النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ركن الدين بيبرس وجهاده الصليبيين

ركن الدين بيبرس وجهاده الصليبيين تولي السلطان الظاهر بيبرس السلطنة بمقتل السلطان قطز، خرج أمراء المماليك الذين تآمروا عليه إلى الدهليز السلطاني بالصالحية وسلطنوا عليهم بيبرس سنة 658

  1. #1
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    1 (7) ركن الدين بيبرس وجهاده الصليبيين

    ركن الدين بيبرس وجهاده الصليبيين


    تولي السلطان الظاهر بيبرس السلطنة
    بمقتل السلطان قطز، خرج أمراء المماليك الذين تآمروا عليه إلى الدهليز السلطاني بالصالحية وسلطنوا عليهم بيبرس سنة 658 هـ / 1260م؛ لأنه هو الذي قتله وأجلسوه مكانه على مرتبة السلطان، وبعد أن حلف له القادة بمن فيهم فارس الدين أقطاي، والجند يومين الولاء، دخل القاهرة ظافرًا.

    ويعتبر بيبرس من أعظم سلاطين المماليك لما قام به من أعمال شملت تنظيمات وعمران وغير ذلك، وكان من أهم أعمال بيبرس إحياؤه الخلافة العباسية في القاهرة سنة 659هـ / 1260م، بعد أن قضي عليها التتار في بغداد. مما أكسبه سلطة شرعية مدعومة بموافقة الخليفة العباسي، كما استن نظام ولاية العهد في أسرته، بتعيين ابنيه السعيد بركه خان والعادل بدر الدين سلامش، وحفر الترع، وأصلح الحصون، وأسسِ المعاهد، وبنى المساجد، كما قوى الجيش واستحضر أعدادًا كبيرة من المماليك، وكرس همته في محاربة الصليبيين. ولذلك يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة المملوكية في مصر، وتوفي في السابع والعشرين من محرم عام 676 هـ / 1277م في دمشق وهو عائد من وقعة قيسارية [1].

    دور بيبرس في التصدي للصليبيين
    لم ينس بيبرس لحظة عداوة الصليبيين وخطرهم على الشام ومصر، وهو الذي شارك في صدهم عن المنصورة ودمياط، ورأى محاولات لويس التاسع في تأجيج الصراع بين دولة المماليك الحديثة النشأة والملك الناصر ملك الشام، ثم تعاونهم مع الخطر الجديد القادم من الشرق، حيث رأوا فيه حليفا طبيعيا ساقه الله لنصرتهم، ألا وهو خطر المغول، فاتصلوا بهم، وعملوا أدلاء لجيوشهم وجواسيس يطلعونهم على عورات المسلمين، بل سمح بعضهم لبعض الحاميات المغولية بالنزول في حصونهم، فوقعوا هم أنفسهم تحت سيطرة ورحمة تلك الجماعات [1]، وكذلك تآمر الصليبيين الدائم مع الحشاشين الذي كانوا خطرا دائما يهدد كل مجاهد مسلم من زعماء المسلمين.

    لهذا قرر بيبرس كما قلده في ذلك خلفاؤه أمثال قلاوون والأشرف خليل، اجتثاث الخطر الصليبي نهائيا من بلاد الشام [2].

    وكتمهيد لتحقيق هذا الهدف تحالف بيبرس مع الإمبراطور البيزنطي باليولوجس عدو الصليبين، حيث عقد معه معاهدة دفاعية عام (660 هـ / 1262م) كما حالف مغول القفجاق المسلمين (القبيلة الذهبية) وهادن أعداء المسلمين مغول فارس الوثنيين [3].

    بعد كل هذه الترتيبات توجه بيبرس نحو الشام عام (663 هـ / 1265م) قاصدا إعداد قواته وإعادة توزيعها، تمهيدا لتنفيذ غرضه، وعند ذلك أحس الصليبيون بالخطر الكائن في استعدادات بيبرس ونيته نحوهم، فأرسلوا إليه وفودهم تعرض عليه المسالمة، وتعبر عن حسن نيتها نحوه، ولكنه كان يردها قائلا: "ردوا ما أخذتموه من البلاد، وفكوا أسرى المسلمين جميعهم، فإني لا أقبل غير ذلك"، ثم يطردهم من حضرته [4].

