الصحيفة الأولى وهي صحيفة الحمد
الحمد لله الذي ابتدأ خلقه بنعمته و أسبغ عليهم ظلال رحمته ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم و وفقهم بمنه لأداء ما فرض عليهم و نهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته فبتوفيقه قام القائمون بطاعته و بعصمته امتنع المؤمنون من معصيته و بنعمته أدى الشاكرون حق نعمته و برحمته وصل المسلمون إلى رحمته فسبحان من لا يستجار منه إلا به و لا يهرب منه إلا إليه و تبارك الذي خلق الحيوان من ماء مهين و جعلهم في قرار مكين ثم صيرهم متبائنين في الخلق و الأخلاق و قدر لهم ما لا مغير له من الآجال و الأرزاق له سبحت السماوات العلى و الأرضون السفلى و ما بينهما و ما تحت الثرى بألسن فصح و عجم و آثار ناطقة و بكم تلوح للعارفين مواقع تسبيحها و لا يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها فله في كل نظرة نعم لا تحد و في كل طرفة آلاء لا تعد ضلت الأفهام في جبروته و تحيرت الأوهام في ملكوته فلا وصول إليه إلا به و لا ملجأ منه إلا إليه ذلكم الله رب العالمين
الصحيفة الثانية صحيفة الخلق
فاز يا أخنوخ من عرفني و هلك من أنكرني عجبا لمن ضل عني و ليس يخلو في شيء من الأوقات مني كيف يخلو و أنا أقرب إليه من كل قريب و أدنى إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ أ لست أيها الإنسان العظيم عند نفسه في بنيانه القوي لدى همته في أركانه مخلوقا من النطفة المذرة و مخرجا من الأماكن القذرة تنحط من أصلاب الآباء كالنخاعة إلى أرحام النساء ثم يأتيك أمري فتصير علقة لو رأتك العيون لاستقذرتك و لو تأملتك النفوس لعافتك ثم تصير بقدرتي مضغة لا حسنة في المنظر و لا نافعة في المخبر ثم أبعث إليك أمرا من أمري فتخلق عضوا عضوا و تقدر مفصلا مفصلا من عظام مغشية و عروق ملتوية و أعصاب متناسبة و رباطات ماسكة ثم يكسوك لحما و يلبسك جلدا تجامع من أشياء متباينة و تخلق من أصناف مختلفة فتصير بقدرتي خلقا سويا لا روح فيك تحركك و لا قوة لك تقلك أعضاؤك صو بلا مرية و جثث بلا مرزبة فأنفخ فيك الروح و أهب لك الحياة فتصير بإذني إنسانا لا تملك نفعا و لا ضرا و لا تفعل خيرا و لا شرا مكانك من أمك تحت السرة كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما سبق مني من القضاء فتصير من هناك إلى وسع الفضاء فتلقى ما قدرك من السعادة أو الشقاء إلى أجل من البقاء متعقب لا شك بالفناء أ أنت خلقت نفسك و سويت جسمك و نفخت روحك إن كنت فعلت ذلك و أنت النطفة المهينة و العلقة المستضعفة و الجنين المصرور في صرة فأنت الآن في كمال أعضائك و طراءة مائك و تمام مفاصلك و ريعان شبابك أقوى و أقدر فاخلق لنفسك عضوا آخر و استجلب قوة إلى قوتك و إن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الأحوال طارقات الأوجاع و الأعلال فادفع عن نفسك الآن أسقامك و نزه عن بدنك آلامك و إن كنت أنت نفخت الروح في بدنك و جلبت الحياة التي تمسكك فادفع الموت إذا حل بك و ابق يوما واحدا عند حضور أجلك فإن لم تقدر أيها الإنسان على شيء من ذلك و عجزت عنه كله فاعلم أنك حقا مخلوق و أني أنا الخالق و أنك أنت العاجز و أني أنا القوي القادر فاعرفني حينئذ و اعبدني حق عبادتي و اشكر لي نعمتي أزدك منها و استعذ بي من سخطتي أعذك منها فإني أنا الله الذي لا أعبأ بما أخلق و لا أتعب و لا أنصب فيما أرزق و لا ألغب إنما أمري إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون
الصحيفة الثالثة صحيفة الرزق
يا أيها الإنسان انظر و تدبر و اعقل و تفكر هل لك رازق سواي يرزقك أو منعم غيري ينعم عليك أ لم أخرجك من ضيقمكانك في الرحم إلى أنواع من النعم أخرجتك من الضيق إلى السعة و من التعب إلى الدعة و من الظلمة إلى النور ثم عرفت ضعفك عما يقيمك و عجزك عما يفوتك فأدررت لك من صدر أمك عينين منهما طعامك و شرابك و فيهما غذاؤك و نماؤك ثم عطفت بقلبها عليك و صرفت بودها إليك كي لا تتبرم بك مع إيذائك لها و لا تطرحك مع إضجارك إياها و لا تقززك مع كثرة عاهاتك و لا تستقذرك مع توالي آفاتك و قاذوراتك تجوع لتشبعك و تظمأ لترويك و تسهر لترقدك و تنصب لتريحك و تتعب لترفدك و تتقذر لتنظفك لو لا ما ألقيت عليها من المحبة لك لألقتك في أول أذى يلحقها منك فضلا عن أن تؤثرك في كل حال و لا تخليك لها من بال و لو وكلتك إلى وكدك و جعلت قوتك و قوامك من جهدك لمت سريعا و فت ضائعا هذه عادتي في الإحسان إليك و الرحمة لك إلى أن تبلغ أشدك و بعد ذلك إلى منتهى أجلك أهيئ لك في كل وقت من عمرك ما فيه صلاح أمرك من زيادة في خلقك و تيسير لرزقك أقدر مدة حياتك قدر كفايتك ما لا تتجاوزه و إن أكثرت من التعب و لا يفوتك و إن قصرت في الطلب فإن ظننت أنك الجالب لرزقك فما لك تروم أن تزيد فيه و لا تقدر أم ما لك تتعب في طلب الشيء فلست تناله و يأتيك غيره عفوا مما لا تتفكر فيه و لا تتعنى له أم ما لك ترى من هو أشد منك عقلا و أكثر طلبا محروما مجذوذا و من هو أضعف منك عقلا و أقل طلبا محروزا مجدودا أ تراك أنت الذي هيأت لمشربك و مطعمك سقاءين في صدر أمك أم تراك سلطت على نفسك وقت السلامة الداء أو جلبت لها وقت السقم الشفاء أ لا تنظر إلى الطير التي تغدو خماصا و تروح بطانا أ لها زرع تزرعه أو مال تجمعه أو كسب تسعى فيه أو احتيال تتوسم بتعاطيه اعلم أيها الغافل أن ذلك كله بتقديري لا أناد و لا أضاد في تدبيري و لا ينقص و لا يزاد من تقديري ذلك أني أنا الله الرحيم الحكيم
الصحيفة الرابعة صحيفة المعرفة
من عرف الخلق عرف الخالق و من عرف الرزق عرف الرازق و من عرف نفسه عرف ربه و من خلص إيمانه أمن دينه كيف تخفى معرفة الله و الدلائل واضحة و البراهين على وحدانيته لائحة عجبا لمن غني عن الله و في موضع كل قدم و مطرف عين و ملمس يد دلالة ساطعة و حجة صادعة على أنه تبارك واحد لا يشارك و جبار لا يقاوم و عالم لا يجهل و عزيز لا يذل و قادر لطيف و صانع حكيم في صنعته كان أبدا وحده و يبقى من بعد وحده هو الباقي على الحقيقة و بقاؤه غير مجاز و هو الغني و غنى غيره صائر إلى فقر و إعواز و هو الذي جرت الأفلاك الدائرة و النجوم السائرة بأمره و استقلت السماوات و استقرت الأرضون بعظمته و خضعت الأصوات و الأعناق لملكوته و سجدت الأظلال و الأشباح لجبروته بإذنه أنارت الشمس و القمر و نزل الغيث و المطر و أنبتت الأرض الميتة نباتا حيا و أخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا و نبعت الصخور الصلاد ماء نميرا و أورقت الأشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا طوبى لمن آمن به و صدق برسله و كتبه و وقف عند طاعته و انتهى عن معصيته و بؤسى لمن جحد آلاءه و كفر نعماءه و حاد