أقوى سلاح يمتلكه إبليس لإيقاع الناس في الكفر والشرك هو "الجهل" فجاء هؤلاء المرجئة وجعلوا الجهل عذراً في عدم الحكم على شخص أو طائفة بالكفر والشرك والخلود في النيران إذا كا وقع أو وقعت فيما يوجب الكفر والشرك!!

فالمرجئة يجعلون المخالفة في المسائل الثابتة بالفطرة والعقل، وهي التي نسميها "أصول الدين" مثل المسائل التي لا يمكن معرفتها إلا من جهة الخبر عن الله وعن رسوله (ص) وهي التي نسميها "فروع الدين" ويعطونها حكماً واحداً، فيعذرون فيها جميعاً وبلا استثناء!

والخوارج مثلهم، ولكنهم على النقيض من ذلك، فبدل أن يحكموا بإسلام كل من خالف في الأصول كما يحكمون بإسلام من خالف في الفروع، كالمرجئة، يقوم الخوارج بتكفير من خالف في الفروع كما يكفرون من خالف في الأصول!

وكلاهما زائغ ضال

ولكني أوجه سؤالاً إلى المرجئة: يا ترى لو لم يكن إبليس يعلم أن استغلال الجهل سوف ينفعه في مشروعه الذي يصبوا إلى إخراج الناس من الأإسلام إلى الكفر، وإدخالهم النار، هل كان سوف يعنّي نفسه في استخدام حيلة قد لا تنفعه يوم القيامة فيما يصبوا إليه!

ويا ترى: إذا لم تكن الحجة تقوم بالقرآن والسنة، فلماذا حفظ الله تبارك وتعالى كتابه عن الزيادة والنقصان، وعن التبديل والتحريف؟!

إن القرآن والسنة حجة على كل من قرأهما، فلا عذر بعد قراءة القرآن والسنة لأحد، وليس بعد بيان الله تعالى وبيان رسوله بيان، ولا بعد توضيحهما توضيح، ولا بعد قولهما قول.


Hr,n sghp dljg;i hgad'hk