    وكان من حماس بيبرس في جهاد الصليبين، أنه لم يخل عام من الأعوام العشرة ما بين (659-669هـ / 1261- 1271م) إلا وكان يشن فيه حربًا، ويسترد أرضا من أرض إحدى الإمارات الباقية بأيديهم، وهي: أنطاكية، وطرابلس، وبعض مملكة القدس.

    فبادر عام (661 هـ / 1263م) بمهاجمة مدينة الناصرة، ثم هاجم بنفسه مدينة عكا الحصينة، ولكنه لم يتمكن أن فتحها بسبب ما أقامه فيها لويس التاسع من تحصينات [5].

    وفي عام (663 هـ / 1265م) حاصر مدينة قيسارية وفتحها رغم حصانتها، ثم غادرها جنوبا إلى قلعة أرسوف البحرية التي كَانت تحت سيطرة شرسان الاسبتارية المشهورين ببسالتهم، فقاموا بالدفاع المستميت عنها، ولم يمكنوا بيبرس من فتحها فلجأ إلى الحيلة، بأن اتفق معهم على أن يستسلموا مقابل تأملات حياتهم، ولكنه قام بنقلهم إلى القاهرة بعد أن أمرهم بهدم قلعتهم [6].

    وبعد ذلك قام بفتح يافا وعتليت، ثم استولى في العام التالي على صفد وهونين وتبنبن والرملة، مما جعل الإمارات الصليبية في حالة احتضار يائسة دفعتها إلى معاودة استعطاف السلطان بيبرس طالبة مصالحته، أو على الأقل عقد هدنة معه، وفي هذه المرة رأى أنه من المناسب إجابة طلبهم، فصالحهم عَلى أساس المناصفة أو المشاركة، وذلك بأن تصبح له حصة في غلاتهم ومنتجاتهم [7].

    ومن أطرف هذه الاتفاقيات بين بيبرس والإمارات الصليبية تلك الاتفاقية التي عقدتها معه ازابيلا، ملكة بيروت عام (667 هـ / 1268م) ومدتها عشر سنوات، فقد ذكر القلقشندي أن هذه الملكة قد وثقت ببيبرس إلى درجة أنها كانت عندما ترغب حب السفر إلى جهة ما، تذهب بنفسها إلى بيبرس وتستودعه بلادها [8]، وعندما خطفها الملك هيو الثالث ملك جزيرة قبرص قام بيبرس بتخليصها عن طريق توجيه تهديدات لهيو. لهذا اتخذت لنفسها حرسا من المماليك حتى ماتت عام 672هـ / 1274م، وقلدتها في هذه السياسة أختها وخليفتها حتى استولى المسلمون على بيروت [9].

    أما عن موقف السلطان الظاهر بيبرس تجاه العدو الآخر والحليف الدائم لكل من الصليبين والمغول، وأعني به مملكة أرمينيا الصغرى (جنوب الأناضول) فقد وجه إليها في عام (665 هـ / 1266م) القائد قلاوون؛ بقصد تأديب ملكها على تحالفه مع التتار زمن هولاكو وأبقاخان، وتشجيعه لهما على مهاجمة الشام ومصر، والمساهمة في دعمهما بفرض حصار اقتصادي على دولة المماليك، حيث منع عنها مادتي الخشب والحديد [10].

    وقامت قوات قلاوون بهزيمة الأرمن قرب دراساك، ودمرت مدن سيس وأضنه وطرسوس والمصيصة، وألحقت بها دمارا هائلا في هجومها الذي استغرق عشرون يوما فقط، وقتل قلاوون أحد أبناء ملك أرمينيا وأسر الابن الثاني، في حين كان الملك نفسه هيثوم الأول في زيارة للمغول في بلاد فارس. ولم يوافق بيبرس على إطلاق أسيره إلا مقابل تنازل والده عن عدة مواقع استراتيجية ودفع جزية سنوية [11].

    ومنذ ذلك الحين أصبحت أرمينية الصغرى ضعيفة لم تسبب للمسلمين أي مشكلة، إلا مرة واحدة في عهد السلطان محمد قلاوون حيث أخضعها نهائيًا. وفي عام 666 هـ قام بأخذ يافا عنوة وأجلي أهلها إلى عكا، ثم استولى على حصن الشقيف وأجلي أهله إلى صور، ثم هاجم صور فنهب وأرعب، ثم هاجم حصن الأكراد ثم سار عنوة إلى حمص ومنها إلى حماه ثم إلى فامية [12].

