النظار والأمراء : نظارة أولادحميد وكنانة
رد مع اقتباسراضي كمبال محمد
في نهاية عام 1912 تم نقل فكري من مركز رشاد وجاء مفتش جديد نظر على الفور في ملف نظاره أولاد حميد فوجد الاجماع مع راضي فعينه ناظرا على عموم أولاد حميد وكنانة في ديسمبر من العام 1912م
فهو راضي بن كمبال المكني بابى نارومه بن محمد الملقب بكد نقو بن احمد بن حسين بن سرور بن بنيه بن هلال بن عبد الله بن علي بن قديف بن حميد بن حيماد بن جنيد بن شاكر ابن احمد الاجذب بن عبد الله الجهني والله تعالى اعلم . ولد راضي حوالي 1870م وعندما أعلن المهدي عن مهديته كان راضي فتي ( تحت سن البلوغ ) لذلك لم يكن من المحاربين في ايام المهدية الاولي بل اصبح ( راس ميه ) و هو بمثابة قائد سرية في جيوش الخليقة عبد الله وهو أحد الذين اقتحموا خيمه اليوحنا امبراطور الحبشة و سياتي ذكر ذلك تفصيلاً فى ذكر مقتل اليوحنا .
سنوات تمهيدية :
قال راضي فور تعيينه أن حكم أولاد حميد ثلاث سنوات في أحسن الأحوال وسماها كالآتي سنة محبة وسنة سواطة وقوالات وسنة مغبة(1) وذلك حين رأى النظار قبله منذ ديدان لا يزيد حكم الواحد منهم على سنتين أو سنة لذلك قرر راضي قضاء السنوات الثلاثة الأولى في تقلى مسكنه الحالي – في قوز العواطفة بالقرب من بلولة – وأمضى السنوات الثلاثة وهو يرسل الشيخ المدني الأحيمر لجباية الضرائب وتسيير الحد الدنى من الأمور في أولاد حميد وهو يرتب أفكاره و يضع خطته وإمكانياته للدخول إلى معرتك أحس بأنه كبير فكانت نظارته أربعين عاما حكم خلالها أولاد حميد بالعدل وأسس فيها للأجيال وكان بحق هو مؤسس القبيلة بعد ديدان أبو حماد فإذا كان ديدان هو دليل البادية وقائد الهجرة وهو الذي تحالف مع تقلي وأوجد هذه الديار فإن راضي هو الذي عمرها وربط القبيلة بها وحدد معالمها وأسس العلاقات الأقوى مع القبائل وكان شجاعا عابدا ذاكراً لله حتى عده أهله من الأولياء وكان كريما حكم الناس بروح الأب الحاني على الجميع فأعانه الناس وكان فيهم محمود السيرة راضيا مرضيا كاسمه وكان من اشهر أعماله .
(1) بدوي زايد
لما انهزم جيش الأنصار في أم درمان بعد هزيمة كرري انسحب على دينار بمجموعة من الفرسان وأصدقائه من قبائل شتى ميمما شطر دار فور فأعاد بهم ملك أجداه وأسس سلطنة الفور من جديد واستقل بها عن حكم الإنجليز والمصريين حتى سقوط ملكه في عام 1916 واغتياله وكان من أصدقاء السلطان ومعاونيه موسى مادبو من الرزيقات وزايد بقاري من أولاد حميد وآخرين .
كان زايد مقربا من السلطان فجعله مسئولا عن أبقاره وأسكنه كاس فزاع صيته وعرف في دارفور بزايد بقاري فأصبح صاحب ثروة عظيمة من المواشي والخيول والعبيد ، بعد مقتل السلطان وخراب ملكه مات زايد أيضا تاركا ابنه بدوي وكان شابا تربى على يدي والد خبير ، سمع راضي بما حصل فأرسل لبدوي زايد مرغبا أباه بالعودة إلى أهله وعصبيته القريبة فاستجاب وتحرك موكبه الكبير قاطعا مسافة ألف كيلومتر في اتجاه الشرق ، أعد راضي لضيفه الكريم استقبالا حاشدا جمع له كل القبيلة فيما يعرف محليا ( بالنضر ) وأثناء الاستقبال الحاشد أصاب أحد خيول العمود فتاة من أولاد نصار فانقسمت القبيلة نصفين ( ضفرية وعمود ) وكادت الحرب أن تقع .
وقال شاعر الضفرية
يا أم فاطر قز(1) الأشقر شادنه باشر
خيرية بت جمعة بندور دواس أم باكر
فأجابه شاعر العمود الشيل ردوم يا أم خشما أبيض كديد الدوم(2) الخديرة خيت ام مهلين بندور دواس اليوم
فتوسط الناظر وبعض العقلاء الصفوف وهو يقول هيى يارجال العنوا الشيطان,حتي زالت الحرب نذر الحرب وانقشع غبار الفتنة وانتهي احتفال بدوى زايد الذي وصل وفي معيته عدد كبيرا من الخيول والابقار واثنى عشر من عبد وخادم.
( 2) تقصير المرحال وتعمير القرى
رأى الناظر ببصيرته الثاقبة ان تجوال القبيلة وترحالها بين شواطئ النيل الابيض عند كاكا التجارية وخط السكة حديد حول .تندلتى وأم روابة في ارض القوز من كردفان يمثل رحلة شاقة لا للقبيلة فرصة لاستثمار الأرض واستصلاحها واعتماد مصادر دخل جديدة غير تربية المواشي ولن يتم إعمار (الحلال) القرى ولا الاستقرار ولا التعليم بأي مستوى لذلك استشار الناظر عددا من عقلاء القبيلة وقرر تقصير هذه الرحلة من مائتي كيلو متر تقطعها القبيلة سنويا جيئة وذهابا إلى ما لا يزيد عن خمسين كيلو متر بين المصايف والمخارف في البنية وما حولها وأغرى الناس بتوفير مؤنة الخريف من الذرة والملح للبهائم مجانا ( البهائم في الأرض الطينية تعطي ملحا تلعقه مرة كل شهر لخلو النبات من الملح أو وجود نسبة ضئيلة لا تفي بحاجة اجسام المواشي ).
هذا القرار الكبير غير المالوف لبدو يعيشون الترحال ولايألفون الاقامة في دار كان صدمة للكثير من بطون القبيلة فلم تقبل به أولاً سار اولاد علي الي كردفان رافضين لقرار الناظر وبقيت البقية مع الناظر الذي اضطر ان يجلب - الفقراء – طالبا اليهم ان يسالوا الله سبحانه وتعالي ان يجري عليهم الريح لتطرد الباعوض الذي كاد يفسد عليه فكرته الرائدة ، الذين ايدوا فكرة الناظر قال شاعرهم :
نصبنا خيمتنا ام شراع(1)
ناكل فطير و زراع
ماهمانا بأولاد على النجاع
فأجابه شاعر أولاد على :
نسير ضعينة و نخت نحيه
لاضقنا ملاح ام علج ولاملاح هنيه2
ما همانا الناظر فيه ولا مافيه
بهذه الفكرة المتطورة استطاع الناظر تعمير الحلال فكانت قردور اولاد حميد وجديد وابو نوارة والقردود الطويل و الحلوف وعد الدم و ميعة وصفيرة وغيرها من القري والحلال وبدأ اولاد حميد يجنون ثمار الزراعة فأصبح منهم منتجي الذرة والسمسم وتعلموا طق الهشاب وبدأت الشجرة تنتشر في ديارهم واستطاع ان يتخذ عاصمة مستقرة للنظارة في ابوطليح .
(3) مدرسة وشفخانة في الفريق
تماما مثل فكرة شيخ الكبابيش استفاد الناظر من الاستقرار النسبي الذي احدثه القرار فطالب مفتش المركز بإنشاء مدرسة صغري متنقلة وشفخانة فكان له ما أراد وأصبحت للمدرسة محطتان البنية في الخريف وعاصمة النظارة أبو طليح في الصيف من هذه المدرسة الصغري تخرج بواكير المثقفين من أولاد حميد الذين قادوا فيما بعد دفه العمل السياسي والاجتماعي في القبيلة ومنهم على سبيل المثال المرحوم محمد الباشا وأحمد عبد الملك وعبد الرحيم عمر وعبد المنعم أحمد الصافي وكباش آدم وبدوي محمد دفع الله وعبد الرحمن آدم وكمبال عبد الرحيم وعبد الرحمن كوكو عليهم رحمة الله وآخرين غيرهم ودرس فيها إسماعيل أفندي من رشاد مد الله في أيامه وآخرين .
