا الكتاب من اشهر مؤلفات القاضي النعمان ويتألف من جزأين تناول الجزء الاول العبادات مثل : (الايمان ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ...) أما الجزء الثاني وفيه خمسة وعشرون فصل في المعاملات كما رويت عن اهل البيت .
وقيل ان سبب تأليفه يعود لأمرين أما رغبة منه في شرح المعاملات وطرقها على ما ورد عن ائمة اهل البيت رسول الله (صلى الله عليه واله) من جملة ما اختلف فيه الرواة (89).
اما السبب الثاني في تأليفه فيرجع الى انه كان بإيعاز من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (ت 365هـ/975 م) (90) .
2- تأويل الدعائم :-
تناول الكتاب مواضيع فقهية متعددة مثل (الصلاة والطهارة وكيفية تربية المؤمنين ، معتمد في ذلك على الايات القرأنية والاحاديث المروية عن أهل البيت (عليهم السلام (91).
3- كتاب الاقتصار :-
يتناول الكتاب الاحكام الفقهية معتمدة على احاديث اهل البيت (عليهم السلام) في رواياتهم عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) (92) .
4- الرسالة المذهبية في العقائد الاسماعيلية :-
وموضوعه الرسالة المذهبية في فنون الحكم ، وغرائب التأويل ، وهي اجوبه عن مسائل بعض الحدود . (93) .
5- الارجوزة المختارة :-
ويتناول الكتاب قضية الامامة (94).
6- أساس التأويل :-
ويتناول الكتاب تأويل لكل ما ورد في ظاهر قصص الانبياء ممن ذكروا في كتاب الله المجيد ومنها ذكر قصة الامام علي (عليه السلام) وقتاله لاهل البصرة وفيه من الفوائد والمعارف الكثير(95) .
2- مؤلفاته التاريخية :-
1- المجالس والمسايرات :-
يعد كتاب المجالس والمسايرات من اهم المصادر الاسماعيلية في تاريخ الخلفاء الفاطميين ، فقد ارخ الكتاب من الخليفة الاول المهدي الفاطمي (ت 322هـ/933 م) وحتى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (341-365 هـ /952-975 م) وضم معلومات ادبية وعقائدية اضافة الى صبغته التاريخية .
ورتجع اهمية الكتاب الى ان القاضي النعمان دون احداثه وهو شاهد عيان عليها وذكرها الثقات اصحابه وخاصة تلك الاحداث الي جرت في مجالس الخلفاء الفاطميين (96).
2- شرح الاخبار في فضائل الائمة الاطهار :-
وهو من مؤلفات القاضي النعمان الكبيرة ، استعرض فيه حياة الائمة ابتداءً من الامام علي(عليه السلام) الى الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وقد توسع كثيراً وفصل الحديث عن الامام علي عليه(عليه السلام) بكل ما يتعلق بجوانب حياة هذا الصرح الاسلامي العظيم وهذه الشخصية الكبيرة 97).
3- كتاب الهمة في اداب اتباع الائمة :-
وموضوعه الامامة حيث يقدم القاضي النعمان صورة لمنصب الامامة وطابعها العقائدي (98) .
4- المناقب والمثالب :-
تضمن الكتاب فضل هاشم جدر رسول الله (صلى الله علية واله) و ولده ، ومنهم عبدالمطلب عم رسول الله (صلى الله عليه واله) ومالهم من المناقب في الجاهلية والاسلام (وهو مطبوع)(99).
5- رسالة افتتاح الدعوة :-احد كتب القاضي النعمان ويتناول تاريخ الدولة الفاطمية في فترة الدور المغربي منذ بداية ظهورها سنة (297هـ/909 م) ، واهم ما يميز الكتاب انه يكتب عن دعوة دينية و دولة سياسية كان يمثل فيها داعي دعاتها وقاضي قضاتها ايدها بما صنف والف من مؤلفات فقهية وسياسية تشد السلطة وتحكم ادواتها فلا عجيب ان اتخذها الفاطميون مرجعاً يعتنون به ويرجعون اليه (100).
3- مؤلفات اخرى متنوعة :-
1- كتاب الايضاح :-
وهو من مؤلفات القاضي النعمان المفقودة التي ذكرها في مقدمة كتابه الاقتصار قائلاً :"... فرأيت جمعه وتصنيفه وبسطه وتأليفه على ما ادته الرواة في كتاب سميته الايضاح . و اوضحت فيه مسائله وبسطت ابوابه وذكرت ما اجمعوه عليه واختلفوا فيه على ما أداه الرواة الينا ، لم اعد قولهم ، وبينت الثابت من ذلك بالدلائل والبراهين ، فبلغ زهاء ثلاثة الاف ورقة(101) ، ويضيف قائلاً :" وانا ان مد الله في عمري او مل تفريخ اصوله ليكون مشتملاً على جميع ما يحتاج اليه مما نزل ، فيؤخذ ان شاء الله تعالى"(102) .