    سقوط أنطاكية بيد السلطان بيبرس
    وجه بيبرس همه إلى أنطاكية أقوى الإمارات الصليبية المتبقية والمتحالفة مع التتار، فبدأ بمهاجمة البلاد المحيطة بها، حيث استولى على عدة قلاع تقع إلى الشمال منها، ثم وجه همه نحوها بجيشه المؤلف من ثلاث فرق، استولت الفرقة الأولى منها على ميناء السويدية، لتقطع اتصال انطاكيا بالبحر، ورابطت الفرقة الثانية في ممرات قيليقيه لتمنع وصول الإمدادات من أرمينية الصغرى، ثم هاجم المدينة بالفرقة الثالثة، واستمرت الهجمات، ودام الحصار.

    ثم جرت مفاوضات لتسليمها صلحا، ولكنه رفض، واستطاع أن يفتحها عنوة، في رمضان عام 666 هـ (1268م) فأحرقها، وقتل من أهلها خلقا كثيرا (قيل أنه قتل من أهلها مائة ألف، ومن جنود قلعتها ثمانية آلاف)، وأسر أعدادا هائلة منهم، وغنم مالا يحصى من الأموال بلغ من كثرتها (أن قسمت الأموال بالطاسات)، وبلغ الأسرى من الكثرة حتى أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير باثني عشر درهماً).

    فكان سقوطها معلما خطيرا على طريق نهاية الصليبين بالشام، لأنها كانت بحكم موقعها الجغرافي سندا لهم منذ بداية الحروب الصليبية، وسبب سقوطها ذعرا شديدا في صفوف الصليبين، حتى أرسل ملك أرمينية الصغرى يعرض على بيبرس أن يسلمه بلاده مقابل الاستمرار في مهادنته [13].

    بيبرس ومحاولة فتح قبرص
    ولم يكتف بيبرس بهذا النصر العظيم، فوجه همه نحو جزيرة قبرص ليؤدب ملكها هيو الثالث، الذي كان دائم التهديد للسفن الإسلاَمية في البحر الأبيض المتوسط، ودائم المساعدة للصليبين، فوجه نحوه حملة بحرية عام 668 هـ (1270م)، ولكنها فشلت بسبب العواصف التي حطمت معظم سفنها، فنجي بذلك ملكها من عقاب بيبرس [14].

    لم يثن هذا الفشل في فتح قبرص، بيبرس عن مواصلة الجهاد ضد الصليبيين، فاستولى في عام (669هـ / 1270م) على صافيتا وحصن الأكراد، وحصن عكار، والقرين، ثم واصل مهاجمة إمارة طرابلس، فاستولى على ما حولها من حصون وممرات وكاد أن يفتحها، ولكنه عندما علم بخروج الحملة الصليبية الثامنة من فرنسا خشي أن تكون جهتها مصر، فسارع إليها للاستعداد لمواجهة هذا الخطر [15].

    وعندما تيقن من توجه تلك الحملة إلى تونس عاد عام (670 هـ /1271م) لمواصلة هجومه على طرابلس فطلب أميرها بوهيمند السادس الصلح، ووصلت الأخبار بوصول الأمير إدوارد الأول إلى عكا، فظن أنها مقدمة لحملة صليبية كبرى، فاستجاب بيبرس لطلب بوهيمند وعقد معه صلحا مدته عشر سنوات [16]، وتبعتها مملكة بيت المقدس فعقدت صلحا مماثلا، مما مكن بيبرس من التفرغ لقتال المغول والإسماعيلية.

    فوجه بيبرس همه نحو الإسماعيلية الحشاشين الذين كانوا يعادون المسلمين ويتآمرون مع الصليبين ضدهم، ويغتالون كبار المجاهدين من قادتهم كما تعاونوا مع المغول، ودفعوا لهم الأتاوات، فعزل مقدمهم نجم الدين الشعراني، وهدم حصونهم وقضي عليهم، بعد أن سلموها له وأشهرها الكهف والقدموس والمنطقة، وعوضهم عنها بإقطاعات [17].

