فقد ذكر العلامة أبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري في كتابه "الانساب " التالي عن الازد


خبر مسير الأزد حين أخرجهم سيل العرم وتفرقهم في البلاد:


( قال: ثم إن الأزد لما خرجوا من جنتي مأرب، حين احسوا بسيل العرم، وساروا في مسيرهم ذلك، حين وصلوا مكة ،وبها يومئذ جُرهم

بن قحطان،وكان من امرهم ما قصصناه، فأقامت الأزد بمكة حتى أتتهم روادهم، فعند ذلك افترقوا من مكة فرقاً، كما ذكرناه في أصل

القصة، فكانت كل فرق منهم في أرض وبلاد .فمنهم من نزل السروات،ثم افترقوا من السروات،فسار بعضهم إلى عُمان، وأقام منهم من

أقام بالسروات، ونزل بعضهم السَهل، ومنهم من تخلف بمكة، وما حولها،ومنهم من سار إلى يثرب، ومنهم من خرج إلى العراق.وسار

ثعلبة وجفنة ابنا عمرو بن عامرومن بقي من إخوتهم وقومهم، فنزلوا بالُمشلل ،بين قُديد والجُحفة، على ماء يقال له غسان، فاقاموا به

زمانا، فسُموا بذلك الماء غسانا.وقد ذكرنا الاختلاف في تسميتهم غسانا، في موضع قبل هذا.ثم انهم ارتحلوا من بعد ذلك حتى لحقوا بأرض

الشام، وكان منهم ملوك غسان بالشام ،وكان من أمرهم ما قد ذكرناقبل هذا.وكان نزول غسان بالشام في عهد عيسى بن مريم عليه السلام،

وإن غسان إنما نزلت الشام بعد مسير الأزد من مأرب ،ونزول الأزد في البلدان، من نزل منهم بالسراة، وعُمان، وبطن مرّ ،ويثرب،

والعراق.وقال بعضهم :إن الأزد لَما خرجت من مأرب، ومعها قضاعة، افترقت، فنزل وادعة بن عمرو بن عامر أرض صوار، فصاروا مع

همدان. ونزلت عكَ بن عدنان بن عبد الله بن الأزد شمام، وسُردُد، ومرد، وهذه أرضون من تهامة على ساحل البحر. ثم سار الباقون من

الأزد حتى نزلوا الناصِف من أبيدة، وهو وادٍ فيما بين نجد والسَروات ،في سند جبل السراة، وهو احد مجامع شنوءة اليوم الذي يجمعهم

فيه المصدٍق.وافترقت الأزد من أبيدة، فرقاً ثلاثاً،فسارت فرقة منهم، ومعهم مهرة بن حيدان ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن

حمير، ومالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حُلوان بن الحاف بن قضاعة، في قبائل قضاعة ومن اجتمع معهم

من اليمن.وقد ملَكوا عليهم مالك بن فهم الأزدي.فسار بهم مالك بن فهم على اليمانية،ثم سار بهم على برهوت، وهو واد بحضرموت، ثم

جنب الخيل ،وامتطى الإبل، وجعل على مقدمته ابنه هُناءة بن مالك في ألفي فارس من صناديد الازد وفرسانهم، وجعل يُجد السير حتى

انصب على عُمان من طريق البحر من الشحر.وتقدم مالك بن فهم الأزدي، في قبائل الأزد،ومالك وعمرو ابنا فهم ابن تيم الله في قبائل

قضاعة ،حتى ورد إلى ارض عُمان.وانما سميت عُمان لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان، فسموها به.وفرقة من الأزد

أقامت بموضعها، فنزلوا السروات من الجبل، وبعضهم نزل السهل.فأقامت معهم قبائل قضاعة، منهم نهد، وسعد هُديم ،ابنا زيد بن ليث بن

سود بن الحاف (أسلم )بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير.ومنهم جرم بن ربَان بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وولده

الثلاثة: مالك بن جرم ، وجُدة بن حزم، وناجية بن جرم .ومن ولده راسب بن الخزرج بن جُدة بن جرم،فأقاموا في السهل، مع من أقام به