2- كتاب الشيعة :-
من الكتب التي الفها القاضي النعمان بطلب من المعز لدين الله ولم تتوفر عنه معلومات سوى ماذكره محقق شرح الاخبار واشار الى النسخ الخطية المتعددة واماكنها(103) .
3- مختصر الاثار فيما روي عن الائمة الاطهار:-
هو من تصانيف القاضي النعمان المؤلفة بأمر من الخليفة المعز الفاطمي ، ويظهر انه مختصر لكتاب الدعائم حوى الكتاب على مواد منها الرغائب في طلب العلم ، الطهارة ، الوضوء ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، والحج(104) .
وهناك اسم اخر يطلق على هذا الكتاب وهو (كتاب الدنيار) فمن خلال حديث النعمان عن بعض كتبه قال عن كتاب وضعه باسم " كتاب الدنيار : سألني بعض القضاة والحكام والطلبة بسط كتاب مختصر من قول اهل البيت (عليهم السلام) يقرب معناه ، ويسهل حفظه ، وتخف مؤونته ، فابتدأت شيئاً منه وقدرت ان الكتاب اذا كمل قام على من يريد استنساخه بدنيار فمادونه ، وسميته كتاب الدنيار وذكرت ذلك وبسطت افتتاحه ، ورفعت ما ابتدأته منه الى الخليفة المعز لدين الله وطالعته فيه وسألته قرأته عليه وسماعه منه ليكون مأثوراً عنه وكتبت مع مارفعته منه اليه رقعة ذكرت فيها ذلك له ، فوقع الي بخط في ظهرها : " بسم الله الرحمن الرحيم " صانك الله يا نعمان ، وقفت على الكتاب وتصفحته ، فرأيت ما اعجبني فيه من صحة الرواية وجودة الاختصار لكن فيه كلمات تعتاص على كثير من اوليائنا معرفتها فاشرحها بما يقرب منه افهامهم فيسوي في معرفته والاحاطة بعلم الفاظه الشريف والمشروف ، فانه يجيء طريفاً قريب المأخذ وسمه (كتاب الاختصار لصحيح الاثار عن الائمة الاطهار) فان ذلك اشبه به من كتاب الدينار . لان فيه من علم اولياء الله ما يحث على كافة الخلق طلبه بارواحهم فضلاً عن اموالهم ، وهذا الاسم يصنع من قدره عند ذوي النعم ويرون انهم يصلون اليه والى ماهواجل منه يبذل اليسير من حطام دنياهم ... الخ) (105) .
ومن خلال هذا نستطيع ان نؤيد ما ذهبنا اليه من ان القاضي النعمان بن محمد هو الذي وضع هذه العلوم والتي سماها الفاطميون بعلوم اهل البيت (عليهم السلام ).
4- كتاب اختلاف اصول المذاهب :-
هذا الكتاب يصف ما وضع بالحديث عن اهل البيت (عليهم السلام) ثم يتطرق الى الاسماعيلية بعد ذلك ، من خلال عرضه لأقوال المخالفين بعد استيعابه للدلائل التي يقدمها هؤلاء فذكر جملة اقوالهم . ثم الرد عليها(106) .
5- كتاب التوحيد:-
يتناول هذا الكتاب اثبات حقيقة توحيد الله ونفي التشبيه عنه ويذكر انه عرض على الخليفة المعزلدين الله الفاطمي(107) .
6- كتاب تقويم الاحكام (108) .
7- كتاب ذات البيان :-
وصنفه للرد على ابن قتيبة صاحب كتاب عيون المعارف لبعض الاحاديث المروية عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وبعض القضايا والاحكام ، ويظهران القسم الاول منه مازال مخطوطاً محفوظاً في مكتبه الدعوة بخط الداعي شمس الدين(109) .
8 – كتاب الراحة والتسلي :-
هذا الكتاب رغم نسبته الى القاضي النعمان الا ان أسلوبة يكاد يختلف عن النهج الذي سلكه القاضي النعمان في اغلب مؤلفاته مما يدعوا للشك في نسبته اليه .
يتكون الكتاب من سبعة فصول منها القدرة والاستطاعة ، وكيفية الوحي ، ابرز الفرق ، الفرق بين الخالق والمخلوق ، معرفة المحتاج الى المكان ، معرفة ثواب العقل وعقابه ، في معرفتك به على الكمال وانتقالك اليه(110) .
9- كتاب الطهارات (11) .
10 – قصيدة في الامام الحسين (عليه السلام) (112) .