المرحوم الأستاذ /محمد يسن آدم ،مربى الأجيال ‘ مع تلاميذه أمام مرسة قردودأولادحميد الأولية 1967م .
إنشاء مدينة أبو جبيهة :
عانى الناظر راضي من بعد عاصمته عن المركز رشاد ومن بطء العمارة فيها وأن مناهلها ومصادر المياه فيها غير مشجعة للآخرين بالقدوم إليها وتعميرها فجال ببصره في رقعة نظارته فاستقر رأيه على مجاورة منهل الدليب عند ( الجبيل أبو جبيهة ) الذي اسكن جواره من قبل الشيخ محمد سمبو فيما يعرف اليوم بحي سمبو وأسكن إلى الشمال منه الشيخ كوكو ضحية فيما عرف قديما بأم قصاصة وحاليا بكنجارة وذلك لحراسة حدوده شرق وادي البطحة ، طرح فكرته على مفتش المركز الذي وافق عليها فورا وطرحها على عمدة السوراب العمدة بابكر محمد فوافقوه عليها فأعلن الناظر راضي ترحيل أبو طليح إلى أبو جبيهة ، فتم ترحيل المدرسة لتصبح أبو جبيهة الأولية الجنوبية فيما بعد وتم ترحيل الشفخانة وبنى بيته ومحكمته واستدعى التجار من أبو طليح ومن قرى الصراره وأورو وكانت قرى عامرة يومها واستخرج تصاريح دخول لبعض التجار من أم روابة فقام سوق أبو جبيهة القديم فجاء آل حتيلة من الجعافرة وجاء سر الختم عبد القادر والفكي الحاج والخليفة محجوب ومهدي أحمد وحسن الأمين ومن قبلهم الطيب ناصر وعلى محمد خير ومصطفى الشفيع ومحمد أحمد بخيت وعدد من الدناقلة والمغاوير والمجاذيب وأهل أبو قمري وتوافد أهل الخبرات التجارية من كل حدب وصوب وذاعت شهرة المكان وجاء ضياء الدين العباسي وابن عمه أبو شملة الأمير ثم الشيخ هاشم عبد الجبار وجاء من الغرب الشيخ القوني زكريا الصافي ثم فكر الناظر راضي في عمارة أكبر فجلب الهوسا والبرقو والبرنو على شاحنات استأجرها لهم من الأبيض فتكاملت خبرة أهل البحر في استصلاح الأراضي الخصبة مع مقدرة الهوسا على العمل في أراضي النيلة(1) فكانت الطفرة البستانية في أبو جبيهة والتي أصبحت مك السمع والبصر واصبحت ثروة قومية ينعم بعائداتها كل أهل السودان .
(4) نال ثقة اهل الحكم في تقلي حتى صار رئيساً للإدارة الجنوبية
استطاع راضي بحكمته وحنكته ووفائه أن ينال ثقة الأسرة الحاكمة في تقلي وقد تأدب راضي مع ملوك تقلي لدرجة أنه لو أحرز أحد خيول أولاد حميد جائزة سباق ومك تقلي موجود فإن راضي يسلم الجائزة للمك باعتبار أن الفوز هو فوز المملكة وليس فوزا لأولاد حميد , وإذا أعطى كسوة شرف فإن يسلمها للمك أولا ولا يلبسها إلا بإذن ورضى المك حتى تطورت هذه العلاقة بصدور قرار حاكم عام السودان السير جون استيوارت في مارس 1932م بتشكيل محكمة جبال النوبة رقم (3) وبموجب ذلك القرار أصبح راضي رئيسا لنصف مملكة تقلى بسلطات كاملة مثل سلطات المك تماما واصبحت حدوده بين رث الشلك جنوبا وناظر عموم الجمع شرقا وناظر عموم المسيرية غربا وإدارة النوبة الجنوبية كادقلي في اتجاه الجنوب الشرقي وإدارة تقلي الشمالية شمالا وشمل حكم راضي بجانب أولاد حميد عموديات قبيلة كنانة ونظارة الكواهلة في كالوقي ونظارة الليري ونظارة تالودي وبهذا كان راضي أول عربي يقاسم مملكة تقلي سلطانها منذ تأسيسها قبل أربعة قرون تقريبا والتي تعاقب عليها حتى اليوم اثنان وعشرون ملكا .
(5) العلاقة مع الشلك ومورد كاكا
اهتم راضي بعلاقته مع جيرانه من الجنوب مثل اهتمامه بعلاقته مع تقلي في الشمال وفهم راضي أن مملكة الشلك تقوم على نوعين من الحدود حدود حقيقية تمثل الأراضي التي يعيش عليها الشكل ويفرضون عليها سلطانهم الفعلى وحدود الأخرى وهمية تشمل في اعتقاد الشلك ممالك الفونج وتقلي وذلك لأن لسلطة الشلك بعدا روحيا يجعل الرث في مقام التقديس ، بهذا الفهم أرضى الناظر راضي غرور الشلك تماما واتفق مع صديقه المك كور فافيتي على أن يتولى أولاد حميد طق الهشاب على شواطئ النيل داخل حدود الشلك لتعليم الشلك عمليات الطق بالتدريج وفرض رسم يقسم عائده ثلاثة أقسام قسم للناظر وآخر لرث الشكل وثالث لإدارة وتسيير المرافق الحيوية في كاكا التجارية ، تطورت العلاقة وازدهرت كاكا حتى أن المك كور اقتنع بالتنازل للناظر راضي عن نصف كاكا في عام 1944م فأنشأ فيها الناظر محكمة واستراحة ومسجدا ، واشاد مفتش مركز كدوك المفتش التني بهذه العلاقة المتينة بين الشلك وأولاد حميد التي بناها وأرسى قواعدها الناظر راضي بعلاقته الشخصية وصداقته الحميمة بالمك كور وقال المفتش التني للناظر أنتم سفراء الوحدة الوطنية فيا لها من شهادة ويالها من سفارة بدأت قبل الاستقلال وقبل التمرد .
شهادات للتاريخ
لم يكن الإعجاب بشخصية الناظر راضي وذكائه وحسن إدراته محليا فحسب وإنما اعجب به كل من تعامل معه ونورد هنا نماذج محدودة من شهادات لشخصيات تعاملت معه من خارج مملكة تقلي بل ومن خارج السودان :-
(1) الشيخ موسى عبد المجيد
الشيخ موسى عبد المجيد عليه رحمة الله علم معروف في كردفان وكان عالما جلس للفتوى منذ الثلاثينيات من القرن العشريين وتتلمذ على يديه عدد من العلماء المشاهير ، الشيخ الذي جمعتنى به ظروف عملي في رئاسة ديوان الزكاة بولاية كردفان حدثني في أكثر من مرة عن إعجابه غير المحدود بذكاء الناظر راضي وحكمته وحكى لي واقعة شهدها بنفسه إبان الحرب العالمية الثانية عندما استدعى مدير مديرية كردفان النظار طالبا منهم الرجال للقتال في الجبهة مع الإنجليز ، لما دخل الناظر راضي على المدير طلب منه الناظر تجهيز مائتي جواد ومائتي حربة فقال له المدير الحرب بالبنادق وليست بالحراب والحصين فقال له الناظر أولاد حميد لا يعرفون الحرب بالبنادق وأن استخدام البنادق أشتهر به قبيلة سماها له بل أن البندق يسبب لنا مشاكل ويخاف الناس من صوته ، استطاع إقناع المدير الإنجليزي بأن أولاد حميد قبيلة من الإجلاف الذين لا يحسنون التعامل مع البنادق والجيوش النظامية فأعفاه من التكليف وبهذه الحيلة سلمت قبائل نظارته من المشاركة في حرب لا مصلحة للعرب والمسلمين فيها .