من قبائل الأزد.ونزل سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامرفي جبل بارق، تبَرق، فسُمي بارقا لذلك،ويقال إنما سُمي بارقاً لأنه اتَبع

بقومه البرق لطلب الكلأ ،فسُمي بارقاَ.ونزل معه ابن اخيه مالك بن عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو ،ونجران، وهم من بني الحارث بن

كعب بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر.وقد كانت بنو الحارث بن كعب قبل ذلك،عند خروجهم من الجنتين، قد سكنوا نجران، فدخلوا في

مذحج، وانتسبوا فيهم، فهم يُعرفون ببني الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلة بن مذحج،

وهم ساكنو نجران.وفرقة من الأزد، توجَهت قِبل مكة، وانخزعت عنهم خُزاعة، فنزلوا مكة وبطن مر، وأقاموا بهذه البلاد ،فسُموا خُزاعة،

وأقام بها حارثة - وهو خزاعة - بن عمرو ابن عامر.وهو الذي ولي أمر مكة وحِجابة الكعبة، وولد له ربيعة، وهو المُلقب بلُحيّ وأفصى،

وكعب، وعدي، وولي من بعده أمر مكة وسدانة البيت إبنه ربيعة لُحيّ .ومضى الباقون، وهم آل جفنة، من غسان، سار بهم ثعلبة بن عمرو

بن عامر، فنزل على ماء يقال له غسان بين قديد والجحفة، واقاموا بها زمانا، فسموا بذلك الماء غسانا.وهو بالمُشلل. ثم سار بهم ثعلبة بن

عمرو بن عامر حتى نزل بهم أرض الشام.

فملك الشام ،وعظم شأنه،ومنهم كانت ملوك آل جفنة من غسان بالشام، وقال قوم :بل سُموا غسانا بماء كانوا ينزلونه بجنتي مأرب، يقال له

غسان.وكان بنو مازن بن الأزد ينزلون دون إخوتهم وبني أبيهم من الأزد. وكان الرجل من الأزد وغيرهم إذا جاء يطلبهم لأمر، قال: أريد

غسانا، فاستمرت تسميتهم بذلك. وقد ذكرت هذه الاختلافات فيما تقدم من نسب غسان، قبل هذا.ثم ظعنت عنهم الاوس والخزرج، ابنا حارثة

بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، امُهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن عامر، فنزلوا يثرب. وقال بعضهم :بل امُهما قيلة بنت

كاهل بن عمرو بن سود بن اسلم بن عمرو بن الجاف بن قضاعة. فلما اكرمهم الله بنصر نبيه محمد صلى الله عله وسلم وسماهم الله

انصارا فصار اسما ونسبا.واقام مع الاوس والخزرج، آل ُمحرق، وهم رهط الفِطيون عامر بن عامر بن ثعلبة ابن حارثة بن عمرو بن

حارث المحرق بن عمرو بن عامر، فنزلوا معهم بيثرب.واقام ايضا مع الاوس والخزرج ابنا حارثة بنو الأصم بن ثعلبة بن جفنة ،وهو

الحارث بن عامر. ومضى الباقون إلى الشام، فنزلوا اذرِعات، وقرن الثنية من ارض دمشق فهم غسان . واما من سكن العراق من الازد

فجذيمة الابرش، وهو الوضاح بن مالك بن فهم ،ومن كان معه بالحيرة من غسان و آل محرق، فملَكوا امرهم جذيمة الابرش، فسار بهم

حتى نزل السواد، فملك الحيرة والعراق، وشطي الفرات ستين سنة، وتجبر وعظم شأنه، وقتل دارا بن دارا ملك الفرس، وكان من امره ما

كان.وهو رب العصا، والعصا اسم فرس كان مشهورا. وهو الذي قتل أبا الزباء، وغلب على ملكه ، والجأ أبو الزباء إلى طرف من مملكة

ابيها، لغلبته إياها ،على كثرة ممالكها. وكان ابو الزباء ملكا بالشام، فقتله جذيمة، وذلك قبل غلبة غسان على الشام وقتلهم من كان متملكا

