قبيلة المناصير
ينتسب المناصير للمجموعة الكاهلية التي ينتسب إليها أيضا العبابدة والبشارين والحسانية والمرقوماب والكمالاب ، الخ....
تقع ديار المناصير غرب الرباطاب بعد إنحناءة النيل الأولى المبتدئة من أبوحمد وحدودهم مع الرباطاب هي النقطة الفاصلة بين قرية أم سفاية التابعة للمناصير وقرية العار التابعة للرباطاب وحدودهم من الجهة الأخرى في منطقة برتي المتاخمة لمنطقة الحامداب بالشايقية .
لهجة المناصير العامية أقرب للهجة الشايقية فهم ينطقون آخر الإسم بالإمالة ( بالكسرة ) .
يتصف المناصير بالشجاعة والكرم ويبالغون في الكرم فالضيف الواحد يذبح له الكبش الكبير ، أما شجاعتهم فقد أثبتتها ثلاث حروبات في فترة المهدية .
وهي معركة القيقر في الدبة وموقعة الكربكان عند جبل الكربكان وموقعة أبوحمد .
كانت معركة القيقر في عام 1884م عندما أراد المهدي حصار الخرطوم وتحريرها من قبضة الحكم التركي المصري ، فأمر الأمير محمد الخير الغبشاوي بإحتلال مدينة بربر لقطع طريق سواكن بربر وطريق كرسكو أبوحمد بربر على العدو لكي لا تصل نجدات لغردون حاكم عام السودان كما عين الشيخ أحمد الهدي السوارابي أميرا على الشايقية والمناصير وأمره بمهاجمة حصن القيقر بالدبة ثم التوجه لدنقلا لمحاربة مدير مركز دنقلا مصطفى ياور باشا لقطع الطريق على أي نجدة قادمة عن طريق النيل لإنقاذ غردون .
كان زعيم المناصير وقتها هو الشيخ نعمان ود قمر المشهود له بالشجاعة والكرم فلبى نداء الجهاد وسار بجيشه من المناصير وإنضم لجيش الأمير أحمد الهدي السوارابي .
كان نعمان ود قمر في مقدمة الجيش عندما وصل إلى حصن القيقر في الدبة وهجم على بوابة الحصن وهدها وإشتبك مع العدو في معركة غير متكافئة لقوة سلاح العدو وكثرة رجاله وإستشهد النعمان ود قمر وفر بقية القادة من الشايقية كما يصورها حسونة شاعر الشايقية .
وكان أحد رجال الشايقية قد خطب إمرأة تسمى بتولا فاشترطت عليه أن يكون مهرها إشتراكه في المعركة ولكنه كان أول الفارين .
وصور الشاعر حسونة بطولة نعمان ود قمر وإشعاله لنار الحرب وإستشهاده في حين فر بقية القادة بما فيهم خطيب بتولا فقال في قصيدته الرمنتون والرمنتون نوع من البنادق .

الرمنتون عوى في الكرد
فوق قلوب الجنيات هرد
يابتول أم سبحة برد
زولك الجبتيه إنفرد
بى كواديق البار لبد
لا ضرب لا سدالو قد

أماني يانعمان ماك ولد
علق النار حتين رقد
وقالوا شيخ العامراب شرد
وود كنيش جدع المفضض (السيف)
وود عكور خلى المولد (الجمل)
وود حليب هدم الصف شرد
وخت سوطين فوق أب غرد (الجمل)
وجاب خبر الشوم للبلد

