قبيلة يام وحربهم مع قبيلة قحطان(1338هـ) ! ! ! !
غزوا ولما لم يجد الأخوان مقاومة جادة في بدر بقيادة ابن عبود (2) ثم في حبونا بقيادة

ابن عمر (3 ) منتهم أنفسهم بغزو نجران وجهزوا جيشا كبيرا بقيادة عبد الرحمن وبن

قرملة ولما مر الجيش ببعض قبائل نجران نصحوا قادة الجيش بعدم غزو نجران ولكن تم

تجاهل ذلك ولم يلتفت إليه ولما رأوا بعض قبائل يام ذلك الجيش وكثرته هالهم وأفزعهم

فما كان من إبراهيم آل عامر السلومي إلا إرسال ولده برسالة سرية إلى قبائل يام أهل

نجران تتضمن تحذيرهم من المواجهة وإذا ولا بد من ذلك فيجب أن يتحصنوا بالقصور

والحصون لعدم التكافؤ في العدة والعتاد فسلاح أهل نجران من السلاح القديم جدا

(الهطف) وسلاح الجيش الغازي حديث جدا أو كما يسمونه (البشلي) وقد أخذ هذا

التحذير في الاعتبار ثم رأى أهل نجران أن يستعينوا بقبيلة وائلة وذهب رجلان أحدهما

علي بن محمد بن نصيب والثاني أحسن بن سلطان بن منيف وواجهوا وائلة في محل

يقال له ضدح واقبل من وائلة قدر أربعمائة مقاتل بقيادة علي بن حمد بن سردان من آل

أبو جبارة وفيصل بن دارس وهادي بن مهدي بن هديش وقصدوا آل منصور في رجلا

وانضموا إليهم ثم رأوا أهل نجران أن ينقسموا ثلاثة أقسام قسم في حصن أبن منجم

وقسم في حصن آل زبيد ويقال له (عالي) وقسم في دروب (حصون) آل عيفان وآل

غرابان مع تحصين مناطق العمائر والحريزي عند آل منصور على أن لا يكون الخروج قبل

زوال الشمس إذا حدث فترة في العدو أما الجيش الغازي فصار يمشي الهوينا حتى بلغ

بئر ماء يقال له الخضراء وواجه على الماء بعض اليامية وتبادلوا اطلاق النار وقتل من

الجيش الغازي عدة قتلى وقتل شناف (4) وتسعة من المحامض (5) وبعض آل صليع (

6) ، فلما وصل الجيش الغازي مدينة نجران أرسل ابن قرملة رسالة مع أحد اليامية الذين

خرجوا معهم مكرهين إلى كبار يام يطلبهم أن يدخلوا في الطاعة ويعطوا الزكاة وكان

ردهم سريعا أن لا طاعة ولا زكاة لغازي وأنهم على استعداد للمواجهة والدفاع عن

الأرض والعرض ولسان حالهم يقول كما قال الشاعر :

فإما حياة تسر الصديق= وإما ممات يغيظ العدا
ــــــــــــــــــ
1- عسير في عهد عبد العزيز ص176
2-3 عسير في عهد عبد العزيز ص176
4ـ-شناف بن حسن بن علي آل مطارد .
5ـ المحامض من هبره .
6ـ آل صليع من آل سلوم .



فبدأ العدو الهجوم في الصباح وقصدوا حصن ابن منجم وقسم منهم قصد الجهة اليمانية

ثم استولى على جبل العان المشرف على رجلا وظل على تلك الحال يتقدم بسرية تلو

السرية وجعل همته حصن ابن منجم لوجود علية القوم فيه وكل ما قربوا من الحصن

كان التأثير فيهم اكثر فلا زالوا على تلك الحال يقتربون من الحصون ثم ينزاحون عنها وقيل

