الرد على الباحث ايمن زغروت
بقلم
احمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لقد أطلعت على رسالة ( بنو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ) للباحث أيمن زغروت المنشورة في المنتديات التي تهتم بالانساب , وهي رسالة جمع فيها الباحث ايمن زغروت الرطب واليابس بلا دقة فكان حري بالباحث ايمن زغروت ان يتبع الاسلوب العلمي في مثل هذه المواضيع .
ونلاحظ ان رسالة الباحث ايمن زغروت تفتقد من المنهج العلمي وهي على نهج الإخباريين لا على نهج الدقة والغربلة !
فقد ذكر الباحث ايمن زغروت عائلات كثيرة في مصر وغيرها ونسبها الى علي بن ابي طالب بدون ادلة وبراهين !
والعائلات التي ذكرها الباحث ايمن زغروت عائلات تدعي زورا انها من نسل علي بن ابي طالب ويظهر هذا عند التحقيق العلمي .
فقد ذكر الباحث زغروت تلك العائلات ونسبها الى علي بن ابي طالب ويتجاهل احاديث النبي علية الصلاة والسلام في قريش .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أسرع قبائل العرب فناءاً قريش ، و يوشك أن تمر المرأة بالنعل ، فتقول : إن هذا نعل قرشي .
(صحيح ) اخرجة احمد في ( المسند ) (2/65)
قلت : وهذا حديث واضح على ان قريش في اخر الزمان اقل الناس عددا , وهذا في حق قبيلة قريش عامه ( بني هاشم , مخزم , عدي , تيم .........) فما بالك في بني هاشم الذين هم بطن من قريش !
ولا ننكر وجود بعض العائلات التي تنسب الى علي بن ابي طالب لكنها عائلات معروفة وقليلة جدا كملوك الاردن المحروسة ( الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى ) اما العائلات التي ذكرها الباحث ايمن زغروت فهي عائلات تدعي النسب وليست من نسل علي بن ابي طالب .
قال الباحث ايمن زغروت في رسالته ( بنو علي بن ابي طالب ) : وذرية الامير علي ضخمة جدا لا يعلم عددها الا الله .
قلت : قال النبي علية الصلاة والسلام : اسرع قبائل العرب فناءا قريش .
فإذا كانت القبيلة الام اقل الناس عددا في اخر الزمان من باب اولى ان يكون البطن اقل بكثير .
ذكر الباحث ايمن زغروت في رسالتة حين عدد عائلات الاشراف التي مصر قال : ومن الاشراف بمصر السادة العزازية والسادة المسلمية والسادة البازية ......... الى ان قال : السادة الرفاعية والسادة الجيلانية .
قلت : كل العائلات التي ذكرها الباحث زغروت لا يصح نسبها ونسبها باطل , ومن الشبه التي دخلت على البعض ان بعض الصوفية الذين ينتسبون الى الطرق كالشاذلية وغيرها يظن البعض ان هذه الطرق وابناء اصحاب الطرق من الاشراف وهذا جهل , بل من عادات الصوفية ايجاد سند عن شيخة كي يأخذ الورد واذكار شيخه فيكون له اسناد لهذا الطريق ولهذا الورد فيظن البعض ان هذا السند هو سلالته كالطريقة الرفاعية والسنوسية والميرغانية وغيرها من الطرق الصوفية القبورية .
والرفاعية نسبة للشيخ احمد الرفاعي , والشيخ احمد الرفاعي من قبيلة بني رفاعة وليس للشيخ احمد الرفاعي عقب ,
قال ابوسعيدة النسابة في (تاريخ المشاهد المشرفة) (ج1 ص60 ): (أجمعت كل مصادر الاثبات القديمة أن الشيخ أحمد منقرض من الذكور وليس له الا بنتان.)
قلت : وهذا نص واضح من الشيخ ابوسعيدة ينقل الاجماع على ان الشيخ احمد الرفاعي منقرض من الذكور .
قال الشعراني في ( طبقاته ) (1/143) :"ومنهم: الشيخ أحمد بن أبي الحسين الرفاعي رضي الله تعالى عنه، منسوبٌ إلى بني رفاعة - قبيلة من العرب- وسكن أم عبيدة بأرض البطائح إلى أن مات بها رحمه الله".
ونقل الامام ابن كثير في ( البداية والنهاية ) (12/65) قول ابن خلكان قال : وليس للشيخ احمد عقب .
اما قول الباحث زغروت : والسادة الجيلانية .
قلت : الكيلاني فارسي الاصل وهو الشيخ عبد القادر بن موسى جنكي دوست بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن الزكي .