11 – كتاب مفاتيح النعمة(113):-
وهي احدى رسائل القاضي النعمان في تفسير الاية الكريمة من قوله تعالى " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم جنة " (114) .
12- منهاج الفرائض (115) .
13- الينبوع :-
يشمل هذا الكتاب على مجلد واحد يحتوي على نفس محتويات الجزء الثاني من كتاب دعائم الاسلام(116) .
14- كتاب يوم وليلة في الصلاة المفروضة :-
فيه اجوبه القاضي النعمان لاسئلة فقهية سأله عنها خطاب بن وسيم مقدم زاوية وحاكمها(117).
15- كتاب الانفاق والاختراق :-
كان الكتاب موجوداً في القرن السادس الهجري ، وهو يبحث في مواضيع فقهيه نقلاً عن الائمة الاطهار في الحلال والحرام والقضايا والاحكام (118).
16- كتاب اصول الحديث .
17- كتاب الامامة .
18- كتاب البلاغة الاكبر والناموس الاعظم في اصول الدين (119).
19- كتاب التفريخ والتصنيف لمن لم يعلم العلم .
20 – كتاب الدامغ الموجز في الرد على العنقي .
21- كتاب كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه واله) .
22- كتاب فيما رفضته العامة من كتاب الله وانكرت .
23- الرسالة المصرية في الرد على الشافعي .
24- كتاب المرشد الداعي بمصر في تربية المؤمنين .
25- كتاب التعقيب والانتقاد .
26- كتاب الحلي والثياب .
27- كتاب منامات الائمة .
28- كتاب ذات المنن .
29- كتاب معالم الهدى .
30 – كتاب الشروط .
31-كتاب الرد على الخوارج .
جميع هذه الكتب لا تتوفر معلومات عن اماكن وجودها والراجح انها مقتطفات من كتبه الاخرى الموجودة ، أوان اكثرها مفقودة وبعضها في خزائن اهل الدعوة(120) .
المحور الثالث
حياته العملية
وظائفه
1- القضاء :
لقد كان للفاطميين تشريع خاص يستند على فقه المذهب الاسماعيلي وقد طبق هذا التشريع في المغرب ، فاسندوا القضاء الاعلى الى رجال يفترض فيهم معرفة قواعد وتشريع المذهب الاسماعيلي المستمد من الفقه الجعفري المسنود الى الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وكان على رأس هؤلاء قاضي كبير يسمى (قاضي القضاة)(121) الذي كانت مهمته ان يخطب في المساجد الكبرى ، وان يعين من ينوب عنه في الامصار ويعزل من يستحق العزل ، وينقل من يرى المصلحة في نقله الى مكان اخر ، وكان يضع للقضاة الاخرين نظاماً يسيرون عليه في القضاء بين الناس ، وأسساً يستطيعون بموجبها الحفاظ على مكانتهم واخذ الحق للمظلومين من الظالمين(122) . كما اتخذ لنفسه مهمة تعيين القضاة الاخرين في المناطق والألوية على قاعدة اصدار حكامهم وفق القواعد الفاطمية(123) .
وكان القاضي النعمان المغربي هو الممثل الاعلى للقضاء في عهد الفاطميين بالمغرب ، فقد اتخذه عبيد الله المهدي قاضياً لدولته .(124) وفي عهد القائم بأمر الله اشتدت صلة النعمان به فولاه القائم قضاء طرابلس الغرب , وعندما بني المنصور مدينته (المنصورية) كان النعمان اول من ولي قضائها وقضاء سائر مدن افريقيا ويقول النعمان في كتابه المجالس والمسايرات عن ذلك : " لما أرحلني المنصور بالله عن مدينة طرابلس الى الحضرة المرضية وافق وصولي اليها غداة يوم الجمعة فخلع علي ، يوم وصولي وقلدني وأمرني بالسير من يومي الى المسجد الجامع بالقيروان واقامة صلاة الجمعة فيه والخطبة اذ لم يكن يومئذ بالمنصورية جامع ، وامر بجماعة من بوابي القصر الاعظم بالمشي بين يدي بالسلاح الى ان صليت وانصرفت ، ثم خرج توقيعه من غد الى ديوان الرسائل بان يكتبوا لي عهداً بالقضاء بمدن المنصورية والقيروان والمهدية وسائر مدن افريقيا واعمالها(125) .
وهكذا اصبح القاضي النعمان قاضي قضاة الفاطميين الى تولي المعز لدين الله الخلافة سنة 341هـ فاشتدت صلة النعمان به فكان يجالسه ويسايره بعد ان كان مستوحشاً منه قبل توليه الخلافة (126).