(2) الشيخ ضياء الدين العباسي
كان أول لقائي به في ديسمبر 1985م ولما وقع نظره علي بحلق في مليا ثم قال من ؟ قلت من أحفاد راضي كمبال مسك أنفي وقال صدقت إلا اللون قلت كان أبيضا وأنا أسود قال نعم تفضل أكرمني وخدمني باهتمام كبير رغم سنه قلت حدثني عن راضي قال أنتم لا تعروفون الرجل قلت قل لي مما تعرف قال ( لما كبر راضي وأراد أن يمهد الحكم لابنه عبد الرحيم الذي كان قد عينه وكيلا رسم لذلك خطه كبيره . وهو أن يقوم ومعه أعوانه بالتجول في حدود النظارة لمدة شهر أو شهرين وكلما عرضت عليه قضية لا يحلها ويعقدها ويغادر حتى إذا عاد قال لابنه عبد الرحيم ( اكتل دربي ) يعني أمحو أثري ويقول له في القرية كذا توجد مشكلة بين كذا وكذا والحل الصواب هو كذا وهكذا يقوم عبد الرحيم برحله على أثر أبيه ويعمل الحلول التي أشار بها والده فيقول الناس ( الشايب ) يعني راضي كبر و( خرف ) الله يولي عبد الرحيم هكذا حتى رسخ في الأذهان أن عبد الرحيم أفضل من أبيه فلما توفي راضي لم ينازع أحدا عبد الرحيم وهذا مثال من حكمته ودهائه .
في عصر الجمعة 4 ربيع أول 1475هـ الموافق 12 أغسطس 1984م زرت الشيخ ضياء الدين العباسي في منزله داخل سور مدارس الضياء التي كانت تعرف بمدارس العباسي وحدثني عن أول لقاء له مع راضي وأنه كان يركب على أتان ومعه حيران له قاصداً راضي عند أبو طليح عاصمة النظارة الاولى قبل أبو جبيهة وأنه وصل ليلا وكانت لراضي زريبة كبيرة حول ديرته وأنه لما سمع جلبه القادمين خرج إليهم وأمسك بلجام أتان الشيخ ضياء الدين والشيخ يحسبه أحد حرس الناظر حتى وصل به إلى مكان الضيافة فناداه أحد الحضور بالناظر فيقول الشيخ عجبت من تواضعه وأعجبني من بعد حبه للعلماء وهكذا كان سلوكه وكرمه وتدينه سببا في صداقته معه وقال الشيخ لو مت قبل أن أكتب عنه لمت وفي النفس شيء من حتى ، ألا رحم الله الشيخ ضياء الدين العباسي وقد أهداني يومها ديوانه اقتباسى من العباسي وبحثه بعنوان ( إحقاق الحق وإزهاق الباطل ) حول حقيقة علاقة جده الشيخ محمد شريف نور الدائم بالمهدي ومعه قصيدة للمهدي في مدح شيخه محمد شريف .
(3) السير قوين بل
كتب السير قوين بل في كتابه عن الحكم الثنائي في السودان والذي ترجمه السيد / بشير محمد سعيد عن الناظر راضي في صفحة 58 حيث بدأ واصفا إياه كأنما نقل ملامحه من صوره أمامه فقال إن عيناه تشعان ذكاءا وأنه يلف طرفا من عمامته حول رقبته حتى لا يبدو إلا شاربه الرمادي اللون وأنفه المحدودب مثل منقار الصقر وأنه وزملاءه المفتشين(1) الذين تعاقبوا على مركز رشاد قد تعلموا منه كثيرا من الأساليب الإدارية كما شهد بأن علاقة الناظر بالمفتشين الإنجليز قد فترت مؤخرا مع تنامي الروح الوطنية في السودان وهذه شهادة هامة في حق الناظر راضي أكدت وطنيته وخدمته لوطنه وربما أكد ذلك دواعي وأسباب قرار مفتش مركز رشاد فى 1926 بمنع مجالس البرامكة عند أولاد حميد والهبانية في شركيلة مخافة أن تتحول إلى نواة لعمل سياسي .
راضي والعبيد المخمس
العبيد زمبط من أهل الليري لام حميدية ، وكان من فتاك المنطقة وقطاع الطرق سمى نفسه زمبط على الهداي المشهور في ذلك الزمان صدف أن سرق ثورا من حوالي أبو جبيهة ثم ذبحه في أبو جبيهة وباع لحمه وقبض ثمنه ثم ألم به الفزع فظلوا يناوشونه ويخوفهم حتى انتصف النهار فسمع الناظر بالخبر فقام من مجلسه وقام معه الحضور والعبيد كالجمل الأورق وسط الناس ولما ظهر الناظر وشق الصفوف إلى وسط الدائرة تأخر عدد كبير من الذين كانوا في رفقته ومن بقى منهم كان وراءه وليس للناظر إلا ثوبه المتوشح به ، فعلق غصن شوك بطرف ثوبه فرفعه وشوكة على عاتقه وهو مقطب الجبين محمر العينين فلما اقترب من العبيد خاطبه ( العبيد تخرب أبو جبيهة وأنا قاعد فيها ؟ هذا السؤال الحاسم كان أمضى من كل سلاح فرمى العبيد حرابه وقال بصوت خافت ( خالي ليك ات أنا ضلول(1) )
فمد يديه وقيده الناظر وأمر الناس بالانصراف وزال عن المدينة خوفها من ذاك العبيد زمبط .
مجلس راضى :
اتخذ راضى لنفسه مجلس حكم من اعيان النظاره ووجهائها واحتفظ فى هذا المجلس بصفة دائمة بشخص لا راى له ولايشارك فى الحديث , تضايق زملاء الرجل من اعضاء المجلس فسالوا الناظر مستنكرين وجود هذا الرجل الذى لم يفهموا الحكمة من احتفاظ الناظر به فقال لهم راضى فلان هذا زينة مجلس وكان الرجل وسيما قسيما ,وتذكرت وصية الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما ارسل وفدا الى فارس فاوصاهم اذا اذن لهم فى الدخول ان يقدموا احسنهم وجها و اذا اذن لهم فى الكلام ان يقدموا احسنهم لسانا فكانت تلك مبادئ الدبلوماسية فى الاسلام
(4) الناظر ود الجبوري ومأتم الوفاء
حدثني السيد/ علي محمد الفقير احد ابناء ناظر المسيريه المشهور محمد الفقير ود الجبوري والد كل من ملاح وحامد وعلي الذين عرفوا ضمن قيادات المسيرية علي نطاق واسع بينما حامد الفقير الذي اشتهر كشخصية قومية , حدثني علي الفقير انه كان حاضراً عندما امر والدهم زوجاته واخواته بان يقمن الماتم علي راضي فقلن له لانعرف راضي فكيف نبكي علية قال لهم هو من فرسان العرب وقادتهم وبموته انهد ركن كبير العرب في السودان وانهم بالفعل اقاموا عليه الماتم ثلاثاً وتلقي فيه ود الجبوري العزاء .
هذا الماتم العجيب يكشف عن معدن اولئك القادة ويكشف عن قيم عميقه واصالة لا توصف للناظر ود الجبوري الذى اراد انه يكرم شخصاً من مشايخ القبائل سمع عنه ولم يعرفه أو يلتقيه كما أكد لي محدثي علي الفقير , لكنه من خلال مانقل إليه احس بالخطب الذي الم بفقده فقام بواجبه تجاهه فيالهم من جيل ولله درهم من قاده تعلموا من الحياة وعاشواها بارفع سلوك وانبل قيم .
الاوسمة والالقاب
منح لقب سير وجاء مندوب من صاحبة الجلاله ملكة بريطانياحاملا هذا الوسام حتي قلده اياه فى حفل كبير ثم بعد وفاته جاء مندوب من الحاكم العام واستلم الوسام .
