(الفيض , زريبة الوادي , خنقة سيدي ناجي )
.................................................. ........
عرش اولاد بوحديجة احد عروش الزاب الشرقي وسفوح جبال الاوراس يعتبر ممن العروش المعتبرة والذي يلعب دورا كبيرا في رسم تاريخ الزاب .
وهم قبيلة عربية يعتقد انها هلالية الاصل مع بعض التمازج مع الشاوية والبربر بحكم الجوار و المتداول لدى العامة أنهم أبناء (حديج) وكانوا عند حروبهم يصرخون يا اولاد حديج ويقولون ان جدهم جاء من جزيرة العرب عند الفتوحات الاسلامية .
يعتبر عرش اولاد عمر و اولاد بو حديجة اخوة نظرا للعلاقات التي تجمعهم ويقولون ان عمر وحديج وعلوان وجفال اخوة .
والارجح عند اهل الانساب انهم عرب هلاليين ويرفع نسبهم الى قبيلة قرفة الاثبجية الهلالية وهم على الارجح من فرع الحديجات الذي ذكره ابن خلدون .
كما ذكر العلامة ابن خلدون ان الزاب الشرقي هو ملك لقبيلة قرفة الهلالية وهي نجوع وبلاد اولاد حديج وعمر الى اليوم يقول : (واما الزاب الشرقي فليس بمجالات رياح وانما هو من مجالات اولاد نابت من كرفة ) .
ويقول شيوخ العرش ان حديجا جدهم خلف عبدالسلام الذي تزوج بإمرأتين فأنجب من الزوجة الأولى ولدين هما محمد وساعد منصور، و أنجب من الثانية إبنا واحدا إسمه علي. يتألف فرع أولاد عبدالسلام منه ثلال فرق هي:
1- فرقة أولاد امحمد
2- فرقة أولاد ساعد
3- منصور ( لمناصرية)
واما علي فقد تفرعت منه
1- فرقة أولاد خليفة
2- فرقة أولاد بوعلي
ومن العرش كذلك فرق اخرى وهي :
-عرش الدحامنية
-عرش الدرايسة
- عرش صدراتة
- عرش فطانسة

ويبلغ تعداد العرش حوالي 30-25 الف نسمة وربما اكثر وينتشر في الفيض وزريبة الوادي وخنقة سيدي ناجي وكيمل وفي وادي سوف ومنطقة سيدي عقبة وعين الناقة
........
ويحكي شيوخ العرش انهم قديما كانوا يرعون ابلهم الى جهة واد سوف ثم تركوا الابل وبدؤا برعي الماشية من الاغنام والماعز وكانوا بدوا رحلا لا قرار لهم يتنقلون بين التل والصحراء وكانوا اكثر وقتهم في منطقة بريش وام العظايم وتلك البادية بين منطقة سدراتة وعين البيضاء (ولاية ام البواقي حاليا وسوق اهراس ) ويحكي الشيوخ حسب ما وروثوه من اجدادهم انه اصابهم سيل كبير ابان عبورهم الوادي في منطقة سدراتة فتسبب في كارثة كبيرة لهم فانحدروا جنوبا الى مناطقهم القديمة وعبروا منطقة واد العرب الى ان وصلوا منطقة الفيض و وجدوا اول من استوطنها عرش الجفالات فتقاسموا معهم المنطقة قبل ان يغلبوا عليهم ثم جاء عرش اولاد عمر من سفوح جبل الاوراس وهو عرش هلالي بدوي واستقر معهم وتقاسموا ارض منطقة الفيض .
يبدو ان قبيلة اولاد بوحديجة قبيلة عربية هلالية لكن يبدو انه قد انصهر فيها بعض المكونات البربرية التي استعربت وصارت عربية هلالية كعرش سدراتة وفطانسة والذي يبدو انهم قد اندمجوا فيهم عندما كان الحديجات ينتجعون جهة ام البواقي .
