لنظار والأمراء : نظارة أولادحميد وكنانة
منذ استتباب الامر لدولتى الحكم الثنائ بريطانيا ومصر بعد هزيمة المهدية , أصبح النظام الادارى لقبيلتى أولادحميد وكنانة موحدا فى نظارة واحده رئاستها عند أولادحميد يعاونه حكماء وأعيان الطرفين فى تراض وانسجام الا من بعض النزاعات المتفرقة و التى كانت العلاقة القوية بين الطرفين اقوى منها فلم تؤثر , وأصبحت كل أحداث المنطقة ونجاحاتها انجازات مشتركة للطرفين سواء" بسواء منذ نظارة ديدان الدرويش فغريق ,ابراهيم النمير ,محمد النور , راضى كمبال , وحتى نظارة الامير جعفر كمبال حيث قامت لكنانة نظارة مستقلة فى 1991واشتهر من كنانة فى هذه الفترة 92 عاما الشيخ ماهل ابو السيل , العمدة على الفضل ,العمدة بابكر محمد , العمدة حسين بابكر , العمدة الرشيد ,العمدة ادم ود أبكر , العالم المكى , ابراهيم البرشوتى , محمد بهاء الدين, ابراهيم الزبير ,الشيخ عبدالمنعم , واخرين من قيادات البطون المختلفة مثل الفخرية وأولاد يسن والسوراب والمناصير والسراجية والغنيناب والحمداب والعريفاب والاصالعة وغيرهم .
هم من نسل كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان' و هو الجد الثالث عشر في عمود النسب الشريف لرسول الله صلى الله عليه و سلم و خلف قبيلة من أقدم القبائل المضرية العدنانية منازلهم الرئيسية بين مكة و الطائف و يسمون بـ (( بادية قريش)) إذ أن قريشا من كنانة و تجمعهم راية واحدة في الحرب و السلم كما أن من كنانة الرجل الذي لطخ " القليس " كنيسة أبرهة و منهم الحارث بن يزيد شيخهم الذي رافق عبدالمطلب إلى أبرهة و هو الذي كفل أبا بكر الصديق من كفار قريش و حماه منهم .
بطون كنانة قديما :: ولد كنانة النضر و مالك و ملكان و عبد مناة و زاد أبو جعفر و الطبري على هؤلاء عامر و عمرو و الحارث و النضير و غنم و سعد و عوف و جرول و الحدال و غزوان و محرية
و كانت كنانة تنقسم قديما إلى :
== 1 / بنو النضر بن كنانة : == و النضر هو قريش جد الرسول صلى الله عليه و سلم عن العباس رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله خلق الخلق فجعلنى من خيرهم ثم تخير القبائل فجعلنى من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلنى من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا)) وعن واثلة بن الأسقع رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بنى كنانة و اصطفى من بنى كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )) و من الألقاب التي تطلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم " الكناني " نسبة إلى كنانة أحد أجداده في سلسلة النسب الشريف .
== 2 / بنو مالك ( ملك ) بن كنانة : == منهم بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة ، وفيهم كان يقول علي -رضي الله عنه- لجيشه يوم صفين وكان عشرة آلاف : (( وددت والله أن لي بكم ألفا من بني فراس بن غنم،صرف الدينار بالدرهم! )) و منهم أيضا بنو جذيمة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد على ماء الغميصاء جنوب مكة.
== 3 / بنو ملكان بن كنانة : == و هو الذي على اسمه سمي وادي ملكان الذي أعلاه لهذيل و أوسطه لخزاعة و أسفله لبني شعبة من كنانة.
== 4 / بنو عبد مناة بن كنانة : == و هو من أوسع بطون كنانة و أضخمها و خلف عبد مناة ثلاثة نفر هم مرة و بكر الذي سمي على اسم جده لأمه بكر بن وائل بن قاسط و الحارث و من ذريته بنو ليث و بنو ضمرة و بنو غفار و بنو مدلج و بنو الدئل .