منح عدد من الانواط وكسوات الشرف في مناسبات عديدة وكلما انعم عليه الحاكم العام أو مدير المديرية اومفتش المركز بشئ سلمه أولاً للمك ادم جيلي ويقول له المملكة هي التي نالت وهي صاحبة الشرف تأدباً منه وحفاظاً علي العهد والمودة بينه وبين قيادة المملكة في تقلى .
لقبة وكنيتة
يكني ( بابو اسماعيل) علي ابنه البكر اسماعيل الذي مات صغيراً وولد له احمد التجاني الذي مات صغيراً ايضاً وعبد الرحيم وهو الوحيد الذي عاش وسماه علي صديقه العالم عبد الرحيم ود قنجا من العواطفه وله بنت واحده سماها عائشة فماتت بعد عام من زواجها من ابن عمها ادم غريق .
زوجاته
تزوج فاطمة بنت اجير عمة الناظر سرير الحاج أجبر ناظر المسيرية الحمر الفلايته وانجبت ابناءة المذكورين .
تزوج حاجة سعدية من رشاد وانجب منها توامين حسن وحسين ماتا صغيرين .
تزوج الحاجة ام علج من اولاد محمد كانت محظية عنده وكان دائماً يقول تعقبن علي ام علج ولاتعقبن في كلامى ولم تنجب له وساقها معه للحج .
تزوج عائشة السوق من الحوازمه امد الله فى ايامها .
اصيب راضي بالرطوبة في عام 1950م وفي صبيحة يوم شات من عام 1952م اصبحت المدينة علي نباْ وفاة الناظر راضي كمبال فطويت حياة واحد من القادة القلائل الذين عاشوا حياتهم للناس وارضاءاً لرب الناس وتقرباً إليه بخدمة خلقه وعياله مات راضي الزاهد العابد الشاكر لانعم الله العارف امور دينه , الا رحم الله راضياً وارضاه , دفن الناظر راضي في مقابر ابو قيد بابو جبيهة .
العلاقة مع تقلي :
تعتبر علاقة أولاد حميد بتقلي من أبرز و أهم انجازاتهم بالسودان فهي بجانب كونها قوية و مؤسسة على أرضية ثابتة من الثقة المتبادلة فهي مازالت تحمل عناصر البقاء و الاستمرار و ذلك لأنها لم تكن علاقة جوار ومساكنة فحسب بل شارك أولادحميد في صراعات أهل بلاط الحكم الداخلية دون سائر القبائل العربية بالمنطقة الا كواهلة بلوله وام طلحة ، فقد ارسل جيلى بن آدم ام دبالو شقيقه ابوفلج لأستنفار أولادحميد لمناصرته في حربه ضد أخيه على ابوزنيت ،فخفت اليه خيول اولادحميد فاقتتلو في طريفى وهزم جيلى وأولادحميد أول الأمر ثم ما لبثوا أن انتصروا .
تعتبر فترة راضي هي الفترة الذهبية لذلك نورد الوقائع التالية الخاصة بمحاضر اجتماعات حكومة تقلي المحلية و التي كان راضي عضوا فاعلا فيها ضمن الحديث عن سيرته و نترك المجال لهذه الصفحات تحكي عن نفسها قبل أكثر من نصف قرن من تاريخ تدوين هذا الكتاب و نرد بذلك على كثير من الكتاب الذين كتبوا عن مملكة تقلي و أغفلوا علاقة أولاد حميد بتقلي أو علاقة راضي و من بعده نظار أولاد حميد الذين تتابعوا مستمسكين بذات الرباط الذي ربط راضي بالبيت الحاكم في تقلي .
أمام مبنى المديرية بالأبيض : الصف الأول المك آدم جيلى وكبار رجال مديرية كردفان ومجلس تقلى ، خلف المك مباشرة الناظر راضى كمبال .
اجتماع حكومة محلية تقلي بالعباسية
20 – 23 أبريل 1944 م
مذكرة قرارت و توصيات
1. الترحيبب العميق بضم عمودية تلودي في مملكة تقلي ، مع تعيين الشيخ عبد الرحيم راضي بصفته ممثلا لوالده مع سلطات تنفيذية و قضائية على مدى كل الجزء الجنوبي لتقلي الذي يضم أولادحميد وكنانه, تلودي ، الليري و منطقة الكواهلة بكلوقي .
2. يجب على الحكومة المحلية أن تصبح فعالة و ليست سالبة و المسؤليات الموكلة اليها بالاسم هي : صيانة الطرق و المباني ، الترخيص ، و ضبط الأسواق – يجب أن تنفذها حقيقة سلطات الحكومة المحلية .
و السلطة التنفيذية المسؤلة في القسم الشمالي ممثلة في في شخص الشيخ حاج الطاهر الجيلي . أما في القسم الجنوبي فالشيخ عبد الرحيم راضي هو المسؤل عنه ( بالانابة عن والده ) .
ويعمل تحت هؤلاء رؤساء الوحدات الأصغر ( اقترح اسم خط مثلا : لليري و رشاد ) و العمد و الشيوخ التابعين لهم مسؤلين عن أوامرهم الخاصة . يجب أن تزداد سلطات الأحكام القضائية للشيخ الطاهر الجيلي و الشيخ عبدالرحيم راضي الى السجن لمدة عام و الغرامة مبلغ 20 جنيها الاستئناف من محاكم " الخط " كل ذلك يقع تحت نفوذهما في المقام الأول .
مجلس المديرية :
موضوعات أجندته الحالية و المدرجة :
3. تشكيل مجلس المديرية و الترحيب بالقرارت المتداولة في اجتماعه الأول ، كما تم توضيح الدستور و الغرض من المجلس .
التسريح و الامداد المائي :
4. رحب بمشروع قريفس للقرى و تهيئة الاستقرار للجنود المسرحين . تمت الموافقة على ستة مواقع مناسبة في تقلي العظمى ( بما في ذلك تلودي ) كمواقع مناسبة و بامكانها جذب 200 عائلة ( أربعة قرى ) تقوم كل منها بزراعة 20 فدان لكل عائلة و يمكن بالتأكيد تقريبا توفير الماء في كل هذه المواقع بأسعار معقولة .
أما في الابار و الحفيرر فيجب تجهيز هذه المواقع فورا وفي مقدمة برنامج المياه .
4. يجب أن يتلقى الجنود اللذين يشغلون مواقع في هه المستوطنات أجرا كاملا كجيش حتى موعد الحصاد لأول محصول لهم . وان كان بالامكان يجب احضارهم لهذه المستوطنات كوحدات عسكرية تحت نظام الجيش ( و لكن يتكونون ممن متطوعين تابعين للمحلية المعنية ) ، في حالة الاخفاق يجب أن يتم اطلاق سراحهم في دفعات عاملة لو كان ذلك ممكنا و يتلقون رواتبهم من السلطات المحلية لموسمهم الأول في المشروع . و الرجال الذين لا يوافقون على الاستقرار فيفترض أن تكون لهم موارد ذاتية كافية و لذلك لا يتلقون أجرا .
يجب أن يكون للجنود خيار أول من هذه المشروعات ولكن اذا لم يقوموا بذلك أو هجروها فمن المتوقع أن يرحب الحراث بذلك .
التعليم :
6. أن تنشأ مدارس مساعدة بالقردود ( تلودي ) في عام 1945 م و أن تكون بكل هذه المدارس داخليات بدءا بالليري في عام 1945 م و أن يشجع البنات للالتحاق . المدرسة الوحيدة التي يحتاج اليها كمدرسة مستمرة على مدى الخمس أعوام القادمة ستكون في أبو كرشولة .
7. يجب أن يكون بمدرسة العباسية للبنات 20 تلميذة داخلية في عام 1945 و 10 أخريات لكل عام يلي حتى العام 50 . يجب أن تكون هناك مدرسة بتلودي في أسرع فرصة ، وفي هذه الأثناء يتم متابعة قبول البنات بمدارس الأولاد حتى سن العاشرة و أيضا برشاد . تم الترحيب بانشاء مدرسة متوسطة للبنات بكردفان .