أولياءه و عاضد أعداءه إن أولئك الأقلون الأذلون عليهم في الدنيا سيماء و لهم في الآخرة مهاد النار دولتهم إملاء و استدراج و عاقبة غنائهم احتياج و موئل سرورهم غم و انزعاج و مصيرهم في الآخرة إلى جهنم خالدين بلا إخراج فأما المؤمنون الصديقون فلهم العزة بالله و الاعتزاء إليه و القوة بنصره و التوكل عليه و لهم العاقبة في الدنيا و الفلج على أعدائهم بإظفار فو عزتي لأصيرن الأرض و لا يعبد عليها سواي و لا يدان لإله غيري و لأجعلن من نصرني منصورا و من كفرني ذليلا مقهورا و ليلحقن الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا و في يوم القيامة و لأخرجن من ذرية آدم من ينسخ الأديان و يكسر الأوثان فأنير برهانه و أؤيد سلطانه و أوطيه الأعقاب و أملكه الرقاب فيدين الناس له طوعا و كرها و تصديقا و قسرا هذه عادتي فيمن عرفني و عبدني و لهم في الآخرة دار الخلود في نعيم لا يبيد و سرور لا يشوبه غم و حبور لا يختلط به هم و حياة لا تتعقبها وفاة و نعمة لا يعتورها نقمة فسبحاني سبحاني و طوبى لمن سبحني و قدوس أنا و طوبى لمن قدسني جلت عظمتي فلا تحد و كثرت نعمتي فلا تعد و أنا القوي العزيز
الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة
يا أخنوخ أ عجبت لمن رأيت من الملائكة و استبدعت الصور و استهلت الخلق و استكثرت العدد و ما رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار و الورقة الواحدة من ورق الأشجار أ تتعجب مما رأيت من عظمة الله فلما غاب عنك أكبر و تستبدع صنعة الله فلما لم تبصره عنك أهول و أكبر ما يحيط خط كل بنان و لا يحوي نطق كل لسان مذ ابتدأ الله خلقه إلى انتهاء العالم أفل جزء من بدائع فطرته و أدنى شيء من عجائب صنعته إن لله ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملأ الآفاق و سد الآماق و إن له لملكا نصفه من ثلج جمد و نصفه من لهب متقد لا حاجز بينهما فلا النار تذيب الجمد و لا الثلج تطفئ اللهب المتقد لهذا الملك ثلاثون ألف رأس في كل رأس ثلاثون ألف وجه في كل وجه ثلاثون ألف فم في كل فم ثلاثون ألف لسان يخرج من كل لسان ثلاثون ألف لغة تقدس الله بتقديساته و تسبحه بتسبيحاته و تعظمه بعظماته و تذكر لطائف فطراته و كم في ملكه تعالى جده من أمثاله و من أعظم منه يجتهدون في التسبيح فيقصرون و يدأبون في التقديس فيحسرون و هذا ما خلا شيء من آياتي و جلالي إن في البعوضة التي تستحقرها و الذرة التي تستصغرها من العظمة لمن تدبرها ما في أعظم العالمين و من اللطائف لمن تفكر فيها ما في الخلائق أجمعين ما يخلو صغير و لا كبير من برهان علي و آية في عظمت عن أن أوصف و كبرت عن أن أكيف حارت الألباب في عظمتي و كلت الألسن عن تقدير صفتي ذلك أني أنا الله الذي ليس كمثلي شيء و أنا العلي العظيم
الصحيفة السادسة صحيفة القربة
سألت يا أخنوخ عما يقربك من الله ذلك أن تؤمن بربك من كل قلبك و تبوء بذنبك و بعد ذلك تلزم رحمة الخلق و حسن الخلق و إيثار الصدق و أداء الحق و الجود مع الرضا بما يأتيك من الرزق و إكثار التسبيح بالعشايا و الأسحار و أطراف الليل و النهار و مجانبة الأوزار و التوبة من جميع الآصار و إقامة الصلوات و إيتاء الزكوات و الرفق بالأيامى و الأيتام و الإحسان إلى جميع الخلائق و الأنام و أن تجأر إلى الله بتذلل و خشوع و تضرع و تقول باللسان