قبائل كنانة اليوم :
1== / بنو كنانة : == و هم يحتفظون باسم الجد كنانة و لهم إمارة خاصة بهم يسكنون على العدوة اليسرى لوادي حلي قرب ساحل البحر الأحمر و من فروعهم :بني مخشوش ( آل علي ـ الجنيدي ـ القيف ـ آل مراحة ـ الطوالبة ـ آل خمج ـ البكامية ـ المحارقة ) و الصلب ( آل عبده ـ الأجاورة ـ الزبادية الحجاري ـ الرضاوين ـ العواطفة ـ المعافية ـ البيه ـ الفوسة ـ الخمسة ـ القاوية ـ الخلاليف ـ الصنجة ـ العمارية ـ الجلاليف ) و بني يحيى ( آل إسحاق ـ الحنشة ـ الشيلبين ـ الوادني ) و الفلحة ( آل حسن ـ آل سليمان ـ آل عامر ـ آل محمد ـ آل فايز ـ آل أحمد آل ياسين ـ آل فارس ـ آل هندي ـ آل بخيت ـ آل غوية )المعاشية ( الأعلين – أل علي – أل بحني – ال حنش – المشتي – هداش – العقبي – أل حمد – أحمد – إبراهيم – الفقهاء – القوابعة – ال بكر – العيارين – أبو حربة- ال حداب ) و الفاهمة ( آل إبراهيم ـ آل خلف ـ آل سالم ـ آل الدليلي ) و الزيالعة ( آل أحمد ـ آل عقيل ـ آل إبراهيم ـ آل غريب ـ آل القصابية ـ البحاصية ) و ربيعة و وينة .
== / بنو يعلى : == و يسكنون وادي يبه و لهم فيه أراض وقرى عديدة.ومن فروعهم:الحسنة ، والمساعرة , والعوامر-وفيهم شيخة بني يعلى-، والكدسة ، والمواجدة ، و خزاعة -وهم جالية من خزاعة القبيلة المعروفة-، وبنو سحار ، والعمشان ، والشراقي ، والشقفة ، ووينة ، والمحاميد ، وجهينة-وهم من قبيلة جهينة المعروفة-، المباريك-موالي بني يعلى-، الأشراف الثعالبة-حلفاء-، الفقهاء العساكرة والمطاهرة والطوال-فهذه البطون الثلاثة حسينية النسب-، الأشراف الزواهرة ، الأشراف البراكيت-وهم الأشراف ذوي بركات أهل الحجاز.
== 4/ بلعير : == تجاور بني يعلى في الديار ، ولها بلدة قوز بلعير وكثير من ~القرى المحيطة بها وتمتد ديارها شرقا على طول وادي يبه. و من فروعهم: العذقة ( العذيقي ,النواشرة ( الناشري )، المقاعدة ( المقعدي )، القوازية (القوزي(، والعمور الأعلين ( العمري ) ، والشواردة ( الشاردي ) -حلفاء من العوامر من خثعم-، والسمرة ( السميري )، والخوالدة ( الخالدي(.
== 5 / بنو حرام : == و هم بنو حرام بن ملكان بن كنانة و كانت لهم إمارة مملكة حلي بن يعقوب والتي تسمت بأحد سلاطينها من بني حرام حين كانت في أوج قوتها في القرون السادس و السابع و الثامن بعد الهجرة و آخر من حكمها هو علي بن الصغير
== 6/ بنو ليث : == الليثية أو اللياثنة و يقطنون وادي موسى شمال العقبة بجنوب الأردن و منطقة الرمثا شمال الأردن و منطقة درعا بسوريا و بالعراق و من عشائرهم : أ : العبيديه : ويقسمون إلى الهلالات (الصقرة و الشبيلات و السبول و و الحباريه و الزغايبه و السبايله و الفراهيد و الحداريس و الصواويه والحليس و الصبيحات و القطيطات و المطارمه و المراحله ) و الحسنات و المشاعله و النصرات و الطويسات ب : العلايا :ويقسمون إلى المساعده و النوافله و الحمادين و العمارات و الشماسين و الغنيمات و الصبيحات ج : بني عطا : ويقسمون إلى الفرجات و السلامين و الفلاحات و الفضول و القلاما د : الشرور :ويقسمون إلى الخليفات و الرواضيه و الخلايفه و السعيدات و الحميدات و العوضات
== 7/ عشائر من كنانة == في الحويزة ومدينة رامز وميناو حيث تحالف قسم منهم مع آل كثير والقسم الآخر مع قبائل الباوية، ومنهم من يعيش في كيلان ومازندران وأصفهان وشيراز في إيران و بعض منهم بدمياط و ساقية قلتة و بنو مدلج بالبرلس في مصر و في السودان و في المغرب العربي و في العراق بكثرة بمحافظات جنوب العراق ( البصرة- الناصرية - العمارة ) وفي محافظات الوسط(السماوة-القادسية-كربلاء-النجف-بابل-واسط-بغداد)ومحافظة( ديالى ) شرق بغداد.. ومن أشهر عشائر بني كنانة (المكاحيل-آل كًمر-الدريسات-الجلالات-الحجاج)كما أنه إلى كنانة تنسب عائلة الخطيب في بيت المقدس،المذكورة في المصادر القديمة باسم "ابن جماعة" .