أن بيرم قد استطاع هو وجنده الاستيلاء على حصن عالي وانسل من كان به من

المدافعين إلى حصن مجاور وقد فقدوا أثناء الاستيلاء على الحصن أربعة من رفاقهم وهم

عبد الله بن علي ضرفان من الصقور واخوته الثلاثة ثم إن رجلين من المدافعين قد صمما

على العودة إلى الحصن وتفجيره ومن بداخله (وهما مهدي بن دبيع وابن العوجاء) فعادا

كل منهما يحمل كيس من البارود فصالوهم بوابل من الرصاص وقد أصاب منهما إصابات

غير قاتلة وعزما على مواصلة الزحف إلى الحصن ثم القيا بنفسيهما في موضع كان فيه

فتحة واشعلا النار فانفجر البارود ودمر الحصن ومن فيه وقد قيل إن الحصن كان يضم

مائة وخمسين من الغزاة وكان قائدهم بيرم القحطاني أول الهالكين (1) كما قتل من

قادتهم الكبار العماج وحمود ومسمار وبيرم ، ، وقد تقدم قتال العدو من الصباح إلى زوال

الشمس ولابد انه أصابهم بعض الفتور فلما زالت الشمس خرج قدر ستين رجل من

حصون رجلا وازالوا من كان بجبل العان من الغزات وخرج من في حصن ابن منجم و

باقي الحصون وصار يظهر للعدو مخائل كأن فرسان تطاردهم ففروا لا يلوون على شيء وقد أم

أهل نجران مخيم العدو وغنموا ما فيه وقد كان فيه الشيء الكثير وطاردوا العدو حتى

خرج من حدود نجران وترك العدو وراءه مئات القتلى

وأهل نجران فقدوا بعض القتلى والجرحى ففي حصن ابن منجم قتل كل من :

حسين بن جابر بن نصيب

وابن قعوان الاسلومي

وابن السكران من آل حطاب

وحمد بن صالح من آل منجم

وسعد بن حميدان من آل جعفر

وحسن بن براك من آل دويس

وجرح حسين بن محمد بن مشعل من آل قريشة

وفي حصن عالي قتل كلا من :


عبد الله بن علي ظرفان من الصقور –وإخوانه الثلاثة

ومهدي بن دبيع من آل زمانان

ناصر ابن صالح العوجاء من بنى هميم الاسلوم

وجرح طالب بن ناجع من آل زاهره آل شرمة


وفي الخضراء قتل شناف بن حسن آل مطارد والمحامض التسعة وبعض آل صليع

ولم يبلغنا إن أحد قتل أو جرح من أهل حصون رجلا من أهل نجران ولا من وائلة وبعد

الانتصار تواعدوا بعد ثلاثة أيام في أبا السعود للاحتفال بالنصر وحضر الدعاة علي محسن

شبام وحسين احمد المكرمي وكل من رؤساء رجال يام وأولاد عبد الله وكبرائهم ومن

حضر من وائلة غير أهل نجران وعامتهم وكان يوما عظيما وقد زال ما علق بالنفوس من

اثر يومي بدر وحبونا.
_______________
1ـ وقيل إن جماعة من أهل نجران قاموا بتحرير حصن عالي وإذا نظرنا إلى الفارق في

العدد والعتاد وقلة الضحايا من أهل نجران نخرج بترجيح الرواية الأولى.


وقد قال الشيخ حسن بن علي آل مطارد أبيات تحكي المعركة ::





يـــا راكـــب حــــر ويـعـديــه بيـمـيـنـهيـهـذل هـذيـل الفـهـد للـصـيـد يـبــراه
ممسـاك ضيـدان يـا ذيـب السراحـيـنكــم دولـــة نـزلــه مـــن راس مـبـنـاه
تنـصـا المـرظـف يـرحـب بالطراشـيـنثــم قـلـه النـصـر مــن ربــي عطـانـاه
ثــم ابــن دبــلان عـلـم الـجـيّـد يـبـيـنكـمـا يبـيـن القـمـر فــي لـيـل غــدراه
أبشر بزين العشـاء يـا ناصـي حسيـنبـصـحــون مــــن بــــر ودلال مـثــنــاه
فيـا ويـش باقـول فيكـم يـا سلاطـيـنحمـاسـة الـبـن عـلـى ضـــو مـصــلاه
ومجهار لا تحسب أنحـن عنـك ناسيـنيــا شـيـخ مـــن قـديــم الـعــز مـبـنـاه
هل سربة في اللقى للحـرب ضاريـنمثل الوحش لي ورد من راس مضماه
جعل ابن وقتـه عليكـم يقضـي الديـنلا هــــو بـشـيــخ ولا جــــده ولابـــــاه