الناطق عن الإيمان الصادق اللهم أنت الرب القوي الكريم الجليل العظيم علوت و دنوت و نأيت و قربت لم يخل منك مكان و لم يقاومك سلطان جللت عن التحديد و كبرت عن المثل و النديد بك النجاة منك و إليك المهرب عنك إياك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك و تشملنا برأفتك و تجعل أموالنا في ذوي السماحة و الفضل و سلطاننا في ذوي الرشاد و العدل و لا تحوجنا إلا إليك فقد اتكلنا اللهم عليك إليك نبرأ من الحول و الاحتيال و نوجه عنان الرغبة و السؤال فأجبنا اللهم إلى ما ندعو و حقق في فضلك و كرمك ما نأمل و نرجو و آمنا من موبقات أعمالنا و محبطات أفعالنا برحمتك يا إله العالمين يا أخنوخ ما أعظم ما يدخر فاعل ذلك من الثواب و ما أثقل هذه الكلمات في الميزان يوم الحساب فأنبئ الناس بمأمول رحمتي الواسعة و مخشي سخطتي الصاقعة و ذكرهم آلائي و احضضهم على دعائي فحق علي إجابة الداعين و نصر المؤمنين و أنا ذو الطول العظيم
الصحيفة السابعة صحيفة الجبابرة
يا أخنوخ كم من جبروت جبار قصمتها و كم من قوي ظن ألا مغالب له فتجبر و عتا و تمرد و طغا أريته قدرتي و أذقته وبال سطوتي و أوردته حياض المنية فشرب كأسها و ذاق بأسها و حططته من عالي حصونه و وثيق قلاعه و أخرجته من عامر دوره و مونق رباعه إلى القبور الملحودة و الحفرة المخدودة فاضطجع فيها وحيدا و سال منه فيها صديدا و أطعم حريشات و دودا و صار من ماله و جموعه بعيدا و في ملاقاة المحاسبة فريدا لم ينفعه ما عدد و لم يخلده ما خلد و لم يتبعه إلا تبعات الحساب و لم يصحبه من أحوال دنياه إلا موجبات الثواب أو العذاب ثم أورثت ما حاز من الباطل و جمع و صد عن الحق من لم يشكره على ما صنع و لا دعا له و لا نفع شقي ذاك بجمعه و فاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من مضى فلا يرتدع و أبصر الباقي مصير من انقضى فلا ينزجر و لا ينقمع أ ما لهم أعين فتبصر أو قلوب فتتفكر أو عقول فتدبر كذبوا بي فصدقتهم سخطتي و ناموا عن حقي فنبهتهم عقوبتي أد إليهم رسالتي و عرفهم نصيحتي و أكد عليهم حجتي و أنهج لهم حد محجتي ثم كلهم إلى محاسبتي فو عزتي لا يتعداني ظالم و لا يخفق عندي مظلوم و سأقتص للكل من الكل و أنا الحكيم العدل
الصحيفة الثامنة صحيفة الحول
ذل من ادعى الحول و القوة من دوني و زعم أنه يقدر على ما يزيد لو كان دعواه حقا و قوله صدقا لتساوت الأقدام و تعادل في جميع الأمور الأنام فإن الكل يطلب من الخير الغاية و يروم من السعادة النهاية فلو كانت تصاريف الأمور و مواقع المقدور على ما يرومون و موكلا من قواهم و استطاعاتهم إلى ما يقدرون و الجماعة تطلب نهاية الخير و تتجنب أدنى مواقع الضير لما رئي فقير و لا مسكين ضرير و لما احتاج أحد إلى أحد و لا افتقرت يد إلى يد و أنت الآن ترى السيد و المسود و المجذوذ و المجدود و الغني الخجل و الفقير المدقع ذلك أيها الإنسان دليل على أن الأمر لغيرك و موكول إلى سواك و أنك مقهور مدبر و لما يراد منك مقدر و ميسر لأنك تريد الأمر اليسير بالتعب الكثير فيمنع عليك و يتأبى و تغفل عن الأمر الكبير و يسهل لك من غير تعب اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك و لا تدع الحول و القوة فتهلك و اعلم أنك الضعيف و أني القوي
الصحيفة التاسعة صحيفة الانتقال
