مراسم العيد في ابو عروق

مراسم العيد في ابو عروق

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني الأعزاء أنا أعلم أن هنالك من يجيد الكتابة والتوثيق أكثر مني كثيــــرا عن قبيلة الهواوير تلك القبيلة العريقة التي كتب كثير من المؤرخيــــــن عنها ولكني سأكتب عن مشاهداتي العينية عن منطقة ابي عروق مسقط الرأس وهي من أهم قرى الهواوير في شمال شمال كردفان وهي مقر النظارة لعموم القبيلة ومازالت ومعظم سكانها من فرع الحرارين وقد كتبت من قبل عن قبيـــــــلة الهواوير وفروعها وسأكتب عن الفترة من السبعينيات الى وفاة الناظر ابوقــدم عليه رحمة الله وعن مراسم العيد وأقصد اي عيد من العيدين حيث كانت تسقط بالمنطقة أمطار غذيرة وكان اباؤنا مع إهتمامــــــــهم برعيهم يزرعون مزارع الدخن في القيزان كمزارع الرهوات وغيرها ومزارع الذرة بالإضي وخاصة حمرة الحرارين والهوبجي وغيرها كثير وكنا نعيش في نعيم وهناء لايضاهى
فقبل العيد بشهر يبدأ معظم الناس في تضمير جمالهم لسباق زينة العيـــد وطبعا جمال الهواوير عرفت باصالتها وسرعتها في الجري في المسافات الطويـــــلة والقصيرة ومن الحكاوي التي رويت لنا عنها وكأنها من وحي الخيال كثيـــــــر ولكني ساذكر لكم هنا قصـــــــة واحدة عن جمل لجدنا ادم ودحران كان يسمى ودعدار وكانت المنطقة ايامهم مليئة بانواع الصيـــد حتى النعام الذي مازالت مداحيه بمناطقنا تدل على حقيقة الروايات فكانوا يصطادون بها النعام بطرده بهذه الجمال حتى القبض عليه فعرفوا أن هنالك ظليم يسكن بتل معين لايتعداه ومعظم الجمال عجزت عن اللحاق به فأتى ودحران من سفر فقص عليه الناس قصة الظليم الذي كأنه يتحدى الناس بعدم تحوله عن التل فأصر على شديد ود عدار الذي مازال لم يجف عرقه مع أن معظم الناس حاول إقناعه بعدم هلاك جمله الذي يجب إراحته ولكنه أصر على الذهاب للظليم أو الإظليم كما يسميه اهلنا والذين يصطادون النعام يصفوا لنا أن النعامة ربداء كانت او إظليم كانت تحاول قطع وجه البعير الذي يطردها يعني أنك لوطاردتها من الخلف فإنك لن تستطيع اصطيادها ولكنك يجب أن تريها أنك تقصدها وتبتعد عنها لتحاول هي عبور بعيرك للجانب الاخر وستكون هي التي تطاردك بدون أن تشعر وبمجرد عبورها لك فيجب عليك الرجوع فقد صارت صيدتك جرادة فشد ود حران ودعدارو اتجه نحو تلة الإظليم ونزل الظليم محاولا تجاوز ودحران ومن سرعة الإثنين أتى الظليم في وسط البعير وتمكن ودحران من قتله بالسيف صيدا هنيئا مريئا . والقصص كثيرعن أصالة جمال الهواوير ولكنا نعود لمراسم العيد فمنذ مدة يكون المرحوم الناظر قد أمر غفراه بتجهيز كل شئ حتى النحاس بأقسامة الثلاثة أكبرها الثور وأوسطها البقرة وأصغرها العجل قد جلد تجليدا تاما وجرب وهوموروث من جد جد ابيه لأنه سيضرب أويدق في العيد بأنواع كثيرة من النغمات وقد كان يستخدم هذا النحاس قديما كأداة إعلام وإعلان لأفراد القبيلة فهناك دقات معينة تدعوا لإجتماع الفرسان وتعلمــــهم بأن هناك خطر داهم يجب على كل من يسمعه أن يشد جمله أوحصانه ويحمل كامل عدة الحرب ويتوجه الى( الدكة ) فريق الناظر ليتلقــــــــون الأوامر وكل يقول سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهـــــــاوي الردى * فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا .والهواوير عرفوا بشجاعتهم وعدم مهابتـــــهم .
للحروب وقد تكون هنالك دقات سلم ومعناها أن الدكة بكسر الدال وتشديد الكاف سميت بذلك لتقارب البيوت من بعضها بها مناسبة سعيدة ستنحر بها الجذور فيجب على أفراد القبيلة التوجه اليها لقضاء أمتع الأوقات مع معزتهم وقد رأينا رأي العين كيف إذا جاء غريب ناهيك عن أحد أفراد القبيلة الي أبي عروق واستنجد
بأنه قد الم به مكروه ويريد النصرة فكان الكل يهب لنجدته قبل أن يرتد طرفه .
فيوم العيد كل سكان المنطقة والمناطق المجاورة وحتى من الولايات الأخرى يأتون لأداء صلاة العيد مع الناظر وقد يحلون معظم مشاكلهم في هذه الأيام وقد ذكرت أن معظم أهل أبي عروق حفظوا القران على يد الشيخ المجذوب وكان أيامنا يؤم المصلين الفكي الطيب ابن الشيخ المجذوب وبعد أداء الصلاة تنحر الجذور ويدق النحاس ويبرج الفرسان على دقاته طيلة اليوم لايستريحون الا لتناول الطعام ويتحلق الناس الكبار بمجلس الناظر أي بيت الشعر الكبير الذي يسع الجميع ويقرأون الواح المولد من كتاب المولد النبوي وهو كتاب من تأليف محمد عثمان الميرغني من زعماء الطريقة الختمية بالسودان وأذكر أن هنالك الواح كثيرة كانت مخصصة لأناس بعينهم حسب جمال الصوت في التلحين ومعظم الناس يحفظونه عن ظهر قلب وعندما تعلمنا القراءة وكان يأتينا الدور لقراءة لوح كنا نكون في غاية السعادة . والهواوير معروفين بختميتهم وحبهم للسيد علي الميرغني واله حتى الان الا أن معظم الشباب إنضمـــــــوا لأنصار السنة المحمدية والجبهة الإسلامية والإسلاميين بالمؤتمر الوطني . فنظل طيــلة اليوم بالدكة حتى العصر حيث تعد الجمال المضمرة من شهر أو يزيد لتـــذهب الى مسافة قد تصل الثلاثين كيلوا وقد يذهبون معهم بعربية الناظر للتأكد من أن الجميع وصل بداية محل الانطلاق ثم نظل نترقب وصول أولها الذي ستعــــد له جائزة كبرى وتكون نهاية السباق هي نهاية أجمل يوم قضيناه مع الناظــــرعليه رحمة الله ومازال السيد الأمير حسن يواصل السير على نهج والده

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة الهواوير . هوارة السودان

---

lvhsl hgud] td hf, uv,r

روايات جميلة !
قد تجد ما يماثلها لدى قبائل العرب في شتى ديارهم
دمت بخير وعافية

احسنت النشر اخي الكريم