موضوع جيد وجميل
شكرا على المجهود العظيم
لا تزال هناك مسألة واحدة، يمكن تلخيص ذلك في عبارة:
و... " لماذا صلاح الدين الأيوبي ؟ "
لماذا اجتذب صلاح الدين الأيوبي، وليس القادة المسلمين الآخرين، ممن قاتلوا الصليبيين،
لا سيما، عماد الدين زنكي ، و نور الدين ، أو بيبرس ، من اجتذب مديح الأجيال القادمة؟
يمكن استبعاد زنكي ،
طالما أن من الواضح أن عملياته تدخل في نطاق سياسة القوة فقط،
وأن شخصيته، حتى في المصادر الإسلامية، تظهر غير جذابة.
لكن ابنه نور الدين ، كان حالة مختلفة تماماً.
فقد حظي بالكثير من الإعجاب والاحترام، في حياته،
من جانب المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
وقد وصفه وليم الصوري رئيس الأساقفة ،
الذي كان مستشاراً للمملكة اللاتينية في القدس (1170-1184م).
بأنه "أمير عادل، وحازم، وحكيم، ومتدين وفقاً لتقاليد الامسلمين .
إن نور الدين كان بحق السلف الحقيقي لـ صلاح الدين الأيوبي ،
فما الذي جعل صلاح الدين الأيوبي أكثر الزعماء المسلمين تكريماً في عيون الغرب؟
من الواضح أن صلاح الدين ...
كان يمتلك أصدقاء حميمين بين الفرسان الصليبيين، مثل باليان ابلين،
وأنه حظى باحترام كبير من قبل ريتشارد قلب الأسد، و ريموند صاحب طرابلس .
وإن الكرم الذي أظهره، عقب الانتصار في حطين ،
ومن بعدها في القدس ، قد نال إعجاب المصادر الصليبية.
وعموماً إن هذه حقائق جلية،
تسربت إلى الصورة الأسطورية اللاحقة،
التي أظهرته رجلا متحضرا، شريفا وعطوفا.
ولكن هذا لا يفسر لماذا أصبح صلاح الدين أكثر المسلمين شهرة في الغرب،
باستثناء (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) .
قد يكون ذلك لأن صلاح الدين هو من استولى على القدس ، فبات مادة أسطورية.
وقد تشوق المسيحيون لاستعادة السيطرة على المدينة الأعظم قداسة لمدة خمسة قرون..
الآن وبعد أن انتزعوها من أيدي المسلمين، بفضل جهد فوق طاقة البشر،
وتمكنوا من التمسك بها لفترة وجيزة، وقعت بأيدي لمسلمين مرة أخرى.
لقد كان سقوط القدس بالتأكيد أمرا لا يمكن أن يتحمله المسيحيون،
وكان من الدفاع الطبيعي بالنسبة لهم،
التأكيد بأن الرجل الذي هزمهم لم يكن رجلاً عادي الصفات.
الإيمان بأنهم خسروها أمام خصم استثنائي، وغالباً خارق للمألوف،
لا بد أن يكون وسيلة لاحتمال ذل الهزيمة.
وإن عملية من هذا النوع أمر يعرفه علماء النفس.
وأياً كان السبب وراء شهرة صلاح الدين، فمن الحق القول :
إنه لم يحدث أن تعلقت مخيلة الأوروبيين بشخص مسلم قدر تعلقها بـصلاح الدين .
إن تفوقه على معاصريه، من مسلمين و مسيحيين، أقر به أعداؤه الصليبيون، إبان حياته.
وإن صورته، حتى في ظل التعصب الأعمى للعصور الوسطى، قد بقيت نقية،
لا بل أضفي عليها عناصر رومانسية، في وقت كان فيه ...
موقف أوروبا من الإسلام مزيجاً مؤسفاً من الجهل والعداء.
إن انبهار أوروبا بـ صلاح الدين عميق الجذور.
لقد بدأ بعد وفاته عام 1193م بفترة قصيرة، وتواصل منذ ذلك الوقت.
بالتأكيد إن نمو أسطورة صلاح الدين قد حدث في الغرب، وليس في الشرق الأوسط،
فالصورة التي رسمها له ليسنغ ، كعنصر من عناصر التنوير في مسرحيته ناتان الحكيم ،
و والتر سكوت في الطلسم ، ليست إلا...
