انخراط العرب في ظل الدولة الكانمية
.
يسجل التاريخ التشادي ان كثيراً من القبائل العربية مالت الى العيش بسلام ووئام في ظل الدويلات التشادية التي كانت قائمة ، فضلاً عن دولة كانم – برنو المعروفة .
.
فمثلاً كان عرب المحاميد يدفعون الف جمل لسطان وداي ، كل ثلاث سنوات . والقبائل العربية الاخرى التي تمتلك الابقار تدفع الف بقرة سنوياً .
.
ويبدو من سياق ما تقدم ان كثيراً من القبائل العربية بإرض كانم او ماجاورها من بلاد تشاد ، بعث – بعد ان طاب له المقام بتلك الأرض – يستدعي إخوانه وافراده عشيرته من أرض مصر والجزيرة العربية ليلحقوا به.
.
وعاش العرب في تلك الديار حياة لا تختلف عن حياتهم في اوطانهم الأولى في الجزيرة العربية .
وكانت حياتهم الاجتماعية مبنية على عصبية الدم ، ورباط القبيلة ، والانقياد التام لرئيس القبيلة ، وحافظوا على كثير من عاداتهم الطيبة التي منها إكرام الضيف ، واغاثة الملهوف ، وهي العادات العربية الأصيلة التي كانت سائدة فيهم منذ حياتهم الأولى في الجزيرة العربية .
.
وحياة عرب البادية في تشاد في عهدهم الكانمي ، تختلف عن حياة اخوانهم الذين عاشوا في الحضر ، حيث ان الحضريين كثيراً ما كانوا يتحللون عن تقاليدهم الأولى ، ويندرجون في تيار الحياة الحضرية ، وبالتالي فإن اختلاطهم بالسكان الأفريقيين أوسع نطاقاً من أهل البادية ، كما تأثروا كثيراً باللهجات المحلية التي انعكست على لسانهم ولغتهم ، حيث دخلتها الفاظ غير عربية ، وتداولوها في نطاق واسع حتى أصبح من الصعب عليهم التخلص منها ، بل منهم من اعتقد أنها من ضمن التراكيب العربية .



hkovh' hguvf td /g hg],gm hg;hkldm