هناك .ثم لم يزل امره كذلك حتى كان من أمره وأمر الزباء ما ذكرناه في موضع بعد هذا، عند ذكر جذيمة.ومضى الباقون من الأزد حتى

نزلوا البحرين، وحجر اليمامة، ثم ترَحل عامتهم ولحقوا باصحابهم الذين ذهبوا من قِبل الشحر إلى عُمان، ومعهم قضاعة بن جُشم بن

عمرو بن الحاف بن عمرو بن قضاعة، وعايد بن حلوان، وهما في العداد من غسان.ونزلت ثمالة - وابو ثمالة عوف بن اسلم بن احجن بن

كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد- فأقامت بأرض نجد إلى الطائف ،فهي منقطعة عن السروات، وبين ثمالة

والسروات قبائل من (قيس )عيلان.واما من نزل عُمان من الازد، فكان اول من لحق بها منهم مالك بن فهم الازدي، فيمن اتبعه من ولده

وقومه الازد وغيرهم، من احياء قضاعة، ثم لحقت به قبائل الازد على طريق البحرين. وكان قد حدثنا خالد بن خداش عن اشياخه. قال: لما

أغرق أهل مأرب سيل العرم، مضت قبائل الازد يرتادون منزلا (فنزلوا بمكان يُدعى ذا الاراك، وبهم سُمي ذلك، وذلك لأن إبلهم كانت

اوارك، فبعرت به فنبت الاراك. ثم ساروا من ذي الاراك يرتادون منزلا )، حتى نزلوا موضع حجر في اليمامة. وحجر بن عمران بن

عمرو بن عامر انما سمي حجرا باسم حجر اليمامة لانه ولد به.ثم انهم استوخوا منزلهم، فارسلوا روادهم في لبلاد، فأتوهم حامدين

لبحرين، واصفين لها بالخصب، فساروا اليها ،فنزلوها .فاستوخموها، ففرقوا رُوادهم يرتادون منزلا منزلا، فأتوهم فخبروهم عن ريف

عُمان وطيبها وعذائها، فساروا اليها، حتى لحقوا بملكهم، وهو إذ ذاك مالك بن فهم الازدي، ومن كان معه من الازد، فنزلوا معه بعُمان

،واقتطعوا ارضا ،وكان الملك ينزل في طرف عمان ،إلى جانب شطها إلى عمان الشرقي ،وينتقل منهم إلى غيره.فكان اول من خرج من

الأزد الى عمان ، ولحق بمالك بن فهم، عمران بن عمرو ابن عامر ماء السماء. وعمران هم جد العتيك. وخرج معه ابناه الحجر والاسد

،أبناء عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء. وأقام بنو عقب بن ثوبان بن شهميل ابن عمران بالسراة.قال: وكان سبب خروج

عمران بن عمرو بن عامر إلى عمان انه كان قد غضب على بني عمه ،بني مازن بن الازد، ففارقهم، فلحق بعمان.

ففي قصة يقول الملتمس اليشكري في شيء كان بينه وبين قومه:

كونوا كعمران إذ شعف مساكنه... فقال ضيق وحبس شانىء رصد

شد المطية بالانساع فانتلعت ... نحو البسيطة حتى مسها النجد

وكأن ارض عمان بعد مسكنه ... من بعد ضيق يكون رحبه بلد

ان الهوان حمار الذل يعرفه ... والحر ينكره والجسرة الاجد

ولا يقيم بدار الذل يعرفها ... الا الحمار حمار الاهل والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يبكي له احد

ينوي عمان على بعد فاحمدها ... من بعد ضيق فكان الرحب والبلد

وكان من خرج الى عمان، وسكنها من بني عمران، قيس وهيل، أبنا ثوباء بن شهيمل بن عمران والحجر والاسد ابنا عمران كما

ذكرنا.فقبائل الحجر بن عمران: عود بن سود بن الحجر، واياد بن سود، وعبد الله ابن سود، وعلي بن سود، وطاحية بن سود. فهؤلاء بنو