2- نقل اخبار الحضرة :
عمل القاضي النعمان في مهنة نقل أخبار الحضرة في اواخر عهد الخليفة المهدي(127) (297-322هـ/909-934م) ويبدو ان عمله في هذه الوظيفة استمر حتى‍ في عهد الخليفة الثاني القائم بأمر الله (128) (322-334هـ/934-945م) ، ولا يعرف بالضبط طبيعة هذه الوظيفة ، وربما تكون مجرد الخدمة أو المراقبة .
3- الوراقة :
اشار القاضي النعمان الى عمله في هذه الوظيفة بقوله :" وكنت أخدم المنصور بالله بعض أيام المهدي بالله وأيام القائم كله . . . وكانت خدمتي إياه في جمع الكتب له واستنساخها ) (129) .
الخاتمة
مما سبق نجد ان القاضي النعمان كان عالماً ذا مواهب عديدة ، كثير التأليف ولم يصل الباحثين الكثير عن حياته الشخصية ، ولعل ذلك راجعاً الى انه وقف نفسه للعلم وعلى تأليف الكتب العديدة التي بلغ مجملها اكثر من خمسة وخمسون كتاباً في مختلف العلوم والمعارف الدينية والتاريخية والفلسفية ، وقد نال ثقة امامه الخليفة المعز لدين الله الذي عينه مستشاره القضائي ومساعده في كل المسائل الخاصة بالدعوة الاسماعيلية بعد ان وضع اساس القانون الفاطمي المبني على الشريعة الاسلامية . وقد ظهر اثرر النعمان وتراثه في ابنائه الذين ساروا على نهجه واختصوا ايضاً بما كان يتمتع به ابوهم من مكانه ، فقد خلق اسرة خدمت الدعوة فإنتاجها الغزير في هذا المجال كان ذا اثر على مجرى التفكير العام وعلى الحياة العلمية ليس في مصر فقط بل في كافة البلدان الإسلامية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

(1) القاضي النعمان : ابو حنيفة النعمان بن منصور بن احمد بن حيون (ت 363هـ/973 م) ، شرح الاخبار في فضائل الائمة الاطهار، تحقيق . محمد حسين الجلالي ، (بيروت ، منشورات الاعلامي ، 2006 ) ج 1 ، ص 17 ؛ والمجالس والمسايرات ، تحقيق الحبيب الفقي وأخرون ، (تونس ، المطبعة الحيدرية ، 1978 ) ص 8 .
(2) الكندي : أبو يوسف محمد (ت350هـ/961 م) ، كتاب الولاة والقضاة ، تحقيق : فست كوست ، (بيروت ، مطبعة الاباء اليسوعيين ،1908) ، ص 586 ؛ ابن خلكان : ابو العباس شمس الدين احمد بن محمد (ت 681هـ/1282 م) ، وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان ، تقديم عبد الرحمن المرعشي ، (بيروت ، دار احياء التراث العربي) ، ج 3 ص 206 ، ابن حجر العسقلاني : ابو الفضل احمد بن علي (ت852هـ/1448م) رفع الاصر عن قضاة مصر ، تحقيق : حامد عبد المجيد وأخرون ، (القاهرة ،المطبعة الاميرية )، ج 2 ، ص 406.
(3) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 586 .
(4) سمي بذلك نسبة الى مدينة القيروان التي ولد بها القاضي النعمان وكانت القيروان من مدن افريقيا المهمة التي اختطها عقبة بن نافع سنة (55هـ) . ياقوت الحموي : شهاب الدين ابو عبدا لله ياقوت ، معجم البلدان ، تحقيق فريد عبدالعزيز الجندي ، (بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1990 ) ج 4 ص 420 .
(5) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 207 ؛ حسن ابراهيم حسن وأخرون ، المعز لدين الله ، (القاهرة ، مطبعة النهضة المصرية ، 1963) ، ص 258 .
(6) م . ن . ج 3 ، ص 208 . وسبب تسميته بالداعي لانه كان يجلس لقراءة كتب الحكمة التأويلية . لمزيد من التفاصيل انظر :حسين ، محمد كامل ، أدب مصر الفاطمية ، (القاهرة ، دار النهضة ، 1970 ) ، ص 66 .
(7) ابن شهر أشوب : محمد بن علي (ت 588هـ / 1193 م ) معالم العلماء ، (النجف المطبعة الحيدرية ، )1961 ، ص 26. وسبب تسميته بالفياض كما يقول ابن خلكان : " ان والد النعمان قد عمر طويلاً ويحكي اخبار كثيرة نفسية ولهذا لقب بالفياض وابنه لقب ابن الفياض ". وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 207 .
(8) الكاظمي : عبد النبي ، تكملة الرجال ، تحقيق : السيد صادق بحر العلوم (النجف ،1925) ، ج2 ، ص 563 .