8. الحاجة الملحة لمدرسة فنية بالمديرية و الأفضل مكان ما بالجبال . تم قبول فئة قليلة من الأولاد بعطبرة و أم درمان و الذين لا يرجعون أبدا أو يرجعون بسبب اخفاق سلوكي لم يتمكنوا من الاستقرار . الحوجة للنجارين على وجه الخصوص .
ألا يمكن أخذ هذا لاأمر في الاعتبار فيما يتعلق بالمسرحين و الجنود السابق و تدريبهم في المدارس الجديدة ؟ .
9. الاستمرار في فصول محو الأمية للناضجين ، ومن هنا تأتي الرغبة القوية لفصول لأساسيات اللغة الانجليزية .
10. الأمن العام :
جرائم العنف و العيب يجرى يرجع أثرها :
أ- حمل الخناجر و السلاح غير المشروع . ب- العلاقات الجنسية غير المشروعة والزنا .
11. أصدرت الحكومة المحلية أمرا بمنع حمل الخناجر ، البنادق ، الحراب و الفؤوس ، و العصي الغليظة ( العكاز ) أو أي سلاح خطير اخر في أي سوق ، دار العدل ، احتفالات الزواج ، بيت المريسة ، أو أي تجمع اخر .
12. الزنا و الأفعال غير المشروعة يمكن أن تعزى دائما لعدم قدرة الشباب على دفع مهر الزواج والهدايا التي تطلب مما يترتب عليه تأخير الزواج ، و زواج البنات الصغيرات لكبار السن . تمت الموافقة على تخفيض مهر الزواج و في قيمة الهدايا و كان مرغوبا في ذلك .
13. أن تعاقب النساء بجريمة الزنا أسوة بالرجال . ستأخذ المحاكم هذا القرار بالتنفيذ . و كان ذلك قد طبق من قبل بين الحمر و بعض النوبة مما جعل النساء أقل ميلا لأن تشجع أو تغوي في المضي بذلك .
الصحة العامة :
أول الضروريات للولادة و مصلحة الطفل النظافة في المنزل وتعليم النساء علم الصحة .
رحب باقتراح لتدريب و الترخيص قابلات القرية في المستوصفات المحلية . يجب أن تكون بكل قرية على الأقل قابلة قانونية و اعتبار ما تقوم به القابلات غير القانونيات الا في حالات الضرورة القصوى جريمة . ستقوم السلطات المحلية بتشجيع النساء بالالتحاق بكورسات المستوصفات .
14. أدين الخفاض الفرعوني بالاجماع و سيرحب الاجتماع بأي سلطات تمكنهم من وضع هذا الأمر عبر كافة النساء .
تدريب وتعليم القابلات بامكانه أن يساعد على ذلك . سيبقى معظمهمن على ذلك أو استبداله ( بالسنة ) في الضوء الباهت لمعرفتنا الحاضرة ، ولكن المك نفسه قد أشار بأن أي من هذه الممارسات غير ضرورية في الاسلام .
15. الأمراض التناسلية قد يكون فحصها أكثر تأثيرا لو تعاطى الأشخاص الحقن المقررة أو العلاج مما يحتاج الى ايداع أو ضمان لأن تنتهي الفترة بنجاح ، و سيعاد الايداع في نهاية الفترة .
16. الزراعة :
الحبوب :
أن 160.000 من الحبوب قد أنتجت في الجزء الشمالي و الأوسط لتقلي ( و كوليب ) في الموسم 1943 – 1944 وأن المتطلبات قد أغلقت أثناء توفره وذلك نسبة لنقص الترحيل ، الأسباب التي قام بايضاحها مفوض المنطقة و وافقوا على أنه بالرغم من هذه العقبة و امكانية مصاعب الترحيل يجب أن يوجه الحراث مجهوداتهم مرة أخرى نحو انتاج كبير للحبوب في موسم 44 – 45 و لكن أوصى بأنه لوتمت المصادرة مرة أخرى فان تاريخ الاغلاق أو الرقم المقصود يجب أن ينشر مقدما .
17. أشير بأن المك ادم الجيلي ، العمدة زيباق الجيلي و اخرين قد قاموا بعمل تجارب ناجحة لمطامير العيش بتخزينه في التربة المناسبة . يجب أن تتوسع هذه التجربة .
و فكرة مجموعات الحرث في القرية و انشاء أندية للحبوب تمت الموافقة عليه في أبوجبيهة في عام 1943 م .
و لكن قرر بعد ذلك أنه لا سبيل الى ذلك بينما تود الحكومة أن تصادر و تزيل كل الفائض المتوفر من العيش . تغير هذا الوضع و تمت الموافقه على أن تكون التجارب في قرى مختارة .
18. القطن :
المخاطر المستقبلية لعناصر جديدة من بذرة القطن ( التي ينتجها من يقوم بتناسل النباتات ) و ذلك عن طريق الابقاء على الطن غير المحلوج تم شرحه و الموافقة على الأمر المنظم لذلك يجب أن يكون أكثر صرامة .
19. الغابات وحفظها :
أجري مسح قصير على الغابات بواسطة الضابط المسئول عن الغابات و ركز أساسا على قيمة الأشجار ، و الأشجار الخفيضة ، و سياجاتها للمحافظة عليها من التعرية . و بالأخص على جوانب الخيران و التلال . و وافقوا على أن الأرض يجب أن تحفظ للمستقبل و هطول الأمطار التي يجعلها أكثر جاذبية .
و قد حان الوقت أيضا للحكومة المحلية أن تمسك بزمام الأمور على خطوط الحريق و تعمل على بسطها .
التدابير في الفصل ( 3 ) الغابات من قوانين الحكم المحلي يجب تطبيقها و تعديلها لتشمل تلودي ، أم برمبيطة ، أبوطليح ، أبوكرشولة ، موريب ، قردود تحت الفقرة ( 1 ) ( قطع الأشجار على مسافة ميل ) و اضافة العرديب مع الأشجار المحمية تحت الفقرة ( 2 ) .
قطع الأخشاب على مسافة 20 مترا من طريق العربات أو الخور ، و قد منع أيضا احراق أعقاب الأشجار و تنظيف الأرض من الشوائب تمهيدا للحرث .
20. فيما يتعلق بالملكيات في غابات الليري يجب : اما أن تكون لفائدة الحكومة المحلية كما نص على ذلك تحت قوانين الحكومة المحلية أو لمصلحة للزراعة و الغابات ، و عليها أن توفر العاملين لادارة الغابات بفعالية بهدف حفظ دائم لها . لم يكن هناك اعتراض لزيادة ثمن الملكيات المندرجة تحت قانون الملكيات لسنة 1939 م ، و لكن ليس هناك أي سبب محلي لعمل ذلك الا ربما في الليري .
21. يجب ان تجرى التجارب في غرس الخمائل و السياجات الشجرية كأحد الضوابط ضد التعرية ، و في غرس قطع من الأرض بالأشجار داخل و بالقرب من القرى ، وفي تطويق مناطق معينة بالحزام الأخضر للأبيض و ذلك للافساح لتوالد طبيعي بلا تداخل من الحيوان . الأشجار المستوردة و البلدية ستخضع للتجارب التي تشمل المناجو ، المهوقني ، الدليب ، العرديب و التبلدي .
تجري التجارب لادارة المراعي حول القرى و الابار اما على نظام الدورات أو تشييد حدود للمراعي و الأحزمة الخضراء .
سيعمل بهذا الشرط في ميزانية 1945 م لمساعد ضابط للمحافظة و مراقب و خفير رابع .
22. هناك الكثير من الناس يستثمرون الحمير في ترحيل المنتجات المحلية و على الحكومة المحلية أن تستثمر اثنين من الحمير يتم و ضعهما في العباسية و كالوجي لتحسين النسل المحلي . الخدمات يجب أن تكون مجانية و الشخص المسئول عن الحمار له حق الركوب و أن يمنح مصاريف صيانة بسيطة مثلا أربعة جنيهات ( هذا التحضير يجري عادة بواسطة مصلحة البيطرة ) . و بما أن مصلحة البيطرة لا يمكنها جلب حمير في الوقت الحاضر من مواردهما الخاصة فهذه سيتم شراؤها من احتياطي التنمية للحكومة المحلية .