لحظتين بارزتين من تقليد عريق عن رومانسية صلاح الدين .
والمفارقة المثيرة للفضول، أن الشرق الأوسط المسلم اكتشف،
أو أعاد اكتشاف صلاح الدين ، بتاريخ متأخر نسبياً، وعبر طريق دائري،
إذ عرف المسلمون عن هذا البطل، في القرن التاسع عشر، ومع حلول عصر الاستعمار،
عندما قام المسيحيون العرب بترجمة الكتابات الأوروبية عن الحروب الصليبية،
وعادوا فأخبروا بني قومهم من المسلمين عن مآثر صلاح الدين .
فأقبل عليه العالم الإسلامي.
وبالنتيجة أعاد صياغة صورته بهيئة البطل الكاريزمي،
الذي سوف يوحد الشرق الأوسط ضد قوى العدوان الخارجي.
وتطلع العديد من الزعماء العرب في العصر الحديث لأن يكونوا صلاح الدين جديدا.
****************المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: تاريخ الدولة الأيوبية,>>> " glh`h wghp hg]dk hgHd,fd ?
موضوع جيد وجميل
شكرا على المجهود العظيم
نظره عالية الوضوح، صافيه.
[align=right]
موضوع مميز كعوائد مواضيعك يا استاذ حسن بارك الله فيك .
و قد كان صلاح الدين داعية للاسلام خبيرا فقيها باساليب الدعوة الفعالة , فكان داعية مجاهدا بالكلمة الحسنة و الفعل النبيل قبل ان يكون مجاهدا بالسيف , لذلك اسماه عدد من المؤرخين بداعية الملوك .
و اجمع الكثير من المؤرخين على ان قواعد الايتيكيت التي انتشرت في اوروبا في عصر النهضة بعد ذلك مردها للقواعد الراقية في تعاملات صلاح الدين مع نبلاء اوروبا في مقابلاته لملوكهم و فرسانهم .
[/align]
صلاح الدين الأيوبي
- يصف لنا ابن شداد "سكرتيره وقاضيه" شخصية صلاح الدين بقوله: (كان رحمه الله حسن العقيدة كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته على الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم. وقد جمع له الشيخ "أبو المعالي النيسابوري المنعوت بالقطب"عقيدة سليمة في علم الظاهر والباطن (ترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب، المرتضى الزبيدي. صلاح الدين
بارك الله فيك استاذ حسن جبريل العباسى مميز دائما جزاك الله خير
نعم لقد كان تعلق الغرب بشخص صلاح الدين الايوبي رحمه الله كبيرا ، و لكنه لم يكن الشخصية المسلمة الوحيدة التي تعلقت بمخيلتهم ، فقد اشتهرت عندهم شخصية خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و لكن بصورة العدو القاهر لجيوشهم فلم يثنوا عليه ، و ارتسمت في نفوسهم صورته التي كانت تدكُّ حصونهم .
و لقد ورد الجواب عن سبب تعلقهم بصلاح الدين بالثناء عليه من خلال كرمه بأسرى اعدائه و بمعاملته الانسانية النابعة من الاسلام بالمدنيين . فهم لا يثنون عليه بصفته البطل الذي هزم جحافلهم و دكّ حصونهم ، و لكن بما نالهم منه من رحمة و حسن معاملة كفارس مسلم كريم النفس المتعالية عن الانتقام الذي الفوه من بعضهم بعض في حروبهم البينية . و قد تكرر مثل هذا عند الغرب مع المجاهد الجزائري الأمير عبد القادر بعد قيامه بحماية المسيحيين من مجزرة دمشق أثناء وجوده بها ، فكان ذكر الأمير عبدالقادر في الأوساط الغربية دائما ملازما لهذه الحادثة و لكنهم لم يذكروه بانتصاراته و ملاحمه البطولية ضد الجيوش الفرنسية بالمقاومة قبل نفيه من الجزائر ، لأنه هنا هو العدو ، أما بحماية المسيحيين فهو الصديق . هكذا هم النصارى لا يشدهم إلا ما كان لهم فيه مصلحة و لو من خصم شريف كصلاح الدين .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)