(9) القاضي النعمان : ابو حنيفة النعمان بن محمد بن حيون التميمي ( ت 363 هـ/973م)، الهمة في اتباع اداب اتباع الائمة ، تحقيق : محمد كامل حسين ، ص 5 .
(10) القاضي النعمان ، المجالس والمسايرات ، ص 8 .
(11) ابن تعزي بردي : جمال الدين ابو المحاسن ، التجوم الزاهرة في اخبار ملوك مصر والقاهرة ، (القاهرة ، دار الكتب المصرية ) ج 4 ، ص 116 .
(12) القاضي النعمان : المجالس والمسايرات ، ج 1 ، ص 6 .
(13) القاضي النعمان : المجالس والمسايرات ، ج 1 ، ص 8 .
(14) انظر وفاته لاحقا.
(15) المجالس : ص 69.
(16) القاضي النعمان : شرح الاخبار ، ج1 ، ص 20.
(17) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة ، ص 5.
(18) المصدر نفسه ، ص 5 .
(19) السبحاني ، جعفر ، موسوعة طبقات الفقهاء ، (قم ، مطبعة الاعتماد ، 1997 ) ، ص 492 .
(20) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 2 ، ص 166 .
(21) المصدر نفسه ، ج 3 ، ص 206 .
(22) المصدر نفسه ، ج 3 ، ص 207 ؛ ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر عن قضاة مصر ، ج 2 ، ص 407 .
(23) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 589 ، ص ابن حجر ، المصدر السابق ، ج 2 ، ص 407.
(24) الذهبي : شمس الدين ابوعبد الله محمد بن احمد بن عثمان ( ت 748 هـ/ 1358 م) ، سير اعلام النبلاء ، تحقيق : شعيب الارنؤوط وابراهيم محمد موسى العرقسومتي ، (بيروت ، مؤسسة الرسالة ،1413 ) ج 1 ، ص 205 .
(25) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 589 ؛ ابن حجر ، رفع الاصر ، ج 2 ، ص 407 .
(26) ابو طاهر: هو محمد بن احمد بن عبد الله بن نصر بن عبد الله بن صالح بن اسامة الذهلي (ت 367هـ/977 م) ، نزيل مصر اهله من البصرة ، حفظ القران وهو في عمر ثمان سنوات ، وكان سيد المذهب الاسماعيلي انظر : الكندي ،الولاة والقضاة ، ص 581 -582 .
(27) ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 2 ، ص 408 .
(28) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 590 .
(29) ا بن حجر ، رفع الاصر ، ج 2 ، ص 409 .
(30) المصدر نفسه ، ج2 ، ص 409 .
(31) السبحاني ، موسوعة الفقهاء ، ج 4 ، ص 493 .
(32) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 208 ، الصفدي : صلاح الدين خليل بن ايبك (ت 764هـ/1362م) ، الوافي بالوفيات ، تحقيق : محمد بن الحسين بن عبدالله الشبلي ، (بيروت ، دار احياء التراث العربي ، 2000 م) ، ج 22 ، ص 675 ؛ ابن العماد الحنبلي : عبد الحي ابو الفلاح بن عماد (ت 1089 هـ/ 1678 م) ، شذرات الذهب في اخبار من ذهب ، (دار احياء الثراث العربي) ج 3 ، ص 84 .
(33) المقريزي ، التاريخ المقفى الكبير ، تحقيق : محمد اليعلاوي (بيروت ، دار الغرب الاسلامي ،1991 م) ، ج 1 ، ص 655 .
(34) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 592 .
(35) المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 1 ، 655 .
(36) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 592 .
(37) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 208 .
(38) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 592 .
(39) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 208 ؛ المقر يزي ، المقفى الكبير ، ج 1 ، ص 347 .
(40) المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 1 ، ص 347 .
(43) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 209 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 306 ؛ ابن عماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، ج 3 ، ص 132 .
(44) المقريزي ،المقفى الكبير ، ج 1 ، ص 353 ؛ الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ج 2 ، ص 131 ، ابن عماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، ج3 ، ص 134 .
(45) المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 1 ، ص 537 .
(46) ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 1 ، ص 207 ؛ المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 3 ، ص 620 .
(47) ابن حجر ، رفع الاصر ، ج 1 ، ص 207 .
(48) المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 3 ، ص 620 .
(49) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 386 .
(50) المقريزي ، المقفى الكبير ، ج 3 ، ص 620 .
(51) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 386 .
(52) المصدر نفسه ، ص 596 .
(53)هو ابو علي المنصور بن العزيز بالله ابو منصور نزار. المقريزي ، تقى الدين احمد بن علي (ت 845هـ/1441 م) ، اتعاظ الحنفا باخبار الائمة الفاطميين الخلفا ، تحقيق جمال الدين الشيال، (القاهرة ، 1996) ، ج3 ، ص 355 .