علاقة أخرى جديرة بالملاحظة فقد ورد فى كتاب سبائك الذهب فى معرفة قبائل العرب ص (30) أن هناك كنانة تسمي ( كنانة عذرة ) غير كنانة العدنانية المعروفة ( كنانة بن عوف بن عذرة بن زيداللات بن رفيدة بن ثور ، بطن من قضاعة بن حمير بن سبأ بن قحطان ) ان صح هذا النسب ربما فسر سر العلاقة القوية بين الكواهلة ورفاعة من جهة وكنانة من جهة أخرى سيما وأن نسب الكواهلة ورفاعه الى جهينة ليس فيه جدال . لا يعرف متى دخلت كنانة ودغيم السودان. ولكن وجدت في مذكرات المؤرخ الشيخ الزبير ود ضوه(6) أنهم دخلوا عن طريق مصر.
وكنانة، الذي إليه ينتسبون، هو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد النبي صلى الله عليه و .
سلم ( هكذا قال الفكى الطاهر الفحل ) و الله تعالى أعلم .
كما يقول شيخ الدين عثمان فى كتابه أضواء الجنيدى على تاريخ السودان و أصول قبائله ( ان الذين قسموا العرب فى السودان الى جهينة وجعليين على خطأ ، فكل العرب فى السودان من بنى قحطان حمير وكهلان ويقول البنى عامر بطن من عذره وكذا العبابده والرواشده بطن من كنانة عذره وهكذا الرشود بنو الجندل والمناصير وبنى عمران ، والأحامده بطن من طى وغيرهم .
(1) الناظر ديدان أحمد الدرويش
هو أول من سمى ناظرا من أولاد حميد وكانت ولايته عامين ولم يتمكن من جمع الضرائب كما طلب منه , وكان متنقلا لم يتخذ عاصمة وشهدت فترة نظارته نزاعا داميا بين أولاد حميد وكنانة في الفولة أم صقار شارك فيه الناظر بطبنجته فهو من محاربي المهدية وكان فيها رأس مية ( أمير على مائة شخص ) أي قائد سرية بلغة اليوم والسبب أن السراجية تمردت على تقلى فطلب المك من حلفائه أولادحميد فرض سلطان المملكة فكانت أم صقار.
(2) الناظر غريق آدم محمد :
هوشقيق الناظر راضى لأمه وابن عمه ، اذ ان جده احمد حسن سرور كان فقيها عالما ، هاجر الى ديار الشايقية لتلقى العلم فولد له ولده محمد فلقبه بكدنقا ، ملك الشايقية المشهور(1) ، ولما كبر محمد كدنقا هذا وتزوج و ولد له ولده الأول فسماه كمبال ، وكان ذلك سببا فى نقل اسم كمبال من الشمال الى كردفان ، ولما عاد محمد كدنقا الى أهله ولد له ابنه الثانى فسماه آدم ، ثم تزوج آدم من فاطمة الملقبة بكاقى من أولاد عسكر وهى عمة المهلها والد عسيل وحسين من صريح أولادعسكر ، فولدت له الناظر غريق ، وتوفى آدم فعقلها أخوه كمبال فولدت راضى وعزيزه ، هكذا كانا أخوين وابني عم فى آن .
شايق له من الولد أحد عشر لم ينجبوا جميعا وأنجب كل من :
حوش أولاده الحوشاب
وعون أولاده العونية
وسوار أولاده السواراب
وسلوف أولاده السلوفاب
وباعوض أولاده الباعوضاب
وقريش أولاده العامراب
ونافع أولاده النافعاب أهل عثمان ولد حمد
ومريس اولاده المريساب
وكدنق أولاده الكدنقا.