إلهي أنت تعرف حاجتي و تعلم فاقتي و أنت عالم الغيوب و كاشف الكروب تعلم الكائنات قبل وقوعها و تحيط بالأشياء قبل وقوعها و أنت غني عن العالمين و هم فقراء إليك أمرتني فعصيت و نهيتني فأتيت و بصرتني فعميت و أسعدتني فشقيت تعرف ذنوبي فلا ستر دونك فلا تفضحني بها في الدنيا و لا في الآخرة و لا في المحشر و في عرصة الساهرة اللهم فكما سترتها علي فاغفر لي و كما لم تظهرها علي فحطها عني و قني مناقشة الحساب و مكابدة العذاب و يسر الخير لي في عاجلي و آجلي و محياي و مماتي و اقض حاجاتي التي أنت عالم بها مني و اصرف شر جميع ما خلقت عني و وفقني من منافع الدنيا و الآخرة لما تعلم فيه صلاحي و تعرف فيه فلاحي و أنا عنه غني غافل و بوجوه استجلابه جاهل فقد بسطت يدي بالابتهال إليك و وقفت بذل المذنبين و خشوع الراغبين و تضرع المحتاجين بين يديك و أنت أنت أهل الإجابة و إن كنت أنا أهلا للخيبة فأنت ولي الأسعاف و الإطلاب و إن كنت أنا المستحق لعظيم العذاب فأنت موضع الرغبة و منتهى السؤل و الطلبة و أنا لا أهتدي إلا إليك و لا أعول إلا عليك و لا أقرع إلا بابك و لا أرجو إلا ثوابك و لا أخاف إلا عذابك و لا أخشى إلا عقابك فزدني اللهم هداية إليك و يسر لي ما عولت فيه و افتح لي بابك و أجزل لي من رحمتك ثوابك و آمني مما أستحقه بذنوبي من عذابك و أليم عقابك إنك أنت الرءوف الرحيم
الصحيفة العاشرة وهي صحيفة التوكل
من توكل على الله كفاه و من استرعاه رعاه و من قرع بابه افتتح و من سأله أنجح و من كان الله معه لم يقدر الناس له على ضر و من أتى الأمر متبرئا من حوله و قوته استكثر الخير و أمن من توابع الشر و من تاب تيب عليه و من أناب غفر له و الأعمال بالموافاة و الاستدراك قبل الفوت و الوفاة و لن يضيع فعل أحد من صحيفته و لا يتوفى بل يحاسب على القطمير و يجازى فو رب السماء ليقتصن من القرناء للجماء و لتستوين يوم القيامة في المداينة الأقدام و ليجازين كل امرئ على ما اعترف من حسنات و آثام عند من لا يخفى عليه الضمائر و لا يغيب عنه السرائر و لا يتعاظمه شيء لكبره و لا ينكتم شيء لحقارته و صغره و لا يتكاءده الإحصاء و لا يذهب عليه الجزاء ذلكم الله رب العالمين قدر كل شيء و قضاه و عده و أحصاه فلا يخفى عليه خافية إلا رحمته ثم العمل الصالح
الصحيفة الحادية عشر
لا غنى لمن استغنى عني و لا فقر بمن افتقر إلي و لا يضيع عمل أحد عندي من خير و شر فأما الخير فأنا أجزي وعدا غير مكذوب و أما الشر فإلي إن شئت عفوت و إن شئت عاقبت و أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث
يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم و خلقكم من غير قدم و خلقكم في الأرحام نطفا و مضغا ثم صوركم و أخرجكم من بطون أمهاتكم ضعفاء فقواكم و أقدركم و غيركم من حال إلى حال و صيركم في كل الأمور ذوي زوال و انتقال قادر على أن يعيدكم كما بدأكم و يبعثكم كما خلقكم و ذلك في عقول الناس أهون و أقرب فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره و لا يتعذر عليه صغير لصغره و كل الأمور بيده هين لا ينصب فيها و لا يتعب و لا يعيا و لا يلغب إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلكم الله خالق الخلق أجمعين
الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث
يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم و خلقكم من غير قدم و خلقكم في الأرحام نطفا و مضغا ثم صوركم و أخرجكم من بطون أمهاتكم ضعفاء فقواكم و أقدركم و غيركم من حال إلى حال و صيركم في كل الأمور ذوي زوال و انتقال قادر على أن يعيدكم كما بدأكم و يبعثكم كما خلقكم و ذلك في عقول الناس أهون و أقرب فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره و لا يتعذر عليه صغير لصغره و كل الأمور بيده هين لا ينصب فيها و لا يتعب و لا يعيا و لا يلغب إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلكم الله خالق الخلق أجمعين
الصحيفة الرابعة عشرصحيفة المن
يا أيها الناس ما غركم بربكم الذي سوى خلقكم و قدر رزقكم و أورى لكم مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً و الصخر الجلمد نارا تجلبون به المنافع و النور و الضياء و تستدفعون به الظلمة و البرد و الأذى و هو جعل لكم من جلود الأنعام و أوبارها ريشا يواري السوءات و يدفع الآفات و هو الذي أخرج عيونا ينابيع تنبت الزرع و تنفع الظماء و أجرى في السماء مصابيح يهتدى بها في مهامة البر و لجج البحر و عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ من كتب الكتاب و نسج الثياب و تذليل الدواب و هو الذي أدر لكم الضروع و أنبت الأشجار و الزروع و أجرى الفلك في البحار و هداكم في سباسب القفار أ إله غيره يقدر على شيء من ذلك أو أنتم إلى مثله تهتدون فسبحان الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و هو المنان الكريم
الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة
ليس النجاة بالقوة و لا الخلاص بالجبروت و لا تستحق اسم الصديقية بالملك العظيم و لا يوصل إلى ملكوت السماء بالعز الجسيم و لا ينفع في الآخرة كثرة الرجال و ثروة الآمال و لا ينجي يوم الحساب الحذق في الصنائع و الكيس في المكاسب لكن البر الذي ينجي و الطهارة التي تنقذ و بالنزاهة من الذنوب تستحق الصديقية و بالعمل الصالح ينال ملكوت السماء ما يثقل في الميزان إلا النية الصادقة و الأعمال الطاهرة و كف الأذى و النصيحة لجميع الورى و اجتناب المحارم و الهرب من المآثم فاعبدوا الله الذي فطركم و سوى صوركم و أنيبوا إليه و توكلوا عليه يسهل لكم في دنياكم المطالب و يجركم في معادكم من المعاطب و اعلموا أن الخير بيديه و الأمور كلها إليه و هو العزيز الغلاب
الصحيفة السادسة عشر صحيفة الأفلاك
يا أخنوخ أ ما تفكرت في بدائع فطرة الله الذي بصرك عجائبها و أراك مراتبها من هذه الأفلاك الدوارة و النجوم السيارة التي تطلع و تأفل و تستقر أحيانا و ترحل و تضيء في الظلم و الدآدي و تهتدي بها في اللجج و الفيافي تنجم و تغور و تدبر عجائب الأمور لازمة مجاري مناطقها عانية خاضعة لأمر خالقها أ ما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة بين الليل و النهار المعاقبة بين الإظلام و الإسفار المغيرة فصول السنة إسخانا و تبريدا و إفراطا و تعديلا المربية لثمار الأشجار و جواهر المعادن في الآبار التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع و لم يدر ضرع و لا حيي حيوان و لا استقر زمان و مكان أ ما علمت أن ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الأشياء و خلق قوي لا يستثقل الأعباء و أمر عليم لا يتكأده الإحصاء و حكم قادر لا يلحقه نصب و لا إعياء و تدبير عال لا مغالب لحكمه و أن ذلك لعنايته بضعاف الخلق و كرمه في إدرار الرزق و أنه تعالى العالم الحق الذي لا يغيب عنه ما كان و لا ما يكون