أما الموقعة الثانية التي إستبسل فيها المناصير فكانت موقعة الكربكان الشهيرة عند جبل الكربكان بالمناصير والتي ضمت خمسمائة من المناصير بقيادة سليمان ود قمر وخمسمائة من الرباطاب بقيادة موسى أبوحجل لملاقاة طابور النيل وقوامه سبعة آلاف جندي بقيادة الجنرال إيرل القادم لنجدة غردون المحاصر في الخرطوم ودارت معركة غير متكافية في عدد الجنود ونوع السلاح وانتصر جيش العدو بعد معركة حامية الوطيس إستشهد فيها ثمانمائة منهم بما فيهم القائد موسى أبوحجل كما هلك في المعركة الجنرال إيرل قائد جيش العدو وإنسحب سليمان ود قمر بالمائتين المتبقيين من المناصير والرباطاب وإنضم لحامية أبوحمد .
إستشهد الشيخ سليمان ود قمر زعيم المناصير في هجوم مباغت قامت به حامية المرات ( نمرة ستة ) الموالية للعدو بقيادة حسن بك خليفة عند صلاة الصبح في أبوحمد فامتطى سليمان ود قمر حصانه وقابل العدو فاستشهد ، كان ذلك عام 1893م .
كما شارك المناصير في موقعة أبوحمد في أغسطس 1897م لملاقاة الجيش الإنجليزي المصري الذي إحتل السودان .

التطور الإداري لمنطقة المناصير :
من ناحية الإدارة الأهلية تركزت عمودية القبيلة في التركية وفي عهد الحكم الثنائي في أسرة القمراب حتى نهاية الإدارة الأهلية في عام 1970م في عهد الرئيس نميري .
أما بالنسبة للإدارة الحكومية كانت منطقة المناصير تتبع لمركز أبوحمد حتى تجفيفه وضمه لمركز بربر بعد قرار لجنة ملنر في أوائل عشرينات القرن الماضي .
ثم تبعت المنطقتان رباطاب ومناصير لمركز بربر وبعد قانون مارشال في عام 1951م تبعت المنطقتان لمجلس ريفي بربر .
في عام 1968م فتح مجلس ريفي بربر فرعا في أبوحمد ضم المنطقتين بإسم مجلس ريفي بربر فرع أبوحمد .
وفي منتصف السبعينات كونت ثلاثة مجالس ريفية في المنطقتين مجلس ريفي شري ومجلس ريفي أبوحمد ومجلس ريفي الشريك .
ويضم مجلس ريفي أبوحمد منطقة السليمانية في أم سفاية وحتى الكاب والحيبة وتتبع المجالس الثلاثة لمنطقة بربر .
وفي عام 1983م عندما أصبحت منطقة أبوحمد منطقة قائمة بذاتها أصبحت المجالس الثلاثة تابعةلمنطقة أبوحمد .
وبعد قيام محلية أبوحمد في منتصف التسعينات تبعت لها المجالس الثلاثة .
وعند تهجير المناصير بعد قيام سد الحامداب وبقي بعضهم في الخيار المحلي أصبحت لهم محلية خاصة بهم بإسم البحيرة وأصبحت الطوينة مركزا لها .
الأراضي الزراعية تضيق في منطقة المناصير لطبيعتها الحجرية ولكنهم يعوضون ذلك بالإنتاج الوفير لخبرتهم بالزراعة وبذلهم جهودا خارقة لزيادة الإنتاج .
التعليم دخل متأخرا في منطقة المناصير وأقيمت أول مدرسة أولية في المنطقة في شري عام 1946م .
إلا أنهم إشتهروا بالذكاء والنبوغ فبرز منهم عدد من الأطباء والمهندسين وضباط الجيش ومنهم من وصل لرتبة اللواء كاللواء مهندس عثمان خليفة .
وبرز منهم في مجال التعليم كثيرون أشهرهم محمد محمد صالح المنصوري والشاعر إبراهيم علي سلمان شاعر المناصير وحفيد شاعرهم الكبير علي سلمان الشاعر .
وقد عاصر الشاعر المرحوم إبراهيم علي سلمان شعراء الرباطاب البشير عمر البشير وإبراهيم دقاق وحسين عبد الباسط وباشري فريعابي وعبد الباسط الحاج .
وبينهم مجادعات لايتسع المجال لذكرها الآن.

محمدعثمان خطيب


rfdgm hglkhwdv