فروع الحلنقة و شمائلهم و رؤسائهم

تكونت القبيلة من ثلاثة شمب:
- استوطنت إحداهما كسلا،
- والثانية جبهة أبريدAbreid على بعد خمس ساعات من كسلا،
- والثالثة نزحت إلى جبهة الشمال فأقامت في محلة تسمى (الدِّباب) على بعد يوم كامل من كسلا.

وقد عرف الحلانقة بصفاء السريرة والتمسك بأهداب الدين، وظهر فيهم كثير من الأولياء والعلماء. وهم يكرمون من يفد إليهم من أهل الدين، ويألفون ذوي التقوى والصلاح. وهم أهل زرع وضرع، ورجال الخيل والفروسية الذين هابتهم القبائل المجاورة لهم مع قلة عددهم.
.
وقد كانوا أعداء للهدندوة أصدقاء لبني عامر والشكرية. وقد شهد لهم بالنجدة والفروسية الأعداء قبل الأصدقاء. وقلما غزتهم قبيلة ظفرت منهم بطائل.

وكانوا يأبون الاختلاط بالقبائل المجاورة لهم ضبها بقوميتهم أن تتلاشى، وصيانة لنسبهم أن يضحل، ومازالوا كذلك إلى زمن لا يكاد يستكمل القرنين حيث اختلطوا ببعض القبائل الأخرى.

أما العشائر التي تكونت من هذا الاختلاط فهي كالآتي:

1- الأشراف:
وينتمون إلى رجل شريف يسمى الشيخ حامد أرَى. قدم من الحجاز كما يقدم غيره من رجال التدين والزهد، فتزوج من الحلانقة وولد منهم، وتعرف سلالته بآل شيخ العيال. ولم تزل منهم بقية تسمى (شيخ العيال إندوة)، وإندوة لفظة أعجمية (بجاوية) تحل محل آل العريمة.

2- العبدلاب:
وكان منهم ملوك الحلانقة إلى زمن الفتح الأول، وهم أهل طافية، ويستمدون زعامتهم من السلطة الزرقاء (ملكة الفونج). ويلقب زعيمهم (مانجل) ووجاؤهم (أرباب). ولم تزل منهم بقية إلى الآن تُعرف بـ (هدأ إندوة) ومعنى ذلك آل شيه العرب.
ولكن زعامة القبيلة بعد الفتح الأول كانت موضع نزاع مستديم بينهم وبين آل الشيخ عبد الله المعروف بأبي الرايات واستمر النزاع إلى قيام المهدية.

3- الرباطاب:
وهم ذرية الرجل الصالح الشيخ عبد الله بن علي المشهور بأبي الرايات الآنف الذكر، ومقامه معروف بجهة (الدِّباب) وينتسب إلى فرع الشجنراب من قبيلة الرباطاب. ويعرفون الآن بشيخ إندوة أي آل الشيخ وهم قبل زمن الفتح الأول أهل دين لا شأن لهم بالزعامة، ولكن بعد الفتح تناولوا الزعامة، وكانت متنقلة بينهم وبين: هدأ إندوة قيام المهدية. وصارت إليهم وحدهم الزعامة أخيراً منذ الفتح الأخير سنة 1898م إلى اليوم سنة 1956م. فالناظر هو الشيخ الوقور جعفر علي بك شيكلاي.

4- الزيلعيون:
ينتسبون إلى فقيه يدعى الشيخ أحمد الزيلعي قدم من بلدة زيلع القائمة على ساحل البحر الأحمر من بلاد الصومال وتعرف ذريته بآل الفقيه ومن مميزاتهم في القبيلة ألا يقطع أمراً دون مشورتهم سواءً أكان دينياً ذلك الأمر أم اجتماعياً.
ولهم مسجد تعقد فيه مجالس الشورى يُعرف بمسجد اللا بسنياب (أي مسجد الراجين الله). ولا تزال لهم هذه الميزة إلى الآن.

أما السواد الأعظم من القبيلة فهم سلالة أولئك الهوازنيين الرحل.

ولا يزال الحلانقة قليلي الاختلاط بغيرهم، وكذلك عدد أفراد القبيلة قد لا يزيد عن الستة آلاف نسمة ولعلهم ينشطون إلى الاختلاط بالقبائل فإن الزمن يحتاج إلى ربط الصلات وتعزيز الجانب.

وممن صاهر بني عامر والسادة آل الشيخ حامد نافعوا تاي آل الفقيه يعقوب بن مالك ابن عبد الله، ومنهم ذرية محمد عثمان بن الفقيه يعقوب في عقيقاي، وأمهم من العجيلاب.

ومن ذرية الحلنقا (القرارى وآلى الخواص) ويسكنون بكبوشية وطبية. وهؤلاء (كما ذكر الشيخ عثمان حمد الله في كتابه معهم الأرحام) يتصل نسبهم بسيدنا عثمان بن عفان، وهم قرشيون، أمويون، وجدهم هو الشيخ محمد المشهور بالقراي العجمي التاكي ابن البركة الشيخ إسماعيل المتوفى ببغداد) ابن الشيخ سليمان الحلنقي نسبة لأمه (وهي حلنقية).

ويعتبر الأستاذ العامل الشيخ محمد المتوفى في أواخر القرن العاشر للهجرة المدفون بقوز الفقراء من صالحي الصوفية، ولهم ذرية طيبة بأراضي ما بين بربر والخرطوم بحري على ضفتي نهر النيل.

كانت رئاسة القبيلة بيد الشيخ نصر همومي أنقبل (أي كثير شعر الأذنين) عندما ارتحلت الحلنقة من أرض الحبشة وثم تلاه ابنه الشيخ محمد واستمر في الإصلاحات القبلية.
وامتدت سلطة السلطنة الزرقاء على الحلنقة، وكان أول ناظر وفد على ملك سنار هو الشيخ عبد الله سيد أرو (ابن سعيد).



نقلا عن كتاب:
تاريخ شرق السودان ممالك البجة قبائلها وتاريخها تأليف محمد صالح ضرار


tv,u hgpgkrm , alhzgil vcshzil