تولى النظارة بعد أن أعفى منها ديدان الدرويش كأول ناظر من بيت سروره حيث كانت النظارة في داكين من أولاد بلال وكان غريق من أثرياء عصره ولما انقضى عام على نظارته ندم داكين فألبوا عليه بعض القبائل من أولاد حميد حتى أدى ذلك إلى مواجهة قتل فيهاالناظر غريق محمد كليعتى من أولاد مقيبل فدفع ديته وأعفى لهذا الحادث من النظارة فهاجرت سروره الى أخوال جدها سرور الأشراف من العواطفة فأقاموا معهم فى قوز قنقا حتى مقتل الناظر محمد النور كما سيأتى ذكره .
(3) الناظر إبراهيم النمير
هو ابن النمير بن ابراهيم القوم فارس أولادحميد المشهور ، تقلد النظارة لعامين ثم أعفى وعين وكيله محمد النور . بعد إعفاء غريق من النظارة اشتراط تعيين محمد النور وكيلا والذي كان صهرا له بعد أن رفض المفتش تعيين شقيقه راضي مراعاة للظروف النفسية للذين عارضوا غريق وقد كان محمد نور أميرا في المهدية وكان أسن من الذين تقلدوا النظارة قبله وكان صاحب علم وخبره فاستطاع في فترة وجيزة أن يوغر صدر المفتش على الناظر إبراهيم النمير حتى تم عزله وتعيين محمد النور ناظرا على لأولاد حميد وكنانة وهو أول من أثبت حدوده في جبل المقينص مع الجمع والشلك وأول من سافر بأولاد حميد لحضور المهرجانات القبلية في تلودي وكان فارسا كريما وشهما .
4- الناظر محمد النور باخت
( زايره أم الضمم )
بقرتان غيرتا مسار التاريخ عند أولاد حميد الأولى كانت أم بشار والتي بقتلها قتل قرينات ابن شيخ الحمر وبسببها نشبت الحرب وهاجر أولاد حميد مئات الأميال شرقا ابتعادا عن مسرح الأحداث قاطعين عرى علاقة وثيقة لا زالت آثارها في السنة الحميديات عندما يحلفن بعفوية يا علي أبو قرون ومادرين أن على أبو قرون من مشائخ المسيرية الحمر وأن داره تبعد عن دارهن مئات الأميال ومئات السنين التي فصلت بين الحيين وهذه زايرة تجدد جرحا آخر فمثلما تسببت أم بشار في قتل ابن ناظر فإن زايرة قتلت ناظرا بكامل سلطانه وصولجانه فقد أخطأ الناظر محمد النور خطأ قاتلا عندما أصدر حكماً على يعقوب ملاش من أولاد راضي بمصادرة بقرته الوحيدة زايرة غرامة وتأديبا له وبعد وساطات لان جانب الناظر وأراد مراجعة حكمه إلا أن بعض بطانته أشار عليه أن الحاكم (دود كبس(1)) وإذا تراجعت في حكمك عصتك القبيلة في كل أحكامك القادمة فأحجم عن الصفح ، ملاش والد يعقوب خير ابنه أحدى ثلاث إما عوده زايرة أو مقتل محمد النور أو أن يغيب وجهه فلا يراه بقية حياته ، وعد يعقوب أبيه بأنه فاعل إحدى الثلاث وذهب مستلطفا الناظر وسهر على خدمته زمانا مبديا الاخلاص والتفاني حتى سافر الناظر إلى تالودي وأخذ معه يعقوب ضمن خاصته التي تقوم على خدمته ، في طريق العودة قضوا ليلة في قدير وبعد أن هجع الجميع أسرج يعقوب جواده وكمنه بعد أن أخذ الزاد والماء اللازم للطريق ثم كسر عود حربته ولم يترك منه إلا (فصين(2)) ثم وقف بمحاذاة منتصف سرير محمد نور وهو نائم وسدد له طعنة قاتلة من حربته حتى خرجت من تحت سرير القد الذي ينام عليه الناظر وقال بصوت عال ( أنا البحر البلع الفحل ) ( متنبرا ) وخرج إلى جواده المسرج ولحق بأتباع الشريف عكاشة بالشق وانضم إليهم حتى قتل معهم وسيأتي ذكر ذلك في باب الحركة الوطنية .