قلت : هذا نسب مركب وملامح الفارسيه ظاهرة في نسبه فهو إبن ( موسى جونكي دوست ) .
قال العمري في ( مشجراته ) (57) : نسبوا هذا الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني الى عبد الله بن محمد بن الرومية يقال لولده بنو الرومية كما يقال محمد المذكور ، ولم يدَّع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا احد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولده القاضي أبو صالح نصر بن ابي بكر بن عبد القادر ولم يقم عليها البينة ولا عرفها له أحد على ان عبد الله بن محمد بن علي رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذ الاسم أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه فلا طريق في إثبات هذا النسب الا البينة العادلة وقد اعجزت القاضي ابا صالح واقترن بها عدم موافقة جده الشيخ عبد القادر وأولاده له والله سبحانه وتعالى أعلم .
قال تاج إبن زهرة في كتابه (غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار) (43) : والى بني الجون يدّعي النسب بيت الشيخ عبد القادر الكيلاني المدفون بباب الازج ببغداد رحمه الله ، يدّعون النسب الى محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون. أظهر أولاد الشيخ العجائب ورووا عنه من الاخبار ما لا يصح نقله ولا يجوز اعتقاده ، وقام بعضهم بعد إنقراض الخلافة العباسية وإمكان إدعاء كل شيء يدّعي النسب للحسن وفشت دعواهمواهل النسب لا يقولون بها ويصرّحون بكونهم ادعياء. والشيخ عبد القادر رحمه الله كان رجلاً جليلاً صالحاً لم يدّع هذه النسبة وادعاها احفاده وهو من بطون بشتبر بن فارس ، والله العالم .
قلت : فهل يبقى بعد هذا شك او دخن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول الباحث زغروت في رسالته : ومنهم العبيديون الفاطميون حكام مصر والشام وشمال افريقيا وقد شكك خصومهم العباسيون في نسب كل من ناوأهم .
قلت : يتفق الصم والعميان على ان الدولة العبيدية انتحلت النسب العلوي وهم من اصول يهودية .
وقد انقض علماء الاسلام في الرد علي كذبهم وكشف بطلان انسابهم وقد صنف غير واحد من علماء السنة في بطلان انسابهم
قال ابن الاثير في ( الكامل ) (8/77) : سنة (444) عمل محضر ببغداد يتضمن القدح في نسب العلويين أصحاب مصر وأنهم كاذبون في أدعائهم النسب إلى علي عليه السلام وغرهم فيه الديصانية من المجوس والقداحية من اليهود وكتب فيه العلويين والعباسيون والفقهاء والقضاة والشهود وعمل به عدة نسخ وسير في البلاد.
قال السخاوي في ( الضوء اللامع ) (4/147) :والعجب أن صاحبنا المقريزي كان يفرط في تعظيم ابن خلدون لكونه كان يجزم بصحة نسب بني عبيد الذين كانوا خلفاء بمصر وشهروا بالفاطميين إلى علي ويخالف غيره في ذلك ويدفع ما نقل عن الأئمة من الطعن في نسبهم ويقول إنما كتبوا ذلك المحضر مراعاة للخليفة العباسي وكان صاحبنا ينتمي إلى الفاطميين فأحب ابن خلدون لكونه أثبت نسبهم وغفل عن مراد ابن خلدون فإنه كان لانحرافه عن آل علي يثبت نسب الفاطميين إليهم لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين وكون بعضهم نسب إلى الزندقة وادعى الالهية كالحاكم وبعضهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض حتى قتل في زمانهم جمع من أهل السنة وكان يصرح بسبب الصحابة في جوامعهم ومجامعهم فإذا كانوا بهذه المثابة وصح أنهم من آل علي حقيقة التصق بآل علي العيب وكان ذلك من أسباب النفرة عنهم .
قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) (11/345) :وكتب في ذلك جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار ابن معد بن إسماعيل بن عبدالله بن سعيد لا أسعده الله فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيدالله وتلقب بالمهدي وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ولا يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات
علي بن أبي طالب توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج كذبة وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعا في الحرمين وفي أول أمرهم بالمغرب منتشرا انتشارا يمنع أن يدلس أمرهم على أحد أو يذهب وهم إلى تصديقهم فيما ادعوه وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية .
قلت : ومن اطلع على رسالة الباحث ايمن زغروت يعلم علم اليقين انه باحث ليس له دراية في اصول الانساب والبحث العلمي , ورسالته تشهد عليه , وفي الختام اسأل الله ان يغفر الزلل في القول والعمل .
كتبها
احمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
الاردن
بنو امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد القثامي
مواقع النشر (المفضلة)