هذه من دلائل غنى وثراء لغتنا المكرمة من رب العالمين !
( من تعلّم لغة قوم أمن شرّهم )
مقولة جيدة .. ولفتة مميزة من ماجدة عربية كريمة !
هنا نرى أنه لا بد من وقفة ألمحت اليها الفاضلة .. وهي عبارة - ربما دخيلة على اللغة العربية - وهذه تفتح باباً يوصلنا الى المعرفة الحق بما للغتنا العربية من شأن بعد أن كرمها رب العالمين من بين كل لغات الشعوب وجعلها لغة الرسالة الخاتمة التي ارتضاها للإنس والجن { وما خلقت الجن والإنس إ ليعبدون } صدق ربنا وكذب المتأولون المتفيهقون الذي لا هم لهم إلا اتباع المتشابهات والبعد عن المحكمات حتى يضللوا الناس .. وهم اتباع ابليس الذي قال لخالقه تعالى بعد ان جعله من المنظرين { لأغوينهم أجمعين ... إلا عبادك منهم المخلصين } ...!
بناءً على قراءة آيات القرآن الكريم مع التدبّر { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } نخرج وكل من يتدبّر أن الله تعالى اختار اللغة العربية لكلماته لتوصيلها الى من خلقهم ليعبدوه لأنه هو الخالق الخبير بما كان وما هو كائن وبما سيكون ! وأن هذه اللغة هي " أم اللغات " .. والعلم الحديث الذي أجمع عليه علماء اللغات في العالم هو أن كل لغات العالم اليوم المستعملة - المحكية - ستؤول الى الزوال واحدة بعد أخرى وعلى فترات متعاقبة ! ولن يبقى ولا سبيل الى البقاء للغة من لغات العالم إلا " اللغة العربية " !
كانت ابحاثهم تتركز على قوة اللغة من حيث القواعد أولاّ ثم البحث عن كل ما في لغات العالم من أصول وجذور وتفرعات حتى عدد اللهجات مع قابلية اللغة لقبول اللغات الأخرى والتكيّف معها .. هذا بالإضافة الى ما تميزت به اللغة العربية من علم انفردت به ويجهله الكثير من أبناء العروبة ! ألا وهو ( النَّحت ) أي استخراج كلمات من أي كلمة تستعمل وقبولها من حيث القواعد اللغوية .. وعليه كانت نتيجة أبحاثهم بأن لا بقاء للغة كديمومة الى ما شاء الله إلا للغة العربية ...!
سبحان الله العالم الخالق الذي صنع كل شيء فأحسن صنعه .. ونحن بعد هذا لا يجوز لنا القول بأن في اللغة العربية كلمة واحدة دخيلة عليها وليست منها والدليل ما جاء في كلام الله تعالى في القرآن الكريم من عشرات الآيات التي تخبرنا بأن هذا القرآن المبين هو باللغة العربية - ولا حاجة لتعداد الآيات فهي معلومة لكل قارىء متدبّر - ! وبعد كل هذا يأتي أحدهم ليقول لنا " كلمة كذا في القرآن أصلها سرياني أو حبشي أو فارسي أو أو أو .... الخ " سبحان الله : أفلا يتدبرون ؟؟؟.
رأي منطقي خرج به أحد الإخوة الفضلاء بقوله " كم من متفزلق متفيهق ادعى ان في كتاب الله العزيز كلمات مقتبسة من لغة كذا أو لغة كذا ... فلماذا لم يقُل بأن تلك اللغات قد أخذت الكلمة من اللغة العربية ؟ " .. ألا يعلم أولائك وهم عرب مسلمون بأن لغة الجنة عربية .. وأن اختيارها من رب العالمين هو أبلغ بيان بأنها هي " أم اللغات " ! لك الحمد ربي سبحانك إن لك في خلقك شؤون لا يعلمها إلا أنت ...!
هنا لا بد لنا من سرد قصة الشاعر العربي المشهور والمعروف لكل عربي له إلمام ودراية بالشعر الذي وصفه الفاروق عمر رضي الله عنه بأنه ديوان العرب .. أي ان الشعر هو الوعاء الذي يحتوي كل ما يريده المرء من معرفة لأحوال العرب .. وهذا الشاعر هو " البحتري " حبيب بن أوس .. الذي تعرّض للنقد من قبل بعض شعراء عصره بسبب انه يسطر شعره بكلمات غير مفهومة أحيانا أو كلمات ميتة لا يستعملها الناس .. فقال في بيت شعر أخرسهم وهو :
عَلَيَّ نَحْتُ القَوافي من مَقالعها *** ولا عَلَيَّ لهم أن تَفْهَم البَقَرُ
لغة كرّمها رب العالمين .. ألا تستحق منا التكريم ؟؟؟ لك منا الفاضلة " ابنة النجادات " الشكر وكل عبارات الثناء على ما تسطرينه وتفتحين به مواضيع هامّة بالكاد يعقلها العامة ! لكنها هامّة من حيث الواجب علينا إيصالها الى الناشئة من أبناء العروبة الذي نأمل أن يحملوا راية الفكر القويم لتعيد الأمة العربية والمسلمين إلى صدارة وقيادة أمم الأرض جميعها ...!
زادك الله حلما وحكمة ووفقك لعمل كل خير
الفقير الى رحمة ربه " ابو عمر الفاروق الدويري "
ربنا لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا
لا اله الا الله محمداً رسول الله
مواقع النشر (المفضلة)