ملخّص أعمال الحجّ
ملخّص أعمال الحجّ اليوم الثاني "يوم عرفة"
تهلُّ علينا هذه الأيام شعيرة الحج العظيمة، ركن الإسلام الخامس، الذي يتكرر في حياة الندرة من الناس، أما معظمهم فلا يحج إلا مرة واحدة في عمره، ولأجل هذا وجبت العناية الشديدة بمعرفة تفاصيل هذا الركن الكبير، ومن ثمّ كانت هذه التسجيلات المختصرة لآبائنا وإخواننا الحجيج، تقريبًا واختصارًا وتسهيلًا.
تستغرق أعمال فريضة الحج ستة أيام، تبدأ من يوم الثامن من ذي الحجة، ويسمّى يوم التروية، وتنتهي في يوم الثالث عشر.
وهكذا تكون أيام الحج، يومان قبل العيد، فيوم العيد، ثم ثلاثة أيام بعد العيد.
وسنتابع شرح هذه الأعمال بمشيئة الله تعالى بحسب أعمال الأيام، يومًا بعد يوم، حتى يسهل على الحاجّ الكريم متابعة أعماله في ضوء هذا الشرح القريب المختصر.
يوم عرفة
ثاني أيام الحج هو يوم عرفة، وهو يوم التاسع من ذي الحجة، وهو أكثرُ يومٍ يُعتِقُ اللهُ فيه عبادَه مِنَ النَّارِ، ويباهي بهم ملائِكَتَه.
ووقوف الحاج بعَرَفة ركنٌ من أركانِ الحجِّ، ولا يصِحُّ الحجُّ إلَّا به، ومَن فاته الوقوفُ
بعَرَفة فاته الحجُّ.
إيها الحاج الكريم!
إذا بت بمنى واستيقظت فصلّيت فجر يوم التاسع، فاغتسل للوقوفِ بعَرَفة، ثم سر من مِنًى إلى عَرَفةَ صباحًا بعد طلوعِ شَمْسِ يومِ عَرَفة لتقف بعرفة، وفي طريقك إلى عرفة ستمرّ بمسجد نمرة، انزل فيه واسمع الخطبة وصل الظهر والعصر قصرًا ركعتين ركعتين، وجمعًا تقديمًا في وقت الظهر، وذلك مع الإمام، متتابعين لا تصل بينهما نافلة، فإنه يُكْرَهُ التطَوُّعُ بين صلاتَيِ الظُّهرِ والعَصرِ بعَرَفة، فإن فاتتك الصلاة مع الإمام صل بعده مع جماعة أو صل وحدك منفردًا واقصر واجمع أيضًا.
فإذا انتهيت من صلاة الظهر والعصر قصرًا وجمعًا انطلق إلى أرض عرفات فقف بها، ولا تبق في نمرة لأنها ليست من أرض عرفات، ويُشتَرَط أن يكون الوقوفُ في أرضِ عَرَفاتٍ لا في غيرها.
وأنبهك إلى أن عَرَفة كُلَّها مَوْقِفٌ، ليس الجبل فحسب، بل كلّ أرض عرفاتٍ موقف.
وهناك علاماتٌ حولَ أرضِ عَرَفة تُبَيِّنُ حُدودَها، فيجب عليك أن تتَنَبَّه لها؛ لئلَّا يقع وقوفُك خارجَ عَرَفة، فيفوتَك الحجُّ.
فتأكد من وقوفك بأرضها ولا تتجاوز تلك العلامات التي وضعها المختصّون هناك، وهي بحمد الله ظاهرة واضحة، وإذا لم تعرف فاسأل واسترشد، لتجاب وترشد.
وأنبهك أيضًا إلى أن الوقوف معناه النزول بها ليس معناه القيام فقط فلا يصح الجلوس والنوم والركوب، لا، بل كل ذلك جائز، قم ونم، وقف واركب، وافعل ما تشاء في حدود المكان.
وأنت في يوم عرفة مفطر، لا يسنّ في حقك أن تصوم، بل يُكرَهُ صيامُك، فالصيام لغير الحاج.
متى يبدأ الوقوف بعرفة؟
زمان الوقوف بعرفة يبدأُ مِن زوالِ الشَّمْسِ يومَ التَّاسِعِ مِن ذي الحِجَّةِ، وينتهي بطلوعِ فَجْرِ يَومِ النَّحْرِ.
بمعنى أن أوله – تقريبًا - صلاة الظهر يوم التاسع، ونهايته طلوع الشمس يوم العاشر.
فمن أتى إلى عَرَفةَ بعد فَجْرِ يومِ النَّحْرِ فقد فاته الحجُّ.
ومَن وافى عرفة نهارًا، يجبُ عليه الوقوفُ بها إلى غروبِ الشَّمْسِ، ولا يجوزُ له الدَّفْعُ
قبل الغُروبِ.
ومَن لم يقف بعَرَفةَ إلَّا ليلةَ العاشِرِ مِن ذي الحِجَّة؛ فإنَّه يُجْزِئُه، ولا يَلْزَمُه شيءٌ، ولكِنْ فاتَتْه الفضيلةُ.
فاحرص على أن تدرك الوقت من أوله، صل الظهر والعصر في نمرة كما قلنا واذهب إلى عرفة مباشرة، في تؤدة وتأنّ.
ويُجزِئُ وقوفُك بعَرَفة على غيرِ طهارةٍ، ولا شيءَ عليك، ولكن يُستحَبُّ لك - وهذا أكمل وأعظم - أن تكونَ على طهارةٍ.
وعملك أيها الحاج كله يومئذ الإكثارُ مِنَ الدُّعاء، والذِّكر، والتَّلبية، مستقبل القبلة.
وتظلّ على حالك تلك في أرض عرفة حتى غروب الشمس فإذا غربت الشمس فامض إلى مُزْدَلِفةَ بهدوء وعليك السَّكينةُ والوَقارُ، وأنت أيضًا مُلَبّ ذاكرٌ للهِ تعالى، وذلك حتى تصل إلى مزدلفة، وهناك صل المغرب والعشاء قصرًا ركعتين ركعتين، بأذان واحد، وإقامتين، جمع تأخير في وقت العشاء، ثم بت في مزدلفة، حتى تنتهي الليلة، وتصلّي الفجر في أول وقتها وبعد الصلاة اذهب إلى المشعَر الحرامَ (جَبَل قُزَحَ) وقِف عنده، فادعُ اللهَ سبحانه وتعالى، ثم امكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس.
وقبل طلوع الشمس سر من المزدلفة قاصدًا منى لرمي الجمرات.
وإن كنت ضعيفاً لا تستطيع مزاحمة الناس عند الرمي فلا بأس أن تسير إلى منى آخر الليل لترمي الجمرة قبل زحمة الناس.
وهذا يوم جديد، وفيه أعمال جديدة، نتحدث عنها في اللقاء الثالث بمشيئة الله
أيها الحاجّ الكريم.
تقبل الله مني ومنك
وحجًّا مبرورًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الجوهري عبد الجواد


https://www.youtube.com/watch?v=qk78A2UZxbE


hgp[ hulhg hgd,l hgehkd