إلى أن يقول :





من بيشه العيش جانا صاحب العينيبغي جهاد سيدي علي جعل يفداه
سلـوا علينـا بشلـي يمـزق الطـيـنوحن بهطف صليـب العظـم تشظـاه
ومــن كــان عــاده الـحـكـام بيـبـيـننسقيـه كـاس الـردا والخـيـل تـطـاه
بمـشـع يـاخـذ عـلـى دربــه اثـنـيـنوبحدب المواخي مع شلـف مضـراه
فيا الله على الحاكم العنتوت بتعيـنمعانه الحق علـى مـن شـره أغـواه
كـم حاقـد دس حقـده داخـل الديـنغــــزى عـلـيـنـا فعـجّـلـنـا مـنــايــاه
غـزوا عليـنـا وحــن عنـهـم مصـديـنوكم غازي صار وادي العرض مثـواه
شنـاف خذنـا قضـاك اليـوم تسعيـنتسعـيـن شـيـخ . . . . . . . . . . . . !!!




وإلى ان يختم قصيدته بهذا القول :




ابن قرمله بعد حكمه راح مسكيـنويا شين شوره على قومه وملفاه
قد صال ابن قرمله بألف مع ألفينوالفين عُقّـال فـي شـوره وملـواه
بنـى خيامـه وقــال الـيـوم وثلـيـنطوى خيامه عجل وعـاف ممسـاه
وصـلاة ربـي عـلـى خـيـر النبيـيـنوآلــه ومنـهـو عـلـى ديـنـه تـــولاه



__________________
1- شناف : هو شناف بن حسين بن علي بن عبدالرحمن ال مطارد


وهذه أبيات من قصيدة القحطاني يرثي بها بيرم أحد قادة الاخوان الذين غزوا نجران وكان

من جملة القتلى في حصن عالي:




قال المغني بـدا فـي راس مابانـيعنـش طـويـل ولا الـرديـان يرقـونـه
وأخيل من مرقبي الي نقع نجرانيوأخيل طرش الجحادر والـذي دونـه
تقللـوا بالمحامـل جـمـع الأخـوانـييبـغـون نـجـران ببيـرقـهـم يحـلـونـه
كبيـرهـم بـيـرم يـاشـوم الأقـرانــيكأنـه دفيـع العشـايـر يــوم يلقـونـه
فياليت بيرم مع هل هجـرة عمانـينـرجـيـه يـلـفـي وعـلـمـه يــردونــه
تكفون بيرم عثر فـي دقـل قيمانـيوجمع ال زريبه تسـوم العمـر دونـه
تكـفـون يالابـتـي جـمـع قحـطـانـيكبير الحرايب بني مضعـن يسبونـه
نجـران حامينـهـا صبـيـان همـدانـيتشرب سموم البلا والموت يشرونه
مـن ضربهـم قـد تفانـا كـل فيدانـيشبعت سباع الخلا والذيب يدعونـه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

المراجع

تلك القصة من سير رجال يام المخطوطة التي تتكلم عن أدق الأمور.

وهناك مما ذكرت موجود في كتاب عسير في عهد الملك عبد العزيز ص176

اخذ من الكتابين أعني كتاب عسير ومخطوطات سير رجال يام وقدمت لك عزيزي القاريء


وسلامتـــــــــــــــــــــــــــــــــكم



rfdgm dhl ,pvfil lu rp'hk (1338iJ)