23. ستتسبب هذه المجموعات من الثيران في مصاعب عديدة فيما يتعلق في التحكم فيها تحسين نسل القطعان بالضرورة . و تتم عملية اختيارها بواسطة المسئول البيطري للمنطقة لأفضل سلالاتها و تلك التي تصل للمستوى المطلوب بتم اخصائها . المالكين للسلالات المحسنة كالمك أدم و الناظر ذكروا بأنهم قد أجروا مثل هذه التجارب مسبقا و حققت نتائج ممتازة .
24. اللجان الزراعية :
اللجان الراعية لهذه الحكومة المحلية يجب تشكيلها للقيام بالتجارب و استثمار السياسات المفصلة أعلاه و أن يعملوا جاهدين على تحقيق زراعة أفضل . اختير المك ادم ليكون رئيسا للجنة و مقرها العباسية ، و الشيخ عبدالرحيم راضي ليكون رئيسا للجنة المساعدة و مقرها كالوجي ، للقسم الجنوبي و ضابط الوقاية النباتية ليكون عضوا و منسقا لكليهما . الأعضاء الاخرين لمعظم الأجزاء مهمتهم أن يكونوا حراثا و ليسوا مسئولين عن أي مكتب اخر في الحكومة المحلية . وافق المفتش الزراعي على أن يتعاون لأبعد حد .
25. المالية – الميزانية :
المباديء العامة للميزانية ، الحاجة لرفع ايراد كافي لتغطية أوجه الصرف و أن تحقق مساهمة معقولة في الحكومة المركزية و الفائدة و المسئولية لكل الأعضاء في الحكومة المحلية في أن يروا أن مثل هذه الايرادات قد رفعت باعتدال و أن أوجه الصرف قد تم توضيحه و كذلك ميزانية العام 1945 م قد تمت اعادة النظر فيها . و تمت الموافقة على أن الايرادات يجب أن تزيد حتى تمكن من تحقيق التنمية .
26. الايراد :
أجرى مسح لمعدلات الجزية الحالية و كشف أنه بعيدا عن هذه الضرائب الخاصة بالحيوانات فما يسمى بالجزية لا يزال ضريبة الرأس الأساسية لحوالي 33 أو 34 عن كل رأس .
فقط في تقلي سيكون الفضل أي محاولة تقوم بها مجالس ضرائب القرية لتفرضها على الشخص نسبة لثروته بالرغم من أن هنا 95% من الناس تتم تقديرات ضرائبهم تقريبا ما بين 25 الى 35 جنيها عن كل رأس و على الأكثر ب 35 جنيها . و وافقوا أنه حينما تأتي اعادة القوائم في نهاية العام يجب أن يكون الهدف الرئيسي هو التوزيع العادل طبقا للثروة و بالتحديد الاصرار على مشاركة عالية من الحراث الأثرياء بلا مطالبات عالية من الفقراء . و كتقديرات صيانة ستأتي هذه الزيادة بايراد قدره 500 جنيه و يمكن أن يضاف اليها 100 جنيه لفحص لصيق للحيوانات .
ستأتي عمودية تلودي بايراد قدره 800 جنيه و لكن لأن عرب تلودي قد أعيد ادراجهم في القائمة عام 1943 فليس من المطلوب اعادة ادراجهم مرة أخرى ، و لا أن تزداد الأسعار على حيواناتهم في الوقت الحاضر .
27. تراخيص التجار يجب اصدارها و اعتمادها للحكومة المحلية عام 1945 م . كما وافقوا على أن يستثنى سوق تلودي من هذا في الوقت الحاضر . و أن التصاديق للتجارة في المناطق القريبة يستمر اصدارها بواسطة مفوض المنطقة . يمكن أن تجدد الرخص بواسطة شيخ الخط و لكن التراخيص الجديدة تتطلب سلطة المك أو سلطة الناظر راضي كمبال . لا تصدر أي رخصة الا بعد تجديد التصريح للتجارة أو اصداره لو اقتضى القانون ذلك . و أشار التجار الى أن تطبيق اصدار التراخيص برسوم كاملة للوكلاء في الأسواق الصغيرة غير منتظم و يجب أن يصحح قبل أن تتولى الحكومة المحلية مسئولياتها . تمت الموافقة على ذلك . ستعود تراخيص التجار ب 333 جنيه كاضافة للايراد .
28. تمت الموافقة فيما يتعلق بموضوع التصديق يجب أن تتولى الحكومة المحلية أمر كاكا و أن توفر لصيانة بريد الشرطة على الرغم من أنه قد سجل بأن المنصرفات ستوازن الايراد تقريبا .
29. شؤون العاملين :
سترفع المرتبات لكل من الشيخ حاج الطاهر الجيلي و شيخ عبدالرحيم راضي الى 69 قرشا بالنظر الى المسؤوليات الجديدة و المتزايدة ( أنظر الفقرة 2 أعلاه ) سيتلقى الناظر راضي زيادة قدرها 108 قرشا على ضوء مسؤولياته المتزايدة ( الاقتراح الحقيقي لأن يتلقى شيخ عبد الرحيم راضي 108 قرشا و قد تنازل عن نصييبه في تعويضات الضرائب بحوالي 42 جنيها و ستتضاعف واجباته و منصرفاته بشكل ضخم . ولكن هذا تأكيد بأن هذا سيخلق احتكاك و حسد اذ أن تضمين ترقيته جعلته أعلى درجة من شيخ حاج الطاهر رحب بهذه التسوية الحالية كأمر مقنع للكل .
30. أن يكون للناظر راضي ثلاثة مناديب لدار أولاد حميد بمبلغ 17 جنيه لكل على ضوء المسؤوليات الخارجية الجديدة للشيخ عبدالرحيم . ليس لدار أولاد حميد عمد اما أن يكون للناظر الزبير مندوب اخر أو عمدة لدار فايت بمبلغ 24 جنيها هاتين الوظيفتين قد أو قفتا عندما جاء الحوازمة الى تقلي و لكن الحلفة تحتاج الى ادارات كثيرة و لواحدة منها و ليس كلاهما كما طلب يجب انعاشها . يجب أن تكون لعمودية تلودي خزينة و ماسك دفاتر في عام 1945 – اذا تحولت كاكا للحكومة المحلية فسيكون لها ماسك دفاتر – و ثمانية من قوات الشرطة أو التابعين سيضمنون في مقترحات الميزانية ( طلب منهم عدد 18 ) و توفير علاوة كمكافات لأفضل الرجال . المستويات المطلوبة لهذه الحاشية يجب أن تتحسن . المطلوب من هؤلاء الحرس أن يكونوا العمود الفقري للحكومة المحلية أو على الأقل اليد اليمنى . مدارس الصفوف الصغرى تحتاج الى نظار أعلى درجة . و بريد جديد اخر .
و أيضا من خلال الفقرة ( 2 ) أعلاه يجب أن يكون بها مساعد لضباط الصيانة أو الملاحظ و أربعة خفراء للصيانة .
31. علاوة الحرب :
يجب أن تتحمل الحكومة المحلية أعباء علاوات الحرب على الدرجات المصدقة بواسطة الحكومة المركزية لموظفيها و سلطاتها المحلية تدفع مقابل الميزانية و تبلغ هذه المبالغ 715 جنيها في عام 1943 م و ستبلغ 1604 في عام 1944م – 1945 م نسبة لاشتمالها على الهيئة التنفيذية بمرتبات من 48 قرشا و تمت الموافقة على رفع هذه العلاوات هذا العام بالرغم من أنها لم تضمن في الميزانية المجازة ، و ذلك مما سيقتطع جزءا كبيرا من الفائض المنشود ( هذه الأرقام لا تحتوي على موضوعات الأقمشة ) .
يجب أن تمنح الحكومة المحلية اغاثة فيما يتعلق برسوم التعليم في المدارس العليا لهيئة التدريس بالدرجات المصدق بها بواسطة الحكومة المركزية لموظفيها و ستبلغ هذه 42 جنيها .