(54) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 596 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 209 ، الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 145 ؛ ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 1 ، ص 207 ؛ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ، (مصر ، ادارة الوطن للمطبوعات ،1499 هـ) ج2 ، ص 147 .
(55) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 599 .
(56) المصدر نفسه ، ص 599 .
(57) المصدر نفسه ، ص 599 .
(58) الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ج 18 ، ص 538 .
(59) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة ، ص 18 .
(60) المصدر نفسه ، ص 18 .
(61) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 602 .
(62) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة ، ص 18 .
(63) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 602 .
(64) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 201 ؛ ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 1 ، ص 206 ؛ ابن تغري بردي ، النجوم الزاهدة ، ج 4، ص 158 .
(65) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 602 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 211 ، ابن عماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، ص 116 .
(66) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 613 .
(67) المصدر نفسه ، ص 613 .
(68) ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 3 ، ص 93 .
(69) المصدر نفسه ، ج 3 ، ص 93 .
(70) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 613 .
(71) المؤيد في الدين التيرازي : هبه الله بن ابو عمران موسى بن داود (ت470 هـ/1077 م) سيرة المؤيد في الدين داعي الدعاة ، تحقيق محمد كامل حسين ، ( القاهرة ، دار الكتاب المصري ، 1949) ، ص 116 .
(72) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 613 .
(73) القاضي النعمان ، الهمة في اتباع اداب الائمة ، ص 18.
(74) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 613 .
(75) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 206 .
(76) الامين : حسين ، مستدركات أعيان الشيعة (بيروت ، دار التعارف ، 1997 )، ج 2 ، ص 339 .
(77) ابن خلكان ، وفيات الاعيان (طبقة دار الثقافة) ، ج5 ، ص 415 .
(78) الكندي ، الولاة والقضاة ، ص 586 ؛ ابن اشهر اشوب ، معالم العلماء ، ص 116 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 207 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 205 ؛ ابن حجر العسقلاني ، رفع الاصر ، ج 2، ص 207 ، الصفدي ، الوافي ، الوفيات ، ج 22 ، ص 675 ،المقريزي ، اتعاظ الحنفاء ، ج 1 ، ص 277 ، ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب (القاهرة : دار احياء) ، ج 3 ، ص 47.
(79) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3، ص 206 .
(80)الدشراوي : فرحات ، كيف صار القاضي النعمان فقيه الدولة الفاطمية بالمغرب (المهدية ، منشورات الحياة الثقافية ، 1979) ، ص 256.
(81) الداعي ادريس : عماد الدين ، عيون الاخبار و فنون الاثار فيها روي عن الائمة والاطهار.
(82) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 206 .
(83) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 205 .
(84) الداعي ادريس ، عيون الاخبار ، ج 6 ، ص 202 .
(85) م . ن ، ج 6 ، ص 202 .
(86) يوسف ، نجم الدين ، الائمة الفاطميين ، ملتقى القاضي النعمان للدراسات الفاطمية ، الدور الثاني ، المهدية ، (تونس : وزارة الشؤون الثقافة ، 1977 م) ج 6 ، ص 271 .
(87) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج 3 ، ص 206 .
(88) السيد بحر العلوم : الفوائد الرجالية ، تحقيق : محمد صادق بحر العلوم ، ، (طهران مكتبة الصادق ، 1313 هـ) ، ج 4 ، ص 5 .
(89)القاضي التعمان ، دعائم الاسلام ، ج 1 ، ص2 .
(90) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، شرح الاخبار في ذكر فضائل الائمة الاطهار ، تحقيق : محمد حسين الجلالي ، (بيروت : منشورات الاعلمي ، 2006 م) ، ج 1 ، ص 6.
(91) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، تأويل الدعائم ، تحقيق : عارف عامر (دار الاضواء ، 1995) .
(92) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973م)، الاقتصار ، تحقيق ، محمد وحيد ميرازا ،(دمشق ، المعهد الفرنسي للدراسات العربية ، 1957 ) .
(93) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، الاقتصار ، تحقيق عارف تامر ، خمس رسائل اسماعيلية ، (سوريا ، منشورات دار الانصاف ، 1956) .
(94) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م)، الارجوة المختارة ، تحقيق : اسماعيل قربان حسين بانوالا ،(كند : معهد الدراسات الاسلامية ، 1970 م ) ص27.
(95) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، أساس التأويل ، تحقيق : عارف تامر ، (بيروت ، دار الثقافة ، 1956 ) .
(96) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ،المجالس والمسايرات ، تحقيق الحبيب الفقي ، وابراهيم شبوح والحمد اليعلاوي ، (تونس ، المطبعة الرسمية ، للجمهورية التونسية) .
