صلاح الدين والوعي العربي !
بالرغم من أن الدولة التي أسسها صلاح الدين لم تدم طويلاً من بعده , إلا أن صلاح الدين يُعَد في الوعي العربي الإسلامي محرر القدس , ومع تصاعد مشاعر " القومية العربية " في القرن العشرين .. لا سيما في وجود الصراع العربي الإسرائيلي .
اكتسب صلاح الدين وقيادته أهمية , فقد كان في تحريره للقدس من الصليبيين مصدر إلهام لمعارضة العرب في العصر الحديث للصهيونية , كما استلهمت شخصيته في الملاحم والأشعار .. وحتى في مناهج التربية الوطنية في الدول العربية .
كما ألّفت عشرات الكتب عن سيرته , وتناولتها المسرحيات والتمثيليات والأعمال الدرامية .. ولا يزال صلاح الدين يُضرب به المثل كقائد مسلم مثالي واجه أعداءه بحسم ليحرر أراضي المسلمين دون تفريط في الشهامة والأخلاق الرفيعة .
علاوة على ذلك كان يُنظر إلى وحدة العالم العربي تحت راية صلاح الدين رمزاً مثالياً للوحدة الجديدة التي سعى إليها " القوميون العرب " , ولهذا السبب أصبح نسر صلاح الدين رمزاً وشعاراً لعدد من الدول العربية وسميت محافظة باسمه في العراق .
كذلك يُطلِق بعض المسلمين على أولادهم الذكور اسم صلاح الدين تيمناً بهذا القائد على الرغم من أن هذا الاسم كان لقباً للسلطان الأيوبي خُلِعَ عليه بعد إسقاطه الدولة الفاطمية وقتاله للصليبيين .
ما أشبه اليوم بالبارحة !
أما اليوم ... فالحق أن الحديث عن صلاح الدين أمر مطلوب , قد يصل إلى مرتبة الضرورات الإسلامية والفرائض الشرعية ! وذلك لأمور كثيرة .. منها :
- لأن القدس في محنة أشبه بما كانت عليه قبل مجيء صلاح الدين .
- لأن الأمة اليوم ضلّت طريق الهدى , وتنكّبت طريق الصلاح , ودع عنك طريق السلام المزعوم .
- لأن أمتنا في حاجة إلى من تقتدي به في عصر قلّت فيه القُدوات , وانعدمت فيه الرجال .
- لأن أمتنا تنتظر مثيلاً لصلاح الدين الأيوبي ليعيد لها عزتها وكرامتها .
- لأن استقراء التاريخ أمر ضروري لتعرف الأمة كيف انتصر السلف .. ليسير على الطريق الخلف , ولتعليم كيف أعيدت القدس أولاً لنعمل بنفس الطريقة على إعادتها ثانياً .
- لأن التفاؤل بالنصر أمر مطلوب .. ومهما علت دولة الباطل فإنها ساعة ! ودولة الحق إلى قيام الساعة , فلا داعي لليأس , ولا حاجة إلى القنوط .. بل العمل العمل , فنحن بحاجة إلى :
عطاء الأغنياء , وبذل العلماء , وجهاد الأتقياء , ومثابرة الدعاة , وعزائم الرجال , وبحاجة إلى لم الشمل , وشحذ الهمم , وتكاتف القوى , ونبذ الخلاف , وتوحيد الصف .
وقبلها " حسن التوكل على الله "
وللحقيقة ( ألأمّة ولاّدة .. والقائد المرجُوْ آتٍ لا محالة .. بحول الله )
wghp hg]dk ,hg,ud hguvfd !
مواقع النشر (المفضلة)