32. الخدمات :
و بشأن موضوع الترحيل يجب أن تكون هناك زيادة قدرها 150 جنيها لأن الحركة من أهم الضروريات ، المباني الى 50 جنيها أو 60 جنيها على ضوء الاسعار المرتفعة ، امدادات المياه الى 40 جنيها ، الطرق الى 600 جنيه ، متضمنة ل 100 لعمودية تلودي 30 للحوازمة لم يتم تحويلها مسبقا . و 20 لبنود جديدة لقطاع الغابات التجمعات 30 جنيها الأدوات المكتبية 30 جنيها . و صيانة أماكن مجموعات الحمير 6 جنيهات .
التوسع التعليمي الموضح أعلاه في الفقرة 6 يحتاج زيادات بمقاييس في كل بنوده . يجب أن تكون صيانة المباني 7 قروش لكل مدرسة . تكاليف الداخليات لعشرة من أبناء الليري سيكون 25 جنيها .
33. احتياطات التنمية :
احتياطي التنمية المبنى على فائض الميزانية بعد انشاء ايراد أساسي في البنك قد و ضح . الوضع الراهن للبند خافيا لأن الافادة التي جاءت من المديرية يبدو أنها بنيت على أخطاء . و يبدو و كأن علاوات الحرب قد قضت على كل الفائض لعام 1943 . ونحن في وضع أفضل للعام 1944 م وذلك نسبة للفائض الخاص و قيمته 500 جنيه منحت فيما يتعلق بارتفاع أسعار الحيوانات و لكن علاوات الحرب الجديدة و قدرها 260 جنيها للهيئة التنفيذية ستخلق فجوة كبيرة في ذلك – احتياطي التنمية في 31/12/1943 م 979 جنيه 420 جنيه منها تصدق بها لأوجه الصرف 150 جنيه للنفير 100 لحفير سهل 60 جنيها للأدوات 60 جنيها لبئر أبودوم 60 جنيها على مدرسة أبوطليح لم يصرف شيء بفايو 20 جنيه فقط في سهل ومنح أخرى للصرف المعادلة 559 ج تم التصديق بها مسبقا يجب أن تبقى على حصصها على ما كانت عليه .
34. هناك توصيات لاحقة كما يلي : -
20 جنيه لاكمال مدرسة أبوطليح ، 20 جنيه لبناء فصول جديدة في الليري ، ( 80 لتحسن المباني الحاضرة ) 10 جنيه داخلية جديدة بالليري ، 80 ج مدرسة جديدة بالقردود ( تلودي ) ، 10 ج فتح مدرسة أبي جبيهة ، 20 ج تخطيط بئر بأم بر ، 40 ج لمجموعتين من الحمير ( رفعت الى 50 ج ) شراء منازل اضافية للعمد بتلودي ، 30 ج لايجاراستراحة الحكومة المحلية ( لو اراد بيعها ) الرواكيب بأبو جبيهة و سوق العباسيية 40 ج ، المجموع 310 جنيه . الناظر راضي على أن يسلف مبلغ 15 ج من منحته للشيخ محمد ادم لحفير بكواقا . و أن مبلغ 200 ج يبقى كفائض لشراء عربة عندما يكون ذلك ممكنا
35. متنوعات :
الشيوخ و الشياخة :
سجل أن هناك عدة عمد سحبوا 3% كتعويضات عن جمع الضرائب . هذا غير منتظم و لكن سمح به بدافع أن الشيوخ لم يقوموا بأداء وظيفتهم و قام العمد بأدائها لهم . سمح للشيوخ بسحب ال 10 % كتعويضات كاملة لهم ، لو تمكنوا من اكمال الجمع بنهاية شهر أبريل ، و بعد ذلك يقوم العمد بسحب 3% لو تم جمع ذلك بنهاية سبتمبر و بعدها ستسقط لفائض الحكومة المحلية . سيؤثر هذا في العام 1945 م .
هذه المشكلة المماثلة لكثير مثلها تعزى الى ما يسمى بمجموعة شيوخ من قش ، الحافز للقيام يملكون السلطة ولا بواجباتهم . الوحدات الأصغر فيجب أن يلحقوا أنفسهم بشياخات أكبر .
و تمت الموافقة على أنه بعد اعادة القوائم لن يعترف بأي شيخ لا يخضع لخمسين أما 36. أعمال الطرق :
ستصبح أعمال الطرق في الحقيقة و مثيلاتها مسئولية الحكومة المحلية . و سيكون البوليس بمثابة الخبراء للحكومة المحلية . يجب أن تدرب هذه القوة و على الشيوخ أن يصدوا أهلهم . ادخال نظام الملكة ( مجموعة قرى تلقى بغرامات للمتغيبين من العاملين ) تمت الموافقة عليه بأبي جبيهة العام الماضي و لكن لم تأخذ به كل القرى . الناظر راضي فعل ذلك و وجده ناجحا . عمل به بين النوبة في تلودي لسنوات و يجب أن يعمم في تقلي .
37. الاتصالات :
اتصالات متطورة عبر تقلي ضرورية . جدد شيخ عبد الماجد عطاءه لتشغيل خدمة اتصالات متقنة . منح لواري جيدة و اقترح مفوض المنطقة أن يكون هناك خدمتين للبريد أسبوعيا . أحدها عبر أبوجبيهة و وافقوا على كالوجي كبديل بالرغم من اعتراض التجار على احكتار حمل السكر وتمت الموافقة على أن عربة بصندوق ستكون عديمة الفائدة لمثل هذه الخدمات و أقل فائدة من اللوري لخدمات الحكومة المحلية . و التي يحتاج اليها أيضا كوسيلة ترحيل بمد الحصول عليها .
38. زرائب الحيوان :
هناك اقتراح بتبني نظام الحمر و الذي يتم به الابقاء على الحيوانات الضالة في زرائب و بلا تحديد اذا لم يطالب بها . التدريب الحالي يختلف من باقي مناطق تقلي و لكن وافقوا أنه و بعد فترة معقولة لاكتشافها بواسطة من يملكها يمكن بيعها في دلالة طبقا للأحكام الحالية و أسعار البيع تذهب للأمانات و بذلك الى المركز .
39. الأسواق :
الأسواق الصغيرة و السيطرة على السوق الأسود هي مسئولية الحكومة المحلية . و نظام تلودي في التوزيع لبضائع المؤن أو البضائع التي هناك نقص في امدادها ( كما شرحها مأمور تلودي ) يجب اتباعها عموما . لا يكفي ألا تكون هناك شكوى لو كان السبب الوحيد وراء ذلك أن الشكاوي كما هو معروف ستأتي بمشاكل أخرى للشاكي أكثر مما تستحق . الأسواق التي لم يتم فيها من قبل تحديد يوم أو يومين معروفين للتسوق في الأسبوع يجب أن يتم فيها ذلك .
40. المحاكم :
يجب أن تكون جلسات المحاكم منتظمة و مهيأة عندما تكون هناك امكانية لأن يتوافق ذلك مع أيام السوق ، الشيء الذي لم يفعل و دعوات الانعقاد في أوقات شاذة يجب ايقافه الا في حالات الطواريء أو الطواف . الاستئنافات يجب أن تكون و فقا للقنوات الرسمية و الاستئنافات المباشرة من المحاكم الأصغر للمك أو لمفوض المنطقة يجب ألا يرحب بها بشكل عادي الا اذا أخفقت المحكمة المتوسطة في التصرف أو كان هنالك عدم جرأة واضح في تطبيق العدالة .
41. الصليب الاحمر و خدمات الحرب :
المشاركة من داخل المملكة بما فوق 400 للصليب الأحمر ( أكثر من 500 لتلودي ) في الرابع من أبريل منح هدية مجانية و أعلن عنها بعرفان . احتمالات أن ترفع مشاركات لاحقا من أهالي تقلي كتوفيرات حرب أو سلفيات تحت تصرف الحكومة لمجهود الحرب أثناء الحرب و أن يبقى عليه للحكومة المحلية لأوجه الصرف المحلية و التنمية و حفظها لاعتبارات لاحقة .
