وقد دارتْ فِتَنٌ بين المسلمين وخاصةً بين القيسية واليمانية في وقعة ( مرج راهط ) ، وجُذام من رؤوس اليمانية ، فقال شاعرُ القيسية ( زُفَرُ بن الحارث الكُلابي ) يصف شجاعة اليمانية وعلى رأسهم ( رجال جُذام ) وهي من الابيات المنصفة ، ونقصد بالمنصفة التي يعطي الرجلُ خصومَه الشجاعة ولا يهْضِمُهم حقوقهم ، فيخبر بما رأى دون محابةٍ لقومه :



وقد ذكرها الجواليقي في حاشيته على الخزانة ( 1 / 310 ) :



كُنَّا حَسِبْنَا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَةً

...... عَشِيَّةَ لاقينا جُذَامَ وحميرا

فَلَمَّا قَرَعْنا النَّبْعَ بالنَّبْعِ بَعْضَهُ

..... بِبَعْضٍ أَبَتْ عِيْدَانُهُ أَنْ تَكَسَّرا

ولمَّا لَقِيْنا عُصْبَةً تَغْلِبِيَّةً

..... يقودون جُرْداً للمنيَّةِ ضُمَّرا

سَقَيْناهم كَأْساً سَقَوْنا بِمِثْلِهِ

..... ولكنَّهم كانوا على الموتِ أصبرا .



فهذه شهادةٌ صادقةٌ من خصمٍ شريفٍ ، شَهِدَ بما رأى من رجال اليمانية ( جُذام ، وحمير .. ) في تلك الوقعة التي دارت رحاها بينهم ، وكان منصفا للغاية عندما قال :



سقيناهم كأساً ، سَقَوْنا بمثله

..... ولكنَّهم كانوا على الموتِ أصْبَرا .



فقد تناصفوا السُقْيا ، ولكن الشاعر القيسي زُفَرُ أثبتَ لليمانية ( جُذام ... ) أنهم كانوا على الموت أصبر وأشدَّ ثباتا من غيرهم !



والعربُ بشكل عام جنسٌ تتوفَّرُ فيه كُلُّ الصفات الطيبة من شجاعة واقدام ، وكرم ... ؛ فلذلك اختارهم اللهُ لحملِ الرسالة الخالدة ، رسالة الاسلام التي جاءت بالهداية والامن والامان ، وهذه الرسالة يظهرُ جمالُها ونورُها انْ سارتْ على هدي السلف الصالح لا هَدْيَ المنحرفين من الاحزاب التي شَوَّهتْ سماحة الاسلام وطهارته .


,g;k~Qil ;hk,h ugn hgl,jA Hwfvh