#تاريخ_العرش
من أبرز رجالات هذا العرش المجاهد محمد عصامي: الزعيم الثوري المناضل عصامي محمد بن بلقاسم بن محمد بن بلقاسم بن العصامي (من عشيرة صدراته) ولد خلال 1918م بسيدي عقبة. انتقلت أسرته إلى السكن ببلدة سيدي عقبة مع عدد كبير من الأسر الحديجية غادروا قرية الفيض إلى سيدي عقبة بلدة العلم والتجارة فكان والده يمارس حرفة (الخياطة) بمحله بسوق (الغدير) ساحة الشهداء حاليا. من بين الملابس التي كان يخيطها (البرنوس- البدعية- الصادرة) حيث تابع محمد دراسته الابتدائية بمدرسة (الكوبانية) الفرنسية وحفظ جزأ من القرآن الكريم بزاوية سيدي عقبة. وفي عام 1930م انتقلت الأسرة للسكن بمدينة بسكرة وسكنت بحارة (سوق الحشيش) فانقطع عصامي عن الدراسة. وفي 1932م انتقل إلى العيش في مدينة سكيكدة حيث إنخرط في صفوف حزب الشعب 1937م وعمره يومئذ19 سنة. ثم في عام 1940م عاد إلى بسكرة ليمارس حرفة الخياطة التي أخذها عن والده وكان على علاقة طيبة برجال الحركة الوطنية أمثال محمدالعربي بن مهيدي ويوسف العمودي وغيرهما ومن أبناء مسقط رأسه (سيدي عقبة) الذين كاموا على اتصال دائم به الشيخ شباح خالد (شهيد) وتومي عباسي ومحمود فطناسي (شهيد) وعلي بن الشابي و رحال أحمد و زيتوني بوزيتونة وجلال عبدالقادر ومراكشي إبراهيم وحشاني كباس و بلهادي وهامل أحمد (شهيد) وغيرهم ممن كانوا يمارسون السياسة في ذلك الوقت. و بعد حل حزب الشعب عام 1939م رغم التضييق من طرف سلطة الاحتلال استمر عصامي في نشاطه السياسي سريا. وأثناء التحضير لمظاهرات يوم 08 ماي1945م ببسكرة كان عصامي من بين المشاركين في الاجتماع التحضيري، وشارك في المظاهرة وألقي عليه القبض و زج به في السجن بعد تعرضه لأنواع التعذيب. حيث قضى مدة 11 يوما مع المناضلين علوي صالح وامبارك صالح والعربي بن مهيدي الذي بقي مدة 21 يوما بالسجن، ثم أطلق سراحهم وفي شهر جويلية 1945م عيّن (محمد بلوزداد) مسئولا على الحزب على مستوى الشرق الجزائري. وبقسنطينة اتصل بلوزداد بالسجين (أحمد غريب) بواسطة بعض الوطنيين فأعطاه بعض الأسماء من بينهم اسم محمد عصامي ببسكرة. فكلف بلوزداد المناضل (عبدالرحمان غراس) بالذهاب إلى بسكرة ومعه كمية من المناشير لتوزيعها على الشعب ببسكرة، ولما وصلها اتصل غراس بعصامي وأخبره بأنه سوف يأتيه (سي مسعود) وهو الإسم السري لبلوزداد وعن موعد اللقاء وصفاته والعلامة المتفق عليها هي أن يحمل (سي مسعود) جريدة بيده اليمنى ونظارة وكان الموعد بمحطة القطار على الساعة 11 ليلا وأعطاه كلمة السر. حيث طلب القائد بلوزداد من عصامي أن يجد له بعض الشباب ليكونوا مسئولين عن المنظمة السرية، فاقترح عليه اسمين هما محمد العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد فوافق عليهما بلوزداد. ثم كلفه بالذهاب إلى وادي سوف للتحضير لشراء السلاح. وحين سافر عصامي إلى سوف التقى بالمسئولين عن القسمة هناك المناضلين (أحمد ميلودي ومحمد بلحاج ميهي وبشير بن موسى) ثم توجه إلى قسنطينة وأخبر بلوزداد بالأمر فمنحه الضوء الأخضر. وبعد مدة جاءه المناضل (أحمد محساس) ودفع لعصامي مبلغ مالي قدره (300 ألف فرنك قديم) ثم مبلغ (700 ألف فرنك) فأشتروا بها 35 بندقية وكمية من الرصاص فنقلوها إلى بسكرة ثم نقلها إلى قسنطينة المناضل (عبدالحفيظ بلبكري). كما تم شراء سلاح من الحدود الليبية وعددها (103 بندقية) وكمية كبيرة من الرصاص، ولكي يتم نقلها من وادي سوف إلى الأوراس كلف عصامي بهذه المهمة. فأتصل بأحد أقاربه من قرية (طوماس) المدعو(حمودي محمد الصغير بن العيد) فعرض عليه الأمر فلبى النداء فمنحه مبلغا من المال لشراء الشعير والجمال وأعطاه كلمة السر و بوادي سوف التقى بالمناضلين (عبدالقادر العمودي ومحمد ميهي وبشير بن موسى) فتعارفوا بواسطة كلمة السر. ثم باعوا الشعير وحملوا السلاح على الجمال و توجهوا بها جميعا إلى قرية طوماس بلدية الفيض. في رحلة دامت أربعة أيام بلياليها، وبطوماس خبئوا السلاح في مطامير الشعير تحت الأرض، وبقي السلاح بطوماس مدة 6 أشهر قبل نقله إلى قرية الحجاج بالأوراس تحضيرا للثورة المباركة في الفاتح نوفمبر 1954م.