(97) القاضي النعمان ، شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 87.
(98) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة .
(99) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، المناقب والمثالب ، تحقيق : ماجد بن احمد عطية ، (بيروت منشورات الاعلمي للطباعة .2002 م ) .
(100) القاضي النعمان : ابو حنيفه النعمان بن محمد بن حيون (ت363هـ/973 م) ، رسالة افتتاح الدعوة ، رسالة في ظهور الدولة العبيدية ، تحقيق : وداد القاضي ، (بيروت ، دار الثقافة ، 1970) .
(101) القاضي النعمان ، الاقتصار ، ، ص 9-10.
(102) المصدر نفسه ، ص 10 .
(103) القاضي النعمان : شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 48 .
(104) م. ن ، ج 1، ص 57 .
(105) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة ، ص 6.
(106) القاضي النعمان ، شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 43 .
(107) المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 49 .
(108) لا تتوفر معلومات عن هذا الكتاب سوى نسخة الخطبة (القاضي النعمان ، شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 53 المقدمة) .
(109) المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 54.
(110) القاضي النعمان ، شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 54 .
(111) المصدر نفسه ، ،ج1 ، ص 55 .
(112) المصر نفسه ،ج1 ، ص 56 .
(113) المصدر نفسه ،ج1، ص 58 .
(114) سورة التوبة ، اية 11 .
(115) القاضي النعمان ، شرح الاخبار ، ج 1 ، ص 62 .
(116) المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 63 .
(117) المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 63 .
(118) المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 65.
(119) القاضي النعمان ، كتاب الهمة ، ص 65.
(120) المصدر نفسه ، ص 5 .
(121) ثامر ، عارف ، المعز لدين الله الفاطمي ، ص 184 .
(122) المصدر نفسه ، ص 186 .
(123) المصدر نفسه ، ص 184 .
(124) المصدر نفسه ، ص 184 .
(125) القاضي النعمان ، الهمة في اداب اتباع الائمة ، ص 3 .
(126) القاضي النعمان ، المجالس والمسايرات ، ص 51 .
(127) ن . م ، ص 79.
(128) ن . م ، ص 80 .
(129) ن . م ، ص80 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المرجع :
حياة القاضي النعمان المغربي الشخصية والعلمية والعملية ، أ . مساعد د. بلقيس عيدان لويس الربيعي ، كلية التربية للبنات ، جامعة بغداد .

الأحمــــق

■ تعريف الحماقة
قال ابن الأعرابي :
الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. والحمق غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت . قال الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها
■ صفات الأحمق :
قال شهاب الدين الأبشيهي :
ترك نظره في العواقب, وثقته بمن لا يعرفه، والعجب وكثرة الكلام وسرعة الجواب وكثرة الالتفات، والخلو من العلم، والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء, إن استغنى بطر وإن افتقر قنط, وإن قال أفحش وإن سئل بخل, وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن, وإن قيل له لم يفقه ... (المستطرف في كل فن مستطرف).
■ قال أيوب بن القرية :
الرجال ثلاثة : عاقل وأحمق وفاجر فالعاقل إن كلم أجاب وإن نطق أصاب وإن سمع وعى، والأحمق إن تكلم عجل وإن تحدث وهل وإن حمل على القبيح فعل، والفاجر إن ائتمنته خانك وإن حادثته شانك ... (العقل وفضله لابن أبي الدنيا).
■ قال محمد بن المثنى :
سمعت بشر بن الحارث يحدث عن أبي الأحوص قال : كان يقال إن جاريت الأحمق كنت مثله وإن سكت عنه سلمت منه (المصدر السابق).
■ وقيل لبعض الحكماء : ما الحمق ؟
قال : قلة الإصابة ووضع الكلام في غير موضعه وكل ما مُدح به العاقل كان مفقودا في الأحمق (المصدر السابق).
وقيل : "من أحب الآخرة عاش ومن أحب الدنيا طاش والأحمق يغدو ويروح في لاش والعاقل عن عيوب نفسه فتاش".
■ قال الإمام الغزالي :
"كيف والأحمق قد يضرك وهو يريد نفعك وإعانتك من حيث لا يدري"، وقال الثوري: النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة. (إحياء علوم الدين للغزالي).
وقيل : "الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر".
■ وقال ابن حزم :
"الأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال وهذا أشد عيب في الأرض وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللواطة والسرقة والظلم فيعجب بتأتي هذه النحوس له وبقوته على هذه المخازي".(الأخلاق والسير)
وقال ابن الجوزي :
"إن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب وما كرهت منها كره" (ذم الهوى).