42. المستقبل و تأكيدات الحكومة المحلية :
وافقوا على أن الاجتماع الحالي الأعضاء الاخرين سييرحبون بدستور رسمي لمجلس الحكومة المحلية متى ما أعتبرت لاقى اعجابا كبيرا و قيمة عظيمة و أن اجتماعات مماثلة يجب عقدها على الاقل مرة في العام اما العباسية أو أي مكان اخر . و كان هناك شعور عام بأن أكثر من اجتماع واحد في العام سيكون غير عملي نسبة الى مسألة الشتاء و المناخ و مصاعب الترحيل في فصل الخريف . و مع ذلك فان المك و الحكومة الوقت ناضجا .
مفوض المنطقة
الجبال الشرقية
اربعون ملفا أمام جلسة مجلس حكومة تقلى المحلية ، مما يعنى احاطة تامة بكل ما يمس حياة الناس ، ومهما يكن رأينا كوطنيين فى آليات الحكم الأستعمارى الا أن خبرة الأنجليز فى الحكم تنتزع اعجابنا شئنا أم ابينا ، ولا بد من مراجعة لتجربتنا فى الحكم المحلى بعد كل هذه العقود من الحكم الوطنى هل تطورت أم تراجعت عما كانت عليه ؟ .
.
مشكلات فى مسيرة راضى :
لم تكن حياة راضى كلها سهلة ممهدة ، ولكنه واحه مشاكل كبرى عاقت مسيرته وأرقت مضجعه وشغلته حينا من الزمان نذكر منها الأهم على سبيل المثال :
1/ مطالبة الفحل بنظارة
ذكرنا أن هجرة كنانة الى مملكة تقلى كانت سابقة لهجرة أولادحميد ، الا ان هجرة كنانة كانت متفرقة ، حيث كان كيان السراجية مستقلا بأمره وبعلاقته بأهل الحكم فى المملكة ، وكذلك العريفاب فى جبل الجراده ، ثم السوراب فى كرن الذين اشتهر منهم أحمد شقة ، الذى كان وكيلا للمك آدم ام دبالو على السوراب فى كرن وكان لهم نحاس منحتهم اياه سلطنة الفونج قبل نزوحهم منها الى تقلى ، ثم ضعفت سلطة السوراب لنزاعات وانشقاقات داخلية ، الي أن تم تعيين العمدة على الفضل عمدة عليهم بعد المهدية ، مالبث العمدة على الفضل طويلا حتى خلفه على العمودية العمدة بابكر محمد ، ظهر على مسرح القيادة الفحل بن اسماعيل بن الدراش بن احمد شقة من البيت الموازى لبيت العمدة بابكر ، بدأ الفحل بادىء الأمر في تحريض كنانة على العمده بابكر حتى انشقت عنه قرية الصرارة بالكامل وطلبت الألتحاق بسلطة المك فى العباسية ، فاستقدم راضي تجار الصرارة لتعمير سوق أبى جبيهة المدينة الوليدة ، وبدأت العلاقة تتوثق وتتعمق بين راضى والعمدة بابكر ، ثم طالب الفحل ليكون وكيلا للناظر على جميع كنانة ، وبدأت دعوته تتسع وتجاوزت السوراب لتشمل الفخرية بقيادة الشيخ جادالسيد مصطفي والشيخ حمد كمساد في ودعابد ثم انضم اليهم اهل مريفعين وايدهم المناصير في ابوجريس ، اثر هذا التطور عقد مؤيدو الفحل اجتماعا فى 10/3/1940 اعلنوا فيه وكالة الفحل وعارضها العمدة بابكر مع عدد قليل من انصاره ، علي الفور اتفق الناظر راضى ومفتش المركز على تعيين الفحل مندوبا للناظر راضى على عموم كنانة لمدة ستة شهور تحت التجربه ، ثم ترقيته الى وكيل بنهاية العام ، لكن نشوة الأجتماع الكبير أفقدت الفحل وأنصاره الحكمه اللازمة فى مثل هذه الحالات فنادوا به ناظرا ورضى هو باللقب رغم علمه بسطحية ما يفعلون (The only mistake El fahals supporters are making is calling him Nazir wich is not the most tactful way of treating RADI , who is still only half-persuaded about all this in his heart). هكذا قال مفتش المركز في تقريره الذى رفعه لمدير مديرية كردفان في أبريل 1940 ، بعد أقل من شهر على اختيار الفحل للوكاله والتى طورها مع انصاره الى نظارة لفظية ، الأمر الذى عجل بنهايتها وكانت منية الفحل اعجل فطويت هذه الصفحة وتوطدت العلاقة مع العمدة بابكر والذى اثبت حنكة وحكمة فزادت سلطاته القضائية والتنفيذية ولم يسمح لأحد بخدش العلاقة بينه وبين راضي أو عبدالرحيم من بعده .
2/خلافة عبدالله قدوم فى كالوقي :
الشيخ حسب النبى حامد هو قائد الكواهلة الذى قاد حروبهم مع السكارنج فى قدير الذين حكموا المنطقة منذ أيام الفونج ، حتى استتب للكواهلة حكم ديارهم الحالية غرب أولادحميد وكنانة وجنوب لونانق وحول ويرنى تقريبا ، قيدوم حسب النبى كان أول عمده بعد نهاية المهدية وتأسيس ادارة تقلي من جديد فى بدايات العهد الأستعمارى ، خلفه ابنه على بوش ثم عبدالله والذى اصبح عمدة عموم (ناظر) ، فى1936 مرض الناظر عبدالله قيدوم فكلف محمد آدم حسب النبى بأعباء الوكاله ،تحرك بعض الكواهلة ضد وكالة محمد آدم لصالح الفاضل علي بوش الأبن الأقرب نسبا الى النظارة ، وصادف ذلك هوى" لدى مفتش المركز لكون الفاضل على بوش ملما بالقراءة والكتابة على عكس محمد آدم الذى كان أميا ، واستفحل الخلاف داخل البيت الحاكم فى كالوقى وأزعج الأمر راضى ومفتش المركز ومك تقلى ، وخاف الجميع أن يموت الناظر فجأة قبل حسم الخلاف فيتوسع شقاق الكواهله ، الى أن تمكن العمدة السيد زين الدين من اقناع عمد الكواهلة بدعم محمد آدم لكونه أميا مثلهم وخوفهم من تعليم الفاضل على بوش على مستقبلهم فى عمودياتهم ، فحسموا الأمر لصالح محمد آدم فباركوه ناظرا بعد وفاة عبدالله 1940 تقريبا . أغضب ذلك الفاضل فرحل الى أولادحميد واستقر نهائيا بينهم الى أن توفاه الله بقرية أبونوارة .
3/محمد الحلو ولدأبوحسيب يرغب في خلع راضي :
كان محمد الحلو من فرع الربط وكان متعلما سافر الى مصر وتكلم اللهجه المصرية فى بادية أولادحميد ، لم ترق له سياسات راضى فظاهره بالعداء مطالبا بعمودية و احيانا بنظارة ، فكرته لم تلق رواجا كبيرا ثم ما لبثت ان تلاشت .
4/عمودية المناصير بأبىجريس
تأسست عمودية المناصير بأبى جريس فى 1921م وكان الضو محمد اللخمى اول عمدة عليها ،الى ان توفى فى1931م فخلفه ابن اخيه الرشيد دفع الله محمداللخمى ،استمر الرشيد عمدة حتى اعفائه في مارس 1940م بسبب سوء التصرف في الضريبة ، رشح راضى ومشائخ المناصير الشاب ابوالقاسم محمد اللخمى ابوالقاسم محمد اللخمى (23) سنة للعمودية لكونه محبوبا ومتحدثا لبقا ، كتب مفتش المركز خطابا لمدير مديرية كردفان فى 12/9/1940م طالبا تعيين العمدة الجديد خلفا لسلفه الموقوف ، فى18/9/1940م رد مدير الميرية بموافقته على تعيين ابوالقاسم محمد اللخمى عمدة للمناصير ، على ان يخضع لمدة اختبار ستة اشهر ، العمدة السابق ، الرشيد لم يقبل الامر بسهولة .
مواقع النشر (المفضلة)