الزرقاء yeux blues chez arabes 38125767_20436280523العيون الزرقاء عند العرب – les yeux blues chez les arabes

العيون الزرقاء عند العرب :
المشهور عن العرب أن عيونهم ( سوداء + بنية + عسلية + و منها المخضرة )
أما العيون الزرقاء فكانت نادرة فيهم ( كانت موجودة لكن بنسب قليلة )
وقد كانت في جاهلية العرب مرتبطة بالشؤم والقبح والمرض،
فنقرأ في أشعار العرب لـ سويد بن أبي كاهل (من شعراء الجاهلية)
الذي اعتبر أن الأعين الزرقاء قرينة اللؤم والشؤم ، حيث قال: يسب شخصا آخر بعيونه الزرقاء
لقد زَرُقَت عيناك يا بن مكعبر … كما كل ضبي من اللؤم أزرق
فكانت العيون الزرقاء مذمومة لدى عرب الجاهلية لعدة أسباب منها
اعتقاد العرب أن أصحابها ( مرضى ) في عيونهم
قال الزمخشري في معجمه اللغوي، إن العرب كانوا يعتبرون زرقة العين مرضاً.
وأضاف : لأن العرب في جاهليتهم لاحظوا أن
” العين التي تفقد البصر تميل إلى الزرقة فتزرق ”
… فربطوا بين الزرقة ومرض العيون
وهذا الاعتقاد بعلومنا المعاصرة صحيح / فالعيون الزرقاء في حقيقتها غير ملونة، بينما لونها ما هو إلا خداع بصري، لأنها شفافة لا تحتوي على الطبقة الداكنة التي تكسبها اللون، ولذلك نجدها “براقة متلألئة” وهي أكثر العيون المعرضة لأمراض العيون ، عكس البنية والسوداء .
بالاضافة لاعتقاد العرب الجاهلي بأن العيون الزرقاء نذير شؤم على صاحبها وقبيلته
وسبب ذلك قصة ( زرقاء اليمامة ) التي كانت لها عيون قوية ترى بها على مسافات بعيدة ، فأنذرت قبيلتها يوما بأن هناك اشجار تتحرك ، فضحكوا عليها وتلك الاشجار كانت خطة عسكرية من جيش (حسان بن تبع) الذي أمر كل جندي أن يحمل شجرة صغيرة للتمويه حتى صبحوا قوم ( زرقاء اليمامة ) فقتلوهم .. فأصبحت قصتها نذير شؤم لدى العرب .
وهذه الأشعار الجاهلية تثبت أن العيون الزرقاء كانت معروفة في جاهلية وبادية العرب
ومنهم من كانت له عيون زرقاء ( رغم نظرتهم المتشائمة لها )
بعد الإسلام زاد اختلاط العرب بغيرهم نظرة قاتمة للعيون الزرقاء
لأنهم لاحظوا أنها ( لون العيون ) الشائع لدى الروم فربطوها بأعدائهم
أوضح الزمخشري ذلك حينما قال :
( لـ أنها كانت لون أعين الأعداء من الروم، وفي وصفهم للعدو كانوا يقولون: “أسود الكبد، أصهب السبال، أزرق العين”.)
فزادتهم كراهيتهم الجاهلية لها بكراهيتهم لأعدائهم الروم وربطوا بها أمورا كثيرة
نجد في القرن الأول الهجري الشاعر الاسلامي قرن بن ذو رمة يقول
زرْقُ العيون إذا جاورْتَهم سَرَقُوا … ما يسرق العبد أو نابأتَهم كذبوا
ولسبب أخر وهو (الصراع العباسي الأموي )
فبنو العباس لاحظوا أن عيون بني أمية زرقاء
فأطلقوا ألسنتهم وكتابهم للسب و القدح في خصومهم بني أمية من خلال هذه النقطة
، فنجد عالم اللغة إسماعيل بن حماد الجوهري (تـ.393هـ/1003م)،
يقول ساخراً من شخص يفضل “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان”، على “الحسين بن علي”:
رأيت فتى أشقراً أزرقاً قليل الدماغ كثير الفضول
يفضِّلُ من حمقه دائباً يزيد بن هندٍ على ابن البتول
وكان الهيثم بن عدي ، من أنصار بني العباس ، (تـ. في بدايات القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي)، أول من وضع تراجماً للأعلام، مصنفة وفقاً لما اعتبره “عاهات” أصحابها الجسدية.
وقسم من ذكرهم في تراجمه على 5 فئات: العميان، والعور، والحول، والزرق، وجاحظو الأسنان. وحفظ أبو عثمان الجاحظ النسخة المحفوظة الوحيدة للهيثم بن عدي، في كتابه “البرصان والعرجان والعميان والحولان”.
واللافت للنظر أن أصحاب العيون الزرقاء الذين ذكرهم بن عدي هم “عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، العباس بن الوليد بن عبد الملك، مروان بن محمد بن مروان”، وكلهم كانوا من سادات بني أمية من قريش
وحين هُزِم الأمويون في المشرق العربي، وقامت الدولة العباسية، فرّ عبد الرحمن الداخل (صقر قريش ) إلى الأندلس حيث أسس فيها إمارة أموية دامت خمس قرون ، كانت الصفة البارزة في العائلة الأموية الحاكمة في الاندلس هي عيونهم الزرقاء بقوة.
وعرف عن خلفاء بني أمية في ألأندلس أنهم كانوا شقر الشعر(صفر)، وكان لأغلبهم عيون زرقاء.
سبب ذلك أنّ أمهات الأمراء والخلفاء الأمويين في الأندلس كلهن أوربيات شقراوات، لأنهن بالأساس كنّ من الجواري أو الأسيرات المسيحيات ( فعل سبيل المثال أمّ عبد الرحمن الناصر كانت أميرة من إقليم الباسك شمال اسبانيا )
التحول إلى حب العيون الزرقاء
بعد اندثار بني امية من المشرق و بداية ضعف الدولة العباسية، ضعفت الحملة التشويهية التي قادها بني العباس ضد تاريخ الأمويين.
فـ ظهر كُتّاب أعربوا عن فخرهم بماضيهم الأموي في الشام، بإحياء الأدب الذي يمدح الأمويين، خاصة في دمشق التي كانت عاصمتهم، بوضع مؤلفات عن فضائل بلاد الشام، وأصبحت العيون الزرقاء أمراً يدعوا للتباهي لا إلى “التجريس”.
ككتاب “ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر”، للصالحي محمد بن طولون الدمشقي، (953هـ/1546م) الذي قال أنه لا يعرف شخصاً جميلاً له عينان داكنتان، معتبراً أن العيون السوداء أقرب ما تكون إلى العيب منها إلى الجمال، إذا ما قورنت بالعيون الزرقاء.
ابن طولون كان دمشقياً، ومن كتبه “قيد الشريد في أخبار يزيد”، الذي تناول فيه أخبار يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، كما أنّ له مؤلفات عدة تهتم بالشام وبدمشق، وتميل إلى الفخر بماضيها الأموي.
ومن هنا أصبحت العيون الزرقاء تنافس السوداء والبنية في الجمال لدى العرب
بعد أن كانت سابقا مضربا لهم في مرض العيون ونذير شؤم



hgud,k hg.vrhx uk] hguvf – les yeux blues chez arabes