الصحيفة السادسة عشر صحيفة الأفلاك
يا أخنوخ أ ما تفكرت في بدائع فطرة الله الذي بصرك عجائبها و أراك مراتبها من هذه الأفلاك الدوارة و النجوم السيارة التي تطلع و تأفل و تستقر أحيانا و ترحل و تضيء في الظلم و الدآدي و تهتدي بها في اللجج و الفيافي تنجم و تغور و تدبر عجائب الأمور لازمة مجاري مناطقها عانية خاضعة لأمر خالقها أ ما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة بين الليل و النهار المعاقبة بين الإظلام و الإسفار المغيرة فصول السنة إسخانا و تبريدا و إفراطا و تعديلا المربية لثمار الأشجار و جواهر المعادن في الآبار التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع و لم يدر ضرع و لا حيي حيوان و لا استقر زمان و مكان أ ما علمت أن ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الأشياء و خلق قوي لا يستثقل الأعباء و أمر عليم لا يتكأده الإحصاء و حكم قادر لا يلحقه نصب و لا إعياء و تدبير عال لا مغالب لحكمه و أن ذلك لعنايته بضعاف الخلق و كرمه في إدرار الرزق و أنه تعالى العالم الحق الذي لا يغيب عنه ما كان و لا ما يكون
الصحيفة الثامنة عشر صحيفة الإنذار
يا أخنوخ أنذر الناس عذابا قد أظلهم و طوفانا قد آن أن يشملهم يسوي بين الوهاد و النجاد و يعم النجوات و العقوات و تغرق الأرض بآفاقها و تبلغ منتهى أقطارها و أعماقها و تسخط لسخطي و تنتقم لي ممن نبد طاعتي و لا أفعل ذلك إلا بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع و أنذرهم بالآيات السواطع و أنتظر بهم قرنا بعد قرن كعادتي في الإمهال و الحلم فإذا أصروا على طغيانهم و استمروا على عدوانهم و عم الكفر و قل الإيمان فتحت ينابيع الأرض عزالي السماء و ملأت الضواحي و الأكناف من الماء و نجيت المؤمنين و قليل عددهم و أهلكت الطاغين و كثير ما هم و ذلك دأبي فيمن عبد سواي أو جعل لي شركاء و أنا مع ذلك رءوف رحيم
الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق
لا قبيح إلا المعصية و لا حسن إلا الطاعة و لا وصول إلا بالعقل إلى المعرفة بالحق عرف الحق و بالنور أهتدي إلى النور و بالشمس أبصرت الشمس و بضوء النار رئيت النار و لن يسع صغير ما هو أكبر منه و لا يقل ضعيف ما هو أقوى منه و لا يحتاج في الدلالة على الشيء المنير بما هو دونه و لا يضل عن الطريق إلا المأخوذ به عن التوفيق وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
الصحيفة العشرون صحيفة المحبة
طوبى لقوم عبدوني حبا و اتخذوني إلها و ربا سهروا الليل و دأبوا النهار طلبا لوجهي من غير رهبة و لا رغبة و لا لنار و لا جنة بل للمحبة الصحيحة و الإرادة الصريحة و الانقطاع عن الكل إلي و الاتكال من بين الجميع علي فحق علي أن أسبرهم طويلا و أحملهم من حبي عبأ ثقيلا و أسبكهم سبك الذهب في النار فإذا استوى منهم الإعلان و الإسرار و انقطعت من إخوانهم وصائلهم و تصرمت من الدنيا علائقهم و وصائلهم هنالك أرفع من الثرى خدودهم و أعلي في السماء جدودهم أنضر معادهم و أبلغهم مرادهم و أجعل جزاءهم أن أحقق رجاءهم و أعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله و أنا صادق الوعد لا أخلف
مواقع النشر (المفضلة)