قال ابن حبان : قال وهب بن منبه : "الأحمق كالثوب الخلق إن رفأته من جانب انخرق من جانب آخر مثل الفخار المكسور لا يرقع ولا يشعب ولا يعاد طينا".
فهذا مثل الأحمق إن صحبته عناك وإن اعتزلته شتمك وإن أعطاك منَّ عليك وإن أعطيته كفرك وإن أسر إليك اتهمك وإن أسررت إليه خانك وإن كان فوقك حقرك وان كان دونك غمزك" (روضة العقلاء).
قال أبو حاتم رضى الله عنه :
"الأحمق يتوهم أنه أعقل من ركب فيه الروح وأن الحمق قسم على العالم غيره، والأحمق مبغض في الناس مجهول في الدنيا غير مرضي العمل ولا محمود الأمر عند الله وعند الصالحين، كما أن العاقل محب إلى الناس مسود في الدنيا مرضي العمل عند الله في الآخرة وعند الصالحين في الدنيا" (المصدر السابق) .
■ قال الحكيم الترمذي :
"مثل الدنيا وانخداع الأحمق بها كمثل الصبي في المهد ترضعه أمه وتسدل عليه ذلك الغطاء وترجحه وتنغمه بأنواع الكلام حتى يذهب به النوم فكذلك الدنيا ترضعه حلاوتها ولذاتها وتطبق عليه الهوى وتتابع عليه الأماني وتطول له في الأمل حتى ينام عن الآخرة فكلما ازداد أمله طولاً كان أثقل نوماً ثم سقته شربة في نومه من ذلك السم الناقع وهو حب الدنيا وشغوفه بها حتى يسكر من حلاوة ذلك الحب فعندها يغلي حرصه فهو هلاك دينه ... " (الأمثال من الكتاب والسنة).
■ درجات الحمق :
جاء في فقه اللغة للثعالبي :
1- الفصل الخامس (يُنَاسِبُهُ في صِفَاتِ الأحْمَقِ).
2- إِذَا كَانَ بِهِ أَدْنَى حُمْقٍ وَأَهْوَنُهُ فَهُوَ أَبْلَهُ.
3- فإِذَا زَادَ مَا بِهِ مِنْ ذلكَ وانْضَافَ إِلَيْهِ عدَمُ الرِّفقِ في أَمُورِهِ فَهُوَ اَخْرَقُ.
4- فإذا كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِكَ تَسَرُّع وفي قَدِّهِ طُول فَهُوَ أَهْوَجُ.
5- فإِذا لم يكنْ لهُ رَأْيٌ يُرْجَعُ إِليهِ فَهُوَ مَأْفُونٌ وَمَأفُوك.
6- فإذا كَانَ كَأَنَّ عَقْلَهُ قَدْ أَخْلَقَ وَتَمَزَّقَ فاحْتَاجَ إلى أنْ يُرقَّعَ فَهُوَ رَقِيعٌ.
7- فإِذَا زَادَ عَلَى ذَلكَ فَهُوَ مَرْقَعان وَمَرْقَعَانَة.
8- فإذا زَادَ حُمْقُهُ فَهُوَ بُوهَة وعَياياءُ ويَهْفُوفٌ عَنِ الفَرّاءَ.
9- فإذا اشْتَدَّ حُمْقُهُ فَهُوَ خَنْفع هَبَنْقَعٌ و هِلْباجَة وعَفَنْجَجٌ عَنْ أبي عَمْروٍ وأبي زيد.
10- فإذا كَانَ مُشْبَعاً حُمقاً فَهُوَ عَفِيكٌ ولَفِيك عَنْ أبي عَمْروٍ وَحْدَه (فقه اللغة للثعالبي).
■ قال الشاعر صلاح عبدالقدوس :
احذر الأحمقَ أن تصحَبهُ *** إِنما الأحمقُ كالثوبِ الخلقْ
كلما رقعتَهُ من جانبٍ *** حركته الريحُ وُهْناً فانْخَرَقْ
كحمارِ السوءِ إِن أقضمتهُ *** رمحَ الناسَ وإِن جاعَ نَهقْ
وإِذا جالَسْتَه في مجلسٍ *** أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ
وإِذا عاتبتَهُ كي يرعوي *** زادَ شراً وتمادَىْ في الحُمُقْ
عَجَباً للناسِ في أرزاقِهمْ *** ذاكَ عطشانٌ وهذا قد غَرِقْ
■ وقال دعبل الخزاعي :
عداوة العاقلِ خيرٌ إِذا *** حصلتها من خُلَّةِ الأحمقِ
لأن ذا العقلِ إِذا لم يُزَعْ *** عن حلمِه استحيا فلم يخرقِ
ولن ترى الأحمقَ يُبقي *** على دينٍ ولا ودٍ ولا يتقي

يعطيك العافية