    [1] المقريزي: السلوك، 1/ 436.
    ابن إياس: بدائع الزهور، 1/ 97- 98.
    - ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، 7/ 84، 267.
    [2] أحمد العباد، قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام، دار النهضة العربية، بيروت، 1969م، ص222.
    [3] مفصل بن أبي الفضائل، النهج السديد، ص: 192. المقريزي، السلوك: 1/584_ 600.
    - بيبرس الدوادار، زبدة الفكر: 9/262/9.
    - المقريزي، السلوك: 1/ 465.
    [4] المقريزي: السلوك: 1/485_ 486.
    [5] ابن كثير: 13/244.
    [6] المفريزي: السلوك: 1/529 " ولا يعتبر هذا غدرا منه لأن هؤلاء الفرسان جبلوا على الخيانة والغدر، وطالما غدروا بالمسلمين". ابن كثير: البداية: 13/244.
    [7] ابن كثير: البداية: 13/249.
    - القلقشندي: صبح الأعشى: 4/44- 51. أبو المحاسن: النجوم: 7/150.
    [8] القلقشندي: نفسه: 4/39.
    - تاريخ ابن الفرات: 7/35.
    [9] يذكر رنسيمان runciman, a history of the crusades. (Cambridge1957) p. 342_ 343 أن بيروت سقطت بيد الأشرف خليل عام 1291م (690هـ) ، بينما يذكر المقريزي أنها سقطت بيد الناصر قلاوون سنة 688هـ (1289م) (المقريزي: السلوك: 1/646_ 647).
    [10] سعيد عاشور: قبرص والحروب الصليبية، القاهرة، مكتبة النهضة، 1957م، 2/1147.
    [11] أبو المحاسن: النجوم: 7/14. المقريزي: السلوك: 1/552.
    [12] المقريزي: السلوك: 3/552. ابن كثير 13/251.
    [13] المقريزي: السلوك: 1/544_ 547. ابن كثير: البداية والنهاية 13/251. المقريزي: السلوك: 1/568.
    Runciman, op. cit. p. 324_ 325.
    [14] العيني: عقد الجمان، حوادث سنة 669هـ. - ابن كثير 13/ 259.
    - سعيد عاشور: قبرص والحروب الصليبية، ص47- 48.
    [15] السيد عبد العزيز سالم: طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، ص: 269.
    [16] أثناء المفاوضات اندس بيبرس بين أعضاء وفده إلى بوهيميند كخادم ليتمكن من الاطلاع على حصون طرابلس. (المقريزي: السلوك: 1/ 594) .
    [17] ابن كثير البداية والنهاية 13/ 264.
    - السيد عبد العزيز سالم: طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، ص: 269.
    شفيق جاسر


    v;k hg]dk fdfvs ,[ih]i hgwgdfddk


  2. #2
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    رحم الله القائد الظاهر بيبرس..رحمة واسعة..
    ما استطاع ان يحرر الاّ أن يعاهد البعض فيهادنهم مؤقتا..ليختلي بغيرهم..وهكذا حتى تمّ له الفتح والنصر المبين..
    وقادتنا مهادنة ومعاهدة فارغة جوفاء..لا بل استسلام وخيانة واستكانة..فلا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم..
    بارك الله فيك وحفظك ورعاك

  3. #3
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي الكريم م مخلد

  4. #4
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    رحم الله هؤلاء القادة الافذاذ كان لهم دورهم العظيم في رفع شأن الامة وما زالت سيرتهم تذكرنا بهم وبافعالهم العظيمة ويارب هيئ لنا من هم بمثل غيرتهم على هذه الامة ومن هم بمثل اصرارهم وعزتهم لعل وعسى تعود امتنا الى سالف عهدها وامجادها يااا رب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سيدي ولد الغوث حياته وجهاده
    بواسطة إبن شنقيط في المنتدى مجلس قبائل موريتانيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-01-2022, 08:21 PM
  2. ركن الدين بيبرس قاهر التتار
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى موسوعة التراجم الكبرى
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-11-2018, 12:44 PM
  3. عماد الدين زنكي وتحرير الرها من الصليبيين
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة الزنكية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-03-2016, 05:52 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-01-2013, 06:31 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-12-2012, 05:29 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum