✍️ #أيها_الحاسد_الحاقد_مهلاً .. !!
--------------------
من تجربتي في الحياة وطيلة أيام عمري لم أجد عدواً لدوداً ولا شراً محضاً من الحاسد فهو عدو للنجاح والتفوق وعدو للنعمة وقديماً قيل : (كل ذي نعمة محسود) والحسد لا يتمثل في مسألةٍ أو خصلة معينة بل صاحبه مريض معتوه يحسدك حتى على اللقمة التي في فمك إن استطاع إلى ذلك سبيلاً وللأسف الشديد لقد بلغ الحسد بصاحبه أن يحسد صاحب الطاعة على طاعته وصاحب الصدقة على صدقته وصاحب الدعوة على دعوته وصاحب العلم علي علمه وصاحب المنصب على منصبه وصاحب النسب الشريف علي نسبه وصاحب الجاه علي جاهه ..إلخ ..
علماً بأن الحاسد أجبن خلق الله لا يستطيع أن يظهر لك شيئاً من ذلك أبداً بل ربما قبَّل رأسك في كل مناسبةٍ .. إلا أن قلبهُ أسود فاسد سيئ السريرة خبيث الطوية .. وقد يكون صاحب الحسد ظاهِرُه التدين وقد تجده في كل مناسبة دينية أو دنيوية يعشق الظهور ويكاد يطير فرحاً إذا قيل له ياشيخ/ فلان وما علم المسكين أن الله يقول : (وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقي) ومن أجمل ما قيل عن الحاسد ما كتبه الشيخ القرني في إحدى مقالاته وهو جزء بسيط مما في قلب الحاسد الخسيس حيث قال : (الحاسد لو قدمت له حذاءه وأحضرت له طعامه وناولته شرابه وألبسته ثوبه وهيأت له وضوءه وفرشت له بساطه وكنست له بيته . فإنك لا تزال عدوه أبداً . لأن سبب العداوة لا زال فيك وهو فضلك أو علمك أو أدبك أو مالك أو نسبك أو منصبك فكيف تطلب الصلح معه وأنت لم تتب من مواهبك ..!؟
والحاسد ينظر متى تتعثر ويتحرى متى تسقط ويتمنى متى تهوي ..!؟
أحسن أيامه يوم تمرض أجمل لياليه يوم تفتقر وأسعد وأحب وقت لديه يوم يراك مهموماً مغموماً حزيناً منكسراً وأتعس لحظة عنده إذا اغتنيت وأفظع خبر عنده إذا علوت وأشد كارثة لديه إذا ارتقيت .. ينسى كل شيء عنك إلا الهفوات ويغفل عن كل أمرٍ فيك إلا الزلات .. خطؤك الصغير عنده أكبر من جبل أحد وذنبك الحقير لديه أثقل من ثهلان . ولو كنتَ أفصح من سحبان فأنت عنده أعيى من باقل . ولو كنت أسخى من حاتم فأنت لديه أبخل من مادر . ولو كنت أعقل من الشافعي فهو يراك أحمق من هبنقة . الذي يمدحك عنده كذاب والذي يثني عليك لديه منافق والذي يذب عنك في مجلسه ثقيل حقير . يُصدق من يسبك ويحب من يبغضك ويقرب من يعاديك ويساعد من يكرهك ..
فلا تجعل الحاسد حكماً بينك وبين الآخرين فيحكم عليك قبل سماع الدعوى وحضور البينة . ولا تطلعه على سرك فأكبر همّه أن يذاع . يحفظ عليك الزلة ليوم الحاجة ويسجل عليك الغلطة ليوم الفاقة . لا حيلة فيه إلا العزلة عنه والاختفاء عن نظره والانزواء عن مكانه.
فأنت الذي أمرضه وأسقمه وأسهره وأضناه . أنت الذي جلب له همّه وحزنه وتعبه ووصبه ... لكن يكفيك ما هو فيه من غصصٍ وما يعايشه من آلام وما يعالجه من أحزان وما يذوقه من ويلات .. وأخيراً إليك نصيحتي :
دع الحاسدَ فيما هو فيه من بلاء عظيم وتغافل عنه فالتغافل من صفات العقلاء وقديماً قالت العرب : الشرف التغافل .. وقال شاعرها : ليس الغبيُّ بسيدٍ في قومه لكن سيد قومه المتغابي
أقول لكل رجل عاقل لبيب : (البداية في كل شيئ صعبة ولكن النهاية مريحة ومثمرة بشرط مقاومة التحديات والمصائب بقوة وعزم دون خوف أو كلل أو ملل وأن نصبر على لؤم اللئيم وحسد الحاسد ونحارب الإحباط واليأس - تقبلوا إخواني القراء كلامي ولكم تحياتي وإذا كان أحدكم يُحس بشئ من ذلك تجاه أي شخص فليعجل بالتوبة والأوبة والإستغفار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------#عبدالعزيزالقاضي



Hdih hgphs] hgphr] lighW >> !!