سود بن الحجر بن عمران.ومنهم زهران بن الحجر وهداد بن زيد مناة بن الحجر.وقبائل الاسد بن عمران: العتيك بن الاسود، وبنو

الحارث، وهو ابو وائل بن الاسد ،وبنو ثعلبة بن الاسد، وبنو سلمة بن الاسد بن عمران. وكان بعد ذلك العتيك بن الاسد سيد ولد عمران،

ورئيسهم، وامه هند بنت سامة بن لؤى بن غالب. ثم خرجت الربعة، واسمه ربيعة بن الحارث بن عبد الله بن عامر بن الغطريف، واخوته

من بني الحارث بن عبد الله.وخرجت مدلاس بن عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقيا، فدخلت في هداد على نسب فيهم. ثم خرجت

عرمان بن عمرو بن الازد. ثم خرجت اليحمد بن حُمى، واسم حمى عبد الله بن عثمان بن نصر بن زهران. ثم خرجت بنو غنم بن غالب

بن عثمان، وبطونها جذيمة بن غنم، وسعد بن غنم. ثم خرجت الحُدان، واخوها زياد، وهو الندب الاصغر، وبالسراة منهم كثير.ومعولة

،ونحو ،بني شمس بن عمرو بن غانم بن عثمان. ثم خرجت الندب، وهو الندب الاكبر، ونكل بن هني بن الهون بن الهنو بن الازد، فدخلت

الندب في بني غالب بن عثمان.وخرجت الصِيق بن عمرو بن الازد، فدخلت في عبد القيس بن غالب، فانتسب منهم. وخرج ناس من بني

يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران ، وخرج ناس من بني غامد بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله

بن مالك بن نصربن الازد. وخرجت ناس من حوالة ( بن الهنو بن الأزد ).فخرجت هذه القبائل كلها على راياتها، لا يمرون باحد الا

اكلوه. فساروا إلى عشائرهم الازد بعمان، حتى نزلوها واقتطعوها. فملكوها واقاموا في بلد ريف وخير واتساع.قال، وسمت الازد عُمان ،

( لأن منازلهم كانت على وادٍ لهم بمأرب يقال له عُمان فشبهوها بها ، فسموها عُمانوتُسمى بالفارسية :مزون،وفيها يقول بعض العرب:

ان كسرى سمى عُمان مزونا ... ومزون يا صاح خير بلاد

بلدة ذات مزرع ونخيل ... ومراع ومشرب غير صادي

قال:فلم تزل قبائل الازد تنتقل إلى عمان، حتى كثروا بها، وقويت ايديهم ،واشتدت شوكتهم، وتصاهر بعضهم إلى بعض، ولم نذكر من

مصاهرتهم ومناسبتهم شيئا لطوله.ثم انهم ملؤوا عُمان فانتشروا منها حتى نزلوا البحرين، وهجر، وفي ذلك يقول شاعرهم، وهو عامر بن ثعلبة، حين نزلوا عمان:

ابلغ ابيدة اني غير ساكنها ... ولو تجمع فيها الماء والشجر

ولا اقيم بذي الاحقاف من طربى ... كما تروح إلى اوطانها البقر

ولا اقيم بقملى لا افارقها ... كما يُناط بجنب الراكب الغُمر

من بارض عمان سادة رُجح ... عند اللقاء وحي دارهم هجر

فالازد اول من نزل عُمان من العرب، ثم نزل بعدهم سائر الناس، وذكر آخرون ان نزاراً كثرت بناحية البحرين .


انتهى كلامه عن هجرة الازد ...


......


المصدر: كتاب " الأنساب "

للمؤلف : العلامة أبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري

الجزء الثاني ص(711-715)-الطبعه الرابعه -مطبعة الالوان الحديثه -"مسقط "سلطنة عمان (1427 هـ - 2006 م ).

المصدر



uvlhk lk rfhzg hgH.] hgjd ih[vj ;lh `;vih hgwphvd td hgrvk hgsh]s hgi[vd hguvlhk uvlhk fk ulv, i[vm hgh.] i[vm uvlhk rfhzg hgh.] rfdgm hguvlhk ;jhf hghkshf