دراسة وتحليل لواء طيار مهندس أحمد البنا
الحلقة ١
خلينا نستعرض هذا الموضوع في حلقات قصيرة لنتجنب تطويل البوستات.
هذه الحلقات راح أستعرض فيها كل الوقائع الحقيقية الهامة فعلياً
(وليست من رأيي الشخصي) المتعلقة ببناء السد نفسه ،
وبالخيارات السياسية ، وبالخيار العسكري علشان نبطل فتوى بدون علم.
تعالوا الأول نبدأ بالحلقة ١ نتناول فيها المعلومات اللي معظمنا مايعرفهاش عن سد النهضة.
فكرة السد نشأت أصلاً في فترة الحاكم الأثيوبي الامبراطور هيلاسلاسي
لما كلف مكتب أمريكي إسمه "مكتب استصلاح الأراضي"
بعمل دراسة لاختيار الموقع المناسب لإنشاء سد على النيل الأزرق ،،
النيل الأزرق هو أحد الفرعين الرئيسيين اللي بيزودوا مصر بالمياه ،،
٨٠٪ من استهلاك مصر بيأتي من هذا الفرع الأزرق اللي بينبع من
جبال أثيوبيا نتيجة الأمطار الشديدة اللي بتنزل على أثيوبيا موسمياً فقط
في يونية حتى منتصف يولية من كل سنة ،،
هذا النيل الأزرق بيصب مياهه في بحيرة "نو" في جنوب السودان
وأيضاً في نفس البحيرة بيصب معاه الفرع التاني اللي إسمه النيل الأبيض ،،
وتختلط مياه الفرع الأزرق بمياه الفرع الأبيض
وتصب في النهر المعروف في مصر بإسم "نهر النيل" ،،
وكان المصريون قبل بناء السد العالي في أسوان بيشوفوا لون مياه النيل
بيتحول إلى اللون البني في يونية ويولية كل سنة وكانوا بيسموها مياه الفيضان ،،
لون المياه كان بيتحول بسبب الطمي المتقشر بفعل هطول الأمطار على
الجبال الأثيوبية وكان مفيد جداً لخصوبة الأراضي الزراعية في مصر.
فرع النيل الأبيض أطول من الأزرق لأنه بينبع من بحيرة ڤيكتوريا في تنزانيا
وبحيرة ألبرت في أوغندا اللي على بُعد حوالي ١١٥٦ كيلومتر من بحيرة "نو" ،،
حيث الأمطار هناك مستمرة طول السنة مش موسمية زي مياه النيل الأزرق.
نرجع للدراسة اللي أجراها المكتب الأمريكي
اللي أخدت فترة طويلة من ١٩٥٦ لغاية ١٩٦٤
وانتهت باختيار الموقع الحالي اللي على فرع النيل الأزرق ،،
لكنها اتركنت في الدرج ٣٥ سنة بسبب
الانقلاب العسكري اللي حصل في أثيوبيا سنة ١٩٧٤.
لما لعبت بعض الدول في مخ حكام أثيوبيا ومنهم إسرائيل
وشجعتهم على البدء في بناء السد قرروا في أكتوبر ٢٠٠٩
عمل مسحة اختبار لتربة الموقع اللي اختاره المكتب الأمريكي ،،
ثم كرروا نفس المسحة مرة تانية في أغسطس ٢٠١٠ ،،
وفي نوفمبر ٢٠١٠ كلفوا مكتب استشاري دولي بعمل
تصميم هندسي لهذا السد المنشود ،،
لكن الرئيس مبارك تصدى لهم لأنه كان على عداء معاهم
بسبب محاولة اغتياله عندهم يوم الاتنين ٢٦ يونية ١٩٩٥.
مرت الأيام والدراسة مركونة في الدرج أكتر كمان من ٣٥ سنة
لغاية ما حصلت الأحداث في مصر بسبب ثورة يناير ٢٠١١
فاستغلت أثيوبيا الفرصة بعد شهرين فقط من بدء الثورة
وأعلنت رسمياً يوم ٣٠ مارس ٢٠١١ عزمها تنفيذ بناء السد ،،
وتاني يوم مباشرة (يوم ٣١ مارس) يعني خلال ٢٤ ساعة فقط وبدون سابق انذار
وقعت مع شركة إيطالية بالإسناد المباشر (يعني بدون طرح أي مناقصة)
عقداً بمبلغ ٤,٨ مليار دولار لتنفيذ البناء المعماري للسد.
في الحلقة ٢ بكره إن شاء الله راح نتعرف على مواصفات بناء السد علشان ندرك مدى صلابته.
--------------------
s] hgkiqm ,hgodhvhj hgltj,pm >>> ]vhsm ,jpgdg
مواقع النشر (المفضلة)