* الزعيم الوطني مصطفى بن بوالعيد في طوماس بلدية الفيض : طلب عصامي من مصطفى ابن بولعيد نقل السلاح إلى الأوراس بأمر من بلوزداد. حيث توجه بن بولعيد بنفسه إلى قرية طوماس رفقة المناضلين ( لخضر بعزي وبلقاسم اسمايحي وعزوي مدور) يحملون معهم (نصف ورقة نقدية من فئة 20 فرنك قديم) ونصفها الثاني عند المناضل (حمودي بطوماس) توجهت القافلة من الأوراس إلى الصحراء بقيادة البطل بن بولعيد وعند عرش أولاد بوحديجة التقوا بصاحبهم فأظهر له سي مصطفى نصف الورقة النقدية فمسكها منه المناضل حمودي وتأكد منها. بعد واجب الضيافة سلمهم الأسلحة فحملوها على ظهور البغال وعددها 7 حيث وضعوا على ظهر كل بغل عدد 45 بندقية من نوع (أمريكي، الماني و إيطالي) وكان مجموعها 325 بندقية مع الذخيرة الحية. وعادة القافلة أدراحها باتجاه الأوراس الأشم. دامت الرحلة 4 أيام يسيرون ليلا ويكمنون في النهار إلى أن وصلوا إلى قرية (الحجاج) حيث وضعوهم لدى لخضر بعزي كانت هذه الرحلة في ربيع عام 1948م. أما العملية 2 خلال عام 1949م شارك فيها عزوي مدور وعزوي أحمد و بلقاسم اسمايحي و بعزي محمد و بعزي علي تحصلوا على 320 بندقية حملوها إلى (نادر الجمال) بكيمل ثم إلى قرية (الحجاج) بدار بشاح محمد و بعزي صالح وفي يوم 08/10/1954م أمر القائد سي مصطفى بن بولعيد باستخراج السلاح وتنظيفه ثم توزيعه على المجاهدين كما وزع على المناطق والولايات قبيل اندلاع ثورة التحرير بأسابيع. في أواخر سنة 1949م كلف عصامي بالسفر إلى تونس رفقة (حامد روابحية من تبسة) لشراء السلاح ولما وصلا إلى تونس اتصل عصامي بالسيد (بن دحمان محمد من زريبة الواد) وبالسيد (مقراني محمد) أحد أحفاد الشيخ المقراني قائد انتفاضة 1871م فتحدثوا في أمر شراء السلاح و إتفقوا على ذلك. فعاد عصامي إلى العاصمة وأخبر بلوزداد بذلك ثم توجه إلى بسكرة. وبعد مدة اتصل به المناضل(أحمد محساس) ليحضر إجتماعا بالعاصمة. وفي الموعد المحدد انتقل عصامي إلى حي القبة فالتقى ببلوزداد الذي كان مريضا ومحلقا رأسه جالسا على (زاورة) في وسط حديقة ببيت بسيط فقال لعصامي كن مستعدا للسفر مع ( محمد بوضياف) إلى تونس في مهمة أخرى. وبعد أيام جاء المناضل (محمد يوسفي) في مهمة إلى بسكرة فرافقه عصامي إلى عنابة حيث وجد بوضياف في إنتظاره، وسافرا معا إلى تونس وإلتقيا ببن دحمان ومقراني وبعض الإخوة التوانسة. فأشترى بوضياف القليل من الأسلحة وأرسلها عن طريق سوق اهراس. و بعد أسبوع عاد عصامي إلى باتنة في مهمة أخرى إلى غاية عام 1950م حين إكتشف العدو أمر المنظمة السرية فألقي القبض على محمد عصامي وأدخل الى سجن الشرطة ببسكرة لمدة 4 أيام فعذبوه طويلا ثم تم نقله إلى سجن قسنطينة. ثم نقل إلى معتقل (الجرف) بمسيلة وكان معه من المعتقلين كل من المناضلين أحمد جغابة، سي لعرافي بركات، عبد الحميد زردوم ومعمري بوطرفاية ومحمد بن الشابي ومسعودي سي أمحمد وأخويه حمى صادق وعبدالله وقدور محمود بن زمولي وميلي امحمد بن عمران (كلهم من سيدي عقبة). وذلك في الفترة بين 56/58م. إستمر عصامي في نضاله داخل السجن وخارجه و كان عضوا في اللجنة المركزية إلى غاية فجرالإستقلال. تم تكريم المجاهد عصامي ( رجل المهمات الصعبة) ببسكرة مستقره بتاريخ 22/5/2006م في ندوة تاريخية حول مسيرته النضالية بقاعة الفكروالأدب بحضوره وكان مريضا حضرها عددا من رفاقه أمثال أحمد محساس وعبدالقادر العمودي وإبراهيم شرقي والهاشمي طرودي وقام الوفد بزيارة إلى مدينة الصحابي مسقط رأس عصامي وتجولوا في أرجاء المركب الإسلامي .


uva h,gh] f,p]d[m - fs;vm hg.hf hgavrd