دور ربيعة في صناعة تاريخ السودان الشمالي
مملكة (الشاطراب) نموذجاً
القرنين السابع عشر والتاسع عشر
تأليف: د. عبد المنعم حسن الملك
مقدمة:
الناظر إلى تاريخ السودان الشمالي في الفترة مابين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يجد انقطاعاً ويلاحظ التباساً وخلطاً في الحقائق بحيث يغيب دور بني الكنز على وجه الخصوص ودور ربيعة على وجه العموم في الحراك السياسي والحربي الذي ساد هذه الحقبة التاريخية المهمة، فإذا كانت كتب التراث العربي قد اجتهدت في توثيق جزء مهم من نهايات دولتي النوبة السفلى والعليا ـ دولتي المقرة وعلوة ـ وبدايات الحكم والتحول السياسي والاجتماعي والثقافي لصالح المسلمين، كما أبانت ما كان عليه شأن بني الكنز من الطموح والمغامرة في محاولة حكم النوبة والسودان الشمالي ـ دولة النوبة السفلى وأسوان ـ فإن ما تلى ذلك من كتابات الرحالة الغربيين وكتابات المؤرخين الوطنيين ، قد أغفل أو قل عجز عن تتبع دور هؤلاء النفر الذين توارثوا ملك النوبة عن جدوهم لآبائهم ـ العرب ـ وجدودهم لأماتهم ـ النوبة ـ بدءًا من كنز الدولة أبي المكارم[1] هبة الله بن الشيخ أبي عبد الله [2]محمد بن علي الذي حكم دولتهم بأسوان وعرف بالأهوج المطاع ـ وإليه ينسب الظفر بأبي ركوة الخارج على الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي ـ والذي تذكر بعض المصادر أنه أول من جلس على عرش الدولة الكنزية وأول من لقب بهذا اللقب[3] ـ كنز الدولة ـ وأنه استقل بملكه عن الدولة الفاطمية بمصر وكان ذلك بمساعدة النوبة والعرب المتوطنين بأسوان، وأن الأمارة سارت على يده ويد سبطه إلى قيام الدولة الأيوبية واغتيال آخرهم على يد الملك العادل أبوبكر بن أيوب لمخالفته السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وقتله أخاه (أبي الهيجاء السمين) القائم بأمره على أسوان، وكان ذلك في سابع صفر من العام سبعين وخمسمائة للهجرة،لينقطع خبر دولة بني الكنز إلى شوال سنة سبع عشرة وسبعمائة
[1]ورد ذكره بكنز الدولة حامي أسوان وأنه ينسب إلى عمرو بن معد كرب بن الحارث بن مسلمة الذي ينسب إلى حنيفة البطن المشهور من ربيعة وهي من سبط حنيفة بنت كاهل بنت أسد بن خزيمة ـ أنظر أصدق الدلائل في أنساب بني وائل، قبائل عنزة تاريخها وأنسابها لعبد الله بن دهيمش بن عبار الفدعاتي العنزي، الرياض مكتبة الملك فهد الوطنية، ط5، 1421 ـ 2000، ص 59. وورد عن مصطفى محمد مسعد نقلا عن كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، الجزء الأول القسم الثاني تحقيق محمد حلمي أحمد لأبي شامة عن ابن شداد قوله: الكنز إنسان مقدم من المصريين، كان قد انتزح إلى أسوان فاستقر بها ، ولم يزل يدبر أمره ويجمع السودان عليه ، ويخيل لهم أنه يملك البلاد ، ويعيد الدولة مصرية ، (......) فاجتمع عليه خلق كثير وجمع وافر من السودان!! (.....) فانتهى خبره إلى صلاح الدين فجرد عليه عسكراً عظيما شاكين السلاح (..............) فكسرهم وقتل منهم خلقا كثيرا واستأصل شافتهم وأخمد ثورتهم وذلك في السابع من صفر سنة سبعين وخمسمائة واستقرت قواعد الملك، وورد أن مؤسس دولة ربيعة بأسوان وأرض مريس ـ النوبة ـ هو أبو مروان بشر بن اسحق وكان ذلك على عهد الفاطميين بين أعوام 358 و، 567 ـ انظر محمد صالح محي الدين ، مشيخة العبدلاب ، الخرطوم الدار السودانية للكتب ، ط1 ، 1972، ص44 .
[1] ربما يكون هو من ملوك دولة ربيعة الثانية ببلاد النوبة ـ دولة البديرية ـ وليس مؤسس دولة ربيعة بأسوان والذي ينتسب إليه البديرية بقولهم نحن أبناء محمد بن بدير.
[1] مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية، ـ اقتباس للمؤلف من: "البيان والإعراب عمّا بأرض مصر من الأعراب"، الخرطوم، مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم، ط1، 1972، ص 223.
المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة بني حنيفة البكرية],v vfdum td wkhum jhvdo hgs,]hk hgalhgd
أرجو الإشارة إلى أن هذا جزء يسير مقتبس من الكتاب الذي يزيد على الثلاثمائة صفحة .. د . عبد المنعم حسن الملك عثمان المدينة المنورة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)