أما الناظر المطعون فأيقظ الناس وأعلمهم النبأ وأوصاهم ألا يحدثوا فتنة تشق القبيلة إن هو مات متأثرا بطعنته ( ما تخربوا بنات عمكم ) وإذا كتبت له الحياة سيتولى حساب يعقوب ، لكنها كانت كلمات أمير خاض الحروب وجرب صروف الدهر لم تنسه الطعنة رغم أنها قاتلة مسئولياته تجاه أهله ولم ينسه الألم موقعة القيادي ، أسلم الروح مع ساعات الصباح الأولى ودفن في قدير وفقد أولاد حميد ناظرا من أقوى نظارهم وزعيما كبير النفس بعيد النظر ودخلت زايرة التاريخ من بابه الواسع طار الخبر إلى أولاد حميد فقالت أخت الناظر المقتول ( ده الحالي لسروره كفنا جديد وصبيانا برفو رف ) فصارت مثلا – ده الحالي – هو ما يحلو ، لسروره – هم رهط راضي قصدت أن تكفين أخاها في أثواب وحمله على أكتاف الشباب المسرعين به إلى مثواه الأخير هى اللحظة التي تحلو لسروره ويتمنونها إذ بها خلا لهم مقعد النظارة , هكذاساهم اولادحميد بنوازغ الشيطان وحسد أبناء العم فى انهاء حياة رجلين قل أن يجود بمثلهما رحم القبيلة , الفارس ابراهيم القوم فريد عصره ووحيد زمانه الذى تخطب القبائل وده ويتمنى البعيد رضاه ,سيروه الى الصعيد وحيدا وهم يعلمون انه لا محالة مقتول وأن ميزان القوة بين القبائل فى ذلك الوقت لا يسمح لهم بهذا التفوق الذى تمثله فروسية القوم الاسطورية لكن حماقتهم وبداوتهم فوتت عليهم فهم هذا البعد الاستراتيجى, فغادرهم القوم وحيدا مغضبا فكانت فرصة العمر للحسب النصيبة فارس الحلفا المغوار الذى يقود رجالا يعطون القياده حقها فسار بهم كما ذكرنا حتى بلغ مراده من القوم , ولكن هل قتل الحسب ابراهيم القوم ام قتله اولاد حميد , نعم ما طعن الحسب ابراهيم ولكن احتال عليه بفرع شجرة كما يسلى اولادحميد انفسهم , لكن تبقى النتيجة واحدة مات ابراهيم وماتت معه القبيلة , خمسون عاما تفرق فيها الرجال الا من موقف واحد هو دوسة ابو جبيهة , وكان ذلك مثل قول الشاعر :
ما كان فقده فقد واحد و لكنه بنيان قوم تهدما
مثلما قتل القوم بسبب الذين لم يعرفوا قدره قتل محمد نور بسبب بقرة كان يمكن لاولادحميد ان يفدوا دم ناظرهم ببقره وما أكثر الابقار عندهم لكنه حسد البعض وضيق الافق عند البعض والغفلة عند الجميع . قد فاتهم قول الأمام على .
ألبس اخاك على عيوبه وأستره وغط على ذنوبه
واصبرعلى ظلم السفيه وللزمان على خطوبه
وأعلم بأن الحلم عند الغيظ أحسن من ركوبه
بلغ الخبر راضي ومجموعة سرورة في قوز العواطفة شرق تقلي والتي هاجروا إليها غضبا على نظارة محمد النور وابتعادا من مزاحمته فهو صهرهم – تزوج أخت راضي – وفي ذات الوقت هو خصمهم اللدود ، أقاموا عليه المأتم ثلاثا ثم توافد المشائخ على راضي من كل أنحاء أولاد حميد وأعطوه أختامهم موافقة عليه ناظرا خلفا لمحمد النور ولكن مفتش المركز في رشاد مصري يدعى فكري كان صديقا لمحمد النور رفض الموافقة على تعيين راضي وكلف شين إدريس من اولاد أبو قايد لجمع الضريبة من أولاد حميد لمدة عام كامل فسمى أولاد حميد هذا العام بعام جر الرسن إذ قالوا (النظارة كرت رسنها) لمن يمسك بها
مواقع النشر (المفضلة)